موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 60 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 06, 2015 1:13 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16594
حبيبة1 كتب:
أختي الحبيبة النيل الخالد
دائما مميزة بموضوعاتك

أسأل الله تبارك وتعالى ان يزيدك من فضله

_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 06, 2015 10:21 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
ومنهم من يكشف له من طريق مشاهدة الحقائق من أفعال الربوبية .
فيشاهد أثار قدرته في الأشياء كلها ، وجميل صنعه ، وما أشبه هذا الجنس .
ومنهم من يكشف له من طريق مشاهدة عظمة الله ، وجلاله ، وكبريائه ، وعظم قدرته ، وحقارة قدر خلقه ، في جنب عظمته ،
ورؤية فقر الخلق ،
وضرهم ، وفاقتهم ، وحاجتهم إليه ، وقوته ، وغناه عنهم ، وسعة خزائنه ، وكفايته ،
وحسن عنايته في أمورهم .
ومنهم من يكشف له من جهة رؤية التوفيق ، وحلاوة المعرفة ، والمحبة ، ورؤية عصمته إياه من الضلالة ، والكفر ، والأهواء .
ومنهم من يكشف له من طريق مشاهدة فردانيته ، ووحدانيته فقط .
حتى لا يري في سره معه غيره ، فيتلاشى قدر من دونه في سره .
حين يشاهد الله جل جلاله . فيري قدمه ، وكماله ، وبقاؤه ، ويري حدوث الخلق وفنائهم .
وجميع هذه الوجوه ليس لبحارها غاية ، ولا لجواهرها نهاية .
وقد قال جل جلاله (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب).
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 07, 2015 10:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
وهذه الوجوه كلها . ما يجرى منها علي لسان الحكيم . كمثل البحر يموج منه الزبد . فينبذه البحر ، فينتفع به الإنسان .
فكذلك الحكيم ما يجرى من الحكمة علي اللسان ، ويعبر للخلق علي لسان البيان . كزبد يهيج من بحر القلب .
وزبد البحر ينتفع به من كان به رمد العين . فكذلك ينتفع من في قلبه مرض حب الدنيا ، ورمدت عينا قلبه ، بقول الحكيم ،
ويشفي الله تعالي صدره مما فيه من الأمراض ، من حب الشهوات ، ومثلهمن الآفات .
فهذا طريق باطن العلم وظاهره ، ولا يستغني أحدهما عن الآخر ، لأن أحد العلمين بيان الشريعة ، وهو حجة الله تعالى علي خلقه .
والآخر بيان الحقيقة التي وصفت بعضها ، فعمارة القلب والنفس بهما جميعا . وصلاح ظاهر الدين وقوامه بعلم الشريعة ،
وصلاح باطنن وقوامه بالعلم الآخر وهو علم الحقيقة .
والدليل علي ذلك : أن صلاح الدين بصحة التقوي ، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (التقوي هاهنا ) وأشار بيده إلي قلبه .
فمن اتقي بالعلم الظاهر وأنكر العلم الباطن ، فهو منافق .
ومن أتقي بالعلم الباطن . ولم يتعلم العلم الظاهر ، ليقيم به الشريعة وأنكرها فهو زنديق ، وليس علمه في الباطن علما في الحقيقة ،
إنما وساوس يوحي بها الشيطان إلبه .
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 09, 2015 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
قال الله تعالي : (وإن الشياطين ليوحون إلي أوليائهم )
وأما من كان مسلما ، مؤمنا ، صالحا ، عارفا ، آمن بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وتمسك بالشريعة ، وعمل بها ، واقتدي برسول الله
صلي الله عليه وسلم ، واتبعه ، واتبع الآئمة من أصحابه ، وشاهد بقلبه مع الله تعالي علي سبيل الأفتقار والإفتخار به ،
ورؤية الاضرار من نفسه ، وترك الاختيار ، وصحبة الملك الغفار .
وقد وفقني الله بمنته حتي بالغت في الشرح ، والبيان بين الصدر والقلب ، والقلب هو معدن نور الإيمان .
قال الله تعالي : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم )
وقال : ( وقلبه مطمئن بالإيمان ).
والقلب هو معدن التقوي ، والسكينة ، والوجل ، والإخبات ، واللين ، والطمأنينة ، والخشوع ، والتمحيص ، والطهارة .
قال الله تعالي : ( وألزمهم كلمة التقوي وكانوا أحق بها ).....
وأشار بالإلزام إلي قلوبهم .
وقال :( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين )
وقال : ( فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم )
وقال في قصة الخليل عليه السلام : ( ولكن ليطمئن قلبي )
وقال : ( وتطمئن قلوبنا )
وقال : ( أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى )
وأشار رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتقوي إلي قلبه .
وأصل التقوي في القلب . وهي التقوى من الشك ، والشرك ، والكفر ، والنفاق ، والرياء .
يتبع

