كيف اغتيل الخازندار:
تحت هذا العنوان يروي عادل كمال الحادثة بالقول :
"وقع الاختيار على حسن عبدالحافظ ومحمود سعيد زينهم لاصطياد الرجل.
وبعد مراقبة الرجل أيام علم أنه يذهب إلى المحكمة من باب الخلق بالقاهرة ويعود إلى حلوان بالمواصلات العادية سيرا على الاقدام إلى محطة سكة حديد حلوان ثم قطار حلوان إلى باب اللوق ثم المواصلات المعتادة كذلك .
أبانت الدراسة أن قسم بوليس حلوان لا تتبعه سيارات!
وعلى ذلك وضعت الخطة، أن ينتظر خروج الرجل من بيته .. فيغتاله حسن بالمسدس بينما يقف له محمود حارسا وحاميا لانسحابه بالمسدس وبقنابل يدوية صوتية، ثم ينسحبان ويمنعان تتبعهما من الجماهير بإطلاق الرصاص فى الهواء وإلقاء القنابل .
(أرجو أن يرى القارئ كيف كان الإخوان يخططون لجرائمهم بمنتهى الدقة ثم يخرج مسئوليهم علينا ليقولوا بأن الجماعة لم ترتكب حوادث عنف وأنها جماعة سلمية).
ويكون انسحابهما فى غير تتبع من أحد إلى بيت عبدالرحمن (في إشارة الى عبد الرحمن السندي قائد النظام الخاص).
ولقد باتا ليلتهما أيضا عنده فى هذا البيت، بيت عبدالرحمن السندي.
ويواصل في صـ 175 "وفى الصباح الباكر وقبل الموعد المعتاد لخروج الخازندار من بيته كان الصائدان يترصدان ذلك الخروج، ثم خرج فى خطوات وئيدة لا يدرى ما هو مبيت له.
وكان محمود بعيدا بعض الشيء يرقب الطريق والمارة ويرقب أيضا أخاه فى المهمة، بينما تقدم حسن وأطلق بضع طلقات لعلها كانت ثلاثا لم تصب الهدف.
ولم يضع محمود الفرصة فترك مكانه وتقدم نحو الخازندار وقيل إنه أمسك به من ذراعه وأوقعه إلى الأرض، كان محمود مصارعا ورياضيا وكان مكتمل الجسم مثل الجمل الاورق، وصوب إليه مسدسه فأفرغ فيه ما شاء، ثم تركه وانسحب بزميله وقد خرجت الأرملة تصيح من الشرفة وتقول :
"ألم أقل لك؟ يا أحمد بك ألم أقل لك؟" "أنا مش قلت لك؟".
كان العجلاتى القريب من البيت يفتح محله حين سمع إطلاق الرصاص وصراخ الزوجة ونظر فوجد الخازندار ممددا على الارض فى دمائه وانطلق العجلاتى باحدى دراجاته إلى قسم البوليس فأبلغ الأمر.
وهنا كانت مفاجأة القسم الذى كان معلوما خلوه من السيارات تصادف أن جاءت من القاهرة سيارة فى تلك اللحظة لنقل بعض المحجوزين به.
وانطلق الكونستابل الذى كان يصاحب السيارة بها فى أثر الفارين.
وتغير الموقف فاتجه محمود وحسن صوب الجبل بدلا من اتجاههما إلى بيت بحلوان والذى يعرف جبل المقطم يعلم أنه ليس مجالا مناسبا للفرار فى تلك المنطقة، واجتازا فى انسحابهما هذا بعض أسوار الحدائق والبيوت، وسقط حسن فجزعت قدمه، واضطر محمود أن يحمله أو يسنده بعض الوقت.
وتوالت قوات البوليس من القسم نحو الجبل ثم لم يلبث الجبل أن ضرب عليه حصار من العباسية إلى حلوان على مسافة تزيد على ثلاثين كيلو مترا، وتقدمت تلك القوات إلى داخل الجبل الأجرد فقبضت على محمود وحسن.
وأنكرا كل صلة لهما بالحادث. وجرى التحقيق ليلتها فى قسم حلوان بمعرفة النائب العام محمود منصور، ثم نقلا إلى القاهرة.
وفى اليوم التالى وجدتنى أشهد جنازة الخازندار إلى مسجد شركس وقد سار فيها جمع من رجال القضاء.