موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 141 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8 ... 10  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

بداية تراجع السفياني

بعد معجزة الخسف بجيشه في طريق مكة ، يبدأ نجم السفياني بالنزول ، بينما يأخذ نجم المهدي(ع)بالصعود والتلألؤ .

ولا تذكر الأحاديث دوراً عسكرياً للسفياني في الحجاز بعد حادثة الخسف بقواته، مما يشير إلى أنها تكون القاضية على دوره في الحجاز .

ولكن من المحتمل أن تبقى له قوات في المدينة المنورة تقاتل إلى جانب قوات حكومة(بني فلان)حيث ذكرت الأحاديث أن المهدي(ع) يتوجه بعد آية الخسف بجيشه المكون من بضعة عشر ألفاً ويحررها ، وقد يخوض معركة مع أعدائه فيها .

ومهما يكن ، فإن المهدي(ع)يفتح المدينة المنورة والحجاز ويقضي على مناوئيه ، وينهزم جيش السفياني أمامه من الحجاز إلى العراق والشام ، حيث تذكر الأحاديث معركة أو أكثر في العراق بين جيش السفياني وجيش المهدي(ع)وأنصاره اليمانيين والخراسانيين .

معركة الأهواز

الأمر الطبيعي في العراق أن يدخل تحت حكم المهدي(ع) وأنصاره، بعد هزيمة قوات السفياني
على يد الممهدين الإيرانيين واليمانيين ، وأن تكون هزيمة السفياني في الحجاز بطريق المعجزة عاملاً مساعداً لتحكيم سيطرة أنصار المهدي(ع)على العراق ، خاصة أن قوات الممهدين تستقر في العراق بعد أن تهزم قوات السفياني وتبعث ببيعتها إلى الإمام المهدي(ع)في الحجاز.

فعن الإمام الباقر(ع)قال: (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان (إلى) الكوفة . فإذا ظهر المهدي بعثت إليه بالبيعة). (البحار:52/217)

ورواه ابن حماد في مخطوطته ص 88: (تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة . فإذا ظهر المهدي بمكة بعثت بالبيعة إلى المهدي )

ولكن مع وجود هذه العوامل، توجد روايات تتحدث عن معارك لقوات السفياني في العراق تخوضها هذه المرة مع القوة الموحدة للإمام المهدي (ع)حيث يعين شعيب بن صالح قائد قوات الإيرانيين قائداً عاماً لقواته(ع) المتكونة في معظمها من قوات الإيرانيين واليمانيين ، والبلاد الأخرى .

وتنفرد بعض الروايات بذكر معركة باب إصطخر ، وتصفها بأنها ملحمة بين قوات السفياني وقوات المهدي(ع) .

وإصطخر مدينة قديمة في جنوب إيران في منطقة الأهواز ، كانت عامرة في صدر الإسلام ، وما زالت آثارها قرب مدينة(مسجد سليمان) النفطية .

بل يروى أن مدينة إصطخر بناها بني الله سليمان(ع)، وأنه كان يقضي فيها فصل الشتاء . ومسجد سليمان كانت مسجداً بناه هو(ع) .

وتحدد روايتان مكان(بيضاء إصطخر)محلاً لتجمع قوات الإيرانيين ، وهي تعني منطقة بيضاء في إصطخر ، ويبدو أنها منطقة الربوات القريبة من مسجد سليمان التي تسمى بالفارسية( كوه سفيد) أي الجبل الأبيض .

بل تذكر ثلاث روايات أن الإمام المهدي(ع)عندما يتوجه من المدينة المنورة إلى العراق ينزل أولاً في بيضاء إصطخر فيبايعه الإيرانيون ويخوضون بقيادته معركتهم مع جيش السفياني ويهزمونه .

وعلى أثرها يدخل الإمام المهدي(ع)العراق: (في سبع قباب من نور لايعلم في أيها هو) ، كما يأتي في حركة الظهور .

جاء في مخطوطة أن حماد ص86 عن علي(ع)قال:( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح . فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر فيكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني . فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه) .

ومعنى: (فيلتقي هو والهاشمي)يلتقي المهدي(ع)والهاشمي الخراساني قائد قوات الإيرانيين كما تنص الرواية الآتية . أي أن جماهير الإيرانيين يخرجون في طلب المهدي(ع)لكي يبايعوه فيتوجهون إلى جنوب إيران القريب من حدود الحجاز البرية عند البصرة ، فيلتقي به قائدهم الهاشمي الخراساني وقواته .

وتذكر رواية أخرى في مخطوطة ابن حماد ص86 أن السفياني في غزوه العراق (يبث جنوده في الآفاق)وهو إشارة إلى سعة نشر قواته في العراق وعلى الحدود العراقية الإيرانية ، وهو يساعد على افتراض وجود قوات بحرية للسفياني وحلفائه الروم في الخليج .

وتذكر الرواية التالية مجئ المهدي(ع)إلى جنوب إيران ، وتصف معركة باب إصطخر أو بيضاء إصطخر ، ولكن في متنها اضطراباً:

(يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد ، فيبلغه فزعة من وراء النهر من أهل خراسان ، فيقبل أهل المشرق عليهم قتلاً ( أي على جنود السفياني) فإذا بلغه ذلك بعث جيشاً عظيماً إلى إصطخر فيلتقي هو (أي السفياني باعتبار قواته) والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر فيكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها) .

وتذكر الرواية الأولى التأثير الكبير الذي يكون لهزيمة جيش السفياني في معركة الأهواز هذه ، في تفجير التيار الموالي للمهدي في شعوب المسلمين ، حيث يتحركون للالتحاق بالمهدي(ع)ومبايعته: (فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه) .

وأياً تكن روايات معارك السفياني في العراق بعد الخسف بجيشه في الحجاز ، فمما لا شك فيه أنه يدخل في مرحلة التراجع والهزيمة . ويصبح همه المحافظة على منطقة حكمه بلاد الشام ، وتقوية خط الدفاع الأخير عن فلسطين والقدس ، والإستعداد لمواجهة زحف قوات المهدي(ع) .

ولا تذكر له الروايات معارك أخرى مع المهدي(ع)وأنصاره سوى معركة الفتح الكبرى ، فتح القدس وتحرير فلسطين ، التي يكون فيها نهايته وهزيمة حلفائه اليهود والروم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 4:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

السفياني في معركة فتح القدس -

يظهر من أحاديث هذه المعركة العظيمة أن السفياني يعاني من عدة مشكلات، أولها ضعف شعبيته في بلاد الشام .

فمهما تكن القوى والظروف المساندة لحكمه فإن أهل بلاد الشام مسلمون، وهم يرون آيات المهدي(ع)وكراماته ، ويرون هزائم طاغيتهم السفياني وارتباطه بأعدائهم . لذلك يقوى فيهم تيار حب المهدي(ع)والميل إليه ، والتذمر من السفياني وسياساته .

بل المرجح أن حركة شعبية واسعة النطاق موالية للمهدي(ع)تتسع في سوريا والأردن ولبنان وفلسطين، لأن الأحاديث تذكر أن المهدي(ع) يزحف بجيشه إلى بلاد الشام حتى يعسكر في(مرج عذراء) الذي هو ضاحية من ضواحي دمشق لايبعد عنها أكثر من ثلاثين كيلو متراً .

