موقع د. محمود صبيح

القصائد الوترية في مدح خير البرية

هي مجموعة قصائد صغيرة الحجم عظيمة النفع رتبها صاحبها الإمام أبي عبد الله مجد الدين محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي الشافعي المتوفي عام 662 هـ على حروف المعجم وقال عنها أنه رأى حضرة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بعد فراغه منها وهي في يده الشريفة ومعه جماعة من أصحابه عرف منهم أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فلما رآه قام إليه مستبشراً ثم جعل يدفعها إلى واحد واحد من أصحابه يقول لهم : انظروا بأي شيء مدحت وما قيل في ، ثم رآه في المنام مرتين وهو صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول له : قد شفعني الله في أهلك وزوجك وخادمك وفي جميع أصحابك .
وأكمل نظمها الإمام بالأندلس سنة 652 هــ ثم هذبها بمصر المحروسة سنة 661 هـ ، أي قبل انتقاله بعام واحد ..

على من له أعلا العُلا مُتَبوّأ

وأمست له حُجُبُ الجلالة تُوطأ

ونُورُهُمَا من نُوْرِهِ يَتَلألأ

ومَا زَاغَ حَاشَى أنْ يَزيغَ المُبرّأ

أنا الله مِنِّي بِالتَّحِيَّاتِ تُبدأ

بِغَيْرِ حِسَابٍ أنْتَ للحُبِّ مَنشَأ

وَكَم لك مِن جاهٍ إلى الحشر مخبأ

ويشرب منه شربةً لَيسَ يَظمَأ

وفي مَدحِه كُتُبٌ مِن الله تُقرَأ

عليه فكيف المدح مِن بَعدُ يُنشَأ

جليلٌ جَميلٌ بِالغُيُوبِ مُنَبَّأ

بِهِ يَدفعُ الله العذاب ويَدْرَأ

فلولا الدُّعا ما كان بالخلق يُعبَأ

بِأَمْدَاحِهِ تَجْلَى إِذا هِيَ تَصْدَأ

فلا عِوَضٌ عَنْكُم ولا الصَّبرُ يَطْرَأ

على مَن له وَجهٌ من الشَّمْسِ أضْوَأ

فَلاَ الشَّوقُ مّفقُودٌ وَلا الوَجْدُ يَهْدَأ

لَعَلِّي بِغُفْرَانِ الذُّنوب أهْنَأ

وَمَنْ ذَلَّ يَأوَى للشفيع ويَلْجَأ

بِأثقالِ أوزاري أرانِي أرْزَأ

شَقِيتُ وَمَالي غّيْرَ جَاهِكَ مَلْجَأ

***

الذي أعرفه وما هو عندي أن الحاج أحمد رضي الله تعالى عنه قام بتشطير القصيدة وليس بتخميسها ، وقد شرفني الله بكتابة أغلبها ضمن قصائده الشريفة وسوف أكملها على هذا الرابط فلينظر :
viewtopic.php?f=7&t=6758&start=120

فإذا كان لديك تخميساً للقصيدة للحاج أحمد فاكتبه لنا وجزاك الله عنا خيراً ..

**************

فَفِي نُورِهِ كُلُّ يَجِئ ويَذْهَبُ

فَكُلُّ الوَرَى في بِرِّه يَتَقَلَّبُ

وَأسْمَاؤهُ فِي العَرْشِ مِنْ قَبْلُ تُكْتَبُ

وَلاَ مُرْسَلٌ إلاَ لَهُ كَانَ يَخْطُبُ

وَإنْجِيلُ عِيسَى بِالمَدَائحِ يُطْنَبُ

رَؤوفٌ رَحِيمٌ مُحْسِنٌ مُتَأدِّبُ

رَسولٌ لَهُ فَوْقَ المَنَاصِبِ مَنْصِبُ

وَجِبْرِيلُ نَاءٍ وَالحَبِيبُ مُقَرَّبُ

وَمِلَّتُنَا فِيهَا النَّبِيُّونَ تَرْغَبُ

بِهِ عَرَفَاتٌ نَحْوَهَا النُّجُبُ تُجْذَبُ

فَمَا المِسْكُ مَا الكَافُورُ رَيَّاهُ أطْيَبُ

صَبَاحُ رَشَادٍ للضَّلالَةِ مُذْهِبُ

أرَى القَوْمَ سَكْرَى وَالغَيَاهِبَ تَلْهَبُ

وَصَهْبَاءُ دَارَتْ أمْ حَدِيثُكَ مُطْربُ

نَشَاوَى كَأنَّ الرَّاحَ في الرَّكْبِ تُشْرَبُ

وَتَهْتَزُّ شَوْقاً وَالرَّكَائِبُ تَطْرَبُ

وأصْبَحْتُ عَنْ تِلْكَ الأماكِنِ أحْجَبُ

مَتَى يُطْلَقُ العَانِي وَطَيْبَةُ تَقْرُبُ

إلَيْكَ رَسُولَ الله أصْبَحْتُ أهْرُبُ

فَإنِّي عَلَيْكُم ذَلِكَ اليَوْمَ أحْسَبُ

وَلَوْ كُنْتُ عَبْداً طُولَ عُمْرِي أذْنِبُ

***

عَسَاهُ يُنَجِّيهِم اذَا النَّعْلُ زَلَّتِ

وَأمَّتُهُ قَدْ أخْرِجَتْ خَيْرَ أمَّةِ

فَأسْرَى بِه البَارِي لأرْفَعِ رُتْبَةِ

بِمَقْدِمِهِ أهْلُ السَّمَاوَاتِ سُرَّتِ

وَأكرَمَ مَبْعُوثٍ بِأكْرَمِ مِلَّةِ

وَصَلِّ فَرُسْلُ اللهِ خَلْفَكَ صُفَّتِ

فَهَا عَنْكَ أمْلاَكُ السَّمَاءِ تَخَلَّتِ

إلَيْكَ وَللقَولِ الثَّقِيلِ تَثَبَّتِ

وَقَالَ تَقَدَّمْ يَا وَحِيدَ مَحَبَّتِي

جُزْ الحُجُبَ خَلِّ الخَلْقَ وَادنُ لِعِزَّتِي

وَسَلْ تُعْطَى عَبْدِي أنْتَ سَيِّدُ صَفْوَتِي

وَعَيْنَكَ نَزِّه فِي عَجَاِئبِ قُدْرَتِي

لَدَيْكَ وَأنْوَارِي عَلَيْكَ تَجَلَّتِ

مُحِبٌ وَمَحْبُوبٌ وسَاعَةُ خَلوَتي

وَذِكْرُكَ مَرفُوعٌ فَحَدِّثْ بِنِعْمَتِي

وَمِنْ حَوْلِهِ الأمْلاَكُ بِالنُّورِ حَفَّتِ

تَجَلَّى لَنَا بَيْنَ العَقِيقِ وَمَكَّةِ

لِتَغْفِرَ أوْزَارِي وَتقْبَلَ تَوْبَتِي

وَلَمْ يَبْقَ إلاَ حُبُّ أحْمَدَ عُدَّتِي

لأسْكُبَ فِي تِلْكَ الأمَاكِنِ عَبْرَتِي

وَأوْدِعُهَا مِنِي إلَيْهِ تَحِيَّتِي

***

فَأضْحَى بِهِ المِسْكُ المُعَنْبَرُ يَنْفُثُ

فَسَارَتْ بِهِمْ تَحْتَ المَحَامِلِ تَلْهَثُ

إلَى سَيِّدٍ عَنْهُ المَكَارِمُ تُوْرَثُ

إلَى كَمْ عَلَى كَسْبِ المَآثِمِ ألْبَثُ

وَشُدُّوا المَطَايَا للحَبِيبِ وَحَثْحِثُوا

وَثُمَّ يُغَاثُ الخَاضِعُ المُتَغَوِّثُ

تَزُولُ وَعَدْنٌ فِي القِيَامَةِ تُورَثُ

فَإنِّي بِهَا عَنْ كُلِّ عَدْلٍ أُحَدِّثُ

فَوَاللهِ لَوْ أقْسَمْتُ مَا كُنْتُ أحْنُثُ

وَثَالِثُهَا فِي الحُجُبِ كَانَ التَّلَبُّثُ

فَضَلَّتْ أعَادِي اللهِ فِي الخِزْيِ تَمْكُُثُ

وَسَادَتُهُمْ فِيهَا الأسِنَّةُ تَعْبَثُ

لَهُ العَرْشُ طَوْرٌ مِنْهُ كَانَ يُحَدِّثُ

فَمِنْ نُورِهِ للشَّمْسِ نُورٌ مُوَرَّثُ

أعِدْهُ عَلَيْنَا فَالَمسَرَّاتُ تَحْدُثُ

فَلاَ الحُبُّ مَصْرُوفٌ وَلاَ العَهْدُ يُنْكَثُ

فَإنْ حُرِثَتْ يَوْماً عَلَى الدَّمْعِ تُحْرَثُ

بِبَحْثٍ وَمَنْ يَلْفَى عَنِ البَحْرِ يَبْحَثُ

وَبِالمَدْحِ أرْجُو أنْ يَزُولَ التَّشَعُّثُ

غَرِيقٌ أنَا بِالمُصْطَفَى أتَشَبَّثُ

إذَا نُشِرَ الأمْوَاتُ والخَلْقُ تُبْعَثُ

***

فَمُذْ جَاءَنَا بِالحَقِّ وَالحَقُّ أبْلَجُ

فَظَلَّتْ بِهِ الآفَاقُ بِالنُّورِ تَبْهَجُ

فَكَانَ بِهِ يَوْمَ السُّجُودِ يُتَوَّجُ

حَيِيٌّ بَهِيٌّ طَيِّبٌ مُتَأرِّجُ

وَثَوْبُ وَقَارٍ بِالمَهَابَةِ يُنْسَجُ

فَأضْحَى الضُّحَى مِنْ وَجْهِهِ يَتَبَلَّجُ

تَرَى البَدْرَ بَلْ أعْلَا وَأبْهَى وَأبْهَجُ

فَلَوْلاَهُ كُنَّا فِي الضَّلاَلَةِ نَمْرُجُ

لَهُ الحِلْمُ شَأنٌ وَالسَّمَاحَةُ مَنْهَجُ

بِحَارُ النَّدَى فِي كَفِّهِ تَتَمَوَّجُ

إلَيْهِ كُنُوزُ الأرْضِ لوْ شَاءَ تَخْرُجُ

فَذَاكَ الذِي يُسْعَى الَيْهِ وَيُدْلَجُ

وَنَحْنُ إلَيْهِ فِي القِيَامَةِ أحْوَجُ

وَمَنْ ذَا لَهُ عَنْ جَاهِ أحْمَدَ مَخْرَجُ

وَمَنْ يَمْدَحُ المَحْبُوبَ لاَ يَتَلَجْلَجُ

وَأرْجُوهُ فِي الدَّارَيْنِ هَمِّى يُفْرِجُ

إلى جُودِهِ تُحْدَى المَطَايَا وَتُزْعَجُ

تَرَوْا نُورَهُ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ تُسْرَجُ

وَمَنْ كَانَ ذَا ذَنْبٍ عَلَيْهِ يُعَرِّجُ

بِتِكْرَارِيَ اسْتِغْفَارَ رَبِّي ألْهَجُ

بِهِ يُفْتَحُ البَابُ الذي هُوَ مُرْتَجُ

***

وراحت بــروحي نحو طيبة ريـحُ

أأهنأ عيشاً والفؤاد جريح

ولا زال وَبْلُ الغيث فيه يســـــــيحُ

ومِنْ عجبٍ ضَمّ الوجودَ ضريحُ

تقاصر إدريس لها ومسيح

وآدم فيهم والخليل ونوح

أقوم وإني بالمديح نصيح

وعن كُلّ مَنْ يجني عليه صفوحُ

فمن طيبه طيب الوجود يفوح

إذا قال قولاً فالمقال صحيح

نذيرٌ لكـــل العـــالمين نصيحُ

على وجهه نور الجمال يلوح

بكل الذي تحوي يداه سموح

نناديه والدمع المصون سفوح

تجيء به ريح الصبا وتروح

فلا قلب إلا بالحبيب قريح

إذا ما لظى بالظالمين تصيح

فلا ناظر إلا إليه طموح

ولذ لقلبي في الحبيب مديح

وحُقّ لحمّــــال الذنوب ينـــــــوحُ

لِجُرمي ومِنْ قيدِ الذنوب مُريحُ

***

بنورِ رسولِ الله بالمسـك تُنضَخُ

أنيخـوا بها فيها الرّكابُ تـُنَـوّخُ

ومِنْ طيبِ طـه كان ذاك التضمّخُ

تطيرُ ومِنْ طيّ الجوانح تــُسـلَخُ

تروا كرماً يعلو وعلياء تشمخ

به زيّنت دنيا وأخرى وبرزخُ

ولكنه في أول الفضل يُنسَــخُ

وأول مبعوث إذا الصور ينفخ

خصائصه أعلا وأسمى وأشمخ

بدا فضله في العالمين يؤرخ

له قدم في حضرة القدس ترسخ

ولا هو في فضل لرسل مؤرخ

بمبعثه والبوم فيها تفرخ

وراحت رياح النصر بالرعب تصرخ

وهام الذي قد هام بالكفر يفضخ

شريعتنا كل الشرائع تنسخ

ومن قبلنا قد كان بالذنب يمسخ

لعرضي فعرضي بالذنوب ملطخ

إذا لم يكن لي من جنابك مصرخ

فكن لي إذا ما بالذنوب أوبخ

فلا الختمُ مفكوكٌ ولا العَقدُ يُفسَــخُ

***

مديحُ رسولٍ بالشفاعة يُفرَد

وساعدني مجدٌ وفضلٌ وسؤددُ

لمقعد صدق ليس يعلوه مقعد

وأحمـــدُ في كلّ الســماواتِ يُحمَدُ

محب ومحبوب حميد وأحمد

وقال تقدم أنت للرسل سيد

أيحجب محبوب له الوصل يرصد

فسلني فعندي ما تشاء وأزيد

ومن ذا إلى عرش من الرسل يصعد

ودارت كئوس بالوصال تردد

كأحمدَ مولوداً ولا هوَ يُولــدُ

ومن كان يهوى سيد الرسل يسعد

وأكبادنا من شوقه تتوقد

إلى طيبة سيروا مواردها ردوا

فثم الرضى والجود والعفو سرمد

إذا ضمكم يــوماً لأحمــدَ مسجدُ

إليه أيسري العبد وهو مقيد ؟

سوى إنني في مدح أحمد أجهد

وقد قاربوه والمسيء مبعد

فكم ذا عن المولى يرى العبد يقعد

عليه ذنوب فالشفيع محمد

***

فقد لذ لي في مدح أحمد مأخذ

أفي روضة أم جنة أتلذذ

تيقنت أن المسك منه منفذ

لواه به كل النبيين لوذ

فعنا العلى والمجد والفخر يؤخذ

وأسيافنا أيد الأعادي نجذذ

لنا كل باب للمفاخر ينفذ

ليوم به كتب الخلائق تنبذ

إذا ما الورى مما ترى تتعوذ

بها شافع من حفرة النار منقذ

وسيروا على الآماق والشوق فاحتذوا

ولوذوا به مما جرى وتعوذوا

بها درر حصباؤها وزمرد

يكون به يوم الحساب التلوذ

ترى ومتى من نار شوقي أنقذ ؟

وبعدي فأسياف التأسف تشحذ

متى نحوها تحدى المطايا وتجبذ ؟

بساعات أوقات اللقا أتلذذ ؟

ولي بالنوى ذل وقلب مجذذ

وما الحب إلا ذلة وتلذذ

وبالمدح أرجو للجنان أنفذ

***

وبثي علينا الطيب من ذلك القبر

بأحمد يحكي قدره ليلة القدر

وسكان بدر فيكم طلعة البدر

ولكنه في الفضل في أول الذكر

وطهره فازداد طهراً على طهر

وأعظمهم خلقاً ومنشرح الصدر

فأول ما يلقاك يلقاك بالبشر

فقالوا تجلى البدر من ساكني بدر

به الغيث يسقى عند محتبس القطر

فلاح لنا من وجهه غرة الفجر

وأن لواء الرسل من تحته يسري

وكان له بالرعب نصر إلى شهر

فهذا هو الفخر المرقى على الفخر

وقد عقدت في حضرة القدس بالنصر

فإن بها الأوزار ترمى عن الظهر

ولو أننا نمشي على لهب الجمر

بزورته نحظى ويجري الذي يجري

فإن هو لم يشفع فواضيعة العمر

إذا قمت بالأوزار قد حرت في أمري

فكفرتها بالمدح في شافع الحشر

فقير من التقوى وفيه غنا فقري

***

تروا فضله عن فضلهم يتميز

يبارز من أمسى له العرش يبرز

وأعلامه في ذروة العز تركز

تبين إذا ما بالشفاعة يبرز

وكل نبي باللوا متعزز

أولو العزم عنها في القيامة تعجز

وأمس إلى دار البقا يتجهز

ولا كان من شيء بها يتحيز

دليل بأن القلب للحق مبرز

ومن مثله في نقد دنيا يميز

كتاب عزيز باهر النظم معجز

ولم لا وفيها قبره متحيز

نحثحثها نحو الشفيع ونهمز

فعدنا وكل بالعطايا مجهز

فسيروا وزوروا والغنائم أحرزوا

صنوف المعالي والسعادة تكنز

ولولاه وافانا العذاب منجز

إذا هي من غيظ تكاد تميز

فلا عضو إلا فيه للحب مفرز

بجاهك يا خير البرية معوز

فخذ بيدي أنت الشفيع المعزز

***

على من له نور يزيد على الشمس

وكيف جلوه في السماء على الكرسي

وما زال حتى باشر العرش باللمس

فسر بما لاقاه في حضرة القدس

وجاء الندى من بارئ الأنس بالأنس

فساد على الأملاك والجن والإنس

ومن بعد خمسين الصلاة إلى الخمس

فوالله ما تحصى بحفظ ولا درس

له في المعالي أينع الأصل والغرس

أرى فضل كل الرسل في واحد الجنس

ترى البدر هل في البدر يا صاح من لبس ؟

لنا لغة القرآن لا عجمة الفرس

ولا بد في عدن مراكبنا ترسي

فلسنا له ننس بدنيا ولا رمس

فقد فاق عندي في الهنا ليلة العرس

وحبي له في اليوم زاد على أمس

أمنتم به يوم المعاد من الرجس

فطوبى لمن يضحى بطيبة أو يمس

أظن ذنوبي أوجبت عنكم حبس

وبعت أنا نفسي النفيسة بالبخس

إذا ما أتت نفس تجادل عن نفس

***

فساق إليه الجن والإنس والوحشا

فأضحت لنا الأنوار من وجهه تغشى

فنور رسول الله قد بلغ العرشا

إذا بطش الجبار واستسرع البطشا

فمن رام تكذيباً بأحشائه تحشى

ولا شبهه أبدى رسولاً ولا أنشى

وأخرجنا للنور من ظلمة تخشى

وقد مهدوا خلف الحجاب له الفرشا

يهش له بالبشر في وجهه هشا

فلا غيره أتقى لرب ولا أخشى

يود لنا أن نترك البغي والفحشا

لقد طاب منه الفرع والأصل والمنشا

ليعطي ولا فقراً يخاف ولا يخشى

نهاراً وليلاً يكسب الإثم والفحشا

وأحمد يرجو عند ما يودع النعشا

مريض ذنوب أكثر القبح والفحشا

يكاد على قلبي إذا ذكرت يغشى

فدارك رسول الله من طرفه أعش

مريض من العصيان متجع الأحشا

ويسر لي الباري لتقبيلها ممشى

أريد الجزا منكم على المدح والإنشا

***