اشترك في: الاثنين أغسطس 19, 2013 6:15 pm مشاركات: 288
|
الاخت الفاضلة استاذة ملهمة
بعد مشاركتك السابقة --- اتضح لي ان كلانا محق -- فمن قال ان عنوان المقال هو سوء أدب فهو محق ولكن بالاضافة الى حالة
ومن قال ان عنوان المقال ليس بسوء أدب فهو محق ايضا ولكن بالاضافة الى حالة فليس هاهنا تناقض بين القولين بل كلاهما
حق ولكن بالاضافة الى حال القائل --فمن غلب على قلبه تعظيم وحب اّل البيت فإنه سوف يرى عنوان المقال سوء أدب
وذلك لأن السؤال عن ايهما افضل فلان او واحد من اّل البيت يكاد يومئ ان هناك وجه للمقارنة والتفضيل بينهما وهذا يعتبر
سوء أدب ويثير التعجب عند من غلب حب وتعظيم اّل البيت على قلبه ويجعله يتساءل في نفسه ويقول (وهل هناك وجه
للمقارنة اصلا حتى تسأل ايهما افضل ) تماما مثل شخص يسأل شخص اّخر يعظم ملك من الملوك عن ايهما افضل
هل الملك ام كناس المدينة فإن هذا السؤال سوف يثير تعجب هذا الشخص المعظم للملك وسوف يعتبره سوء
أدب لأنه هل هناك اصلا وجه للمقارنة حتى تسأل ايهما افضل فمن هذا الوجه يصح ان نصف عنوان المقال
أنه سوء أدب لأن من غلب تعظيم اّل البيت على قلبه سوف يراه كذلك بالفعل وسوف يتعجب من المقارنة
اما من لم يغلب تعظيم اّل البيت على قلبه فلن يرى في عنوان المقال سوء أدب بل هو سوف يجيب
ويقول (ان السيدة فاطمة رضي الله عنها هي الافضل ) ولن يرى في السؤال اي انتقاص من قدر
السيدة فاطمة رضي الله عنها وذلك لأن تعظيم اّل البيت غير غالب على قلبه ولكن لا تفهمي
من ذلك انه لا يعتقد عظمة اّل البيت بل هو يعتقد في ذلك ولكن هذا الاعتقاد لم يغلب على قلبه
ومثال ذلك الموت فنحن على يقين اننا سنموت ولا نشك في ذلك ولكن من الناس من يعتقد في
ذلك ولا يغلب هذا الاعتقاد على قلبه فلا يستعد للموت ومن الناس من تغلب هذا الاعتقاد على قلبه
فتجديه مستعد في كل لحظة للموت ويتفكر فيه دائما وذلك لأن هذا الاعتقاد غلب على قلبه
فاستجر قلبه الى الخوف واالتفكير في الاستعداد للموت وان الدنيا زائلة فإعمل للاخرة
فمن قال ان عنوان المقال سوء أدب فهو محق ولكن بالاضافة الى حالة ومن قال ان عنوان المقال
ليس بسوء أدب فهو محق ولكن بالاضافة الى حالة ايضا ولذلك فلا تناقض بين القولين لأختلاف
الحال والاضافة وهناك امثلة في الفكر الصوفي تعضد هذا التفسير مثل ان بعض الصوفية صرح
وقال لبعض علماء الكلام ( ان قولك ان الله ليس بجسم هو سوء أدب ) فقال له عالم الكلام (لماذا )
فقال الصوفي (لأن نفيك عنه انه جسم يكاد يومئ أن هناك احتمال ان يكون جسما وان من قال عن ملك
عظيم انه ليس بكناس ولا طباخ و لا خباز فقد أساء الادب لأن نفيه وان كان صادقا يكاد يومئ ان الملك
يمكن ان يكون كذلك وهذا تحقير من شأن الملك ) فهذا الكلام من الصوفي صادق وله وجه
وذلك لغلبة تعظيم الله على قلبه وكذلك عالم الكلام صادق في ادعائه ان قوله ليس بسوء ادب
ولكن بالاضافة الى حالة فلا تناقض بينهما بل كلاهما صواب ولكن بالاضافة
|
|