]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
السلام عليكم

فى يوم من الأيام حكى رجلاً فقال ..كنت ذات يوم بعد العصر جالساً فى الروضة بين القبر والمنبر ..

وأنا مفكر فيما خص الله تعالى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الشرف والفضائل ..وما منحه وأعطاه وشرفه به..

وحباه مما لا يعرفه الجمهور من الأمة وما جهلوه من فضله وعظيم منزلته وخطير مرتبته ..

وبينما انا كذلك إذ اتى رجلاً وجلس مع اصحابه..فقال الرجل لاصحابه..وكنت اسمعهم..

لقد بلغ صاحب هذا القبر العز بكماله ...وحاز الشرف بجميع خصاله..ونال الحظوة فى كل احواله..

فقال له صاحبه...إنه كان فليسوفا ادعى المرتبة العظمى..والمنزلة الكبرى وأتى على ذلك بمعجزات بهرت العقول..وضلت فيها الاحلام ...وخاصت الالباب على طلب علمها فى بحار الفكر..فرجعت خاسئات وهى حسر..

فقرن اسمه باسم ناموسه، فصار يهتف به على رؤوس الصوامع...فى جميع البلدان والصوامع ..

ثم ذكر الرجل إبتداء الأشياء، وزعم انها بإهمال لا صنعة فيه ولا تقدير، ولا صانع ولا مدبر، بل الأشياء تتكوّن من ذاتها بلا مدبر، وعلى هذا كانت الدنيا لم ولا تزال.

................

يقول الرجل الذى كان جالسا فى الروضة بعد العصر ..

فلم أملك نفسي غضباً وغيظاً وحنقاً، فقلت: يا عدو الله أتحدت في دين الله، وأنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم،...

فردوا: إن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا.

فخرجت من المسجد محزوناً مفكراً فيما بلي به الإسلام، فدخلت على مولاي (جعفر الصادق)، فأخبرته بما سمعت من الدهريين، وبما رددت عليهما. فقال:

"يا مفضل لألقين عليك من حكمة الباري وعلا وتقدس اسمه في خلق العالم ما يعتبر به المعتبرون، ويسكن إلى معرفته المؤمنون، ويتحير فيه الملحدون، فبكّر علي غداً".


ومن هنا اتت املاءات سيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه لاحد اصحابه فى كتاب يتحدث فيه عن الانكار والشك في وجود الله لدى البعض إلى الجهل بالنسبة إلى أسباب وكيفية خلق الكون، ثم يتطرق إلى خلق العالم وخلق الإنسان وأعضاء جسم الإنسان كجهاز الهضم والحواس الخمسة، ويستدل بتلك على حكمة خالقها وقدرته وعلمه.

في المجلس الثاني تحدّث الإمام الصادق عن عجائب عالم الحيوانات منها الحصان والفيل والزرافة والقرد والكلب والدجاج والخفاش والنحل والجراد والنمل والسمك.

في المجلس الثالث ذكر الإمام عجائب السماء والأرض كلون السماء وطلوع وغروب الشمس وفصول السنة والشمس والقمر والنجوم وسيرهم السريع في السماء والبرد والحر والرياح وصنع الصوت والجبال والنبات.

وخصص الإمام الصادق المجلس الرابع بأمور منها حقيقة الحياة والموت وأسباب خلق الإنسان وكيفية معرفة الكون وبيان الفصل بين الحس والعقل في معرفة العالم وحقائق الكون.

هذا رابط الكتاب
http://iqraakitabk.blogspot.com.eg/2016 ... st_14.html


بعض العناوين من فهرس الكتاب


كلام ابن العوجاء مع صاحبه

المجلس الأول
تهيئة العالم وتأليف أجزائه

خلق الإنسان وتدبير الجنين في الرحم وفيه حكم

أعضاء البدن وفوائد كل منها

الحواس الخمس وأعمالها وما في ذلك من الأسرار

فيمن عدم البصر والسمع والعقل وما في ذلك من الموعظة

ما في الأعضاء من المآرب الأخرى

أفعال الإنسان في الطعم والنوم والجماع وشرح ذلك

قوى النفس وموقعها من الإنسان

ما ستر عن الإنسان علمه من مدة حياته

الأحلام وامتزاج صادقها بكاذبها وسر ذلك

الأشياء المخلوقة لمآرب الإنسان وإيضاح ذلك

المجلس الثاني
أبنية أبدان الحيوان وتهيئتها وإيضاح ذلك

حياء الأنثى من الفيلة

إكساء أجسام الحيوانات وخلقة أقدامها بعكس الإنسان وأسباب ذلك

الفطن التي جعلت في البهائم: الأيل والثعلب والدلفين

في ذكر اصناف من البهائم

في الجراد والسمك

المجلس الثالث
الاستدلال بالقمر في معرفة الشهور

النجوم واختلاف مسيرها والسبب في أن بعضها راتبة والأخرى متنقلة

الشمس والقمر والنجوم والبروج تدل على الخالق

الحر والبرد وفوائدهما

هيئة الأرض

منافع النار وجعلها كالمخزونة في الأجسام

الصحو والمطر وتعاقبهما على العالم وفوائد ذلك

منافع الجبال

النبات وما فيه من ضروب المآرب

المجلس الرابع
الآفات ونظر الجهال إليها والجواب على ذلك

الطعن على التدبير من جهة أخرى والجواب عليه

اسم هذا العالم بلسان اليونانية

عمى ماني دلائل الحكمة وادعاؤه علم الأسرار

أصحاب الطبائع ومناقشة أقوالهم

انتهى

السلام عليكم