موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

من كتاب حكم القطب الحداد
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=7&t=3361
صفحة 1 من 2

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:40 am ]
عنوان المشاركة:  من كتاب حكم القطب الحداد

[align=center]سلسلة كتب الإمام الحداد (8)‏

كتاب الحكم

للإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشاد
الحبيب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي
رحمه الله تعالى[/align]



[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

‏(قَالُوا سُبْحانَكَ لا عِلمَ لَنا إلاَّ ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَليمُ الحَكيمُ) [سورة ‏البقرة، الآية رقم: 32 ]‏
الحمد لله الحنان المنان، دائم الإحسان والامتنان، الذي تقدست مواهبه عن ‏التخصيص بمكانٍ أو زمانٍ، وعن الحصر في فلانٍ دون فلانٍ، جلَّ عن ‏التَّقييد ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً فسُبحانه كل يومٍ هو في شأْنٍ.‏
أحمده حمد من غرق في بَرِّه، فاعترف بالعجز عن القيام بشكره، وعن أن ‏يقدره حق قدره بعد الإتيان بحسب الطاقة والإمكان، وصلاته وسلامه على ‏خيرته من خلقه والمبعوث بخير الأديان، سيدنا ومولانا محمد وعلى آله ‏وأصحابه في كل حينٍ وأوانٍ.‏
أما بعد: فإني بعون الله قد عزمت بعد أن استخرت ربي على تقييد كلماتٍ ‏وأمثالٍ وأبياتٍ، ترد علي عند التذكر والمذاكرة، أرجو الانتفاع بها في ‏الدنيا والآخرة، وقد جردت العزم على هذا الأمر مراراً، فلم تتم العزمة، ‏ولم تنفذ الهمة، والسبب في ذلك بعد سابق القدر احتقار النفس، والاتكال ‏على الحفظ والدرس، ثم إني لما رأيت أني نسيت من ذلك الشيء الكثير، ‏ولم يبق منه إلا القليل اليسير، ورأيت الحاجة في بعض الأحيان تدعوني ‏إلى ما دخل تحت دائرة النسيان، ووقفت على كلام للشيخ ابن عربي ‏حاصله: أن الإنسان ترد عليه الأشياء في نهاية الطلب، ينبغي له أن يعتني ‏بحفظها، لأنه سوف يحتاج إليها فيما بعد، وما وردت إلا لذلك، فعند ذلك ‏صمَّمت على تقييد ما يخطر في البال، وإليه، أضيف إن شاء الله تعالى ما ‏يكون في الاستقبال مُستـثنياً بمشيئة الله تعالى النافذة، ومفوضاً إليه، ‏ومتوكلاً عليه، وراغباً فيما لديه، ومعتصماً به:‏
‏(وَمَن يَعْتَصِم بِالله فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ) [سورة آل عمران، الآية ‏رقم: 101 ]‏
ثم إني أُعلم أخاً وقف على ما هنا فرأى فيه مُقاربةً لكلام أحدٍ لفظاً أو معنىً ‏أن ذلك وقع بطريق الموافقة إذ ليس بخافٍ أن من أثبت كلام أحدٍ، ولم ‏يعزه إليه أنه سارقٌ أوغاصبٌ، وكلاهما قبيحٌ، وهذا أوان الابتداء، أصلح ‏الله النية، وصفى الطوية.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:42 am ]
عنوان المشاركة: 

[align=center]بســم الله الرحمن الرحيم[/align]




