موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 141 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 10  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

عهد السيطرة البابلية

سقطت عاصمة الآشوريين نينوى سنة612 ق.م. على يد الماذيين والبابليين (الكلدانيين) فتقاسموا ممتلكاتها ، وكان العراق وبلاد الشام وفلسطين من حصة البابليين ، وأشهر ملوكهم نبوخذ نصر الذي قام بحملتين لإخضاع بلاد الشام وفلسطين ، الأولى سنة 597 ق. م والثانية سنة 586 ق.م .

في الحملة الأولى ، حاصر القدس وفتحها وأخذ خزائن بيت الملك ، وسبى عدداً كبيراً من اليهود من جملتهم الملك يهوياكين ورجاله ، وعين صدقيا عم يهوياكين على من بقي من اليهود ، وأسكن المسبيين في منطقة نيبور عند نهر الخابور ببابل) (أخبار الملوك الثاني ، إصحاح 24: 1 - 6) .

وجاءت الحملة الثانية بسبب صراع النفوذ بين نبوخذ نصر وفرعون مصر خوفرا ، حيث قام الأخير بتحريض ملوك بلاد الشام وفلسطين ومنهم صدقيا ملك القدس على التحالف معه ضد البابليين فاستجابوا له ، فوجه حملته إلى المنطقة ، ولكن نبوخذ نصر سارع بإرسال حملة تمكن بها من هزيمة المصريين واحتلال كافة المنطقة ، ودخل الجيش البابلي القدس ودمر الهيكل وأحرقه ونهب خزائنه ، وكذلك فعل ببيوت كبار اليهود ، وسبى منهم حوالي خمسين ألف شخص ، وذبح أولاد صدقيا أمامه ، ثم فقأ عينيه وحمله مقيداً مع الأسرى ، وقضى بذلك على مملكة يهوذا ) ! (سفر الملوك الثاني ، إصحاح 24: 17 - 20 و 25 وسفر الأخبار الثاني إصحاح 36: 11 - 21 وسفر أرميا ، إصحاح 39 :1 - 4 ).

عهد السيطرة الفارسية

احتل كورش ملك فارس بلاد بابل وقضى على دولتها سنة 539 ق. م ، ومضى في حملته ففتح بلاد الشام وفلسطين ، وسمح لمن أراد من أسرى نبوخذ نصر واليهود الموجودين في بابل بالرجوع إلى القدس ، وأعاد إليهم كنوز الهيكل ، وسمح لهم بإعادة بنائه ، وعين زر بابل حاكماً عليهم). (سفر عزرا إصحاح 6: 3 - 7 وإصحاح 1: 7 - 11) .

وبدأ الحاكم اليهودي التابع لكورش ببناء الهيكل ، ولكن الأقوام المجاورة توجست من ذلك واشتكت إلى قمبيز خليفة كورش ، فأمر بايقاف البناء ، ثم سمح لهم دارا الأول فأتموا بناءه سنة 515 ق. م.) (سفر عزرا ، إصحاح6 :1 - 15) .

واستمرت السيطرة الفارسية على اليهود من سنة 539 ق . م - 331 ق . م حكم فيها كورش ، وقمبيز ، وداريوش الأول (دارا) ، وأحشوريوش ، وأرتحشستا المعاصر لعزير(ع) ، وحكم بعده عدة ملوك منهم داريوس الثاني وأرتحشست الثاني ، والثالث ، وكان آخر ملوكهم داريوس الثالث الذي قضى عليه الإسكندر اليوناني.وأكثر هؤلاء الملوك ورد ذكرهم في التوراة الموجودة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

عهد السيطرة اليونانية

زحف الإسكندر المقدوني على مصر وبلاد الشام وفلسطين ففتحها ، وهزم الحاميات الفارسية والقوى المحلية التي وقفت في وجهه ، ودخل القدس وأخضعها فيما أخضع، ثم اتجه الى ايران فقضى على داريوس الثالث وجيشه في معركة أربيل الحاسمة بشمال العراق ، وتابع زحفه فاحتل إيران وغيرها .

وبذلك دخل اليهود تحت السيطرة اليونانية سنة 331 ق . م .

وقد تنازع قادة جيش الإسكندر بعد وفاته على امبراطوريته الكبيرة ، وبعد صراع دام عشرين سنة سيطر البطالسة في مصر (نسبة إلى بطليموس) على أكثر أجزاء الدولة ، والسلوقيون في سوريا (نسبة إلى سلقس) على أجزاء أخرى ، ودخلت القدس تحت سيطرة البطالسة في سنة 312 ق.م. حتى انتزعها منهم انطيوخوس الثالث السلوقي سنة 198ق.م. ثم غلب عليها البطالسة مرة أخرى حتى الفتح الروماني سنة 64 ق . م .

وذكرت التوراة الموجودة ستة من البطالسة باسم بطليموس الأول والثاني . الخ . وأن الأول دخل أورشليم يوم السبت ، وسبى عدداً من اليهود إلى مصر (سفر دانيال ، إصحاح 11: 5 ) .

كما ذكرت خمسة من السلوقيين باسم انطيوخوس الأول والثاني. الخ. وأن الرابع منهم(175ق. م.163 ق. م.) زحف على القدس ونهب جميع النفائس من المعبد ، وبعد سنتين ضربها ضربة عظيمة ونهبها وهدم بيوتها وأسوارها ، وسبى نساءها وأطفالها ، ونصب تمثالاً لإلهه زفس في الهيكل وأمر اليهود بعبادته فاستجاب له كثير منهم .

بينما لجأ بعضهم إلى المخابئ والمغاور ، فكان ذلك سبب ثورة اليهود المكابيين سنة 168ق.م (سفر المكابيين ص1:41- 53).

وهذه الثورة التي يفتخر بها اليهود كثيراً أشبه بحرب عصابات قام بها متدينو اليهود ضد اليونانيين الوثنيين ، وقد حققت انتصارات محدودة في فترات مختلفة ، واستمرت حتى جاءت السيطرة الرومانية .

عهد السيطرة الرومانية

في سنة64ق.م. احتل القائد الروماني بومبي سورية وضمها إلى إمبراطورية روما ، وفي السنة الثانية احتل القدس وجعلها تابعة لحاكم سوريا الروماني .

وفي سنة 39 ق.م. عين القيصر أغسطس هيرودس الأدومي ملكا على اليهود، وبدأ ببناء الهيكل بناء جديداً واسعاً مزيناً ، وتوفي سنة4 ق.م. وقد ذكره إنجيل متى ص2 .

كما ذكرت الأناجيل ابنه هيرودس الثاني الذي حكم من سنة 4 ق.م. إلى سنة 39 م. والذي ولد في زمانه المسيح(ع)، والذي قتل يحيى بن زكريا(ع) وأهدى رأسه على طبق من ذهب إلى سالومة إحدى بغايا بني إسرائيل ! (إنجيل مرقس 6: 16 - 28) .

وتذكر الأناجيل والمؤرخون الإضطرابات التي وقعت في القدس وفلسطين على عهد نيرون54 م - 68 م والتي كانت بين اليهود والرومان ، وبين اليهود أنفسهم، فقام القيصر فسبسيان بتعيين ابنه تيطس سنة 70 م. ملكاً على المنطقة وقام تيطس بحملة على القدس ، فتحصن فيها اليهود حتى نفدت مؤنهم وضعفوا ، واخترق تيطس السور واحتل المدينة وقتل الألوف من اليهود ، ودمر بيوتهم ودمر الهيكل وأحرقه وأزاله من الوجود تماماً ، بحيث لم يعد يهتدي الناس إلى موضعه ، وساق الأحياء الباقين إلى روما .

ويذكر المسعودي في كتابه التنبيه والأشراف ص110 أن عدد القتلى في هذه الحملة بلغ من اليهود والمسيحيين ثلاثة آلاف ألف ، أي ثلاثة ملايين! والظاهر أن فيه مبالغة .

وقد اشتدت قبضة الرومان على اليهود بعد هذه الحوادث ، ثم بلغت ذروتها عندما تبنى قسطنطين ومن بعده من القياصرة الديانة المسيحية فنكلوا باليهود ولهذا استبشر اليهود بغزو كسرى أبرويز لبلاد الشام وفلسطين وانتصاره على الروم سنة 620 م. في عهد النبي(ص) ، وفرح بذلك إخوانهم يهود الحجاز واستفتحوا على المسلمين ، فنزل قوله تعالى:

( أ. ل. م. غُلِبَتِ الرُّومُ .فِي بِضْعِ سِنِينَ للهٍ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ). (سورة الروم:1-5)

ويذكر المؤرخون أن اليهود اشتروا من الفرس عند انتصارهم عدداً كبيراً من الأسرى النصارى الروم بلغ تسعين ألفاً ، وذبحوهم !

