موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

وصل تفصيل إياكم والزلل
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=7&t=3072
صفحة 1 من 1

الكاتب:  يونس العامري [ الأربعاء إبريل 02, 2008 12:48 am ]
عنوان المشاركة:  وصل تفصيل إياكم والزلل

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله لعى سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/align][align=center]

قال أحد العلماء الأفاضل والعلماء الربانيين رضي الله عنه وأرضاه --من مخطوطة--عجّل الله إتمامها بخير...
[/align]

فمن رضي عن نفسه استحسن حالها وسكن وإليها ومن استحسن حال نفسه وسكن إليها استولت عليه الغفلة وبالغفلة ينصرف قلبه عن التفقد والمراعاة لخواطره فتثور حينئذ دواعي الشهوة غالبة له بسبب ذلك ومن غلبت شهوته وقع في المعاصي لا محالة وأصل ذلك كله رضاه عن نفسه ومن لم يرض عن نفسه ولم يستحسن حالها ولم يسكن إليها ومن كان بهذا الوصف كان متيقظا منتبها للطوارق والعوارض وباليقظة والتنبه ويتمكن من تفقد خواطره ومراعاتها فعند ذلك تخمد نيران الشهوة فلا يكون لها عليه غلبة ولا قوة فيتصف العبد حينئذ بصفة العفة فإذا صار عفيفا كان متجنب لكل ما نهى الله عنه ورضاه عن نفسه فإذا لاشيء أوجب على العبد من معرفة نفسه والتعفيف بما يليق بها فيلزم من ذلك عدم الرضى عنها وبقدر تحقق العبد في معرفة نفسه يصح حاله ويعلو مقامه واعلم أن النفس لها دسائس خفية منها أنها تستحلي الطاعة فيظن الشخص أن ذلك هو المطلوب منه شرعا وأنه قائم به كما أمره تعالى وما عرف أن ذلك هو السم القاتل فإنه قام به لهوى نفسه وقد وقع أن عباد أمر في سياحته على نرج أخضر فأعجبه فقال في نفسه أصلي في هذا الموضع ركعتين فأحوى الله تعالى داود عليه السلام قل لفلان العابد أني لم أقبل منه هاتين الركعتين التين صلاهما في المرج الأخضر لأنه أشرك فيهما نزهة نفسه وأنا أغنى الشركاء عن الشركة وكان سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى يقول ربما استحلى العبد ما هو من الطاعات ومكث طول عمره فيها فتقول نفسه لربما وجدها مرائية خالصة في الرياء أهـ وكان سيدي إبراهيم المتبولي يقول استحلال العبادة سم قاتل محبط للعمل ولولا شهود الضعفاء لفطم مقامهم عند الناس بسهر الليالي الكاملة مثلا ما استطاعوا سهر ليلة كاملة فضلا عن دوام السهر أهـ وكان محفوظ النيسابوري رحمه يقول"التائب هو الذي يتوب من الطاعة فضلا عن عقلاته" وكان يقول "لا تزن الخلق بميزان نفسك تهلك إنما ينبغي لك أن تزن لتعلم فضل الناس وافلاسك" وكان يقول "من أراد أن يبصر طريقا من طرق رشده فليتهم نفسه في الموافقات فضلا عن المخالفات" وكان الشيخ أفضل الدين رحمه الله تعالى يقول "من كشف حجابه في هذا الزمان رأى نفسه يستحق الخسف بها حال طاعاته لما يخظر على قلبه من الفواحش بين يدي الله عز وجل ولولا رحمة الله بالعبد لأهلكه لقلة أدبه في طاعاته فضلا عن معاصيه "وكان الحسن البصري رحمة الله تعالى يقول" لو حلف حالف أن أعمالنا أعمال من لا يؤمن بيوم الحساب لقلنا له صدقت ولا تكفر يمينك" وكان أبو جعفر حمدان يقول "تكبر المطيعين على العصاة بطاعتهم عنهم شر من معاصيهم وأضر عليهم منها" كما أن غفلة العبد عن توبة ذنب ارتكبته شر من ارتكبه فينبغي للعاقل أن يتهم نفسه في كل قول أو فعل ولا يركن إليها بوجه من الوجوه إذ دسائسها دقيقة لا تدرك إلا بتوفيق منه سبحانه وتعالى فمن أهمل نفسه فقد غرق في لجة عيوبها ومن غرق فيها فقد هلك مع الهالكين قال الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه الكشف والتبيين عن غرور الخلق أجمعين "" اعلم يا أخي أن المغترين من المتصوفة على فرق كثيرة لا تنضبط ونحن نذكر لك منها طرفا صالحا ونبدأ بمتصوفة زماننا فنقول وبالله التوفيق قد اغتر متصوفة زمننا إلا من حفظه الله تعالى بالزي والمنطق والحيلة فتابعوا الصادقين من المتصوفة في زيهم وهيئاتهم وألفاظهم وأدابهم ومراسمهم واصطلاحهم وأحوالهم الظاهرة في السماع والرقص والطهارة والصلاة والجلوس على السجادة مع اطراق الرأس وإدخاله في الجيب كالمتفكر في أمر وتنفس الصعدا وخفض الصوت في الحديث وغير ذلك وظنوا أن ذلك ينجيهم ويكفيهم وغاب عنهم أن ذلك لا يكفيهم إلا مع شدة المجاهدة للنفس والصبر على رياضيتها ودوام ربط القلب مع الله تعالى في عموم الحالات وطهارة الظاهر والباطن من سائر الخبائث والزلات وغير ذلك من منازل التصوف وقد رأيت من تحقق بمراسمهم الظاهرة وهو متكالب على الحرام والشبهات وأموال الولاة وأعوانهم ويشاحح على الجديد والرغيف في وظيفته ويحسد قرانه على النقير والقطمير ويمزق عرض كل خان في شيء من أغراضه الفاسدة فقلت له هذه الأمور تخالف ما تظاهرت به من مراسم الصالحين فلم يلتفت لقولي فمثل هذا هالك من حيث يظن النجاة وقد رأيت فرقة أخرى زادت على هؤلاء في الغرور ولما صعب عليها الإقتداء بالصالحين في بذاذة الثياب والرضى بالدون في الملبس والمطعم والمنكح والمركب والمسكن فأخذت تلبس المرقعات النفيسة والجيب الفريعة والساجدات المصبوغة وقيمتها أغلا من قيمة الخز والابريسم فإن جالسوا الأغنياء نظروا إلى قيمتها وان جالسوا الفقراء نظروا إلى لونها وقالوا هي جبة صوف وذلك حتى لا يعترض عليهم الفقراء ولا تزدريهم أعين الأمراء فتلبسوا على الفرقين الفقراء بظنهم أنهم منهم والأمراء حتى مالوا إليهم وأخذوا أموالهم وربما كانوا مع ذلك مرتكبين جملة من المعاصي الظاهرة والباطنة ما لو اطلع الناس عليه لم يجالسوهم ولم يعتقدوهم ولا شك أن ضرر هؤلاء على المسلمين أشد من ضرر اللصوص لأن هؤلاء يسرقون القلوب بالزي وإظهار الصلاح وليقتدي الناس بهم في الأفعال الناقصة فيكونون سببا لهلاك الناس وان طالع على فضائحهم لأحد قالوا نحن من الملامتية الذين يظهرون القبيح ويخفون المليح أو لنا حال مع الله تعالى خلاف ما يظهر لكم وقد كذبوا والله فإن الملامتية هم أكابر الأولياء والأكبار محفوظون من كل فعل ردي وكثيرا ما يظن من اطلع على فضائحهم الباطنة ان السلف الصالح كانوا كلهم كذلك فيسيء ظنه بالصوفية على الإطلاق ورأيت طائفة أخرى من هؤلاء المضرين ادعت علم المكاشفة ومشاهدة الحق تعالى ومجاوزة المقامات والأحوال والملازمة في عين الشهود والوصول والقرب وهم كاذبون في دعوى ذلك وليس معهم إلا الاسم فلفقوا من ألفاظ القوم كلمات شطح تبنو عنها الأسماع وظنوا أنها من علوم الأولياء أصحاب الأسرار والمعارف وربما ظن بعض الجاهلين صدقهم في ذلك لعلامتهم أنهم ينظرون إلى أئمة الشريعة بعين الازدراء مع أن أحدهم لا يصلح أن يكون خادم حمام وربما كان ذلك الشخص الذي اردروه معدودا من أكابر العلماء ومن علامة خروج هؤلاء من الشريعة أن أكثر اتباعهم الفلاحون والحياكون دون أحد من طلبة العلم وكثيرا ما تقول العوام أن هذا يتكلم بالعلم اللدني والحال أنه من وسوسة ابليس له في قلبه لأنه باض فيه وفرخ ولا حول ولا قوة إلا بالله ورأيت فرقة أخرى جاوزت حد هؤلاء في الغرور فاستحيت من الخلق ولم تستح من الله تعالى فتراها تعمل أعمالا لا بينها وبين الله تعالى ولا تستحي منه وتستحي أن تفعلها بحضرة الخلق مع أن أحدهم يدعي محبة الله تعالى لو أنه كان صادقا في محبته لم يتعد حدوده ولو أنه كان عارفا به لفر مما يسخطه ورأيت جماعة يقعون في المحرمات بالإجماع فيما بينهم وبين الله تعالى ويتورعون عن فعل المكروه إذا رآهم الناس وبالجملة فما ثم مقام من المقامات المنجية إلا ويمكن أن يدخله الغرور ورأيت فرقة أخرى تميل إلى القناعة والتوكل من غير سلوكها طريق الشريعة فتراها تدخل البراري بلا زاد يقصد تصحيح توكلها على الله تعالى وما علمت أن مثل ذلك بدعة لم تنقل عن أحد من السلف وقد كانوا أعرف بالتوكل منها ومع ذلك فما فهموا من التوكل أنه المخاطرة بالروح لا بالسفر من غير زاد لأن ذلك لم يرد به الشرع وإنما ورد الشرع بضده قال تعالى ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة وقال وزودوا فإن خير الزاد التقوى أي خذوا معكم الزاد واتقوا أن يكون من حرام وشبهة وربما كان السبب في ترك هؤلاء الزاد اعتمادهم على سؤال الناس بالحال لاعتقادهم فيهم التجرد عن الدنيا فهو يعلم أنهم لا يتركونه من غير افتقاد وابتاع الشرع هو الدين وترك الاتباع خروج من الدين لمن تأمل ورأيت طائفة أخرى ضيقت على أنفسها في القوت حتى اقتصرت منه على الحلال عندها ولكنها مع ذلك تهمل تفقد القلب والجوارح في غير هذه الخصلة حيث اشتهرت بها ومن تعمق في بعض المأمورات وترك التعمق في بعضها متأهلا فهو مغرور ورأيت فرقة أخرى ادعت الكرم والسخاء وحسن الخلق وحرمة الفقراء أو العميان والضيوف والواردين فجمعوا لهم جماعة في زاويتهم وصاروا يتكلفون لهم الطبخ والعجين والكسوة ولعلهم إنما فعلوا ذلك شبكة لجمع حطام الدنيا من التجاور والولاة تكثرا وتبسطا فترى أحدهم يبالغ في خدمة الفقراء ومهما حصل من الأغنياء والولاة يفرقه على الفقراء أو يلمس منه لحسته ثم بعد ذلك يرفع القواعد ويصير يختص بما يصيبه و أخذه على اسم الفقراء حتى شاع اسمه بالإيثار والكرم وربما أنه لو جاءه شيء سرا لم يعط الفقراء منه شيئا فمثل هذا الشيطان في صورة انسان ورأيت طائفة أخرى اشغلت نفسها بالرياضة وتهذيب الأخلاق وتطهير النفوس من العيوب وتعمقوا في البحث عن النفوس واستنباط الدقيق من دسائسها الكامنة فيها وقطعوا عمرهم كله في ذلك فمثل هؤلاء اشتغلوا بأنفسهم عن ربهم ولو أنهم أنصفوا لاتخذوا لهم شيخا فأغناهم عن مثل ذلك وأشغلهم بالله تعالى ورأيت طائفة أخرى اشتغلت بكتب الرقائق ولفقوا لهم منها بعض الكلمات وصاروا يذكرونها للناس ويهزون رؤوسهم كالمتعجبين منها وصاروا معهم من كل مقام من مقامات الطريق بعض كلمات حتى ربما ظن بعض السامعين لهم أنهم سلكوا الطريق والحال أنهم لم يشموا منها رائحة وبعضهم أفنى عمره في مطالعة كتب القوم وكتابتها ولم يتخلق بشيء مما قالوا وهم يظنون بأنفسهم أنهم صاروا من الصوفية ومثالهم مثال من سافر إلى ملك ليجتمع به ويصير من جلسائه فلما وصل إلى باب الميدان رأى روضة ذات أزهار فوقف يتعجب من روائحها حتى جاءه الموت ولم يجتمع بالملك ورأيت طائفة أخرى وقفت في مبادئ الطريق حتى تجلى نور الطريق الحق فظنوا أنهم وصلوا إلى مقامات العارفين التي ينتهون إليها في سلوكهم أن بينهم وبين حضرة الحق سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لا يصل السالك إلى حجاب من تلك الحجب إلا ويظن أنه ليس بعده حجاب ولعل ذلك النور الذي يتجلى لهم إنما هو نور من أنوار القلب فإنه إذا ظهر أدركوا فيه الوجود كله على ما هو عليه فظنوا أن ذلك إشراق نور الله تعالى عليهم وربما ذهل أحدهم من جمال ذلك النور وسمع النداء منه أنا الحق لا إله إلا أنا والحال أنه شيطان تجلى في قلبه حين رأى الوجود كله مرتسما في قلبه جملة الوجود ابليس فإن لم يتدارك الحق تعالى هذا الشخص وإلا هلك في دينه وبهذه العين كان نظر النصارى إلى المسيح عليه الصلاة والسلام فإنهم لما رأوا إشراق نور الله تعالى عله أكثر من غيره ظنوا أنه هو الله تعالى فعبدوه كمن رأى كوكبا في مرآة أو في ماء فظن أن الكوكب في المرآة أو الماء فصار يمد يديه إليه ليأخذه فهكذا غرور من دخل في الطريق بغير شيخ فإنه يضل ويضل غيره أهـ وكان ذو النون المصري رحمه الله تعالى يقول غلب على العباد والنساك في هذا الزمان التهاون بالذنوب حتى غرقوا في الشهوة بطونهم وفروجهم وحجبوا عن شهود عيوبهم فهلكوا وهم لا يشعرون واقبلوا على أكل الحرام وتركوا طلب الحلال ورضوا عن العمل بالعلم ويستحي أحدهم أن يقول فيما يعلم لا أعلم وهم عبيد الدنيا لا علما بالشريعة إذا علموا بالشريعة لمنعتهم عن القبائح وان سألوا وإن سئلوا استحلوا لبسوا الثياب على قلوب الذئاب واتخذوا مساجد الله التي يذكر فيها اسمه لرفع أصواتهم باللغو والجدال والقيل والقال واتخذوا العلم شبكة يصطادون بها الدنيا فإياك ومجالستهم أهـ وسبب هذا كله الغفلة الناشئة عن الرضى عن النفس وقول الناظم ثم العوافي كلها بثلاثة البيتين يعني أن العوافي من عيوب النفس وغوائل الشيطان والهوى والدنيا تحصل بثلاثة أشياء الأول الثقة بالله تعالى أي التوكل عليه في جميع الأمور قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه وقال وعلى الله فليتوكل المتوكلون ومن توكل على الله كفاه شر ما سواه واختلفت عبارات القوم في التوكل فقال ذو النون المصري "التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة" وقيل هو "الاستسلام لجريان القضاء والأحكام" وسئل سهل عن التوكل فقال "قلب خاشع مع الله تعالى بلا علاقة" وقيل "هو الثقة لما في يد الله تعالى واليأس عما في أيدي الناس" والثاني الرضى عن المولى سبحانه وتعالى في كل حال بأن يرضى بأحكامه وأفعاله قال تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه فالواجب على العبد أن يرضى بالقضاء والمقضي الذي أمر بالرضاء به إذ ليس كل ما هو بقضائه يجوز للعبد أو يجب عليه الرضا به كالمعاصي وفنون محن المسلمين وقال العلماء الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا قال بعضهم اعلم أن العبد لا يكاد يرضى عن الحق إلا بعد أن يرضى عنه الحق لأن الله عز وجل قال رضي الله عنهم ورضوا عنه وقال تلميذ لأستاذه هل يعرف العبد أن الله راض عنه فقال لا وكيف يعلم ذلك ورضاه غيب فقال التلميذ يعلم ذلك فقال كيف قال إذا وجدت قلبي راضيا عن الله علمت أنه راض عني فقال الأستاذ أحسنت يا غلام وقال موسى عليه السلام إلهي دلني على عمل إذا عملته رضيت عني فقال لأنك لا تطق ذلك فخر موسى عليه السلام ساجدا متضرعا فأوحى الله تعالى إليه يا ابن عمران رضائي ورضاك بقضائي وسئلت رابعة العدوية متى يكون العبد راضيا فقالت إذا سرته المصيبة كما سرته النعمة وقال الفضيل بن عياض لبشر الحافي الرضى أفضل من الزهد في الدنيا لأن الراضي لا يتمنى فوق منزلته الثالث خلو السر عما سوى الله تعالى والاشتغال بذكره فإن اشتغال القلب بأحوال العبيد شر كبير وفتنة عظيمة فإذا اشتغل العبد بمولاه كفاه شر ما سواه ومن كان اشتغال سره بالأكوان بالقطيعة والحرمان وتمكن أعداؤه من انس وجن وشيطان وقوله والله يغمرنا بفضل واسع الجملة إنشائية معنى الفضل الواسع هو أن يمنحه ما تقدم من الأمور الثلاثة أو ما هو أعم منها والفاء في فهو الكريم تعليلية وقوله تمت ضميره للمنظومة المسماة بالرياض وغير ذميمة حال أي غير قبيحة بل هي جميلة لتعلق معانيها بالله تعالى وبرسله عليهم الصلاة والسلام وعطف معان على جوهر من عطف على الخاص إذ المعطوف عليه المعاني الدقيقة النفيسة الشبيهة بالجوهر وقوله ويتيمة عطف على غير ذميمة وهما حلان من ضمير تمت وشبهها بالدرة الثمينة لنفاستها بما تقدم وشبهها ثانيا بالعروس الخالي جيدها من عقد حيث قال محتاجه ليتيمة والجيد العنق والعطلان الخالي من القلادة ففي كلامه استعارة بالكناية وتخييليه حيث شبهها بالعروس وأثبت لها الجيد ومراده بيتيمة الثاني شرح من رجل فاضل يكشف القناع عن ما اشتملت عليه من المعاني ويصلح ما طغى به العلم من الخلل في المباني فأشار الناظم على سبيل التواضع إلى عدم أحكام مبانيها وإن كانت يتيمة فريدة باعتبار معانيها وقوله والله نسأل البيتين طلب منه سبحانه وتعالى أن يتقبلها بأن يجازيه عليها وأن ينفع بها من يعتني بها حفظا وفهما والإخوان أن جمع أخ في الدين وأن يقيهم شر النفوس وخبثها وغوائل الشهوات والشيطان لأن ذلك كله يصد عن قبول الحق فيترتب عليه عدم الانتفاع.

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/