حرق سلفيون تونسيون ضريح سيدي بن ناجي في قفصة وضريح سيدي البغدادي في المنستير
جاءت هذه الهجمات بعد يوم واحد من تصريح وزير الثقافة مهدي مبروك أنه سيتم وضع خطة أمنية عاجلة لوضع حد لتدنيس الأضرحة الصوفية.
وقال الوزير إن حماية هذه المقامات "بات إجراء استعجاليا بعد أن تبين وجود خطة ممنهجة من قبل بعض الأطراف المتشددة دينيا للقضاء نهائيا على هذه الرموز التاريخية وهو ما ينبئ باستهداف الذاكرة الوطنية".

وأضاف "لابد من وقفة حازمة لمواجهة هذا التحدّي، ونحن نطالب بتخصيص سلك أمني لحماية الأضرحة والزوايا والمقامات الصوفية التي تعتبر جزءا أصيلا من ذاكرتنا الوطنية".
محمد الهاني الكاتب العام للاتحاد الصوفي رحب بقرار الحكومة، منتقدا في نفس الوقت عدم تحقيقها في الجرائم العديدة التي ارتُكبت في حق العديد من الزوايا والمقامات والأضرحة التي لا زالت تمثل بعدا دينيا وحضاريا للبلاد.
وأضاف أنه تمت مهاجمة ما يزيد عن 34 مقاما تقريبا منذ 8 أشهر معتبرا أن ذلك يدل على أن هذه الخطة مقصودة من قبل التيارات الدينية المتشددة. وأشار إلى أن المجموعات المتشددة تريد إثارة الفتن وانتهاك حرمة المساجد و الزوايا وأضرحة الأولياء الصالحين باسم الإسلام.
زبيدة الصالحي 60 سنة قالت "جيد أن تولي الحكومة اهتمامها إلى الرموز الثقافية والتاريخية للبلاد وتقرر التصدي إلى هؤلاء الذين يريدون فرض معتقدهم المتطرف بالقوة والعنف".
وأضافت "لكن نحن نعيب عليها تأخرها، وكل ما نطلبه الآن هو محاسبة الفاعلين وتأمين موروثنا الديني وأن لا تكون الحكومة متعاطفة مع الجناة لمصالح انتخابية".
من جانبه، قال محمد البوذني، 66 سنة "يجب أن تتحمل الدولة راعية أمن وتاريخ ودين البلاد كامل مسؤوليتها لأن التعدي على الأضرحة والمقامات خط أحمر وهو يعد جريمة في حق تراثنا الإسلامي. لذلك عليها تطبيق القانون على المتورطين في ذلك وعدم الاكتفاء بالتنديد فحسب".
وأدانت الحكومة التونسية الجمعة الماضي موجة العنف السلفي.
وأكد البيان الحكومي أن المقامات الصوفية في تونس هي "جزء من الذاكرة الوطنية في عمقها الحضاري والثقافي٬ ولا يمكن السماح بالاعتداء عليها وحرقها على أساس مبررات عقائدية ودينية محل اختلاف ولم تمثل في أي يوم من الأيام إشكالا لدى التونسي الذي يعرف بالاعتدال والوسطية في الفكر والإيمان والسلوك".
وكانت عدة مناطق تونسية قد شهدت على مدار الأشهر الأخيرة عمليات تدنيس لمقامات صوفية تاريخية أهمها ضريح سيدي بوسعيد الباجي الذي يعد أحد رموز السياحة.
وألقى اتحاد الطرق الصوفية في تونس باللوم على أنصار التيار السلفي المتشدد بالوقوف وراء هذه الاعتداءات، تطبيقا لشريعتهم التي تعتبر هذه المقامات والأضرحة نوعا من الشرك بالله.
مازن الشريف نائب رئيس اتحاد الطرق الصوفية في تونس يرى إن هؤلاء المتشددين لديهم إستراتيجية لتغيير البلاد وفقا لرؤيتهم وشريعتهم المتطرفة.
وقال "إنها البداية، لأنهم سيهدمون بعد ذلك المواقع الأثرية في قرطاج والجم، وسيلزمون الرجال على الالتحاء والنساء على لبس النقاب".
http://algerois.maghrebworld.net/t25-topic