وهو يدل على الأقل على أن السفياني يعجز عن حفظ حدوده ، وعن مقاومة الزحف المبارك . بل تذكر الأحاديث أن السفياني يخلي عاصمته دمشق نفسها ويتراجع إلى داخل فلسطين ، ويتخذ من (وادي الرملة) عاصمة أو مقرا لقيادته ، التي ورد أن قوات الروم أو مارقة الروم تنزل فيها .

كما ذكرت الأحاديث أن المهدي(ع)يتأنى في خوض المعركة ، ويبقى فترة في ضاحية دمشق حيث ينضم إليه أبدال أهل الشام ومؤمنوها من بقي منهم لم يلتحق به ، وأنه(ع)يطلب من السفياني أن يلتقي به شخصياً للحوار، فيلتقيان فيؤثر عليه المهدي فيبايعه السفياني ، وينوي أن يستقيل ويسلمه المنطقة ولكن أقاربه ، ومن وراءه يوبخونه بعدها ويردونه عن عزمه !

إن هذه الظواهر وغيرها مما نقرؤه في أحاديث المهدي(ع)قبيل معركة فتح القدس وتحرير فلسطين ، لاتفسير لها بالحساب الطبيعي والسياسي إلا ضعف شعبية السفياني في بلاد الشام ، ووجود تيار شعبي مؤيد للمهدي(ع).

بل تشير بعض الروايات إلى أن الأمر يصل إلى حد أن بعض قوات السفياني وقطعات جيشه يبايعون المهدي(ع)وينضمون إليه ، فعن الإمام الباقر(ع)قال: ( ثم يأتي الكوفة (أي المهدي(ع)) فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها ، ثم يأتي (مرج) العذراء هو ومن معه ، وقد ألحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد(ص) ، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد(ص) إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم . وهو يوم الأبدال) (البحار:52/224) .

وفي مخطوطة ابن حماد ص96 عن علي(ع)قال: ( إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء ، وبلغ أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وأدخل في طاعته وإلا قتلناك ، فيرسل إليه بالبيعة ، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس). وهي رواية تصور غاية ما يصل إليه التيار الشعبي الموالي للمهدي (ع)والمعارض للسفياني .

وفي ص 97 من مخطوطة ابن حماد: ( فيقول (أي المهدي) أخرجوا إلى ابن عمي حتى أكلمه ، فيخرج إليه فيكلمه ، فيسلم إليه الأمر ويبايعه ! فإذا رجع السفياني إلى أصحابه ندمته كلب فيرجع ليستقيله فيقيله . ثم يعبئ جيوشه لقتاله ، فيهزمه ويهزم الله على يديه الروم ) .

ومعنى: (ندمته كلب) أي جعلوه يندم على بيعته للمهدي(ع). وكلب اسم عشيرة وهم أخوال السفياني ، وهم تعبير عن متعصبي أهل الشام .

والذين يجعلونه يندم في الحقيقة ويحفظون حكمه من السقوط أمام التيار الشعبي ويصرون عليه أن يخوض المعركة مع المهدي ، هم من وراءه من اليهود والروم كما تشير إليه الرواية المتقدمة وغيرها .

على أي حال ، لايتوفق السفياني للإستفادة من هذا الجو الشعبي ، ومن الفرصة التي يمنحه إياها الإمام المهدي(ع) ، ولا يتوفق مسلموا بلاد الشام لإسقاط حكم السفياني وجيشه ، فيقوم هو وحلفاؤه بتعبئة قواتهم للمعركة الفاصلة الكبرى التي تمتد محاورها كما تذكر الروايات من عكا إلى صور إلى أنطاكية في الساحل ، ومن دمشق إلى طبرية إلى القدس في الداخل ، وينزل غضب الله تعالى على السفياني وحلفائه وغضب المهدي وجيشه(ع)، وتظهر آيات الله على يديه ، وتدور الدائرة على السفياني ومن وراءه من اليهود والروم فينهزمون شر هزيمة .

وتكون نهاية السفياني أن يقبض عليه أحد جنود الإمام المهدي(ع)

وينهون ذلك حياة طاغية استطاع في خمسة عشر شهراً أن يرتكب من الجرائم ما لايستطيع أن يرتكبه غيره في سنين طويلة .

ملاحظة: زارني في لندن شاب فاضل من آل الحديدي ، وقال إنه قرأ كتابي عصر الظهور عدة مرات ، وتتبع أحاديث علامات الظهور وتأمل فيها.. وإنه يرجح أن تكون قوات السفياني التي نصت الأحاديث على أنها تنتشر في بلاد الشام والعراق والحجاز والخليج ، إنما هي كناية أو رمز لقوات الغربيين .

وتعليقي: أن مايقتضيه ظاهر نصوص السفياني هو التفسير الذي قدمته ، ومع أنه يفهم منها أن السفياني أداة للغربيين واليهود ، لكن تفسير هذا السيد لنصوص تحركاته وقواته بأنها تحركات حلفائه الروم وقواتهم ، يبقى احتمالاً يحتاج الى مؤيدات ، والله العالم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 4:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

اليمن ودورها في عصر الظهور

وردت في ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي(ع)أحاديث متعددة عن أهل البيت(ع)، منها بضعة أحاديث صحيحة السند ، وهي تؤكد حتمية حدوث هذه الثورة وتصفها بأنها راية هدى تمهد لظهور المهدي(ع)وتنصره.

بل تصفها عدة روايات بأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق ، وتؤكد على وجوب نصرتها كراية المشرق الإيرانية وأكثر، وتحدد الأحاديث وقتها بأنه مقارن لخروج السفياني في رجب ، أي قبل ظهور المهدي(ع) ببضعة شهور ، ويذكر بعضها أن عاصمتها صنعاء .

أما قائدها المعروف في الروايات باسم (اليماني) فتذكر رواية أن اسمه (حسن أو حسين) من ذرية زيد بن علي(ع) .

وهذه نماذج من أحاديث حركة اليماني:

عن الإمام الصادق(ع)قال: ( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء ) (البحار: 52 /204 ).

وعنه(ع)قال: ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً ، فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية حق لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ( بشارة الإسلام ص93 عن غيبة النعماني ).

وعن الإمام الرضا(ع)قال لمن زعم أنه هو المهدي: ( قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح ، فكيف يقول هذا هذا ). (البحار:52/233 ) .

وقال المجلسي(ره): ( أي كيف يقول هذا الذي خرج أني القائم ، يعني محمد بن إبراهيم ، أو غيره ) . انتهى.

والمراد بالمرواني المذكور في الرواية قد يكون هو الأبقع ، أو يكون أصله الخراساني فوقع فيه التصحيف من النساخ .

وعن الإمام الصادق(ع)قال: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق) ( البحار:52/210) .

وعن هشام بن الحكم أنه لما خرج طالب الحق قيل لأبي عبد الله(ع) (أي الإمام الصادق): (أترجو أن يكون هذا اليماني؟ فقال: لا . اليماني يتوالى علياً ، وهذا يبرأ منه) ( البحار:52/75 )

وفيها أيضاً: (اليماني والسفياني كفرسي رهان) ، أي كفرسي السباق يسعى كل منهما أن يسبق الآخر .

وجاء في بعض الروايات عن المهدي(ع)أنه (يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة) (البحار: 52/380) .

وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة ، وإن صحت الرواية فلابد أن يكون المقصود فيها أن اليماني يبدأ أمره من هذه القرية ، كما ورد أن مبدأ أمر المهدي(ع)من المشرق ، أي مبدأ حركة أنصاره ، لأن الثابت المتواتر في الأحاديث أن المهدي(ع)يخرج من مكة من المسجد الحرام .

وفي بشارة الإسلام ص187: ( ثم يخرج ملك من صنعاء اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمر الفتن ، يظهر مباركاً زاكياً ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء ).

وفيما يلي عدة ملاحظات حول ثورة اليماني:

منها ، مايتعلق بدورها ، فمن الطبيعي لثورة ممهدة للمهدي(ع)في اليمن أن يكون لها دور هام في مساعدة حركته ومساندتها في الحجاز . وعدم ذكر هذا الدور لليمانيين في الأحاديث الشريفة لاينفيه ، بل قد يكون من أجل المحافظة عليه وعدم الاضرار به .

وسنذكر في حركة ظهوره(ع)أن القوة البشرية التي تقوم عليها حركته في مكة والحجاز ويتألف منها جيشه ، تتكون بشكل أساسي من أنصاره الحجازيين واليمانيين .

أما دور اليمانيين الممهدين في العراق ، فقد ذكرت بعض الروايات أن اليماني يدخل العراق على أثر غزو السفياني له ، وأنه يكون لهم دور مساعد في قتال السفياني ، لأن الأخبار تشعر بأن الطرف المواجه للسفياني هم أهل المشرق أصحاب الخراساني وشعيب .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 15, 2015 4:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

أما في منطقة الخليج فمن الطبيعي أن يكون الدور الأساسي فيها لليمانيين مضافاً إلى الحجاز ، وإن لم تذكر ذلك الروايات .

بل لعل حكم اليمن والحجاز وبلاد الخليج يكون بعهدة قوات اليمانيين التابعة للمهدي(ع) .

ومنها ، في السبب في كون راية اليماني أهدى من راية الخراساني ، مع أن راية الخراساني ورايات أهل المشرق عامة موصوفة بأنها راية هدى ، وبأن قتلاهم شهداء ، ومع أن عدداً منهم يكونون من وزراء المهدي(ع)وخاصة أصحابه . ومنهم قائد قواتهم شعيب بن صالح الذي يجعله المهدي(ع)قائد جيشه العام .

ومع أن دور الإيرانيين في التمهيد للمهدي(ع)دور واسع وفعال ، ولهم فضل السبق والتضحيات حيث يبدأ أمر المهدي(ع)بحركتهم . إلى آخر ما ذكرته الأحاديث الشريفة وسنذكره في دورهم في عصر الظهور . فما هو السبب في أن ثورة اليماني ورايته أهدى من ثورة الإيرانيين ورايتهم ؟

يحتمل أن يكون السبب في ذلك أن الأسلوب الإداري الذي يستعمله اليماني في قيادته السياسية وإدارة اليمن أصح وأقرب إلى النمط الإداري الإسلامي في بساطته وحسمه . بينما لاتخلو دولة الإيرانيين من تعقيد الروتين وشوائبه، فيرجع الفرق بين التجربتين إلى طبيعة البساطة والقبيلة في المجتمع اليماني ، وطبيعة الوراثة الحضارية والتركيب في المجتمع الإيراني .

ويحتمل أن تكون ثورة اليماني أهدى بسبب سياسته الحاسمة مع جهازه التنفيذي ، سواء في اختياره من النوعيات المخلصة المطيعة فقط ومحاسبته الدائمة والشديدة لهم ، وهي السياسة التي يأمر الإسلام ولي الأمر أن يتبعها مع عماله كما في عهد أمير المؤمنين(ع)إلى عامله في مصر مالك الأشتر رضي الله عنه، وكما ورد في صفات المهدي(ع)أنه شديد على العمال رحيم بالمساكين .

بينما لايتبنى الإيرانيون هذه السياسة ، ولايعاقبون المسؤول المقصر أو الخائن لمصالح المسلمين على ملأ الناس ليكون عبرة لغيره . فهم يخافون أن يؤدي ذلك إلى تضعيف الدولة الإسلامية التي هي كيان الإسلام .

ويحتمل أن تكون راية اليماني أهدى في طرحها الإسلامي العالمي ، وعدم مراعاتها للعناوين الثانوية الكثيرة والمفاهيم والمعادلات المعاصرة القائمة ، التي تعتقد الثورة الإسلامية الإيرانية أنه يجب عليها أن تراعيها .

ولكن المرجح أن يكون السبب الأساسي في أن ثورة اليماني أهدى أنها تحضى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي(ع) ، وتكون جزءاً مباشراً من خطة حركته(ع) ، وأن اليماني يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه .

ويؤيد ذلك أن أحاديث ثورة اليمانيين تركز على مدح شخص اليماني قائد الثورة وأنه: (يهدي إلى الحق، ويدعو إلى صاحبكم، ولايحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو إلى النار) .

أما ثورة الإيرانيين الممهدة فالتركيز في أحاديثها على مدح جمهورها بعنوان أصحاب الرايات السود وأهل المشرق وقوم من المشرق ، أكثر من مدح قادتها كما سيأتي في أحاديثها ، ما عدا شعيب بن صالح ، الذي يفهم من أحاديثه أنه متميز عن بقية قادة الرايات السود ، ويليه في المدح السيد الخراساني ، ثم رجل قم .

ويؤيد ذلك أيضاً أن ثورة اليماني قريبة من حركة ظهوره(ع)بالنسبة إلى ثورة الإيرانيين الممهدين، حتى لو فرضنا أن اليماني يخرج قبل السفياني أو أنه يماني آخر يمهد لليماني الموعود .

بينما بداية ثورة الإيرانيين على يد رجل من قم تكون مبكرة حيث يبدأ بها أمر المهدي(ع)(يكون مبدؤه من المشرق) والمدة بين بدايتها وبين الخراساني وشعيب قد تكون عشرين أو خمسين سنة ، أو ما شاء الله من الزمان .

ومثل هذه البداية المبكرة إنما تقوم على اجتهاد الفقهاء واجتهاد وكلائهم السياسيين ولا تتوفر لها ظروف النقاء والنصاعة التي تتوفر لثورة اليماني الموجهة مباشرة من الإمام المهدي(ع) .

ومنها ، احتمال أن يكون اليماني متعدداً ، ويكون الثاني منهما هو اليماني الموعود . فقد نصت الروايات المتقدمة على أن ظهور اليماني الموعود مقارن لظهور السفياني ، أي في سنة ظهور المهدي(ع) .

ولكن توجد رواية أخرى صحيحة السند عن الإمام الصادق(ع)تقول: ( يخرج قبل السفياني مصري ويماني) (البحار:52/210) .

وعليه فيكون هذا اليماني الأول ممهداً لليماني الموعود ، كما يمهد الرجل من قم وغيره من أهل المشرق للخراساني وشعيب الموعودين .

أما وقت خروج هذا اليماني الأول ، فقد حددت الرواية الشريفة أنه قبل السفياني فقط ، وقد يكون قبله بمدة قليلة أو سنين طويلة ، والله العالم .

ومنها ، خبر (كاسر عينه بصنعاء) الذي رواه في البحار:52/ 245 عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق(ع)قال: ( ذكر عند أبي عبدالله(ع)السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء) ، وهو من الأحاديث الملفتة الواردة في مصادر الدرجة الأولى مثل غيبة النعماني ولعله صحيح السند .

ويحتمل أن يكون هذا الرجل الذي يظهر قبل السفياني يمانياً ممهداً لليماني الموعود كما ذكرنا ، ويحتمل في تفسير (كاسر عينه) عدة احتمالات أرجحها أنه وصف رمزي مقصود من الإمام الصادق(ع)لا يتضح معناه إلا في حينه .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 12:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

مصر وأحداثها في عصر الظهور

أحاديث الملاحم التي وردت حول مصر متعددة .

ابتداء من أحاديث بشارة النبي(ص)للمسلمين بفتحهم مصر، إلى أحاديث غلبة المغاربة على مصر في أحداث ثورة الفاطميين إلى أحداث عصر ظهور المهدي(ع) .

وتختلط أحداث ظهور المهدي(ع)بأحداث إقامة الدولة الفاطمية في مصادر الملاحم ، لأن أحاديث المهدي(ع)تتضمن أيضاً دخول الجيش المغربي إلى مصر .

وطريقة تمييزها وجود النص فيها على اتصالها بظهور المهدي(ع)، أو اتصالها بحدث معلوم أنه من أحداث عصر ظهوره، مثل خروج السفياني وغيره .

ومع أخذ هذه الملاحظة بعين الإعتبار تبقى بأيدينا عدة أحاديث ذكرت أحداثاً في مصر، من المؤكد أنها من أحداث عصر ظهور المهدي(ع) أو من المرجح أنها منها .

منها ، أحاديث عن (قتل أهل مصر أميرهم) وقد ورد هذا الحديث بعنوان إحدى علامات ظهور المهدي(ع). (كما في بشارة الإسلام ص 175 ).

ويوجد تعبير آخر كثر تذاكره على ألسنة الناس في عصرنا يقول: (وقتل أهل مصر ساداتهم ، وغلبة العبيد على بلاد السادات) (بشارة الإسلام ص 176) ، على أساس أنه ينطبق على قتل أنور السادات ، ولكنه اشتباه لأن السادات في هذه النصوص بمعنى الرؤساء وليس اسم علم .

ولأن أمير مصر الذي يكون قتله علامة لظهور المهدي(ع)يتبعه كما يذكر الحديث دخول جيش أو أكثر إلى مصر ، وقد يكون هو الجيش الغربي أو المغربي الذي سنذكره .

بل تذكر بعض الروايات أن قتله يترافق مع قتل أهل الشام حاكمهم ، ففي بشارة الإسلام ص185 نقلاً عن القول المختصر لابن حجر قال: (السادس عشر: يقتل قبله ملك الشام وملك مصر ).

ومن القريب أيضا أن يكون لقتل حاكم مصر علاقة بالرواية التي تتحدث عن رجل مصري صاحب ثورة يخرج قبل السفياني ، ففي البحار:52/210 قال: (يخرج قبل السفياني مصري ويماني) وهذا المصري قد يكون أمير الأمراء أي قائد الجيش الذي ذكرت بعض الروايات أنه يتحرك في مصر ويعلن حالة الحرب: (وقام بمصر أمير الأمراء وجهزت الجيوش) .

وقد يكون هو أيضاً المذكور في رواية أخرى بأنه يدعو لآل محمد(ص) قبل دخول القوات الغربية الآتي ذكرها: ( ويخرج أهل الغرب إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك إمارة السفياني ، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد) ( البحار:52/208 ).

وقد يكون الرجل المصري ، وأمير الأمراء ، والذي يدعو لآل محمد(ص) ، ثلاثة أشخاص لا شخصاً واحداً .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 12:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

وعلى أي حال ، فإن هذه الأحاديث تدل بمجموعها على قيام تحرك في مصر وحركة إسلامية ممهدة لظهور المهدي(ع)، أو في الأقل على وجود حالة إسلامية متفاقمة ، وأنه يحدث في مصر تغيير داخلي يرتبط بوضع خارجي من الحرب والسلم .

ومنها ، حديث غلبة القبط على أطراف مصر ، فعن أمير المؤمنين(ع)أنه قال في علامات ظهور المهدي(ع): (وغلبة القبط على أطراف مصر) (بشارة الإسلام ص 42) .

وقد يكون ذلك هو المقصود فيما رواه ابن حماد في مخطوطته ص 78 عن أبي ذر(ره)قال: ( ليخرجن من مصر الأمن . قال خارجة قلت لأبي ذر: فلا إمام جامع حين يخرج . قال: لا ، بل تقطعت أقرانها ).

والحاصل من ذلك أن أقباط مصر يثيرون فتنة فيها ويسيطرون بشكل وآخر على بعض أطرافها ، فيسبب ذلك ضعفاً في وضع مصر الأمني والإقتصادي .

ومن الطبيعي أن يكون ذلك بتحريك أعداء المسلمين من الخارج حيث لم يعهد لأقباط مصر في تاريخهم تحرك هام ضد المسلمين إلا بمساعدة خارجية ، كما حدث في حملات الصليبيين ، وكما هو الحال في عصرنا الحاضر .

أما وقت ذلك فلا تشير له الروايات المذكورة وأمثالها ، ولكن تقول رواية أخرى عن حذيفة(ره): (إن مصر أمنت من الخراب حتى تخرب البصرة) . (بشارة الإسلام ص28 نقلاً عن ابن عربي في كتابه محاضرة الأبرار ).

وفيها أيضاً: (وخراب مصر من جفاف النيل).

ولعل خراب البصرة الموعود يقع بعد دخول قوات السفياني للعراق في سنة ظهور المهدي(ع) .

ومنها ، حديث دخول القوات المغربية إلى مصر ، ويذكر المؤلفون هذه العلامة عادة في علامات طهور المهدي(ع) .

والمقصود بالمغرب فيها وفي الروايات الأخرى مغرب البلاد الإسلامية، الذي يشمل دولة المغرب والجزائر وليبيا وتونس . والعديد منها ينطبق بوضوح على دخول قوات المغاربة إلى مصر في الثورة الفاطمية .

لكن في كتاب غيبة الطوسي ص278 الذي هو من أقدم المصادر وأوثقها ، ولكنها تذكر أهل الغرب وليس أهل المغرب . وكذلك نقلها عنه صاحب بحار الأنوار ، وصاحب بشارة الإسلام ، وقد اشتبه بعضهم غيرهما فنقلها (المغرب) ، فقد تكون هذه عن قوات غربية .

وتحدد هذه الرواية وقت دخول أهل الغرب إلى مصر بأنه قبيل خروج السفياني في دمشق ، وهي فقرة من رواية طويلة عن عمار بن ياسر(ره)قال: (إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها إمارات ... ويخرج أهل الغرب إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني) .

وبما أن السفياني يخرج قبل ظهور المهدي(ع)ببضعة أشهر ، فيكون مجئ هذه القوات في سنة الظهور أو نحوها .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

وينبغي أن نشير الى بعض الروايات التي تذكر أن السفياني يقاتل أهل مصر ويدخلها ويرتكب فيها الجرائم أربعة أشهر ، فالأرجح أنها من المبالغة في أمر السفياني ولم يرد منها شئ في مصادر الدرجة الأولى .

كما تذكر بعض أحاديث الأبقع الذي يقتله السفياني في دمشق أنه مصري ، أو له علاقة بمصر ، والله العالم .

ومنها ، حديث أن المهدي(ع)يجعل مصر منبراً.

وقد ورد ذلك في رواية عباية الأسدي عن علي(ع)قال: (سمعت أمير المؤمنين(ع)وهو مشتكي (متكٍ) وأنا قائم عليه قال: لأبنين بمصر منبراً ، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود والنصارى من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه ! قال قلت: كأنك تخبر أنك تحيا بعد ما تموت؟ فقال: هيهات يا عباية قد ذهبت في غير مذهب. يفعله رجل مني) ( البحار:53/60 ).

وعن علي(ع)في المهدي وأصحابه قال: ( ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس ، فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها ، والأرض نباتها ، وتتزين لأهلها ، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في طرق الأرض كالأنعام . ويقذف في قلوب المؤمنين العلم ، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم . فيومئذ تأويل الآية: يغني الله كلاً من سعته) . (بشارة الإسلام ص 71) .

ويفهم من هاتين الروايتين أنه سيكون لمصر في دولة المهدي العالمية مركز علمي وإعلامي متميز في العالم ، خاصة بملاحظة تعبير (لأبنين بمصر منبراً) وتعبير ( ثم يسيرون إلى مصر فيصعد منبره) أي يسير المهدي(ع) وأصحابه إلى مصر ، لا لكي يفتحها أو يثبت أمر حكمه لها ، بل لتستقبله هو وأصحابه أرواحنا فداهم ، ولكي يصعد منبره الذي يكون اتخذه فيها كما وعد جده أمير المؤمنين(ع)، وليوجه خطابه من هناك إلى العالم .

وكون مصر منبر علم المهدي(ع)ومنطلق صوته إلى العالم ، لاينافي المستوى العلمي الذي دلت هذه الرواية وغيرها أن المسلمين يبلغونه في عصره ، لأن أمر العلم يبقى نسبياً .

ومنها ، أن للمهدي(ع)في هرمي مصر كنوزاً وذخائر من العلوم وغيرها، وقد ورد خبرها في مصادر الدرجة الأولى كمافي كتاب كمال الدين للصدوق +ص564 في رواية عن أحمد بن محمد الشعراني الذي هو من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه ، عن محمد بن القاسم المصري ، أن ابن أحمد بن طولون شغل ألف عامل في البحث عن باب الهرم سنة ، فوجدوا صخرة مرمر وخلفها بناء لم يقدروا على نقضه ، وأن أسقفاً من الحبشة قرأها وكان فيها عن لسان أحد الفراعنة قوله: (وبنيت الأهرام والبراني ، وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري) فقال ابن طولون: (هذا شئ ليس لأحد فيه حيلة إلا القائم من آل محمد(ص)) وردت البلاطة كما كانت مكانها ).

وفي هذه الرواية نقاط ضعف قد تكون من إضافة بعض الرواة ، ولكن فيها نقاط قوة تستوجب الإلتفات . والله العالم .

ومنها ، حديث (أخنس مصر) الذي رواه صاحب كنز العمال في البرهان ص 200 نقلاً عن تاريخ ابن عساكر عن النبي(ص)قال: (سيكون بمصر رجل من قريش أخنس) وفي فيض القدير للمناوي:2/131من بني أمية (يلي سلطاناً ثم يغلب عليه أو ينزع منه ، فيفر إلى الروم ، فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام بها ، وذلك أول الملاحم ) ، فقد يكون المقصود بالملاحم ملاحم ظهور المهدي(ع) ، وببني أمية خطهم ، والله العالم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

العراق ودوره في عصر الظهور

الأحاديث الواردة حول أحداث العراق وأوضاعه في عصر الظهور كثيرة ، يظهر منها أن العراق يكون ساحة صراع لاتهدأ بين قوى متعددة ، وأنه تمر عليه أربعة عهود أو فترات:

الفترة الأولى: فترة تسلط الجبابرة على العراق مدة طويلة قبل ظهور المهدي (ع) ، وشمول أهله قتل ذريع وخوف لا يقر لهم معه قرار .

الفترة الثانية: صراع النفوذ فيه بين اتجاه أتباع أهل البيت(ع)، والإتجاه المؤيد للسفياني حاكم بلاد الشام .

الفترة الثالثة: احتلال السفياني العراق وتنكيله بأهله ، ثم دخول جيش الإمام المهدي(ع) ، وهزيمته جيش السفياني وطرده من العراق .

الفترة الرابعة: دخول الإمام المهدي(ع)العراق وتطهيره من مؤيدي السفياني وفئات الخوارج ، واتخاذه مقراً له(ع)وعاصمةً لدولته .

وقد وردت روايات عن أحداث فيه خلال هذه المراحل الأربع مثل: خروج الشيصباني المعادي للإمام المهدي(ع)قبل السفياني، وشهادة نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وخروج عوف السلمي من الجزيرة أو تكريت، ومنع أهل العراق من الحج ثلاث سنين ، وخسف البصرة وخرابها قبيل ظهور المهدي(ع) ، وخسف في بغداد والحلة .

ودخول قوات مغربية أو غربية إلى العراق .

وخروج أحد الصالحين في مجموعة قليلة لمقاومة جيش السفياني. وخروج عدة فئات من الخوارج على المهدي(ع) من الشيعة والسنة .

وآخر فئة منهم خوارج (رميلة الدسكرة) الواقعة قرب شهربان في محافظة ديالى .

وفيما يلي عرض لأهم أحاديث هذه الفترات


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الفترة الأولى والثانية

وأبرز ما في أحاديثها شدة البلاء على أهل العراق من حكامه الجبابرة ، واختلاف هؤلاء الحكام مع أصحاب الرايات السود الإيرانيين .

فعن جابر بن عبد الله الأنصاري(ع)قال: ( يوشك أهل العراق أن لايجبى إليهم قفيز ولادرهم . قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك) (البحار:51/92 ).

والقفيز كيل للغلات ، والمعنى أنه لا يكاد يصل إليهم مواد تموينية أو مساعدات مالية ، بسبب الإيرانيين وحربهم معهم .

وقد تكون هذه الأزمة هي الجوع والخوف الموعود الذي وردت فيه رواية عن جابر الجعفي قال: (سألت أبا جعفر محمد بن علي(ع)(أي الإمام الباقر) عن قول الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ، فقال: يا جابر ذلك خاص وعام. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم .

وأما العالم فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط. أما الجوع فقبل قيام القائم. وأما الخوف فبعد قيام القائم). البحار:52/229 .

ولا أجد وجهاً لأن يكون الجوع خاصاً بأعداء أهل البيت(ع)إلا أن يكون أزمة اقتصادية تعاني منها حكومة الجبابرة في العراق .

وهذا الخوف المذكور في بلاد الشام بعد ظهور المهدي(ع)،لاينفي وجوده قبل ظهوره ، وقد نصت الرواية التالية على أنه يكون شديداً في العراق قبل الظهور ، فعن الإمام الباقر(ع)قال: (يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء ، وحمرة تجلل السماء ، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها . وشمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار) (البحار:52/221) ، وليس من الضروري أن تكون هذه العلامات متسلسلة حسب ما وردت في الرواية ، بل قد يكون الخوف والخسف قبل الآيات السماوية .

والظاهر أن نار السماء وحمرتها آية ربانية وليست نار انفجارات مثلاً .

وتذكر الرواية التالية عن أمير المؤمنين(ع)عدة أحداث في العراق في مرحلة حكم الجبابرة قبل السفياني وظهور المهدي(ع).

فعن أنس بن مالك قال: ( لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين فاستفظع ذلك ونزل مبادراً فقال: من هذا ، ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان . فجاء الحباب مبادراً يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقاً حقاً . فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقاً حقاً ؟ قال له: بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا . فقال له: يا حباب ! فقال الراهب: وما علمك باسمي؟! فقال: أعلمني بذلك حبيبي رسول الله(ص) ، فقال له الحباب: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنك علي بن أبي طالب وصيه . فقال له أمير المؤمنين(ع) وأين تأوي ؟ فقال: أكون في قلاية لي هاهنا . فقال له أمير المؤمنين(ع): بعد يومك هذا لا تسكن فيها ، ولكن ابن هاهنا مسجداً وسمه باسم بانيه (فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له) ثم قال: ومن أين تشرب يا حباب؟ فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة هاهنا . قال: فلم لا تحفر عيناً أو بئراً ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئراً وجدناها مالحة غير عذبة . فقال له أمير المؤمنين(ع): إحفر هاهنا بئراً فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها ، فقلعها أمير المؤمنين(ع)فانقلعت عن عين أحلى من الشهد ، وألذ من الزبد . فقال له: يا حباب يكون شربك من هذه العين . أما إنه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ، ويعظم البلاء ، حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام ، فإذا عظم بلاؤهم شدوا على مسجدك بفطوة ثم- وابنه بنين ثم وابنه لايهدمه إلا كافر ثم بيتاً- فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين ، واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلاً من أهل السفح لا يدخل بلداً إلا أهلكه وأهلك أهله ، ثم ليعد عليهم مرة أخرى ، ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد ، ثم يعود عليهم، ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها وأهلكها وأسخط أهلها . وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع ، فعند ذلك هلاك البصرة ، ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط ، فيفعل مثل ذلك ، ويتوجه نحو بغداد فيدخلها عفواً ، ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة . ولا يكون بلد من الكوفة تشوش الأمر له . ثم يحرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ، ويوجه جيشاً نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها . ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجؤهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن . ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحداً إلا قتلوه ، وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ، ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله .

فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها هيهات هيهات وأمور عظام، وفتن كقطع الليل المظلم. فاحفظ عني ما أقول لك يا حباب). (البحار:52/217) .

والتشويش في نص الرواية ظاهر ، وقد قال المجلسي(ره) بعد نقلها: (إعلم أن النسخة كانت سقيمة فأوردت الخبر كما وجدته) .

وأمر سندها ومتنها قابل للمناقشة ، ولكن مهما يكن أمر صحتها فهي تتضمن أموراً عما يعانيه أهل العراق من حكم الجبابرة وبطشهم وردت في روايات أخرى بعضها صحيح ، وقد يكون الأحداث المذكورة فيها من هدم مسجد براثا ، وتفاقم الفساد في بغداد ، وتسلط قادة عسكريين عليها من جبال كردستان أو إيران وغيرها.. قد مرت وحدثت في القرون السابقة، ولكن الأحداث المتعلقة بالسفياني لم تحدث .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

قال الشيخ المفيد:

(قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (ع)، وحوادث تكون أمام قيامه ، وآيات ودلالات: فمنها خروج السفياني ، وقتل الحسني ، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي ، وكسوف الشمس في النصف من رمضان ، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات ، وخسف بالبيداء ، وخسف بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر ، وطلوعها من المغرب ، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين ، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام ، وهدم حائط مسجد الكوفة ، وإقبال رايات سود من قبل خراسان ، وخروج اليماني ، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه ، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طويلاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد ، وخروجها عن سلطان العجم ، وقتل أهل مصر أميرهم ، وخراب الشام ، واختلاف ثلاث رايات فيه . ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ، ورايات كندة إلى خراسان ، وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها ، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة ، وخروج ستين كذاباً كلهم يدعي النبوة ، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه ، وإحراق رجل عظيم القدر من بني العباس بين جلولاء وخانقين ، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام ، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار ، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها ، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد ، وموت ذريع فيه ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات ، وقلة ريع لما يزرعه الناس ، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم ، وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم ، ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير ، وغلبة العبيد على بلاد السادات ، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض، كل أهل لغة بلغتهم ، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس ، وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون ويتزاورون .

ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة ، تتصل فتحيا بها الأرض بعد موتها ، وتعرف بركاتها ، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي(ع) ، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته ، كما جاءت بذلك الأخبار .

وجملة من هذه الأحداث محتومة ، ومنها مشروطة . والله أعلم بما يكون ، وإنما ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول ، وتضمنها الأثر المنقول . وبالله نستعين . (الإرشاد للمفيد ص 336 والبحار:52/219-221 )

وما ذكره المفيد تعدادٌ مجملٌ لعلامات الظهور البعيدة والقريبة ، ولايقصد أنها متسلسلة حسب ما عددها ، فمنها علامات قريبة لايفصلها عن ظهوره(ع)أكثر من أسبوعين ، مثل قتل النفس الزكية بين الركن والمقام . بل هو في الحقيقة جزء من حركة الظهور لأنه رسول المهدي(ع) .

ومنها ما يفصله عن ظهور المهدي(ع)قرون عديدة مثل اختلاف بني العباس فيما بينهم ، وظهور المغربي في مصر وتملكه الشامات في حركة الفاطميين .

وقصده(ره)بالمحتوم والمشروط من هذه العلامات أن منها حتمي الوقوع على كل حال ، كما ورد في عدة علامات النص على حتميتها ، مثل السفياني واليماني وقتل النفس الزكية والنداء السماوي والخسف بجيش السفياني وغيرها .

ومنها مشروط بأحداث أخرى في علم الله سبحانه ومقاديره ، والله الأمر من قبل ومن بعد فيها وفي غيرها .

ويبدو أن المقصود بالحسني النفس الزكية في مكة ، أو الغلام الذي يقتله جيش السفياني في المدينة قرب ظهور المهدي(ع) ، وإن كان يحتمل أنه سيد حسني صاحب حركة الإسلامية في العراق ، فقد ورد في بعض الروايات (وتحرك الحسني) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

أما ( قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين) فيحتمل بعضهم أن ينطبق على الشهيد الصدروالذين استشهدوا معه حيث كان عددهم نحو سبعين رضوان الله عليهم .

وظهر الكوفة هو النجف ، وتسمى أيضاً نجف الكوفة ، ونجفة الكوفة أي مرتفعها وجبلها .

وقد وردت روايات في خيل المغرب التي تنزل في فناء الحيرة ، أي تستقر قرب الكوفة ، وأن هذا الحدث يكون في أيام السفياني أو قربه . ولكن الملفت في نص المفيد(ره)قوله:

(وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة) ، فيحتمل أن تكون هذه القوات غربية تدخل العراق لمعاونة السفياني، أو تكون قبل السفياني .

والمقصود برايات المشرق: الرايات السود الخراسانية التي تدخل مع قوات اليماني لمواجهة السفياني عندما يغزو العراق .

أما بثق الفرات وفيضانه في الكوفة ، فقد ورد في الأحاديث أنه يكون في سنة الظهور ، فعن الإمام الصادق(ع)قال: (عام- أو سنة- الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل أزفة الكوفة) ( البحار:52/217) .

وشهادة الشيخ المفيد بأن هذه العلامات والأحداث ثبتت في الأصول الحديثية ، تعطي رواياتها قيمة كبيرة لدقته وجلالة قدره ، ولأنه أقرب إلى المصادر والتابعين والأئمة(ع) فقد توفي(ره)سنة 413 هجرية .

كما تتحدث روايات أخرى عن العراق في فترة ما قبل السفياني:

منها ، ما روي عن الإمام الصادق(ع)التي تقول: ( ثم يقع التدابر والاختلاف بين أمراء العرب والعجم ، فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان) ( الزام الناصب: 2/160 ).

ومنها ، رواية (تحرك الحسني) الذي توجد قرائن على أنه يكون في العراق ، والذي قد يكون قتله بعد حكمه .

ومنها ، ما يفهم منها استمرار حكم الجبابرة في العراق إلى ظهور المهدي (ع) ، فعن الإمام الصادق(ع)قال: (إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم (بني فلان) وعند زواله خروج القائم(ع)) ( الإرشاد للمفيد ص360 ) وفي رواية غيبة الطوسي ص271 ( أما إن هادمه لايبنيه) يعني أن هادمه يقتل أو يذهب قبل أن يعيد بناءه .

كما تشير بعض روايات غزو السفياني للعراق إلى أنه يقاتل حكومة عدوة للاسلام والإمام المهدي(ع)، كما ورد في رواية البحار:52/273: ( وأمير الناس يومئذ جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر ) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الحسني والشيصباني وعوف السلمي

ورد ذكر الحسني في عدة أحاديث تشير إلى أنه يقوم بحركة ثم يقتل ، ولكنها لاتنص على أنه في العراق ، فبعضها يذكر حسني المدينة ، وحسني مكة ، وحسني العراق ، والحسيني الخراساني الذي تسميه روايات مصادر السنة (الحسني) والذي يدخل العراق بجيشه في سنة الظهور ، فيحتمل أن يكون تحركه هو المقصود في روايات تحرك الحسني في العراق ويحتمل أن يكون حسني قبله .

أما الشيصباني فقد ورد فيه حديث في غيبة النعماني عن جابر بن يزيد الجعفي قال: ( سألت أبا جعفر (الإمام الباقر(ع))عن السفياني فقال:

(وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان ، ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم ، فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم(ع)). (البحار:52/250)

وقد تضمن عدة نقاط عن شخصيته:

منها، وصفه بالشيصباني نسبة إلى الشيصبان وهو وصف يعبر به الأئمة(ع) عن الطواغيت والأشرار ، لأنه بالأصل اسم للشيطان ، كما في شرح القاموس.

ومنها، أنه يخرج قبل السفياني ، ويظهر أنه لايكون بينه وبينه مدة طويلة ، أو يكون السفياني بعده مباشرة ، بدليل قوله(ع): (فتوقعوا بعد ذلك السفياني) .

ومنها ، أنه يخرج في العراق الذي هو أرض كوفان ، ويحتمل أن يكون في مدينة الكوفة . ويكون خروجه أي ثورته أو حكمه فجأة بنحو غير متوقع (ينبع كما ينبع الماء) وأنه يكون طاغية سفاكاً يقتل المؤمنين .

والظاهر أن معنى (يقتل وفدكم) أي وجهاء المؤمنين الذي يتقدمون الوفد عادة ، حيث يقال وفد القبيلة ووفد المدينة بمعنى وجهائها ورهطها .

ويحتمل أن ينطبق على صدام كما يرى بعضهم لأنه مستجمع للصفات المذكورة . فإن ظهر بعده السفياني في الشام يكون هو شيصباني العراق الموعود .

أما عوف السلمي فقد ورد فيه رواية في غيبة الطوسي ، عن حذلم بن بشير عن الإمام زين العابدين(ع)قال: (قلت لعلي بن الحسن(ع)صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال:

يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق . ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ، ثم يخرج بعد ذلك) ( البحار:52/213) .

وما يتعلق بشعيب من هذا الحديث وأنه من سمرقند مخالف لما هو مشهور في مصادرنا الشيعية من أنه من أهل الري ، إلا أن يفسر بأن أصله من أهل سمرقند . وكذلك أمر خروجه قبل السفياني كما ذكرنا في محله .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

ويبدو أن عوفاً السلمي هذا يخرج على الحكومة السورية وليس العراقية ، وأنه إن صحت روايته يكون قبل السفياني بمدة غير طويلة .

أما الجزيرة التي هي مركز حركته فهي اسم لمنطقة عند الحدود العراقية السورية ، وهو المعنى المفهوم للجزيرة عندما تطلق بدون إضافة كما نلاحظ في كتب التاريخ والحديث ، وتسمى أيضاً جزيرة ربيعة أو ديار بكر ، ولا يفهم منها جزيرة العرب إلا بالإضافة .

والظاهر أن معنى مأواه تكريت أنها تكون ملجأه قبل حركته أو بعد فشل حركته وفراره . وهي المدينة المعروفة في العراق .

ويؤيد ذلك أنها قريبة من مركز حركته الجزيرة فيكون ما ورد في بعض النسخ بدلها (ومأواه بكريت أو بكويت) مصحفاً عن تكريت . ويؤيد ذلك أن الموجود في البحار وغيبة الطوسي( تكريت) فقط .

وتشير الرواية إلى أنه بعد ذلك يقتل في مسجد دمشق أي يغتال فيه ، أو يقبض عليه ويقتل عنده . وعلى هذا يكون خروجه من أحداث بلاد الشام ، وله صلة بأحداث العراق .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الفترة الثالثة: غزو السفياني ، وخراب البصرة

وتصف أحاديثها غزو السفياني العراق واحتلاله ، وتنكيله بأهله ، خاصة بشيعة المهدي وأهل البيت(ع) ، وقد تعرضنا لها في حركة السفياني .

ويفهم من مجموعها أن السلطة في العراق تكون ضعيفة إلى حد لاتستطيع أن ترد حملة السفياني لاعسكرياً ولاشعبياً ، ثم لاتستطيع أن تمنع دخول القوات اليمانية والإيرانية التي تدخل العراق لمواجهة قوات السفياني .

ومن المحتمل أن يكون دخول الجيش السفياني إلى العراق بطلب من حكومته الضعيفة ، وأن تكون الروايات عن قتال يخوضه جيش السفياني في الدجيل وبغداد وغيرها تتحدث عن قتاله مع فئات ثائرة عليه .

كما يفهم من الرويات أن القوات اليمانية والإيرانية يكون لها تأييد شعبي من العراقيين، وأنهم يستبشرون بها ويساعدونها في تعقب قوات السفياني .

أما خراب البصرة فرواياته ثلاثة أنواع: خرابها بالغرق. وخرابها بثورة الزنج. و(خرابها) بوقوع خسف وتدمير فيها .

وأكثر كلمات أمير المؤمنين(ع)الواردة في نهج البلاغة وغيره تقصد الخرابين الأولين اللذين وقعا في زمن العباسيين كما ذكر عامة المؤرخين .

قال(ع)في الخطبة رقم13: ( كنتم جند المرأة ، وأتباع البهيمة ، رغا فأجبتم ، وعقر فهربتم . أخلاقكم دقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم زعاق . المقيم بينكم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه . كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة ، وقد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها ، وغرق من في ضمنها) .

قال ابن أبي الحديد: ( فأما إخباره(ع)أن البصرة تغرق ما عدا المسجد الجامع بها ، فقد رأيت من يذكر أن كتب الملاحم تدل على أن البصرة تهلك بالماء الأسود ينفجر من أرضها ، فتغرق ويبقى مسجدها .

والصحيح أن المخبر به قد وقع . فإن البصرة غرقت مرتين ، مرة في أيام القائم بأمر الله ، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزا بعضه كجؤجؤ الطائر ، حسب ما أخبر به أمير المؤمنين(ع)جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس ، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام ، وخربت دورها وغرق كل ما في ضمنها ، وهلك كثير من أهلها ، وأحد هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة يتناقله خلفهم عن سلفهم ). انتهى.

وأما خرابها بسبب ثورة الزنج التي وقعت في زمن العباسيين في منتصف القرن الرابع ، فقد أخبر به أمير المؤمنين(ع)أكثر من مرة ، من قبيل الخطبة 128 التي قال فيها: (يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم، ولاحمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام).

قال الشريف الرضي(ره): ( يومئ بذلك إلى صاحب الزنج) . ثم قال(ع):(ويل لسكككم العامرة ، والدور المزخرفة، التي لها أجنحة كأجنحة النسور . وخراطيم كخراطيم الفيلة ، من أولئك الذين لا يندب قتيلهم ، ولا يفقد غائبهم ) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 1:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

ويظهر من مصادر التاريخ أن خطبة أمير المؤمنين(ع)في البصرة وحديثه فيها عن الملاحم قطعية ومشهورة ، ولكن رواياتها المتعددة تختلف في الطول والقصر وبعض المضامين .

وتنفرد الروايتان اللتان ذكرناهما بأن خرابها يكون بالغرق بعد الخسف ، وهو ما لم يحدث في غرقها في المرتين أو في ثورة الزنج .

وتنفردان أيضاً بذكر شهداء البصرة السبعين ألفاً أو الأربعين ألفاً ، وأنهم في درجة شهداء بدر ، وأن أمير المؤمنين(ع)بكى عليهم ، وفي رواية أن النبي (ص)بكى عليهم .

وتحدد الرواية الأولى مكان شهادتهم بين البصرة والأبلة ، التي هي اليوم حي من البصرة تقع قربه محطة القطار ، بينما تذكر رواية ابن قتيبة أن مكان شهادتهم عند مسجدها الجامع الذي يظهر أن المقصود بمسجد البصرة .

ولابد أن تكون حادثة استشهادهم قبل ظهور المهدي(ع) ، لأنه لاجبابرة ولامستكبرون بعد ظهوره(ع)ليكون هؤلاء الشهداء مستضعفين عندهم كما وصفتهم الرواية .

كما لا تحدد الرواية بوضوح من يقتلهم ، ولعل كلمة (إخوان) مصحفة عن كلمة أخرى ، والدجال المذكور أنه يكون بعدهم وأتباعه السبعون ألفاً من النصارى أصحاب الأناجيل ، لايبعد أن يكون غير الدجال الموعود ، لأنه يظهر بعد المهدي(ع) .

على أن رواية ابن قتيبة تقتصر على ذكر شهداء الأبلة فقط ولاتذكر هذا الدجال ، ولم يذكر ابن ميثم(ره)المصدر الذي أخذ منه الرواية .

وجاء في تفسير نور الثقلين في قوله تعالى:(وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) (الحاقة: 9 ) ، أن المؤتفكات هي البصرة .

وفي تفسير قوله تعالى:(وَالْمُؤْتَفِكَةَأَهْوَى)(النجم:53) ، عن الإمام الصادق(ع)قال: ( هم أهل البصرة ، وهي المؤتفكة) .

وفي تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) (الحاقة:9) ، عن الإمام الصادق(ع): ( أولئك قوم لوط ، ائتفكت عليهم: انقلبت عليهم) .

وفيه نقلاً عن ( كتاب من لايحضره الفقيه:

(عن جويرية بن مسهر العبدي قال: ( أقبلنا مع أمير المؤمنين(ع)من قتل الخوارج حتى إذ قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين(ع)ونزل الناس، فقال علي(ع): أيها الناس إن هذه الأرض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات (وفي خبر آخر مرتين) وهي تتوقع الثالثة ، وهي إحدى المؤتفكات) . انتهى.

هذا ، لكن بعد التأمل في روايات أحداث البصرة وخرابها قبل ظهور المهدي (ع)، نرى أنه يمكن المناقشة في ارتباطها بعلامات الظهور واتصالها بحدثه ، ما عدا بعضها مثل رواية المفيد(ره)في الإرشاد ص361 عن الإمام الصادق(ع) يقول:

(يزجر الناس قبل قيام القائم(ع)عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ، وحمرة تجلل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلدة البصرة ، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار ).

وقد أوردنا هذا الحديث في معجم أحايث الإمام المهدي(ع)برقم:1047، وأورده في إعلام الورى ص429 كما في الإرشاد بتفاوت يسير ، وفي سنده (الحسن بن يزيد بدل الحسين بن سعيد ) . وفي إثبات الهداة :3/733 عن إعلام الورى ، وفي سنده ( الحسين بن يزيد ) بدل (الحسين بن سعيد) ، وفي: ص742عن الإرشاد ، وفي سنده ( منذر الخوزي بدل منذر الجوزي ) ، وفيه: ( وخسف بمنارة البصرة) .

وهذا يعطينا احتمال أن يكون الخسف محدوداً بمكان أو منطقة منها . والله العالم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 141 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8 ... 10  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط