موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 196 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 14  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 07, 2014 1:06 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وظهرت ليلة مولده صلى الله عليه وسلم أمور غريبة عجيبية , تعظيماً لقدومه وإجلالاً لجنابه وإكراماً له أى إكرام , منها أن تزينت السماوات وحفظت من القواعد السمعية , فمن استرق السمع بعد ذلك أتبعه شهاب مبين بالرمى والرجم والإيلام , ولما ولد عيسى بن مريم حجبت الشياطين عن ثلاث سماوات تعظيماً لجلالته الروحية , وحجبت عن الجميع لما ولد نبينا على ممر الدهور والأعوام وتلألأت الكائنات بالأنوار وتدلت الكواكب من الجوانب الأفقية , وأفل طالع الكفر ولاح فجر الإسلام , وتزينت الجنان بأجمل زينة وأحلِّ مزية , وافتخرت الولدان وتبخترت الحور المقصورات في الخيام , وانصدع إيوان كسرى وسقطت شرفاته المبنية , وظهر دين الحق وبطلت عبادة الأصنام , وخمدت النيران التي كانت تعبدها الجاهلية وكان لها على الصحيح لم تخمد ألف عام , وغاضت بحيرة ساوة وقد عرفت بالأماكن الفارسية , وفاض ماء وادى سماوة وهي مفازة في جبال وآكام وكان مولده صلى الله عليه وسلم بمكان يعرف بسوق الليل بالأباطح المكية , بالبلد الحرام المشرف بدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام , وعند مسقط رأسه تنفح إلى الآن رائحة عنبرية , فيا سعادة من حياه بالتقبيل وعظمه بالإلتثام , وألبست الشمس يوم ولادته أنواراً عظيمةً ضحوية , وازداد القمر نوراً على نوره وغاب حندس الظلام , ووضعت الحوامل ذكوراً تعظيماً لقدوم ذاته المحمدية , واخضرت الأرض وأثمرت الأشجار وجاء الرغد من كل جانب وفاض طوفان الخير وتلاطمت أمواج بحور الأنعام , وكان صلى الله عليه وسلم وهو في المهد يناغي القمر ويتحرك مهده بتحريك الملائكة الروحانية , وحديثه مع القمر لأجل تسليته عن البكاء ونزول دموعه السجام , وأول من أرضعه ثويبة بعد أمه آمنة الوهبية , وأعتقها سيدها لما بشرته بولادته فجوزي بتخفيف العذاب عنه كل ليلة اثنين على الدوام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما : لما ولد محمد صلى الله عليه وسلم نادى المنادى تنبيهاً على رضاعة درته اليتيمة الفردية , فقالت الملائكة : ربَّنا مرنا أن نحمله إلى السماوات ونقوم بتربيته حق القيام وقال الغمام : ربَّنا مرنا أن نحمله معنا إلى جوانب الأرض الشرقية والغربية , وقالت الوحوش : ربَّنا مرنا أن نحمله إلى أوكارنا وقالت الطيور : ربَّنا مرنا أن نحمله إلى أعشاشنا ونلتزم بكفالته حق الإلتزام فخرج النداء بلسان حال القدرة الإلهية , معاشر الخلائق قد جعله الله رضيعاً لحليمة فكان لها بذلك الحظ الأوفر والإغتناء , وكانت حليمة في ضيق من العيش فلما أراد الله لها السعادة الأبدية , أقحط بلادها فكانت تكثر من الحمد في النور والظلام , فرأت فى منامها رجلاً أخذ بيدها إلى نهرٍ أشد بياضاً من اللبن وأحلى من الأشربة العسلية , وقال : اشربى يا حليمة فشربت وقالت له : من أنت ؟ قال : أنا الحمد الذى كنتِ تحمدين الله به فى الشدائد والخطوب العظام , يا حليمة لك البشرى برضاعة سيد المرسلين وخير البرية , فأكتمى أمرك ولا تظهرى شأنك فانتبهت مسرورة من رؤيا المنام , كانت حاملاً فوضعت حملها وهى تأكل من نبات الأرض وأعشابها الطرية , وكانت مع ذلك في غاية الصبر ونهاية الشكر والرضا بالقضاء والقدر والإستسلام , فخرجت ذات يوم مع نسوة لبني سعد في طلب النبات من البقاع الجبلية , فسمعن منادياً يقول ولد بمكة مولود فهنيئاً لثدي أرضعه وطوبى لعبدٍ كفله ويا نعم المولود ويا له من غلام , فلما رجعن أخبرن أزواجهن بما سمعنه في الأماكن البرية , فعزموا على الرحيل إلى مكة البلد الحرام , فلما أصبحوا تجهزوا للمسير فخرجت حليمة معهم على أتانٍ ضعيفة غير قوية , فلما وصلوا إلى مكة عُرض عليهم نبينا صلى الله عليه وسلم فأعرضوا عنه ليتمه وكانت حليمة في عقب الأقوام , فلما وصلت رأت عبد المطلب واقفاً بباب دار أمه آمنة الوهبية , فسألته عن مولود فقال لها : عندى مولود لكنه يتيم ومات أبوه وهو في اجتنان الأرحام ثم عرض على المراضع فأعرضن عنه ليتمه وفقر حال أمه فقالت : رضيت به فقال : ما الإسم ؟ قالت : حليمة السعدية , فقال لها : حلم وسعد ادخلى عليه فدخلت فرأته قمراً منيراً ونظرت إلى وجهه فوجدته مشتملاً على بشرٍ وابتسام , فحملته بين يديها وأعطته ثديها الأيمن فشرب ثم حولته إلى الأيسر فأبى وذلك من شرائعه العدليَّة , فقد أعلمه الله أن له شريكاً وهو أخوه من الرضاعة فترك له ثديها الأيسر ليتغذى منه على الدوام , وأقامت حليمة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم عند أمه آمنة المرضية , فعظمها عبد المطلب غاية التعظيم وأكرمها غاية الإكرام.

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 12, 2014 7:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما انصرفت المراضع بالأطفال خرجت حليمة معهن بعد أن ودعت أمه آمنة المحفوظة بالعناية الربانية ، فركبت أتانها ووضعته بين يديها وهم في فرح وسرور وأمان وسلام ، فنظرت إلى الأتان وقد سجدت نحو الكعبة بالقواعد الإبراهيمية ، ثم رفعت رأسها وقد كسيت حلة القوة والشجاعة كأنه لم يكن بها شيء من الأسقام ، فكانت تسعى بهم كالجواد فقالت المراضع : يا حليمة ليست هذه أتانك الأولية ، فرفعت الإتان رأسها وخاطبهم لسان حالها بأفصح خطاب وأبلغ كلام ، قائلاً : أنتن في غفلة لو تعلمن من على ظهري ؟ على ظهري خير النبيين وسيد المرسلين ورسول الحضرة الربانية ، به بعثني الله وأحياني بعد موتي وعفاني فسبحان محيي العظام .



على ظهري إمام الأنبياء

مليح الوجه مرفوع اللواء


رحمت به ونلت كمال سعدي

وأنسي والسرور مع الهناء


وتوجني بتاج العز ربي

وألبسني القوى وأزال كربي


وأخرج من حشاي ظلام قلبي

وشرفني وتمم لي عطائي


وطيب لي بعنبره نفوسي

فيا فرحي بطلعة ذا العروس


به نلت الكمال على جنوسي

ورب العرش أوفى لي منائي


وأفنى ذلتي وأجل قدري

وقوى همتي وأعز أمري


وأبدلني الهنا من بعد صبري

على ما كنت فيه من العناء


وسلمني من المحن الردية

وأمشاني بأعضاء قوية


وجملني بحالات بهية

وكمل نور عيني بالضياء


فيا ذا الفضل يا مولى العطايا

ويا من فضله عم البرايا


أقلني يا كريم من الخطايا

ومن سوء الردى عجل دوائي


وآمن روعتي واغفر ذنوبي

وأكرم شيبتي واستر عيوبي


وسامح هفوتي وأزل خطوبي

إذا نصبت موازين القضاء


وجد بالعفو والغفران واسمح

لمن في روضة الأوزار يمرح


وأمسى راعياً فيها وأصبح

وضيع وقته في الاجتراء


هو العبد المناوي الذليل

أسير الذنب موقفه طويل


ضعيف القلب ناصره قليل

فقير الحال مقطوع الرجاء



فبينما هم يسيرون إذ رأتهم في الطريق طائفة يهودية ، فأخبروا كبيرهم بما شاهدوه من الأمارات وإظلال الغمام ، وقالوا : يا كبيرنا ظهر الذي دلت على أوصافه كتبنا القديمة الموسوية الذي يبين الحق ويخفي الباطل ويظهر الإيمان والإسلام ، فقال لهم كبيرهم : دونكم فاقتلوهم عن آخرهم فبرزوا لقتالهم وسلوا سيوفهم المهندية ، فلما رأتهم حليمة بكت بكاء شديداً ونظرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو له ما ستفعله الكفرة اللئام ، فتبسم صلى الله عليه وسلم وهو بين يديها حتى بدت الأنوار من بين مباسمه السكرية ، مشيراً لها أن لا تخافي ولا تحزني فلا بد لنا من النصر العزيز من عند الملك العلام ، فأرسل الله ناراً من السماء فأحرقتهم عن آخرهم بالكلية وحمى الله نبيه من أيدي الكفار أهل البغي والإجرام ، فلما رأى زوجها كرامته قال يا حليمة : إن لهذا المولود شؤوناً شريفة علية ، حيث لم يبلغ الكفار ببركته منا المرام ، حليمة احفظيه ، فقالت : فداه روحي وأموالي وأولادي والأهلية ، ومسكنه فؤادي وهو قرة عيني وبغيتي ومرادي من دون الأنام ، ثم سارت حليمة مع رفقتها إلى أن وصلت إلى منازلها الوطنية ، فرأت بحار الخير تجري بين يديها ونبت بذر الإنعام ، وحلت بواديها البركات وأصبحت بلادها آمنة رخية ، وذهب جدبها وأخصب عيشها وسمنت إبلها وامتلأت من اللبن ضروع الأغنام ، وكانت أخته من الرضاعة إذا حملته ومرت به على شجرة سلمت عليه وأرخت عليه أغصانها القطوفية ، وإذا مرت به على حجر قال : السلام عليك يا نور الظلام ، وقد ورد أن شبابه صلى الله عليه وسلم في اليوم كشباب الشهر لغيره من الذرية ، فقام على قدميه في الشهر الثالث ومشى في الشهر الخامس وتكلم في التاسع بفصيح الكلام ، ولما فطم من الرضاعة قال : الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً بفصيح العربية ، فسبحان من توجه بتاج الكمال وألبسه لباس الجمال وألهمه النطق أعظم إلهام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 14, 2014 5:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
يا سيد الكونين يا علم الهدى

