اشترك في: الأربعاء فبراير 22, 2012 4:33 pm مشاركات: 89
|
شبح تقسيم مصر ************* ليست الحالة الأولى وإن تمنينا أن تكون الأخيرة, أكتب عن إعلان إقليم (بَرقة) الانفصال عن ليبيا فى إطار حكم ذاتى, وإذا كان يحلو للبعض اتهام الثورات العربية بأنها تدفع البلاد العربية إلى التفتيت والانفصال, فإن ما جرى من دعوات انفصالية فى العراق وكذلك انفصال جنوب السودان عن شماله, يؤكدان أن الثورات بريئة من تلك التهمة, فالأمثلة السابقة جرت داخل بلدان عربية لم تصلها الثورات.
تمنيت أن أجد داخل مصر اهتمامًا إعلاميًّا وسياسيًّا تجاه ما جرى فى ليبيا والبحث عن الأسباب، ثم اتخاذ خُطوات تعبر عن قلق مصرى عميق, وعندى أسبابى التى تدفعنى إلى تمنى ذلك, منها مثلاً:
1- أصبحت حدودنا الشرقية والجنوبية والغربية مناطق محفوفة بالمخاطر الاستراتيجية للدولة المصرية, وباتت تحمل تهديدًا شبه دائم للأمن القومى المصرى, فالخطر الإسرائيلى وغياب عوامل الردع تجاهه يهددنا من الشرق, وبقاء أرض سيناء خالية من العمران, يجعلها صيدًا سهلاً أمام كل طامع, ثم إن انفصال جنوب السودان عن شماله وصراعات الشمال يزيد من الوجع المصرى جنوبًا, فيما يتعلق بالعمق الاستراتيجى للدولة المصرية، كما يزيد من تعقيدات أزمة دول حوض النيل.
2- إذا كانت التهديدات محتملة وقائمة من الحدود الشرقية والجنوبية, فإنها تحمل خطورة أكبر من الحدود الغربية بعد إعلان رئيس إقليم برقة الانفصال عن ليبيا عبر صيغة الحكم الذاتى (يحتوى هذا الإقليم على 80% من النفط الليبى), كما أن رد فعل المجلس الانتقالى بليبيا كان عنيفًا، ولم يبحث عن صيغ تفاوضية أو حوارية؛ خاصة أنه يعانى غياب الإجماع والتوافق الشعبى حوله, وزادت الأمور تعقيدًا بتصريحات الشيخ "القرضاوى" النارية ضد مسئولى الحكم ببرقة بدلاً من أن يجمع عددًا من علماء الأمة، ويلتقون السنوسى (حاكم برقة) لشرح خطورة دعوته.
3- السؤال المهم الآن: هل يشكل إعلان إقليم برقة عدوى للدولة المصرية, فنُفاجَأ بمثل تلك الدعوات؟, لا نريد تخيل هذا السيناريو, كما أن المستقبل القريب لا يعطى دلالات لذلك, فالمؤسسة العسكرية المصرية متماسكة، كما أنها تبسط سيطرتها على الأرض المصرية, كما أن حالة التسليح العامة المنتشرة فى ليبيا غير موجودة فى مصر, والأهم أن العقل المصرى لا يحتفظ فى ذاكرته بحركات انفصالية، بل تبقى قصة "مينا" موحد القطرين هى الأكثر حضورًا فى الذهن المصرى.
وإذا كانت التمنيات لها حالتها فإن الواقع يفرض نفسه, حيث ندعو أهل الحكم لعدم إهمال ما جرى فى ليبيا, أو استبعاد وقوعه ضمن المخطط الإسرائيلى الأمريكى لتفتيت المنطقة العربية إلى دويلات صغيرة, وفى هذا السياق فإننى أرى أن تعمل الحكومة المصرية على ثلاثة محاور لدرء شبح تفتيت الدولة المصرية وذلك على النحو التالى:
1- تبريد المناخ المساعد لدعوات الانفصال داخل الجسد المصرى وعدم إتاحة الفرصة لتنفيذ أى مخطط داخلى أو خارجى لمثل تلك الدعوات, عبر حل المشكلات المزمنة مثل الحالة الطائفية.
2- إطلاق مشروع قومى لتعمير سيناء, والتى تمثل نموذجًا مثاليًّا لإنشاء الدولة من حيث المساحة وحدودها نموذجية، فكلها حدود بحرية, مع توطين ملايين المصريين فى تلك البقعة المصرية المهمة.
3- اتخاذ خطوات خارجية استباقية بأن تمتد الذراع السياسية والاستراتيجية المصرية داخل البلدان الشقيقة الحدودية, فحالة الفراغ الاستراتيجى التى تمر بها الدولة المصرية منذ سنوات وزادت مع اندلاع ثورة يناير يجب ألا تستمر.
التمنى الأخير أن تتوقف الصراعات الحزبية والجدل السياسى الحالى لمدة ساعتين فقط؛ حتى نبحث فيهما تحديات الخطر الخارجى، ثم نتفق على التصور النهائى لإدارة تلك المسألة وبعدها نتصارع حزبيًّا وسياسيًّا كما نشاء.
نقلا عن:http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=108768
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اللهم احفظ مصر من شر الحادثات
|
|