اشترك في: الثلاثاء إبريل 10, 2007 11:42 pm مشاركات: 482
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أستاذى الدكتور محمود ربنا يحفظك الله و يرعاك
كنت أتصفح كتاب " الدولة العثمانية " للدكتور على محمد الصلابى فوجدت فصلاً بعنوان ( حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وصراعها مع الدولة العثمانية) و وجدت الدكتور الصلابى يمدح محمد عبد الوهاب و الحركة الوهابية حيث يقول عن محمد عبد الوهاب :
(ونشأ على حب العلم، فطلبه منذ صغره وظهر منه نبوغاً وتميزاً، فحفظ القرآن الكريم ودرس الفقه الحنبلي والتفسير والحديث، وتتلمذ على كتب ابن تيمية في الفقه والعقائد والرأي وأعجب بها أيما إعجاب وتأثر بكتب ابن القيم ، وابن عروة الحنبلي وغيرهم من فحول هذا المنهل السلفي ورحل في طلب العلم الى مكة، والمدينة، والبصرة، والأحساء. وتعرض لفتن عديدة عندما جاهر بآرائه في العراق ثم رجع بعد ذلك الى نجد. وعندما رجع الى حريملاء ببلاد نجد بدأ دعوته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاشتغال بالعلم والتعليم، والدعوة الى عقيدة التوحيد الصافية، وحذر من الشرك ومخاطره وأنواعه وأشكاله وتعرض لمحاولة اغتيال من بعض السفهاء ) و يقول أيضاً (استطاع محمد بن عبدالوهاب أن يتحالف مع الأمير محمد بن سعود الذي قام بماله ورجاله من أجل دعوة التوحيد وكان هذا التحالف على اسس متينة واستطاع الشيخ أن يواصل دعوته للناس بالتعليم والرسائل والوعظ واستمر على هذا الحال يعلم الناس ويكتب الرسائل ويدبجها بالحجج والبراهين والأدلة على صحة دعواه، يدعو الى إزالة المنكر وهدم قباب القبور ، وسد ذرائع الشرك، وتحقيق العبودية لله وحده وظلت الدعوة مسالمة متأنية تطرق القلوب برفق وأناه، وتدعوا الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واستمر يعلم من يحضر دروسه ويوضح عقيدته، ويشرح مبادئ دعوته للقاصي والداني ، ولكنه رأى أن اللين يقابل بالشدة، وأن الصدق يقابل بالكذب، والموعظة الحسنة يرد عليها بالمؤامرات فلم يكن بد من دخول مرحلة الجهاد وتغيير المنكر بالقوة.)
(واستمرت الحروب بين أنصار الدعوة وأعدائها سنين عديدة، وكان النصر حليف أصحاب الدعوة في أغلب المواقف وكانت القرى تسقط واحدة تلو الاخرى وفي عام 1178هـ/1773م فتحت الرياض بقيادة الامير عبدالعزيز ابن محمد بن سعود ، وفر منها حاكمها السابق دهام بن دواس، وكان حاكماً ظالماً غشوماً)
(وامتد نفوذ الحركة السلفية على معظم الجزيرة العربية وشعرت بريطانيا بخطورة هذا النفوذ على مصالحها. لقد أصبحت الدولة السعودية الأولى يمتد نفوذها على الخليج العربي والبحر الأحمر، ودخل القواسم في الخليج العربي تحت نفوذها ووصل نفوذها إلى جنوب العراق وأصبحت تأثر على الطريق البري بين أوربا والشرق، وفوق هذا وذاك فإن الأسس الدينية التي ترتكز عليها هذه الدولة قد قطع على بريطانيا إمكانية تطويعها أو عقد الاتفاقيات معها حيث كان العداء للنفوذ الأجنبي في المنطقة من أهم أهداف هذه الدولة) (المؤامرة ضد حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب: فكر شياطين الإنس من أبناء أوربا في النتائج التي يصلون إليها لو استمرت الدولة السعودية الأولى ورأوا أن ذلك يقضي على مصالحهم في الشرق عموماً ولذلك لابد من تدمير هذه الدولة، فسلكوا مسالك شتى للقضاء على نفوذ الدعوة السلفية منها: أولاً: تأليب الرأي العام داخل ديار الإسلام ضد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقام الذين اعتقدوا بالبدع والخرافات على أنها من دين الإسلام بالتصدي لدعوة الشيخ ومقاومتها، وليست هذه المقاومة من جهة واحدة أو من طرف معين بل من كل الجهات ومن كل الأطراف، أتت من قبل المشايخ الذين يتمسكون بالنفوذ الذي يعطيهم إياه العامة وأهل الجهالة، ويبغون المحافظة على ماهم عليه من البدع والخرافات ظانين أنها من الدين، أتت من سدنة القبور، أتت من المستفيدين من صناديق النذور، أتت من الذين يعيشيون على الأطعمة والأموال التي تقدم لهم في موالد الأموات والزيارات، وأتت أيضاً من الذين يعتقدون أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب قد أتى بدين جديد يخالف ما اعتادوا عليه، وأولئك كانوا منتشرين بأنحاء الدولة العثمانية كلها بل وفي العالم الإسلامي أجمع، حدث كل ذلك بعد أن شاع الإنجليز والفرنسيون وأعداء الإسلام الفتاوى التي استصدروها من علماء السوء بفساد مايدعو إليه اتباع محمد بن عبدالوهاب ) (الدس والوقيعة بين حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وقيادة الدولة العثمانية لقد ألقى الإنجليز والفرنسيون وغيرهم في روع السلطان محمود الثاني أن حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، تهدف إلى الاستقلال بجزيرة العرب)
(إن الحرب بين محمد علي وأتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم تكن بين قوات يدين طرفاها بالاسلام، كما لم تكن حرباً عربية عربية كما يحاول البعض أن يصفها، بل إن هذه الحرب كانت بين قوة اسلامية ليست لها أية أطماع سياسة ولكنها أبدت غيرة وحرصاً على العودة الى المبادئ الاساسية للدين الاسلامي وهي القوة السعودية، كما أظهرت حماساً في دفع خطر المستعمرين (الكفار) عن الديار الاسلامية، أما القوة التي حاربتها والمرسلة من قبل والي مصر -والتي لم تكن مصرية بأي صورة من الصور؛ فأغلبها من الأرناؤوط وبعض الأتراك والنصارى)
(إن محمد علي لم يكن متقيداً بشرع الله في حربه بل كان مخالفاً للشرع متعدياً على حدود الله تعالى غير مبالي بأحكام الاسلام فهذا جيشه يقتل ويدمر ويأخذ الأموال ويهتك الأعراض من هم المسلمين الموحدين. فهذا علي رضى الله عنه في موقعة الجمل يقول لأصحابه: (لاتتبعوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح، ومن ألقي سلاحه فهو آمن)
و الدكتور على الصلابى يستمد معلوماته من كتاب ( امام التوحيد الشيخ محمد عبد الوهاب ) و كتاب ( الدولة العثمانية ) للمؤلف جمال عبد الهادى ومن كلام المؤرخ الجبرتى و من كتاب ( قراءة جديدة فى تاريخ العثمانيين )
و بعد هذا الكلام عندى تساؤلات :
1- لماذا يمتدح الدكتور على الصلابى محمد عبد الوهاب ويصوره على انه مجاهد و هل الحركة الوهابية اذا لم تقم لاستمر تزايد بناء الأضرحة لكل الشيوخ المتوفين فى الجزيرة العربية و هل تزايدها شئ صحيح ؟
2- يقول بأنه بدأ دعوته بالحكمة و الموعظة الحسنة و لكنه وجد اللين يقابل بشدة ثم اعتدوا عليه و قامت نزاعات فاضطر الى الحرب و العنف أى أنهم هم الذين بدأوا بالحرب فرد عليهم و لم يقل عنه أنه يكفر الناس ؟
3- يقول أن انجلترا عندما شعرت بتوسع نفوذ الوهابيين فى الجزيرة خافت على مصالحها فى الشرق فحرضت القيادة العثمانية على حرب محمد عبد الوهاب فأرسلت القيادة العثمانية محمد على للقضاء على الوهابية مع أننا نعلم قصة الجاسوس البريطانى السير همفرى و مذكراته و تعاونه مع محمد عبد الوهاب و قصة عبد الله فيلبى و تعاون محمد بن سعود مع الانجليز فكيف يكون محمد عبد الوهاب و ابن سعود حلفاء الانجليز و فى نفس الوقت تريد انجلترا القضاء على الحركة الوهابية؟ كيف يتفق هذا مع ذاك ؟ 4- يقول عن محمد على أنه غير متقيد بالشرع و هو ظالم فى حربه للوهابية و فى جزء آخر من الكتاب يقول عنه أنه ماسونى و يحقق مصالح بريطانيا و متحالف معها .
5- يصور محمد عبد الوهاب أنه امام التوحيد المصلح المجدد فى حين قرأت فى كتاب مفتى مكة فى هذا الوقت الشيخ أحمد زينى دحلان أن محمد عبد الوهاب كان ينهى عن الصلاة على النبى على المنابر و يكفر المتوسلين وأيضا أخيه سليمان بن عبد الوهاب يخطئه و يبين فساد مذهبه ؟
6- من ضمن من مدحوا محمد عبد الوهاب الشيخ الآزهرى الكبير عطية صقر و قال عنه أنه مصلح و مجدد .
فيا ترى من يقول الحق و من على باطل هل الدكتور على الصلابى على حق أم الشيخ أحمد زينى دحلان و الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ؟ حيث احترت فى هذا الموضوع ؟
أفاض الله عليك من علمه و جزاك الله كل خير
و آسف على الإطالة
و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد النور الهادى لطريق الله و على آله و صحبه و من ولاه
|
|