بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
كلما قلنا للناس إن هؤلاء المتمسلفة .. خوارج .. ترى بعضهم يتعجب .. وكأنه يريد أن يقول لك ( بلاش تشدد .. مش كده أوى ) .
بعض الناس .. ومنهم بعض الأحباب .. عندهم سطحية فى التفكير , لا يتخيلون أن ما نقوله وصف شرعى ولغوى صحيح .
ففى اللغة .. خوارج .. يعنى مفارقين لعموم الناس .
وفى الشريعة .. خوارج .. يعنى تاريخهم الأسود .. ومحاولتهم لسحب الرسالة والنبوة .. ثم الحكم – فى أمنياتهم العقيمة النجسة - من حضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ثم الحكام .. بدعوى أنهم أحق بها وأهلها – قاتلهم الله – وأنهم السدنة .. والكهنة وحرس المعبد .. ولا ينبغى على الأمة تلقى أى شريعة إلا من خلالهم .
هؤلاء هم الإخوة المتمسلفة .. الخوارج .
وكنت دائما عندما أقرأ حديث تغيير منار الأرض - سبحان الله – أتذكرهم على طول .
اسمعوا معى هذا الحديث ... روى الإمام مسلم فى صحيحه (10/174) كِتَاب الْأَضَاحِيِّ - بَاب تَحْرِيمِ الذَّبْحِ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَعْنِ فَاعِلِهِ - عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيْكَ , قَالَ : فَغَضِبَ وَقَالَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ , غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ , قَالَ فَقَالَ : مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ قَالَ ( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ , وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ , وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا , وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ )
(وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ )
(وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ ) هذا هو بيت القصيد .. ماهو منار الأرض ؟؟؟ قال ابن منظور فى لسان العرب (مادة نور ) : عن الأَصمعي , المَنار العَلَم يجعل للطريق أَو الحدّ للأَرضين من طين أَو تراب . وفي الحديث عن أَبي هريرة رضي الله عنه إِن للإِسلام صُوًى ومَناراً أَي علامات وشرائع يعرف بها . والمَنارَةُ التي يؤذن عليها وهي المِئْذَنَةُ .
وروى الطبرانى فى مسند الشاميين (2/56) عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق , من ذلك أن يعبد الله لا يشرك به شيئا ، وتقام الصلاة ، وتؤتى الزكاة ويحج البيت ، ويصام رمضان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتسليمك على أهل بيتك إذا دخلت عليهم ، وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم ، فإن ردوا عليك ردت عليهم الملائكة ، وإن لم يردوا عليك ردت عليك الملائكة ولعنتهم أو سكتت عنهم , ومن انتقص منهن شيئا فهو سهم من الإسلام تركه , ومن نبذهن فقد ولى الإسلام ظهره » .
قال العلامة المناوى فى فيض القدير (2/629) :
(إن للإسلام ضوى) بفتح الضاد العجمة والتنوين كذا ذكره البعض لكن في النهاية الجزم بأنه بصاد مهملة أي أعلاما منصوبة يستدل بها عليه واحدتها ضوة كقوة قال في الفردوس : والنهاية والصوى أعلام منصوبة من الحجارة في الفيافي والمفاوز يستدل بها على الطريق . ثم قال : ومن المجاز إن للإسلام صوى ومنار كمنار الطريق . (ومنارا) أي شرائع يهتدى بها (كمنارة الطريق) أراد أن الإسلام طرائق وأعلاما يهتدى بها وهي واضحة الظاهر . وأما معرفة حقائقه وأسراره فإنما يدركها أولو الألباب والبصائر الذين أشرق نور اليقين على قلوبهم فصار كالمصباح فانجلا له حقيقة الحق ولاح وأما المكب على الشهوات المحجوبة باللذات فقلبه مظلم لا يبصر تلك الأسرار وإن كانت عند أولئك كالشمس في رابعة النهار . انتهى كلام المناوى
فانظروا – رحمكم الله – إلى معالم هذا الدين .. فقد استقر وأجمع المسلمون فى شتى بقاع الأرض على اتخاذ هذه المذاهب الأربعة طريقا لفهم دين الله .. والسادة الكرام أصحاب المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة تلك تواريخ ميلادهم ووفاتهم :
الإمام أبو حنيفة (80-150 هـ) الإمام مالك (93 -179 هـ) الإمام الشافعى (150-204 هـ) الإمام أحمد (164-241 هـ)
فهؤلاء الخوارج .. قطاع الطرق .. يريدون أن تبدل الأمة دينها .. وتترك ميراثها .. لأجل بعض المدعين المطعون فى عقائدهم .. فضلا عن فهمهم !!!!!
( فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا )
صدق سيدى الدكتور محمود عندما أخبر .. أنه ما من حق يظهر من دولة النور .. إلا وأخرج له إبليس صورة مضللة .. من دولة الظلام .
فهذا هو مسيح الحق .. السيد عيسى .... وهذا هو مسيح الضلالة .. المسيح الدجال وهذا هو مهدى السنة الشريف المبارك ... وهذا هو مهدى الشيعة وهؤلاء هم الأئمة الأربعة لأهل السنة والجماعة ... وهؤلاء هم الأئمة الأربعة للخوارج .
قاتل الله الخوارج ... أيدى الدجال - بعلم أو بجهل – وجعل الدائرة عليهم .
( وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون )
عفوا للإطالة
|