وعندما انتصر هرقل على الفرس بعد بضع سنين نكَّل باليهود وطرد من بقي في القدس منهم، وأصبحت القدس عند النصارى محرمة اليهود ، ولذلك اشترطوا على الخليفة عمر بن الخطاب أن لايسكن فيها يهودي فأجابهم إلى طلبهم ، وكتب ذلك في عهد الصلح لهم كما ذكر الطبري في تاريخه:3/105 وكان ذلك في سنة 638 م. ، أي سنة 17 هجرية حيث أصبحت القدس وفلسطين جزءً من الدولة الإسلامية إلى سنة 1343 هـ. 1925 م. عندما سقطت الخلافة العثمانية بأيدي الغربيين .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

هذه الخلاصة لتاريخ اليهود تكشف لنا أموراً عديدة ، منها تفسير الآيات الشريفة حولهم في سورة الإسراء. وحاصل تفسيرها: أن المقصود بقوله تعالى: ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) ، مرة قبل بعثة النبي(ص)ومرة بعدها ، فهو التقسيم الوحيد المناسب لإفسادهم الكثير الملئ به تاريخهم .

وأن المقصود بقوله تعالى:(بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ): هم المسلمون ، حيث سلطهم الله تعالى عليهم في صدر الإسلام فجاسوا خلال ديارهم ، ثم دخلوا المسجد الأقصى .

ثم رد الكرة لليهود على المسلمين عندما ابتعدوا عن الإسلام ، وأمدهم بأموال وبنين ، وجعلهم أكثر نفيراً وأنصاراً علينا في العالم .

ثم يسلطنا الله تعالى عليهم في المرة الثانية في حركة التمهيد للمهدي(ع) وحركة ظهوره .

ولا نجد في تاريخ اليهود قوماً سلطهم الله عليهم ، ثم رد الكرة لليهود عليهم ، غير المسلمين .

أما علو اليهود الموعود على الشعوب والأمم الأخرى ، فهو مرة واحدة لا مرتين ، وهو مقارن لإفسادهم الثاني ، أو ناتج عنه .

ولا نجد شيئاً من هذا العلو في أي فترة من تاريخهم إلا في حالتهم الحاضرة بعد الحرب العالمية الثانية .

فاليهود اليوم بحكم نص القرآن في مرحلة الإفساد الثاني والعلو الكبير .

ونحن في بداية تسليط الله تعالى لنا عليهم ، في مرحلة إساءة وجوههم ومقاومتهم.. حتى يفتح الله تعالى وندخل المسجد قبل ظهور الإمام المهدي (ع)أو معه ، كما دخله أسلافنا أول مرة ، ونُتَبِّرَ علوهم في العالم تتبيراً ، أي نسحقه سحقاً .

أما قوله تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (سورة الاسراء:8) فيدل على أن اليهود يبقى منهم عدد كثير في العالم بعد إزالة إسرائيل واخراج من لم يسلم منهم من بلاد العرب على يد المهدي(ع) وأنهم قد يعودون إلى الإفساد وذلك في حركة الدجال الأعور كما تذكر الروايات الشريفة فيقضي عليهم الإمام المهدي(ع)والمسلمون ، ويجعل الله تعالى جهنم حصيراً لمن لم يقتل منهم ، ويحصر المسلمون من بقي منهم ويمنعونهم من التحرك والإفساد .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

العرب ودورهم في عصر الظهور

وردت أحاديث كثيرة عن العرب وأوضاعهم وحكامهم في عصر ظهور المهدي(ع) ، وفي حركة ظهوره .

منها ، أحاديث الدولة الممهدة للمهدي في اليمن ، التي وردت فيها أحاديث مدح مطلقة . وسنفردها بالذكر إن شاء الله تعالى .

ومنها ، أحاديث تحرك المصريين التي يفهم منها مدحهم ، خاصة ما ذكر منها أن من أصحاب الإمام المهدي(ع)ووزرائه النجباء من مصر .

وما دل منها على أن مصر تكون منبراً للمهدي(ع) ، أي مركزاً فكرياً وإعلامياً عالمياً للإسلام . وأن المهدي يدخل مصر ويخطب على منبرها .

لذا يمكن عد حركة المصريين في عداد الحركات الممهدة لظهور المهدي (ع)، والمشاركة في حركة ظهوره.. وسيأتي ذكرها مفردة أيضاً .

ومنها، أحاديث ( عصائب أهل العراق) أي مجموعاتهم (وأبدال أهل الشام) أي مؤمنوهم الممتازون ، الذين سيأتي ذكرهم في أصحاب المهدي(ع).

ومنها، أحاديث المغاربة ، التي تتحدث عن أدوار متعددة لقوات عسكرية مغربية في مصر وسوريا والأردن العراق ، ورواياتها مختلطة بروايات القوات الغربية وبحركة الفاطميين ، ويفهم من الأحاديث ذم هذه القوات .

كما وردت في مصادر الشيعة والسنة أحاديث في ذم حكام العرب بشكل عام ، منها الحديث المستفيض: (ويل للعرب من شر قد اقترب ، أو ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب) فعن أمير المؤمنين (ع)قال:

(والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد . ويلٌ لطغاة العرب من شر قد اقترب) البحار: 52/ 11

وفي مستدرك الحاكم:4/: 239 : ( ويلٌ للعرب من شر قد اقترب) .

والمقصود بالكتاب الجديد: القرآن الذي يكون مهجوراً فيبعثه المهدي (ع)من جديد .

وقد ورد عن الإمام الصادق(ع)قوله: ( إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا ، وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور . وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول . وسمي بالقائم لقيامه بالحق) (الإرشاد للمفيد ص 364 )

والسبب في أن الإسلام يكون صعباً شديداً على الحكام وكثير من الناس أنهم تعودوا على البعد عنه ، فهم يستصعبون العودة إليه ومبايعة المهدي(ع) على العمل به .

وقد يكون المقصود بالكتاب الجديد القرآن الجديد بترتيب سوره وآياته ، فقد ورد أن نسخته محفوظة للمهدي(ع)مع مواريث النبي (ص)والأنبياء(ع)وأنه لايختلف عن القرآن الذي في أيدينا حتى في زيادة حرف أو نقصانه ، ولكنه يختلف في ترتيب السور والآيات ، وأنه بإملاء رسول الله(ص)وخط علي(ع). ولا مانع أن تكون جدة القرآن بالمعنيين معاً .

وعن الإمام الصادق(ع): ( ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب . فقلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟ قال: شئ يسير . فقلت والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير، فقال: لا بد للناس أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير) (البحار: 52/214 ) .

ومنها ، أحاديث الإختلافات بين العرب في عصر الظهور ، التي تصل إلى الحرب بين بعضهم ، فعن الإمام الباقر(ع)قال:

(لايقوم القائم إلا على خوف شديد وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، واختلاف بين الناس ، وتشتت في دينهم ، وتغير في حالهم . حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءً من عظيم ما يرى من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً) ( البحار:52/231)

ومن هذا القبيل أحاديث خلع العرب أعنتها، أي الإنفلات من العقائد والقيم، وإخراج كل ذي صيصية صيصيته ، أي إظهار كل صاحب فكرة فكرته والدعوة إليها .

ومنها ، أحاديث الإختلاف بين العرب والعجم أي الإيرانيين ، أو بين أمراء العرب والعجم وأنه اختلاف يستمر إلى ظهور المهدي(ع)، ما عدا ثورة اليماني الممهدة للمهدي(ع)، وما عدا الحركات الإسلامية التي تكون مؤيدة للممهدين وللمهدي(ع) .

ومنها ، أحاديث قتال المهدي(ع) للعرب ، وقد ورد منها أحاديث قتاله لبقايا حكومة الحجاز جزئياً بعد تحرير مكة المكرمة ، والمدينة المنورة وربما عند تحريرها . ثم معركته مع السفياني في العراق ، ومعركته الكبرى معه في فلسطين .

وجاء في بعضها قتاله(ع)للخوارج عليه في العراق ، وإباحته دماء سبعين عشيرة أو عائلة . ولذلك ورد عن الإمام الصادق(ع)(إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف) (البحار:52/355 ).

ومنها ، أحاديث الخسف والزلازل ، في جزيرة العرب ، وفي الشام ، وفي بغداد وبابل والبصرة . وخروج نار في الحجاز أو في شرقي الحجاز ، تدوم ثلاثة أيام ، أو سبعة أيام . وهي من علامات الظهور .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

بلاد الشام وحركة السفياني

يطلق اسم الشام، وبلاد الشام ، والشامات في مصادر التاريخ والحديث الشريف على المنطقة التي تشمل سوريا الفعلية ولبنان ، ويسمى لبنان أيضاً بر الشام ، وجبل لبنان .

ويشمل اسم الشام أيضاً الأردن ، وربما يشمل فلسطين . وإن كان يعبر عن المنطقة كلها ببلاد الشام وفلسطين .

والشام في نفس الوقت اسم لدمشق عاصمة بلاد الشام .

وأحاديث بلاد الشام وأحداثها وشخصياتها في عصر الظهور كثيرة ، ومحورها الأساسي حركة السفياني الذي يسيطر على بلاد الشام ويوحدها، ويكون لجيشه دور واسع قرب ظهور المهدي(ع)وفي حركة ظهوره ، حيث يبدأ السفياني بعد تصفية خصومه في بلاد الشام بقتال الترك في معركة قرقيسيا ، ثم يدخل العراق .

كما يكون له دور في الحجاز في محاولة قواته مساعدة حكومة الحجاز في القضاء على حركة المهدي(ع)، حيث تقع في جيشه معجزة الخسف الموعودة ، قرب الدينة وهو في طريقه الى مكة .

وأكبر معارك السفياني على الإطلاق معركة فتح فلسطين التي تكون مع المهدي(ع) ، ويكون وراء السفياني فيها اليهود والروم ، وتنتهي بهزيمته وقتله ، وانتصار المهدي أرواحنا فداه فيفتح فلسطين ويدخل القدس . ونذكر هذه الأحداث فيما يلي بشئ من التفصيل .

أحداث بلاد الشام قبل خروج السفياني

من السهل نسبياً أن نستخرج من أحاديث الظهور شريط أحداث حركة السفياني من بدايتها إلى هزيمته في معركة فتح القدس .

وفي المقابل يصعب استخراج الأحداث التي تكون قبل السفياني لأن الأحاديث حولها موجزة في الغالب ، وفي رواياتها تقديم وتأخير في ترتيب الأحداث . ولكن الحاصل من مجموعها الأمور التالية:

1 - وجود فتنة شاملة للمسلمين ، وسيطرة الروم والترك عليهم ( لعل المقصود الغربيين والروس ) .

2 - وجود فتنة خاصة ببلاد الشام ، تسبب في أهلها الإختلافات والضعف والضائقة الاقتصادية .

3 - صراع بين فئتين رئيسيتين في بلاد الشام .

4 - حدوث زلزلة في دمشق تسبب هدم غربي مسجدها ، وبعض ضواحيها.

5- صراع ثلاثة زعماء على السلطة في بلاد الشام ، الأبقع والأصهب والسفياني ، وغلبة السفياني وسيطرته على سوريا والأردن ، وتوحيد المنطقة تحت حكمه .

6 - دخول قوات أجنبية إلى بلاد الشام .

أما ظهور اليماني الموعود، فقد ورد أنه مقارن لخروج السفياني أو متقارب معه ، وكذلك الخراساني قائد الإيرانيين ، كما سيأتي .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

فتنة بلاد الشام

ذكرت الأحاديث الشريفة فتنة تكون ببلاد الشام قبل السفياني ، وقد تكون نفس الفتنة الغربية والشرقية العامة على المسلمين ، التي تقدم الحديث عنها .

فعن النبي(ص)قال: ( يوشك أهل الشام أن لا يصل إليهم دينار ولا مد . قلنا من أين؟ قال: من قبل الروم . ثم سكت هنيهة ثم قال: يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثياً لايعده عداً ). (البحار:51/92 ) .

فالسبب في هذه الضائقة الاقتصادية المالية والغذائية (منع الدينار والمد) هم الروم ، أي الغربيون .

وعن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر(ع)قال في قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) فقال: الجوع عام وخاص . فأما الخاص من الجوع فبالكوفة ، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم . وأما العام فبالشام ،يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط . أما الجوع فقبل قيام القائم ، وأما الخوف فبعد قيام القائم). ( البحار:52/229 ).

وعن الإمام الصادق(ع)قال:(لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فإن ذلك في كتاب لبين ، ثم تلا هذه الآية: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البحار:52/229) .

ووجود هذه الضائقة في سنة الظهور لايمنع أن تكون موجودة قبلها بمدة ، ثم تكون في سنة الظهور أشد مما سبقها ، ثم يكون الفرج .

أما مدة الفتنة على بلاد الشام ، فتذكر الأحاديث أنها طويلة متمادية ، كلما قالوا انقضت تمادت وأنهم (يطلبون منها المخرج فلا يجدونه) (البحار:52/298) ، وتصفها بأنها تدخل كل بيت من بيوت العرب ، وكل بيت من بيوت المسلمين ، وبأنها: ( كلما رتقوها من جانب انفتقت من جانب آخر ، أو جاشت من جانب آخر) كما في ص9 و10 من مخطوطة ابن حماد ، وغيرها .

بل تسميها بعض الأحاديث صراحة باسم: (فتنة فلسطين)! كما تقدم عن مخطوطة ابن حماد ص 63 .

هزة أرضية في بلاد الشام

وتحدد رواياتها بعض أماكنها، ووقتها بأنه عند اختلاف فئتين على السلطة، وتسميها أيضاً ( الرجفة والخسف والزلزلة ) كالحديث المروي عن أمير المؤمنين (ع)، قال:

(إذا اختلف الرمحان بالشام ، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام ، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين. فإذا كان ذلك ، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا . فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس ، حتى يستوي على منبر دمشق . فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي ) (غيبة النعماني: 305).

والبراذين الشهب المحذوفة: وصف لوسائل ركوب المغاربة أو الغربيين بأنها شهباء الألوان ، ومقطعة الآذان !

وابن آكلة الأكباد: أي ابن هند زوجة أبي سفيان، لأن السفياني من أولاد معاوية ، و(الوادي اليابس) يقع في منطقة حوران عند أذرعات (درعا) ، في منطقة الحدود السورية الأردنية .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 2:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الصراع على السلطة بين الأصهب والأبقع

عن الإمام الباقر(ع)قال: ( فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون على ثلاث رايات: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني). (البحار:52/212) .

ويبدو أن هذا الزعيم الأبقع أي المبقع الوجه يكون في العاصمة، لأن الرواية تذكر أن ثورة الأصهب تكون من خارج العاصمة أو المركز ، فيثور عليه الأصهب فلايستطيع أحدهما أن يحقق نصراً حاسماً على الآخر، فيستغل السفياني هذه الفرصة ويقوم بثورته من خارج العاصمة أيضاً فيكتسحهما معاً.

ومن المحتمل أن يكون الأصهب غير مسلم ، لأن بعض الأحاديث وصفته بالعلج ، وهو وصف للكفار عادة .

كما يبدو أن المرواني الذي ورد ذكره في مصادر الدرجة الأولى ، مثل غيبة النعماني ، هو الأبقع نفسه ، وليس زعيماً منافساً للسفياني .

أما الإتجاه السياسي للأبقع والأصهب فيظهر من أحاديث ذمها أنهما معاديان للإسلام ومواليان لأعدائه من القوى الكافرة .

وعلى هذا، يكون معنى اختلاف رمحين في بلاد الشام الوارد في الأحاديث هو اختلاف زعيمين يمثلان اتجاهين متنازعين ، فقد جاء في الحديث المتقدم عن الإمام الباقر(ع)أنه قال الجابر الجعفي(ره):

(إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكره لك: اختلاف بني فلان ، ومناد ينادي في السماء ، ويجيؤكم الصوت من ناحية دمشق بالفرج ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية. وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة. وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة . فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني) .

والمقصود باختلاف بني فلان كما ستعرف في حركة الظهور ، اختلاف أسرة حاكمة في الحجاز أو غيره ، يظهر على أثره المهدي(ع) .

والصوت الذي يجئ من ناحية دمشق لا بد أن يكون صوت الفتنة وبداية الأحداث ، وليس النداء السماوي الموعود في شهر رمضان .

وفي رواية أخرى ( ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويتبعها هرج الروم ) .

( البحار:52/237) ، فقد عبر عنهم من ناحية الترك ، فيحتمل أن يكونوا أتراكاً ويحتمل أن يكونوا أقواماً أخرى كالروس يجيئون من جهة الترك .

يبقى أن نشير إلى رواية وصفت الرايات الثلاث التي تختلف في بلاد الشام بأنها راية حسنية وراية أموية وراية قيسية ، وأن السفياني يأتي فيقضي عليها . فقد رواها في البحار عن الإمام الصادق(ع)قال:

(يا سدير إلزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك .

قلت: جعلت فداك ، هل قبل ذلك شئ ؟ قال: نعم ، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام وقال: ثلاث رايات ، راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية . فبينما هم على ذلك إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ، ما رأيت مثله قط) .

ويشكل قبول هذه الرواية لأنها تعارض الأحاديث الكثيرة التي تحدد الرايات الثلاث بأنها راية الأبقع والأصهب والسفياني، ولأن الكليني(ره) رواها في الكافي:8/264 ، إلى قوله(ع): (ولو على رجلك) فقط ، فيحتمل أن يكون آخرها إضافة أو تفسيراً لبعض الرواة اختلط بالأصل .

حركة السفياني

السفياني من الشخصيات البارزة في حركة ظهور المدي(ع) .

فهو العدو اللدود المباشر للإمام المهدي(ع)، وإن كان بالحقيقة واجهة للقوى المعادية التي تقف وراءه كما ستعرف .

وقد نصت الأحاديث الشريفة على أن خروجه من الوعد الإلهي المحتوم ، فعن الإمام زين العابدين(ع): (إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني). (البحار:53/182) .

وأحاديث السفياني متواترة بالمعنى ، وقد يكون بعضها متواتراً بلفظه . وفيما يلي جملة من ملامح شخصيته وحركته وأخباره .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 3:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

اسمه ونسبه

المتفق عليه بين العلماء أن تسميته بالسفياني نسبة إلى أبي سفيان لأنه من ذريته . كما يسمى ابن آكلة الأكباد نسبة إلى جدته هند زوجة أبي سفيان التي سميت بذلك لأنها حاولت أن تأكل كبد الحمزة سيد الشهداء رضي الله عنه بعد شهادته في أحد .

فعن أمير المؤمنين علي(ع)قال:

(يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس. وهو رجل ربعة (أي مربوع) وحش الوجه، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري ، إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عيينة (عنبسة) ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها) (البحار:52/205).

وفي حديث آخر أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان (البحار: 52/213) وأولاد أبي سفيان خمسة: عتبة ومعاوية ويزيد وعنبسة وحنظلة .

ولكن ورد في إحدى رسائل أمير المؤمنين(ع)الى معاوية النص على أنه من أبناء معاوية ، جاء فيها: (وإن رجلاً من ولدك مشومٌ ملعون ، جلفٌ جاف ، منكوسُ القلب ، فظٌّ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرحمة والرأفة ، أخواله كلب ، كأني أنظر إليه، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو، يبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها فيسرفون في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل زكي نقي ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كماملئت ظلماً وجوراً. وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته).

وفي مخطوطة ابن حماد ص75 عن الإمام الباقر(ع)أنه: (من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان) .

وقد يكون جده الذي ذكرت روايات أنه عنبسة أو عتبة أو عيينة أو يزيد ، من ذرية معاوية بن أبي سفيان ، فيرتفع الإلتباس .

والمشهور عند علماء السنة أن اسمه عبد الله ، وفي مخطوطة ابن حماد ص 74 أن اسمه (عبد الله بن يزيد) وقد ورد أن اسمه عبد الله في رواية في مصادرنا أيضاً (البحار:53/208) ، ولكن المشهور أن اسمه عثمان كما ذكرنا .

خبثه وطغيانه وحقده على أهل البيت وشيعتهم

يتفق رواة الأحاديث على نفاقه وسوء سيرته ، ومعاداته لله تعالى ورسوله (ص)وللمهدي(ع) .

والأحاديث التي رواها الجميع عن شخصيته وأعماله واحدة أو متقاربة . كما في مخطوطة ابن حماد ص76 عن أبي قبيل قال: (السفياني شر ملك ، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم . يستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله) ، وفي ص80 قال: ( يقتل السفياني من عصاه ، وينشرهم بالمناشير ، ويطبخهم بالقدور ، ستة أشهر) !

وفي ص84 عن ابن عباس قال: (يخرج السفياني فيقاتل ، حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل) أي القدور الكبيرة !

وعن الإمام الباقر(ع)قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثاري والنار) (البحار:52/354 ).

ومن أبرز صفاته التي تذكرها أحاديثه، حقده على أهل البيت(ع). بل يظهر منها أن دوره السياسي هو إثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين وتحريك السنة على الشيعة تحت شعار نصرة التسنن . في نفس الوقت الذي يكون عميلاً لأئمة الكفر الغربيين واليهود .

فعن الإمام الصادق(ع)قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله(ص)وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب(ع)وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي(ع)والسفياني يقاتل القائم(ع)) ( البحار:52/90).

وعنه(ع)قال: (كأني بالسفياني- أو بصاحب السفياني- قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه: من جاء برأس(من) شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم ! أما إن إمارتكم يومئذ لاتكون إلا لأولاد البغايا، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ! قلت: من صاحب البرقع؟ قال: رجل منكم يقول بقولكم ، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلاً رجلاً أما إنه لايكون إلا ابن بغي) ! (البحار:52 /215 ) .

وقد رأينا في عصرنا بعض أصحاب البراقع المقنعين من عملاء اليهود يدخلون معهم إلى مناطق المسلمين التي يسيطرون عليها ، وقد أخفوا وجوههم السوداء ببراقع سوداء أو غيرها يدلونهم على المؤمنين ويحوشونهم لهم ، فيأخذونهم إلى السجن أو يقتلونهم !

والسفياني من تلامذة هؤلاء ، وملثموه من نوع ملثميهم .

وفي مخطوطة ابن حماد ص82: (وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان، فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ، ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي).

وقد ذكرت بعض الأحاديث أن رايته حمراء ، وهي ترمز إلى سياسته الدموية، كمافي البحار:52/273، عن أميرالمؤمنين(ع)قال: (ولذلك آيات وعلامات.. وخروج السفياني براية حمراء ، أميرها رجل من بني كلب) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 3:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

ثقافته وولاؤه السياسي

وتدل الأحاديث على أنه غربي الثقافة والتعليم ، وربما تكون نشأته هناك أيضاً ، ففي غيبة الطوسي ص278 عن بشر بن غالب مرسلاً قال: ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم ) ، أي مسيحياً بعد أن كان أصله مسلماً. وتعبير: (يقبل من بلاد الروم) يعني أنه يأتي من هناك إلى بلاد الشام ثم يقوم بحركته .

ويدل أيضاً على أن ولاءه السياسي للغربيين واليهود، أنه يقاتل المهدي(ع) الذي هو عدو الروم أي الغربيين، ويقاتل الترك أو إخوان الترك الذين يحتمل أن يكونوا الروس .

وأنه يلجأ أثناء الحرب أمام زحف جيش المهدي(ع)من دمشق إلى الرملة بفلسطين التي ورد أنه تنزل فيها مارقة الروم .

بل يظهر أنه يخوض المعركة مع المهدي(ع)باعتباره خط الدفاع الأمامي عن اليهود والروم، لأن الأحاديث الشريفة تتحدث عن انهزام اليهود بهزيمته.

كما يدل على ولائه للغربيين أن جماعته بعد هزيمته وقتله ، يهربون إلى الروم ثم يسترجعهم أصحاب المهدي(ع)ويقتلونهم .

فعن ابن خليل الأزدي قال: (سمعت أبا جعفر يقول في قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ. لاتَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ) (سورة الأنبياء: 12-13) قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم ، فيقول لهم الروم لاندخلكم حتى تنصَّروا ، فيعلقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم . فإذا بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا . قال فيدفعونهم إليهم . فذلك قوله تعالى: لاتَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُون . قال: يسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها ، قال: فيقولون: يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف). (البحار:52/377) .

ومعنى: (إذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان): أن أصحاب المهدي (ع)يحشدون قواتهم في مواجهة الروم ويهددونهم . والمقصود ببني أمية أصحاب السفياني كما نصت على ذلك أحاديث أخرى .

ويبدو أنهم وزراؤه وقادة جيشه ، وأن لهم أهمية سياسية كبيرة ، ولذلك تصل قضيتهم إلى حد تهديد المهدي(ع)وأصحابه للروم بالحرب إذا لم يسلموهم إياهم .

محاولته إعطاء حركته الطابع الديني

وهو أمر طبيعي بملاحظة المد الإسلامي الذي يتعاظم قرب ظهور المهدي (ع). وبملاحظة أن حركته خطة رومية يهودية لمواجهة المد الإسلامي .

والمتتبع لأخبار السفياني يجد الأدلة والإشارات على محاولته هذه .

منها ، ما في مخطوطة ابن حماد ص75 أن السفياني: ( شديد الصفرة به أثر العبادة) ، مما يعني أنه يظهر بمظهر المتدين ، ولكن ذلك يكون أول أمره فقط كما يذكر حديث آخر .

وقد يستشكل في وجه الجمع بين ذلك وبين كونه متنصراً يعلق صليباً في عنقه عندما يأتي من بلاد الروم ، ولكن ما نراه من حالة السياسيين العملاء للغرب يرفع الإشكال حيث يعيش بعضهم مع النصارى حتى لايكاد يتميز عنهم، وقد يتقرب إليهم بلبس الصليب الذهبي في عنقه أو في ساعته وحضور مراسمهم في الكنائس .

حتى إذا زعَّموه على المسلمين تظاهر بالصلاة والتدين ، لكي يخدع المسلمين بأنه منهم !

بل يدك الحديث المتقدم عن مخطوطة ابن حماد ص76: (يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ، ويستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله) ، على أنه يحرص على إعطاء الطابع الإسلامي لحركته والشرعية لحكمه ، ويجبر العلماء على ذلك .

ولعل تعبير يفنيهم مصحف عن: ( يفتنهم ) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 3:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

مراحل حركته

تدل الظروف المذكورة في الأحاديث على أن حركة السفياني عنيفة وسريعة ، فالوضع العالمي الذي تصل فيه درجة الصراع بين الدول إلى حد الحرب ، ووضع بلاد الشام الذي تمخضه فتنة فلسطين مخض (الماء في القربة) ويعاني من الضعف والإنقسام والتوتر .

لذلك يبادرون إلى اختيار زعيم قوي يستطيع أن يخضع المنطقة المحيطة بإسرائيل لسيطرته إخضاعا كاملاً ، ويقوم بدوره في تقوية خط الدفاع عن إسرائيل والغرب ، ويطلقون يده في غزو العراق واحتلاله من أجل إيقاف الخطر عليهم .

كما يطلقون يده في إسناد حكومة الحجاز الضعيفة والقضاء على الحركة الأصولية الجديدة حركة الإمام المهدي(ع)في مكة المكرمة .

هذه الإعتبارات التي تذكرها الأحاديث صراحة أو تشير إليها ، تساعد على فهم السرعة والعنف اللذين تتحدث عنهما روايات السفياني .

فعن الإمام الصادق(ع)قال: ( السفياني من المحتوم ، وخروجه من أوله إلى آخره خمسة عشر شهراً. ستة أشهر يقاتل فيها . فإذا ملك الكور الخمس ، ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً ). (البحار:52/ 248 ).

والكور الخمس هي دمشق والأردن وحمص وحلب وقنسرين ، التي كانت مراكز لحكم منطقة سوريا . وقد نصت الأحاديث على دخول الأردن فيها .

أما لبنان فقد كان جزءً من بلاد الشام وتابعاً لكورها الخمس ، فلا يبعد شمول حكم السفياني له .

ولكن بعض الروايات تستثني من حكم السفياني طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ، كما سيأتي ، قد يكون أهل لبنان منهم .

وتحدد الأحاديث وقت حركته بأنه يكون في شهر رجب ، فعن الإمام الصادق(ع)قال: (ومن المحتوم خروج السفياني في رجب). (البحار:52/ 249).

وهذا يعني أن خروجه يكون قبل ظهور المهدي(ع)بنحو ستة أشهر ، لأنه (ع)يظهر في مكة في ليلة العاشر أو يوم العاشر من محرم من تلك (السنة) .

ويعني أيضاً أن سيطرة السفياني على منطقة بلاد الشام تتم قبل ظهور المهدي (ع)، الأمر الذي يمكنه من إرسال جيشه إلى العراق ، ثم إلى الحجاز للقضاء بزعمه علىأنصار المهدي وحركته .

وعلى هذا ، تكون مراحل حركة السفياني ثلاثة:

مرحلة تثبيت سلطته في الستة أشهره الأولى .

ثم مرحلة غزوه ومعاركه في العراق والحجاز .

ثم مرحلة تراجعه عن التوسع في العراق والحجاز ، ودفاعه أمام زحف جيش المهدي عما يبقى في يده من بلاد الشام، وعن إسرائيل والقدس .

ومما يلاحظ في أحاديث السفياني أنها تذكر معاركه بالإجمال في الستة أشهر الأولى ، وهي معارك داخلية مع الأصهب والأبقع أولاً ، ثم مع القوى الإسلامية وغير الإسلامية المعارضة له ، حتى تتم له السيطرة على بلاد الشام .

ولكن الطبيعي بالنظر إلى نوع حركته أن تكون هذه الأشهر الستة مليئة بأعمال عسكرية مكثفة ، حتى يحكم سيطرته ويستطيع تجنيد قوات كبيرة لمهامه ومعاركه الواسعة في التسعة أشهر التالية .

وقد تكون أطراف معاركه في الستة أشهر الأولى مضافاً إلى الأبقع والأصهب حاكم الأردن ولبنان ، وغيرهما من القوى المعارضة .

وتشير رواية إلى عنف معاركه مع الأبقع والأصهب وأنها تسبب دمار الشام، فعن الإمام الباقر(ع)قال: (وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة . واختلاف كثير عند ذلك فيكل أرض ، حتى تخرب الشام (وفي رواية وأول أرض تخرب الشام) ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني ). (الإرشاد للمفيد ص359 ).

أما خراب دمشق المقصود بقول أمير المؤمنين(ع): (ولأنقضن دمشق حجراً حجراً. يفعله رجل مني) ، فالظاهر أنه التدمير الذي يكون في معركة فتح القدس الكبرى التي يخوضها الإمام المهدي(ع)مع السفياني واليهود والروم .

أما في التسعة أشهر الأخيرة من حكم السفياني فيخوض حروباً كبيرة ، أهمها حربه مع الترك وأعوانهم في قرقيسيا ، ثم معاركه مع الإيرانيين في العراق ، ومعهم اليماني كما في بعض الأحاديث .

وقد تكون للسفياني أيضاً قوات في المدينة المنورة تحارب المهدي(ع) إلى جانب قوات سلطة الحجاز ، في المعركة التي يحتمل أن يخوضها الإمام المهدي(ع)لتحرير المدينة المنورة .

وبعد هزيمة السفياني في العراق والحجاز ينكفئ إلى الشام حتى تكون له مع المهدي(ع)أكبر معاركه على الاطلاق: معركة فتح القدس الكبرى .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 3:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

بداية حركته

تكاد تتفق الروايات على أن السفياني يبدأ حركته من خارج دمشق من منطقة حوران أو درعا على الحدود السورية الأردنية .

وقد سمت الروايات منطقة خروجه بالوادي اليابس والأسود .

فعن أمير المؤمنين(ع)قال: (يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري . إذا رأيته حسبته أعور . اسمه عثمان وأبوه عنبسة(عيينة)وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي علىمنبرها). (البحار:52/205).

وقد ورد في تفسير الربوة ذات القرار والمعين المذكورة في القرآن الكريم ، أنها دمشق .

وفي مخطوطة ابن حماد ص75 عن محمد بن جعفر بن علي قال :

(السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان ، رجل ضخم الهامة ، بوجهه آثار جدري ، وبعينه نكتة بياض . يخرج من ناحية مدينة دمشق من واد يقال له وادي اليابس . يخرج في سبعة نفر ، مع رجل منهم لواء معقود ) .

وفي ص74 أن بداية حركته (من قرية من غرب الشام يقال لها أندرا في سبعة نفر).

وفي ص 79 عن أرطاة بن المنذر قال: ( يخرج المشوه الملعون من عند المندرون شرقي بيسان على جمل أحمر وعليه تاج).

وينبغي التنبيه على أن ابن حماد وغيره رووا روايات عديدة عن التابعين لم يسندوها إلى النبي(ص)أو أهل بيته(ع)تتحدث عن أمور أشبه بالأساطير عن السفياني وبداية حركته . وأنه يؤتى في منامه فيقال له قم ، وأنه يحمل بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات .( ابن حماد ص 75 ).

وهي روايات متأثرة بالأمويين ، تبالغ في شخصية السفياني أو في دوره ، أو تريد إعطاءه كرامة إلهية !

لكن الأحاديث الأخرى تتفق على أن حركته سريعة وعنيفة ، وأن شدة بطشه أمرٌ معروفٌ للرواة الشيعة ، حتى أن أحدهم يسأل الإمام الصادق عما يفعله الشيعة إذا خرج ، فعن ( الحسن بن أبي العلاء الحضرمي قال( قلت لأبي عبد الله(ع)أي الإمام الصادق: كيف نصنع إذا خرج السفياني ؟ قال:

تغيب الرجال وجوهها منه . وليس على العيال بأس . فإذا ظهر على الأكوار الخمس، يعني كور الشام فانفروا إلى صاحبكم) ( البحار:52/272 )

ويبدو أن أقوى معارضيه هم الأبقع وجماعته ، وأنهم المقصودون ببني مروان في رواية مخطوطة ابن حماد ص77: ( فيظهر على المرواني فيقتله . ثم يقتل بني مروان ثلاثة أشهر . ثم يقبل على أهل المشرق (أي الإيرانيين) حتى يدخل الكوفة ) .

وتدل بعض الأحاديث على أن الشيعة في منطقة الشام لايكونون هم العدو الأساسي للسفياني عند خروجه، بل جماعة الأبقع والأصهب الذين هم أعداء للشيعة وللسفياني معاً .

فعن الإمام الباقر(ع)قال: ( وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم ، وهو من العلامات لكم ، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم منه بأس ، حتى يقتل خلقاً كثيراً دونكم . فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك ؟ فقال: يتغيب الرجال منكم عنه فإن خيفته وشرته فإنما هي على شيعتنا ، فأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى . قيل إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟ قال: من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان . ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم . وإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر ، ولا يجوزها إن شاء الله تعالى) (البحار:52/141) وهذا يدل على أن حملته على الشيعة في بلاد الشام تبدأ في رمضان بعد خروجه .

وتذكر الروايات أن سيطرته على المنطقة تكون قوية مطلقة حيث يتغلب على كل مصاعب الوضع الداخلي: (فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه) (البحار:52/252 ).

ويفهم بعضهم من تعبير هذا الحديث أن الشيعة في لبنان وبلاد الشام سوف لا يشملهم حكم السفياني ولا ينقادون له ، وهو محتمل .

وأقل ما يدل عليه استثناء طوائف من أهل الشام من الانقياد له ، وأن جماعات مؤمنة يمتنعون بعصمة الله تعالى عن المشاركة في حركته وأعماله العسكرية في العراق والحجاز .

ولايبعد أن يكون لهم وضع سياسي مميز عن المواطنين العاديين في دولة السفياني ، يمكنهم من هذا القدر من الاستقلالية ، من قبيل الوضع اللبناني الفعلي بالنسبة إلى سوريا.

على كل ، يتفرغ السفياني من أعمال سيطرته على المنطقة ، ويبدأ مهمته الخارجية ، فيعد جيشه الكبير لمواجهة الإيرانيين الممهدين ( فلا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها) (البحار:52 / 237) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 3:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

معركة قرقيسيا -

قرقيسيا ، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات . وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية الواقعة عند الحدود السورية العراقية . والقريبة نسبياً من الحدود السورية التركية .

وفي معجم البلدان للحموي:4/328: (وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك . قال حمزة الاصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة . وكثيراً ما يجئ في الشعر مقصوراً ). انتهى .

وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها ، وبعضها لم تحدد وقتها ، وبعضها حددتها بأنها بين بني العباس وبني أمية ، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي(ع) ، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك ..

وهذه روايتها العامة:

في الكافي:8/295: عن الإمام الباقر(ع)قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية ) قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.

وفي غيبة النعماني ص278: عن حذيفة بن المنصور، عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: ( إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين )

وهذه الرواية تربطها ببني العباس وبني أمية:

في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر(ع)قال: ( إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني )

وهذه الرواية تربطها بالسفياني وظهور الإمام المهدي(ع):

في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر(ع): يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:

أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .

فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران(ع)، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة ، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ، وفيهم نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا...الآية) قال: والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد . . . الخ .

وهذه رواية غير مرفوعة في كتاب الفتن لابن حماد: تربطها بالسفياني ، لكنها تجعل أطرافها مقابله الترك والروم ، وتجعل لمصر مشاركة مع السفياني ! قال في ص170:

(عن أرطاة قال: إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طائفة من غربي مسجدها رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم ).

أما الروايات التي تربطها بالكنز المختلف عليه ، فهي عديدة ، ومن أوضحها ما في مخطوطة ابن حماد ص92 عن النبي(ص)قال: ( ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة ، فيقتل عليه من كل تسعة سبعة . فإن أدركتموه فلا تقربوه) .

وفيها أيضاً: ( الفتنة الرابعة ثمانية عشر عاماً ، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب ، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة) .

ولا يعرف المقصود بالفتنة الرابعة في هذا الحديث ، فإن الأحاديث التي تعدد الفتن متعارضة ، نعم يسهل تمييز الفتنة الأخيرة منها لأن أحاديثها نصت على ظهور الإمام المهدي(ع)بعدها .

ولايمكن الحكم على نصوص مرسلة من هذا النوع ، وإن صحت فيحتمل أن يكون الكنز المذكور مصادر نفط أو مناجم ذهب وفضة تكتشف هناك وتكون موضع خلاف بين الدول الثلاث

أما الطرف المقابل للسفياني في هذه المعركة فأكثر الأحاديث تذكر أنه الترك ، ويمكن أن يكون الجيش التركي لأن النزاع على ثروة عند حدود سوريا وتركيا . ويحتمل أن يكون المقصود بالترك هنا الروس فقد ذكرت بعض الأحاديث أنهم قبل خروج السفياني ينزلون الجزيرة التي هي جزيرة ربيعة أو ديار بكر ، القريبة من قرقيسيا .

وذكرت أحاديث أخرى أن السفياني يقاتل الترك ثم يكون استئصالهم يدل على يد المهدي(ع)، والمقصود بالجزيرة تلك المنطقة الواقعة قرب الموصل المسماة بهذا الاسم وبإسم ديار ربيعة أيضاً ، وليس جزيرة العرب .

وكذا المقصود بنزول قوات الروم في الرملة يحتمل أن يكون رملة فلسطين أو رملة مصر .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 3:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

دخول جيش السفياني الى العراق

تؤكد الروايات أن السفياني بعد معركة قرقيسيا يوجه جيشه الى العراق ، فعن الإمام الباقر(ع)قال: ( فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون ، يقتله السفياني ومن معه ، ويقتل الأصهب، ثم لا يكون له همة إلا الإقبال نحو العراق ، ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها فيقتل من الجبارين مئة ألف، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً) (البحار:52/237)

وفي مخطوطة ابن حماد ص87 عن علي(ع)قال: ( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة ، بعث في طلب أهل خراسان . ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي).

وعن جابر الجعفي قال سألت أبا جعفر(ع)عن السفياني فقال: ( وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني ، يخرج بأرض كوفان ينبع كما ينبع الماء ، فيقتل وفدكم . فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم).(البحار:52/250) .

والشيصبان في اللغة اسم من أسماء الشيطان. وهو في أحاديث أهل البيت (ع)كناية عن رجل من أعدائهم سئ أو مغمور .

وعن الإمام الباقر(ع)قال: (لابد لبني فلن أن يملكوا.فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً). (البحار:52/231)

والمقصود ببني فلان هنا قد يكون أسرة آخر حاكم في العراق قبل الإمام المهدي ، الشيصبان أو غيره .

وتصف الروايات في مصادر الطرفين أعمال جيش السفياني الفظيعة في العراق ضد شيعة أهل البيت(ع)، وبعضها محل شك بسبب سندها أو متنها ، أو لأنها إخبارات عن أحداث سابقة لاعلاقة لها بخروج السفياني وظهور الإمام المهدي(ع). وهذه نماذج منها :

عن الإمام الصادق(ع)قال: (كأني بالسفياني(أو بصاحب السفياني) قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه: من جاء برأس(من) شيعة علي فله ألف درهم . فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم . أما إن إمارتكم لا تكون يومئذ إلا لأولاد البغايا . وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت: ومن صاحب البرقع؟فقال: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا . أما إنه لا يكون إلا ابن بغي)( البحار:52/215 ) .

وفي مخطوطة ابن حماد ص82: ( وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل فلا تمر بشئ إلا أهلكته وهدمته ، حتى يدخلون الكوفة فيقتلون شيعة آل محمد ، ثم يطلبون أهل خراسان في كل وجه . فيخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه).

وفي لوائح الأنوار البهية للسفاريني الحنبلي: (يقاتل الترك فيظهر عليهم ثم يفسد في الأرض ، ويدخل الزوراء فيقتل من أهلها ) .

وتذكر الأحاديث فظائع يرتكبها جيش السفياني في غزوه العراق ، خاصة بحق شيعة أهل البيت(ع) ، كما في مخطوطة ابن حماد ص83 ، والبحار:52/219) .

كما تذكر الرويات أسماء أماكن يتمركز فيها جيش السفياني مثل الزوراء أي بغداد ، والأنبار والصراة والفاروق والروحاء . فعن الإمام الصادق(ع)قال: ( ويبعث مئة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة . وينزلون الروحاء والفاروق ، فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة ، موضع قبر هود(ع)بالنخيلة) . ( البحار:52/273 ).

لكن حملة السفياني لاتحقق هدفها في السيطرة على العراق ، بل تقرر بعد أسابيع الإنسحاب من العراق والتوجه الى الحجاز لأداء دورها الجديد في القضاء على حركة الإمام المهدي(ع)في مكة ، حيث تذكر بعض الروايات أن السفياني يرسل جيشه إلى الحجاز من العراق ، وبعضها يذكر أنه يرسله من الشام ، ويمكن أن يكون قسم منه من الشام وقسم من العراق ،

فعن الإمام الباقر(ع)قال: (ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات سود من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم)(البحار:52/238).

وفي مخطوطة ابن حماد ص84: ( يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام ، ويقتل من أهلها ستين ألفاً ، ثم يمكث فيها ثمانية عشرة ليلة . وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء ، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون . ويخرج قوم من السواد الكوفة ليس معهم سلاح إلا قليل منهم ، ومنهم نفر من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون مافي أيديهم من سبي الكوفة . وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي) .

وتصف الرواية التالية المنسوبة لأمير المؤمنين(ع)جانباً من احتلال جيش السفياني للعراق ، متزامناً مع فتنة غربية وما يشبه حرباً عالمية ، ودخول قوات الخراسانين الممهدة للمهدي(ع) الى العراق ، ويبدو أنها تجميع لبعض الرواة من نصوص متعددة في الموضوع .

ففي البحار:53/ 82 ، عن أمير المؤمنين(ع)قال: (ألا أيها الناس، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها بذحلة أو مثلها . فإذا استدار الفلك ، قلتم مات أو هلك، بأي واد سلك، فيومئذ تأويل هذه الآية: ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً .

ولذلك آيات وعلامات: أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق ، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة. وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدى ، القاتل والمقتول في النار . وقتل كثير وموت ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين . والمذبوح بين الركن والمقام . وقتل الأسبغ المظفر صبراً في بيعة الأصنام ، مع كثير من شياطين الإنس .

وخروج السفياني براية خضراء(حمراء) وصليب من ذهب ، أميرها رجل من كلب . واثني عشر ألف عنان من يحمل السفياني متوجهاً إلى مكة والمدينة ، أميرها أحد من بني أمية يقال له خزيمة ، أطمس العين الشمال على عينه طرفة ، يميل بالدنيا فلاترد له راية حتى ينزل بالمدينة، فيجمع رجالاً ونساء من آل محمد فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار أبي الحسن الأموي . ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد قد اجتمع عليه رجال من المستضعفين بمكة أميرهم رجل من غطفان . حتى إذا توسطوا الصفاح الأبيض بالبيداء يخسف بهمه فلاينجو منهم أحد إلارجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم وليكون آية لمن خلفه. فيومئذ تأويل هذه الآية: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيب.

ويبعث السفياني مئة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق ، وموضع مريم وعيسى بالقادسية ، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود(ع)بالنخيلة فيهجموا عليه يوم زينة ، وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر ، فيخرج من مدينة يقال لها الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفاً ، حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد . ويسبي من الكوفة أبكاراً لايكشف عنها كف ولا قناع ، حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن للثوية وهي الغريين .

ثم يخرج من الكوفة مئة ألف بين مشرك ومنافق ، حتى يضربون دمشق لايصدهم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد .

وتقبل رايات (من) شرقي الأرض ليست بقطن ولاكتان ولا حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها شهراً .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 4:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

ويخلف أبناء سعد بالكوفة طالبين بدماء آبائهم ، وهم أبناء الفسقة ، حتى يهجم عليهم خيل الحسين يستبقان كأنهما فرسا رهان . شعث غبر أصحاب بواكي وقوارح، إذ يضرب أحدهم برجله باكية ، يقول لاخير في مجلس بعد يومنا هذا ، اللهم فإنا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون ، فهم الأبدال الذين وصفهم الله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. والمطهرون نظراؤهم من آل محمد .

ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب الإمام ، فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته ويدق صليبها، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى .

فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ، وهي محجة أمير المؤمنين، وهي ما بين البرس والفرات ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى ، فيقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف ، وتحت ظل السيف) . انتهى .

والفقرة الأولى والأخيرة من هذه الرواية تذكر حرباً عالمية يتركز دمارها على الغرب ، ويقتل فيها ثلاثة آلاف ألف أي ثلاثة ملايين ، وسيأتي ذكرها في محله .

ومعنى (تخريق الزوايا في الكوفة) إقامة المتاريس لقتال الشوارع في حملة السفياني أو الغربيين .

وسيأتي ذكر الرايات الثلاث حول المسجد الحرام في حركة الظهور في اختلاف القبال على السلطة قبيل ظهور المهدي (ع) .

أما قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين ، فيستقرب بعضهم انطباقه على أستاذنا الشهيد الصدر+ ، وظهر الكوفة هي النجف .

والمذبوح بين الركن والمقام هو النفس الزكية قبيل ظهور المهدي ، وهو رسول المهدي(ع)إلى أهل مكة .

وفي الرواية عدة أسماء وكلمات لايعرف معناها مثل الأسبغ المظفر الذي يقتل في بيعة الأصنام أي في معبد الأصنام ، وشياطينه الكثيرين . وأبناء سعد السقاء ، وأمير الناس الكاهن الساحر ، وغيرها ، فقد تكون إضافة أو أسماء أشخاص في ذلك العصر .

ويوجد بعض روايات تذكر أو تشير إلى أن مريم وعيسى(ع)قد زارا العراق ونزلا القادسية ، وبقيا مدة في مكان مسجد براثا قرب بغداد ، والله العالم .

أما موضع قبر هود(ع)بالنخيلة فهو معروف قرب النجف في وادي السلام.

ورايات شرقي الأرض هي رايات الخراسانيين الممهدين .

وتفسير الفاروق في الرواية الثانية لابد أن يكون تعليقاً من أحد الرواة دخل في أصل الرواية . وقد يكون مجمع الناس هناك بمعنى أن قوات المهدي(ع) تتجمع هناك .

واعلم أن أمثال هذه الرواية إما موضوع ، أو هي خطب لرواة وعلماء ضمنوها عدداً من الروايات ، ثم نسبت الى النبي(ص)والأئمة(ع) !


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 4:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

جيش السفياني إلى الحجاز(جيش الخسف)

سنتعرض في حركة الظهور المقدس إن شاء الله إلى حالة الصراع السياسي التي تحدث في الحجاز ، على أثر مقتل حاكمه عبد الله ، وعدم اتفاقهم على حاكم بعده ، وصراع القبائل الحجازية على السلطة ، الأمر الذي يضعف حكومة الحجاز ، ويسمح للمهدي(ع)أن يبدأ حركته في مكة ويحررها ، ويحكم سيطرته عليها .

ففي هذه المرحلة ، وعندما ترى حكومة الحجاز عجزها عن القضاء على حركة المهدي(ع)، تقوم هي أو تقوم الدول الكبرى بتكليف السفياني بهذه المهمة ، فيوجه قواته إلى المدينة المنورة ثم إلى مكة المكرمة ، بينما يعلن المهدي(ع)للمسلمين وللعالم بأنه ينتظر المعجزة الموعودة على لسان النبي (ص)وهي الخسف بجيش السفياني بالبيداء قرب مكة، وأنه بعد هذه المعجزة سيتابع حركته المقدسة .

بل تذكر بعض الأحاديث أن استدعاء قوات السفياني إلى الحجاز ، والحرمين خاصة ، يكون قبل بدء حركة ظهور المهدي(ع)، وأن جيش السفياني يدخل المدينة المنورة بحثاً عن المهدي وأنصاره ويرتكب فيها الجرائم ، وأن المهدي(ع)يكون عند ذاك في المدينة ثم يخرج منها إلى مكة على سنة موسى(ع)خائفاً يترقب ، ثم يأذن الله له بالظهور .

وتصف الأحاديث في مصادر الشيعة والسنة دخول جيش السفياني إلى المدينة المنورة عن طريق العراق والشام بأنه دخول كاسح ، لايجد أمامه مقاومة ، وأنه يستعمل مع أنصار المهدي وشيعة أهل البيت(ع)نفس طريقته في العراق في القتل والإبادة للكبير والصغير والرجال والنساء !

بل يبدو أن بطشه في المدينة يكون أشد ، ففي مخطوطة ابن حماد ص 88 ، عن ابن شهاب قال: ( يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله بعد ما يعركها عرك الأديم ، يأمره بالسير إلى الحجاز ، فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش ، فيقتل منهم ومن الأنصار أربع مائة رجل ، ويبقر البطون ، ويقتل الولدان ، ويقتل أخوين من قريش رجل وأخته يقال لهما فاطمة ومحمد ، ويصلبهما على باب مسجد المدينة ) .

وتذكر روايات أخرى أن هذا السيد وأخته هم أبناء عم النفس الزكية الذي يرسله الإمام المهدي(ع)إلى مكة فيقتلونه في المسجد الحرام قبل ظهوره (ع)بخمسة عشر ليلة . وأنهما يكونان فارين من العراق من جيش السفياني ، ويدلهم عليهما جاسوس يكون معهما من العراق .

وعن الإمام الباقر(ع)قال: (ويظهر السفياني ومن معه حتى لايكون له همة إلا آل محمد(ص)وشيعتهم ، فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد(ص) قتلاً وصلباً . ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لايترك منهم أحد إلا أخذ وحبس ، ويخرج الجيش في طلب الرجلين ، ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة). ( البحار ج 52 ص 222)

وفي ص 252 عن السفياني أنه يأتي المدينة بجيش جرار . وجاء في مستدرك الحاكم:4/442 ، أن أهل المدينة يخرجون منها أمام حملة السفياني .

ويبدو أن المنصور الذي يخرج مع المهدي(ع)هو النفس الزكية محمد ، وهو من أصحاب المهدي(ع)، وهو الذي يرسله إلى المسجد الحرام ليبلغ رسالته فيقتلونه ، ويحتمل أن يكون غيره .

ولا تذكر الأحاديث أماكن أخرى من الحجاز تدخلها قواته غير المدينة ، ثم محاولة دخولها مكة . ويبدو أن مدة احتلاله للمدينة لاتطول حتى يرسل جيشه كله أو معظمه إلى مكة فتقع فيه الآية الموعودة ، ويخسف بهم جميعاً تقريباً قبيل مكة .

وفي بعض الروايات أن بقاء جيشه في المدينة يكون أياماً فقط ، ويبدو أن المقصود من دخوله المدينة تخويف أهلها والبحث عن المهدي(ع) ، وليس المرابطة فيها أو قربها .

والأحاديث في جيش الخسف كثيرة متواترة في مصادر المسلمين ، ولعل أشهرها في مصادر السنة الحديث المروي عن أم سلمة قالت: (قال رسول الله (ص)يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم) . ( مستدرك الحاكم:4/429 والبحار:52/186) .

قال صاحب الكشاف في تفسر قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ)(سورة سـبأ:51): (روي عن ابن عباس أنها نزلت في خسف البيداء) .

وقال صاحب مجمع البيان: ( قال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين والحسن بن الحسن بن علي(ع)يقولان: هو جيش البيداء ، يؤخذون من تحت أقدامهم) . (البحار :52/ 186) .

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (أن النبي(ص)ذكر فتنة تكون بين أهل مشرق والمغرب وقال: فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فوره ذلك ، حتى ينزل دمشق . فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق ، وآخر إلى المدينة ، حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويغصبون أكثر من مئة امرأة ويقتلون بها ثلاث مئة كبش من بني (فلان) العباس . ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها . ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى فتلحق ذلك الجيش ، فيقتلونهم ولا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم . ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فأبدهم . فيضربها برجله ضربة يخسف بهم عندها، ولا يفلت منهم إلارجلان من جهينة). (البحار:52/ 186 ).

وعن أمير المؤمنين(ع)قال: ( المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال . يكون مبدؤه من قبل المشرق ، فإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف مقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار ، حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به ، وذلك قول الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) . (غيبة النعماني163 والمحجة للبحراني ص 177) .

ومعنى قوله (ع): (أقبل) أي يقبل عندما يمشي بكل بدنه .

و(جعد) أي في شعره جعد .

و(مبدؤه من قبل المشرق) أي مبدأ أمره بدولة الإيرانيين الممهدين له .

(فإذا كان ذلك) أي فإذا بدأ أمره وقامت دولتهم خرج السفياني . وليس في الحديث تعيين وقت خروجه، وأنه هل يكون مباشرة بعد قيام دولة الممهدين أو بعد سنين طويلة ، لكن التعبير يدل على نوع من الترتب والترابط بين دولة الإيرانيين وخروج السفياني، وأن خروجه يكون عملاً موجهاً ضدها كما ذكرنا في أوائل الحديث عن حركته .

وعن حنان بن سدير قال: ( سألت أبا عبد الله(أي الإمام الصادق(ع)) عن خسف البيداء فقال: ( أَمَاصِهْرا ، على البريد ، على اثني عشر ميلاً من البريد الذي بذات الجيش) (البحار:52/181). وذات الجيش واد بين مكة والمدينة ، وأماصهرا موضع فيها .

وفي مخطوطة ابن حماد ص90 عن محمد بن علي(الإمام الباقر(ع))قال: (سيكون عائذ بمكة يبعث إليه سبعون ألفاً ، عليهم رجل من قيس ، حتى إذا بلغوا الثنية دخل آخرهم ولم يخرج منها أولهم ، نادى جبرئيل: يابيداء يابيداء- يسمع مشارقها ومغاربها- خذيهم ، فلا خير فيهم ! فلايظهر على هلاكهم أحد إلا راعي غنم في الجبل ، ينظر إليهم حين ساخوا فيخبر بهم . فإذا سمع العائذ بهم ، خرج ) .

وفيها ص 91 عن أبي قبيل قال: ( لايفلت منهم أحد إلا بشير ونذير ، فأما البشير فإنه يأتي المهدي وأصحابه فيخبرهم بما كان من أمرهم ، ويكون شاهد ذلك في وجهه قد حول الله وجهه إلى قفاه ، فيصدقونه لما يرون من تحويل وجهه ويعلمون أن القوم قد خسف بهم . والثاني مثل ذلك قد حول الله وجهه إلى قفاه ، فيأتي السفياني فيخبره بما نزل بأصحابه فيصدقه ويعلم أنه حق لما يرى فيه من العلامة . وهما رجلان من كلب) .

وفيها ص90 عن حفصة قالت: (سمعت رسول الله(ص)يقول: يأتي جيش من قبل المغرب يريدون هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم ما أصابهم ، ثم يبعث الله تعالى كل امرئ على نيته ) .

أي أن المجبور على الخدمة في جيش السفياني وإن كان حسابه في الآخرة ليس كالمتطوع بإرادته ، ولكنه يخسف به أيضاً .

وفي حديث آخر عن النبي(ص)قال: ( عجبت لقوم مصرعهم واحد ومصادرهم شتى ، فقيل كيف ذلك يا رسول الله؟ فقال: ( لأن فيهم المجبور والمستكره والمنتفر)

أي يموتون في مكان واحد ، لكن الله تعالى يحاسبهم في الآخرة على نياتهم ، ومنهم المستكره خوفاً على أهله وما شابه ، ومنهم المساق جبراً ، ومنهم المتطوع المستنفر برغبته .

وفي رواية أن عدد جيش الخسف اثنا عشر ألفاً ، وليس سبعين ألفاً . وفي رواية أخرى أنه يخسف بثلثهم ، وتحول وجوه ثلثهم إلى أقفيتهم ، ويبقى ثلثهم سالمين . (مخطوطة ابن حماد ص90 - 91) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 141 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7 ... 10  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط