اشترك في: السبت نوفمبر 03, 2007 12:16 pm مشاركات: 974
|
[align=center][font=Tahoma]بسم الله الرحمن الحيم اللهم صل وسلم وبارك وكرم على سيدنا ومولانا محمد السابق للخلق نوره * الرحمة للعالمين ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقي * صلاةً تستغرق العدّ وتحيط بالحدّ * صلاةً لا غاية لها ولا انتهاء ولا أمد لها ولا انقضاء * صلاتك التي صليت عليه * صلاةً دائمةً بدوامك باقية ببقائك لا منتهى لها دون علمك * وعلى آله وصحبه كذلك والحمد على ذلك .
(رسالة آداب سلوك المريد)
للإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشاد الحبيـب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي رحمه الله تعالى
الحمدُ لله الذي يـَقـِذفُ إذا شاء في قلوب المُريدين لـَوْعَة الإرادة، فيُزعِـجُهُم إلى سُلوك سَبيل السّعادة، التي هي الإيمانُ والعِبادة، وَمَحْوُ كلّ رَسمٍ وعَادة، و صلَّى الله و سلـَّم على سيـِّدنا مُحمَّدٍ سَيِّد أهلِ السِّيادة، وعلى آله و صحبهِ الـسَّادة الـقـَادة، أمّا بعدُ: فـَقد قال تعالى وهُو أصدقُ القائلين (مَنْ كـَانَ يـُرِيدُ العَاجـِلـَة عـَجـَّـلْـنا لـَهُ فِيها ما نـَشاءُ لـِمَنْ نـُريدُ ثـُمَّ جـَعـَلـْنا لـَهُ جَهنـَّمَ يـَصْلاها مـَذمُوماً مَدْحوراً وَمَنْ أرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لـَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمنٌ فـَأولئكَ كانَ سَعْيُهُم مَشْكوراً). والعاجِلة هي الدنيا، فإذا كانَ المُريدُ لها فضلاً عن السّاعي لِطلبها مَصيرُهُ إلى النار مَعَ الـَّلوم و الصّغار، فما أجدَرَ العاقِلَ بالإعراضِ عنها، والاِحتراسِ مِنها، و الآخرةُ هي الجنة. ولا يَكفي في حُصُولِ الفـوزِ بها الإرادَة فقط بَل هي معَ الإيمان والعَملِ الصّالح المُشار إليه بِقوله تعالى (وَسَعى لـَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ)، والـسَّعي المَشكور هو العملُ المَقبول المُستوجِبُ صاحبُه المدحَ و الثـناء و الثّواب العظيم الذي لا ينقـَضي ولا يفنى بـِفضل الله ورَحمته، و الخاسِرُ مِن كلِّ وجهٍ مِن المُريدين للدنيا الذي يتحقـَّقُ في حقـِّه الوعيدُ المَذكور في الآية هو الذّي يُريد الدنيا إرادةً ينسى في جَنبـِها الآخرة فلا يـُؤمن بها، أو يـُؤمن و لا يعملُ لها. فالأوَّل كافرٌ خالدٌ في النار، و الثاني فاسقٌ موسومٌ بِالخَسار.[/font][/align]
|
|