يا بدر تم في الوجود على المدى


يا خير خلق الله يا من فيضه

عم البرايا المنتهى والمبتدى


يا كوكباً فاق البدور حسنه

يا مرسلاً بالحق دوماً سرمدا


يا بحر علم الله يا كنز العطا

يا درة الأكوان يا قطر الندى


يا ناصر الدين القويم وأهله

يا ساقي الكفار كاسات الردى


يا رحمة للعالمين وعزهم

يا غاية الآمال يا مجلي الصدا


بك نالت الآفاق كل فضيلة

وتشرفت لما جنابك قد بدا


وتباشرت بالحمل آمنة الرضا

وعلت مقاماً فاخراً وممجدا


وكواكب الإشراق في أفق الهنا

طلعت ومصباح الكمال توقدا


والطير سبح آمناً مستبشراً

بقدوم ذاتك يا حبيب وغردا


وحليمة البركات لما أقبلت

ورأتك كالبدر المكمل يا هدى


فرحت وقبلت الجبين وأنشدت

بمقالة فاقت بها من أنشدا


هذا جمال الكون هذا بدره

هذا الذي منه الوجود تجددا


هذا مرادي وهو بهجة مهجتي

هذا لخلق الله يبعث مرشدا


هذا أماني وهو عين رعايتي

هذا حسامي طاعن عنق العدا


هذا حياة القلب بعد مماته

هذا مليح الوجه هذا المفتدى


هذا ملاذي وهو كهف حمايتي

هذا مناي في العشية والغدى


هذا نبي الله خاتم رسله

هذا ضيا عيني وروحي له الفدا


هذا غناي بعد فقري ليس في

قلبي سواه ومن له قد أوجدا


مذ جاءني نلت المنى من خالقي

وصفا لي العيش الهني وأرغدا


يا سيد السادات يا باب الحمى

يا من غداً للخلق تأتي منجدا


يا قائلاً ربي دعوتك أمتي

فيجاب من رب السموات الندى


في خلقنا اشفع يا محمد إننا

بالحق لم نخلف لأمرك موعدا


أنظر بعينك للمناوي إنه

في دائرات الذل دوماً سرمدا


وانقذه يا مختار من غفلاته

وانجده من بحر المذلة والردى



ولما بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر عامين توجهت به حليمة إلى مكة وأعطته لأمه وأخبرتها بما رأته من أماراته الظاهرية ، وحدثتها بما شاهدته من عجائبه التي لا تدركها الأفهام ، فاستبشرت آمنة برؤيته وابتهجت بطلعته وأخلاقه السنية ، وقبلته بين عينيه وضمته إلى صدرها فيا أشفق ضم ويا أبهج انضمام ، ثم خافت عليه من وباء مكة فأمرتها بالرجوع إلى المنازل السعدية ، فرجعت حليمة به وقد هاج شوقها بجماله وانتظم في قلبها محبته أحكم انتظام .

وكان صلى الله عليه وسلم وهو عند حليمة إذا خرج مع الصبيان تترقب مجيئه بأعينها البصرية ، وتفرح بقدومه إذا قدم وتبتسم في وجهه أحسن ابتسام ، فسأل ذات يوم عن إخوته فقالت : يا حبيبي خرجوا يرعون أغنامنا المقنية ، فقال : يا أماه دعيني أخرج معهم ، فلما أصبح أخذ عصاه وتمنطق بالحزام ، فأوصت حليمة أولادها عليه وبالغت في الوصية فأقام صلى الله عليه وسلم نهاره معهم وهم يرعون الأغنام ، فلما جاء الليل خرجت حليمة لملاقاتهم فرأته مقبلاً والأنوار تتلألأ من طوالعه الجبينية ، والأغنام حوله تلوذ به كالعرائس وهي تشخب لبناً طيب المذاق لذيذ الطعام ، فضمته بين ثدييها وقالت له : يا حبيبي ما الذي غيبك عني فحدثها أخوه بما رآه من أماراته الشهيرية ، وأخبرها بما شاهده من آياته التي لا تبلغ كنهها ذوو الأفهام ، وقال لها : يا أماه لما خرج معنا أخونا القرشي فما مررنا على شجرة إلا حيته أحسن التحية ، ولا مررنا على أرض يابسة إلا اخضرت ولابئر إلا فاض ماؤها ولا حجر إلا غاصت فيه الأقدام ، ومررنا يا أماه على واد فيه وحوش كثيرة كاسرية ، فخرج علينا سبع عظيم رآه خضع له وحول جنابه الرفيع حام ، وانكسرت شاة فذهبت تعدو إليه كأنها تشكو له ما أصابها من الوجع والبلية ، فوضع يده صلى الله عليه وسلم على كسرها فانجبر كأن لم يكن بها شيء من الآلام فلما سمع أبوه أخباره العلية قال : يا حليمة أنا لهذا المولود من جملة الخدام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

وما زال صلى الله عليه وسلم يخرج مع إخوته إلى المرعى كعادته الأصلية ، وهم يرون له في كل يوم من الآيات ما لا تحيط به عقول ولا تدركه أفهام ، فجاءه ذات يوم من السماء ملكان عليهما ثياب بيض نقية ، بوجوه كالأقمار متخلقين بالأخلاق العظام ، فأضجعاه على الجبل وشقا صدره وأزالا منه الحظوظ الشيطانية ، وملآه من العلم واليقين والإيمان والإسلام ، ثم شقا قلبه وأخرجاه وغسلاه بالثلج حتى صار جوهرة نقية ، ثم رداه إلى مكانه وختما عليه بخاتم ثم وزناه فعدل جميع الخلائق الخيرية ، ثم قبلاه بين عينيه وقيل في رأسه وقالا : ما عليك من خوف بعد هذا يا باب الرضا والإكرام ، فلما رأى أخوه من الرضاعة ما حل به ذهب يعدو إلى أمه قائلاً لها : قتل أخونا المنسوب إلى السادة القرشية ، فخرجت حليمة مسرعة ومعها جماعة من الأقوام ، فلما وصلت إليه رأته فوق صخرة وعلامة القبول على وجهه ظاهرة جلية ، فضمته وقالت له : يا حبيبي ما الذي أصابك فحدثها بما فعله به الملائكة الكرام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 16, 2014 6:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

فلما سمع أبوه من الرضاعة منه مقالته المحكية ، أخذه من أجله شدائد الاغتنام ، وقال لزوجته : إذهبي به إلى ديارنا الوطنية ، قالت حليمة فحملناه وجئنا به نحو الخيام فلما رآه الناس قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : نفسي سليمة وفؤادي صحيح ليس به سقام ، فغلبوا عليه في الأمر فتوجهت حليمة به إلى كاهن النصرانية ، وأخبرته بخبره فقال : لا بد أن أسمع منه الكلام ، فتقدم إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخبره بما فعلته به الملائكة الروحانية ، فقبض الكاهن يده ووثب قائماً على الأقدام ونادى بأعلى صوته : يا آل العرب يا آل العرب من شر قد اقتربت ساعته الوقتية ، فلما اجتمعت عليه الناس قال لهم : اقتلوا هذا الغلام فإنكم لو أبقيتموه وأدرك مدرك الرجولية ، ليسفهن أحلامكم وليبدلن أديانكم وليبطلنكم عبادة الأصنام وليدلنكم على إله لم تعرفوا له كيفية ، فإن أطعتموه أحبكم وإن خالفتموه جرد فيكم الحسام ، فتقدمت إليه حليمة وقبضت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهمتها القوية ، وقالت له : اختر لنفسك قاتلاً نحن لا نقتل محمداً وهجته بما يناسب المقام ، ثم احتملته وانصرفت به إلى الديار السعدية ، وأخبرت زوجها بما قاله الراهب من سوء الكلام ، فقال لها زوجها : إذهبي به إلى مكة المحمية وسلميه لأمه بمعاينة أكابر الأقوام ، فسارت به حليمة من غير أن تسلم خواطرها السرية حتى وصلت إلى نواحي مكة ذات المشاعر العظام ، فأعطته لأمه وكانت قبل ذلك على جنابه الشريف حريصية ، فقالت لها آمنة : ما الخبر عنه ؟ فقالت : أديت خدمته وجعلت أمرها على أمه في خفاء وإبهام ، فلم تزل بها حتى أخبرتها خبره فقالت : أتتخوفين عليه من الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه سبيل هذا ولدي محفوظ بعناية ربه دعيه وانطلقي راضية مرضية ، فرجعت حليمة من غيره باكية العين حزينة القلب شديدة الاغتمام ، وقد ورد أنها أسلمت مع زوجها وأولادها بالكلية ، وقد نظمهم في سلك الصحابة جمهور الكرام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )



صلوا على من جاءنا

بالحق أظهر ديننا


وأزال داجية الخنا

وبه الوجود أزينا


صلوا عليه وسلموا

في الخلد حقاً تكرموا


بنعيمها تتنعموا

بعطية من ربنا


هو أحمد باب الهدى

ذو المعجزات على المدى


وشفيعنا جمعاً غدا

باب الرضا بحر الهنا


والآل ثمت صحبه

والتابعين وحزبه


والعارفين بربه

كنز المكارم والغنى


لما حليمة حققت

أنواره قد أشرقت


فرحت وقامت عانقت

خير الأنام نبيينا


وتقول قد زال العنا

عنا وقد نلنا المنى


يا فوزنا يا سعدنا

بمحمد طاب الجنى


نور الوجود المصطفى

شمس البها معنى الصفا


كنز العطا سر الوفا

أضحى رضيعاً عندنا


بشرى لها قد أسعدت

ومن المخاوف أبعدت


إذ من ألست قد أوعدت

برضاع أحمد خيرنا


والله شرف قدره

فينا وأعلن فخره


يا صاح كرر ذكره

فهواي أجمعه هنا


إن رمت سعداً لذ به

فالسعد عن جنابه


يا رب أسعدنا به

يوم الحساب بجمعنا


يا عالماً بخفيتي

يا راحماً لشكيتي


يا سامعاً لمقالتي

بالصالحات اختم لنا


فأنا المناوي خاضع

في بحر جودك طامع


يا من لقولي سامع

يا رب آمن خوفنا



ولما بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر أربع سنين خرجت به أمه لزيارة أخواله في المدينة اليثربية ، فأقامت عندهم جملة أيام ، ثم انصرفت به راجعة إلى مكة فأدركتها في الطريق ركبان المنية ، فنقلت إلى رحمة الله التي وسعت أصواتها الحنية ، واشتد بكاء الإنس عليها حتى ذابت القلوب والأجسام ، ودفنت رضي الله عنها بالأبواء أو بالمقابر الحجونية ، وقبرها معروف يزار إلى الآن عليه المهابة والقبول والرضوان والأنوار العظام ، فاحتملت به صلى الله عليه وسلم أم أيمن بركة الحبشية ، وأدخلته على جده عبد المطلب فلما رآه بادر له مسرعاً بالقيام ، فأخبرته بوفاة أمه فضمه إلى صدره وأخذه عليه أعظم شفقة والديه وجعله في كفالته إلى أن بلغ من العمر ثمانية أعوام .

ولما انقضت من جده عبد المطلب أيام عمره الدنيوية ، ونزل به ريب المنون وتولى أمره الملك العلام ، تكفل بتربيته عمه أبو طالب شقيق أبيه عبد الله أرحاماً وصلبية ، وذلك بوصية من جده عبد المطلب قبل أن ينزل به ركب الحمام ، فجعله في حيه ورباه أحسن التربية ، إلى أن بلغ من العمر عشر سنين وبعد عامين توجه به مسافراً إلى الشام ، فرآه بحيرا الراهب فعرفه بالعلامات النبوية ، التي يعجز عن وصفها كل حبر خبير من ذوي الأفهام ، فرأى الأشجار سجدت والأحجار سلمت وغمامة بيضاء قد أظلته في الأوقات الهجيرية ، فدعاه لضيافته وإكرام من معه من الأقوام ، ثم وقف لتفقد الداخلين فلم يجد فيهم من له العلامات المعلومية ، فقال : هل بقي أحد منكم يا ذوي الأحلام ؟ فقالوا : بقي غلام يتيم تركناه للحراسة عند أمتعتنا الأحمالية ، فقال : لا تتم ضيافتنا إلا بوجوده يا ذوي الإكرام ، ثم خرج إليه وقبل الأرض بين يديه وقال له : يا حبيبي إذهب بنا إلى أماكن ديرنا المبنية ، فلا تتم ضيافتنا إلا بوجودك يا خير الأنام ، ويقال لما دخل صلى الله عليه وسلم اخضرت الشجرة بدير الراهب وصح أنه ارتفع الباب لئلا تنحني قامته الطويلة الحسنية ، وقيل خرج إليه رجل منهم واحتضنه وجاء به فلما رآه داخلاً نهض له قائماً على الأقدام ، وقال : أشهد أن هذا الذي يفتح الله ببركته مصر والشام والمدائن العراقية ، أشهد أن هذا رسول رب العالمين وخير الأنام ، أشهد أن هذا الذي دلت الكتب القديمة على أوصافه السنية ، وبين كتفيه خاتم النبوة قد غمره الله تعالى بالأنوار العظام ، ثم قال لعمه : ارجع به إلى مكة حذراً عليه من أهل الملة اليهودية ، فامتثل أبو طالب أمر الراهب ونوى الرجوع إلى مكة ولوى نحوها الزمام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 17, 2014 6:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وقد اشتهر صلى الله عليه وسلم بالأمين لأمانته الصديقية ، فسمعت خديجة بذلك فبعثت إليه خادماً من الخدام ، فلما حضر إليها أعطته مالها للتجارة وطلبت منه السفر إلى البلاد الشامية ، فخرج صلى الله عليه وسلم مسافراً مع ميسرة الغلام ، وأوصت خديجة ميسرة عليه وبالغت في الوصية ، وأمرته أن يكون قائماً بخدمته حق القيام ، ونزل صلى الله عليه وسلم تحت شجرة ليستظل بها فأظلته وأرخت عليه أغصانها الوارقية ، فرآه راهب من صومعته فعرفه لما مالت نحوه الشجرة وأظله في الهجير الغمام ، فسأل ميسرة عن أوصاف فيه فأجاب بها وهي أوصاف نبوية ، فقال له : هذا رسول الله لا تفارقه في غدوه ورواحه واليقظة والمنام ، هذا الذي ينزل عليه الوحي بالآيات الإلهية ، وينشر الله ذكره بين عباده وترتسم محبته في قلوب أحبابه أي ارتسام ، ثم سار صلى الله عليه وسلم مسافراً حتى دخل سوق المدينة البصروية ، فقضى تجارته فيها وأخذ في الرجوع إلى مكة المشرفة بيت الله الحرام ، ولما أشرف على أماكن مكة أضاءت بأنواره شوارعها وأماكنها البهية ، فرأته خديجة مقبلاً وبين يديه للهداية أعلام ، ثم رأت ملائكة قد أظلته من حر الشمس في الأوقات الهجيرية ، فهاج قلبها بمحبته وأقلقها شديد الوجد وفرط الغرام ، فقالت لميسرة : ما رأيت منه في مساعيكما السفرية ؟ فقال لها : يا سيدتي رأيت الأشجار سجدت والأحجار سلمت وأظلته في أوقات القيظ الغمام ، وأوصاني راهب من صومعته بعدم مفارقته في اللحظات الليلية والنهارية ، وأن أكون قائماً بخدمته وأتم لها ما أودعه الراهب إليه حق إتمام ، فربحت تجارتها ونمت وظهرت فيها البركات الربانية ، ورغبت في نكاحه لما عاينت وسمعت في شأنه من ميسرة طيب الكلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ثم عرضت نفسها عليه بالتزويج لتنال من مواهبه اللدنية ، وتلتمس من بركاته ما يكون سبباً للفوز بدار المقام ، فظهر أمرها بين السادة القرشية ، فقالوا : كيف ترضاه لنفسها وهو فقير ؟ مع أنه أسعد العرب والأعجام ، وقد خطبها قبل ذلك أكابر مكة فلم ترض لسابق سعادتها الأزلية ، وقد رضيت به صلى الله عليه وسلم أن يكون لها زوجاً ، فيا نعم الرضا ويا شرف الراضية في الأبد على الدوام ، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أعمامه بما دعته إليه الكريمة النقية ، فرغب في ذلك الحمزة والعباس وفرح فرحاً شديداً سائر الأعمام ، فجمع أبو طالب رؤساء الحرم ودخلوا على أبيها خويلد فخطبها إليه وخطب لهم خطبة سنية ، تدل على شرف أصولهم ورفعة مقدارهم الذي لا يسام ، ثم مدح ابن أخيه محمداً بالعز الأفخر والحظ الأوفر والخصال المحمودة العلية ، وأطال المدح فيه بالأقوال العظام ، ولا يخفاك أيها السامع أن أوصافه صلى الله عليه وسلم لا تحصرها العقول ولا الإدراكات الفهمية ، فلو كانت الأشجار أقلاماً والبحار مداداً وأهل السموات والأرضين كتاباً ما بلغوا من بعض صفاته إلا كخيال النجم في الماء في دجى الظلام ، فتزوجها صلى الله عليه وسلم فيا لها من زوجية ورزق منها بفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وعبد الله والقاسم الملقب بالألقاب العظام ، ثم رزقه الله بولد آخر من مارية القبطية ، فسماه المصطفى صلى الله عليه وسلم باسم أبيه إبراهيم خليل الملك العلام ، وهؤلاء السبعة يجب على المكلف معرفتهم كما يجب معرفة أجداده النسبية ، فيا سعادة من عرفهم لأن معرفتهم من جملة شرائع الإسلام ، وسنذكر نسبه إن شاء الله تعالى بعد هذا الباب تبركاً بدرر جواهره النقية ، فإنه نسب شريف طاهر نظمت درره وجواهره في أحسن سلك وأجل انتظام ، وكان عمره صلى الله عليه وسلم حين تزوج بخديجة خمساً وعشرين سنة هلالية ، وسنها أربعين بعد خمس كما في نصوص الأفاضل الفخام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 19, 2014 6:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وأما نسبه صلى الله عليه وسلم فهو سلسلة ذهبية ، جاءت بتوفيق الله تعالى في غاية الانتظام ، فهو سيدنا محمد بن عبد الله الملقب بالذبيح كما وقع للحضرة الإسماعيلية ، ابن عبد المطلب بن هاشم لكثرة نحره الإبل وهشمها للأقوام ، ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب ذي الهمة والشجاعة القوية ، ابن مرة بن كعب بن لؤي البطل الهمام ، ابن غالب بن فهر وهو قريش وإليه تنسب القبائل القرشية ، ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة الذي كان للعدى أقوى خزام ، ابن مدركة بن إلياس وكانت تسمع من النبي صلى الله عليه وسلم في صلبه أذكاره التسبيحية ، وهو أول من أهدى هداياه للبيت الحرام ، ابن مضر بن نذار بن معد بن عدنان ، وهذه نسبة شريفة صحيحة مروية ، ومن زاد على ذلك فقد كذب كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ولما بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر خمساً وثلاثين سنة عددية ، بنت قريش الكعبة لما صدعتها السيول وآلت إلى الانهدام ، وحصل بينهم ما حصل في رفع الحجر الأسود من المقالات التبريحية حتى تقوى بعضهم على بعض بالمقاتلة بنصل الحسام ، ثم تراجعت الأمور وفوضوا الأمر إلى من هو صاحب فطانة عقلية ، وقالوا : إن أمرنا بأمر اتبعناه وإن حكم بيننا بحكم أطعناه وتلقيناه منه بالقبول والاستسلام ، فأجمعوا على أن أول داخل من بني شيبة هو السيد على الجمعية ، فكان صلى الله عليه وسلم أول من دخل فقالوا : هذا محمد الأمين وقد رضيناه حكماً ولا نزاع ولا خصام ، فأخبروه بما أضمروه في سرائرهم الباطنية ، وأطلعوه على ما كان في صدورهم من الإبهام ، فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضع الحجر الأسود في ردائه الشريف وأمرهم أن يرفعوه بين أيديهم بالسوية ، ثم تناوله بيده الشريفة ووضعه في موضعه الذي تقبله الحجاج فيه إلى الآن وتحييه بالاستلام ، وقد بني البيت قبل ذلك مراراً وأول من بناه الملائكة الروحانية ، وكانوا يطوفون به كما رواه الفحول من العلماء الأعلام ، ثم بناه بعدهم آدم أبو الخليقة البشرية ، وكان يأتيه من الهند حافي الأقدام ، ثم بناه بعده إبراهيم خليل الحضرة الصمدانية ، وإسماعيل ينقل الأحجار له حتى أتما بناءه عليهما الصلاة والسلام ، ثم العمالقة ثم جرهم ثم قصي ثم كلاب ثم بنته بعدهم قريش والنبي صلى الله عليه وسلم يحمل الأحجار معهم على أكتافه الشريفة العلية ، ثم بناه بعدهم عبد الله بن الزبير بن العوام ، ثم بناه بعده الحجاج المنسوب إلى القبيلة الثقفية ، وهو البناء المعروف إلى الآن كما في نصوص الأماجد الفخام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 21, 2014 3:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر أربعين سنة شرفه الله تعالى بالرسالة العمومية فعمت رسالته جميع الخلائق من أهل النور وأهل الظلام ، فرسالته لأهل السموات على سبيل التشريف ولأهل الأرض على سبيل التكليف لأجل إظهار الشرائع الدينية ، وبيان الأحكام من الحلال والحرام ، وكان بدء رسالته من الوحي الرؤيا الصادقة في ضجعته النومية ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح في غاية الإحكام ، وكان صلى الله عليه وسلم يخرج من مكة إلى غار حراء بقصد العبادة ويستقبل بوجهه القبلة القدسية ، إلى أن أتاه صريح الحق من الملك العلام ، فجاءه الأمين جبريل بالرسالة فقال له : إقرأ فقال : ما أنا بقارىء فغطه ثم أرسله فقال له : إقرأ فقال : ما أنا بقارىء فغطه ثم أرسله فقال له : إقرأ فقال : ما أنا بقارىء إذ لا يعرف هذه الكيفية ، فغطه ثم أرسله فقال له : إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم جل من أنزل هذا الكلام ، فرجع صلى الله عليه وسلم إلى خديجة وفؤاده يرجف من المهابة الروعية ، وقال : زملوني زملوني ليذهب عنه ما به من الأوهام ، ثم غاب الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله عز وجل " يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر " آيات قرآنية ، فتلقاها النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل وبأعباء الرسالة قام .



