بمُحمدِ خطر المحامد يعظم
وعقود تيجان القبول تُنَظمُ
وله الشفاعة والمقام الاعظم
يوم القلوب لدى الحناجر كُظمُ
***
قمرٌ تفرد بالكمال كماله
وحوى المحاسن حسنه وجمالهُ
وتناول الكرم العريض نوالهُ
وحوى المفاخر فخره المتقدمُ
****
والله ماذرأ الإلهُ وما برا
بشراً ولا ملكا ًكأحمد في الورى
فعليه صلى الله ما قلمٌ جرى
وجلا الدياجير نوره المتبسمُ
****
طلعت على الآفاق شمس وجوده
بالخير في أغواره ونُجُوده
فالخلقُ ترعى ريف رأفة جوده
كرماً وجارُ جنابه لا يهضمُ
****
سور المثاني من حروف ثنائه
ومحامد الأسماء من أسمائهِ
والرسل تحشرتحت ظل لوائهِ
يوم المعاد ويستجير المجرمُ
****
والكون مبتهجٌ بهاء بهائهِ
وبجيم نجدتهِ وفاء وفائهِ
فلسر سيرته وسين سنائهِ
شرفٌ يطول وعروة لاتفصمُ
****
البدرمُحتَقَرٌ بطلعة بدره
والنجم يقصر عن مراتب قدره
ما أسعد المتلذذين بذكره
في يوم تعرض للعصاة جهنمُ
****
دهشته اخطار النبوة في حرا
فأتي خديجة باهتا متحيرا
فحكت خديجة لابن نوفل ماجرى
من شأن أحمد إذ غدت تستفهمُ
****
قالت اتاه السبع في المتعبدِ
برسالة اقرأ باسم ربك وابتدِ
فأجاب لست بقارئٍ من مولدِ
فثنا عليه اقرأ وربك أكرمُ
****
قال ابن نوفل ذاك يؤثر عن نبي
ينشا بمكة والمقام بيثربِ
سيقوم بين مصدق ومكذبِ
وستكثُرُ القتلى وينسفك الدمُ
****
هذى علامته وهذا نعتهُ
والوقت في الكتب القديمة وقتُهُ
ولو انني أدركته لأطعتهُ
وخدمته في من يطيع ويخدمُ
****
قالت له فمتى يكون ظهورهُ
وبأي شيءٍ تستقيم أمورهُ
قال الملائكة الكرام ظهيرهُ
والبيض ترجف والقنا تتحطمُ
****
وعلى تمام الأربعين ستنجلي
شمس النبوة للنبي المرسلِ
بمكارم الأخلاق والشرف العلى
وسناه ينجد في البلاد ويُتهمُ
****
ومن العلامة يوم يبعث مرسلا
لم يبق من حجر ولا مدر ولا
نجم ولا شجر ولا وحش الفلا
إلا يصلي مفصحاً ويسلمُ
****
فعليه صلى الله كل عشيةٍ
وضحى وحياه بكل تحيةٍ
تهدى لخير الخلق خير هديةٍ
وتعزه وتجله وتكرمُ
قصيدة الشيخ عبد الرحيم البرعي اليماني
