المسجد الحرام
------------------

المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بيت للناس وضع على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم .

سمى بالمسجد الحرام لحرمة القتال فيه منذ دخول النبي المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى مكة المكرمة منتصرا ، و الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة.

ذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ). (آل عمران: 96) .

والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال .

( المسجد الحرام عبر العصور )
----------------------------------
ويبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة، وقد بناها أول مرة الملائكة عليهم السلام قبل سيدنا آدم عليه السلام، وكانت من ياقوته حمراء، ثم رفع ذلك البناء إلى السماء أيام الطوفان، وبعد الطوفان قام سيدنا إبراهيم ومعه ابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام بإعادة بناء الكعبة، بعد أن أوحى الله الى سيدنا إبراهيم عليه السلام بمكان البيت، قال تعالى: ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .

وهـكذا أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام ببناء البيت الحرام وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام للكعبة وتطهير المساحة المحيطة به،ولقد جاءه (أي سيدنا إبراهيم عليه السلام) سيدنا جبريل عليه السلام بالحجر الأسود، ولم يكن في بادئ الأمر أسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض وذلك لقول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : «الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك».

وبقيت على حالها إلى أن تم إعادة بنائها على يد قريش في الجاهلية، بعد عام الفيل بحاولي ثلاثين عاماً بعد أن حدث حريق كبير بالكعبة، نتج عن محاولة إمرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء، ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة، فأعادت قريش بناء الكعبة، وقد حضره النبي صلى الله عليه وسلم، وشارك بنفسه الشريفة أعمامه في العمل، ولما أرادت قريش في هذا البناء أن ترفع الحجر الأسود لتضعه في مكانه اختصمت فيما بينها، حتى كانت تقع الحرب، ثم اصطلحوا على أن يحكم بينهم أول رجل يخرج من عليهم من هذه السكة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج فقضى بينهم أن يجعلوا الحجر الأسود في مرط (أي كساء) ثم يرفعه زعماء القبائل فرفعوه ثم ارتقى سيدنا ومولانا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فوضعه بيده الطاهرة الشريفة مكانه،ويجب أن نشير أيضا أن قصي بن كلاب وهو أحد أجداد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أول من سقف الكعبة، حيث قام بسقفها بخشب الدوم وجريد النخيل، وذلك قبل بناء قريش للكعبة بزمن طويل .

يتبع بمشيئة الله
-------------