السيد الفاضل (حامد الديب) :
مروركم كالعادة كريم عطر ويسعدني ويشرفني دائماً .
المشكلة - سيدي الفاضل - الآن استفحلت بشكل خطير ، الموضوع متشعب وأصبح يعكس عقلية وباطن قطاع كبير جداً وعريض جداً من الشعب .
مفيش حد - إلا من رحم ربي - أصبح يرتب حياته حِسبة لله ورسوله .
أهم شيء لدى الغالبية الآن "الأنا" بكل مستوياتها .
محدش عاوز يتعب نفسه شوية حسبة لله ولرسوله .
مع إنه على التحقيق لو تعب هيتعب لنفسه وهيقدم لنفسه !!!!!
الناس عندها استعداد غريب لإضاعة الوقت بالساعات ووالله بالأيام الطوال والليالي ذوات العدد في توافه الأمور وما لا يفيد لا في دنياهم ولا أخراهم .
أما لو تعلق الأمر بما فيه صلاح لهم في أمر دينهم تراهم وقد تسابقوا في أيهم يتثاقل إلى الأرض !!!!!
أهم حاجة :
حياتي إحتياجاتي إهتماماتي ثم ما تبقى من وقت أو مال فأنا أولى به .
أما ما خَبُث منه والعياذ بالله فهو ما أقدمه لله ولرسوله ، مع وصلة ظاهرة وباطنة من المن والاستعلاء على إلي طلع من الواد إلي محصلش .
والله ورسوله في غنى عن الخلق أجمعين ، والسنة الكونية تقرر : {وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
تلائي إلي عاوز يمشّي حياته بالفهلوة حتى من البجاحة وإن شئت قلت الوقاحة فما أبعدت عاوز يمشي أموره مع الله ورسوله بالفهلوة !!!!
المشكلة إن الموضوع معاه من كتر ما طبقه في حياته مع الناس انطبع عليه وانعكس ذلك منه حتى في سيره إلى الله ورسوله - مع أنه مكشوف ومفضوح للغير وهو من فرط الغباوة لا يدري -
يعني بدل ما يقف الواحد مع نفسه وقفة بانكسار وخضوع لله ويكون صريح مع نفسه يطمعه حلم الله وإمهاله قتجده من فرط ذلك وقد صدق نفسه .
طبعاً لا أتكلم عن رحمة الله بعباده وإمهاله لهم أوعن مغفرته وقبوله لهم من عدمه فمن أتا لأتكلم عن هذا !!!!!
أتكلم ههنا عن خُلق له آثاره وانعكاساته على الأفراد والمجتمع ككل .
فماذا ننتظر من بشر نجد أحدهم كل همه إلصاق خيبته وفشله في رقبة شخص آخر .
طيب يا أخي تحرر من أسر نفسك وهلوساتك ستجد أن تلك الخيبة والفشل ذلك الشخص منها براء .
ولن تجد إلا عجزك وتقصيرك في إعداد نفسك وتجهيزها لتكون نعم المطية لك لتبلغ بها ما تريد هو ما أقعدك وكبلك وأودى بك لمهاوي الغل والحقد والبهتان .
أما أن تجلس وأنت تعتقد بأن الله سيصلحك في يوم وليلة وكأنك مهدي مصره وأوانه فهذا من تلاعب الشياطين بك فانتبه .
وإن كان بالقطع لا حرج على فضل الله ولكنك لو أحسنت الظن لأحسنت العمل .
فهل هؤلاء هم من ستنهض على أكتافهم البلاد وينجو العباد !!!!!!!
كيف ذلك وأنت تجد الواحد منهم وهو يضن على أخيه بقطعة من لحم أو قصعة من ثريد !!!!!! - حلوة قصعة دي -
الناس أضحت أخي الفاضل -إلا من رحم ربي وقليل ماهم- كلٌ منشغل بغيره ولا يلتفت قط لعيوبه هو .
فلان فعل كيت وكيت ... علان قال كذا وكذا ...
يا أخي فرمل وبص لنفسك شوية .
الناس أضحت محجوبة بنفسها وكلٌ يعتقد بأنه محور الكون .
مركبات النقص والعقد النفسية أعمت الكثير .
البطون التي جاعت ثم شبعت انتفخت فأعمت العقول وأصمت القلوب .
لم يكفهم بأن يكونوا نعم الأداة في يد الأعور الدجال وحكومة العالم الموحد لإزاحة الرئيس مبارك عن الحكم ، بل لم يهدأ لهم بال إلا بوضعه خلف القضبان .
الراجل إلي كان ساتر البلد - ستره الله في الدنيا والآخرة - وكان وجوده هو نعم القفل الذي كان مانعاً عنا تلك الروائح الخبيثة التي أزكمت الأنوف منذ وكسة يناير وحتى الآن .
ما استريحوش إلا بعد وضعه في السجن والطمع وزغللة العيون بتوزيع ملياراته المزعومة على كل فرد قد أعمى القلوب .
ودلوقتي الغالبية جالسة مأنتخة ومستنية لما ييجي سيادة المشير السيسي حفظه الله علشان ينحروه ويفرسوه .
أي والله ينحروه ويفرسوه - عافاه الله من ذلك - ولا يقول أحد بخلاف ذلك لو استمر الناس هكذا ، وبقيت العقول والنفوس على ما هي عليه بلا تغيير .
هيجيبوه ويصدروه ويتركوه وجهاً لوجه في مواجهة الأعور الدجال وحكومته الخفية .
ولسان حالهم يقول : مش عامل فيها بطل وزعيم ؛ شيل يا جميل وورينا .
فئات وطوائف ترى البلد في هذه الحالة وكل واحد لا يفكر إلا في نفسه ، محدش عاوز يصبر ويتحمل شوية علشان البلد تعدي .
الناس مغيبة .... العقول لا تعمل .... "الأنا" مسيطرة .
الشعب لازم ينضف وتعاد صياغته من أول وجديد .
الناس بتتعجل البلاء وسيناريو الدم والخراب - نسأل الله العفو والعافية -
سيقال بأن هناك أياد خفية تحرك ذلك ، أقول : بالقطع وبالطبع هناك تلك الأيدي قطعها الله .
ولكن لو وجدت تلك الأيدي عقولاً واعية وقلوباً صادقة في محبتها لهذا البلد هل كان حالنا سيصل لهذه الدرجة ؟!!!
كيف وصل الحال بالوعي العام لدينا لهذه الدرجة ؟؟؟؟
الأيادي المرتعشة في كل المؤسسات .... من يعرف الحق ويصمت رهبة أو رغبة أو كسلاً وخيبة ..... الخ
كل هؤلاء حسابهم عند الله عظيم .
البلد محتاجة نَفس جديد ... قلب جديد ... عقل جديد ....
أما كل من وقف ونادى بحاله أو مقاله بــ : اللهم استبدلنا ولا تستعملنا ، فاللهم عجل به وأرحنا منه .
الناس والله أعلى وأعلم بتدفع الأحوال لمرحلة الكتلة الحرجة لإحداث الانفجار .
الناس لازم تفوء ، الشعب لازم يدرك أنه بين أمرين :
إما الرباط ، وإما ما لا يعلمه إلا الله .
فياويل كل من كان بيده قدرة على التغيير أو التفهيم أو إحداث فارق - ولو بسيط - ولم يحرك ساكناً .
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]
ربنا يحفظ البلاد ويهدي العباد ، ويجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً .
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53]