موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 123 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 30, 2013 7:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

وكان يقول : حلقة الإخوان تحتاج لحركة روحية وحركة قلبية وحركة لسانية وحركة جسمانية ، فالحركة الروحية ناشئة من الفكر ، والحركة القلبية ناشئة من الذكر ، والحركة اللسانية ناشئة من إظهار العبودية ، فحركة الروح تحتاج لترك الوسواس ، وحركة القلب تحتاج لحسن الإخلاص ، وحركة اللسان تحتاج للتجرد عن الناس ، وحركة الجسم تحتاج للأدب على أحسن قياس ، فترك الوسواس يكون من ترك أكل الحرام ، وحسن الإخلاص يكون من خوف الله والتجرد عن الناس يكون من ذكر الموت ، والأدب على أحسن قياس يكون من الندم على الماضي من الذنوب .

وكان يقول : الفكر نور العقل والذكر نور القلب والإخلاص نور السر والتقوى نور الوجه .

وكان رضي الله عنه يقول لولده صالح الأكبر قدس سره الأزهر : يا ولدي جمال القلب بالخوف وجمال العقل بالفكر وجمال الروح بالشكر وجمال اللسان بالصمت وجمال الوجه بالعبادة وجمال النية بترك الخواطر وجمال الفؤاد بترك الحسد وجمال النفس بالمخالفة وجمال السر بالصبر وجمال الحال بالإستقامة وجمال السير بالتسليم وجمال الخدمة بالأدب وجمال الكلام بالصدق وجمال الطريق بموافقة الشرع وجمال الكل بتوفيق الله .

وكان يقول لولده المذكور : يا صالح الوصول باب والعناية مفتاح والسخاوة سلم والإخلاص قوة ، فإذا أخلصت صعدت إلى السلم وإذا صرت سخياً وصلت إلى المفتاح وفتحت الباب بإذن الفتاح ، يا ولدي بني الطريق على الصدق والإخلاص وحسن الخلق والكرم ، يا ولدي الغنى بالعلم والزينة بالحلم والكرامة والتقوى والعزة بمخالفة النفس ، يا ولدي أكثر من الدعاء المأثور ومل عن الطريق المشهور وتذلل للفقير المستور وعد نفسك من أهل القبور ، يا ولدي قل اللهم أغنني بالعلم وزيني بالحلم وأكرمني بالتقوى وجملني بالعافية ، يا ولدي التاج بالإبرة والحرير والتصدر بالقليل والكثير والزاوية بالدراهم والدنانير والله بالإخلاص وترك التصدير ، يا ولدي أكثر الناس في بيت الغفلة فلا تكن من الغافلين ، يا ولدي إذا نظرت بعين البصيرة رأيت حقيقة فناء الكل فإذا تحققت فناء الكل تركت الكل ، يا ولدي إياك والظهور فالظهور يقصم الظهور ، يا ولدي عملك خير لك من نسبك وأدبك خير لك من أبيك وحسن خلقك خير لك من قبيلتك وتوكلك على الله خير لك من مالك وتفويضك إلى القدر خير لك من تدبيرك .

وكان يقول لخليفته عماد الدين الزنجي قدس سرهما : يا عماد الدين قف في باب الاستقامة واسكن في بيت المداومة والزم الصبر على العمل ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل " ، يا عماد الدين من طرق الباب بالخضوع فتح له بالقبول ومن دخل الرحاب بالانكسار جلس في بيت العزة .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 30, 2013 8:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
جزاكم الله خيرا
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 05, 2014 12:12 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أغسطس 21, 2012 8:40 pm
مشاركات: 6500
صورة

_________________
صورة
ياباب المدينه ياصهر المختار
فارسنا المظفر حيدر الكرار
تخشاك الفوارس انت ذوالفقار
هادم حصن خيبر فيها الباب طار
سلام يا جدي حيدر الكرار


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 05, 2014 12:37 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
السلام عليكم ورحمةالله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيرا
اللهم أسألك حبك و حب كل من يحبك وحب كل عمل يقربنا من حبك اللهم أمين يا رب العالمين

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 13, 2015 6:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

نكمل بفضل الله سبحانه هذا الكتاب الجليل ، وكان سبب تأجيلي لتكملة الكتاب أن النسخة المنتشرة الآن والمطبوعة من هذا الكتاب الجليل ليست هي النسخة القديمة المطبوعة من أكثر من مائة عام تقريباً ، لذلك نستمر بفضل الله سبحانه في نشر هذه الدرر بعد الاطلاع على ما حذف منها وكتابته مرة أخرى ، عسى الله سبحانه أن يقبلنا ويعفو عنا ويجعلنا خدماً لأهله وأهل بيت المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه ..

88888

وكان يقول لبعض تلاميذه : يا ولدي عليك بملازمة الشرع بأمر الظاهر والباطن وبحفظ القلب من نسيان ذكر الله وبخدمة الفقراء والغرباء وبادر دائماً بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ولا ملل وقم في مرضاة الله تعالى وقف في باب الله وعود نفسك القيام في الليل وسلمها من الرياء في العمل وابك في خلواتك وجلواتك على ذنوبك الماضية .

يا ولدي : إن الدنيا خيال ما فيها زوال .

يا ولدي : همة أبناء الدنيا دنياهم وهمة أبناء الآخرة آخرتهم وإياك والدعوى الكاذبة واترك الخوض في بحور التوحيد واجعل اعتقادك اعتقاداً ثبوتياً لا يتغير واشغل ذهنك عن الوساوس الشيطانية وحذر نفسك من مصاحبة صديق السوء فإن عاقبة مصاحبته الندامة والتأسف يوم القيامة كما قال الله تعالى : " يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا " ( الفرقان 28 ) ، وقال تعالى : " يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين " ( الزخرف 38 ) فبئس القرين ، فاحفظ نفسك من القرين السوء لكي لا تخاطبه متأسفاً على مقارنته بين يدي الله بهاتين الآيتين وهناك ندامتك لا تنفع وكلامك لا يسمع .

يا ولدي : ما أكلته تفنيه وما لبسته تبليه وما عملته تلاقيه والتوجه إلى الله حتماً مقضياً وفراق الأحبة وعداً مأتياً والدنيا أولها ضعف وفتور وآخرها موت وقبور لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها فاربط قلبك بالله وأعرض عن غير الله وسلم في جميع أحوالك لله واجعل سلوكك في طريق الفقراء بالتواضع واستقم بالخدمة على قدم الشريعة واحفظ نيتك من دنس الوساوس وامسك القلب عن الميل إلى الناس وكل خبزاً يابساً وماء مالحاً من باب الله ولا تأكل لحماً طرياً وعسلاً من باب غير الله وتمسك بسبب لمعيشتك بطريق الشرع من كسب حلال واترك الحيلة بالسبب وإياك من كسر خواطر الفقراء وصل الرحم واكرم الأقارب واعف عمن ظلمك وتواضع لمن تكبر عليك ولا تتردد لأبواب الوزراء والحكام وأكثر من زيارة الفقراء وأكثر من زيارة القبور ولين كلامك للخلق وكلمهم على قدر عقولهم وحسن خلقك وامتزج الناس بحسن المزاج وأعرض عن الجاهلين وقم بقضاء حوائج اليتامى وأكرمهم وأكثر التردد لزيارة المتروكين من الفقراء وبادر بخدمة الأرامل وارحم ترحم وكن مع الله تر الله معك واجعل الإخلاص رفيقك في سائر الأقوال والأفعال واجتهد بهداية الخلق لطريق الحق ولا ترغب للكرامات وخوارق العادات فإن الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من الحيض ولازم باب الله ووجه قلبك لرسول الله واجعل الاستمداد من بابه العالي بواسطة شيخك المرشد وقم بخدمة شيخك بالإخلاص من غير طلب ولا أرب واذهب معه بمسلك الأدب واحفظ غيبته وتقيد بخدمته وأكثر الخدمة في منزله وأقلل الكلام في حضرته وانظر له بنظر التعظيم والوقار لا نظر التصغير والاحتقار وقم بنصيحة الإخوان وألف بين قلوبهم وأصلح بين الناس واجمع الناس مهما استطعت على الله بطريقتك ورغب الناس بالصدق للدخول في باب الفقر والسلوك بطريق القوم وعمر قلبك بالذكر وجمل قلبك بالفكر ونور نيتك بالإخلاص واستعن بالله واصبر على مصائب الله وكن راضياً من الله وقل على كل حال الحمد لله وأكثر الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن تحركت نفسك بالشهوة أو بالكبر فصم تطوعاً لله واعتصم بحبل الله واجلس في بيتك ولا تكثر الخروج للأسواق ومواضع الفرح فمن ترك الفرح نال الفرج وأكرم ضيفك وارحم أهلك وولدك وزوجتك وخادمك واذكر الله في كل أمر وأخلص لله بالسر والجهر واعمل للآخرة عملاً حسناً واجعل عملك في الدنيا عمل الآخرة وقل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون .

هذه نصيحتي لك ولكل من سلك بطريقتي ولإخواني ولجميع المسلمين والمحبين كثرهم الله واستغفر الله العظيم من جميع الذنوب خفيها وجليها كبيرها وصغيرها وأتوب إليه إنه هو التواب الرحيم .

يا ولدي : قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم : " ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر " .

يا ولدي : قال سيد الأنام صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب العبد التقي النقي الغني الخفي " .

يا ولدي : إن ملكت عقلاً حقيقياً ما ملت إلى الدنيا وإن مالت لك لأنها خائنة كذابة تضحك على أهلها من مال عنها سلم منها ومن مال إليها بلي فيها ، وفي الحديث : حب الدنيا رأس كل خطيئة ، فكما أن حبها رأس كل خطيئة فكذلك بغضها والإعراض عنها رأس كل حسنة هي كالحية لين لمسها قاتل سمها لذاتها سريعة الزوال وأيامها تمضي كالخيال فاشغل نفسك فيها بتقوى الله ولا تغفل عن ذكره تعالى ذرة واحدة وإن طرقك طارق الغفلة فاستغفر الله وارجع لباب الملاحظة واذكر الله واستح منه وراقبه في الخلوات والجلوات واحمده واشكره على الفقر والغنى واترك الأغيار فما في الدار غيره ديار وكن صوفياً صافياً ولا تكن صوفياً منافقاً فتهلك .

يا ولدي : التصوف الإعراض عن غير الله وعدم شغل الفكر بذات الله والتوكل على الله وإلقاء زمام الحال في باب التفويض وانتظار فتح باب الكرم والاعتماد على فضل الله والخوف من الله في كل الأوقات وحسن الظن به في جميع الحالات .

يا ولدي : إذا تعلمت علماً وسمعت نقلاً حسناً فاعمل به ولا تكن من الذين يعلمون ولا يعملون .

يا ولدي : نجاة العالم عمله بعلمه وهلاكه ترك العمل ففي الحديث : " إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه " فلا تضيع أوقاتك باللهو والطرب وسماع الآلات وكلمات المضحكين واترك الفرح فإن الفرح في الدنيا جنون والحزن فيها عقل وكمال الخلود فيها محال والانكباب عليها جهل وضلال اجعل فكرك يا ولدي مشغولاً بمن سلف قبلك من الأنبياء والمرسلين والجبابرة والسلاطين ماتوا وكأنهم ما كانوا هم السابقون ونحن اللاحقون فسر على منهج الصالحين لتحشر في زمرتهم ولتكون من فرقتهم أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون .

وقد طلب حضرة مولانا السيد محمد صالح قدس سره من جانب سيدنا والده المذكور أن يريه ليلة القدر فقال له :

يا ولدي : لو جليت مرآة بصيرتك بجلاء الفكر الحقيقي لكان كل وقت من أوقاتك كليلة القدر .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 13, 2015 7:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
molhma كتب:
السلام عليكم ورحمةالله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيرا
اللهم أسألك حبك و حب كل من يحبك وحب كل عمل يقربنا من حبك اللهم أمين يا رب العالمين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 14, 2015 3:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال كذلك قدس سره لإخوانه في محفل : سر الحقيقة ظاهر وعلم المعرفة منصوب وباب الوصول مفتوح حجبكم عن رؤية هذه المعاني الشريفة حب الدنيا ونسيان الموت فالعجب ممن يعلم أنه يموت كيف ينسى الموت والعجب ممن يعلم أنه مفارق الدنيا كيف ينكب عليها ويقطع أيامه بمحبتها والعجب ممن يعلم أنه راجع إلى الله كيف ينحرف عنه ويلتفت لغيره والله غفلتكم هذه خطب جسيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بالكذب تنشرحون وفي بساتين الجهل تسرحون وبأمر الرزق تحتالون ومن العذاب تأمنون وكأنكم ما قرأتم " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " ( المؤمنون 115 ) أو كأنكم ما سمعتم " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ( الذاريات 56 ) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون تكفل برزقكم فبحليته اشتغلتم ولم يتكفل لأحد بالجنة وبعمل المبشرين بها عملتم ضيعتم الأوقات باللهو والنسيان وقطعتم الأيام بالغفلة والعصيان مزاجكم مزاح من أمن الندامة ولهوكم لهو من لم يسمع بيوم القيامة كأنكم للقبور لا تنظرون وبمن سكنها لا تعتبرون أين آباؤكم أين أجدادكم الذين مضوا من قبلكم أين من جمعوا مالاً أكثر منكم وحملوا جهلاً أزيد من جهلكم أبالله كفرتم أم على الله استكبرتم .

إخواني : من عرف نفسه بالفناء وعرف الله بالبقاء أمال نفسه عن الدنيا قال تعالى : " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى . " ( النازعات 40ـ 41 ) خاطب حبيبه معدن جوهر سره المكنون بـ إنك ميت وإنهم ميتون ( الزمر 30 ) فاجمعوا همتكم على الوصول لمراتب السلف لكيلا تدخلوا تحت قوله تعالى : " فخلف من بعدهم خلف .." ( الأعراف 169 ) واقرعوا باب الكريم بيد الفقر والاضطرار وادخلوا عليه تعالى من باب الذل والانكسار فلا بد والله من نقلتي وإياكم لدار الآخرة ولا بد من وضعي وإياكم في القبور الدائرة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " ( الزلزلة 7 ) " ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ( الزلزلة 8 ) فالناجي من عامل الله بتقواه وكان في الحياة يخشاه .

إخواني : أصعب الأشياء مفارقة الأحباء ومقارنة الأعداء وأحلاها مفارقة الأعداء ومقارنة الأحباء ففارقوا أعمال السوء لتقارنوا أعمالكم الصالحة في قبوركم فوالله لم يقارن المرء من أصحابه تحت طي لحده إلا عمله الصالح .

إخواني : إن غركم لباس الحكم والأعيان وزينتهم وسلاحهم وضاقت صدوركم بهذا فاذهبوا إلى المقابر وانظروا آباءكم وآباءهم تجدون الكل في التراب والله أعلم بمن هو في النعيم وبمن هو في العذاب فأنتم كذلك مع هؤلاء تتساوون " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ( الشعراء 227 ) .

يا ولدي : إياك من الاشتغال بما لا يعنيك من الكلام والأعمال وغيرها وارجع بنفسك عن طريق الغفلة وادخل من باب اليقظة وقف بميدان الذل والانكسار واخرج من مقام العظمة والاستكبار فإنك من مضغة ابتدائك وجيفة انتهائك فقف بين الابتداء والانتهاء بما يليق لمقامها ، وإياك يا ولدي من الحسد فإن الحسد أم الخطايا لأن الشيطان لما حسد آدم تكبر عليه وأبى أن يسجد له وكذب عليه حين حلف له ولحواء " إني لكما لمن الناصحين " ( الأعراف 21 ) فطرد من رحمة الله تعالى فالكذب والكبر والحسد سبب لطرد العبد من باب الرب فلا تعود نفسك على هذه الخصال قطعاً واقطع نفسك إلى الله واعلم بأن الرزق مقسوم فإذا تحققت ذلك ما حسدت واعلم بأنك ميت فإذا تحققت ذلك ما تكبرت واعلم بأنك محاسب فإذا تحققت ذلك ما كذبت واغضض طرفك عن النظر إلى أعراض الناس فضلاً عن العمل الرديء فإنك كما تدين تدان وكما أن لك عيناً فلغيرك عيون وكما أنت يولى عليك وأمسك لسانك عن مذمة الخلق فإن للخلق ألسناً نظرك فيك يكفيك وكما تقول بالناس يقولون فيك وحاسب نفسك في كل يوم واستغفر الله كثيراً وكن طبيب نفسك ومرشدها ولا تغفل عن حساب نفسك وإياك من الاشتغال بحظ النفس .

وكان رضي الله عنه يقول للفقراء : اطلبوا من الله الإعانة على نفوسكم حتى تغلبوها ويظفركم عليها .

وكان رضي الله عنه يقول : يا فقراء تقيدوا بأشغالكم حتى تشتغلوا عن الخلق وأحوالهم ولكن اشتغلوا بما يكون لكم فيه الفائدة الدنيوية والأخروية .

وكان رضي الله عنه يأمر الفقراء بقيام الليل ومداومة خدمة الوالدين وتعظيمهم وإجلالهم .

وكان رضي الله عنه يقول : إن قدرتم أعطوا الصدقة فإنها تبرد النار وتزيل غضب الله والإحسان للوالدين وبرهم يهون سكرات الموت .

وكان يقول : معاملة عباد الله بالإحسان توصل إلى الله .

وكان يأمر بالمداومة على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : إن الصلاة عليه تسهل المرور على الصراط وتجعل الدعاء مستجاباً .

وقال رضي الله عنه : إن الفقير كالمرآة فكل شيء ينظره يراه في وجوده من أمور الدنيا مرتسماً وإذا اختلط بالخلق ورأى ما في أيديهم وملابسهم صدأت مرآته فلا ينبغي له أن يخطر بباله شيء من أمور الدنيا وكلما حفظ الفقير نفسه من ذلك انكشفت مرآته وانجلت وظهر فيها المغيبات وارتسمت .

وقال رضي الله عنه : نفس الفقير مثل الكبريت فحقه إذا اهتم بأمر فيه نفع أن يتعلق به بسرعة ليكون ولا يؤخره فإن التأخير له آفات .

وقال رضي الله عنه : يجب على الفقير أن يقطع لسانه عن غير الحق وإذا أراد أن يتكلم بكلام فلازم عليه أن يعرف ما يترتب عليه وما ينتجه وإذا أراد أن يسكت فلا يسكت إلا عن حسن سكوت وحلم وإذا سئل الفقير سؤالاً فينبغي أن لا يعجل بالجواب وإذا أجاب فيكون جوابه عن تأمل وتفكر وعلى الفقير إذا رأى من هو أعرف منه يستفيد منه ويحذر من الكلام معه في الخطأ والزلل والغلط والشيء الذي لا يعرفه لا يذكره ولا يتفوه به .

وقال رضي الله عنه : الشيخ هو الذي يحضر مع مريده ويلاحظه في أربعة مواضع ، الأول : حين النزع وخروج الروح من الجسد ، الثاني : عند سؤال الملكين منكر ونكير له في القبر ، الثالث : عند العبور على الصراط والمرور به ، الرابع : عند وزن أعماله بالميزان .

وقال رضي الله عنه : الصلاة على ثلاثة أقسام ، صلاة تقبل بصلاة واحدة وصلاة تقبل بصلاتين وصلاة مردودة على فاعلها فلا تقبل بواحدة ولا باثنتين ، فأما التي تقبل بواحدة فهي صلاة الذي يرفع رأسه مع رفع إمامه رأسه ويسجد مع سجوده وأما الصلاة التي بصلاتين فهي صلاة من يرفع بعد رفع الإمام ويسجد بعد سجوده وأما القسم الثالث فهي صلاة من لا يفعل الصلاة الأولى ولا الثانية .

وقال رضي الله عنه : إذا كان لأحد داعية إلى شغل يفعله فلا يفعل إلا ما فيه الخير وما يوصله إلى طريق الحق ويعود نفسه على الأعمال الحسنة والائتلاف بها ولا يرى فعل خير ويقصر في اتباعه وفعله ولا يقول لنفسه غداً بعد موتك يفعل لأجلك الخيرات والحسنات فتنفعك فهيهات فإنه لا ينفع المرء إلا ما قدمت يده ولو كان ما ورث المرء لأهله مثل الجبال ومما ينبغي أن يجعل المرء نفسه قائلاً بقول النصائح والمواعظ ويكون متلبساً بأفعال المعروف ممتثلاً للأوامر مجتنباً للنواهي واقفاً مع الحق وطريق الشرع حتى إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قبل منه وامتثل له وكان لأمره تأثير في نفس المأمور ولنهيه وإلا فلا يقبل منه ذلك ولا يسمع ما يقول وكان من العظيم عليه قوله تعالى : " لم تقولون ما لا تفعلون " ( الصف 2 ) " كبر مقتا عند الله " ( غافر 35 ) ولهذا كانت قلوب الصالحين مهبط الوحي وأنوار الألوهية وكانت تطلع على المغيبات وإن لم يكن القلب منوراً بنور العبادة والطاعة وأفعال الخيرات كان مهبط الشيطان ويلقى صاحبه في ظلم الباطل ويجره إلى الشقاوة فنعوذ بالله من ذلك .

وقال رضي الله عنه : الفقر والتصوف مبنيان على خصال متعددة أن يتجرد ويعلم الله علماً يقيناً ويقر له بالوحدانية في أفعاله وصفاته وذاته وأنه ليس كمثله شيء فإن من علم الحق بهذا العلم خرج من باب العلم الظني ومن باب الوهوم والشكوك وخلع من عنقه ربقة التقليد وأن يسلك طريق الإيثار ومعنى الإيثار عندهم أن العبد إذا فعل حسناً لا يشهد أن له فيه اختياراً ولا إرادة حتى يشهد بذلك أنه يستوجب على الله ويستحق له ثواباً عليه لأن العبد وفعله كل ملك لمالك الممالك ومبدع الوجود والعبد لا يستحق له على سيده ومالكه مال تعالى الله عن ذلك وأن يكون في وقت السماع والوجد مجتهداً فيه سابقاً غيره إليه ليس بقلبه وخاطره غيره ويكون قلبه حاضراً في مقام الحضور والمراقبة والشهود حتى ينكشف له باب الكشف ويرتفع له حجاب الحجب وأن يكون في أكثر أوقاته ساكناً وأن يترك الاكتساب وادخار الذخيرة وأن لا يسلك غير طريق الصدق فلا يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه وأن لا يكثر الكلام خشية أن يقع في الخطأ والكذب وأن يجتنب أكل الحرام وأن لا يطلب ما ليس له قدرة على أن يكون في يده ولا يلتفت إليه ويلتفت لما هو الأهم من أمور آخرته ومعاده وأن لا يحرص على ما هو في يده ويمسكه بل يصرفه في استحقاقه ويبذله فإن المدبر الحق عز وجل وأن لا يلتجيء في أموره ويعول على غير الله تعالى .

وقال : شرط الفقير أنه لا يعلق نظره بملبوسات الخلق وغيرها فإنه إن علقه بذلك التبس عليه الأمر وكلما اختلط الفقير بالخلق ظهرت عيوبه .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 14, 2015 8:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال رضي الله عنه للشيخ يعقوب يوصيه : يا شيخ يعقوب لا تنظر إلى عيوب الخلق فإن نظرت إلى عيوبهم أظهر الله فيك جميع العيوب وإن كان ما فيك عيب .

يا شيخ يعقوب لا تنحرف عن الطريق المستقيم ولا تراع هوى النفس وشهوتها بل راع التقوى وأنواع الطاعة وملازمة السنة والجماعة .

يا شيخ يعقوب إذا جلست بالخلوة فاحذر الوسواس وصف خواطرك من الكدورات والرعونات البشرية وإذا صدر من أخيك ذنب أو عيب فاصفح الصفح الجميل واستر الستر الجليل وعامل عباد الله بالصلاح والنصح والتقوى وعظم أهل الخشوع والمراقبة ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق فداره كي يعطيك حقك أو إلى أن تعطيه حقه بل إذا كان لك عند أحد حق فسامحه يعطك الله ويعوض عليك وكن مع الخلق بالأدب فإن الأدب مع الخلق أدب مع المولى وقليل الأدب خير من عمل أو علم كثير .

يا شيخ يعقوب من اللازم عليك ترك الدنيا ومخالفة النفس والحذر من الهوى والهوس فإنهما أكبر أعدائك وإنما ذكرت هذه الوصية لك لأنها موصلة إلى الحق وباعثة على معرفة طريقه .

يا شيخ يعقوب اعلم أن التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله سبحانه وتعالى .

وقال السيد الكبير رضي الله عنه لسيدي إبراهيم : يا إبراهيم كل من أراد أن يكون لك شيخاً فكن أنت مريداً له وكل من تقدم عليك فقدمه وعظمه .

وقال رضي الله عنه : يا إبراهيم إياك والتقرب من أهل الدنيا فإن التقرب منهم يقسي القلب والتواضع لهم موجب لغضب الرب وتعظيمهم يزيد في الذنوب وقد ورد في الحديث : " من تواضع لغني لغناه أذهب الله ثلثي دينه " ، والتواضع لأهل الدنيا مذموم عند الله والناس .

وقال رضي الله عنه : يا إبراهيم اتخذ الفقراء أصحاباً وأحباباً وعظمهم وكن مشغولاً بخدمتهم وإذا جاء لك واحد منهم فانتصب له على أقدامك وتذلل له وإذا وقعت خدمتك معهم في حيز القبول فاسألهم الدعاء الصالح لعل تعمر لك عندهم منهم مقاماً في قلوبهم لأن الفقراء في القيامة يعطون دولة الأنبياء .

وقال رضي الله عنه : يا إبراهيم لا تنظر إلى الفقراء بعين الحقارة ولا تعبهم لأجل أفعالهم فإنهم إذا صدر منهم فعل يظنه الناس قبيحاً فإنه عند الله مقبول ، يا إبراهيم جاهد نفسك لكي تكون من الفقراء وكن شبيهاً بهم وفي صورتهم فقد ورد في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم ومن أحب قوماً حشر معهم " ، يا إبراهيم اجعل إرادتك الفقراء من صميم قلبك واصرف مقدورك في خدمتهم واطلب رضاهم .

وقال رضي الله عنه : لو عرف العالم كله رب العالمين حق المعرفة مثل ما عرفه الفقراء لانقطعوا عن معاش الدنيا وأحوالها بالكلية .

وقال رضي الله عنه : إذا صرف أحدكم عمره كله في العبادة والطاعة من غير غفلة عنها ساعة واحدة وترك وقتاً من أوقاتها من غير عبادة كان كأن لم يكن يتعبد أبداً ولم تساو طاعات عمره عظيم جرم ذلك الترك .

وقال رضي الله عنه : العاقل الكامل هو الذي إذا طلب شيئاً طلبه بإذن الله ومشيئته ومن علامة الفقير أنه إذا أعطى شيئاً أعطاه لوجه الله ومرضاته لا لشيء آخر غير ذلك .

وقال رضي الله عنه : مقصودي أني لا أعرف أحداً ولا أحد يعرفني ومرادي أني أربط في عنقي حبل ليف وأدور به من المدينة إلى المدينة حتى ألحق نفسي بأهل السلامة .

وقال رضي الله عنه : الفقير الذي هو من أهل الله علامته أنه إذا سأله في شيء تقبل الله منه وأعطاه ما تمناه وسأله في سرعة .

وقال رضي الله عنه : إذا قال لك أحد أنا صعدت إلى السماء أو أنا أصعد إلى السماء فصدقه ولا تنكر عليه ولا تكذبه فإنه إن كان كاذباً فكذبه عليه ولا يضرك منه شيء وإن كان صادقاً وكذبته أو أنكرت عليه فالضرر حاصل لك أنت .

وقال رضي الله عنه : من اللازم على الفقير أنه يتقيد بملابسة الكمالات وبتحصيلها في أي موضع حل به وسار إليه حتى أنه يصير في كل وقت في ازدياد من الكمالات فقد ورد في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تساوى يوماه فهو مغبون " .

وقال السيد الكبير رضي الله عنه : لا تخالط أحداً لأجل الدنيا ولا تعامله ولا تصاحب أحداً من أهلها كي لا يحصل لك من مجلسه وملازمته نقصان .

وقال رضي الله تعالى عنه : إذا كنت تعرف علماً منتفعاً به فعلمه للناس حتى ينتفعوا به ويظهر أثرك في الدنيا والآخرة .

وقال رضي الله تعالى عنه : العشق مصيدة الحق يصيد به أهل الوفاء والوداد .

وقال : لا تكون أحقر وأرذل من عبد ليس بينه وبين عباد الله إلفة ومحبة بل مثل هذا لا يكون به نفع .

وقال رضي الله عنه : الإنسان الكامل هو الذي يكون مشتملاً على خصال حميدة منها : أنه إذا عاشره إنسان صاحب خلق غير حسن يعود بعشرته له خلقه حسناً ، ومنها أنه لا يمنعه مانع من الحق والتكلم به وفعله مع أهله فإذا كان لمائة ألف من الآدميين حقوق عنده يقوم لكل واحد منهم بحقه ويوفيه له ويقضي حوائج الجميع ولا يتغافل عن أحد منهم ويسوف به طرفة عين ، ومنها أن أحداً لا يطلع على أحواله ولا على أسراره بل يخفي أمره ويتكتمه ويعرف الإنسان الكامل بقبول دعائه وإذا اجتمع عنده الخلق الكثير الذين لا يحصى عددهم ولكل حاجة وضمير يعرف حاجة كل وضميره من قبل أن يذكره له وإذا لم يعرف ضميره كله فنصفه أو ثلثه أو ربعه ويعرف مقامه أيضاً عند الله .

وقال رضي الله عنه : الإنسان الكامل هو الذي لا يتفكر في زمانه الماضي ولا المستقبل من حيث الرزق والمعاش بل يكون متوكلاً على الله معتمداً في جميع أموره عليه تاركاً النعمات الدنيوية والتلذذات النفسانية معوداً نفسه على التعب والمشاق ويعرف إنعام الله عليه على إقراره له على الطاعات والعبادات وإذا أعطى الله له رزقاً فلا يبخل به على خلقه وعباده الفقراء .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 15, 2015 8:25 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال رضي الله عنه : لا يعجب أحد منكم بنفسه ويقول في نفسه إن الذي أعطاه الله لي ما هو عند أحد ولا بلغه أحد غيره ولا يصل أحد إلى مكاشفته ولا خصائله فإن هذه دعوى منه ينكرها الشرع ومخالفة له وهي كاذبة ولا يجوز الاعتماد على ذلك فإن ذلك غرور .

وقال رضي الله عنه : إذا رأيتم شخصاً يضر الناس ويريد أن يتحملوا ضرره وأن يعتمدوا أقواله وأفعاله ويكون قدوة لهم ويحب ترددهم فكونوا من مثل هذا الشخص على حذر ولا تخالطوه كي لا يحصل لكم منه الضرر .

وكان رضي الله عنه يقول : أنا تجارتي خدمة النساء الأرامل واليتامى وأحب أن أشهد نفسي في خدمتهم دائماً وإذا رأيت يتيماً يبكي تهتز مفاصلي وترتعد أعضائي حنانة له وشفقة عليه وأخاف من بكائه .

وقال رضي الله عنه : حق الفقير أن يكون قبلة وإماماً للناس يقتدون به فلازم على الفقير أن تكون أقواله مطابقة للشرع الشريف المحمدي حتى لا ينخرط في سلك من اتخذهم الناس رؤساء جهالاً فضلوا وأضلوا .

وكان رضي الله عنه يقول : من اللازم على الفقير إذا نزل بمحل ينفع وينتفع .

وكان رضي الله عنه يقول : يحتاج الفقير إلى أشياء لا يسعه جهلها أن يتعلم ربع العبادات فيعرف الوضوء وفرائضه وواجباته ومندوباته وصلاة الجنازة وغسلها وأحوالها وشئونها ومن اللازم عليه أن يراقب الشيخ الذي يعمره في حالي الحياة الدنيا والممات ويعتبره ويعرف حق الشيخ عليه وأن يشفق على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وأن يقول الكلام الحق سواء كان مغضباً أو غير مغضب فينهر بالغضب من يستحق النهر من أرباب الكبائر والصغائر وإذا أحب أحداً فلتكن محبة خالصة لوجه الله تعالى ففي الحديث : " شوق الإيمان وعلامته المحبة لعباد الله والألفة في الله " ، ويعطي الله لأوليائه ومحبيهم الفردوس الأعلى ولا يخافون يوم القيامة فلا يحب الفقير أحداً كما هو اللازم عليه لحاجة ولا مصلحة من عز أو جاه .

وقال رضي الله عنه : كل من ينظر للفقير والمسكين بعين الحقارة ويكسر خاطره كان محارباً لله تعالى لأن الفقراء جيوش الله تعالى وعياله وكل من حارب لا شك أن يكون من المغضوب عليهم من جانب الرب ويكون مظهر الآية الكريمة وهي قوله تعالى : " وباءو بغضب من الله " ( البقرة 61 ) فنعوذ بالله من ذلك .

وكان رضي الله عنه يقول : اعشقوا واختاروا العزلة وانظروا ما يظهر لكم ويحصل من الفوائد الكثيرة .

وكان رضي الله عنه يقول : تعلموا العشق من الشمع فإن لونه أصفر وعينه ملآنة بالدموع وبدنه دائماً في احتراق وانمحاق ، واعلم أن العشق له ثلاثة أحوال محمودة : الأكل القليل والنوم القليل والكلام القليل ، فنتيجة الأول النوم القليل ونتيجة الثاني العقل والفراسة ونتيجة الثالث الحكمة .

وكان رضي الله عنه يقول : إذا فعل الفقير عبادة جاء له في مقابلتها من جانب الحق خلعة فلو رآها وعلمها علم أنها خير من الدنيا وما فيها .

وقال رضي الله عنه : إذا أعطى الله عبداً سعادة استمرت باقية إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى .

وقال رضي الله عنه : من الأدب اللازم على الفقير إذا ذهب لمكان أو دعي إليه ودخله ووجد مكاناً خالياً أنه يجلس فيه كائناً ما كان ولا يتعداه ولو كان بأطراف المجلس لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس حيث انتهى به المجلس وليحذر الفقير من تخطي الرقاب لأنه أفحش شيء وعليه أن يمشي مع خلق الله تعالى بالأدب والحياء فيعطيه الله بذلك المراتب الجليلة ويدخله في رحمته .

وقال رضي الله عنه : من اللازم على الفقير أنه إذا تكلم فلا يكون كلامه إلا مشرباً كله بالحكمة والفوائد .

وقال رضي الله عنه : من علامة الفقير أن يكون مثل الماء الجاري إذا صاحب شخصاً به درن ونجس نظفه وطهره ، قال تعالى عز وجل : " وجعلنا من الماء كل شيء حي " ( الأنبياء 30 ) والفقير الواصل يطهر جليسه من الرعونات النفسانية ومن الكدورات الشهوانية وقد اصطفى الله تعالى الفقراء من بين خلقه فألبسهم خلعة القربى وحلاهم بحلية الحب وأجلسهم في بابه فهم دائماً معه وعنده لا يتوجهون إلى غير بابه لأنه لا سيد ولا مولى ولا ملجأ إلا هو تعالى الله علواً كبيراً .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 15, 2015 1:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال رضي الله عنه : إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يدخل عبداً من عبيده في سلك أوليائه ينعم عليه بأمور : أن يلهمه رعاية خلقه ، وأن لا يريه طريقاً إلا طريق الاستقامة ، وأن يقدره على مصافحة الملائكة ويمكنه من ذلك ، وأن يلهمه أن يقرأ سر كل مكتوب وإن كان أمياً ، فإذا أنعم الرب بهذه الخصال الأربع على عبد من عبيده كان ذلك العبد ولياً عارفاً وحينئذ فلا يبقى يتكلم إلا مع أهل التصرف وإذا أحب اطلع على أهل العقاب والعقوبة وعلى أهل الإحسان والمثوبة إلى غير ذلك مما امتاز به أهل الله وأولياؤه عفا الله عنهم .

وقال رضي الله عنه : لسان الورع يدعو إلى ترك الآفات ولسان التعبد يدعو إلى دوام الاجتهاد ولسان المحبة يدعو إلى الذوبان والهيمان والمحو ولسان التوحيد يدعو إلى الإثبات والصحو ومن أعرض عن الأعراض أدباً فهو الحكيم المتأدب .

وقال رضي الله عنه : لو تكلم الرجل في الذات والصفات كان سكوته أفضل ولو خطا من قاف إلى قاف كان جلوسه أفضل ولو أكل ملء بيت طعاماً ثم تنفس عليه نفساً فأحرقه كان جوعه أفضل .

وقال رضي الله عنه : يا يعقوب كن ذنباً ولا تكن رأساً فإن الضربة أول ما تقع في الرأس وإياك ورؤية نفسك على الفقراء والإخوان فمن رأى نفسه على الإخوان لا تقال له عثرة ولا يساعده أحد وانظر إلى النخلة لما رفعت رأسها وأشرفت على الجيران جعل الله ثقل حملها عليها ولو حملت مهما حملت لا يساعدها أحد وانظر إلى شجرة اليقطين لما اتضعت وألقت خدها على الأرض كيف جعل ثقل حملها على غيرها ولو حملت مهما حملت لا تحس به .

وقال رضي الله عنه : أفضل العبادات البدنية الصدقة .

وقال رضي الله عنه : من كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم ومن لم يكن في خدمة ربه فهو من السنة في راحة .

وقال رضي الله عنه : علامة الأنس بالله الوحشة من جميع الخلق إلا الأولياء فإن الأنس بهم أنس به .

وقال رضي الله عنه : من توهم أن عمله يوصله إلى مأموله الأعلى فقد ضل طريقه .

وقال رضي الله عنه : قرب قلبك من مجالسة الذاكرين لعله ينتبه من غفلته .

وقال رضي الله عنه : أقرب الأشياء من المقت رؤية النفس وأحوالها وأعمالها وأشد منه طلب العوض على العمل .

وقال رضي الله عنه : أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات .

وقال رضي الله عنه : العبودية الوفاء بالوعد والحفظ للعهود والرضا بالموجود والصبر على المفقود .

وقال رضي الله عنه : علامة الأنس رفع الحجب بين القلوب وبين علام الغيوب .

وقال رضي الله عنه : المحبة أغصان تزرع في القلب فتثمر على قدر العقول .

وقال رضي الله عنه للشيخ الأكبر الدوراقي قدس سره : يا أكبر اعلم أن المداح الذي يمدح بمجلس الفقراء بغير طمع وتوقع دنيا وقصده مجرد وحبه لله تعالى يكون له من الفقر سبعة قراريط لكن بشرط أن يكون مداحاً بالحقيقة لا مداحاً مجازاً وحينئذ يتصرف في تلك الحصص المذكورة كيف شاء ، واعلم أن لهذا الشرط في المعنى شروطاً ، الأول : أن يكون فقيراً ، الثاني : أن يكون مؤدباً أي لمجمعهم ، الثالث : أن يكون قوالاً أي منشدهم الداخل ، الرابع : أن يكون نديم مجلس الشيخ ، الخامس : أن يكون صاحب حال ووجد ، السادس : أن يكون أمين الخزائن السرية أي أميناً على الأسرار فلا يكون مبيحاً بالسر ، السابع : أن يكون شجاعاً أي فداوياً كي يظفر على عدو الدين إذا وقع به فيمحوه ، والمداح في عسكر الفقراء كالطبل في عسكر الحرب فكما أن طبل الحرب يحرك الفرسان على اقتحام نار الهيجاء كذلك المداح يحرك عسكر الفقراء على الاهتمام بالذكر والولوج في حلقه ومجالسه وكما أن الطبل يحصل به للعسكر رونق كذلك صوت المداح يحصل لمجلس ذكر الفقراء به رونق .

واعلم يا أخي أنه بقي من أقسام المداح اثنان لكل واحد منهما نصيب واحد من الفقراء ، الأول : مداح ملوث بطعمه في الدنيا وهو الذي يكون مدحه لأجلها ، الثاني : مداح أعطى وظيفة خدمة السفرة أعني السماط يكون ميله مع بعض الفقراء دون بعض فيعطي من يميل إليه نصيباً من الآخر من الطعام .

واعلم أن لكل فقير كان ملازماً على ذكر كلمة التوحيد إذا سمع اسم الله تعالى يأتي بها دائماً مع تلبسه بالسماع والخشوع ومداومته على الصلوات الخمس في أوقاتها من الأجر المترتب على الفقر ثمانية عشر قيراطاً كاملة من غير زيادة ولا نقص بل زائدة راجحة ويكون جميع أعماله مقبولة عند سيده غير مردودة مثل ما يقبل الصراف الذهب الخالص الموزون الراجح ، فإن الوجد والسماع شمع الطريقة والتوحيد المعرفة شمع الحقيقة ، وإن كل درويش كان مداوماً على تلاوة القرآن والصلاة في أوقاتها ممضياً أفعاله على قواعد الشريعة المطهرة وكان متصفاً بالسماع والوجد في طريقة الفقراء وسائراً في جادة الطريق المحمدية ومستكملاً حقيقة التوحيد للذات العلية يجوز له أن يقرأ القرآن بغير العربية للعجز عنها كما هو مذهب الإمام الأعظم ، فيجوز له أن يقرأ الفاتحة بالفارسية أو غيرها والشريعة من باب الظاهر ولذلك يكون في المسألة الواحدة أقوال عديدة كل منها يحمل الدليل على حسب ما ظهر له ، ونحن معشر الفقراء بابنا باب الباطن فلا نحكم بالظاهر إلا إذا وافق الباطن الظاهر لأن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ونياتكم .

ونقل عن السيد الكبير أنه قال لمريديه وفقرائه : يا إخواني اتبعوني واسمعوا نصائحي ترشدوا وهي : كونوا مواظبين على الصلاة المفروضة وابعدوا عن الحرام وراعوا الآداب على مقتضى أداب الخالق الرب وامشوا على منهج الحق والطريق المستقيم وتقيدوا بخدمة الفقراء إخوانكم والضيوف والغرباء والمساكين وعليكم بالآذان حسبة فإن للمؤذنين درجة عالية عند الله والمؤذنون أطول أعناقاً يوم القيامة .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 15, 2015 8:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
نقل عن الشيخ أحمد كنز العارفين الزاهد أنه لما طلع السيد الكبير إلى بغداد اجتمع عليه علماؤها وفضلاؤها وهيؤوا له أسئلة كثيرة للامتحان فأجاب عن الجميع .
الأول : أي ملك لله سبحانه وتعالى ؟
فقال : ملكه الحقيقي الآخرة وأما الدنيا فهي فانية والفاني لا يليق به سبحانه وتعالى لأنه مالك يوم الدين وهذا هو الملك الحقيقي والملك الظاهر وهو النظور المجرد عن المحسوس كالسموات والأرضين وما بينهما وما فيهما من الشمس والقمر واللوح والعرش والكرسي وتحت وفوق والجنة والنار وسائر أنواع الكائنات فهي ملكه أيضاً لأنه رب العالمين .
الثاني : أي شيء هو طرف ملك الحق ؟ فقال : الهواء ، فقالوا : أي شيء هو حدود الهواء ؟ فقال : شيء لا يسعه العقل في هذا المحل .
وسألوه عن الروح فقال : فيها كذلك أمر إلهي قائم مع كل ذي روح وصفة لا يسعه العقل .
وسألوه عن سبب كون الماء في الهواء فقال : للطافته وأنه حياة كل شيء ، قال تعالى : " وجعلنا من الماء كل شيء حي " ( الأنبياء 30 ) فإن مثل الهواء مثل اللبن والماء كالزبد .
ثم أن السيد الكبير استمر معهم في البحث والجدال عن المسائل المعضلة حتى كشفها لهم وظهر لهم منه من العلوم ما لم يكن في بالهم فندموا على أفعالهم وعلى سؤالاتهم وتابوا وصاروا من جملة الأخيار والمريدين فرضي الله عنهم .

نقل أن جماعة اجتمعوا حيناً وسألوه أسئلة جماء مشكلة منها : من أي شيء خلق الله ملك السموات ؟ قال : خلقه الله تعالى من النور ولكن خلق أولاً من خالص النور العرش ومن نوره خمسة ملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام وخلق حملة العرش من نور حضرة القدس وخلق الكروبيين والعرشيين من نور المصطفى وخلق ملائكة الملأ الأعلى من نوره وخلق ملائكة الجنة من نوره وخلق ملائكة الفردوس من نوره وخلق ملائكة جنة عدن من نوره وخلق ملائكة جنة المأوى من نوره وخلق ملائكة السماء السابعة من نوره وخلق ملائكة السماء السادسة من نوره وخلق ملائكة السماء الخامسة من نوره وخلق ملائكة السماء الرابعة من نوره وخلق ملائكة السماء الثالثة من نوره وخلق ملائكة السماء الثانية من نوره وخلق ملائكة السماء من نوره ، واسم السماء الأولى برقا وهي من الزبرجد والسماء الثانية من الفضة واسمها تلتوا والسماء الثالثة من الذهب واسمها الطارق والرابعة من الحديد واسمها ماعون والخامسة من الجوهر واسمها دياد والسادسة من الفضة والرخام واسمها قباب والسابعة من النور وهو نور العقل ، وخلق ملائكة الرضوان من نور الطاء وخلق ملائكة تحت الثرى من نور العين وخلق ملائكة الهواء من نور الغين وخلق ملائكة الاستخدام الذين يخدمون الخلع من نوره صلى الله عليه وسلم وخلق الملائكة الكرام الكاتبين من نوره وخلق البشير وملك الرعد من نوره وخلق ملك الموت من نوره وخلق الملائكة الذين هم جنود لجبريل من نوره وخلق الملائكة الذين هم جنود لميكائيل من نوره وخلق الملائكة الذين هم جنود لإسرافيل من نوره وخلق الملائكة الموكلين بالشمس والقمر من نوره وخلق الملائكة السبعة آلاف الذين نزلوا مع حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا جنوده من نوره .
ثم إن العلماء رضي الله عنهم سألوه فقالوا : يا سيدنا هل لحروف الهجاء حرمة تعظيم ؟ قال السيد الكبير : لها ذلك وعزة الله تعالى لأن وجود حروف التهجي في الخلق محض خير وإحسان وفيها عزة عظيمة فإن فيها علوم الأولين والآخرين وكلها مندرجة فيها وسائر الكتب المنزلة والصحف كذلك معانيها مندرجة فيها ولا تعلم إلا منها جعلها الله كذلك وطوى فيها هذا السر العظيم والله أعلم .

وقال رضي الله عنه : الزهد أول قدم القاصدين إلى الله تعالى فمن لم يحكم أساسه فيه لم يصح له شيء مما بعده من المقامات .

وقال رضي الله عنه : بلغت إلى مقام إن عصيت قلبي عصيت الله .

وقال رضي الله عنه : من كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم ومن لم يكن في خدمة ربه فهو من أنسه في وحشة .

وقال رضي الله عنه : قرب قلبك من مجالسة الذاكرين لعله ينتبه من غفلته .

وقال رضي الله عنه : أقرب الأشياء من المقت رؤية النفس وأحوالها وأعمالها وأشد منه طلب العوض على العمل .

وقال رضي الله عنه : أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات .

وقال رضي الله عنه : المحبة أغصان تزرع في القلب فتثمر على قدر العقول .

وقال رضي الله عنه : إذا كانت نفسك غير ناظرة لقلبها فأدبها بمجالسة الحكماء من أهل خاصته .

وقال رضي الله عنه : من لم يحسن رعاية نفسه أسرع إلى الهلاك ، والخاسر الشقي المطرود المحروم من أبدى للناس أحسن أعماله وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد .

وقال رضي الله عنه : كل من ادعى ولم يقم الفقير من عنده غنياً والغني فقيراً فليس على شيء .

وقال : لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك .

وقال رضي الله عنه : من ظن بأحد فتنة فهو المفتون .

وقال رضي الله عنه : استحسان السكون على العموم دليل على صحة المحبة واستحسانه على الخصوص يورث الظلمة .

وقال رضي الله عنه : إذا تمكنت الأنوار في السر نطقت الجوارح بالبر .

وقال رضي الله عنه : أف لأشغال الدنيا إذا أقبلت وأف لحرارتها إذا أدبرت ، والعاقل لا يركن إلى شيء إذا أقبل كان شغلاً وإذا أدبر كان حسرة .

وقال رضي الله عنه : الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها إلى اللسان فينطق بها لسان الأحمق .

وقال رضي الله عنه : عجبت لمن له طريق إلى ربه كيف يعيش مع غيره وهو يقول : " أنيبوا إلى ربكم " .

وقال رضي الله عنه : جليت الأرواح في الأفراح فهي تعلو أبداً إلى محل الفرح وخلقت الأجساد من الأكماد فلا تزال ترجع إلى كمدها من طلب هذه الغاية والاهتمام بها ولها .

وقال رضي الله عنه : من قال الله أكبر وفي قلبه شيء أكبر منه فقد كذب نفسه على لسانه .

وقال رضي الله عنه : كن شريف الكلمة فإن الهمم تبلغ بالرجل مقام القرب والنجوى .

وقال رضي الله عنه : لا يحصل لعبد مقام الصفاء حتى لا يبقى في قلبه خبث ولا بغض لمؤمن وهناك يأنس به الطير والوحش ولا يفر منه .

وقال رضي الله عنه : ظلمة الطبع تمنع أنوار المشاهدة .

وقال رضي الله عنه : كم من مسرور سروره أبلاه وكم من مغموم غمه نجاه .

وقال رضي الله عنه : من أراد أن يعرف قدر معرفته بالله فلينظر قدر هيبته عنده وفي خدمته .

وقال : من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل عليه الإعراض عن الدنيا وأهلها .

وقال رضي الله عنه : من أظهر محاسنه لمن لا يملك ضره ولا نفعه فقد أظهر جهله .

وقال : من ذل في نفسه رفع الله قدره ومن عز فيها أذله الله في أعين عباده .

وقال : لا شيء أضر بالمريد من مسامحته لنفسه في ركوب الرخص وقبول التأويلات .

وقال رضي الله عنه : قربك منه بلزوم الموافقات وقربه منك بدوام التوفيق .

وقال رضي الله عنه : الرجاء ارتياح القلب لرؤية كرم المرجو والزهد سلو القلب عن الأسباب ونفض الأيدي من الآمال وحقيقة التبري من الدنيا وجود الراحة في الخروج منها والقناعة الاكتفاء بالبلغة وحقيقتها ترك التشوق إلى المفقود والاستغناء بالموجود .

وقال رضي الله عنه : القلب هو محل الأنوار ومورد الفوائد من الجنان وبه يصح الاعتبار جعله الله أميراً فقال : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ، ثم جعله أسيراً فقال : إن الله يحول بين المرء وقلبه .

وقال رضي الله عنه : الدنيا ما دنا من القلب وشغله عن الحق .

وقال : ما حياة القلب إلا في إماتة النفس .

وقال رضي الله عنه : الاستهانة بالأولياء من قلة المعرفة بالله .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 15, 2015 8:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
نقل عن الشيخ أحمد كنز العارفين الزاهد أنه لما طلع السيد الكبير إلى بغداد اجتمع عليه علماؤها وفضلاؤها وهيؤوا له أسئلة كثيرة للامتحان فأجاب عن الجميع .
الأول : أي ملك لله سبحانه وتعالى ؟
فقال : ملكه الحقيقي الآخرة وأما الدنيا فهي فانية والفاني لا يليق به سبحانه وتعالى لأنه مالك يوم الدين وهذا هو الملك الحقيقي والملك الظاهر وهو النظور المجرد عن المحسوس كالسموات والأرضين وما بينهما وما فيهما من الشمس والقمر واللوح والعرش والكرسي وتحت وفوق والجنة والنار وسائر أنواع الكائنات فهي ملكه أيضاً لأنه رب العالمين .
الثاني : أي شيء هو طرف ملك الحق ؟ فقال : الهواء ، فقالوا : أي شيء هو حدود الهواء ؟ فقال : شيء لا يسعه العقل في هذا المحل .
وسألوه عن الروح فقال : فيها كذلك أمر إلهي قائم مع كل ذي روح وصفة لا يسعه العقل .
وسألوه عن سبب كون الماء في الهواء فقال : للطافته وأنه حياة كل شيء ، قال تعالى : " وجعلنا من الماء كل شيء حي " ( الأنبياء 30 ) فإن مثل الهواء مثل اللبن والماء كالزبد .
ثم أن السيد الكبير استمر معهم في البحث والجدال عن المسائل المعضلة حتى كشفها لهم وظهر لهم منه من العلوم ما لم يكن في بالهم فندموا على أفعالهم وعلى سؤالاتهم وتابوا وصاروا من جملة الأخيار والمريدين فرضي الله عنهم .

نقل أن جماعة اجتمعوا حيناً وسألوه أسئلة جماء مشكلة منها : من أي شيء خلق الله ملك السموات ؟ قال : خلقه الله تعالى من النور ولكن خلق أولاً من خالص النور العرش ومن نوره خمسة ملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام وخلق حملة العرش من نور حضرة القدس وخلق الكروبيين والعرشيين من نور المصطفى وخلق ملائكة الملأ الأعلى من نوره وخلق ملائكة الجنة من نوره وخلق ملائكة الفردوس من نوره وخلق ملائكة جنة عدن من نوره وخلق ملائكة جنة المأوى من نوره وخلق ملائكة السماء السابعة من نوره وخلق ملائكة السماء السادسة من نوره وخلق ملائكة السماء الخامسة من نوره وخلق ملائكة السماء الرابعة من نوره وخلق ملائكة السماء الثالثة من نوره وخلق ملائكة السماء الثانية من نوره وخلق ملائكة السماء من نوره ، واسم السماء الأولى برقا وهي من الزبرجد والسماء الثانية من الفضة واسمها تلتوا والسماء الثالثة من الذهب واسمها الطارق والرابعة من الحديد واسمها ماعون والخامسة من الجوهر واسمها دياد والسادسة من الفضة والرخام واسمها قباب والسابعة من النور وهو نور العقل ، وخلق ملائكة الرضوان من نور الطاء وخلق ملائكة تحت الثرى من نور العين وخلق ملائكة الهواء من نور الغين وخلق ملائكة الاستخدام الذين يخدمون الخلع من نوره صلى الله عليه وسلم وخلق الملائكة الكرام الكاتبين من نوره وخلق البشير وملك الرعد من نوره وخلق ملك الموت من نوره وخلق الملائكة الذين هم جنود لجبريل من نوره وخلق الملائكة الذين هم جنود لميكائيل من نوره وخلق الملائكة الذين هم جنود لإسرافيل من نوره وخلق الملائكة الموكلين بالشمس والقمر من نوره وخلق الملائكة السبعة آلاف الذين نزلوا مع حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا جنوده من نوره .
ثم إن العلماء رضي الله عنهم سألوه فقالوا : يا سيدنا هل لحروف الهجاء حرمة تعظيم ؟ قال السيد الكبير : لها ذلك وعزة الله تعالى لأن وجود حروف التهجي في الخلق محض خير وإحسان وفيها عزة عظيمة فإن فيها علوم الأولين والآخرين وكلها مندرجة فيها وسائر الكتب المنزلة والصحف كذلك معانيها مندرجة فيها ولا تعلم إلا منها جعلها الله كذلك وطوى فيها هذا السر العظيم والله أعلم .

وقال رضي الله عنه : الزهد أول قدم القاصدين إلى الله تعالى فمن لم يحكم أساسه فيه لم يصح له شيء مما بعده من المقامات .

وقال رضي الله عنه : بلغت إلى مقام إن عصيت قلبي عصيت الله .

وقال رضي الله عنه : من كان سروره بغير الحق فسروره يورث الهموم ومن لم يكن في خدمة ربه فهو من أنسه في وحشة .

وقال رضي الله عنه : قرب قلبك من مجالسة الذاكرين لعله ينتبه من غفلته .

وقال رضي الله عنه : أقرب الأشياء من المقت رؤية النفس وأحوالها وأعمالها وأشد منه طلب العوض على العمل .

وقال رضي الله عنه : أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات .

وقال رضي الله عنه : المحبة أغصان تزرع في القلب فتثمر على قدر العقول .

وقال رضي الله عنه : إذا كانت نفسك غير ناظرة لقلبها فأدبها بمجالسة الحكماء من أهل خاصته .

وقال رضي الله عنه : من لم يحسن رعاية نفسه أسرع إلى الهلاك ، والخاسر الشقي المطرود المحروم من أبدى للناس أحسن أعماله وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد .

وقال رضي الله عنه : كل من ادعى ولم يقم الفقير من عنده غنياً والغني فقيراً فليس على شيء .

وقال : لا تزن الخلق بميزانك وزن نفسك بميزان المؤمنين لتعلم فضلهم وإفلاسك .

وقال رضي الله عنه : من ظن بأحد فتنة فهو المفتون .

وقال رضي الله عنه : استحسان السكون على العموم دليل على صحة المحبة واستحسانه على الخصوص يورث الظلمة .

وقال رضي الله عنه : إذا تمكنت الأنوار في السر نطقت الجوارح بالبر .

وقال رضي الله عنه : أف لأشغال الدنيا إذا أقبلت وأف لحرارتها إذا أدبرت ، والعاقل لا يركن إلى شيء إذا أقبل كان شغلاً وإذا أدبر كان حسرة .

وقال رضي الله عنه : الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها إلى اللسان فينطق بها لسان الأحمق .

وقال رضي الله عنه : عجبت لمن له طريق إلى ربه كيف يعيش مع غيره وهو يقول : " أنيبوا إلى ربكم " .

وقال رضي الله عنه : جليت الأرواح في الأفراح فهي تعلو أبداً إلى محل الفرح وخلقت الأجساد من الأكماد فلا تزال ترجع إلى كمدها من طلب هذه الغاية والاهتمام بها ولها .

وقال رضي الله عنه : من قال الله أكبر وفي قلبه شيء أكبر منه فقد كذب نفسه على لسانه .

وقال رضي الله عنه : كن شريف الكلمة فإن الهمم تبلغ بالرجل مقام القرب والنجوى .

وقال رضي الله عنه : لا يحصل لعبد مقام الصفاء حتى لا يبقى في قلبه خبث ولا بغض لمؤمن وهناك يأنس به الطير والوحش ولا يفر منه .

وقال رضي الله عنه : ظلمة الطبع تمنع أنوار المشاهدة .

وقال رضي الله عنه : كم من مسرور سروره أبلاه وكم من مغموم غمه نجاه .

وقال رضي الله عنه : من أراد أن يعرف قدر معرفته بالله فلينظر قدر هيبته عنده وفي خدمته .

وقال : من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل عليه الإعراض عن الدنيا وأهلها .

وقال رضي الله عنه : من أظهر محاسنه لمن لا يملك ضره ولا نفعه فقد أظهر جهله .

وقال : من ذل في نفسه رفع الله قدره ومن عز فيها أذله الله في أعين عباده .

وقال : لا شيء أضر بالمريد من مسامحته لنفسه في ركوب الرخص وقبول التأويلات .

وقال رضي الله عنه : قربك منه بلزوم الموافقات وقربه منك بدوام التوفيق .

وقال رضي الله عنه : الرجاء ارتياح القلب لرؤية كرم المرجو والزهد سلو القلب عن الأسباب ونفض الأيدي من الآمال وحقيقة التبري من الدنيا وجود الراحة في الخروج منها والقناعة الاكتفاء بالبلغة وحقيقتها ترك التشوق إلى المفقود والاستغناء بالموجود .

وقال رضي الله عنه : القلب هو محل الأنوار ومورد الفوائد من الجنان وبه يصح الاعتبار جعله الله أميراً فقال : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ، ثم جعله أسيراً فقال : إن الله يحول بين المرء وقلبه .

وقال رضي الله عنه : الدنيا ما دنا من القلب وشغله عن الحق .

وقال : ما حياة القلب إلا في إماتة النفس .

وقال رضي الله عنه : الاستهانة بالأولياء من قلة المعرفة بالله .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 16, 2015 8:51 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال رضي الله عنه : إذا أوصلك إلى مقام ومنعك حرمة أهله والالتذاذ بما أوصلك إليه فأنت مغرور .

وقال رضي الله عنه : ما استصغرت أحداً إلا وجدت نقصاً في ديني ومعرفتي .

وقال : رأس مالك قلبك ووقتك وقد شغلت قلبك بهواجس الظنون وضيعت وقتك بما لا يعنيك فمن يربح من ضيع رأس ماله ؟!

وقال رضي الله عنه : الطريق إلى الله صعب إلا على من دخله بوجد صادق غالب وبشوق مزعج فيهون عليه حمل الأثقال وركوب الأهوال .

وقال رضي الله عنه : الشهوة أغلب سلطان على النفس فلا مزيل لها إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .

وقال رضي الله عنه : ثمرة التوحيد اليقين فمن صفا توحيده صفا يقينه .

وقال : من أسكن نفسه شيئاً من محبة الدنيا فقد قتلها بسيف الطمع .

وقال : من جد وجد وبالاعتقاد يحصل علم الحقيقة وبالاجتهاد يتفق سلوك الطريقة .

وكان رضي الله عنه إذا تحدث بحديث غريب لم يسمع من غيره يقول : أي فقراء اسمعوا مني وحدثوا ما على المستمع من درك إنما الدرك على من يقول ثم يقول ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد .

وقال رضي الله عنه : أي فقراء قدرته باهرة وأموره عجيبة له سبحانه من مصنوعاته ومخلوقاته في السماء الرابعة بحر رمل يجري مثل جريان الريح العاصف بقدرة من خلق السموات والأرض لا يعلم طوله وعرضه إلا الله تعالى ولا يدري من أين يجيء ولا إلى أين يمشي إلا الله تعالى بكل ذرة منها دنيا مثل دنياكم هذه وما من ساعة تمضي في الليل والنهار إلا ولله تعالى فيها قيامة تقوم على قوم وميزان ينصب وصراط يمد وقوم يدخلون الجنة وقوم يدخلون النار غير هذه التي ذكرت لها وغير هذه الجنان الموعودة لنا إن شاء الله تعالى .

وقال : السفر يمزق الأديان .

وقال : عودوا ألسنتكم الخير .

وقال : من صبر قدر .

وقال : خيانة الشريك تذهب البركة .

وقال : المؤمن كله رحمة أين كان .

وقال : إمساك الموجود سر مشكل بالمعبود .

وقال : الأدب شنة الفقراء وزين الأغنياء .

وقال : الأنس بالخلق انقطاع عن الحق .

وقال : خير الناس من ينفع الناس .

وقال : كلوا الحلال كلوا متحزنين وابكوا .

وقال : من لج وجد ولج ووجد .

وقال : خدمة الفقير تزيد في صحة اليقين .

وقال : طريق الحق لا يدرك إلا بالصبر .

وقال : قدرة الباري تتجاوز مفهوم العقول .

وقال : ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة .

وقال : ما أحب أن يعرف الأشقى .

وقال : من اعتز بغير الله ذل .

وقال : من تزوج لله كفي ووقي .

وقال : من حرم اليقين حرم درجة المتقين .

وقال : أكل الجماعة بركة وتنزل فيه الرحمة .

وقال : الجار إلى أربعين بيتاً من كل جانب .

وقال : الأمر أعظم مما يظنون وأصعب مما يتوهمون .

وقال : سموا أولادكم بأحمد ومحمد وعبد الله وعبد الرحمن .

وقال : من أهان نفسه لله أعزه الله بالتقوى .

وقال : من حقر فقيراً لفقره وفاقته حقره الله .

وقال : من عرف الله حق معرفته قطعه إليه بكليته .

وقال : من لم ينتفع بأفعالي كيف ينتفع بأقوالي .

وقال : إذا رأيت يتيماً يبكي تقلقل كل عضو مني .

وقال : تدبروا القرآن المجيد فقد دلكم على الأمر السديد .

وقال : العاقل لا يشكو لا إلى قاض ولا إلى سلطان .

وقال : إن نازعني أحد تركت منازعته ومزاحمته .

وقال : ليس من التصوف أحبوني ولا أكرموني ولا زوروني .

وقال : ما وقف على باب أحد من أهل الدنيا كامل المعرفة .

وقال : ما ثبت عن فقير أخذ مال الفقراء .

وقال : من عصى الله أطمع الله فيه الخلق .

وقال : الوقت سيف إن قطعته وإلا قطعك والسعيد لا يهمل وقته .

وقال : الإيمان والإسلام أن تنصف من نفسك وتؤدي الحق الذي عليك .

وقال : كل أخ لا ينفع في الدنيا لا ينفع في الآخرة .

وقال : ما أمرت بأمر دون ما فعلته فلا حجة لكم علي .

وقال : من آذى فقيراً أو مسكيناً لفقره ومسكنته فقد حارب الله تعالى .

وقال : وددت أن يكون في أم عبيدة حلقة للقرآن وحلقة للفقه .

وقال : لا يجوز على الصراط من في ذمته من الصداق قيراط .

وقال : لا يعرف قدر نعمة الله إلا عبد أيد بالتوفيق .

وقال : لا يكون الرجل رجلاً حتى يظهر أثر بركته من بعده .

وقال : إذا تعلم أحدكم شيئاً من الخير فليعلمه الناس يثمر لكم الخير .

وقال : اقرأ القرآن بخوف ووجل ومهابة وذلة فرب قاريء القرآن والقرآن يلعنه .

وقال : أقرب الطرق إلى الله تعالى التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله .

وقال : السماع عبادة عن قلب ورب من وجد ذلك وجد السماع .

وقال : الصوم صون الجوارح وصون القلب عن كل مناف للحق .

وقال : طريقتنا هذه مبنية على ثلاث : لا نسأل ولا ندخر ولا نرد .

وقال : علامة الفقير الصادق جمع الهم والطرف وحضور القلب وسكون الجوارح .

وقال : قلة الطعام وقلة الكلام وقلة المنام تورث الدخول إلى دار السلام .

وقال : ولدي صالح إذا لم يعمل بعملي فليس مني ولا أنا منه .

وقال : المقبل من لا يتعب شيخه فيه ولا يكون شيخه يفتخر به بين القوم .

وقال : من أتم الرجال قبولاً وحالاً من إذا رفع القصة جاء الجواب .

وقال : من لم يرفع قضيته إلى الله عز وجل عجز وضل عن الطريق .

وقال : هلاك الرجل نفسه وخلاصه حر وجه عنها فمن ملكته ذل ومن ملكها ساد .

وقال : إذا أراد الله بعبد خيراً بغض عليه الدنيا وأهلها وحبب إليه الآخرة وأهلها .

وقال : إذا رضي ربي فقد هانت علي مصائبي وإن أبعدني فقد عظمت علي نوائبي .

وقال : من فقد الميزان وأمن يخشى عليه أن يترك جماله .

وقال : أقدر أن أرضى كل عدو لي إلا حاسد نعمة الله فإنه لا يرضى إلا بزوالها .

وقال : التوبة أن لا يرجع إلى الذنب كما لا يرجع اللبن إلى الضرع .

وقال : الخوف سوط الله يقوم به نفساً تعودت سوء الأدب وأفضل العمل ما قارنه العلم .

وقال : الشيخ في قومه كالنبي في أمته والشيخ سلم الفقير يصل به إلى معالي الأمور .

وقال : الفقراء في حبل الله من تمسك بهم نجا وسلم وفاز وغنم ومن تركهم هلك وندم .

وقال : القرآن مأدبة الله فمن لم يتأدب به فليس له أدب ولا لمرض قلبه دواء .

وقال : إن الحق سبحانه وتعالى يغار للولي فيقبل على المحسن إليه وينظر إليه فيرحمه وينظر إلى المسيء إليه فيعاقبه .

وقال : إن السماع عبارة عن وجدان القلب مع الله تعالى وذلك بغية الأنبياء ومنية الأولياء .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 16, 2015 6:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال : تعلموا خلال التصوف تعليماً وأكرهوا النفس عليها فإن هداة الحق في هذا الزمان قلت .

وقال : غالب ما سلط الله به على العراق الأذى منع الزكاة وقلة نظر بعضهم بالإحسان إلى بعض .

وقال : لا ينصح إلا من يتوسم فيه مخايل القبول فالنصيحة إذا لم تقبل صارت فضيحة .

وقال : إذا ديست الحبة ولم تحترم شكت إلى الله تعالى فيكون من ذلك ما يغلو به السعر .

وقال : دارت رحى الإرادات على ثلاث : الثقة بوعد الله ، والفراغ لأمر الله ، ودوام قرب باب الله .

وقال : من الخشية تكون المحاسبة ومن المحاسبة تكون المراقبة ومن المراقبة يكون الشغل ومن الشغل يكون دوام الشغل بالله .
وقال : من حصل له ذرة من الولاية فهو من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

وقال : لا تعتبروا الإسلام إلا بالإنصاف في المعاملة والبيع والشراء والأخذ والعطاء فمتى أنصف المرء فهو مسلم .

وقال : الناس بخير ما حجوا البيت وما شدت الرحال إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال : من جد وجد ومن اجتهد ولج ومن ولج دخل المنزل وحصل له ما يريد .

وقال : من نظر إلى امرأة أجنبية ليست له محرماً ليس له عند الله عذر وقد تجرأ على الله تعالى .

وقال : إذا كان لكم حاجة ولم تقدروا إلى الوصول إلى أم عبيدة فتوجهوا نحوها لله تعالى ثلاث خطوات واسألوا حاجتكم .

وقال : الفقير متى غضب لنفسه تعب ومتى سلم أمره إلى مولاه وغضب له نصره من غير عشيرة ، وأهل أمور الدنيا تنقضي بقليل وكثير وأمور الآخرة ليس منها بد ولا عنها غنى ، والاشتغال بغير أمور الآخرة عناء .

وقال : إن ذرية الأولياء منظور إليها بعين الرحمة في الغالب وذرية الظالمين منظور إليها بعين السخط في الغالب .

وقال : ما سعد من سعد باجتهاد ولا شقي من شقي باقتصاد جف القلم بما كان والأعمال بخواتيمها والله المعطي .

وقال : ما من ليلة إلا وينزل من السماء إلى الأرض نثار لا يحصل له منه إلا من كان مستيقضاً .

وقال : من اشتغل بالعلم كان له معنا سهمان سهم العلم وسهم الفقر ولو انقطع عن المجيء إلينا بالاشتغال فيه .

وقال : العاقل يقدم بين يدي كل عمل بعمله لم ولمن فإن كان لله أمضاه وإن كان لغيره تركه وأبقاه .

وقال : انقبض عن أهل النقائص وأهل الفضول وكل من ترى الزيادة بفضله فاصحبه ومن ترى النقيصة بصحبته فلا تصحبه .

وقال : من زار مكة والصالحين ولم يكن عليه آثار الزيارة في دينه دل على عدم قبولها .

وقال : لا تصحب مع الله إلا بالموافقة ولا مع الخلق إلا بالمناصحة ولا مع النفس إلا بالمحاربة .

وقال : حشرت مع قارون وفرعون إن خطر في سري أني متقدم على هذا الجمع إلا أن تكرم الله علي وجعلني واحداً منهم .

وقال : إذا قرأ القاريء آية الغيبة واغتاب وآية الزور وشهد بالزور وآية الكذب وكذب وقد عرف التهديد والأمر والنهي لعنته الآيات وجميع الملائكة المتقربين .

وقال : ما لي مسرة إلا بالخلوة والوحدة فيا ليتني لم أعرف أحداً ولم يعرفني أحد حتى أود أن أشد في عنقي حبلاً وأختنق لعلي أسلم .

وقال : من نسي آية من القرآن جاء يوم القيامة مجذوماً مقطوع الحيلة وليس له وسيلة إلى الله تعالى ولا شافع إلى أن يتوب ويرجع إلى حفظها .

وقال : ما نظر إلى الخلق ووقف معهم في العادات إلا من سقط من عين الله ومن خرج عنهم متوجهاً إلى الله تعالى يلقاه الله بعفوه وغفرانه وإحسانه .

وقال : واخجلتاه بين يدي الله تعالى إذا جئت مقصراً وقد سبقني أصحاب الأعمال المرضيات وقربوا من إله السموات فماذا يكون عذري عند من لا يخفى عليه خافية عالم السر والعلانية .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من المكتبة الرفاعية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 18, 2015 9:51 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
وقال : إذا أراد الله أن يتخذ ولياً أنعم الله عليه بأربعة : بالكفاية والحماية والرعاية والهداية فإذا تحققت له هذه الأربعة أكرم بأربعة : يقرأ ما على الجباه ويصافح الملائكة ويصافحونه ويكلم الموتى ويكلمونه ويدخل القبور فيعرف المنعم من المعذب .

وقال رضي الله عنه : إذا طبعت مرآة بصيرة القلب بتراكم صدأ الغفلة عن الرب توارت وجوه الحقائق عن بواطن الأفهام وامتنع عنها نفاذ نور الإلهام فأظلم وجه البيان بتصاعد أبخرة الخيالات وغمامات الأوهام ما يغني الشمس عن المكفوف مع كمال إشراقها وما له عيون تقبل منها نورها وبرهانها وما يجدي فرط الإشراق مع ضعف الأحداق نحن في موقف إشراق شمس القدرة وعيون أفهامنا ضعيفة وبغمامات الغفلة محتجبة فما لنا عيون تصلح لرؤية ذلك الجمال ولا قلوب تحمل مهابة تلك العظمة وعزة ذلك الجلال كلنا تجري بنا سبل الفناء وتقذفنا في أغوار غايتنا المغيبة عنا المحجوبة دوننا كلنا تجري سفن المنايا برياح حرصنا وشراع أطماعنا في بحار آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنا عن عاجل أمورنا وأيدي الحوادث تتلاعب بنا وهواتف الفناء تزعجنا .

الناس في غفلاتهم

ورحى المنية تطحن


ما دون دائرة الرحى

حصن لمن يتحصن



وكل يوم ينادي ملك الموت من بين أيدينا ومن خلفنا : أينما تكونوا يدرككم الموت وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادنا ونحن غرقى في غمرة غفلتنا وسكرة شهواتنا ، فيا أيها العاقل إلى متى تصرف نفسك عن طريق النجاة إلى سبيل المعاطب والمهلكات وتصرفها عن فسحة الطاعات إلى مضايق المخالفات وتعرضها لما بين يديها وتسقيها من كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات وتوردها موارد الفتن والآفات .

وقال رضي الله عنه : لما أراد الله سبحانه وتعالى وله الإرادة والتدبير أن يخلق عرشه العظيم خلق ألف ألف صف من الملائكة المقربين ما بين كل صف كما بين المشرق والمغرب ما لرؤوسهم منتهى ولا لأرجلهم مستقر ثم قال لهم كالمعاتب لا كالمستشير : يا ملائكتي أريد أن أخلق عرشاً عظيماً وأكونه تكويناً كما أشاء لا على الأرض ولا على السماء أبتدعه ابتداعاً وأجعل إشارة خلقي كلهم نحوه إلي ومنتهى حوائجهم لدي فإذا خلقته وسويته ودحيته كونوا لي طائعين ولما آمركم به خاضعين ممتثلين فخروا له ساجدين ولهيبته خائفين وقالوا : يا إلهنا ومولانا من ذا الذي يعارضك في ملكك وأنت على كل شيء قدير ، فهناك حمل عرش ربنا حملة عظمة العرش بغير يد ولا بطش له قوائم بعدد نجوم السماء والنجم الواحد منها تكل عن وصفه ألسن الوصاف فكيف تحصى وتوصف نجوم السموات ومقدار كل قائمة من القوائم بقدر استدارة الدنيا طولاً وعرضاً ثمانين ألف مرة وله أربعة أركان كل ركن منها بقدر السماء واستدارة الدنيا طولاً وعرضاً أربعة وثمانين ألف مرة ثم خلق جل جلاله طائفتين من الملائكة طائفة من نور على نجب من نور وطائفة من ريح على نجب من ريح وأمر إحدى الطائفتين أن تصعد لأعلى وأمر الطائفة الأخرى أن تقطع الركن عرضاً فمنذ خلق الله السموات والأرض والعرش إلى أن ينفخ في الصور لا هؤلاء إلى ذروته وصلوا ولا هؤلاء الركن قطعوا ، خطفة أحدهم أعظم من البرق المار من المغرب إلى المشرق فلا من فوقه يعلم ما تحته ولا من تحته يعلم ما فوقه وإنما نصف من ذلك ما ذكره أهل العلم التام من الرواة الأعلام قالوا : ليس خلق العرش متصلاً بالكرسي ولا خلق الكرسي متصلاً بالعرش ولكن الأنوار متواصلة بالأنوار تليها مشيئة الجبار ثم قالوا : إن خلق العرش بالنسبة لخلق الكرسي كمثل حلقة ملقاة في أرض فلاة إلا أن أكثر القلوب منكرة لعجائب قدرته تعالى لحجابها عنه سبحانه وتعالى .

وقال رضي الله عنه : اعلموا وافهموا أن العاقل متيقظ محزون وأن الجاهل غافل مفتون فتنبه أيها الغفول وتيقظ أيها الجهول وانتبه من سنة الغفلة الغائلة والمصيبة الهائلة ولا يغرنك سلامتك القصيرة بإتلاف نفسك ومهجتك الحقيرة وقم في ظلام الليل مبتهلاً إلى مولاك وابسط أناملك بصدق عملك ودعائك واسأل الملك الجبار ليغفر لك الذنوب والأوزار وامسح من جفونك مدامع الندم وتضرع تضرع الخدم فعسى أنك من سكرك تفيق وترجع بعد جحرك إلى الطريق وانظر بعين اليقظة وتأمل شأنك في كل لحظة وأبصر بعين قلبك يا مسكين وأصلح رشدك بصحة اليقين ، هل كانت لهذه الدنيا الغادرة صديق إلا صرعته أو صاحب إلا فجعته أو أعطت أحداً إلا أخذت منه أضعاف ما أعطته أو أفرحت أحداً بفرحة إلا أعقبته نوحة فهذه طريق الجنة لائحة لطالبها ومحبة الحق واضحة لراكبها ولكنها عن أعين هذا الخلق محجوبة مستورة فإذا ماتوا كشف لهم الحجاب وشاهدوا ما قدموا مسطوراً في كتاب .

وقال رضي الله عنه : إن العاقل يتفكر في فناء العمر ووقوع الأجل وما بين يديه من الأموال ويتحفظ من الزلل ويبادر لتجويد العمل أجل وينبغي له التأهب إلى الموت واللقاء وإن الواجب عليه الاستعداد لهذا الأمر المهم والخطب الملم ، فيا لها من صرعة ما أعظمها وفجعة ما أصعبها تتجدد عندها الحسرات على التفريط في أيام الغفلات والبطالات يستنبط فيها عن الأعمال وتقع فيها الرجال وتصير السنين شهوراً والشهور أياماً والأيام ساعات والساعات أنفاساً والأنفاس معدودة كل نفس بما عمل فيه إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر .

وقال رضي الله عنه : إن رياح الحوادث تجري على صحراء الوجود وتلفح نسائم مكارهها وجه كل موجود ألا وإن البطل الأبي من قمع رأس الحرص ونكس عنق الأمل بقوة اليقين والتوكل وهشم وجه الطمع بيد العفة والورع فنجا من الشح المطاع والهوى المتبع .

وكان رضي الله عنه يدعو بهذا الدعاء : اللهم سلم سفارة الهمم وسيارة الفطن في طلب مكاسب الحكم وأعن مطايا العزائم على سلوك سبيل المكارم واحمها من قواطع الأوصاف الذمائم واصرف عنها ما يفتر سيرها ويمنع خيرها وميرها من لوم نفس ولومة لائم برحمتك يا أرحم الراحمين .

وكان رضي الله عنه يقول : من بركة السحور أن المتسحر يذكر الله تعالى ويسبحه وربما أسبغ الوضوء وصلى ركعتين واستغفر الله تعالى وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويرغب أصحابه في قيام الليل والتهجد فيه وفي شهر رمضان خصوصاً ويقول لهم : تفرغوا لشهر رمضان وقيام ليله عسى أنكم تظفروا بليلة القدر .

وكان رضي الله عنه : يشد مئزر الحزم خصوصاً في العشر الآخر منه ويذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله إذا أنا رأيت القدر ما أسأل ؟ فقال لها : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .

ويقول رضي الله عنه : قال سيدي الشيخ منصور قدس الله سره : ليلة القدر ليلة عظيمة ما يراها إلا أصحاب القبول والعناية .

وكان رضي الله عنه يقول : الأشهر الحرم اليوم العاشر من كل شهر منها عظيم فاليوم العاشر من ذي الحجة يوم النحر واليوم العاشر من محرم يوم عاشوراء واليوم العاشر من رجب يمحو الله ما يشاء ويثبت فيه ما يشاء واليوم العاشر من ذي القعدة أفضل ما عبد الله تعالى فيه وفيه يستجاب الدعاء فتبتلوا هذه الأيام المعدودة والأشهر المعلومة وواظبوا على كثرة الاجتهاد وصلوا فيها أرحامكم وإخوانكم وإياكم من الغفلة عن الطاعة فإن الله تعالى لا يقبل عملاً من قلب غافل .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 123 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط