إن محور العالم العربي يجب أن يحتل رأس قائمة الأولويات التي تتطلب تحقيق تحول جذري وشامل يمكن وصف العراق بأنه مجرد محور تكتيكي أو نقطة الدخول، والسعودية بأنها المحور الاستراتيجي، أما مصر بما تمثله من حجم وتاريخ ومكانة وإمكانيات فتبقى المكان الذي سيتحدد فيه مستقبل العالم العربي.
لذلك لا بد من البدء وبأسرع وقت ممكن بإعادة تشكيل مصر، وخصوصًا أن الظروف أصبحت مواتية أكثر من أي وقت مضى في منطقة الشرق الأوسط بعد أن بدأت أمريكا حربها على الإرهاب .
يجب عدم التعامل مع الملف المصري قبل سقوط صدام والقضاء على النظام السوري وعلى تنظيم حزب الله وتحجيم السعودية .
ولكن حتى تتحقق هذه الأهداف لا بد من ممارسة الضغوط على مبارك حتى يتوقف عن رعاية المنظمات الإسلامية، وخصوصًا في وسائل الإعلام .
المسلسل التلفزيوني "فارس بلا جواد" الذي استقى مادته من كتاب "حكماء صهيون"، والذي بث على مدى ٤١ حلقة في جميع الدول العربية يعتبر جزءًا من الاعتداءات الإرهابية على الغرب .
إذا كنا نريد فعلاً القضاء على الإرهاب العربي والإسلامي فإنه لا بد من تحقيق تحول جذري وشامل لمنطقة الشرق الأوسط. ولوضع حد لمصادر التهديد الإرهابية المتزايدة للولايات المتحدة واقتصادها ومصالحها الحيوية في العالم.
فإنه ليس هناك من خيار آخر.
فقوتنا الحقيقية تكمن في قدرتنا على تعبئة كل القدرات المتوفرة عندنا للتعويض عن مكامن الضعف لدينا، وكذلك عبر التأكيد دائمًا على استعدادنا للمبادرة بالهجوم.
إن إحدى نقاط الضعف التي نعاني منها تكمن في رغبتنا في تحقيق نتائج سريعة من ناحية وترددنا بقبول مهمة إعادة تشكيل منطقة أو حضارة أو دين، من ناحية أخرى.
ولكن هذا هو ثمن تحقيق الانتصار، والذي لا بد من دفعه .
معاهدات ويستفاليا عام ١٦٤٨ ، ومؤتمر فيينا في ١٨١٤ - ١٨١٥ وسلسلة المعاهدات التي جاءت نتيجة لمحادثات فرساي، وإعادة رسم خريطة العالم بعد عام ١٩٤٥ حققت تحولات جذرية، "والحرب على الإرهاب" يمكن، بل ويجب أن تحقق نتائج مشابهة .
فالعالم العربي يجب أن ينضوي تحت لواء "الغرب".
وعلى الرغم من أن هذه الدعوة تبدو مدعاة للدهشة للوهلة الأولى، فإنه لا توجد طريقة أخرى لإنقاذ العالم العربي من حالة الغموض العارمة التي يعاني منها وحتى نمنع هذه الفوضى من القضاء علينا.
إن المهمة صعبة وشاقة، وقد لا تقل صعوبة عن عملية "الخلق" ذاتها، ولكن عواقب الوقوف مكتوفي الأيدي ستكون حتمًا أصعب بكثير .