قائمة بادماني للأنبياء
إن السطر في الترجمة التبتية لبادماني الذي جاء فيه: "موسى, وهذا الرجل, والملتحف البياض, ومحمد, والانبثاق" يُسبِّب مشكلة؛ لأن النص يشير إلى انبثاق محمد بوصفه ثامنَ نبيٍّ في قائمة الأنبياء, فإن الترجمة التبتية يمكن فقط أن تعنيَ أنَّ جملة "هذا الرجل" تشير إلى عيسى, وليس إلى موسى.
وإلاَّ فإن بادماني سيكون قد وضع سبعة أنبياء فقط في القائمة، وليس ثمانية. ومع ذلك, فإن بوتون يضع عيسى بوضوح في القائمة هنا.
ولذا فإن الترجمة التبتية لبادماني تدعو للريبة.
لقد أخطأ المترجمون التبتيون بجلاءٍ؛ فظنوا "عيشا" – النسخ الصوتي بالسنسكريتية لـ "عيسى" الاسم العربي لـ "Jesus" باللغة الإنجليزية- ضمير الإشارة السنسكريتي "إيشا"، ويعني "هذا".
الكلمة السنسكريتية التي تسبق"هذا الرجل" هي موسى (الشكل العربي لكمة "Moses" باللغة الإنجليزية)، وطبقًا لقواعد النحو السنسكريتي فكلٌّ مِن "موسى عيشا" و"موسى عيشا" تتحدان ك "موسإيشا".
فإذا استبدلنا بـ "عيشا" كلمة "عيشا" فسيُقرَأ السطر في تفسير بادماني هكذا: " موسى, وعيسى, والملتحف البياض, ومحمد, والانبثاق."
ويتوافق هذا مع سطر التانترا الذي جاء هذا تفسيرًا له.
ويرفض كلٌّ من بوتون وكايدروبجي تفسير بادماني, "بين هؤلاء, الشخص المسمى "الملتحف البياض" وهو ماهامايين".
ومع ذلك, فكَوْن بادماني يحدد هوية ماني بمحمد قد يكون نشأ فقط ضمنًا من كون محمد"معلمَ دارما المليتشا"، ومصطلح "المليتشات الملتحفين بالبياض" في "نور بدون شوائب".
ويمكن أن يكون له تفسيران آخران:
•الغزاة غير الهنود لن يؤمنوا حقًّا بوجود ماني بين أنبيائهم؛ لأنه لم يكن في الحقيقة نبيًّا منفصلاً.
وهذا يؤيد فرضية أن واضعي نصوص الكلاتشاكرا خلطوا الشيعة المانوية بالإسماعيلية.
•دارما الغزاة ستكون مزيجًا من تعاليم ماني ومحمد.
استخدام "ماهامايين" فقط نسخًا صوتيًّا لمحمد تؤكده الترجمة التبتية لبادماني, التي تنسخ الاسم نَسْخًا صوتيًّا فقط.
وحقيقة أن "ماهامايا " (" الوهم الكبير") هو أحد أسماء مانجوشري في "جوقة أسماء مانجوشري" تبدو أمرًا غير ذي دلالة.
وطبقًا للشيعة فإن آخِرَ إمامٍ – السابع طبقًا للإسماعيلية, والثاني عشر بالنسبة للشيعة الاثنا عشرية – اختفى، وسيعود في المستقبل باعتباره المهدي.
ومن المناسب عندئذٍ من وجهة نظر بوذية تسميةُ المهدي "الانبثاق".