[align=center]حسان والزغبي .. سر حلقات أخطاء المشايخ الأربعة الممنوعة في الفضائيات السلفية[/align]
بينهما ارتباط لا يمكن أن يفصل عراه أحد فهما من قرية واحدة ، هي قرية دموه بمحافظة الدقهلية التي أصبحت الآن رمزا لسيطرة السلفية والسلفيين على القرى المصرية .
إنهما الشيخ محمد حسان ورفيقه اللدود في طريق الدعوة السلفية الشيخ محمد الزغبي ، الأول ظل في مصر ليبني شهرته من خلال المساجد وشرائط الكاسيت وأخيرا القنوات الفضائية المختلفة ، أما الثاني ولأسباب أمنية تتعلق بحديثه في السياسة وتعريضه برموز الوطن من على المنبر فقد أبعد عن مصر ، ليقضي عشرة أعوام في الكويت أحرز فيها نجاحا بالغا في الدعوة وجمع المال ! عاد الزغبي من الكويت مع بدايات العام 2007 ليجد ابن قريته محمد حسان ليس شهيرا فقط ولكنه مؤثر أيضا ، ووصل به الأمر إلى أن مفتاح السلفيين جميعا أصبح في يديه ، عرف الزغبي منذ البداية أن الشيخ محمد حسان لن يفسح له مكانا إلى جواره ، ليس خوفا منه أو خشية من علمه أو فقهه ، فهو على العكس من حسان لا يمتلك طلة ولا كاريزما ولا يستطيع أن يخطفك وأنت تسمعه ، فهو مجرد شيخ تقليدي لا جديد لديه في أدائه ولا في علمه . لكن على ما يبدو أن محمد حسان كان يعرف أن الزغبي لن يجعله يعمل في هدوء ، وأن طبيعة العائد بعد غياب ستغلبه في أي مكان يحل فيه ، لم يطلبه حسان ولم يقدمه في أي قناة من القنوات التي كان يطل منها ولم يزكه عند أحد . قررالزغبي أن يفعلها بنفسه وكانت البداية من قناة الناس التي كانت حتى شهور قليلة هي قبلة الجميع من السلفيين ومن المخدوعين بهم ، لكن الإقبال عليها تراجع كثيرا بعد أن تفرغ محمد حسان لقناته الرحمة . كان الزغبي يقول لمن حوله إنه يريد ولو ساعة واحدة فقط يطل خلالها على الناس وبعدها سيصنع شعبية جارفة ، وكان مدخله الأساسي أنه يعرف الكثيرين في الدول العربية ، وأنه من خلال معارفه يمكن أن يحصل على إعلانات كثيرة للقناة. كانت الإطلالة الأولى للزغبي من خلال صلاح هارون الذي استضافه على قناة الناس ، كان صلاح قد تحدث مع الزغبي عن علاقة الإنسان بالجن ، واستضافه لأنه من رأيه أن الجن يمكن أن يتلبس الإنسان ، وعلى الهواء وجد هارون أن الزغبي يتراجع عن كلامه ويقول إنه لا يمكن أن يدخل الجن جسد الإنسان ! ويبدو أن الزغبي قال ما قاله بطريقة استفزت هارون فقال له على الهواء أنه استضافه تحديدا حتى يتحدث عن دخول الجن جسد الإنسان لأن هذا كان رأيه قبل التسجيل ! ولما تأزم الموقف اضطرت إدارة القناة في سابقة هي الأولى من نوعها فيها أن تقطع الإرسال دون تردد . كانت عين الزغبي طوال الوقت على حسان ، وعندما بدأ أحمد هريدي في الإعداد لقناة المدينة الفضائية فكر بعض معاونيه أن يلجأوا إلى أفكار تكون ساخنة في عالم الدعوة ، والتقط الفكرة الدكتور مجدي الداغر الذي كان وقتها قيادة مهمة في القناة ، وتحدث مع الزغبي فهو من نفس قريته ، وبالفعل وجد ضالته عند الزغبي الذي قال له إن لديه فكرة برنامج يمكن أن يكسر الدنيا . كانت الفكرة هي ترصد أخطاء الدعاة الكبار ، وكان لدى الزغبي ملف هائل بأخطاء عدد من الدعاة – ليست أخطاء في المعلومات – ولكن في النواحي العقائدية ! راقت الفكرة لأحمد هريدي وقاموا بالفعل بالتسجيل ، وأبدى الزغبي براعة في رصد أخطاء عدد من الدعاة ، وكانت الحلقات الأولى عن أخطاء الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ صفوت حجازي والدكتورة سعاد صالح ، ورغم أن سعاد ليست داعية في الأساس لكنها كثيرة الحديث في البرامج التليفزيونية . أما الحلقة الرابعة فقد كانت فاتحة سلسلة من الحلقات عن أخطاء الشيخ محمد حسان في خطبه وكتبه وبرامجه ، واجتهد الزغبي فيها حيث كانت لديه وثائق صوتية ومكتوبة عن هذه الأخطاء . بعد تسجيل الحلقة الأولى كان مجدي الداغر مع محمد حسان في ( دموه ) وهو بالمناسبة يرتبط به بصلة قرابة ، سأل حسان مجدي مباشرة : - سمعت أنكم بتعدوا لقناة جديدة .. صحيح هو الزغبي معاكم ؟ أخبره مجدي ليس بأن الزغبي معهم ولكن بفكرة البرنامج الذي يقدمه والحلقات التي يسجلها ، وأخبره مجدي كذلك أن هناك مجموعة من الحلقات خصصها الزغبي له ! المفاجأة أن محمد حسان اتصل بعدها بأحمد هريدي رئيس قناة المدينة الفضائية وشجعه وقال له إنه سيقدم ساعة على القناة الجديدة مجانا ودون مقابل كنوع من التشجيع لأصحابها ، وقبل أن يشكر هريدي حسانا قال له حسان لكني أرجو أن لا تذيع حلقات الزغبي عن أخطاء الدعاة لأنها في النهاية ستحدث نوعا من الفتنة المسلمون ليسوا في حاجة إليها ! استجابت القناة لطلب محمد حسان فأوقفت حلقات الزغبي ولم تذعها ولم تسجل معه حلقات جديدة ، لكن محمد حسان لم يوف بوعده فلم يظهر على شاشة القناة مطلقا ، وفي كل مرة كانوا يطالبونه بالظهور كان يتعلل بأنه مشغول أو أن برنامج الدعوة عنده مزدحم جدا . خطا الشيخ حسان خطوة أخرى بعد أن عرف أن الزغبي لن يهدأ فقد فتح له أبوابه من جديد ، وأصبح الشيخ الذي بحث له عن مساحة على كوكب القنوات الفضائية من بين من يطلون من على شاشة قناة الرحمة وغيرها من القنوات الفضائية بشفاعة حسان الذي على ما يبدو قرر أن يستوعب طموح الزغبي بدلا من أن يتحول إلى طاقة شر تحطم في طريقها الجميع . ربح حسان بذلك الحسنيين فقد قلم أظافر الزغبي من ناحيته ، ثم إن الزغبي نفسه لم يصبح نجما في دنيا المشايخ ، لأن إمكانياته لا تؤهله لشئ من ذلك ... وفعلا ونعم المشايخ !
[align=left]المقال من جريدة الفجر ( العدد 205 الإثنين 1 / 6 / 2009 )[/align]
تم حذف صورة من قبل الإدارة
_________________ يا بني المصطفى أنتم ذخري * فارحموا عبدكم واجبروا كسري
|