[poet font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="ridge,5,indigo" type=2 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أنا الذي سمتني أمي حيدر ... كليث غاباتاً كرية المنظرة ... أوفيهم بالصاع كيل السندرة
[/poet][font=Arial]كيف نخشع في الصلاة[/font]
[twh][font=Traditional Arabic][twh]قال تعالى: ''حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين'' أي خاشعين• عباد الله•• إن الكثير من المصلين رجالا ونساء يشكون من غفلة القلب وغياب العقل والخواطر الدنيوية أثناء الصلاة ويحزنون لذلك، وهذا الحزن وتلك الشكوى لا يصدران إلا من عبد أدرك قيمة الخشوع والخضوع في الصلاة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم ''يا أيها الناس إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنه مناجٍ ربه''•• وأدرك أيضا أن الخشوع دليل الإيمان وطريق العلاج، وأهله هم أصحاب الجنة خالدون فيها؛ ''قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون''، قال تعالى بعد أن وصفهم بصفات أخرى ''أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون''• فالشكوى من عدم أو قلة الخشوع والتذلّل دليل على حياة القلب ويقظة الإيمان• إنما المصيبة عندما يتعوّد العبد على قلة أو عدم الخشوع حتى يتبلد فيه الإحساس ويكون من الذين قال فيهم المولى''فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون''• لا أريد أن أسترسل في الحديث عن أهمية الخشوع فذلك أمر معلوم إذ هو مطلوب في الصلاة• والناس إنما يسألون عن السبيل إلى تحقيقه في الصلاة ولهذا أقول وبالله التوفيق: إن كثيرا من الناس تأتيه الأفكار المشوّشة في الصلاة بسبب إشغال قلبه بحب الدنيا وشهواتها، فعلاجه الاجتهاد في قطع حب الشهوات من القلب ''والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا''• قال الإمام ابن قدامة ''واعلم أن قطع حب الدنيا من القلب أمر صعب وزواله بالكلية عزيز، فليقع الاجتهاد الممكن منه والله الموفق''• ومن الناس من لا يخشع لعدم سكون الأعضاء في الصلاة، لأن سكونها خشوع، فعلى العبد أن يتميّل لقوله صلى الله عليه وسلم ''إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه ولا يتميّل تميل اليهود، فإن سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة''• وعليه أن لا يعبث بثوبه أو بدنه من غير حاجة لقوله صلى الله عليه وسلم ''لا تمسح الحصى وأنت تصلي، فإن كنت لا بد فاعلا واحدة'' رواه الجماعة• وقال عطاء في الخشوع: هو أن لا يعبث بشيء من جسده في الصلاة• وعليه أن لا يرفع بصره إلى السماء وأن لا يلتفت في الصلاة؛ فعن ابن سيرين: قال كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة ويلتفتون يمينا وشمالا حتى نزلن (قد أفلح••) قال: ''فلم يلتفتوا يمينا ولا شمالا''•• ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ''لينتهينّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لتخطفنّ أبصارهم''• وسألت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال ''هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد''• فمن أراد الخشوع فليتجنب هذه المكروهات وليترك حديث النفس بالدنيا وليستحضر بقلبه مناجاة الله عز وجل ''وأقم الصلاة لذكري''•• قال الإمام القرطبي ''كان الرجل إذا أقام الصلاة يهاب الرحمن أن يُحدّث نفسه بشيء من الدنيا''•• وقال ابن حجر: ''ويُسن الخشوع في كل صلاته بقلبه بأن لا يحضر فيه غير ما هو فيه''• ويتحقق حضور وخضوع القلب عباد الله، بالتفكير في قوة الله وسلطانه ورحمته وعذابه وفي صدق وعده بالجنة للمتقين ووعده بالنار للمجرمين، بالتفكّر في أفعال وأقوال الصلاة وما تحمله من معاني، وبالتفكر فيما يتلوه أو نسمعه من القرآن ''أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها'' محمد/.24 وقال الحسن: ''إذا قمت إلى الصلاة فقم قانتا كما أمرك الله''• وإياك والسهو والالتفات أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره• تسأل الله الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه ولا تدري ما تقول بلسانك•• فلنتعلم فقه الخشوع ولنجاهد أنفسنا في التحلي به• أيها الناس•• يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ''ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما جدّ لها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله'' متفق عليه• قد يستبعد البعض أن يكون من أصحاب هذا الفضل ومن أهل الخشوع، نظرا لطبيعة العصر الذي نعيشه بما فيه من كثرة الشواغل والهواجس والوساوس الإنسية والاهتمامات الشخصية، وتعقد أمور الحياة خلافا لما كان عليه الأمر في العصور السابقة• ولهذا لا أحب ما يفعله بعض الوعاظ من تكراره وترديد بعض الحالات الخاصة التي كان عليها السلف الصالح من قمة الخشوع، مثل ما ذكر ''عن عبد الله بن الزبير حيث كان إذا صلى كأنه عود من الخشوع، ولقد كان الطير يقف عليه لا يحسبه إلا جذع شجرة''• ''وكان مسلم بن يسار يصلي يوما في جامع البصرة فسقطت ناحية من المسجد فاجتمع الناس لذلك فلم يشعر به حتى انصرف من الصلاة'[/twh]'•[/font][saa]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة[/saa][/twh]
|