تأمل حراء في جمال محياه

فكم من أناس من حلي حسنه تاهوا


فمما حوى من جاء لعلياه زائراً

يفرج عنه الهم في حال مرقاه


به خلوة الهادي الشفيع محمد

وفيه له غار له كان يرقاه


وقبلته للقدس كانت بغاره

وفيه أتاه الوحي في حال صبراه


وفيه تجلى الروح بالموقف الذي

به الله في وقت البداءة سواه


وتحت تخوم الأرض في السبع أصله

ومن بعد هذا اهتز بالسفل أعلاه


ولما تجلى الله قدس ذكره

لطور تشظى فهو إحدى شظاياه


ومنها ثبير ثم ثور بمكة

كذا قد أتى في نقل تاريخ مبداه


وفي طيبة أيضاً ثلاث فعدها

فعيراً وورقاناً وأحداً رويناه


ويقبل فيه ساعة الظهر من دعا

به وينادي من دعانا أجبناه


وفي أحد الأقوال في عقبة حراً

أتى ثم قابيل لهابيل غشاه


ومما حوى سراً حوته صخوره

من التبر إكسيراً يقال سمعناه


سمعت به تسبيحها غير مرة

وأسمعته جمعاً فقالوا سمعناه


به مركز النور الإلهي مثبتاً

فلله ما أحلى مقاماً بأعلاه


فيا رب بالغفران عجل وكن لنا

رحيماً وتب وامحو جنى ما ارتكبناه


وهب للمناوي ما تمناه سيدي

فأنت الذي للعبد تستر خطاياه



وأول من آمن به من الرجال أبو بكر صاحب الخلافة الأولية ، فهو أول من ذاق حلاوة الإيمان وارتشف زلال الإسلام ، وأول من آمن به من النساء السيدة خديجة الكريمة السخية ، وهي التي أنفقت عليه مالها وعرضت عليه نفسها بالتزويج لما سمعت ما اشتهر في حقه عند قريش ورأت من الإمارات النبوية والأمانة وصدق الكلام ، وأول من آمن به من الموالي زيد ومن الأرقاء بلال مولى الحضرة الصديقية ، وهو الذي كان يؤذن للصلاة إذا حضر وقتها ثم يشرع في المعقبات بعد السلام ، ثم أسلم عثمان وغيره وصار الناس يدخلون في دين الله فئة بعد فئة هداية ربانية ، حتى كثر سواده وتزاديت الأقوام ، ثم كمل الله له أعلى المراتب وجمله بأجمل المواهب اللدنية ، وبرأه من كل عيب وأرهب به أعداءه وأيده بجنوده وأنزل عليه سكينته وكساه جلاليب الاعتصام .
( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 24, 2014 8:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وكان صلى الله عليه وسلم يخفي عبادة ربه ومن معه من الجماعة الصحابية ، حتى أنزل الله عليه " فاصدع بما تؤمر " فجهر بما أمر به من تبليغ الأحكام ، فكان يدور على الناس في منازلهم ويقول : يا أيها الناس إن الله يدعوكم أن تعبدوه ولا تشركوا معه أحداً في الألوهية ، وأبو لهب وراءه يقول : يا أيها الناس إن هذا يدعوكم أن تتركوا دين آبائكم وأجدادكم وتذروا عبادة الأصنام ، وكانوا يترقبونه إذا جاء لصلاته فيضحكون عليه ويسخرون به لسوء سرائرهم القبيحة ، فنهاهم أبو بكر عن ذلك فلم ينتهوا لما حل بآذانهم وأبصارهم وبصائرهم من الصمم والعمى فبئس القوم اللئام ، ورماه الوليد بن المغيرة هو ومن معه بالمقالات الباطلة الزورية ، ووصفوه بالشعر والكهانة والجنون ، حيث لم ينظروا في العواقب ولم يخشوا الملام ، ولما جاء صلى الله عليه وسلم للصلاة قام عقبه بن أبي معيط فلف ثوبه على رقبته وخنقه خنقاً شديداً فأدركه أبو بكر بهمته العزمية ، فأخذ بمنكب الكافر ودفعه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وقال : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله كما قال مؤمن العصابة الفرعونية ، فرضي الله تبارك وتعالى عن أبي بكر وأرضاه وجازاه بالمهابة والقبول والاحترام ، ثم قال أبو جهل لمن حوله : أتزعمون أن محمداً يأتي الكعبة ويعفر بترابها جبهته يا ذوي الجمعية ؟ فأجابوه : بنعم فقال : لو رأيته لآذيته وأسقيته شراب الحمام ، فلما جاء صلى الله عليه وسلم الكعبة قام أبو جهل ليقضي منه ما أضمره له في بواطنه الخبيثية ، فرأى حوله خندقاً من نار واحتجب عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجنحة الملائكة الكرام ، فرجع أبو جهل خائباً خاسراً وأخبر قومه بما رآه مشاهدة عينية ، ولكن أعمى الله البصائر فزاغت عن الحق القلوب وغابت الأفهام ، وما زال في بغيه وعناده ومكائده السوئية ، إلى أن أورد الله روحه ناراً ذات عذاب شديد وانتقام ، وعاش صلى الله عليه وسلم آمناً مطمئناً في أعلى درجات الطبقات اللطفية ، عالي الجناب مشرفاً بين الملوك والأقوام ، ثم شرف الله حمزة بن عبد المطلب بانتظامه في سمط لآليء الملة الحنيفية ، فطهر الله قلبه وهذبه ونوره بدين الإسلام ، وكان قد خرج للصيد فسب أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطاول عليه بكل أذية ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليه لحسن أخلاقه العظام ، فسمعته جارية فأخبرت حمزة بذلك فجاء وضرب أبا جهل في رأسه بالمضربة القوسية ، وقال : أتشتمه وأنا على دينه ؟ أنا أقول كما يقول محمد وانتظم في سلك الهداية أبدع انتظام ، ثم وفق الله تعالى عمر بن الخطاب لدخوله في شرف الملة الإسلامية ، وكان إسلامه بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام وكان صلى الله عليه وسلم يدعو الله في ذلك ودعوته إجابتها محققة مقضية ، فكان يقول في دعائه : اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر أو بأبي جهل بن هشام ، فاختار الله أبا حفص لسابق سعادته الأزلية ، فلقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق لكونه فرق بين الحق والباطل فبين الحق وأعلاه وخفض الباطل وأخفاه وجعل أهله تحت مواطيء الأقدام ، وفي عاشر البعثة فارق أبو طالب دنياه الدنية ، وانقضى أجله ومضي زمنه وساوى من هلك في سالف الأعوام ، ثم توفيت السيدة خديجة الكريمة السخية ، أفاض الله على ضريحها من البركات وأمطرها هوامع الرحمات وأسكنها دار السلام ، ثم تزوج بعدها بعائشة البكرية ، التي نزلت صورتها له في منامه في سرقة من حرير الجنة مع جبريل عليه السلام ، وقال : يا رسول الله ربك يقرئك السلام ويخصك بالإكرام والتحية ، ويقول لك قد زوجناك هذه البكر من فوق سبع سموات فتزوج بها أنت في الأرض يا سمي الهمم وعلي المقام ، فدعا صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأخبره بالأخبار السماوية ، فزوجه بعائشة فهي زوجته في الدنيا ودار المقام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 28, 2014 5:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما بلغ صلى الله عليه وسلم إحدى وخمسين سنة دعاه مولاه إلى حضرته الربانية ، وأرسل إليه جبريل فلاطفه في إيقاظه من المنام ، وقال له : قم من منامك يا مطلوب الحضرة الإلهية ، يدعوك إلى قربه باريء الأنام ، فقد هيئت لك المطالب الإحسانية ، وقد مدت لك موائد الإنعام ، فلما انتبه صلى الله عليه وسلم من منامه أضجعه جبريل بعد أن احتمله مع ميكائيل وإسرافيل من جانب البيت إلى زمزم فشق صدره وطهره بالمياه الزمزمية ، ثم أودع فيه ما شاء الله وختم عليه بعد بخاتم ، ثم أتاه بالبراق مسرجاً ملجماً فاستصعب كالحيوانات الشموسية ، فقال له جبريل : أما تستحي يا براق والله ما ركبك خلق أكرم على الله من محمد سيد الأنام ، فاستحيا حتى ارفض عرقاً ثم قر حتى ركبه ، فلما استوى على ظهره سوى إسرافيل أطراف ثيابه وأمسك جبريل ركابه وأخذ ميكائيل الزمام ، وعلا به الجبال على حيال مكة وصلى بإشارة من جبريل في الأماكن الزكية ، وعرضت له في الطريق آيات وأحوال عظام ، ولما وصل صلى الله عليه وسلم بيت المقدس رأى الأنبياء جميعاً فيا لها من جمعية بهية ، فأذن جبريل وصلى نبينا صلى الله عليه وسلم ركعتين بالجميع إماماً فيا نعم المأموم ويا نعم الإمام ، ثم بعد الصلاة وثناء كل منهم على ربه بما هو أهل له رقى به جبريل إلى السماء الأولى فإذا فيها آدم بذاته البدرية فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام ، ورقى به إلى الثانية فإذا عيسى بن مريم النقية ، وابن خالته يحيى الذي أوتي في صباه جميع الأحكام ، ورقى به إلى الثالثة فإذا فيها يوسف بصفاته الحسنية ، ورأى في الرابعة إدريس الذي رفعه الله أعلى مقام ورأى في الخامسة هارون الذي وصفه الله في القرآن بالفصاحة اللسانية ، ورأى في السادسة موسى الذي شرف الله مسامعه بلذيذ الكلام ، ورأى في السابعة إبراهيم عند باب الجنة الفردوسية ، فسلم عليه فرد ورحب وقال له : يا محمد أبلغ أمتك مني السلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ورأى الجنة والنار بأعينه الرأسية ، غشيته سحابة فيها من كل لون فتأخر جبريل ثم عرج به حتى ظهر لمستوى سمع فيه صريف الأقلام ، فتجلى عليه رب العزة وحياه وقال : سل يا محمد تعط كل عطية ، فما زال الحبيب يسأل والكريم يجيبه حتى أرضاه وبلغه فوق ما رام ، ثم فرض عليه وعلى أمته في اليوم والليلة خمسين صلاة أدائية ، فرجع وأخبر موسى بذلك فقال له : ارجع وسل التخفيف فإن أمتك أقصر الأمم أعماراً وأقلها أعمالاً وأضعفها في الأجسام ، فرجع وسأل التخفيف حتى جعلها خمساً في العمل وخمسين في الفضل والأجرية ، ثم أهبط إلى بيت المقدس فركب براقه وجاء مكة والليل شديد الظلام ، ولما أصبح حدث الناس بما عاينه في الليلة المعراجية ، فمنهم من صدق ومنهم من كذب ورجع عن الإسلام ، فالمصدقون وأولهم أبو بكر فازوا بالنعمة والسعادة الأبدية ، والمكذبون وأولهم أبو جهل باؤوا بالخيبة والحسرة والندامة وأسباب الانتقام ، ثم سألوه عن بيت المقدس فأجابهم بأوصافه الحقيقية وأخبرهم بوقت مجيء عيرهم فجاءت كما أخبر عليه أفضل الصلاة والسلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة فبراير 28, 2014 8:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما بلغ صلى الله عليه وسلم ما أمره به مولاه من القواعد الدينية ، وأظهر الأحكام وحظر الحرام وعم بالإنعام ، اجتمعت قريش بدار الندوة وعقدوا لهم على قتله جمعية ، وكان أبو جهل هو المشير عليهم في هذا الكلام ، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأخبارهم القبيحة الضلالية ، وأمره بالهجرة فخرج ليلاً والناس في مضاجعهم منهم قبضة ترابية ، ولم يحصلوا والله في ليلتهم إلا السهر والقيام ، وما زال عليه الصلاة والسلام يسير وقد فاز أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالصحبة والمعية ، إلى أن دخلا غار ثور فكان لهما مأوى وستراً من عيون اللئام ، ولما أصبح الله بالصباح وأضاء بالأنوار الفجرية خرج الكفار يقتفون أثره في الجبال والآكام ، فلما دنوا من الغار بكى الصديق فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تحزن إن الله معنا بعنايته القوية ، فأنبت الله بباب الغار شجرة ونسج العنكبوت على بابه بيتاً وباض الحمام ، فقال بعضهم لبعض : هذا الغار أقدم من ميلاد محمد وقد خابت معالمهم الإدراكية ، فرجعوا وقد كلت منهم الأسماع والأبصار واختلت الأفهام ، ومكث صلى الله عليه وسلم بالغار هو وصاحبه سوية ، ثم خرجا منه بعد أن قاما ثلاثة أيام ، فأدركهما سراقة في الطريق حتى كان بينه وبينهما مقدار رمحين أو ثلاثة فتضرع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه فساخت قوائم فرسه في الأرض حتى بلغت الركبتين وكانت الأرض صلبة قوية ، فاستغاث برسول الله صلى الله عليه وسلم فأغاثه ولولا ذلك لبقي إلى يوم الزحام ، ثم انصرف صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اليثربية ، فبنى بها مسجده الشريف وأسس قواعد الإسلام ، وصار له أهلها أنصاراً وأعواناً وألف الله بين قلوبهم فأصبحوا إخواناً بنعمته الإحسانية ، وأقام صلى الله عليه وسلم بالمدينة فكانت معقله حياً ومأواه ميتاً إلى يوم القيام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )



صلاة الله ع المختار

إمام الأنبيا الأبرار


وقدوة الأصفيا الأخيار

محمد كامل الأنوار


***


وتسليم من الوهاب

طه النبي الأواب


وجمع الآل والأصحاب

مع الأزواج والأنصار


***


محمد صفوة الباري

ونوره في الورى ساري


ومدحه شرف أفكاري

فؤادي من غرامه نار


***


وحب البدر في قلبي

نبينا المصطفى حبي


عسى يدنو له قربي

وأتمتع بتلك الدار


***


عسى أدنوا لساحته

وأتبرك بحجرته


وأنظر حسن روضته

وأشهد هذه الأقطار


***


أقول لقلبي اتملى

فهذا السيد الأعلى


محمد صفوة المولى

ومن نوره جميع الأنوار


***


ويا روحي فما أهناكي

بهذا البدر بشراكي


فذا المختار مولاكي

لخدمته سعت الأشجار


***


ويا نفسي بذا فرحك

به رب العباد صلحك


فزيدي وأكثري مدحك

عسى يشفع لكي النار


***


ويا جسمي فقف بالباب

وضع خدك على الأعتاب


فهذا سيد الأحباب

محمد سيد الأبرار


***


يقول القلب يا سعدي

بحضرته ويا مجدي


بلغت من الحبيب قصدي

ونارت لي به الأفكار


***


تقول الروح لي البشرى

في دنيانا والأخرى


لنا بين الأمم ذكرى

بعمدتنا نبي الغفار


***


تقول النفس يا شرفي

به دنيا ويا تحفي


فذا شوقي ومؤتلفي

وعزي باطناً وجهار


***


يقول الجسم طاب أنسي

بطه المصطفى القدسي


فلو ألقيت في رمسي

لما ملت عن المختار


***


شغفت بحب هادينا

رسول الله مهدينا


غداً في الحشر يأتينا

وحوله السادة الأخيار


***


غداً يأتي ويتبختر

بوجه نير أزهر


به يستأنس المحشر

ويرفع كربه والعار


***


غداً يأتي لنا واكب

على ظهر البراق راكب


محمد صفوة الغالب

وحوله السادة الأقمار


***


به يا رب عاملنا

وبالإحسان واصلنا


وقربنا وأدخلنا

حماه وأسدل الأستار


***


وجد بالعفو للعبد

مناوي الخائف الرد


وبلغه إلى القصد

وسلمه من الأشرار


***



وأما معجزاته صلى الله عليه وسلم التي خص بها في حياته الدنيوية ، وإن شاركه في بعضها بعض الأنبياء والمرسلين الكرام ، فمنها تسبيح الحصى في كفه بألفاظ عربية ، وكلام الضب له في مجلسه مع أصحابه الأعلام ، ومنها انشقاق القمر فلقتين ونزول الآيات القرآنية ، وعود الشمس بعد غروبها حتى عمت أنوارها سائر الأنام ، ومنها حنين الجذع على فراقه لما خطب على غيره الخطبة الجمعية وانفجار الماء من بين أصابعه حتى ارتوى وتوضأ منه سائر الأقوام ، ومنها كلام الأحجار له والدواب الحيوانية ، وإقبال الأشجار إليه ساعية بلا أقدام ، ومنها تفله في المياه المالحة فأضحت عذبة زلالية وتفله صلى الله عليه وسلم في عيني علي وقتادة فبرئتا من الآلآم ، ومنها تزيين الأرض التي مشى عليها بأقدامه بحلل النبات السندسية ، وتكثير القليل بين يديه وظهور آثار مشيه في صم الجبال ، وإحياء شاة جابر بعدما ذبحت وطبخت ، وشهادة الغلام ، وكان لا يقع الذباب على جسده الشريف ، قامته بهية ، ولا يرى له خيال في الشمس والقمر ويساوي إذا مشى الطويل من الأقوام ، ومنها أن الأمين جبريل أتاه بالبراق مسرجاً ملجماً ليلة إسرائه ورؤيته للذات الأقدسية ، وركبته الأنبياء قبله بلا سرج ولا لجام وفي هذا القدر كفاية مرضية ، فإن معجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرة لا تحصى ولا يحيط بها إلا الملك العلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 02, 2014 8:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وأما ما كان عليه من كمالاته وأخلاقه الحميدة الزكية ، كما رأيته مسطراً عن العلماء الأعلام ، فكان صلى الله عليه وسلم محفوفاً بالهداية محروساً بالعناية محفوظاً من كل أذية مشهور الفضائل مذكوراً في المحافل مرفوعاً لواء عزه منشور الأعلام ، عارفاً بربه متوكلاً عليه في حوائجه الكلية ، صادقاً في أقواله مخلصاً في أفعاله قائماً بالعبادة لربه حق القيام ، زاهداً في دنياه راغباً في الدار الأخروية ، ساعياً في مصالح أهله واصلاً للأرحام ، عظيم القناعة إذا اشتد به سلطان الجوع تكفيه اللقمة الطعامية ، ماشياً مع الأرامل قاضياً حوائج الأيتام ، عفواً عمن أساءه صفوحاً عمن ظلمه رؤفاً بأمته تأخذه عليهم شفقته القلبية ، مجيباً للإماء صابراً على البلاء والخطوب العظام ، عفيف النفس لا يسأل أحداً من خلق الله حاجة من حوائجه الضرورية ، دائم الحمد والشكر إن وجد شيئاً أكله وإن لم يجد شيئاً نوى الصيام ، خافض الجناح للفقراء والمساكين والجماعة الصحابية ، هين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا مختال ولا نمام ، ماشياً خلف أصحابه قائلاً : خلوا ظهري للملائكة الرحمانية ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ولا ينطق في مجلسه إلا بصدق الكلام ، عاصباً من الجوع بالحجر أمعاءه الإحشائية وبين يديه مفاتيح خزائن الأرض بما فيها من الإنعام وراودته الجبال أن تكون له ذهباً فلم ترض نفسه الأبية ، بل رضي حالته التي هو بها عليه الصلاة والسلام ، كامل الآداب إذا مشى في أماكن المدينة البهية ، مشدوداً بالمئزر مرخياً على وجهه اللثام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

هذا ولما أكمل الله تعالى ديننا وأتم علينا نعمته الإفضالية ، أراد تعالى أن ينقله إلى حظيرة قدسه ليكمل شرفه عليه الصلاة والسلام ، فأنزل الله تعالى عليه " إذا جاء نصر الله والفتح " إلى آخرها لنعي نفسه الزكية ، فعندها قال عليه الصلاة والسلام : نعيت إلي نفسي وأكثر من التسبيح والتحميد والاستغفار واستعد للنفلة فعاش بعدها على إحدى الروايات أحداً وثمانين من الأيام ، وكان ابتداء مرضه في أواخر صفر ومدته ثلاثة عشر يوماً على المشهور من الأقوال المروية ، وقد روي أنه لما اشتد كربه وتزايدت به الآلآم ، خرج صلى الله عليه وسلم على أصحابه حتى صعد المراقي المنبرية وودعهم كما يودع الوالد أولاده وعرض باختياره لقاء الله تعالى فهاجت قلوب أهل الإسلام ، ونزل عليه جبريل بأمر عالم الخفية ، وقال له : يا محمد إن الله يقرئك السلام ، ويسألك عما هو أعلم به من أحوالك المرضية ، يقول كيف تجدك ؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال والاستفهام ، بقوله : أجدني يا جبريل مغموماً وأجدني يا جبريل مكروباً لكثرة ما به من مقدمات ركائب المنية ، ليبلغ من المقامات الربانية أعلى مقام ، وما زال جبريل عليه السلام يعوده لمؤانسته التوديعية ، إلى أن حان الوقت الذي لعظيم مصيبته تكاد أن تذوب القلوب وتفارق الأرواح الأجسام ، فنزل عليه الملك الموكل بقبض أرواح الخلائق الوجودية ، فوقف بالباب مستأذناً فقال جبريل : يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك إلى يوم القيام ، فأذن له فدخل وبدأ المصطفى بالتحية ، وقال : يا رسول الله إن الله عز وجل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمر ، إن أمرتني أن أقبض روحك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها يا نور الظلام ، فقال صلى الله عليه وسلم : امض لما أمرت به من قبض روحي إن شئت فإني اخترت لقاء رب العزة الأبدية ، فقال جبريل : يا رسول الله هذا آخر موطئي من الأرض كنت حاجتي من الدنيا يا غاية المرام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 03, 2014 8:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ولما شرع ملك الموت في قبض روحه الزكية ، أخذ جبينه في العرق من شدة الآلآم ، فقال : باسم الله بأعلى فصاحة لسانية ، وثنى بالحمد لله لأنه قادم على أجل وأعز مقام ، ولما نزلت به الغمرات وأخذته السكرات الكربية ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : وا كرب أبتاه ، فقال لها صلى الله عليه وسلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم ، هكذا رواه البخاري القدوة الإمام ، وكان فوق رأسه قدح فيه ماء فكان يأخذ منه بيده الشريفة ويمسح جبهته الوضيئية ، وهو يتألم مما حل به من الخطوب العظام ، ثم جعل يقول : اللهم الرفيق الأعلى فهو آخر كلام قاله في هذه الدار الدنيوية ، إلى أن انقضى ما كان وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، وذلك في يوم الإثنين فحل بالمسلمين ما حل من الكربات التي تعجز الأقلام عن أن تضبط لها كيفية ، وماج الناس بعضهم في بعض ، فمنهم من غاب ومنهم من أغمي عليه ومنهم من أخرس ومنهم من أقعد فلم يستطع القيام وكان أجزع الناس كلهم عمر بن الخطاب فأخذ بقائم سيفه وقال : لا أسمع أحداً يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بسيفي هذا فيا لها من مصيبة وكربة وبلية ، رشقت نبالها بصميم أفئدة أهل الإسلام ، فطلب الناس أبا بكر رضي الله عنه وكان غائباً فأقبل وعيناه تهملان وزفراته تتردد وقد ثبته الله تعالى وكم لله عناية ربانية فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأكب عليه وكشف الثوب عن وجهه وقبله وقال : طبت حياً وميتاً وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء قبلك وجل مقامك عن أن تدركه الأفهام ، ثم سجاه وخرج من عنده صلى الله عليه وسلم وعمر يكلم الناس يقول لهم : لم يمت خير البرية ، فقال أبو بكر : اجلس يا عمر فأبى أن يجلس لما حصل له من الدهشة والحزن واستمر على القيام ، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر ، فقال : أما بعد من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت بعد أن تشهد وأثنى على الله تعالى بكل مزية ، ثم قرأ " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .. الآية " فكأن الناس لم يعلموها حتى تلاها أبو بكر فتلقاها الناس منه على التمام ، ثم أمر بتجهيزه فشرعوا في تجهيزه مع الملائكة الروحانية ، فغسله علي في قميصه والعباس وابنه الفضل يعينانه وقثم وأسامة وشقران مولاه صلى الله عليه وسلم يصبون الماء وأعينهم معصوبة من وراء الستر وهم في غاية الاغتمام ، ثم كفنوه في ثلاثة أثواب بيض سحولية ، وصلت عليه الرجال فرادى بعد أن صلت عليه ملائكة الملك العلام ، ثم صلت عليه النساء والصبيان بوصية منه في حياته الدنيوية ، ودفن في موضع ما قبض عليه الصلاة والسلام ، ثم أحياه الله تعالى في قبره وتعرض عليه أعمالنا صالحة وخبيثية ، فيفرح بالصالحة ويستغفر للمسيء على الدوام ، فجزاه الله عن المسلمين خيراً فهو الرحمة العمومية ، وأدخلنا جميعاً في شفاعته واسقنا من حوضه ومتعنا برؤيته في دار السلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )

وأما فضائله صلى الله عليه وسلم بعد مفارقته الحياة الدنيوية ، فهي كثيرة جلت عن أن تحصرها الأقلام ، ولكن نورد نبذة منها تبركاً بذكر مفاخره العطرية ، ورجاء أن ننتظم في سلك محبيه عليه الصلاة والسلام ، فنقول قد روي أنه حين ينفخ إسرافيل في الصور نفخة القيام يرسل الله جبريل وميكائيل بالحلة والبراق إلى حضرته المحمدية ، فيقفان عند قبره الشريف وينادي جبريل يا طه السلام ، فينتبه المصطفى صلى الله عليه وسلم من روضته ينفض التراب عن رأسه الشريف فيصافحه جبريل ويبدؤه ميكائيل بالتحية ، فيقول : يا جبريل بشرني فيقول : يا محمد قد تزينت لقدومك الجنان الفردوسية وتبخرت للقائك الحور والولدان العظام ، فيقول : لست عن هذا أسأل أين أمتي يا جبريل ؟ فيقول : يا محمد ما انشقت الأرض عن أحد قبلك من الخلائق القبلية والبعدية ، بل أنت أول من ظهر وأول من يشفع وأول من يقرع باب الجنة يا بدر التمام ، ثم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد وتحيط بهم صفوف الملائكة السماوية ، فيتجلى المولى للمؤمنين تجلي رحمة وللكافرين تجلي غضب وانتقام ، فيتقدم المصطفى ويخر ساجداً تحت العرش وهو يحمد ربه بمحامد سنية ، ويقول في سجوده : أمتي أمتي سلمها ونجها يا ذا الجلال والإكرام ، فينادى : يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع يا كامل المزية ، فيشفع صلى الله عليه وسلم في فضل القضاء فتنصرف الكفار إلى النار والمسلمون إلى دار السلام فيقول الله مرحباً بعبادي وزواري قد أعطيتكم يا عبادي أوفر عطية ، أنتم ضيوفي وجيراني وخيرتي من خلقي أبحتكم رضاي وأسكنتكم دار السلام ، فيسكنون قصوراً مشرفة عليه ، ويأكلون ويشربون ويتنعمون بغاية الإنعام ، ويتفكهون ويلبسون ثياباً خضراً سندسية ، متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً ولا نصباً ولا لغوباً ولا لوم لوام ، ويطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق جواهرها نقية ، يسقون فيها من رحيق مختوم ختامه مسك فيا نعم الشراب ويا حسن الختام هذا ونسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ولسائر المسلمين بخاتمة السعادة الأبدية ، ويسكننا جواره في دار السلام .

( اللهُمَّ عطِّرْ قبرَهُ بالتَّعظيم والتَّحيَّة * واغْفِرْْ لَنَا ذُنُوبناَ والآثام )


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 03, 2014 8:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

اللهم يا عالم الأسرار الخفية ، يا من أحاط علمه بالليالي والأيام ، يا من السماء بقدرته مبنية ، يا من لا يغفل أبداً ولا ينام ، يا من الأرض بحكمته مدحية ، يا من لا يفتقر لمخلوق بل بنفسه القديمة قام ، يا من حوائج خلقه عنده مقضية ، يا من لا يخيب من قصده بل يعطيه فوق ما رام ، يا من افتقرت الخلائق إلى ذاته الأحدية ، وهو سبحانه وتعالى عزيز ومن استعز بعزه لا يضام ، يا من تفرد بالإيجاد والمنن والعطية ، وشمل إحسانه جميع الأنام ، نسألك بأنوار ذاتك القدسية التي بها كل حادث استقام ونتوسل إليك بنور ذات نبيك المصطفوية الذي استضاءت به قلوب المؤمنين وزال عنها الظلام ، وبآله تعمنا برحمتك وبركاتك الربانية ، وتغمسنا في بحار اللطف والإنعام ، وتدفع عنا كل هم وغم وكربة وبلية ، وتكفينا شر الذل والإهانة وتكسونا جلابيب المعزة والاعتصام ، وتوفقنا لصالح الأعمال الخالصة المقبولة المرضية وتنجينا من الإساءة والخزي والانتقام ، وتعفو عما أحاط به علمك من كل خطية ، وتمحو عنا الذنوب والآثام ، وتسترنا جميعاً في هذه الدنيا الدنية ، ولا تفضحنا بين خلقك في يوم تزل فيه الأقدام ، وتتولى قبض أرواحنا بيد قدرتك الربانية ، وتجعلنا عند الموت ناطقين بشهادة الإسلام ، وترزقنا عند سؤال الملكين الجواب يا مبلغ الأمنية وتؤنسنا في قبورنا من الوحشة والضيق والظلام ، وتلطف بنا في بعثنا ونشورنا وتحشرنا في زمرة صاحب المقامات العلية ، وتدخلنا في شفاعته وتوردنا حوضه وتعمنا عند الصراط المستقيم بالنور السني التام ، وترزقنا جوار نبينا في جنان النعيم الديموية ، وتبلغنا النظر إلى وجهك الكريم في دار المقام .

وصل اللهم وسلم على من تفرعت جميع الكائنات من درر محاسنه البهية ، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام صلاة وسلاماً نبلغ بهما حسن المواهب اللدنية وننتظم بهما في سلك طاعتك أحسن انتظام ، ونجلس بهما على بساط القرب لمشاهدة أنوارك الذاتية ، ونحوز بهما النظر إلى بهاء جمالك والحمد لله على ذلك في الافتتاح والاختتام ،،

تم مولد المناوي ويليه بمشيئة الله سبحانه ولأول مرة على شبكة النت مولد سيدي العارف بالله تعالى أحمد الدردير رضي الله تعالى عنه ، نسألكم الدعاء والله الموفق وله الحمد في الآخرة والأولى ..


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 07, 2014 4:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
تعريف بسيدي الدردير ومقدمة لابد منها :

سيدي أحمد الدردير، أحد أبرز الفقهاء والأصوليين من أهل السنة والجماعة وصوفي مشهور له تأليفات عديدة في التصوف واللغة والفقه وعلم الكلام.

نسبه ونشأته:

هو أحمد بن أحمد بن أبي حامد العَدوي المالكي الأزهري الخَلْوَتِي، الشهير بأحمد الدردير، ولد بقرية بني عدي التي تسكنها قبيلة بني عدي القرشية في أسيوط بصعيد مصر سنة 1127 هـ/1715 م، وينتهي نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب. وقد تلقب بـ (الدردير)؛ لأن قبيلة من العرب نزلت ببني عدي، وكان كبيرهم رجل مبارك من أهل العلم والفضل يدعى الدردير، فلُقِّبَ الشيخ أحمد به تفاؤلا.

حفظ القرآن وجوَّده، وحُبِّب إليه طلب العلم، فقدم الجامع الأزهر وحضر دروس العلماء الأجلاء. أخذ العلوم عن الشيخ الصعيدي ولازمه وانتفع به وأخذ عن الشيخ أحمد الصباغ وأخذ عن الملوي والحفني وأخذ طريق أهل التصوف عنه وصار من أكابر أهل التصوف في الطريقة الخلوتية.

وقد أخذ الشيخ الدردير عن جملة من الأعلام المبرزين:

• سمع الحديث المسلسل بالأَوَّلِية عن الشيخ محمد الدفراوي بشرطه.
• وأخذ علوم الحديث عن الشيخ أحمد الصَّباغ.
• وتلقى الفقه على الشيخ علي الصعيدي العَدوي، ولازَمه في كل دروسه حتى ظهرت نجابته ونباهته.
• وأخذ طريق التصوف وعلومه على الشيخ شمس الدين الحفني، وبه تخرَّج في طريق القوم، فَتلقَّن الذكر وطريقة الخلوتية منه حتى صار من أكبر خلفائه.
• حضر دروس الشيخين الملَّوِي والجَوْهري وغيرهما.

أخذ عن الشيخ الدردير كثرة من العلماء الأجلاء تخرجوا به وانتفعوا بعلومه، منهم:

• الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي.
• أبو الخيرات مصطفى العقباوي الذي أكمل شرح أقرب المسالك.
• أبو العباس أحمد بن محمد الصاوي.
• أبو الفلاح صالح بن محمد بن صالح السباعي.
• أبو الربيع سليمان بن محمد الفيومي.

مؤلفاته:

• شرح مختصر خليل. الذي هو عمدة الفقه المالكي، أورد فيه خلاصة ما ذكره الأجهوري والزرقاني، واقتصر فيه على الراجح من الأقوال.
• أقرب المسالك لمذهب الإمام مالك. متن في فقه المالكية فرغ من تأليفه سنة 1193هـ، وطبع بالقاهرة عام 1321هـ ثم تعددت طبعاته بعد ذلك.
• الشرح الصغير على أقرب المسالك. وصل فيه إلى باب الجناية ثم أكمله تلميذه الشيخ مصطفى العقباوي، وهذا الشرح هو الذي أقرَّه جميع المالكية في الفتوى، وعليه مشهور المذهب المالكي والأقوال المعتمدة فيه، واعتمده الشيوخ في تلقين المذهب للطلاب، وفي الفتاوى على مذهب الإمام مالك ، وقد طبع في بولاق بالقاهرة سنة 1281هـ.
• نظم الخريدة السَّنِيَّة في العقيدة السُّنيَّة. في علم التوحيد على مذهب الأشاعرة، وشرحها كذلك.
• تحفة الإخوان في آداب أهل العرفان في التصوف.
• شرح على ورد الأذكار للشيخ كريم الدين الخلوتي.
• شرح مقدمة نظم التوحيد للسيد محمد كمال البكري.
• رسالة في المعاني والبيان. في علوم البلاغة.
• رسالة أفرد فيها طريق حفص في القراءات.
• رسالة في المولد النبوي الشريف.
• رسالة في شرح قول الوفائية «يا مولاي يا واحد يا مولاي يا دائم يا عليُّ يا حكيم».
• شرح على رسالة الشيخ البيلي في مسألة «كل صلاة بطلت على الإمام بطلت على المأموم».
• شرح على منظومة للشيخ أحمد البيلي في المستثنيات.
• شرح على رسالة في التوحيد من كلام العلامة الدمرداش.
• رسالة في الاستعارات الثلاث.
• شرحٌ على آداب البحث والتأليف.
• شرحٌ على الشمائل المحمدية ولم يتمه.
• رسالة في صلوات شريفة اسمها (المورد البارق في الصلاة على أفضل الخلائق).
• التوجه الأَسْنَى بنظم الأسماء الحسنى. وتسمى بمنظومة الدردير أو منظومة الأسماء الحسنى للدردير.
• مجموعٌ ذكر فيه أسانيد الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم.
• شرح على رسالة قاضي مصر عبد الله أفندي المعروف بططر زاده في قوله تعالى {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} الآية.
• رسالة في متشابهات القرآن.
• رسالة تحفة السير والسلوك إلى ملك الملوك.
• العقد الفريد في إيضاح السؤال عن التوحيد.
• متن الخريدة البهية في علم التوحيد.

