موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ثورة الاخوان باليمن أو ثورة عبد الوزير 1948
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 22, 2014 1:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 1:53 pm
مشاركات: 1070
ثورة الاخوان باليمن أو ثورة عبد الوزير 1948.:
أول ثورة بتاريخ الاخوان في العالم:
لقد كان الأولى بهذه الجماعة المشبوهة الانشغال بأزمة فلسطين في 48 و لكن للأسف كعادتهم يطمعون دوما في السلطة فقد ذهبوا للسقاط الحكم في اليمن و إقامة أول حكومة اخوانجية باليمن.
كانت ثورة 1948 اليمنية تستحق لقب الاخوانية بإمتياز لدور الاخوان فيها و دور البنا تحديداً في صناعتها.
كان حسن البنا معجبا بالشعب اليمني كشعب بلا سياسة أو جدال أو إهتمامات عصرية و يراه شعب مؤهل للتجربة الاخوانية فيقول “اليمن أفضل من غيرها من البلاد العربية و يمكن أن تكون منطلق لدعوة اسلامية صادقة بإنشاء دولة تحكم بما أنزل الله و تستقطب زعماء و علماء و عباقرة المسلمين ” و للأسف فقد كانت اليمن وقتها تعيش في غياهب العصور الوسطى و انعدام التعليم و انتشار الفقر و الجهل و المرض، و كان البنا قد أرسل رسالة الى الامام في 1946 يطلب منه إقامة حكومة إسلامية مسئولة يؤازرها مجلس شورى يمثل الشعب و لا ينتقص من سلطات الامام شئ. و أشاد بموقف الامام من رفض نصائح الامريكان و الفرنسيين بالاصلاح السياسي باعتبار موقف الامام حرص على العقيدة. ثم توسط بين الامام و بين الشباب الذين هربوا من اليمن الى مصر بمطالب اصلاحية و قابلوا البنا.
كانت البداية حين تقابل البنا و المعارض اليمني عبد الله الشماخي في أثناء الحج و إتفقا على التعاون و بدأ البنا في فتح الباب لليمنيين المعارضين و طلاب اليمن بالازهر وسط تأكيد إخواني على ان حكم الامام يشوة الاسلام و لا يخدمه و أن الشعب اليمني مؤهل للحكم الاسلامي ووصل الامر لإستضافة البدر حفيد الامام يحيى في مقر الاخوان حين زار القاهرة للعلاج لحضور بعض الندوات و كان هذا بمساعدة جزائري معروف اسمه الفضيل الورتلاني الذي تولى تنظيم و تأهيل الشباب اليمني المعارض ثم العالم الاثري أحمد فخري و المصري صاحب شركة اتوبيسات الشرقية محمد سالم و سافر الورتلاني لليمن كمندوب لشركة الاتوبيسات بوساطة من البدر لتأسيس شركة هناك و كان الهدف العمل من الداخل للثورة المرتقبة.
كان الورتلاني مندوب البنا باليمن و مهندس الثورة فحضر ندوات و القى محاضرات بحماية البدر و حاز ثقة الامام بفضل الهدايا و مديح البدر حفيده فيه ، كان الورتلاني قد نجح في الاتصال بالمعارضين و الاتفاق معهم برضا البنا أن يكون اليمني قائد الجيش عبد الله الوزير هو إمام البلاد القادم و توقيع ميثاق وطني مقدس في 14 سبتمبر 1947 حملت ديباجته السمع و الطاعة للبنا و مباركته و التعهد بإقامة دولة قرآنية باليمن و التأكيد أن وضعها يجعلها أفضل بلد مؤهل لهذا ، كان تمويل الاخوان للمعارضة سراً قد امتد لإنشاء منشورات و جرائد سرية متداولة تهاجم الإمامة و تدعوا للتغيير.
في 10 يناير 1948 حاول وسيط يمني جنوبي من الاخوان المسلمين اقناع حاكم اليمن الانجليزي ريجنالد شامبليون دعم ثورة ستقوم خلال الاسبوع التالي لكنه رفض الطلبات التي كانت توفير طائرة لالقاء المنشورات و تسهيل نقله لشمال اليمن (هل يفكرمن هذا الكلام بشيء)، في 15 يناير حاول مسلح قتل الامام يحيى أثناء نومه و فشل و هرب لكن الثوار توهموا أنه نجح فأذاعوا خبر موت الامام و تبين أن ثلاثة من أبناء الامام مشتركين في المؤامرة ، بدأت الاذاعات العربية تنقل الخبر و صدر بيان بتولية عبد الله الوزير و هنأت صحيفة الاخوان باليمن -أحداث صنعاء- الانقلابيين و الاخوان بالعهد الجديد و لكن لاحقاً تبين كل شئ و ساد الارتباك حين علوا ببقاء الامام حياً و مر شهر كامل بدون تحرك من أي طرف فلا الامام المريض قادر على ضرب المتآمرين و لا الطرف الاخر قادر على فعل جديد بل إن عبد الله الوزير تنصل من الموضوع كله (كعادتهم دوما) و قال لأحمد إن يحيى أن الموضوع كاذب يريد توريطه ، و باتت البلاد على شفا انفجار خاصة مع تحسن صحة الامام يحيى و هنا قرر الثوار الاخوان الضرب من جديد فتربصوا للإمام يحيى المتجة بسيارته لقرية حريز في 17 فبراير 1948 و قتلوه مع اثنين من ابنائه و حفيد له و تركوهم بلا دفن ثمانية ايام و اعتقلوا ثلاثة اخرين من الابناء و نعت صحيفة الاخوان المسلمين الإمام مدعية انه مات بالسكتة القلبية و ان هناك اعتداء حصل على بعض المسئولين الذين رفضوا الاعتراف بالاوضاع الجديدة !!(كاذبون كالعادة).
بويع عبد الله الوزير إماماً في نفس يوم الاغتيال و قفز دور الاخوان للقمة فأيد البنا الوزير و أعلنوا دعم الاحداث و اختار الامام الجديد عبد الله الوزير مصطفى الشكعة المصري الاخواني ليدير الاذاعة و اختيار حسن البنا و عزيز المصري ليكونا مستشارين له.و كانا ولدي الامام أحمد -والد البدر حليف البنا- و الحسن قد هربا و قادا مقاومة ضد قوات الانقلاب و اعلنت بريطانيا الحياد و في هذا الوقت كان الاخوان بمصر و سوريا و العراق قد إنتقلوا الى تأييد شامل للانقلاب و الهجوم على يحيى و عائلته متهمينهم بالخروج عن الاسلام (كما يصنعون اليوم و يكفرون من يخالفهم)
ووصف البنا في برقية الوزير بالامام المجتهد الصالح التقي الورع الفقية الشيخ العالم حفيد الائمة.
و تم إعلان الميثاق الوطني المقدس السابق الاشارة له من مقر جماعة الاخوان ليتضح للكل دور الاخوان في تأسيس و دعم الثورة اليمنية ووصل الامر لتفويض الثورة لحسن البنا ليكون متحدث بإسم اليمن بالجامعة العربية !!!!!!.
كانت الامور قد وصلت للقمة حين أرسلت الجماعة في طائرة خاصة عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة و أمين اسماعيل سكرتير صحيفة الاخوان و عبد الرحمن نصر الاخواني مدير وكالة الانباء العربية مع مكبرات صوت لدعوة القبائل لتأييد الاسلام و الثورة.
و استقبلهم البدر ابن احمد – احمد الذي هو قائد الملكيين المناهضين للانقلاب- و اختير عابدين الاخواني ليكون خطيب الثورة بالاذاعة بمساعدة المدرسين المصريين الاخوان باليمن ، و طلبت حكومة الثورة عبر اين الوزير و الورتلاني من انجلترا دعم الثورة بالدبابات و الطائرات و طلبت من الجامعة العربية الاعتراف لكن الطلبين قوبلوا بالمماطلة و ارسلت الجامعة العربية طائرة تقل باحثين لدراسة الوضع يقودها عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة 1952 لاحقا و الذي كتب تقرير قال فيه ان الاخوان صناع الثورة اليمنية ، كان الملك فاروق و الملك عبد العزيز آل سعود يدعمون الامير احمد بن يحيى للعودة الى الحكم و تحول موقفهم من الاخوان لعداء صارم لأن من يخلع ملك باليمن جاهز لخلع اخر بالسعودية و ثالث بمصر ، تمت أول جلسة لمجلس شورى اليمن الجديد و حضره البدر ووصفت جماعة الاخوان المشهد بحشود اليمنيين و زعماء القبائل الذين أتوا لبيعة الامام الشرعي الجديد و يرد الوزير بالصريح بالشوق للقاء حسن البنا كمستشار له لتأسيس وطن اسلامي جديد باليمن ووافق البنا لكن الملك فاروق منع سفره وسط منح مناصب كبيرة لمن شاركوا في قتل الامام يحيى !!
قام الاخوان وقتها باليمن كما فعلوا بمصر أيضا فاموا بنهب و تدمير الحي اليهودي بصنعاء مما تسبب في هروب يهود اليمن لفلسطين و ازياد أزمة الفلسطينين و معاناتهم (و أعتقد أن هذا الأمر كان متعمدا).
بينما صحيفة الاخوان بمصر تنشر ان الحكومة بريئة من دم الامام يحيى و تشيد بورع و دين الحليف عبد الله الوزير و تصف الدعاوى للقصاص بقميص عثمان حتى اضطر السفير البريطاني بالقاهرة للتدخل قائلا ان الصحيفة الوحيدة في مصر التي تدعم هذه الاحداث هي صحيفة الاخوان المسلمين ، و لكن الامير احمد بدعم سعودي استطاع حشد قوات معارضة للثورة و هاجم صنعاء في مفاجأة صدمت الاخوان و الوزير ليحاصروها 10 أيام ثم يقتحموها في 11 مارس 1948 بعد حكم الوزير ب 26 يوم و قتل في الاشتباكات 5000 من سكان صنعاء و مع هذا ظل حسن البنا يؤيد الوزير مع ان الانباء جاءت بهزيمة منكرة له ووصل الامر لحد المهزلة حين يرسل البنا الى الامام احمد المنتصر يطلب من الالتزام بمواثيق حكومة الوزير -!- و ضم الوزير للحكومة الجديدة -!- ثم يرسل لعبد الله عزام يطلب منه انقاذ الثورة اليمنية و التدخل للعفو عن الثوار و الاخوان المصريين هناك !!.
كانت النهاية محتومة فأمر الامام احمد بقتل كل المتورطيف في ميدان صنعاء بالشيف و على رأسهم عبد الله الوزير و العفو عن ابنه البدر و هرب الورتلاني مع بعض الاخوان المسلمين المصريين الى عدة دول عربية رفضت دخوله فذهب لباكستان ليبدأ الاخوان هناك مرحلة جديدة و غريبة مع خط و منهج أبي الاعلى المودودي و لهذا قصة اخرى ، كانت الجماعات الاخوانية المصرية باليمن قد فرت من قوات أحمد و لجأت مع مصريين آخرين لأحد البيوت و تحصنوا هناك بعد ان بات الامام احمد عدو لكل المصريين بسبب دور الاخوان في صناعة الثورة و قتل عائلته ووالده ، أرسل الفريق بغدادي طائرة حربية بقيادة عبد اللطيف يغدادي لاستطلاع الامر كمناورة دون أن يكلفه بانقاذ احد فالامر مستحيل تماماً.
هنا نأتي لمفارقة مبكية فوسط تجاهل فاروق للأمر و مكر حيدر تدخل النقراشي باشا و أرسل للامام أحمد يحذره من قطع العلاقات و يطلب منه ارسال الاخوان و المصريين الاخرين الى عدن فاضطر احمد للموافقة بعد تهديد لمح فيه لاعلان حرب و عاد الاخوان للقاهرة ليقتلوا النقراشي لاحقاً!!!!!!!
توالت اللطمات فالامام الجديد الغى مواثيق الاخوان التي كانوا يريدون حكم اليمن بها و قدم دلائل أن الثورة منحت البنا بالقاهرة 100.000 جنية و رد البنا انها اموال لشراء سلاح و اعترف العالم بالامام احمد وسط هجوم يمني على الاخوان و اتهامهم بالتسبب في آلاف القتلى و تدمير أجزاء من صنعاء حتى اضطر البنا لرجاء الامير عبد الله ألا يتأثر بدعايات مناهضة للاخوان في الوقت الذي لم ينسى فيه فاروق ملك مصر أن بعض الطلبة الاخوان مزقوا صوره في مظاهرات 19 يناير 1948 صائحين لا ملك الا الله.
=======================
ملاحظات هامة:
يتضح مما سبق:
1-اعتياد الاخوان على الكذب و الاغتيالات و التبرير و العمل السري.
2- النظام الذي ثار عليه الاخوان في اليمن كان نظام دينيا شيعيا و من تعاونوا مع الاخوان كانوا شيعة و هذا يدل على أن التنظيم به جزء شيعي و جزء سني و جزء سلفي و جزء تكفيري (انهم رجال كل العصور).
3- هذه الواقعة هي التي رعبت فاروق ملك مصر من تنظيم الاخوان.
4- يتضح أن مسألة فلسطين لم تكن من أولويات الاخوان و انما مسألة الوصول للحكم هي الأهم.
6-السؤال ما سبب تنصل البريطانيين المستمر من الاخوان رغم أن كل ما قاموا به كان يصب في مصلحة بريطانيا؟؟؟


https://www.facebook.com/photo.php?fbid ... =1&theater
.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: ثورة الاخوان باليمن أو ثورة عبد الوزير 1948.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 22, 2014 1:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 1:53 pm
مشاركات: 1070
كلام مهم جدا و برجاء قرائته حتى النهاية. أرجوكم كونوا مثابرين و إقرأوا الكلام حتى النهاية.

ثورة الاخوان باليمن أو ثورة عبد الوزير 1948.:
أول ثورة بتاريخ الاخوان في العالم:
لقد كان الأولى بهذه الجماعة المشبوهة الانشغال بأزمة فلسطين في 48 و لكن للأسف كعادتهم يطمعون دوما في السلطة فقد ذهبوا للسقاط الحكم في اليمن و إقامة أول حكومة اخوانجية باليمن.
كانت ثورة 1948 اليمنية تستحق لقب الاخوانية بإمتياز لدور الاخوان فيها و دور البنا تحديداً في صناعتها.
كان حسن البنا معجبا بالشعب اليمني كشعب بلا سياسة أو جدال أو إهتمامات عصرية و يراه شعب مؤهل للتجربة الاخوانية فيقول “اليمن أفضل من غيرها من البلاد العربية و يمكن أن تكون منطلق لدعوة اسلامية صادقة بإنشاء دولة تحكم بما أنزل الله و تستقطب زعماء و علماء و عباقرة المسلمين ” و للأسف فقد كانت اليمن وقتها تعيش في غياهب العصور الوسطى و انعدام التعليم و انتشار الفقر و الجهل و المرض، و كان البنا قد أرسل رسالة الى الامام في 1946 يطلب منه إقامة حكومة إسلامية مسئولة يؤازرها مجلس شورى يمثل الشعب و لا ينتقص من سلطات الامام شئ. و أشاد بموقف الامام من رفض نصائح الامريكان و الفرنسيين بالاصلاح السياسي باعتبار موقف الامام حرص على العقيدة. ثم توسط بين الامام و بين الشباب الذين هربوا من اليمن الى مصر بمطالب اصلاحية و قابلوا البنا.
كانت البداية حين تقابل البنا و المعارض اليمني عبد الله الشماخي في أثناء الحج و إتفقا على التعاون و بدأ البنا في فتح الباب لليمنيين المعارضين و طلاب اليمن بالازهر وسط تأكيد إخواني على ان حكم الامام يشوة الاسلام و لا يخدمه و أن الشعب اليمني مؤهل للحكم الاسلامي ووصل الامر لإستضافة البدر حفيد الامام يحيى في مقر الاخوان حين زار القاهرة للعلاج لحضور بعض الندوات و كان هذا بمساعدة جزائري معروف اسمه الفضيل الورتلاني الذي تولى تنظيم و تأهيل الشباب اليمني المعارض ثم العالم الاثري أحمد فخري و المصري صاحب شركة اتوبيسات الشرقية محمد سالم و سافر الورتلاني لليمن كمندوب لشركة الاتوبيسات بوساطة من البدر لتأسيس شركة هناك و كان الهدف العمل من الداخل للثورة المرتقبة.
كان الورتلاني مندوب البنا باليمن و مهندس الثورة فحضر ندوات و القى محاضرات بحماية البدر و حاز ثقة الامام بفضل الهدايا و مديح البدر حفيده فيه ، كان الورتلاني قد نجح في الاتصال بالمعارضين و الاتفاق معهم برضا البنا أن يكون اليمني قائد الجيش عبد الله الوزير هو إمام البلاد القادم و توقيع ميثاق وطني مقدس في 14 سبتمبر 1947 حملت ديباجته السمع و الطاعة للبنا و مباركته و التعهد بإقامة دولة قرآنية باليمن و التأكيد أن وضعها يجعلها أفضل بلد مؤهل لهذا ، كان تمويل الاخوان للمعارضة سراً قد امتد لإنشاء منشورات و جرائد سرية متداولة تهاجم الإمامة و تدعوا للتغيير.
في 10 يناير 1948 حاول وسيط يمني جنوبي من الاخوان المسلمين اقناع حاكم اليمن الانجليزي ريجنالد شامبليون دعم ثورة ستقوم خلال الاسبوع التالي لكنه رفض الطلبات التي كانت توفير طائرة لالقاء المنشورات و تسهيل نقله لشمال اليمن (هل يفكرمن هذا الكلام بشيء)، في 15 يناير حاول مسلح قتل الامام يحيى أثناء نومه و فشل و هرب لكن الثوار توهموا أنه نجح فأذاعوا خبر موت الامام و تبين أن ثلاثة من أبناء الامام مشتركين في المؤامرة ، بدأت الاذاعات العربية تنقل الخبر و صدر بيان بتولية عبد الله الوزير و هنأت صحيفة الاخوان باليمن -أحداث صنعاء- الانقلابيين و الاخوان بالعهد الجديد و لكن لاحقاً تبين كل شئ و ساد الارتباك حين علوا ببقاء الامام حياً و مر شهر كامل بدون تحرك من أي طرف فلا الامام المريض قادر على ضرب المتآمرين و لا الطرف الاخر قادر على فعل جديد بل إن عبد الله الوزير تنصل من الموضوع كله (كعادتهم دوما) و قال لأحمد إن يحيى أن الموضوع كاذب يريد توريطه ، و باتت البلاد على شفا انفجار خاصة مع تحسن صحة الامام يحيى و هنا قرر الثوار الاخوان الضرب من جديد فتربصوا للإمام يحيى المتجة بسيارته لقرية حريز في 17 فبراير 1948 و قتلوه مع اثنين من ابنائه و حفيد له و تركوهم بلا دفن ثمانية ايام و اعتقلوا ثلاثة اخرين من الابناء و نعت صحيفة الاخوان المسلمين الإمام مدعية انه مات بالسكتة القلبية و ان هناك اعتداء حصل على بعض المسئولين الذين رفضوا الاعتراف بالاوضاع الجديدة !!(كاذبون كالعادة).
بويع عبد الله الوزير إماماً في نفس يوم الاغتيال و قفز دور الاخوان للقمة فأيد البنا الوزير و أعلنوا دعم الاحداث و اختار الامام الجديد عبد الله الوزير مصطفى الشكعة المصري الاخواني ليدير الاذاعة و اختيار حسن البنا و عزيز المصري ليكونا مستشارين له.و كانا ولدي الامام أحمد -والد البدر حليف البنا- و الحسن قد هربا و قادا مقاومة ضد قوات الانقلاب و اعلنت بريطانيا الحياد و في هذا الوقت كان الاخوان بمصر و سوريا و العراق قد إنتقلوا الى تأييد شامل للانقلاب و الهجوم على يحيى و عائلته متهمينهم بالخروج عن الاسلام (كما يصنعون اليوم و يكفرون من يخالفهم)
ووصف البنا في برقية الوزير بالامام المجتهد الصالح التقي الورع الفقية الشيخ العالم حفيد الائمة.
و تم إعلان الميثاق الوطني المقدس السابق الاشارة له من مقر جماعة الاخوان ليتضح للكل دور الاخوان في تأسيس و دعم الثورة اليمنية ووصل الامر لتفويض الثورة لحسن البنا ليكون متحدث بإسم اليمن بالجامعة العربية !!!!!!.
كانت الامور قد وصلت للقمة حين أرسلت الجماعة في طائرة خاصة عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة و أمين اسماعيل سكرتير صحيفة الاخوان و عبد الرحمن نصر الاخواني مدير وكالة الانباء العربية مع مكبرات صوت لدعوة القبائل لتأييد الاسلام و الثورة.
و استقبلهم البدر ابن احمد – احمد الذي هو قائد الملكيين المناهضين للانقلاب- و اختير عابدين الاخواني ليكون خطيب الثورة بالاذاعة بمساعدة المدرسين المصريين الاخوان باليمن ، و طلبت حكومة الثورة عبر اين الوزير و الورتلاني من انجلترا دعم الثورة بالدبابات و الطائرات و طلبت من الجامعة العربية الاعتراف لكن الطلبين قوبلوا بالمماطلة و ارسلت الجامعة العربية طائرة تقل باحثين لدراسة الوضع يقودها عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة 1952 لاحقا و الذي كتب تقرير قال فيه ان الاخوان صناع الثورة اليمنية ، كان الملك فاروق و الملك عبد العزيز آل سعود يدعمون الامير احمد بن يحيى للعودة الى الحكم و تحول موقفهم من الاخوان لعداء صارم لأن من يخلع ملك باليمن جاهز لخلع اخر بالسعودية و ثالث بمصر ، تمت أول جلسة لمجلس شورى اليمن الجديد و حضره البدر ووصفت جماعة الاخوان المشهد بحشود اليمنيين و زعماء القبائل الذين أتوا لبيعة الامام الشرعي الجديد و يرد الوزير بالصريح بالشوق للقاء حسن البنا كمستشار له لتأسيس وطن اسلامي جديد باليمن ووافق البنا لكن الملك فاروق منع سفره وسط منح مناصب كبيرة لمن شاركوا في قتل الامام يحيى !!
قام الاخوان وقتها باليمن كما فعلوا بمصر أيضا فاموا بنهب و تدمير الحي اليهودي بصنعاء مما تسبب في هروب يهود اليمن لفلسطين و ازياد أزمة الفلسطينين و معاناتهم (و أعتقد أن هذا الأمر كان متعمدا).
بينما صحيفة الاخوان بمصر تنشر ان الحكومة بريئة من دم الامام يحيى و تشيد بورع و دين الحليف عبد الله الوزير و تصف الدعاوى للقصاص بقميص عثمان حتى اضطر السفير البريطاني بالقاهرة للتدخل قائلا ان الصحيفة الوحيدة في مصر التي تدعم هذه الاحداث هي صحيفة الاخوان المسلمين ، و لكن الامير احمد بدعم سعودي استطاع حشد قوات معارضة للثورة و هاجم صنعاء في مفاجأة صدمت الاخوان و الوزير ليحاصروها 10 أيام ثم يقتحموها في 11 مارس 1948 بعد حكم الوزير ب 26 يوم و قتل في الاشتباكات 5000 من سكان صنعاء و مع هذا ظل حسن البنا يؤيد الوزير مع ان الانباء جاءت بهزيمة منكرة له ووصل الامر لحد المهزلة حين يرسل البنا الى الامام احمد المنتصر يطلب من الالتزام بمواثيق حكومة الوزير -!- و ضم الوزير للحكومة الجديدة -!- ثم يرسل لعبد الله عزام يطلب منه انقاذ الثورة اليمنية و التدخل للعفو عن الثوار و الاخوان المصريين هناك !!.
كانت النهاية محتومة فأمر الامام احمد بقتل كل المتورطيف في ميدان صنعاء بالشيف و على رأسهم عبد الله الوزير و العفو عن ابنه البدر و هرب الورتلاني مع بعض الاخوان المسلمين المصريين الى عدة دول عربية رفضت دخوله فذهب لباكستان ليبدأ الاخوان هناك مرحلة جديدة و غريبة مع خط و منهج أبي الاعلى المودودي و لهذا قصة اخرى ، كانت الجماعات الاخوانية المصرية باليمن قد فرت من قوات أحمد و لجأت مع مصريين آخرين لأحد البيوت و تحصنوا هناك بعد ان بات الامام احمد عدو لكل المصريين بسبب دور الاخوان في صناعة الثورة و قتل عائلته ووالده ، أرسل الفريق بغدادي طائرة حربية بقيادة عبد اللطيف يغدادي لاستطلاع الامر كمناورة دون أن يكلفه بانقاذ احد فالامر مستحيل تماماً.
هنا نأتي لمفارقة مبكية فوسط تجاهل فاروق للأمر و مكر حيدر تدخل النقراشي باشا و أرسل للامام أحمد يحذره من قطع العلاقات و يطلب منه ارسال الاخوان و المصريين الاخرين الى عدن فاضطر احمد للموافقة بعد تهديد لمح فيه لاعلان حرب و عاد الاخوان للقاهرة ليقتلوا النقراشي لاحقاً!!!!!!!
توالت اللطمات فالامام الجديد الغى مواثيق الاخوان التي كانوا يريدون حكم اليمن بها و قدم دلائل أن الثورة منحت البنا بالقاهرة 100.000 جنية و رد البنا انها اموال لشراء سلاح و اعترف العالم بالامام احمد وسط هجوم يمني على الاخوان و اتهامهم بالتسبب في آلاف القتلى و تدمير أجزاء من صنعاء حتى اضطر البنا لرجاء الامير عبد الله ألا يتأثر بدعايات مناهضة للاخوان في الوقت الذي لم ينسى فيه فاروق ملك مصر أن بعض الطلبة الاخوان مزقوا صوره في مظاهرات 19 يناير 1948 صائحين لا ملك الا الله.
=======================
ملاحظات هامة:
يتضح مما سبق:
1-اعتياد الاخوان على الكذب و الاغتيالات و التبرير و العمل السري.
2- النظام الذي ثار عليه الاخوان في اليمن كان نظام دينيا شيعيا و من تعاونوا مع الاخوان كانوا شيعة و هذا يدل على أن التنظيم به جزء شيعي و جزء سني و جزء سلفي و جزء تكفيري (انهم رجال كل العصور).
3- هذه الواقعة هي التي رعبت فاروق ملك مصر من تنظيم الاخوان.
4- يتضح أن مسألة فلسطين لم تكن من أولويات الاخوان و انما مسألة الوصول للحكم هي الأهم.
6-السؤال ما سبب تنصل البريطانيين المستمر من الاخوان رغم أن كل ما قاموا به كان يصب في مصلحة بريطانيا؟؟؟


https://www.facebook.com/photo.php?fbid ... =1&theater
.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 1 زائر


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط