بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الطاهر الزكي وعلى آله وصحبه أجمعين ..
السيد حسين محمد إبراهيم الباجوري الرفاعي شيخ بيت الباجوري من بيوت السادة الرفاعية ومؤسس جمعية إخوان الصفاء المحمدية ، كان من أجل شيوخ القرن السابق ، جاء إليه يوماً حسن البنا مؤسس الجماعة التي كانت محظورة قبل أحداث يناير جاء إليه ليدعوه إلى ترك الطريق والذكر والتصوف والدخول معه هو وأولاده وأحبابه في الجماعة فإذا به يقول له : يا حسن سوف تعلو راية الجماعة وكلما علت كلما فضحكم الله سبحانه ورفع قميصه أمامه وقال هكذا ليراكم الناس على حقيقتكم ..
السيد حسين رحمه الله تعالى له العديد من المؤلفات الإسلامية والعديد من القصائد الصوفية ، ولكن للأسف الشديد غير مطبوعة ولا يوجد منها أي شيء على الإنترنت ، لذلك سأقتطف معكم بعض من قصائده العظيمة التي تقال اليوم في الحضرات الرفاعية وخاصة في الباجور بالمنوفية وبمسجد سيدي علي أبو شباك رفاعي مصر .
ومن أجمل قصائد السيد حسين الباجوري ، أنه كان من عادته مع الأحباب قراءة منظومة أسماء الله الحسنى لسيدي الإمام الدردير رضي الله تعالى عنه ، فقال له أحد الأحباب : يا شيخنا لماذا لا تكتب لنا قصيدة تنظم فيها أسماء الله الحسنى بدلاً من أن نقرأ قصيدة الإمام الدردير رضي الله عنه ، فاستجاب الشيخ وأفاض الله عليه بهذه القصيدة الرائعة وهي هذه :
نسبح مولانا بلفظ جلالة
هو الله من بالحق والنور يهدنا
ونستمطر الرحمات من سحب فيضكم
على المصطفى الهادي البشير نبينا
بحق اسمك الرحمن يا من بعزه
تسير سفناً للرجا عند ضيقنا
ورحماك ربي يا رحيم تكرما
علينا وزدنا كل يوم تيقنا
ويا مالكاً في عز سطوة ملكه
لك الحمد من كل الخلائق والثنا
أنلنا سعوداً ثم عزاً ورفعة
وعن باب فضلك يا رب لا تردنا
تقدست يا قدوس عن كل شائن
فقدس سريرتنا وحسن ظنوننا
وسلمنا يا سلام في كل لمحة
من النفس والشيطان والضر والعنا
شهدنا بوحدانية قد تنزهت
عن الشرك فهي الأصل يا مؤمن اهدنا
وسلطان عزك يا مهيمن حولنا
تعز به مولاي من كان مؤمنا
فقو بنانا بالمؤمنين دائماً
وعززنا يا عزيز كي نحظ بالمنا
وبالذل يا جبار أهلك من اعتدى
علينا وجرعه الهموم مع الضنا
تعاليت يا متكبر عن نقائص
فأنت الكمال الفرد وأنت حسبنا
وأوجدتنا يا خالق في محاسن
كذا كل شيء قد خلقت محسنا
ويا بارئ النسمات من غير أن ترى
مثالاً لها قبل الخليقة معلنا
تبرأنا مولانا من الشرك والهوى
إليك فخلصنا وأحسن مصيرنا
وأحسنت صورة كل شيء خلقته
فأنت المصور من للخير تدلنا
على الباب قف يا من أكثرت مساوئك
تضرع إلى الغفار تلقاه محسنا
وإياك أن تنأى إذا الباب أرجئت
عليك مفاتيحه وكن متطمئنا
سيجعل ربي بعد عسر وشدة
من النصر يسراً فهو كل مرادنا
وبالقهر يا قهار أهلك عدونا
ومن شره أنقذنا حتى لا يمسنا
وهب لي أيا وهاب فضلاً ورفعة
ووسع لي يا رزاق رزقي وحسنا
وبالخير فافتح كل باب مغلق
بحق اسمك الفتاح سهل أمورنا
وزودني يا عليم بالعلم والتقى
ومن بحر خير الخلق يا رب مدنا
ويا قابضاً كل النواصي بقدرة
عليك توكلنا فعجل بنصرنا
ويا باسط ابسط لي المعايش سهلة
حلالاً وحصنها بشكر مع الغنا
ويا خافض الكفار ذلاً ومحنة
رجوناك لا تخفض بحقك جاهنا
فأنت المعز لمن تشاء محبة
سألناك تعطينا المعزة والهنا
فما العز والإسعاد إلا بطاعة
لأمرك يا مولاي فاسمح بقربنا
وما الذل إلا أن يعصى أمر خالق
فأنت المذل يا رب لا تذلنا
سميع لدب النمل في كل حالها
مجيب دعا المظلوم فاستر عيوبنا
بصير بكل الخلق في كل لمحة
فبصر بصائرنا ونور قلوبنا
ويا حكم بين العباد بعدله
ويا عدل فيما قد قضيت تولنا
ويا من بكل الخلق لطفك شامل
فأنت اللطيف بالألطاف تحفنا
خبير بأعمال العباد جميعها
توفقنا للإيمان وأعل شأننا
حليم على العاصي المسيء تكرماً
فبالحلم والآداب هذب نفوسنا
تنزهت يا عظيم عن كل منقص
فوفقنا للشكر العظيم ودلنا
وأنت الغفور للمذنبين رحمة
فلذا أتينا الباب فاغفر ذنوبنا
ووفقنا للحمد العظيم لفضلكم
فأنت الشكور من للشكر تسوقنا
سألناك يا علي عن كل كائن
تمتعنا بالإيمان فأنت عزنا
وأنت الكبير قد تقدست دائماً
فمن غير مولانا يعطينا سؤالنا
وسلمنا يا حفيظ من كل فتنة
ومن نزغة الشيطان نرجو التحصنا
وقوتنا يا مقيت من خير زادكم
ووفقنا للحسنى ثم اشرح صدورنا
وطهر من الأمراض رب نفوسنا
فأنت الحسيب لا يخفى عنك ما بنا
تفردت بالإحسان والفضل والعطا
فأنت الجليل من بالفضل تعمنا
وقفنا على باب الكريم تأدبا
توسلنا بالهادي فعجل لقربنا
ومتعنا بالإخلاص والخوف دائماً
وثبت على الإيمان رب فؤادنا
وأنت الرقيب من يرقبك ينل رضا
ويحظى بأسرار فأسعد حظوظنا
بحق اسمك المجيب ندعوك سيدي
بجاه النبي الهادي تقبل دعائنا
ويا واسع الغفران يا مجزل العطا
تحنن على القصاد وامح شقاءنا
وهب لي يا حكيم علماً وحكمة
وقو على التمكين يا رب ديننا
ولا تقطع الود الشريف لأحمد
وللمخلصين يا ودود تضمنا
سألناك يا مجيد يا صاحب الرضا
تمتعنا بالإيمان في كل حالنا
ويا باعث الأرواح في يوم بعثها
فإما شمالاً حظها أو ميامنا
بحقك لا نخزى وعفوك شامل
وبالدون لا نرضى وأنت رجاؤنا
شهيد على الأشياء في عالم الخفا
وفي الجهر فاكفنا شر ما أهمنا
ويا حق ثبتنا على الحق والهدى
وفي لجة التحقيق يا رب زجنا
وهيئنا يا وكيل للشكر والرضا
ومن ذلة الأقدام أنت غياثنا
دعوناك يا نعم الولي تفضلاً
علينا وبالتثبيت دوماً تولنا
وحصنا من إبليس في كل برهة
ووفقنا يا حميد للحمد والثنا
بحقك يا محصي العوالم كلها
تبصرنا بالقرآن إذ فيه رشدنا
ويا مبدئ الأكوان من عالم الخفا
لنشهد بالتعظيم لله ربنا
سألناك أن نحيا حياة هنيئة
بعلم وأعمال فأنت حفيظنا
ويا من إليه الكل لا شك عائد
رجوناك يا معيد أمناً يحوطنا
ينجينا من هول عظيم ذكرته
وتقضي بكل الخير في جمع حزبنا
ويا من هو المحيي القلوب بذكره
سألناك بالأنوار تحيي قلوبنا
ويا سيدي أنت المميت بقدرة
سألناك عند الموت أمناً مؤمنا
ويا حي يا قيوم خلص سرائري
من الرجس والزوغان في عالم الفنا
ويا واجداً للحادثات بقدرة
تعالت سألناك أن ننجو في حشرنا
ويا ماجد في المجد أصلاً وأولاً
سألناك بالمختار ذلل صعابنا
ويا واحد فرد لا معبود غيره
توجهنا شطر بابك لا تردنا
قصدناك يا صمد في الشدائد كلها
فخفف شدائدنا ويسر عسيرنا
ويا قادر إنا عجزنا وعجزنا
قد جل عن الإدراك فاجبر كسورنا
من سواك مقتدر يقدر نصرنا
ومن حوض رضوان المحبة يسقنا
دعوناك يا مقدم ألا تخزنا
وفي جنة الفردوس تجمع شملنا
ويا من هو المؤخر كل كائن
ليوم توزع فيه بالعدل صحفنا
سألناك تهدينا لشرعة أحمد
وعن فاسد الأفعال يا رب صدنا
ويا أول أزلي بغير بداية
وقفنا على الأعتاب فاسمح ودلنا
ويا آخر الباقي بغير نهاية
على الحق ثبتنا وأحسن ختامنا
ويا ظاهر بالمجد في كل آية
خلقت فوسع بالآيات عقولنا
ويا باطن بالذات عنا حجبتها
لا تدركها الأبصار فاشرح صدورنا
بحق رسول الله سيد خلقه
سألناك تأييداً وحفظاً يصوننا
ومن علمه أمددنا ومن حبه اسقنا
وبالود يا والي الموالي تولنا
وبحب آل البيت أقمار طلعة
أزالت ظلام الكفر يا رب فاحمنا
وبالصحب أهل الفضل والبر والهدى
سألناك يا متعال أوصل حبالنا
وبالتابعين أهل الرشاد والتقى
سألناك تلحقنا فأنت ملاذنا
وبسر كل الحزب والعرش والقلم
دعوناك يا بر فأنت مجيرنا
توفقنا للتوب النصوح من الخطأ
فأنت لنا التواب تمحو ذنوبنا
وبدل بإحسان ذنوباً تثاقلت
فإنك أهل العفو بالخير تجزنا
ويا من إذا الباغي علينا قد اعتدى
رأيناك منتقم فأنت وكيلنا
وأنت العفو عمن جاء مسلما
فوفقنا أن نعفو عمن قد أساءنا
وأنت الرؤوف بالعباد تكرماً
فرحماك يا الله وارأف بحالنا
ويا مالك الملك العظيم بحكمه
بسطنا لنعماك الأيادي فأعطنا
ويا ذا الجلال والإكرام بعزة
تشفعنا بالحبيب عندك فاكفنا
ويا مقسطاً بالعدل في حكمه العلي
عليك توكلنا فأحسن مصيرنا
ويا جامع الأكوان في يوم فصلها
توسلنا بالهادي فأكثر عطاءنا
فليس لنا عن فضل جودك من غنى
فأنت الغني عمن سواك أغننا
ويا من هو المغني لكل مسلم
لك الأمر فأحسن عليك تكالنا
ويا مانع الأهوال عن حزب أحمد
في يوم على الكفار شراً فنجنا
ويا من جعلت الضر للناس فتنة
فيا ضار نرجو منك كشفاً لهمنا
ويا نافعاً كل العباد بخيره
تكرم ومتعنا بنور رسولنا
ويا من هو النور القديم جلاله
تعالى عن التشبيه نور قلوبنا
ويا من هو الهادي إلى الحق حزبه
سألناك تهدينا وتصلح بالنا
وزين بحقك يا بديع ظواهري
ونور بنورك يا إلهي البواطنا
ويا من هو الباقي ولا شيء بعده
تعطف على الفاني وبالفضل خصنا
ويا وارث الأكوان بعد فنائها
سألناك يا مولاي في الذات افننا
ورشدنا يا رشيد بالعلم والحكم
وبالحق والتوحيد أحسن مآلنا
وصبرنا يا صبور في كل شدة
ونجي يقين الحزب مما يهولنا
بحرمة من به الأكوان تشرفت
ونال مقاماً عالياً فوق رؤوسنا
وأسرى به المولى لأقصى مساجد
ونال حظواً بالتقرب فوقنا
بقلب على الإيمان أكبر ساجد
بفضل عطاء الله كان إمامنا
وبالآل من أوصى بود وقربة
عليهم رسول الله طه دليلنا
ومنهم تغذى الكل بالدين والتقى
ومن بحره الوفي كانوا نجومنا
لنا يا إلهي في رسولك قدوة
على الرشد والإيمان نرجو وصولنا
أتينا لباب المصطفى برجاله
وبالقطب أحمد الرفاعي كبيرنا
وبعمنا الباجوري شيخ طريقنا
سألناك يا مولاي تهدي عقولنا
وبإبنه يسمى محمد من نهج
سبيل الرفاعي للهداية دلنا
وبإبنه يسمى الحسين وعهده
قوي بمولانا الحسين وتاجنا
إلهي بهم أدعوك يا رب دائماً
بتفريج شدتنا بحق حبيبنا
ثم اختم بخاتمة السعادة سيدي
لكل رجال الحزب إنك ربنا
ثم انفح برضوان جميع من انتمى
إلى المصطفى الهادي البشير نبينا
وبالعفو والغفران والجود والعطا
تكرم لناظمها بجاه شفيعنا
كذا القارئ يا مولاي فاستر عيوبه
ومن جاء يسمعنا بحضرة ذكرنا
ويا رب بالتسبيح في كل لحظة
أدمنا على الذكر الحكيم بقولنا
نسبح مولانا بلفظ جلالة
هو الله من بالحق والنور يهدنا
***