قال رضي الله عنه ونفع به:‏
الخلق مع الحق، لا يخلو أحد منهم من أن يكون في إحدى الدائرتين: إمّا ‏دائرة الرحمة، أو دائرة الحكمة. فمن كان اليوم في دائرة الرحمة، كان غداً ‏في دائرة الفضل. ومن كان اليوم في دائرة الحكمة، كان غداً في دائرة ‏العدل.‏
وقال: ما ترك من الكمال شيئاً مَن أقام نفسه من ربه مقام عبده من نفسه.‏
وقال: النائم يُوقَظ، والغافل يُذكـَّر، ومن لم يُجدِ فيه التذكير والتنبيه فهو ‏ميًّت. إنما تنفع الموعظة من أقبل عليها بقلبه. وما يتذكر إلا من ينيب.‏
وقال: كيف يكون من المؤمنين مَن يُرضي المخلوقين بسخط رب العالمين؟
وقال: العادة إذا رسخت نسخت.‏
وقال: لا تدوم مع الكلفة ألفة.‏
وقال: من لم يدفع عنه الفقرَ قليلُ المال، لم يُحصِّل له الغنى كثيرهُ. كذلك ‏من لم ينتفع بقليل العلم، فهو من الانتفاع بكثيره أبعد.‏
وقال: نازعَ الأقدارَ من استقبح من أخيه ما لا يدخل تحت الاختيار.‏
وقال: الرضا بالقضاء ينتفي معه الاعتراض على الله. ويبقى معه الطلب ‏لِما ينبغي أن يطلب، والهرب مما منه يهرب.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:44 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: الدنيا المحمودة هي التي يصل بها إلى فعل خير، أو ينجو بها من ‏فعل شر.‏
والدنيا المباحة هي التي لا يقع بسببها في ترك مأمور ولا ركوب محظور، ‏والدنيا المذمومة على لسان الكتاب والسنة، هي التي يقع بسببها في ترك ‏طاعة أو فعل معصية.‏
وقال: من الناس من يكتفي بالإشارة عن التعيين، ومنهم من يحتاج إلى ‏التصريح مع الرفق واللين، ومنهم من لا يجدي فيه إلا التعنيف والتخشين، ‏ومن لم ينتفع بذا ولا بذاك، فهو من الشياطين، ولهؤلاء الأربعة أمثال من ‏البهائم.‏
فمَثلُ الأول: مَثلُ الدابة المذلّلة، تستغني عن أن تلجمها أو تضربها.‏
ومَثلُ الثاني: مَثلُ الدابة التي تكتفي بالخطام دون الضرب.‏
وَمَثلُ الثالث: مَثلُ الدابة التي لا تستقيم إلا بالضرب والزجر.‏
ومَثلُ الرابع: مَثلُ الدابة التي إن خطمتها أو ضربتها ازدادت نفوراً.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:44 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: إن شئت أن تكون حُرّاً فاترك كل أمر، إن لم تتركه اختياراً تركته ‏اضطراراً.‏
وقال: ما عُرِف قدر الشيء بمثل ضده، ولا تسلى المصاب بمثل ذكر من ‏أصيب بمثل مصيبته.‏
وقال: من أشغله حقُّ ربه عن حقوق نفسه وحقوق إخوانه، فهو عبد ‏الحضرة. ‏
ومن أشغله القيام بحق نفسه عن القيام بحق ربه وحق إخوانه، فهو عبد ‏الشهوة.‏
ومن أشغله القيام بحقوق إخوانه عن القيام بحقوق ربه وحقوق نفسه، فهو ‏عبد الرياسة.‏
ومن أشغله القيام بحقوق ربه وحقوق إخوانه عن القيام بحقوق نفسه، فهو ‏صاحب وراثة.‏
وقال: عجباً لمن يطلب الدنيا وهو من تحصيلها على وَهْمٍ، ومن الانتفاع ‏بما حصله منها على شك، ومِن تَركِها والخروج منها على يقين.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:45 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: من تعوَّد نقض العزائم حيل بينه وبين الغنائم.‏
وقال: إذا دعتك نفسك إلى شهوة، فإياك أن تقول أجيبها في هذه، وأفرِّغ ‏القلب من مطالبتها، فإنك إن أجبتها إليها دعتك إلى أعظم منها.‏
وقال: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يجد في معاملة الحق ما يجد أهل ‏الشهوات في شهواتهم من اللذة والحلاوة.‏
وقال: المؤونة في كتمان السر أقل من المؤونة في تخوُّفِ إفشائه، ممن ‏تطلعه عليه.‏
وقال: أدل دليل على كمال عقل الرجل، ثناؤه على أقرانه، وأَدلُّ دليل على ‏تواضعه رضاه بالتأخير في موطن يستحق فيه التقديم، وأَدلُّ دليل على ‏إخلاصه عدم المبالاة بإسخاط الخلق في جنب الحق.‏
وقال: الدنيا شيئان لا ثالث لهما، أحدهما: حب المال، والآخر: حب الجاه. ‏فمن زهد في المال والجاه، فهو صِدِّيق. ومن زهد في المال دون الجاه، ‏فهو مُراءٍ. ومن زهد في الجاه وأحب المال، فهو لئيم. ومن أحبَّ المال ‏والجاه كان أصغر عقوبته حرمانهما.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:46 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: الأراضي ثلاث. أرض إذا سُقِيَت أنبتتِ العشب والكلأ.‏
ومَثلُها من الناس؛ الذي يتعلم ويفهم في العلم. فكما أن النبات ليس عين ‏الماء، ولكن الماء سبب حصوله. فكذلك الفهم ليس عين العلم، ولكن عن ‏العلم يكون.‏
والأرض الثانية تمسك الماء ولا تنبت الكلأ.‏
ومَثلُها من الناس؛ مَثَلُ الذي يحفظ العلم ولا يفهم فيه. ‏
وإذا رأيت العالم لا يزيد على ما يسمع، فهو ذاك. وإذا رأيته يزيد عليه ‏شيئاً يوافق ما سمع من العلم، فهو الأول.‏
والأرض الثالثة أرض لا تنبت الكلأ ولا تمسك الماء.‏
وَمَثلُها من الناس؛ مَثلُ من لا يحفظ العلم، ولا يفهم فيه. فإلقاء العلم إلى من ‏هذه صفته إضاعة للعلم. فكما أن رب الأرض التي هذه صفتها لا يسقيها. ‏ويرى أن سقيها من الإضاعة، كذلك ينبغي أن لا يُلقى العلم إلى من ‏يضيعه، بل أولى.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:47 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: لا تثبت الدعاوي بالأقوال حتى تقوم بإثباتها البيِّنة من الأفعال ‏والأعمال.‏
وقال: إذا ادَّعت نفسك أنها لا تفرق بين وجود الشيء وعدمه، فلا تقنع ‏منها بذلك حتى تختبرها بالأمرين جميعاً.‏
وقال: لولا العلامات لادَّعى كل واحد ما ليس عنده. ولكن بالعلامات ‏والأمارات يُفَرَّق بين الصادق والكاذب.‏
وقال: من تيسَّرت له مطالبه الأخروية، وتعسَّرت عليه مطالبه الدنيوية، ‏فهو من ورثة النبيين.‏
ومن تيسَّرت مطالبه الدنيوية والأخروية، فهو من أصحاب اليمين.‏
ومن تيسَّرت له مطالبه الدنيوية، وتعسَّرت عليه الأخروية، فهو من ‏المستدرَجين.‏
ومن تعسَّرت عليه مطالبه الأخروية والدنيوية، فهو من الممقوتين.‏
وقال: شر الفقراء من يودُّ أنه من الأغنياء، وخير الأغنياء من لا يكره أن ‏يكون من الفقراء.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:48 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: من أمسك عن تناول فضول الشهوات، ولم ينفق ما في يديه من ‏فضول الأموال؛ فهو محروم.‏
والذي يتمتع بما في يده من الدنيا، وينفقه في شهواته المباحة أحسن حالاً ‏منه.‏
وقال: لا يكمل حال الداعي إلى رب العالمين، حتى يصير قوله وفعله حجة ‏على جميع المؤمنين.‏
وقال: إذا رأيت العالِم يفيد بقوله دون فعله، فاعلم إنه ناقص. وإذا رأيت ‏المتعلِّم تفيده الأقوال، ولا تؤدِّبه الأفعال، فاعلم أنه عن التحصيل ناكص.‏
وإذا رأيت الطالب ينتفع بأقوال شيخه، ولا ينتفع بأفعاله، فانظر فإن لم تَرَ ‏في أفعال الشيخ ما تحصل به الفائدة، فليس بشيء. وإذا رأيت أفعاله تفيد، ‏ولكن لا يحسن الطالب أن يستفيد، فلا تعتد به.‏
وقال: من أحبَّ أن يوصف بما ليس عنده من الخير، وكره أن يذكر بما فيه ‏من الشر، فاعلم أنه مراءٍ.‏
وقال: كثيراً ما يلتبس الحياء المحمود بالجبن المذموم، والفرق بينهما: أن ‏كل حياءٍ حملك على ترك خيرٍ وَوَقعتَ بسببه في شرٍّ، فهو الجبن المذموم، ‏وليس بالحياء، لأن الحياء لا يأتي إلا بخير. كما في الحديث.‏
وقال: مَن أهمل الصدق حيث يٍخاف، استعمل الكذب حيث يرجو.‏
وقال: من نظر إلى الدنيا بعيني رأسه، رأى غروراً وزوراً. ومن نظر ‏إليها بعيني قلبه، رأى هباءً منثوراَ.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:49 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: في الحرص على المال هلاك الدِّين، وفي الحرص على الجاه هلاك ‏الدين والمال جميعاً.‏
وقال: ليس واضع المال في غير حقِّه بأقل إثماً من ماسكه عن حقه.‏
وقال: من أمسك شيئاً يرى أن إنفاقه خيرٌ من إمساكه، فهو من المؤثرين ‏للدنيا.‏
وقال: مشاهدة المؤثرين للدنيا تمحو حب الآخرة من القلب. فكيف ‏بالمجالسة والمخالطة؟!‏
وقال: كفى بفقدان الرغبة في الخير مصيبة! وكفى بالذل في طلب الدنيا ‏عقوبة! وكفى بالظلم حتفاً لصاحبه! وكفى بالذنب عاراً للِمُلِمِّ به!‏
وقال: من ترك الحزم للوهم، فهو أحمق! ومن أقام على الشك مع إمكان ‏المصير على اليقين، فهو أخرق!‏
وقال: ينبغي أن يدور كلام العالم بالله مع عامة المؤمنين، على ثلاثة أمور: ‏
الأول: التذكير بالنعم.‏
والثاني: إلزام الطاعة.‏
والثالث: اجتناب المعصية.‏
فكل عالم أخذ يتكلم مع العامة بغير ما يدخل تحت هذه الثلاثة؛ فهو فتـَّان.‏
وقال: رحمةٌ تطلبك، ورحمة تطلبها.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:50 am ]
عنوان المشاركة: 

فالتي تطلبك: رحمة الهداية بالبيان. ولأجلها كان إرسال الرسل وإنزال ‏الكتب. والتي تطلبها: هي الجنة، تسعى لها بالعمل الصالح، على قانون ‏العلم النافع.‏
وقال: دواعي الحرص على الدنيا ثلاثة:‏
أحدها النظر إليها بعين الاستحسان. وعنه يكون حب البقاء للتمتع.‏
والثاني: تعظيم الناس لأربابها، ومنه يكون التفاخر والتكاثر.‏
والثالث: تَوَهُّم أن لا قِوام بدونها. وعنه ينشأ البخل وخوف الفقر.‏
وقال: أجهل الجاهلين من تزيده المعرفة بسعة رحمة الله جرأة على ‏معاصيه.‏
وقال: من حَدَّث نفسه بالتوبة من الذنب قبل الوقوع فيه، دعاه ذلك إلى ‏فعله.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:50 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: مَثلُ الذي يُذنب ليتوب، مَثلُ الذي يدنس بدنه وثيابه ليغتسل! وما ‏هكذا ينبغي. إنما ينبغي أن يحترز من الدنس ما استطاع، ثم إن وقع بحكم ‏الغفلة والسهو، كان الواجب عليه التنظف في الحال.‏
وقال: مَثلُ الأخوة في الله مَثلُ الشجرة، تُسقى بماء التزاور، وتثمر التعاون ‏على البر والتقوى. فإذا لم تسقَ الشجرة يَبِسَت، وإذا لم تُثمِر قُطِعَت.‏
وقال: إذا عملتَ الطاعة، فانظر إن شئت في بدايتها التي كانت بحول الله ‏وقوته وحسن توفيقه، وبذلك ينتفي الإعجاب، ويبقى شهود المنة لله تعالى. ‏
وإن شئت نظرت في نهايتها التي هي جزيل الثواب، وحسن المآب، وعنده ‏تعظم الرغبة وتخف المداومة. والأول أتم.‏
وإذا وقعت منك المعصية، فإياك أن تنظر إلى بدايتها التي هي التقدير، ‏فيدعوك ذلك إلى الاحتجاج على الله، وهو أعظم من المعصية. ولكن ينبغي ‏أن تنظر في نهايتها التي هي أليم العقاب، وعنده تبادر إلى التوبة، وتعظم ‏الرهبة.‏
وقال: من مكارم الأخلاق: التواضع في الرفعة، والتجمل في القلة، ‏والاقتصاد في الثروة.‏
وقال: العاقل الذي لا علم له؛ كالرَّشيد الذي لا مال له!! والعالم الذي لا ‏عقل له؛ كصاحب المال الذي لا رشد له!!‏
وقال: سخِّر عقلك لعلمك، وسخِّر نفسك لعقلك.‏
وقال: ما الشأن شهود التقصير في التقصير، إنما الشأن شهود التقصير في ‏التشمير.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:57 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: يكون الخير في الأكثر شاقاً في الحال، حلواً في المآل، ومَثلُ فاعله ‏مَثلُ الذي يصعد في العقبة الكئود، لا يجد الراحة حتى ينتهي إلى أعلاها.‏
والشر يكون في الأكثر حلواً في الحال، وشاقاً في الاستقبال، ومَثلُ فاعله ‏مَثلُ الذي يقع من ذروة جبل أو بيت لا يجد الألم حتى يقع على الأرض.‏
وقال: لا ينبغي أن تعتدّ بأخوَّة أخٍ يستطيع أن ينفعك فلا يفعل.‏
وقال: إذا أردت أن تصطفي إنساناً لنفسك، فلا بأس أن تمتحنه بما لا يصح ‏الاصطفاء بدونه.‏
وقال: لا تصحب إلا مَن تستطيع القيام بحقوقه ولا يحوجك لطلب حقوقك، ‏لكمال قيامه بها.‏
وقال: من عول في إسقاط حقوق إخوانه على قبول العذر، كان أقل ما ‏يلقاهم به الغش والمكر.‏
وقال: أكرم إخوانك إكراماً تستطيع الدوام عليه، وإلا كان مآل الأمر إلى ‏الوحشة والقطيعة.‏
وقال: التأويل على ضربين: ‏
أحدهما: يدل على الكمال، وهو ما يُؤوَّلُ ليصل إلى الأفهام. وهذا النوع ‏كثير في الكتاب والسنة.‏
والثاني: ما يُؤوَّلُ ليصح كونه حقاً أو غير باطل. وهذا يدل على النقص.‏
فكل شيخ يحتاج في صحبته إلى التأويل على الوجه الثاني، لا يكمل ‏الاقتداء به، لأن التأويل لا يحصِّل كمالاً، وإنما يدفع نقصاً.‏
وقال: من أفرط في حب شهوة من شهوات الدنيا المباحة، وقع لا محالة في ‏موجب النار أو العار.‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:58 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: تَخاصَم العجزُ والحرمانُ: أيُّهما أضَرُّ على صاحبه؟! وترافـَعا إلى ‏العقل، فقضى بينهما: أنَّ العجزَ أصلٌ، والحرمانَ فرعُهُ.‏
وقال: ما من طويِّة إلا وفيها خفيِّة.‏
وقال: إذا صلحت المقاصد لم يَخِبِ القاصد.‏
وقال: الشيطان على إضلال العالِم أحرص منه على إضلال الجاهل، لأن ‏العالم إذا ضلَّ يضلُّ بضلاله غيره، والجاهل ليس كذلك.‏
وقال: من أصلح نيته بلغ أمنيته.‏
وقال: يصعب سلوك سبيل النجاة على مَن غلب على قلبه حب المال ‏والجاه.‏
وقال: الخوف الصادق يعمل في محو الشهوات النفسانية والهمم الدنية عمل ‏النار في إحراق الأشجار. ‏
قال الله تعالى: (فـَأَصابَها إِعصَارٌ فِيهِ نارٌ فاحتَرَقَت) [البقرة: 2/266 ]‏
والرجاء الصادق يعمل في استخراج النِّـيَّـات الطيبة والأعمال الصالحة ‏عمل الماء في الأرض الهامدة الخاشعة.‏
قال تعالى: (وَتَرى الأَرضَ هامِدةً فـَإِذا أَنزَلـْنَا عَليها المَـآء اهتَزَّتْ وَرَبَتْ ‏وَأَنـْبَتَتْ مِن كـُلِّ زَوْجٍ بَهيج) [الحج: 22/5].‏

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 11:59 am ]
عنوان المشاركة: 

وقال: ينبغي أن توقِدَ لك سراجاً من العلم النافع والعمل الصالح، تستضيء ‏به في ليل ظلمات الدنيا، حتى يطلع عليك فجر الموت، أو شمس الساعة، ‏فإنك إن بقيت في ليلها بلا سراج، تنتظر طلوع هذا الفجر، أو سطوع هذه ‏الشمس، حَقَّ عليك قول الله تعالى: ‏
‏(ومَن كَانَ فِي هَذِهِ~ أَعمَى فـَهُوَ في الآخِرَةِ أَعمى وَأَضـَلُّ سَبيلاً) ‏‏[الإسراء: 17/72]‏
وقال رضي الله عنه: كفى بالنجاة من النار مثوبة، وكفى بحرمان الجنة ‏عقوبة.‏
وقال: العالم بأسره متلاشي، وهو في الحقيقة لا شيء.‏
وقال: من رحمة ربك بك أن حجبك عنه.‏
وقال: الإفراط في الأمر آية على المصير فيه إلى التفريط.‏
وقال: مَن مَدَحَك عند رضائه بما ليس فيك، ذمَّك لا محالة عند غضبه ‏عليك بما ليس فيك.‏
بَيتَا شِعرٍ:‏
إذا آنستُ من خِلٍّ جَفاءً فلا أجفـُو وإن هو قد جفاني
ولكني أفـارقه برفـقٍ وأُمسِك عن تناولِهِ لسـانـي

الكاتب:  ابن الزهراء [ السبت يوليو 26, 2008 12:00 pm ]
عنوان المشاركة: 

وقال رضي الله عنه: الذكر لله مغناطيس القلوب، يجذبها بخاصيته من ‏مواطن الغفلة إلى عوالم الغيوب.‏
وقال: لا يطمع في بلوغ الآمال والأوطار؛ من لم يوطـِّن نفسه على ركوب ‏الأهوال والأخطار.‏
وقال: لا ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل، الذي يظن بنفسه العقل أصلاً. ‏فإنه إن خاطبه على مقتضى عقله، كان مضيـِّعاً للعقل ومستهيناً بفضله. ‏وإن خاطبه بحَسَب جهله، كان متشبـِّهاً به ومعدوداً مثله. قال الله تعالى ‏لنبيه: ‏
‏(خُذِ العَفـْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وأَعرِض عَنِ الجاهلينَ) [الأعراف: 7/199]‏
وقال: من أرضاك بما يضرك في دينك- كالمداهنة لك وعدم النصح ‏

صفحة 1 من 2 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/