منتصر بالله كتب:
[size=150[color=#4D009F]]ومنهم سيدى على ولده رضى الله عنه ورحمه
كان فى غاية الظرف والجمال لم يُر فى مصرأجمل منه وجها ،ولا ثيابا وله نظم شائع وموشحات ظريفة ،وله عدة مؤلفات شريفة وأُعطى لسان الفرق والتفصيل زيادة على الجمع ،وقليل من الأولياء من اُعطى ذلك ،وله كلام عال فى الأدب ووصايا نفيسة نحو مجلدات ،وردت عليه فأملاها فى ثلاثة أيام رضى الله عنه فأحببت أن ألخصها لك فى هذه الأوراق بذكر عيوبها الوضحة ،وحذف الأشياء العميقة عن غير أهل الكشف (هذا كلام الإمام الشعرانى رحمه الله وليس كلامى) لأن الكتاب يقع فى يد أهله وفى غير يد أهله فأقول وباللـه التوفيق:
كان رضى اللـه عنه يقول مولدى سحر ليلة الأحد حادى عشر محرم761 هـ كما رأيته بخطه وتوفى 801 كما قيل وكان رضى اللـه عنه يقول" واللـه متم نوره ولو كره الكافرون"الصف 8 فيا صاحب الحق لا تهتم بإظهار شأنك اهتماما يحملك على الإستعانة بالخلق،فإنك إن كنت على نور حق فسيظهر بالله "وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا"النساء 45 وإن كنت على ظُلمة باطل فلا تتسبب فى إظهار ذلك وإشاعته ،فإنك لاتتمتع بذلك إن مُتعت به إلا قليلا ثم الله أشد بأسا وأشد تنكيلا" أفمن يهدى للحق أحق أن يُتبع ـ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" فافهم .
وكان يقول فى حديث ليلة الإسراء :"..فدخلت فإذا أنا بآدم أى فإذا أنا فى صورة آدم وناطق بناطقته،وكذلك القول فى كل من رآه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تلك الليلة فصرح بأنه ظهر بحقائق الكل وجميع نواطقهم وزاد عليهم بما زاد ونحن الوارثون لرقائقهم . وقال رضى اللـه عنه :إنما كانت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لا تقبل النسخ لأنه جاء فيها بكل ما جاء به من تقدمه وزيادة خاصة ،ونزلت شريعته من الفلك الثامن وهو فلك الكرسى وهوفلك ثابت فلذلك قبلت شرائع من قبله من الأنبياء النسخ دون شريعته صلى الله عليه وعليهم جميعا وكان يقول رضى الله عنه لا يصح لأحد أن يقول فى استفتاحه :"وما أن من المشركين"الأنعام 79 إلا حتى لا يرى غيره ولا المصلى ولا المناجي فاجعل ربك مشهودك دون غيره ،وكان يقول من علم أن لا إله إلا اللـه لم يبق لأحد عنده ذنب سيما لمن يعترف بذلك "فاعلم أنه لا إله إلا اللـه واستغفر لذنبك "محمد 19 أى بلا إله إلا اللـه وكان يقول كُنية الشيطان أبو مُرة ،تدرى من المرة الذى هذا ابوها ؟هى النفس الجسمانية ذات الشئون المنكرة ،شهوة بهيمية فلا هى حرة ،وغضب كلبى سبعى فلا هى برة ،تدرى لما سميت مرة؟ لأنها ما دخلت فى شئ إلا أفسدته كما يفسد الحنظل اللبن..!وكان يقول :لا تهجر ذات أخيك ولكن اهجر ما تلبس به من مذمومات فإذا تاب من ذلك فهو أخوك فافهم وكان يقول:لا تعب أخاك بما أصابه من معايب دنياك فإنه إما مظلوم "لينصرنه اللـه" أو مذنب عوقب فطهره اللـه، أو مبتلى قد وقع أجره على اللـه فافهم .
وكان يقول من الرعونة أن تفتخر بما لا تأمن سلبه أو تعير أحدا بما لا يستحيل فى حقك ،وأنت تعلم أن ما جاز على غيرك جاز عليك وعكسه فافهم. وكان يقول فى حديث "إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"لما كان ظاهر هذا هو الموت الطبيعى استصعبه الغافلون واستهونه المشتاقون فخُفف عن الطائفتين بتوجيهه إلى الموت المعنوى فقال"موتوا قبل أن تموتوا "أى جردوا نفوسكم من الصفات الذميمة فترفعوها ،ويؤيده قول عمر رضى اللـه عنه فى البصل :فإن كنتم ولابد آكليها فأميتوها طبخا يعنى أطبخوها حتى يذهب خبثها فافهم.
وكان يقول الشيطان نار وحضرة الرب نور والنور يطفئ النار فلا تجاهده بأن تبعد معه عن حضرة ربك الحق ،ولكن جاهده بأن تواجهه بنور ربك ،فإن كان له نصيب فى السعادة انطفأت ناريته وعاد نورا مسلما لا يأمرك إلا بخير ،وإلا أطفأه نور ربك وأحرقته شهبه فعاد رمادا فافهم .وكان يقول سبيل اللـه طريقه،من مات فيها فهو شهيد ،فالمؤمنون كلهم شهداء فى سبيل اللـه "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل اللـه أمواتا بل احياء.."الآية فافهم
وكان يقول :قال سيدى أبو الحسن الشاذلى المحبة قطب ،والخيرات كلها دائرة عليها"فافهم
زكان يقول فى معنى حديث "لخلوف فم الصائم أطيب عند اللـه من ريح المسك" أى هو عند اللـه مرضى رضا يُعبر عنه بأنه أطيب من ريح المسك لو لطخ المكلف به فمه تقربا وتطيبا للعبادة فافهم.
وكان رضى الله عنه يقول :إنما لقى موسى الخضر بفتاه ليجمع له بين بحر الرسالة من نبوته وبحر الولاية من خصوصية الخضر عليه السلام ،والسر فى ذلك أن حكم الولى مع حكم الرسول كحكم النجم مع الشمس (أى لايظهر للولى سر وكرامة مع وجود النبى )فلما دنت وفاة موسى وتوارى شمس رسالته وتولى فتاه يوشع الخلافة من بعده ،وعلم أن أحكام الولاية وأنوارها ستظهر فى زمنه (أى زمن خليفته يوشع) فاراد أن يعلمه كيف تكون معاملته لها (أى للولاية )فجمعه على الخضر (بتصرف يسير)ثم كان من الأمر ما قص اللـه علينا فى الكتاب ،فعلمه أن يسلم للأولياء باطنا وإن اقتضى الشرع إنكار شئ من أمرهم أنكره ظاهرا على جهة الاستعلام كى لا يتشبه بأحكامهم من ليس فى مقامهم ،وإلا فما لموسى كف عن الخضر بتلك المعانى التى أبداها الخضر ،فإن مثلها لا تسقط به المطالبة فى ظاهر الشرع ،فمن خرق سفينة قوم بغير إذنهم وقال خرقتها لئلا تُغتصب لم تسقط المطلبه به ظاهرا ومن قتل صبيا وقال خشيت أن يرهق أبويه طغيانا وكفرا ،لم تسقط عنه المطالبة فى ظاهر الشرع ،وقول الولى وما فعلته عن أمرى "ليس مسوغا لمثل هذه الأعمال فى الحكم الظاهر وإن تحققت ولايته ،فما كان الإنكار من موسى أولا إلا حفظا لنظام الشرع الظاهر ثم كف آخرا حفظا لرعاية أمر اللـه فى أوليائه وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"
[/color]
(من كتاب "الطبقات الكبرى للإمام الشعرانى رحمه الله)[/size]
الفاضل منتصر بالله هذا هو المكان الذى به موضوعك وليس الذى قمت أنت بإدراجه على الرابط :
viewtopic.php?f=4&p=43936#p43936
المشرف
حمزة