صفاته:

لقب الدردير بشيخ أهل الإسلام وبركة الأنام لتفوقة في الفنون العقلية والنقلية، وقد كان صوفيا زاهدا، قوَّالا للحق، زجارا للخلق عن المنكرات والمعاصي، لا يهاب واليًا ولا سلطانًا ولا وجيهًا من الناس، وكان سليم الباطن مهذب النفس كريم الأخلاق ولما توفي الشيخ علي الصعيدي تم تعيينه شيخًا على المالكية، وفقيهًا وناظرًا على «وَقْفِ الصعايدة» بل وشيخًا على «رواق الصعايدة» بالأزهر، فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كلا من الراعي والرعية، ولا تأخذه في الله لومة لائم وله في السعي على الخير يد بيضاء.

ومن أشهر مواقفه المشهودة التي تواتر الخبر بها موقفه مع أحد الولاة العثمانيين والذي أراد فور تعيينه أن يكون الأزهر هو أول مكان يزوره حتى يستميل المشايخ لعلمه بقدرتهم على تحريك ثورة الجماهير في أي وقت شاءوا وعند حدوث أول مظلمة، فلمَّا دخل ورأى الإمام الدردير جالسًا مادًّا قدميه في الجامع الأزهر وهو يقرأ وردَهُ من القرآن غضب؛ لأنه لم يقم لاستقباله والترحيب به، وقام أحد حاشيته بتهدئة خاطره بأن قال له: إنه مسكين ضعيف العقل ولا يفهم إلا في كتبه يا مولانا الوالي. فأرسل إليه الوالي صرة نقود مع أحد الأرقاء فرفض الشيخ الدردير قبولها وقال للعبد : « قل لسيدك من مدَّ رجليه فلا يمكن له أن يَمُدَّ يديه » فكان الشيخ قدوة في الحال والمقال.

وفاته:

تعلّل أياما ولزم الفراش مدة حتى توفي يوم 6 ربيع الأول سنة 1201 هـ، الموافق 27 ديسمبر سنة 1786م وقد صُلي عليه بالجامع الأزهر بمشهد عظيم حافل، ودفن بزاويته التي أنشأها بجوار ضريح يحيى بن عقبة ، وهو مسجد الآن.

هذا ما اقتبسناه من الويكبديا بتصرف من ترجمة للعارف بالله تعالى الإمام أحمد الدردير رضي الله تعالى عنه ..

وهنا نبدأ ونقول قد شرفنا الله وأكرمنا بعدة مخطوطات نادرة من ضمنها مخطوط منسوب لسيدي الإمام أحمد الدردير يتحدث فيها سيادته عن المولد الشريف ، هذا المخطوط سهل في تلاوته وليس به سقط والحمد لله تعالى ، ولكن أكبر إشكال في أي مخطوط هو نسبة المخطوط لصاحبه ، مع العلم أن صاحبه مشهور معروف وعالم جليل تقرأ صلواته ومنظومته حتى هذه اللحظة في بعض الحضرات ، هذا يسهل الأمر إذا ما سألت عن رسالته في المولد ولماذا لا يقرأه الشيوخ وخاصة في شهر المولد الشريف ؟! وعلى هذا فقد قمنا بالاتصال ببعض من نعرفه ممن تشرف بالعهد الخلوتي وكان رده مؤسفاً ، فأغلب الخلوتية اليوم إن لم يكن كلهم لا يعرفون عن هذا المولد شيئاً ، ولذلك كنت أنوي كتابة هذا المولد في وقت لاحق حتى أتأكد من نسبة المخطوط لصاحبه أو أنوه أن هذا المخطوط منسوب كما هو مكتوب عليه ، ودخلت مكتبتي لأفتش في الكتب فإذا بكتيب صغير الحجم قديم قد طبع عام 1374 من الهجرة النبوية المشرفة أي ما يوافق عام 1954 على نفقة فضيلة الشيخ صادق محمد العدوي ( والد الشيخ إسماعيل عالم الأزهر المعروف ) وعنوانه مولد البشير النذير للقطب الكبير والعلم المنير أبي البركات سيدي أحمد الدردير رضي الله عنه ، فحمدت الله تعالى وقلت بصوت عال مدد يا سيدي الدردير كده بقه جه الإذن بكتابته وظهوره ونشره وقراءته ، وطابقت النسخة المطبوعة القديمة على المخطوط وقد كنت أعتقد أن المخطوط ناقص لأن صفحاته قليلة والإمام الدردير يمكن أن يجمع في المولد الشريف أضعاف هذه المخطوطة إلا أن النسخة المطبوعة كانت مطابقة للمخطوط ، وبذلك تحقق لدي نسبة المخطوط إلى صاحبه رضي الله تعالى عنه ، وأثناء كتابتي لهذا المولد الشريف اتصل بي أحد ساداتنا الرفاعية وقال أنه أمام مقام سيدي الدردير ويقرأ لي الفاتحة فتيقنت أنه جاء موعد نشره والانتفاع به ، فاللهم هب لنا التوفيق بجاه سيدنا محمد وأهله والحمد لله رب العالمين ..

ورأيت أنه من الأفيد والأحسن أن أكتب المقدمة التي كتبها فضيلة الشيخ صادق محمد العدوي الخلوتي رضي الله تعالى عنه عسى ولعل أن نكون بذلك قد تسببنا في إحياء ما اندثر وآن آوانه ..

وللأسف الشديد لم أجد للشيخ صادق العدوي أي ترجمة على النت غير أن ولده الشيخ إسماعيل كان على قدم راسخة في العلوم الشرعية وغيرها وكان خطيباً بالجامع الأزهر وبمسجد الإمام الدردير وكان شيخاً من شيوخ الطريقة الخلوتية مسلكاً بها رضي الله تعالى عنه ، فإذا كان ولده هكذا وكيف الحال بالوالد رضي الله تعالى عنه وأرضاه ..

وإليكم مقدمة الشيخ صادق محمد العدوي وهي تحتوي على فوائد وهي هذه :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي زين سماء الأذكار بالصلاة على النبي المختار ، وأطلع من سنا أنوارها مطلع الشموس والأقمار وجعلها وسيلة معينة لقضاء الأوطار ومحو الذنوب والأوزار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله كنز الادخار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة دائمة التكرار تدوم بدوام الليل والنهار والعشي والإبكار وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد ، لما كانت الصلاة على النبي الأكرم والرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم من أشرف القربات وأفضل الأعمال الصالحات وأرجى في قبول الحسنات من رب الأرض والسموات ، استخرنا الله تعالى بأن نقوم بطبع هذا المولد المبارك رجاء غفر الذنوب وستر العيوب إنه رءوف رحيم وذلك حسبة لله ونسأل الله تعالى أن ينفع به كل مؤمن عاملاً بسنة الله ورسوله مراقباً الله في جميع أوقاته وهذا هو الحصن المتين ، ولقد وافق هذا الطبع في شهر صفر الخير سنة 1372 سنة الفتح والخير بالعهد الجديد الذي جاء ماحياً لكل فساد مجدداً لكل خير في الدين والدنيا وفقنا الله جميعاً لخير الدنيا والآخرة إنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء حفيظ .

ملحوظة : من الأدب عند قراءة المولد الشريف أن يكون القاريء على وضوء إن كان وحده أو جماعة وقبل الشروع في القراءة يستغفرون الله تعالى وذلك بمثابة تطهير القلب واللسان لأجل حصول التجلي من الله ورسوله على القارئين كما في كل أنواع العبادات والله كريم لا يرد سائله ولا يخيب قاصده وهو عند ظن عبده به ، ومن خصائص هذا المولد المبارك أن قراءته نافعة لكل مهم كيف لا وأن مؤلفه أبو البركات سيدنا أحمد الدردير رضي الله عنه وعنا به وعن جميع المؤمنين .

فائدة : من قال صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم فتح على نفسه سبعين باباً من أبواب الرحمة ، ويا سعادة من رزقه الله محبته صلى الله عليه وسلم ، ويجب القيام عند ذكر وضعه صلى الله عليه وسلم ويأثم المتخلف عن القيام إلا لعذر ويقول صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم بغير عدد ، عن أوس بن أوس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ قال : يقول بليت ، قال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء . رواه أبو داود بإسناد صحيح ، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي . رواه الترمذي وقال : حديث حسن .



راجي عفو القوي

صادق محمد العدوي


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تجميع لكتب المولد النبوي الشريف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 14, 2014 8:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواجب الوجود الواسع الكرم والجود المنزه عن الوالد والمولود ، الذي بعث فينا نبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بالآيات البينات والمعجزات الباهرات ، فأظهر به دينه القويم وهدى به الصراط المستقيم ، وخصه بالشفاعة والمقام الأسنى ، وأخذ على أنبيائه المواثيق والعهود ، لئن جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه حتى يبلغ رسالة الملك المعبود ، فلما أقروا بذلك قال اشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فدل ذلك على أنه أفضل خلق الله وأشرف رسل الله من أحبه أحبه الله ومن عصاه فقد عصى الله ، قال تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أنا حبيب الله والمصلي علي حبيبي " ، فمن أراد أن يكون حبيباً للحبيب فليكثر من الصلاة على الحبيب ويكفي العاقل اللبيب والحاذق النجيب ، في بيان عظم هذا النبي الكريم وبيان قدر الصلاة عليه والتسليم قول الله العلي العظيم : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً "



ولقد أحسن من قال شعراً :

فأنت رسول الله أعظم كائن

وأنت لكل الخلق بالحق مرسل


عليك مدار الخلق إذ أنت قطبه

وأنت منار الحق تعلو وتعدل


فؤادك بيت الله دار علومه

وباب عليه منه للحق يدخل


ينابيع علم الله منه تفجرت

ففي كل حي منه لله منهل


منحت بفيض الفضل كل مفضل

فكل له فضل به منك يفضل


نظمت نثار الأنبياء فتاجهم

لديك بأنواع الكمال يكمل


فيا مدة الإمداد نقطة خطه

ويا ذروة الإطلاق إذ يتسلسل


محال يحول القلب عنك وإنني

وحقك لا أسلو ولا أتحول


عليك صلاة الله منه تواصلت

صلاة اتصال عنك لا تتنصل



ولما كان أفضل خلق الله كان أول خلق الله وآخر أنبياء الله ، روى عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء ؟ قال : يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس ، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من الأول القلم ، ومن الثاني اللوح ، ومن الثالث العرش ، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين ، ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله تعالى ، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : كنت نوراً بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة آلاف عام . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنهم قالوا : يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد ، رواه الترمذي وحسنه . واختلفوا في أول المخلوقات بعد النور المحمدي والصحيح أنه الماء ثم العرش . ثم لما خلق الله آدم من طين ونفخ فيه الروح جعل ذلك النور في ظهره فكان يلمع في جبينه فيغلب على سائر نوره .

قال جعفر بن محمد : مكثت الروح في رأس آدم مائة عام ، وفي صدره مائة عام ، وفي ساقيه وقدميه مائة عام ، ثم علمه الله تعالى أسماء جميع المخلوقات ، ثم أمر الملائكة بالسجود له سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة فسجدوا إلا إبليس فاستكبر وأبى فكان أول من عصى الله وأول حاسد لمن فضله الله تعالى ، فطرده الله تعالى ولعنه وأهبطه من الجنة مذموماً مخذولاً ، ثم خلق الله تعالى زوجته من ضلع من أضلاعه اليسرى وهو نائم ولم يشعر بذلك فلما استيقظ ورآها سكن إليها ومد يده إليها فقالت الملائكة : مه يا آدم ، قال : ولم وقد خلقها الله لي ؟ فقالوا حتى تؤدي مهرها : قال : وما مهرها ؟ قالوا : أن تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، وفي رواية أنه لما رام القرب منها طلبت منه المهر قال : يا رب وماذا أعطيها ؟ فقال : يا آدم صل على محمد بن عبد الله عشرين مرة ففعل وأباح الله لهما نعيم الجنة إلا شجرة الحنطة فنهاهما عن الأكل منها ، فتحيل إبليس حتى دخل الجنة وأتى إليهما ووقف وناح نياحة أحزنتهما فقالا له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي عليكما تموتان وتفقدان النعيم المقيم ألا أدلكما على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؟ فكلا من هذه الشجرة فإنها شجرة الخلد ، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ، فلما أغواهما وأكلا منها وظنا أن أحداً لا يحلف بالله كاذباً ، قال الله تعالى : يا آدم ألم يكن فيما أبحت لكما من الجنة مندوحة عن هذه الشجرة ؟ قال : بلى يا رب وعزتك وجلالك ولكن ظننا أن أحداً لا يحلف بك كاذباً فأهبطهما إلى الأرض ، قال وهب بن منبه : لما أهبط آدم إلى الأرض مكث يبكي ثلثمائة عام لا يرقأ له دمع ، ثم إن حواء ولدت لآدم أربعين ولداً في عشرين بطن ، ووضعت شيثاً وحده ، كرامة لمن أطلع الله بالنبوة سعده ، ولما توفي آدم عليه السلام كان شيث وصيه على أولاده ، ثم إن شيثاً عليه السلام أوصى ولده بوصية آدم : أن لا يضع هذا النور إلا في المطهرات من النساء ، ولم تزل هذه الوصية جارية تنتقل من قرن إلى قرن إلى أن وصل هذا النور إلى عبد الله بن عبد المطلب ، وطهر الله هذا النسب الشريف من سفاح الجاهلية ، قال صلى الله عليه وسلم : " ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح الإسلام " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء " ، فهو سلالة الطيبين الطاهرين ونتيجة الكرام الموحدين النبي العربي الهاشمي القرشي المنتخب من خير بطون العرب وأعرقها في النسب محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ( وهو قريش وإليه تنسب قريش فمن كان فوقه فكناني لا قرشي ) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان هذا هو النسب المتفق عليه وما بعده لا يعول عليه .

ولما أراد الله تعالى إبراز هذا السر المصون الساري في الظهور والبطون من عالم الخفاء إلى عالم الظهور ليتم بذلك كمال الصفاء ومزيد السرور ، ألهم عبد المطلب بأن ذهب إلى وهب بن عبد مناف بن زهرة وهو يومئذ سيد بني زهرة نسباً وشرفاً فخطب منه ابنته آمنة لولده عبد الله وهي يومئذ أفضل إمرأة من قريش نسباً وموضعاً فزوجها له وبنى بها في شعب أبي طالب فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم وظهر لحمله عجائب ولوضعه .

وعن كعب الأحبار : أنه نودي تلك الليلة في السماء وصفاحها والأرض وبقاعها أن النور المكنون الذي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقر الليلة في بطن آمنة فيا طوبى لها ثم يا طوبى وأصبحت أصنام الدنيا منكوسة ، وكانت قريش في جدب شديد وضيق عظيم فاخضرت الأرض وحملت الأشجار وجاءهم الرفد من كل جانب فسميت تلك السنة التي حمل فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الفتح والابتهاج ، وآتاها آت حين حملت به فقال لها : أنت حملت بسيد هذه الأمة قالت آمنة : ما شعرت بأني حملت به ولا وجدت له ثقلاً ولا وحماً كما تجد النساء إلا أني أنكرت حيضتي وآتاني آت وأنا بين النوم واليقظة فقال : هل شعرت بأنك حملت بسيد الأنام ؟ ثم أمهلني حتى إذا دنت ولادتي آتاني فقال لي : قولي إذ وضعتيه أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمداً ، وروي أن كل دابة لقريش نطقت تلك الليلة وقالت : حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة وهو إمام الدنيا وسراج أهلها ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً ، وفرت وحوش المشرق إلى وحوش المغرب بالبشارات وكذلك حيتان البحار يبشر بعضها بعضاً ، وله في كل شهر نداء في الأرض ونداء في السماء أن أبشروا فقد آن أن يظهر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ميموناً مباركاً ، ولما تم لها من حملها شهران توفي عبد الله وهو راجع من الشام مع جماعة من قريش سافروا للتجارة فمروا بالمدينة فتخلف مريضاً عند أخواله بني عدي بن النجار فأقام عندهم مريضاً شهراً ثم توفي رحمه الله تعالى ، قيل : لما حضرت ولادة آمنة قال الله تعالى للملائكة : افتحوا أبواب السماء كلها وأبواب الجنان كلها وألبست الشمس يومئذ نوراً عظيماً وكان قد أذن الله تعالى تلك السنة لنساء الدنيا أن يحملن ذكوراً كرامة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قالت آمنة : لما أخذني الطلق ولم يعلم بي أحد لا ذكر ولا أنثى وإني لوحيدة في المنزل وعبد المطلب في طوافه فسمعت وجبة عظيمة وأمراً عظيماً هالني ثم رأيت كأن جناح طير أبيض قد مسح على فؤادي فذهب عني الرعب وكل وجع أجده ثم التفت فإذا أنا بشربة بيضاء فتناولتها فأصابني نور عال ، ثم رأيت نسوة كالنخل طوالاً كأنهن أجمل بنات عبد مناف يحدقن بي فبينما أتعجب وأقول من أين علمن بي ؟ فقلن لي : نحن آسية أمرأة فرعون ومريم ابنة عمران وهؤلاء من الحور العين فبينما أنا كذلك إذا بديباج أبيض قد مد بين السماء والأرض وإذا بقائل يقول : خذوه عن أعين الناظرين ، قالت : ورأيت رجالاً قد وقفوا في الهواء بأيديهم أباريق من فضة ، ثم نظرت فإذا أنا بقطعة من الطير قد أقبلت حتى غطت حجرتي مناقيرها من الزمرد وأجنحتها من الياقوت فكشف الله عن بصري فرأيت مشارق الأرض ومغاربها ورأيت ثلاثة أعلام مضروبات علماً بالمشرق وعلماً بالمغرب وعلماً على ظهر الكعبة ، فأخذني المخاض فوضعت محمداً صلى الله عليه وسلم ، فنظرت إليه فإذا هو ساجد قد رفع إصبعه إلى السماء كالمتضرع المبتهل ، ثم رأيت سحابة بيضاء قد أقبلت من السماء حتى غشيته فغيبته عني فسمعت منادياً ينادي : طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها وأدخلوه البحار ليعرفوه باسمه وصورته ونعته ويعلموا أنه يسمى فيها الماحي لا يبقى شيء من الشرك إلا محى في زمنه ثم انجلت عنه في أسرع وقت .

وفي رواية : أن آمنة قالت : لما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب ثم وقع على الأرض معتمداً على يديه ثم أخذ قبضة من التراب وقبضها ورفع رأسه إلى السماء ، وأخرج أبو نعيم عن عطاء بن يسار عن أم سلمة عن آمنة قالت : رأيت ليلة وضعه نوراً أضاءت له قصور الشام حتى رأيتها ، وأخرج أيضاً عن عبد الرحمن بن عوف عن أمه الشفاء قالت : لما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع على يدي فاستهل فسمعت قائلاً يقول : رحمك الله ، قالت الشفاء : وأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الروم قالت : ثم ألبسته ، وفي رواية : ثم ألبسته وأضجعته فلم أنشب أن غشيتني ظلمة ورعب وقشعريرة ثم غيب عني فسمعت قائلاً يقول : أين ذهبت به ؟ قال إلى المشرق والمغرب ، قالت : فلم يزل الحديث مني على بال حتى بعثه الله فكنت أول الناس إسلاماً ، ومن عجائب ولادته صلى الله عليه وسلم ما روي من ارتجاج إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرافة من شرافاته ، وغيض بحيرة طبرية ، وخمود نار فارس وكان لها ألف عام لم تخمد ، وولد صلى الله عليه وسلم مختوناً مسروراً أي مقطوع السرة ، واختلف في عام ولادته والصحيح أنه عام الفيل ، والمشهور أنه ولد بعد الفيل بخمسين يوماً ، وقيل بخمس وخمسين يوماً وقيل غير ذلك ، والصحيح أنه ولد في شهر ربيع الأول يوم الإثنين ، والأصح لثمان خلت منه ، والمشهور أنه ولد يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول ، والمشهور أنه يوم الإثنين نهاراً بعد الفجر وقيل ليلاً ، ولما ولد صلى الله عليه وسلم خرج معه نور أضاء له قصور الشام ، وخرج من بطن أمه نظيفاً ظريفاً ما به قذر كما أشار لذلك عمه العباس رضي الله عنه بقوله :



وأنت لما ولدت أشرقت الأرض

وضاءت بنورك الأفق


فنحن في ذلك الضياء وفي

النور وسبل الرشاد نخترق



ولله در البوصيري رضي الله عنه حيث قال :

ومحياً كالشمس منك مضيء

أسفرت عنه ليلة غراء


ليلة المولد الذي كان للدين

سرور بيومه وازدهاء


وتوالت بشرى الهواتف أن قد

ولد المصطفى وحق الهناء


وتداعى إيوان كسرى ولولا

آية منك ما تداعى البناء


وغدا كل بيت فيه نار وفيه

كربة من خمودها وبلاء


وعيون للفرس غارت فهل كان

لنيرانهم بها إطفاء


مولد كان في طالع الكفر

وبال عليهم ووباء


فهنيئاً به لآمنة الفضل

الذي شرفت به حواء


من لحواء أنها حملت أحمد

أو أنها به نفساء


يوم نالت بوضعه ابنة وهب

من فخار ما لم تنله النساء


وأتت قومها بأفضل مما

حملت قبل مريم العذراء


شمتته الأملاك إذ وضعته

وشفتنا بقولها الشفاء


رافعاً رأسه وفي ذلك الرفع

إلى كل سؤدد إيماء



جعلنا الله من خير أتباعه وختم لنا بالوفاة على أكمل حالات اتباعه .. آمين ..

تم مولد الإمام الدردير رضي الله تعالى عنه ويليه بمشيئة الله سبحانه مولد الشيخ البطاوي فابقوا معنا .. ومدد يا حضرة النبي مدد بلا عدد


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 196 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 14  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط