لقد أصبحت هذه الأعمال الإرهابية أمورا عادية تحصل كل يوم، وأصبحت عندنا مناعة ضد الانفعال والاضطراب الذي كان يصيبنا عندما كنا نشاهد في الماضي عملا غير عادي..
أصبحنا لا نكثرث عندما نسمع خبر الإطاحة بحكومة ما عن طريق القوة، ولو كنا نكثرت، لفعلنا شيئا ما لوقف ما يحدث.
وعندما كانت الشيوعية تتوغل في أسبانيا، كان الناس يقولون :
"لن تستطيع الشيوعية أن تسبب أي ثورة هنا".
لأن معظم الناس يوجهون أسماعهم إلي من يحدثهم عن الأمن والاستقرار المزعومين..
إنهم كالنعامة يضعون رؤوسهم في التراب عندما يشاهدون اعداءهم ويظنون أنهم بمأمن منهم..
ولكن عليهم أن يتذكروا أنهم بوضع رؤوسهم تحت التراب لا ينقذون إنسانا من قاتل أو مغتصب، ولا يبعدونه عن قنبلة متفجرة.
عندما اقترب موعد الانتفاضة الثورية في أسبانيا، تشجع موزعو الأدب الخليع والصور العاهرة، حتى إنهم كانوا يقفون علي أبواب الكنائس يعرضونها علي المصلين عند دخولهم وخروجهم منها!!..
وتصور أغلفة هذه المناشير الرهبان والراهبات في أوضاع مخلّة..
ويذكر المراسل المستر أضرار كنوبلو الذي يعتبر بحق مرجعا عن الحرب الأهلية في أسبانيا، كتابه "مراسل في أسبانيا":
"بين الفينة والفنية، كانت وقود رجال الدين البروتستانت تأتي لتحتج علي بعض الكتابات المعادية لرجال الدين..
فيتم استقبالهم علي أحسن وجه، ثم يأخذهم مرشد خاص إلي حيث تريد السلطات الشيوعية..
وبعد يوم أو يومين يعودون إلي بيوتهم وقد تم التأثير عليهم بالشكل المناسب..
ولكن حدث في أحد الأيام أن دخل وفد من رجال الدين إلي إحدى المكتبات للبحث عن بعض المؤلفات..
وقبل أن يستطيع موظف المكتبة منعهم، شاهدوا بعض نسخ مجلتي "La Traca" و"Bicharracos"..
وظهر علي أغلفة هذه المجلات صور مخلة بين رهبان وراهبات شبه عاريات..
كما اشتملت المجلتين على العديد من الصور البذيئة..
وخرج الوفد وكأن بهم مسا".