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 8:42 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

وقال في الطهارة: { ذَ‌ٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} (الأحزاب، 53)، وقال: { {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [المائدة: 41] } (المائدة، 41)، وقال:{ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ } (آل عمران، 154)، وقال في الوجل: { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } (المؤمنون، 60)، وقال: {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (الأنفال، 2)،

وقال في الإخبات: { فَتُخْبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمْ } (الحج، 54)، وقال في اللين: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } (الزمر، 23)، وقال في عدم الفقه: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا } (الأعراف، 179)، وقال في الخشوع: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} (الحديد، 16).

ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” ، وقال أهل التفسير إن معنى الخشوع الخوف الدائم في القلب.

اعلم، رحمك الله، أنه ليس من خلق الله شيء أطيب من قلب طاب بنور التوحيد والمعرفة والإيمان

ولا أطهر ولا أنظف ولا أتقى ولا أصفى ولا أوسع إذا طهّره الله من الأنجاس وتولى إحياءه بنور الحق وحفظه وحرسه وزاد فيه من الفوائد،

وهو قلب المؤمن، وليس لأنواره غاية

وليس شيء أخبث منه ولا أنتن ولا أنجس إذا خذل الله صاحبه، ولم يتول حفظه ووكله إلى الشيطان، وهو قلب المنافق والكافر، لأنه معدن الشرك والشك والنفاق والريب والمرض.

قال الله تعالى: {إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة، 28)، وقال في المنافقين: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ } (التوبة، 95)، وقال في معنى الريب: {وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } (التوبة، 45)، وقال في معنى الإنكار: {قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } (النحل، 22)، وقال في معنى المرض: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (الحج، 53).

وأصل جميع الذنوب قساوة القلب، قال الحكيم : “إن القلب إذا قسى لا يبالي إذا أساء”.

والقلب إذا استنار بنور الله ونور الإيمان تولى الله حفظه، وملأه محبة وخشية، وأقفل عليه قفل القدرة،

ووضع مفتاح المشيئة في خزينة غيبه، ولا يطلع عليه أحد إلاّ في وقت سكرة الموت،

فحينئذ يظهر له ما في غيبه.

وإن القلب إذا امتلأ من ظلمات الكفر والشك والنفاق، قيّض الله لصاحبه شيطاناً، فتولى حفظه وأقفل عليه قفل الخذلان،

والله يعلم عاقبته، وما يؤول إليه أمره، لا يظهر ذلك لأحد إلى إن يغرغر، وذلك سر الله لا يطلع عليه غيره.

فكم من كافر بعيد وُفّق بالإيمان فيموت سعيداً، وكم من مؤمن قريب يخذله ربه فيموت شقياً.

واعلم، رحمك الله، أن قدرة الله نافذة، وأنه لم يطلع على مراده مشيئته في خلقه وخواتم أعماله إلاّ طائفة من الأنبياء، وذلك علامته لصحة نبوتهم.

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة من أصحابه أنهم من أهل الجنة كرامةً من الله وفضلاً منه عليه.

يتبع بمشيئة الله

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 8:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7973
السلام عليكم يا فندم ده كلام جامد اوي وبيخوفني اللهم ارزقنا الثبات علي الامر
ورقق قلوبنا للايمان وزدنا ولا تنقصنا يارب امين بحق جاه النبي واله

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 8:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
msobieh كتب:

وقال في الطهارة: { ذَ‌ٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} (الأحزاب، 53)، وقال: { {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [المائدة: 41] } (المائدة، 41)، وقال:{ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ } (آل عمران، 154)، وقال في الوجل: { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } (المؤمنون، 60)، وقال: {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (الأنفال، 2)،

وقال في الإخبات: { فَتُخْبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمْ } (الحج، 54)، وقال في اللين: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } (الزمر، 23)، وقال في عدم الفقه: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا } (الأعراف، 179)، وقال في الخشوع: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} (الحديد، 16).

ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” ، وقال أهل التفسير إن معنى الخشوع الخوف الدائم في القلب.

اعلم، رحمك الله، أنه ليس من خلق الله شيء أطيب من قلب طاب بنور التوحيد والمعرفة والإيمان

ولا أطهر ولا أنظف ولا أتقى ولا أصفى ولا أوسع إذا طهّره الله من الأنجاس وتولى إحياءه بنور الحق وحفظه وحرسه وزاد فيه من الفوائد،

وهو قلب المؤمن، وليس لأنواره غاية

وليس شيء أخبث منه ولا أنتن ولا أنجس إذا خذل الله صاحبه، ولم يتول حفظه ووكله إلى الشيطان، وهو قلب المنافق والكافر، لأنه معدن الشرك والشك والنفاق والريب والمرض.

قال الله تعالى: {إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة، 28)، وقال في المنافقين: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ } (التوبة، 95)، وقال في معنى الريب: {وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } (التوبة، 45)، وقال في معنى الإنكار: {قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } (النحل، 22)، وقال في معنى المرض: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (الحج، 53).

وأصل جميع الذنوب قساوة القلب، قال الحكيم : “إن القلب إذا قسى لا يبالي إذا أساء”.

والقلب إذا استنار بنور الله ونور الإيمان تولى الله حفظه، وملأه محبة وخشية، وأقفل عليه قفل القدرة،

ووضع مفتاح المشيئة في خزينة غيبه، ولا يطلع عليه أحد إلاّ في وقت سكرة الموت،

فحينئذ يظهر له ما في غيبه.

وإن القلب إذا امتلأ من ظلمات الكفر والشك والنفاق، قيّض الله لصاحبه شيطاناً، فتولى حفظه وأقفل عليه قفل الخذلان،

والله يعلم عاقبته، وما يؤول إليه أمره، لا يظهر ذلك لأحد إلى إن يغرغر، وذلك سر الله لا يطلع عليه غيره.

فكم من كافر بعيد وُفّق بالإيمان فيموت سعيداً، وكم من مؤمن قريب يخذله ربه فيموت شقياً.

واعلم، رحمك الله، أن قدرة الله نافذة، وأنه لم يطلع على مراده مشيئته في خلقه وخواتم أعماله إلاّ طائفة من الأنبياء، وذلك علامته لصحة نبوتهم.

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة من أصحابه أنهم من أهل الجنة كرامةً من الله وفضلاً منه عليه.

يتبع بمشيئة الله


أكرمكم الله مولانا الكريم الفاضل و جزاكم خيرا كثيرا و نصر بكم و أعزكم و تسجيل متابعة لا حرمنا الله من حضرتك أبدا و نسأل الله العفو و العافية و الرحمة سبحانك يا أرحم الراحمين

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 9:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7973
molhma كتب:
msobieh كتب:

وقال في الطهارة: { ذَ‌ٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} (الأحزاب، 53)، وقال: { {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [المائدة: 41] } (المائدة، 41)، وقال:{ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ } (آل عمران، 154)، وقال في الوجل: { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } (المؤمنون، 60)، وقال: {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (الأنفال، 2)،

وقال في الإخبات: { فَتُخْبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمْ } (الحج، 54)، وقال في اللين: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } (الزمر، 23)، وقال في عدم الفقه: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا } (الأعراف، 179)، وقال في الخشوع: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} (الحديد، 16).

ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” ، وقال أهل التفسير إن معنى الخشوع الخوف الدائم في القلب.

اعلم، رحمك الله، أنه ليس من خلق الله شيء أطيب من قلب طاب بنور التوحيد والمعرفة والإيمان

ولا أطهر ولا أنظف ولا أتقى ولا أصفى ولا أوسع إذا طهّره الله من الأنجاس وتولى إحياءه بنور الحق وحفظه وحرسه وزاد فيه من الفوائد،
ح
وهو قلب المؤمن، وليس لأنواره غاية

وليس شيء أخبث منه ولا أنتن ولا أنجس إذا خذل الله صاحبه، ولم يتول حفظه ووكله إلى الشيطان، وهو قلب المنافق والكافر، لأنه معدن الشرك والشك والنفاق والريب والمرض.

قال الله تعالى: {إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة، 28)، وقال في المنافقين: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ } (التوبة، 95)، وقال في معنى الريب: {وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } (التوبة، 45)، وقال في معنى الإنكار: {قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } (النحل، 22)، وقال في معنى المرض: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (الحج، 53).

وأصل جميع الذنوب قساوة القلب، قال الحكيم : “إن القلب إذا قسى لا يبالي إذا أساء”.

والقلب إذا استنار بنور الله ونور الإيمان تولى الله حفظه، وملأه محبة وخشية، وأقفل عليه قفل القدرة،

ووضع مفتاح المشيئة في خزينة غيبه، ولا يطلع عليه أحد إلاّ في وقت سكرة الموت،

فحينئذ يظهر له ما في غيبه.

وإن القلب إذا امتلأ من ظلمات الكفر والشك والنفاق، قيّض الله لصاحبه شيطاناً، فتولى حفظه وأقفل عليه قفل الخذلان،

والله يعلم عاقبته، وما يؤول إليه أمره، لا يظهر ذلك لأحد إلى إن يغرغر، وذلك سر الله لا يطلع عليه غيره.

فكم من كافر بعيد وُفّق بالإيمان فيموت سعيداً، وكم من مؤمن قريب يخذله ربه فيموت شقياً.

واعلم، رحمك الله، أن قدرة الله نافذة، وأنه لم يطلع على مراده مشيئته في خلقه وخواتم أعماله إلاّ طائفة من الأنبياء، وذلك علامته لصحة نبوتهم.

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة من أصحابه أنهم من أهل الجنة كرامةً من الله وفضلاً منه عليه.

يتبع بمشيئة الله


أكرمكم الله مولانا الكريم الفاضل و جزاكم خيرا كثيرا و نصر بكم و أعزكم و تسجيل متابعة لا حرمنا الله من حضرتك أبدا و نسأل الله العفو و العافية و الرحمة سبحانك يا أرحم الراحمين

امين امين امين يا ملهمة

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 9:16 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

الفاضلتان مسكينة وملهمة

معذرة .... النت بيفصل ... وعفوا سايق العوج

ربنا يهديه

لا حرمني الله منكم ولا من دعائكم

وأسأل الله لكم الثبات في الدنيا والآخرة حتى المنصرف

اللهم آمين

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 9:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7973
msobieh كتب:

الفاضلتان مسكينة وملهمة

معذرة .... النت بيفصل ... وعفوا سايق العوج

ربنا يهديه

لا حرمني الله منكم ولا من دعائكم

وأسأل الله لكم الثبات في الدنيا والآخرة حتى المنصرف

اللهم آمين


امين يارب الله يسعدك يا دكتور محمود يارب

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 9:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
msobieh كتب:

الفاضلتان مسكينة وملهمة

معذرة .... النت بيفصل ... وعفوا سايق العوج

ربنا يهديه

لا حرمني الله منكم ولا من دعائكم

وأسأل الله لكم الثبات في الدنيا والآخرة حتى المنصرف

اللهم آمين


اللهم آمين اللهم آمين

لاحرمنا الله من حضرتك و لا من بركة دعاء حضرتك الله يحفظكم يامولانا من كل الشرور اللهم آمين

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 9:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
msobieh كتب:

الفاضلتان مسكينة وملهمة

معذرة .... النت بيفصل ... وعفوا سايق العوج

ربنا يهديه

لا حرمني الله منكم ولا من دعائكم

وأسأل الله لكم الثبات في الدنيا والآخرة حتى المنصرف

اللهم آمين


اللهم آمين آمين آمين

وربنا يعزك ويكرمك ولايحرمنا من قلبك الطيب الكبير

ويجزيك عنا خير الجزاء يارب

ويرد الغائب ويزيدنا ولاينقصنا يارب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 22, 2015 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مارس 29, 2004 4:05 pm
مشاركات: 7388
msobieh كتب:

وقال في الطهارة: { ذَ‌ٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} (الأحزاب، 53)، وقال: { {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [المائدة: 41] } (المائدة، 41)، وقال:{ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ } (آل عمران، 154)، وقال في الوجل: { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } (المؤمنون، 60)، وقال: {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (الأنفال، 2)،

وقال في الإخبات: { فَتُخْبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمْ } (الحج، 54)، وقال في اللين: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } (الزمر، 23)، وقال في عدم الفقه: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا } (الأعراف، 179)، وقال في الخشوع: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} (الحديد، 16).

ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” ، وقال أهل التفسير إن معنى الخشوع الخوف الدائم في القلب.

اعلم، رحمك الله، أنه ليس من خلق الله شيء أطيب من قلب طاب بنور التوحيد والمعرفة والإيمان

ولا أطهر ولا أنظف ولا أتقى ولا أصفى ولا أوسع إذا طهّره الله من الأنجاس وتولى إحياءه بنور الحق وحفظه وحرسه وزاد فيه من الفوائد،

وهو قلب المؤمن، وليس لأنواره غاية

وليس شيء أخبث منه ولا أنتن ولا أنجس إذا خذل الله صاحبه، ولم يتول حفظه ووكله إلى الشيطان، وهو قلب المنافق والكافر، لأنه معدن الشرك والشك والنفاق والريب والمرض.

قال الله تعالى: {إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة، 28)، وقال في المنافقين: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ } (التوبة، 95)، وقال في معنى الريب: {وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } (التوبة، 45)، وقال في معنى الإنكار: {قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } (النحل، 22)، وقال في معنى المرض: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (الحج، 53).

وأصل جميع الذنوب قساوة القلب، قال الحكيم : “إن القلب إذا قسى لا يبالي إذا أساء”.

والقلب إذا استنار بنور الله ونور الإيمان تولى الله حفظه، وملأه محبة وخشية، وأقفل عليه قفل القدرة،

ووضع مفتاح المشيئة في خزينة غيبه، ولا يطلع عليه أحد إلاّ في وقت سكرة الموت،

فحينئذ يظهر له ما في غيبه.

وإن القلب إذا امتلأ من ظلمات الكفر والشك والنفاق، قيّض الله لصاحبه شيطاناً، فتولى حفظه وأقفل عليه قفل الخذلان،

والله يعلم عاقبته، وما يؤول إليه أمره، لا يظهر ذلك لأحد إلى إن يغرغر، وذلك سر الله لا يطلع عليه غيره.

فكم من كافر بعيد وُفّق بالإيمان فيموت سعيداً، وكم من مؤمن قريب يخذله ربه فيموت شقياً.

واعلم، رحمك الله، أن قدرة الله نافذة، وأنه لم يطلع على مراده مشيئته في خلقه وخواتم أعماله إلاّ طائفة من الأنبياء، وذلك علامته لصحة نبوتهم.

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة من أصحابه أنهم من أهل الجنة كرامةً من الله وفضلاً منه عليه.

يتبع بمشيئة الله



الله الله الله ياسيدنا .....

كلناآذان صاغية وقلوب واعية حامدة شاكرة أن من الله علينابنعمة وجودكم بيننا.......

الله يبارك لنافى حضرتك ويزيدك علماعلى علم .......



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:36 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

واعلم أن مدار تأكد وجوب الثواب والعقاب بالقلب، وفعله بالنفس تبعة، قال الله تعالى: { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } (البقرة، 225) وإنما هذا في أحكام الآخرة. وأما حكم الدنيا، فالنفس بالنفس تؤاخذ في أفعالها، وأما فيما بين العبد وبين ربه فإن الحكم بما في القلب.

قال الله تعالى في شأن عمار بن ياسر: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُۥ مُطْمَئِنٌّ بِٱلْإِيمَـٰنِ } (النحل، 106}، فبين الله عذره أنه لم يضره ذلك لا طمأنينة قلبه على صدق الإيمان. ويثاب العبد لعمله بالأركان إذا صحت نية قلبه على ذلك بنور الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يثاب الناس على قدر نياتهم”،”وإنما الأعمال بالنيات”، و”لا عمل لمن لا نية له”.

فالصدر موضع يصدر إليه علم العبارة، والقلب معدن العلم، والذي تحت علم العبارة، وهو علم الحكمة والإشارة. وعلم العبارة حجة الله على الخلق، يقول الله لهم: ما عملتم فيما علمتم؟

وعلم الإشارة محجة العبد إلى الله بهداية الله تعالى له، إنه منّ عليه بكشف قلبه بمشاهدة غيبه ورؤية ما وراء حجبه، كأنّه يرى ذلك كله بعينه، حتى لو كشف له الغطاء لما زاد في نفسه، فالقلب موضع علم الإشارة.

ومعنى علم العبارة أن يعبّر باللسان، ومعنى علم الإشارة أن يشير بقلبه إلى ربوبيته ووحدانيته وعظمته وجلاله وقدرته وجميع صفاته وحقائق صنعته وفعله.

ومعدن نور الإيمان ونور القرآن معدن واحد، وهو القلب، وكلا النورين شكلان، قال الله تعالى: { مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَـٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَـٰهُ نُورًا } (الشورى، 52) فجمع بين النورين بالهاء كناية الواحد. ومعنى الإشارة أنه مُذ أشار إلى ربه بالربوبية لم يكفر به ولم يشكر غيره ولا يرجو أحداً سواه.

واعلم أن نور القلب على سبيل الكل لا يتجزأ ولا يتبعض لأنه أصل يجيء كله إذا جاء ويذهب كله إذا ذهب.

وكذلك ظلمة الكفر، لأنها أصل كل مصيبة إلا أن تذهب، وربما يضعف ويتهيأ ويتبعض سلطانها مثل السراج إذ هو سراج واحد إن زاد ولاية نوره أو نقصت.

وأما نور الصدر وظلمته فإنه يزيد وينقص، لأن هذا فرع وهو بالنفس يقام ، وعُيّن به الإسلام. ومنه يدخل النقصان في هذه الوجه من الدين، وربما يزيد فيه، والدليل على ذلك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن النساء فقال “ناقصات عقل ودين”

وإنما المراد منه فرع الدين في أيام الحيض والنفاس. فبان لك أن أنوار الصدور على وجوه، والعمل بها على المواقيت والمقادير. فمن أراد علماً منه ازداد في صدره نوره على مقدار ذلك، وينقص أيضاً نوره بترك استعماله، لأن حامل هذا النوع من العلم هي النفس، فكما أنها تزيد وتنقص فكذلك أفعالها وصفاتها تزيد وتنقص.

وأما أنوار القلب فإنها في الأصل كاملة، ومَثَلُها كَمَثَل الشمس التي هي كاملة، ولكن الهواء إذا كان فيه علة مثل الغيم والضباب وشدّة الحرّ وشدة البرد حجبت هذه الأشياء نورَها، فانتقصت ولاية شعاعها، وقل سلطان حرها، فإذا ارتفعت تلك العلل نفذت ولاية نورها، وبلغت شعاعها واشتد سلطانها، ولم تكن في ذاتها ناقصة ولكن منافعها قد انقطعت للعلل التي وصفتُها.

فكذلك نور الإيمان ونور المعرفة ونور التوحيد إذا أخذتها ظلمات الغفلة وغيوم النسيان وحجب العصيان وامتلأ الصدر من غبار الشهوات وضباب أضرار النفس واليأس من روح الله، وانتقصت ولاية هذه الأنوار عن النفس وبقيت بذاتها وتحت هذه الحجب ووراء هذه الأستار، فإذا ارتفعت هذه العلل من الصدر بمنة الله وتوفيقه وصحت توبة العبد إلى الله تعالى، كُشف الغطاء وخُرقت الحجب وظهرت منافعها على النفس وانتشرت ولايتها.

فمن تفكر بتوفيق الله في هذه النكتة واستمسك بالسنة، أزال الله تعالى كثيراً من الشبهات من قلبه، وقلع عن صدره عروق ريبه، وهداه الله تعالى إلى مشاهدة حقائق غيبه. وهذا شيء واضح لمن يسَّر الله عليه سبيل الفقه والفهم.

وأما نور الأحكام وهو نور الإسلام في الصدر فإنه يزداد بصحة المعاملة وصدق المجاهدة، وينقص نوره بالإعراض عن إقامة شرائعه وترك استعماله، فَمَثَله كَمَثَل القمر، فإنه يزيد وينقص.

الإسلام اسم جامع لأصل الدين وفروعه، وقد أكمل الله هذا الدين بفروعه وأحكامه في نيف وعشرين سنة، إلا أنه نسخ من أحكامه بعضها فبدل بعضها.

وأما الإيمان والمعرفة والتوحيد فلا يجوز النسخ فيها ولا تبديل شيء منها. وكفى العاقل الموفق إذا تفكر فيها أن يعرف الفرق بين ما حملته النفس وبين ما حمله القلب.

ولكن المؤمن هو من الله في مزيد من البر في كل لحظة وساعة، فتعلو مراتبه من جهة مشاهدة لطائف الله تعالى،

ويكشف له من حجب الغيب من ساعة إلى ساعة ما لم يكن كشف له قبل ذلك.

وكذلك العبد تضعف أحواله أحياناً، وتشغل مراتب قلبه من جهة الغفلة والأصول على حالها.

ومَثَلها أيضاً كمثل السراج يكون في شيء فيُرخَى عليه الستور، فهو على حاله من الداخل لكنْ ضياؤه ومنفعته حُجِبَت وولايتُه عن الانتشار انقطعت.

ومَثَلها أيضاً كمثل المرآة تُلفّ في ثوب،

فهي في الأصل كما كانت إلاّ أن منفعة الظاهر قد انقطعت،

فافهم، رحمك الله، أن الكتاب المنزل، كما كان جبريل عليه السلام تولى إنزاله بعلم الله تعالى، فمعدنه قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى:{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } (البقرة، 97)، وقال: { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْأَمِينُ {١٩٣} عَلَىٰ قَلْبِكَ} (الشعراء، 193-194).

يتبع بمشيئة الله

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
أكرمكم الله مولانا الكريم الفاضل و جزاكم خيرا كثيراو أعزكم و حفظكم تسجيل متابعة لا حرمنا الله من حضرتك أبدا و نسأل الله العفو و العافية و نسأله الهداية و التوفيق

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 60 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 22 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط