موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 141 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 2:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الفترة الرابعة: فتح العراق على يد الإمام المهدي(ع)

وأحاديثه كثيرة جداً في مصادر الجميع ، عن دخول المهدي(ع)إلى العراق، وتحريره من بقايا قوات السفياني ، ومن مجموعات الخوارج المتعددة ، واتخاذه قاعدة دولته وعاصمتها .

ولم أجد تحديداً دقيقاً لوقت دخوله(ع)إلى العراق ، ولكن يأتي في حركة ظهوره(ع)أنه يكون بعد بضعة شهور من الظهور المقدس ، وبعد تحرير الحجاز ، وربما معركة الأهواز أو بيضاء إصطخر التي يهزم فيها قوات السفياني هزيمة ساحقة .

وتصف بعض الروايات دخوله الى العراق جواً بسرب من الطائرات كما في الحديث التالي عن الإمام الباقر(ع)في تفسير قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا لاتَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ) ، قال: ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور لايعلم في أيها هو ، حتى ينزل ظهر الكوفة ) .

وهذه الرواية بالإضافة إلى ما فيها من جانب إعجازي تدل على أن الوضع الأمني يستوجب من الإمام المهدي(ع)هذا الإحتياط ، فبالإضافة إلى معاداة الوضع العالمي له ، لا يكون قد أتم تطهير الساحة الداخلية في العراق .

وتعبير (ينزل) وبعده (حتى ينزل ظهر الكوفة) يفهم منه أنه لاينزل الكوفة أو النجف رأساً ، فقد ينزل في العاصمة أولاً ، أو في قاعدة عسكرية ، أو في كربلاء ، كما تذكر بعض الروايات .

وتذكر الأحاديث عدداً كبيراً من أعماله(ع)في العراق ومعجزاته . وسوف نستعرضها في حركة ظهوره ، ونذكر منها هنا مايتعلق بالوضع العام في العراق ، وأهم ذلك تصفيته(ع)لوضعه الداخلي والقضاء على القوى المضادة الكثيرة ، حيث تذكر الأحاديث أنه يدخل الكوفة - أي العراق- وفيه ثلاث اتجاهات متضاربة، يبدو أنها الاتجاه المؤيد له(ع)، والاتجاه المؤيد للسفياني والثالث اتجاه الخوارج .

فعن عمرو بن شمر عن الإمام الباقر(ع)قال ذكر المهدي(ع)فقال: ( يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له . ويدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء ! ) . (الإرشاد للمفيد ص362 ).

والكوفة في هذا الحديث وأمثاله تعبير عن العراق ، ووجود ثلاث رايات فيه لابد أن يكون منها أنصاره الخراسانيون واليمانيون ، كما يدل الحديث التالي المستفيض في مصادر الشيعة والسنة عن أمير المؤمنين وعن الإمام الباقر(ع)قال: ( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان (إلى) الكوفة ، فإذا ظهر المهدي بعثت له بالبيعة) ( البحار:52/217 ) .

ويظهر أن الحركات المضادة له(ع)تكون كثيرة سواء من جماعات الخوارج ، أو جماعات السفياني وغيرهم ، وأنه(ع)يستعمل سياسة الشدة والقتل لمن يقف في وجهه ، تنفيذاً للعهد المعهود إليه من جده رسول الله (ص) .

فعن الإمام الباقر(ع)قال: ( إن رسول الله(ص)سار في أمته باللين ، كان يتألف الناس ، والقائم يسير بالقتل ، بذلك أمر في الكتاب الذي معه ، أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً . ويلٌ لمن ناواه) . (البحار:52/353) .

والكتاب الذي معه هو العهد المعهود إليه من رسول الله بإملائه(ص)وخط علي(ع)وفيه كما ورد: ( أقتل ، ثم أقتل ، ولا تستتيبن أحداً) !

وعن الباقر(ع)قال: (يقوم القائم بأمر جديد ، وقضاء جديد، على العرب شديد. ليس شأنه إلا السيف ولايستتيب أحداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم).(البحار:52 /354 ) .

والأمر الجديد هو الإسلام الذي يكون قد دثره الجبابرة وابتعد عنه المسلمون ، فيحييه المهدي(ع)ويحيي القرآن ، فيكون ذلك شديداً على العرب الذين يطيعون حكامهم المعادين له ويحاربونه(ع) .

فعن الإمام الصادق(ع)قال: ( إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله (ص) ، لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة الخشبة المنحوتة ، وأن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه) . (البحار:52/363) .

وقد رأينا كيف يتأول الحكام وعلماء السوء التابعين لهم آيات القرآن في معاداة الإسلام وعلمائه .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

وتذكر بعض الأحاديث أن بطش الإمام المهدي(ع)يشمل المنافقين المتسترين الذين قد يكون بعضهم من حاشيته فيعرفهم بالنور الذي جعله الله تعالى في قلبه ، فعن الإمام الصادق(ع)قال: (بينا الرجل على رأس القائم ، يأمره وينهاه ، إذ قال: أديروه ، فيديرونه إلى قدامه ، فيأمر بضرب عنقه ! فلايبقى في الخافقين شئ إلا خافه) . (البحار:52/355) .

وتذكر بعض الأحاديث أن الأمر يصل أحياناً إلى إبادة فئة بكاملها ! فعن الإمام الباقر(ع)قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية عليهم السلاح ، فيقولون له: إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم . ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب ، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا). ( البحار:52/338) .

وتذكر الرواية التالية أنه يقتل سبعين رجلاً هم أصل الفتنة والإختلاف داخل الشيعة ، ويبدو أنهم من علماء السوء المضلين ، فعن مالك بن ضمرة قال أمير المؤمنين(ع): (يامالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ؟ وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض . فقلت يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير . قال: الخير كله عند ذلك ، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد). (البحار: 52 /115) .

كما تدل الرواية التالية على بقاء أنصار للسفياني في العراق رغم آية الخسف التي ظهرت في جيشه بالحجاز ، ورغم هزيمته في العراق ، فعن الإمام زين العابدين(ع)قال: (ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني). (البحار: 52/387) .

وعن الإمام الصادق(ع)قال: (ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها ، ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب) (غيبة الطوسي ص284) ، أي يهدر دماء من التحق من هذه القبائل بأعدائه والخوارج عليه .

وعن ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق(ع)أن قال له: (وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لاتتحملونه ، فتخرجون عليه برميلة الدسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم ، وهي آخر خارجة تكون). (البحار:52/375 ).

وعن الإمام الباقر(ع)قال: (بينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة ، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه ، فيقول لأصحابه: إنطلقوا ، فيلحقونهم بالتمارين فيأتون بهم أسرى ، فيأمر بهم فيذبحون . وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد (ص)) (البحار ج 52 ص 345 ، والتمَّارين محلة بالكوفة .

ويجمع بين الروايتين بأن خوارج رميلة الدسكرة يكونون آخر خارجة مسلحة ، وخارجة مسجد الكوفة يكونون آخر فئة تحاول الخروج(ع) .

وتدل الروايات الشريفة على أن خوارج رميلة الدسكرة يكونون أخطر فئات الخوارج على المهدي(ع) ، وأن قائدهم يكون فرعوناً وشيطاناً .

فعن أبي بصير(ره)قال: ( ثم لا يلبث إلا قليلاً حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة ، عشرة آلاف ، شعارهم يا عثمان يا عثمان . فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لايبقى منهم أحد). (البحار:52/333) .

وقد حددت الرواية المتقدمة رميلة الدسكرة بأنها دسكرة الملك ، وهي كما في معجم البلدان قرية قرب شهرابان من قرى بعقوبة في محافظة ديالى .

وقد تكون تسميتهم (مارقة الموالي) لأنهم من غير العرب ، أو لأن قائدهم من الموالي ، أي غير العرب .

وتذكر بعض الروايات نوعاً آخر من عمليات التصفية الكبيرة هذه ، وأنه (ع)يدعو اثني عشر ألف رجل من جيشه من العجم والعرب فيلبسهم زياً خاصاً موحداً ، ويأمرهم أن يدخلوا مدينة فيقتلوا كل من لم يكن لابساً مثلهم فيفعلون . (البحار: 52/ 377) .

ولا بد أن تكون تلك المحلة كلها من الكافرين أو المنافقين المعادين له (ع)حتى يأمر بقتل رجالها ، أو يكون قد أخبر المؤمنين من أهلها أن لا يخرجوا من بيوتهم في وقت الهجوم . أو يكون أرسل إليهم ألبسة من نفس الزي الذي ألبسه لجنوده مثلاً .

ولا بد أن تثير هذه التصفيات موجة رعب في داخل العراق وفي العالم ، وموجة تشكيك أيضاً .

وقد ورد في بعض الروايات أن بعض الناس يقولون عندما يرون كثرة تقتيله وسفكه دماء أعدائه: (ليس هذا من ولد فاطمة ، ولو كان من ولد فاطمة لرحم) . بل تقدم أن بعض أصحابه الخاصين(ع)لايتحمل بعض أحكامه ، وقد ورد أن بعضهم يدخلهم الشك والريب من كثرة ما يرون من قتله لمناوئيه فيفقد أحدهم أعصابه ويعترض على المهدي(ع)،فعن الإمام الصادق (ع)قال: ( يقبل القائم حتى يبلغ السوق ، فيقول له رجل من ولد أبيه: إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله(ص)أو بماذا ؟ قال وليس في الناس رجل أشد منه بأسا ، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له: لتسكتن أو لأضربن عنقك . فعند ذلك يخرج القائم(ع)عهداً من رسول الله(ص)).( البحار:52/387) .

ومعنى من ولد أبيه أنه علوي النسب . وإجفال النعم أي تخويف الغنم . ومعنى (حتى يبلغ السوق) يبلغ مكاناً هو سوق المدينة ، أو إسمه السوق .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 2:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

وقد ورد في رواية أخرى أن هذا الرجل الذي يأمر السيد المعترض بالسكوت هو(المولى الذي يتولى البيعة) ، أي المسؤول عن أخذ البيعة من الناس للإمام المهدي(ع).

فعن الإمام الباقر(ع)قال:( حتى إذا بلغ الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول: يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، أفبعهد من رسول الله(ص)أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة: والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول له القائم: أسكت يا فلان . إي والله ، إن معي عهدا من رسول الله(ص). هات يا فلان العيبة أو الزنفيلجة، فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله(ص)فيقول: جعلني الله فداك، أعطني رأسك أقبله ، فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ، ثم يقول: جعلني الله فداك جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة). (البحار:52/343) ، والعيبة والزنفيلجة بمعنى الصندوق الصغير . والثعلبية مكان بالعراق من جهة الحجاز .

وبهذا العرض المجمل لمن يقتلهم المهدي(ع)في العراق ، يظهر أنهم فئات متعددة من الشيعة والسنة ، من مؤيدي السفياني ومعارضيه ، من علماء السوء والمجموعات والأحزاب وعامة الناس .

ومن الطبيعي أن يكون فيهم فئات عميلة للروم وغيرهم أيضاً .

ولكن بعد ذلك ، يتنفس العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي(ع)، ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام(ع)ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم . وتصبح الكوفة والسهلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم ، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة ، ويبكرون لأداء صلاة الجمعة خلف المهدي(ع) ، في مسجده العالمي ذي الألف باب فلا يكاد الواحد أن يحصل على موضع صلاة بين عشرات الملايين القاصدة .

فعن الإمام الصادق(ع)قال: ( دار ملكه الكوفة ، ومجلس حكمه جامعها ، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة . وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين . والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها ( وفي رواية أو يجئ إليها ، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح) ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلاً ، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء ، وليصيرن الله كربلاء ، معقلاً ومقاماً تختلف إليه الملائكة والمؤمنون ، وليكونن لها شأن من الشأن) (البحار:53 /11).

و (مجلس حكمه) أي مجلسه للمراجعات والحكم بين الناس ، في مسجد الكوفة الفعلي ، أو في مسجد الجمعة الكبير الذي يبنيه .

و(موضع خلواته الذكوات البيض) أي موضع اعتكافه للعبادة الربوات البيضاء قرب النجف وتسمى النجف الغري والغريين .

وأربعة وخمسين ميلاً: أي تصير مساحة الكوفة أو طولها نحو مئة كيلومتر.

وعن الإمام الصادق(ع)قال: ( يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة ، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء يريد الجمعة فلايدركها). (الغيبة للطوسي ص280) ، والسفواء الخفيفة السريعة ، أي يركب وسيلة خفيفة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة ، لأنه لايجد موقفاً فارغاً ومحلاً للصلاة .

والأحاديث عن التطور المعنوي والمادي في العراق مركز عاصمته(ع)كثيرة لايتسع لها المجال .

وبتصفية المهدي(ع)العراق وضمه إلى دولته وجعله عاصمتها ، تكون دولته قد شملت اليمن والحجاز وإيران والعراق ، ومعها بلاد الخليج . وبذلك يتفرغ لأعدائه الخارجيين ، فيبدأ أولاً بالترك فيرسل لهم جيشاً فيهزمهم .

ثم يتوجه بنفسه على رأس جيشه إلى الشام حتى ينزل(مرج عذراء) قرب دمشق استعداداً لخوض المعركة مع السفياني واليهود والروم ، معركة فتح القدس الكبرى ، كما سيأتي في أحداث حركة ظهوره(ع) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 2:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الحرب العالمية في عصر الظهور

تدل أحادث متعددة على وقوع حرب عالمية قرب ظهور المهدي(ع). ومن المستبعد انطباقها على الحربين العالميتين الأولى والثانية القريبتين من عصرنا ، لأن أوصافها المذكورة تختلف عن أوصافهما ، فهي تنص على ظهوره(ع)بعدها أو أثناءها ، بل يظهر من بعض أحاديثها أنها تقع في سنة ظهوره ، أو بعد بداية حركته المقدسة .

وهذه نماذج من أحاديثها:

عن أمير المؤمنين(ع)قال: ( بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض . وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم . فأما الموت الأحمر فالسيف . وأما الموت الأبيض فالطاعون) . (الإرشاد للمفيد ص 405 والغيبة للطوسي277 ).

وتدل عبارة(بين يدي القائم) على أن هذه الحرب والموت الأحمر تكون قريبة جداً من ظهور المهدي(ع). ولا يعين الحديث مكان وقوعها .

وعن الإمام الباقر(ع)قال: ( لايقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، واختلاف بين الناس، وتشتت في دينهم ، وتغير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عِظَم ما يرى من تكالب الناس وأكلهم بعضهم بعضاً). ( كمال الدين للصدوق ص 434 ).

وهو يدل على وقوع الطاعون قبل الخوف الشديد الذي قد يكون الحرب العامة . ولكن يصعب استفادة التسلسل في أحداثه حتى لو فرضنا أن الراوي لم يقدم ويؤخر فيها ، لأن جملة (سيف قاطع بين العرب) المعطوفة بـ (ثم) يصح عطفها على جملة (وطاعون قبل ذلك) المعترضة، فيكون اختلاف العرب هذا بعد الطاعون، ويصح عطفها على جملة (وبلاء يصيب الناس) فيكون قبل الطاعون . مضافا إلى الاجمال في هذه الحوادث .

نعم يفهم منه وجود فترة شديدة على العرب والناس أمنياً وسياسياً واقتصادياً ، وقد تكون هي سنة الجوع الموعود في الرواية التالية عن الإمام الصادق(ع)قال: (لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل) (البحار:52/229) .

ويدل الحديث التالي على أن هذه الشدة والحرب ، أو حالة الحرب ، تستمر حتى يكون النداء السماوي في شهر رمضان قرب ظهور المهدي(ع)،

فعن الإمام الباقر(ع)قال: ( يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة . ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف . فلايزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء . فإذا نادى فالنفر النفر ) ( البحار:52/235) .

وهو يدل أيضاً على أن خسائرها تقع أساساً على الأمم غير الإسلامية ، فعبارة: (يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة) عبارة دقيقة تشعر بأن اختلاف أهل القبلة أي المسلمين ثانوي بالنسبة إلى اختلاف الغربين والشرقيين ، وكأنه ناتج عنه وتابع له .

وهذا هو الأمر الطبيعي في الحرب العالمية المتوقعة حيث ستكون أهدافها عواصم الدول الكبرى وقواعدها العسكرية ولا تصل إلى المسلمين إلا بشكل غير أساسي ، وقد صرحت بذلك بعض الأحاديث فعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (الإمام الصادق(ع))يقول: (لايكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي) (البحار:52/ 113)


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 2:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

ولعل أكثر النصوص تحديداً لوقت هذه الحرب وسببها الخطبة المروية عن أمير المؤمنين(ع)التي يذكر فيها عدداً من علامات ظهور المهدي(ع) وأحداث حركته ، وقد ورد فيها فقرتان تتعلقان بالحرب العالمية . قال(ع):

(ألا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها، بذحلة أو مثلها . ويخرج رجل من أهل نجران (راهب من أهل نجران) يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته ويدق صليبها ، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق(وهي محجة أمير المؤمنين(ع)بين البرس والفرات)، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف (ألف) من اليهود والنصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف ) (البحار:53 /82 و 84).

وقوله(ع): (قبل أن تشعر برجلها فتنة شرقية) يدل على أن بداية هذه الحرب من الشرق ، أو من نزاع في منطقة الشرق .

وقوله: (أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض) يدل على أن مركز تدميرها هو البلاد الغربية ، وحطبها الكثير القابل للإشتعال ، أي قواعدها العسكرية وعواصمها ومراكزها الهامة .

ويبدوأن معنى قوله(ع):(فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق) أن الناس يأتون يومئذ من أنحاء الأرض للإلتحاق بالمهدي(ع)، ويكون مقره في العراق بين الكوفة والحلة ، كما يأتيه ذلك الراهب النجراني في وفد من المستضعفين .

ويظهر أن عبارة (وهي محجة أمير المؤمنين وهي ما بين البرس والفرات) حاشية من الراوي أو الناسخ ، دخلت في الأصل .

ولعل معنى المحجة أنها مكان اجتماع قوافل الحج في زمن أمير المؤمنين (ع)، أو أنها كانت مكاناً تجتمع فيها رايات الوفود إلى معسكره أو زيارته .

(فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف) أي ثلاثة ملايين ، وقد وضعنا كلمة (ألف) بين قوسين لأنها وردت في رواية أخرى في البحار:52 /274 ، ولعلها سقطت من هذه الرواية .

ولايعني ذلك أن مجموع قتلى الحرب العالمية هو ثلاثة ملايين فقط ، بل قد يكون قتلى ذلك اليوم أو تلك الفترة ، وتكون مرحلة من مراحل الحرب العالمية ، وآخر مراحلها . فقد تقدم أن مجموع خسائرها مع الطاعون الذي يكون قبلها أو بعدها يبلغ ثلثي سكان العالم ، وفي رواية خمسة أسباعهم، كما عن الإمام الصادق(ع): ( قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة)(البحار:52/207) ، وفي بعضها تسعة أعشار الناس .

وقد يكون اختلاف الروايات بسبب تفاوت المناطق أو غيره من الأسباب . وعلى كل حال فخسائر هذه الحرب تكون من المسلمين قليلة .

وخلاصة القول: أن الأحاديث الشريفة تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل من القتل قبيل ظهوره(ع)، في سنة ظهوره مثلاً ، وخسائر فادحة جداً في الأرواح ، وبشكل أساسي في غير المسلمين .

وهو أمر يصح تفسيره بالحرب العامة ووسائلها التدميرية الحديثة المخيفة لجميع أطرافها وجميع الشعوب . إذ لو كانت حرباً تقليدية لما كان خوفها بهذا الشمول الذي تصفه الروايات ، ولكان منها طرف على الأقل أو مناطق لا يشملها خوف القتل .

ولكن توجد روايات وقرائن ترجح تفسيرها بموجة من الحروب الإقليمية خاصة التعبير الوارد عن الإمام الباقر(ع)عن سنة الظهور: (وتكثر الحروب في الأرض) ، حيث ينص على أنها حروب متعددة في تلك السنة. وعليه يكون الجمع بينها وبين روايات الإختلاف والحرب بين أهل الشرق والغرب ، أن ذلك يأخذ شكل حروب إقليمية بينهم ويتركز دمارها على غربي الأرض .

أما وقتها ، فيفهم من الأحاديث أنه قريب جداً من ظهوره(ع)، في سنة ظهوره مثلاً ، وإذا أردنا أن نجمع بين أحاديث هذه الحرب وصفاتها ، فالمرجح أنها تكون على مراحل حيث تبدأ قبيل بداية حركة ظهوره(ع) ثم تكون بقية مراحلها بعد حركة ظهوره ، ويكون فتحه للحجاز في أثنائها ، ثم تنتهي بعد فتحه العراق .

أما إذا فسرنا أحاديثها بحرب نووية شاملة ، وأخذنا بما تكتبه الصحف عن الحرب النووية العالمية فإن مدتها تكون قصيرة جداً ، لا تزيد عن شهر واحد كما يذكرون . والله العالم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الإيرانيون ودورهم في عصر الظهور

قبل الثورة الإسلامية في إيران كانت إيران تعني في أذهان الغربيين قاعدة حيوية في وسط العالم الإسلامي ، وعلى حدود روسيا .

وكانت تعني في أذهان المسلمين بلداً إسلامياً عريقاً يتسلط عليه (شاه) موال للغرب وإسرائيل ، يسخر بلده لخدمتهم .

وكانت تعني للشيعي مثلي مضافاً إلى ذلك بلدا فيه مشهد الإمام الرضا (ع)، وحوزة قم العلمية ذات تاريخ عريق في التشيع والعلماء ومؤلفاتهم.

وكنا عندما نمر بالأحاديث التي تمدح الفرس وقوم سلمان أو نتذاكرها نقول لبعضنا: إنها مثل الأحاديث التي تمدح أهل اليمن ، أو بني خزاعة ، أو تذمهم ، وإن كل الأحاديث التي تمدح أو تذم أقواماً أو بلداناً أو قبائل ، فهي محل نظر . وإن صحت فهي أحاديث عن التاريخ تخص حالة هذه الشعوب في صدر الإسلام وقرونه الأولى .

كانت هذه هي النظرة السائدة بين المثقفين منا ، وأن الأمة اليوم كلها تعيش حالة جاهلية وتخضع لسيطرة الكفر العالمي ووكلائه ، ولا أحد من شعوبها أفضل من أحد ، بل قد يكون الإيرانيون أسوأ حالاً من غيرهم لأنهم أصحاب حضارة كافرة عريقة ، وأمجاد قومية يعمل الغرب والشاه على بعثها فيهم ، وتربيتهم على الإعتزاز بها والتعصب لها .

حتى إذا فاجأت المسلمين في العالم أحداث ثورة إيرن الإسلامية بانتصارها فرحت قلوبهم المهمومة فرحاً لم تعرفه منذ قرون ، وضاعف منه أنه نصر غير محتسب ، وعمت أعمال التعبير عن فرحتهم ، كل بلادهم ، وكان منها أحاديث الناس عن فضل العجم والفرس وقوم سلمان ، وكان عنوان مجلة المعرفة التونسية (الرسول يختار الفرس لقيادة الأمة الإسلامية ) واحداً من مئات العناوين في منشورات مغرب العالم الإسلامي ومشرقه ، التي تعني أننا استعدنا ذاكرتنا عن الإيرانيين ، واكتشفنا أن أحاديث النبي(ص)عنهم لم تكن تاريخاً فقط ، بل مستقبلاً أيضاً .

ورجعنا إلى مصادر الحديث والتفسير نتتبع أخبار الإيرانيين ونتفحصها فإذا بها تخص المستقبل كالماضي ، وإذا بها في مصادر السنة أكثر منها في مصادر الشيعة .

ماذا نصنع إذا كانت أحاديث المهدي المنتظر(ع)والتمهيد لدولته فيها السهم الأوفر للإيرانيين واليمانيين ، الذين ينالون شرف التمهيد لدولته والمشاركة في حركته(ع) ؟ وفيها نصيب للنجباء من مصر ، والأبدال من الشام ، والعصائب من العراق .

وفيها حظ لمؤمنين متفرقين من أطراف العالم الإسلامي ، يكونون أيضاً من خاصة أصحابه ووزارئه ، أرواحنا فداه وفداهم .

وهذه بعض الأحاديث الواردة في الإيرانيين بشكل عام.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

أحاديث المصادر السنية في مدح الإيرانيين

من الأمور الملفتة كثرة الأحاديث النبوية في مدح الفرس في مصادر السنيين ، وقلتها في مصادر الشيعة ! حتى أن الباحث يستطيع أن يؤلف من صحاح السنة ومسانيدهم كتاباً في مناقب الإيرانيين وتفضيلهم على العرب !

من نوع حديث (الغنم السود والبيض): الذي رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه ذكر أصبهان ص8 ، بعدة طرق ، عن أبي هريرة ، وعن النعمان بن بشير ، وعن مطعم بن جبير ، وعن أبي بكر ، وعن ابن أبي ليلى ، وعن حذيفة عن النبي (ص)واللفظ لحذيفة: قال رسول الله(ص): إني رأيت الليلة كأن غنماً سوداً تتبعني ثم أردفها غنم بيض حتى لم أر السود فيها . فقال أبو بكر: هذه الغنم السود العرب تتبعك ، وهذه الغنم البيض هي العجم تتبعك فتكثر حتى لا ترى العرب فيها . فقال رسول الله(ص)هكذا عبرها الملك) .

وحديث (فارس عصبتنا أهل البيت): رواه أبو نعيم أيضاً عن ابن عباس قال: قال رسول الله(ص)وذكرت عنده فارس فقال: فارس عصبتنا أهل البيت) .

وحديث (لأنا أوثق بهم منكم ): الذي رواه أبو نعيم في المصدر المذكور ص 12 عن أبي هريرة قال: (ذكرت الموالي أو الأعاجم عند رسول الله(ص)فقال: والله لأنا أوثق بهم منكم ، أو من بعضكم )! ( وروى قريباً منه الترمذي:5/382 )

وحديث مسلم في صحيحه:7/192 ، عن أبي هريرة قال: كنا جلوساً عند النبي (ص) إذا نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله فلم يراجعه النبي (ص) حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، قال وفينا سلمان الفارسي ، قال فوضع النبي (ص) يده على سلمان ثم قال: لو كان الايمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء) . انتهى.

وما رواه أحمد:5/11 عن النبي(ص)أنه قال( يوشك أن يملأ الله تبارك وتعالى أيديكم من العجم ثم يكونون أسداً لايفرون فيقتلون مقاتلتكم ، ولا يأكلون فيأكم). ورواه أبو نعيم في ذكر أصبهان ص13 بعدة طرق عن حذيفة ، وسمرة بن جندب ، وعبد الله بن عمر .

وما رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج:20/284 ، قال: (جاء الأشعث إليه (إلىعلي(ع)) فجعل يتخطى الرقاب حتى قرب منه ، ثم قال له: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على قربك ، يعني العجم ، فركض المنبر برجله حتى قال صعصعة بن صوحان: ما لنا وللأشعث ! ليقولن أمير المؤمنين اليوم في العرب قولاً لايزال يذكر . فقال(ع): من عذيري من هؤلاء الضياطرة ، يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجر قوما للذكر ! أفتأمرني أن أطردهم؟! ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين . أما والدي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ليضربنكم على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً ) . انتهى.

والذي يتصل بموضوعنا هو دورهم في عصر الظهور وحركة الإمام المهدي(ع). وقد وردت الأحاديث حولهم بتسعة عناوين: قوم سلمان . أهل المشرق . أهل خراسان . أصحاب الرايات السود . الفرس . أهل قم وأهل الطالقان والمقصود فيها غالباً واحد .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

الإيرانيون وبداية التمهيد للمهدي(ع)

تتفق مصادر الحديث الشيعية والسنية حول المهدي(ع)على أنه يظهر بعد حركة تمهيدية له ، وعلى أن أصحاب الرايات السود من إيران يمهدون لدولته ويوطئون له سلطانه . وتتفق أيضاً على الشخصيتين الموعودتين من إيران: الخراساني أو الهاشمي الخراساني ، وصاحبه شعيب بن صالح.. إلى آخر ما ورد من أحاديثهم في مصادر الفريقين .

ولكن مصادرنا الشيعية تضيف إلى الإيرانيين ممهدين آخرين لدولة المهدي (ع)هم اليمانيون .

كما توجد في مصادرنا أحاديث تدل على أنه تقوم قبل ظهوره(ع)حركة ثائرة ، كالذي ورد في تفسير قوله تعالى: بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، وأنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد(ص)إلا قتلوه ) . (الكافي:8/206)

وحديث أبان بن تغلب عن الإمام الصادق(ع)قال: (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب ، أتدري لم ذلك ؟ قلت لا . قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل ظهوره) (البحار:52/63) ، وهو يدل على أنه أهل بيته(ع)من بني هاشم وأتباعهم تكون لهم حركة قبله .

وقد نقل صاحب كتاب يوم الخلاص الحديث القائل: (يأتي ولله سيف مخترط ) وذكر له خمسة مصادر ولم أجده فيها ، وإنما الموجود ( ومعه سيف مخترط) ومثله موارد عديدة ذكر لها مصادر ولم نجدها !

فأحاديث التمهيد إذن ثلاث مجموعات: أحاديث دولة أصحاب الرايات السود المتفق عليها عند الفريقين .

وأحاديث دولة اليماني الواردة في مصادرنا خاصة ، ويشبهها ما في بعض مصادر السنة عن ظهور يماني بعد المهدي (ع) .

والأحاديث الدالة على ظهور ممهدين قبل ظهوره(ع)بدون تحديدهم . وسوف ترى أنها بشكل عام تنطبق على الممهدين الإيرانيين واليمانيين .

وقد حددت الأحاديث الشريفة زمان قيام دولة اليمانيين الممهدين بأنه يكون في سنة ظهور المهدي(ع)مقارناً لخروج السفياني المعادي له في بلاد الشام ، أو قريباً منه كما ستعرف .

أما دولة الممهدين الإيرانيين فتقسم إلى مرحلتين متميزتين :

المرحلة الأولى ، بداية حركتهم على يد رجل من قم ، ولعل حركته بداية أمر المهدي (ع)حيث ورد أنه (يكون مبدؤه من قبل المشرق) .

والمرحلة الثانية ، ظهور الشخصيتين الموعودتين فيهم: الخراساني وقائد قواته الذي تسميه الأحاديث شعيب بن صالح .

وقد ورد في بعض الروايات أن الخراساني وشعيباً يكونان قبل ظهور المهدي(ع)بست سنوات، فعن محمد بن الحنفية قال: (تخرج راية سوداء لبني العباس ، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من بني تميم ، يهزمون أصحاب السفياني ، حتى تنزل ببيت المقدس ، توطئ للمهدي سلطانه ، يمد إليه ثلاث ماية من الشام ، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً ). (مخطوطة ابن حماد ص 84 و74 ).

لكن توجد في مقابلها روايات صحيحة من مصادرنا تقول إن ظهور الخراساني وشعيب مقارن لظهور اليماني والسفياني . فعن الإمام الصاق(ع)قال: (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد ، في يوم واحد . وليس فيها بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق ) ( البحار:52/210) .

وعن الإمام الباقر(ع)قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد ، في يوم واحد . نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا . فيكون البأس من كل وجه . ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم) ( البحار:52/232)

وهذه هي المرجحة لقوة سندها ، بل فيها صحيح السند مثل رواية أبي بصير الأخيرة عن الإمام الباقر(ع) .

ويبدو أن المقصود بأن خروج الثلاثة متتابع كنظام الخرز مع أنه في يوم واحد: أن أحداث خروجهم مترابطة سياسياً . وقد تكون بدايتها في يوم واحد ثم تتابع حركتهم واستحكام أمرهم مثل تتابع الخرز المنظوم .

ومهما يكن فهذه هي المرحلة الأخيرة من دولتهم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

حديث: أن أمر المهدي(ع)يبدأ من إيران

وهو الحديث الذي ينص على أن بداية حركة المهدي(ع)تكون من المشرق ، فعن أمير المؤمنين(ع)قال: ( يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني) (البحار:52/252 ).

وبما أن المتفق عليه بن العلماء والمتواتر في الأحاديث أن ظهوره(ع) يكون من مكة المكرمة ، فلا بد أن يكون المقصود أن مبدأ أمره والتمهيد لظهوره يكون من المشرق .

وتدل الرواية أيضاً على أن هذه البداية تكون قبل خروج السفياني ، وتشير إلى أنه يكون بينها وبين السفياني مدة ليست قصيرة ولا طويلة كثيراً ، لأنها عطفت خروج السفياني عليها بالواو وليس بالفاء أو بثم: (وإذا كان ذلك خرج السفياني) ، بل تشير أيضاً إلى نوع من العلاقة السببية بين بداية التمهيد للمهدي(ع)من إيران وبين خروج السفياني ، وقد عرفت في حركة السفياني أنها ردة فعل لمواجهة المد الممهد للمهدي(ع) .

حديث: أتاح الله لأمة محمد(ص)برجل منا أهل البيت

وهو حديث أبي بصير عن الإمام الصادق(ع)قال: ( يا أبا محمد ليس ترى أمة محمد(ص)فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم . فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد(ص)برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ، ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه . ثم يأتينا الغليظ القصرة ، ذو الخال والشامتين ، القائد العادل ، الحافظ لما استودع ، يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار ظلماً وجوراً). (البحار:52/ 269) .

وهو حديث ملفت لكنه ناقص مع الأسف ، فقد نقله صاحب البحار + عن كتاب الإقبال لابن طاووس+، وقد قال في الإقبال ص599 إنه رآه في سنة اثنتين وستين وستماية في كتاب الملاحم للبطائني ونقله منه ، لكنه نقله ناقصاً وقال في آخره: (ثم ذكر تمام الحديث). والبطائني من أصحاب الإمام الصادق(ع)وكتابه الملاحم مفقود النسخة ، وقد تكونً في المخطوطات المجهولة في زوايا بلادنا الإسلامية .

والحديث يدل على أنه يظهر سيد من ذرية أهل البيت(ع)يحكم قبل ظهور المهدي(ع)ويمهد لدولته .

أما بنو فلان في قوله: (ما دام لولد بني فلان ملك) فلا يلزم أن يكونوا بني العباس كما فهمه المرحوم ابن طاووس ، وكذا الأمر في الأحاديث العديدة التي عبر فيها الأئمة(ع)ببني فلان وآل فلان ، فأحياناً يكون المقصود بها بني العباس ، وأحياناً يكون مقصودهم العوائل والأسر التي تحكم قبل ظهور المهدي(ع).. مثلاً الأحاديث المتعددة التي تذكر الإختلاف الذي يقع بين بني فلان أو آل فلان من حكام الحجاز ، ثم لايتفق رأيهم على حاكم ويقع الخلاف بين القبائل ثم يظهر المهدي(ع) ، فالمقصود فيها ببني فلان فيها ليس بني العباس، بل العائلة التي تحكم الحجاز عند ظهور المهدي(ع) .

وكذا الحديث المروي عن أمير المؤمنين(ع): ( ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا بلى أمير المؤمنين . قال: قتل نفس حرام في بلد حرام عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة) (البحار:52/234)

وغيره من الأحاديث المتعددة التي تذكر اختلاف بني فلان أو هلاك حاكم منهم وأنه يكون بعده خروج السفياني ، أو ظهور المهدي(ع) ، أو بعض علامات وأحداث ظهوره القريبة ، فإنه لا بد من تفسيرها بغير بني العباس ، لأن زوال ملك هؤلاء المعنيين متصل بظهور المهدي(ع).

بل لا بد من التثبت في الروايات التي ورد فيها ذكر بني العباس صراحة ، فقد تكون صدرت عن الأئمة(ع)بتعبير (بني فلان) و(آل فلان) ورواها الراوي بلفظ بني العباس اعتقاداً منه أنهم المقصودون بقول الأئمة(بني فلان).

وقد يصح تفسير بني العباس الوارد في أحاديث الظهور بأن المقصود به خطهم المناهض للأئمة(ع)، وليس أشخاصهم وذرياتهم .

ولكن نادراً ما نحتاج إلى هذا التفسير لأن الغالب في روايات الظهور التعبير ببني فلان وآل فلان .

وعلى أي حال ، فالمقصود ببني فلان في قوله ( ما دام لولد فلان ملك حتى ينقرض ملكهم ، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت)حكام غير بني العباس يكون زوال ملكهم متصلاً بأحداث ظهور المهدي(ع)

أما عبارة (ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل) ، فهي تتحدث عمن يأتي بعد هذا السيد الموعود ، والمفهوم منها أنه المهدي(ع) الذي هو ذو الخال والشامتين كما ورد في أوصافه ، لكن وصف (الغليظ القصرة) أي البدين القصير لاينطبق على المهدي(ع)لأن الروايات تجمع على أنه طويل القامة معتدلها .

لذا نرجح وجود سقط في الرواية باستنساخ ابن طاووس(ره)أو غيره من النساخ ، ولايمكن أن نستفيد منها الإتصال بين هذا السيد الموعود وبين ظهور المهدي (ع) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

أحاديث قم ، والرجل الموعود منها

ومنها ، حديث قيام رجل من قم وأصحابه ، فعن الإمام الكاظم(ع)قال: (رجل من قم ، يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، لا يملون من الحرب ولايجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين) (البحار:60/216 طبعة إيران ، وكذا ما بعدها عن قم) .

ولم تذكر الرواية متى يكون هذا الرجل المبشر به وأصحابه ، ولكن لم يعهد في تاريخ قم وإيران رجل وقومه بهذه الصفات قبل الإمام الخميني وأصحابه . ويحتمل أن تكون الرواية ناقصة وأن يكون فيها ذكر مناسبة قولها على الأقل ، وقد نقلها صاحب البحار عن كتاب تاريخ قم لمؤلفه الحسن بن محمد الحسن القمي الذي ألفه قبل أكثر من ألف سنة ، ولا توجد نسخته الآن مع الأسف .

قد يقال: نعم لم يعهد في تاريخ قم وإيران ظهور هذا الرجل الموعود وقومه ذوي الصفات العظيمة ، ولكن لادليل على انطباقها على الإمام الخميني وأصحابه ، فقد يكون رجلاً آخر وأصحابه يأتون في عصرنا ، أو بعد زمان طويل أو قصير .

والجواب ، نعم لايوجد في الرواية تحديد لزمان هذا الحدث، لكن مجموع صفاتها ، مضافاً إليها ماورد في الروايات الأخرى عن قم وإيران ترجح احتمال أن يكون المقصود بها الإمام الخميني وأصحابه .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

بعض ما جاء في فضل قم

وقد ورد في قم وفضلها ومستقبلها أحاديث عن أهل البيت(ع) يظهر منها أن قم مشروع أسسه الأئمة في وسط إيران على يد الإمام الباقر(ع)سنة 73 هجرية ، ثم رعوها رعاية خاصة ، وأخبروا بما عندهم من علوم جدهم رسول الله(ص)أنها سيكون لها شأن عظيم في المستقبل ويكون أهلها أنصار المهدي المنتظر أرواحنا فداه .

وتنص بعض الأحاديث على أن تسميتها بقم جاءت متناسبة مع اسم المهدي القائم بالحق أرواحنا فداه ، وقيام أهلها ومنطقتها في نصرته .

فعن عفان البصري عن أي عبد الله أي الإمام الصادق(ع)قال: (قال لي: أتدري لم سمي قم؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال: إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ، ويستقيمون عليه وينصرونه) . (البحار ص60) .

وقد أعطى الأئمة(ع)لقم مفهوماً أوسع من مدينتها وتوابعها، فاستعملوا اسمها بمعنى خط قم ونهج قم في الولاء لأهل البيت(ع)والقيام مع مهديهم الموعود(ع) . فقد روى عدة رجال من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله الصادق(ع): (وقالوا: نحن من أهل الري فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا: نحن من أهل الري ، فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا: نحن من أهل الري . فأعاد الكلام ! قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال: إن لله حرماً وهو مكة ، وإن لرسوله حرماً وهو المدينة ، وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنة ( قال الراوي: وكان هذا الكلام منه(ع)قبل أن يولد الكاظم (ع)). ( البحار:60/ 216 ).

يعني أن قماً حرم الأئمة من أهل البيت إلى المهدي(ع) ، وأن أهل الري وغيرها هم من أهل قم لأنهم على خطها ونهجها .

لذلك لايبعد أن يكون المقصود بأهل قم في الروايات الشريفة ، ونصرتهم للمهدي(ع)، كل أهل إيران الذين هم على خطهم في ولاية أهل البيت(ع) ، بل يشمل غيرهم من المسلمين أيضاً .

ومعنى قول الراوي: (وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم(ع)) أن الإمام الصادق أخبر عن ولادة حفيدته فاطمة بنت موسى بن جعفر قبل ولادة أبيها الكاظم أي قبل سنة128 هجرية ، وأخبر أنها سوف تدفن في قم . ثم تحقق ذلك بعد أكثر من سبعين سنة .

فقد روى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا(ع) من المدينة إلى مرو سنة مئتين خرجت فاطمة أخته في سنة وإحدى تطلبه، فلما وصلت إلى ساوة مرضت فسألت كم بيني وبين قم ؟ فقالوا: عشرة فراسخ. لما وصل الخبر إلى آل سعد- أي سعد بن مالك الأشعري - اتفقوا وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم . فخرج من بينهم موسى بن خزرج فلما وصل إليها أخذ زمام ناقتها وجرها إلى قم ، وأنزلها في داره . فكانت فيها ستة (سبعة) عشر يوماً ثم قضت إلى رحمة الله ورضوانه ، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له وهي التي الآن مدفنها ، وبنى على قبرها سقفاً من البواري، إلى أن بنت زينب بنت الجواد(ع)عليها قبة).(البحار:60/ 219).

ويظهر من الروايات أن فاطمة هذه كانت عابدة مقدسة مباركة شبيهة جدتها فاطمة الزهراء÷، وأنها على صغر سنها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت(ع). وعند كبار فقهاء قم ورواتها حيت قصدوها إلى ساوه وخرجوا في استقبالها ، ثم أقاموا على قبرها بناء بسيطاً ، ثم بنوا عليه قبة وجعلوه مزاراً ، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها . ولعل تسمية الإيرانيين لها (معصومه فاطمة) أو (معصومه قم) بسبب صغر سنها ، وطهارتها من الذنوب ، لأن معصوم بالفارسية بمعنى البرئ ، ويوصف بها الطفل البرئ .

ويظهر من الحديث التالي عن الإمام الرضا(ع)أن إعداد الأئمة(ع)لأهل قم لنصرة المهدي المنتظر أرواحنا فداه كان من أول تأسيسها ، وأن حب القميين للمهدي كان معروفاً عنهم قبل ولادته !


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 4:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

فعن صفوان بن يحيى قال: (كنت يوما عند أبي الحسن(ع)فجرى ذكر أهل قم وميلهم إلى المهدي(ع)فترحم عليهم وقال: رضي الله عنهم، ثم قال: إن للجنة ثمانية أبواب ، واحد منها لأهل قم ، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد ، خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم) ( البحار:60/ 216 ).

ونلاحظ أن حب أهل قم للإمام المهدي(ع)حافظ على حيويته وحرارته إلى عصرنا ، وهو ظاهر في إيمانهم وعملهم وشعائرهم وتسمياتهم لأبنائهم ومساجدهم ومؤسساتهم بإسم المهدي(ع)حتى لايكاد يخلو منه بيت .

وقد تحدثت روايتان عن الإمام الصادق(ع)عن مستقبل قم ودورها قرب ظهور المهدي(ع)إلى أن يظهر .(رواهما في البحار:60/213 ).

تقول الأولى منها: ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يدع قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم . ثم قال: إن الدين وأهله بقم ذليل ، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله ، فلم يكن حجة على سائر البلاد . وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين . وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله ، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ، وشغله عنه بداهية أو مصيبة أو عدو ، وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله ، كما نسوا ذكر الله) .

وتقول الثانية: ( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهل قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم(ع)ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد ، إلا بعد إنكارهم حجة ) .

ويظهر من هذين النصين عدة أمور :

أولها: أن دور الكوفة في العلم والتشيع لأهل البيت(ع)سيصيبه ضعف قرب ظهور المهدي(ع) ، والكوفة تشمل النجف ، لأن اسمها بالأصل نجف الكوفة ، أو نجفة الكوفة . بل قد يقصد منه الكوفة هنا العراق كما ذكرنا في محله .

وأن دور قم سيبرز ويستمر ويتعاظم قرب ظهور المهدي(ع) (وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره.. وذلك عند قرب ظهور قائمنا) .

وثانيها: أن دور قم العقائدي قرب ظهور الإمام المهدي(ع)سيكون لكل العالم حتى غير المسلمين: ( وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق. حتى لايبقى مستضعف في الذين... حتى لايبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه العلم والدين ) ، ولا يعني ذلك أن العلم والدين يصل من قم وأهلها إلى كل فرد من شعوب العالم ، بل يعني أن صوت الإسلام وطرحه يصل إلى العالم بحيث إذا أراد أحد أن يتعرف على معالم الإسلام لتمكن من ذلك .

وهذه المعاني المذكورة في النصين الشريفين قد أخذت تتحقق في قم فتصير حجة على الشعوب الإسلامية وشعوب العالم .

ويدل تعبير: (عند قرب ظهور قائمنا) على عدم الطول المديد بين هذا الموقع الموعود لقم في العالم وبين ظهور المهدي(ع) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 5:09 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

حديث أهل المشرق والرايات السود

وقد ورد في مصادر الشيعة والسنة ، ويعرف أيضاً بحديث الرايات السود ، وحديث أهل المشرق ، وحديث مايلقى أهل بيته(ص)بعده . وقد روته المصادر المختلفة عن صحابة متعددين ، مع فروق في بعض الألفاظ والفقرات ، ونص عدد من العلماء على أن رجاله ثقات .

ومن أقدم المصادر السنية التي روته أو روت قسماً منه ابن ماجة في سننه:2/518 و269 ، والحاكم:4/464 و553 ، وابن حماد في مخطوطته الفتن ص84 و 85 ، وابن أبي شيبة في مصنفه:15/235 ، والدارمي في سننه ص 93 ، ثم رواه عنهم أكثر المتأخرين .

ولعل الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجة وغيرهم: (يخرج ناس من المشرق يوطؤون للمهدي سلطانه) جزء منه .

وهذا نص الحديث من مستدرك الحاكم :

(عن عبد الله بن مسعود قال: أتينا رسول الله (ص) فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ! فقلنا يا رسول الله ، ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال:

إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ! فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) . انتهى.

أما من مصادرنا الشيعية فقد رواه ابن طاووس في الملاحم والفتن ص30 و117 ، ورواه المجلسي في البحار:51/83 عن أربعين الحافظ أبي نعيم ، الحديث السابع والعشرين في مجيئه - أي المهدي(ع)- من قبل المشرق . وروى شبيهاً به في:52/243 عن الإمام الباقر(ع)قال: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم . فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا . ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي(ع))قتلاهم شهداء . أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) .

ويستفاد من هذا الحديث بصيغة المختلفة عدة أمور .

الأول: أنه متواتر بمعناه إجمالاً، بمعنى أنه روي عن صحابة متعددين بطرق متعددة بحيث يعلم أن هذا المضمون قد صدر عن رسول الله(ص) ، وعمدة مضمونه:إخباره(ص)بمظلومية أهل بيته(ع)من بعده ، وأن إنصاف الأمة لهم يكون على يد قوم من المشرق يمهدون لدولة مهديهم(ع)،وأنه يظهر على أثر قيام دولة لهؤلاء القوم فيسلمونه رايتهم ويظهر الله به الإسلام على العالم ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .

الثاني: أن المقصود بقوم من المشرق وأصحاب الرايات السود: الإيرانيون ، وهو أمر متسالم عليه عند جيل الصحابة الذين رووا الحديث الشريف وغيره فيهم ، وعند جيل التابعين الذين تلقوه منهم ، ومن بعدهم من المؤلفين عبر العصور ، بحيث تجده عندهم أمراً مفروغاً عنه ، ولم يذكر أحد منهم حتى بنحو الشذوذ أن المقصود بهؤلاء القوم وبهذه الرايات أهل تركيا الفعلية مثلاً ، أو أفغانستان ، أو الهند ، أو غيرها من البلاد . بل نص عدد من أئمة الحديث والمؤلفين على أنهم الإيرانيون . بل ورد اسم الخراسانيين في عدة صيغ أو فقرات رويت من الحديث ، كما سيأتي في حديث رايات خراسان .

الثالث: أن حركتهم تواجه عداء من العالم وحرباً ، وأنها تكون خروجاً على حاكمهم ثم قياماً قرب ظهور المهدي(ع) .

الرابع: أن نصرتهم فريضة على كل مسلم من الجيل الذي يعاصرهم ، مهما كانت ظروفه صعبة ، حتى لو أتاهم حبواً على الثلج .

الخامس: أن الحديث من أخبار المغيبات والمستقبل ، وإحدى معجزات النبي(ص)الدالة على نبوته ، حيث تحقق ما أخبر به(ص)من مظلومية أهل بيته(ع)وتشريدهم في البلاد على مدى العصور ، حتى وصلوا الى أربع جهات العالم فلا نجد أسرة في العالم جرى عليهم من الإضطهاد والتشريد والتطريد مثل أهل بيت النبي(ص)من أبناء علي وفاطمة(ع) .

هذا ، وقد تضمنت صيغة الحديث المتقدمة عن الإمام الباقر(ع)وصفاً دقيقاً لحركتهم ، والمرجح عندي أنه يتعلق بحديث النبي(ص)المذكور . (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق) يدل على أن هذا الحدث من وعد الله المقدر المحتوم ، وهو ما يعبر عنه النبي(ص)والأئمة(ع)بـ( كأني بالشئ الفلاني أو الأمر الفلاني قد حدث) فهو يدل على حتميته ووضوحه في أذهانهم ، ويقينهم به حتى كأنهم يرونه .

بل يدل على رؤيتهم له بالبصيرة التي خصهم الله بها ،المتناسبة مع مقام النبي(ص)ومقام أهل بيته(ع) .

كما يدل على أن حركة الإيرانيين هذه تكون عن طريق الثورة، لأنه المفهوم من قوله ( قد خرجوا) أي ثاروا .

(يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ماسألوا فلايقبلون حتى يقوموا ولايدفعونها إلا إلى صاحبكم).

وهذا التسلسل في حركتهم يعني أنهم (يطلبون الحق)من أعدائهم أي الدول الكبرى، وهو أن لايتدخلوا في شؤونهم ويتركوهم مستقلين عن دائرة نفوذهم فلا يعطونهم ذلك ، حتى يضطروهم إلى أن يضعوا سيوفهم على عواتقهم أي إلى الحرب فيحاربون وينتصرون ، فيعطيهم أعداؤهم ما سألوا أول الأمر فلايقبلون ذلك ، لأنه يصير أمراً متأخراً بعد فوات الأوان وتغير الظروف .

(حتى يقوموا) حيث تبدأ ثورتهم الجديدة المتصلة بظهور المهدي(ع)الى أن يظهر فيسلمونه الراية .

وقد ذكرت إحدى روايات الحديث أنهم يقاتلون بعد رفض مطالبهم الأولى، وينتصرون فيها ، كالحديث المروي في البحار:51/83: ( فيسألون الحق فلايعطونه فيقاتلون وينصرون ، فيعطون ما سألوا فلايقبلون.. الخ.) .

وينبغي الإشارة الى أن تكرار قوله(ع): (يطلبون الحق فلايعطونه) يدل أن مطالبتهم به تكون على مرحلتين قبل الحرب وبعد الحرب ، وأن ثورتهم الشاملة ( حتى يقوموا) تكون قرب ظهور المهدي(ع) .

وتعبيره(ع)عن بداية حركتهم بالخروج ، وعن حركتهم المتصلة بالظهور بقوله(ع)(حتى يقوموا) ، يدل على أن هذا القيام أعظم من خروجهم وثورتهم أول الأمر .

ويدل على أنه مرحلة نضج وتطور لهذه الثورة يصل فيها الإيرانيون إلى مرحلة النفير العام والقيام لله تعالى تمهيداً لظهور المهدي(ع).

وقد يفهم من التعبير بـ(حتىيقوموا) وليس (فيقوموا) مثلاً أنه يوجد فاصل زمني بين إعطائهم مطالبهم وبين قيامهم الكبير ، أو على وجود مرحلة من التأمل والتردد عندهم ، بسبب وجود اتجاه في داخلهم يريد القبول بما كانوا يطالبون به فقط ، أو بسبب الظروف الخارجية التي تحيط بهم ، ولكن الاتجاه الآخر يغلب فيقومون من جديد قياماً شاملاً يتحقق فيه التمهيد للمهدي(ع) .

(قتلاهم شهداء)هذه شهادة عظيمة من الإمام الباقر(ع)لمن يقتل في حركتهم سواء في خروجهم أو حروبهم أو قيامهم الكبير الأخير..

وقد يقال إن شهادة الإمام الباقر(ع)بأن (قتلاهم شهداء) إنما تدل على صحة نية مقاتليهم ومظلوميتهم، ولكنها لاتدل على صحة نية قادتهم وخطهم.

ولكن حتى لو سلمنا ذلك جدلاً ، وتجاوزنا قاعدة صحة عمل المسلم ونيته ، فإن مثل هذا التفسير لايغير من الموقف شيئاً .

(أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) يخبر بذلك عن نفسه (ع)أنه لو أدرك حركتهم لحافظ على نفسه أن يقتل وإن كان قتلاهم شهداء ، لأجل أن يبقي نفسه إلى ظهور المهدي(ع)ونصرته . وفي ذلك دلالة على المقام العظيم للإمام المهدي(ع)ومن يكون معه ، بحيث يحرص على ذلك الإمام الباقر ، وهو تواضع عظيم أيضاً منه لولده المهدي الموعود (ع).

وفيه دلالة أيضاً على أن مدة حركة الإيرانيين إلى ظهور المهدي(ع)لاتزيد عن عمر انسان ، لأن ظاهر كلام الباقر(ع)أنه لو أدرك حركتهم لأبقى نفسه لنصرة المهدي(ع)بالأسباب الطبيعية ، وليس بالأسباب الإعجازية ، وهي دلالة مهمة على دخولنا في عصر الظهور واتصال حركتهم به ، وقربها منه .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 17, 2015 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

ومن طريف ما سمعته من التعليق على حديث رايات المشرق وقوله(ص):

(فليأتهم ولو حبواً على الثلج) أن أحد كبار علماء تونس وهو عالم جليل متقدم في السن لانريد الإضرار به بذكر اسمه حفظه الله ، زار إيران في فصل الشتاء والثلج ، وبينما كان خارجاً من الفندق زلقت قدمه فوقع على الثلج .

قال صاحبه: بادرت لأنهضه فقال لي: لاتفعل ، إصبر ، أريد أن أنهض أنا بنفسي !

ونهض على يديه ببطء ، حتى إذا استوى واقفاً قال: كنا عندما نقرأ هذا الحديث عن المهدي وأنصاره ونصل إلى قوله(ص):(فليأتهم ولو حبواً على الثلج) نتساءل:

إن المهدي يخرج من الحجاز وأين الثلج في الحجاز أو الجزيرة حتى يأمرنا النبي(ص)بهذا التعبير؟

والآن عرفت معنى قوله(ص) فأردت ألمس الثلج وأنهض عنه بنفسي !


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: علامات نهاية العالم أو آخر الزمان عند الشيعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 19, 2015 3:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14765
مكان: مصـــــر المحروسة

حديث رايات خراسان إلى القدس

رواه عدد من علماء السنة كالترمذي:3/362 وأحمد في مسنده ، وابن كثير في نهايته ، والبيهقي في دلائله ، وغيرهم .

وصححه ابن الصديق المغربي في رسالته في الرد على ابن خلدون . ونصه: ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء) .

وروت شبيهاً به مصادرنا كالملاحم والفتن لابن طاووس ص43 و58 ويحتمل أن يكون جزء من الحديث المتقدم .

ومعناه واضح ، فهو يتحدث عن حركة عسكرية وجيش يزحف من إيران نحو القدس التي تسمى إيلياء وبيت إيل.

قال في مجمع البحرين:

( إيل بالكسر فالسكون ، اسم من أسمائه تعالى، عبراني أو سرياني . وقولهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بمنزلة عبد الله وتيم الله ونحوهما . وإيل هو البيت المقدس. وقيل بيت الله لأن إيل بالعبرانية الله).

وقال صاحب شرح القاموس: ( إيلياء بالكسر ، يمد ويقصر ، ويشدد فيهما . اسم مدينة القدس) .

وقد نص علماء الحديث على أن هذه الرايات الموعودة ليست رايات العباسيين . قال ابن كثير في النهاية تعليقاً على هذا الحديث: (هذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم فاستلب بها دولة بني أمية . بل رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي).( فيض القدير:1/466 ، ولم أجده في طبعة ابن كثير الفعلية).

بل وردت عدة أحاديث عن النبي(ص)تميز بين رايات العباسيين التي هدفها دمشق ، وبين رايات أصحاب المهدي(ع)التي هدفها القدس، منها ما رواه ابن حماد في مخطوطته ص84 و 85 وغيرها ، عن محمد بن الحنفية وسعيد بن المسيب قال:

(قال رسول الله(ص):

تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس فتمكث ما شاء الله ، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان وأصحابه ، من قبل المشرق ، يؤدون الطاعة للمهدي) .

وقد حاول بنو العباس استغلال أحاديث الرايات السود في ثورتهم على الأمويين، وعملوا لإقناع الناس بأن حركتهم ودولتهم وراياتهم مبشر بها من النبي(ص)وأن المهدي الموعود(ع)منهم ، وقد سمى المنصور ولده المهدي ، وأشهد القضاة والرواة على أن أوصاف المهدي الواردة عن النبي(ص)تنطبق عليه.. الخ.

وللعباسيين قصص في ادعائهم المهدية واتخاذهم الرايات السود والثياب السود ، وهي مشهورة مدونة في كتب التاريخ .

وقد يكون ذلك نفعهم في أول الأمر ، ولكن سرعان ما كشف زيفه الأئمة من أهل البيت(ع)والعلماء ورواة الحديث ، ثم كشف زيفه الواقع حيث لم يكن أحد منهم بصفات المهدي الموعود(ع)، ولا تحقق على يده ما وعد به النبي(ص) ، ولا ملأ أحد منهم حتى قصره عدلاً !

بل تذكر الروايات أن الخلفاء العباسيين المتأخرين قد اعترفوا بأن قضية ادعاء آبائهم للمهدية كانت من أصلها مجعولة ومكذوبة .

ويبدو أن ادعاء المهدية كان أشبه بالموجة في أواخر القرن الأول الهجري ، حيث رزح المسلمون تحت وطأة التسلط الأموي ، ولمسوا ظلامة أهل البيت (ع)فانتشر بينهم تداول أحاديث النبي(ص)عن ظلامة أهل بيته الطاهرين(ع) والبشارة بمهديهم .

فكان ذلك أرضية لادعاء المهدية لعديدين من بني هاشم، وحتى من غيرهم أيضاً مثل موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي .

ويبدو أن عبد الله بن الحسن المثنى كان أبرع من ادعاها لولده محمد ، فقد خطط لذلك منذ طفولة ابنه فسماه محمداً لأن المهدي(ع)على اسم النبي(ص) ، ثم رباه تربية خاصة ، وحجبه عن الناس وأشاع حوله الأساطير وأنه هو المهدي .

قال في مقاتل الطالبيين ص239: ( لم يزل عبد الله بن الحسن منذ كان صبياً يتوارى ويراسل الناس بالدعوة إلى نفسه ويسمى بالمهدي)!!

وقال في ص244: (لهجت العوام بمحمد تسميه بالمهدي) !

بل كان العباسيون أيضاً يروجون لهذا الإدعاء قبل أن ينقلبوا على حلفائهم الحسنيين! فقد روى المصدر في ص239 عن عمير بن الفضل الخثعمي قال:

( رأيت أبا جعفر المنصور يوماً وقد خرج محمد بن عبد الله بن الحسن من دار ابنه وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود وأبو جعفر ينتظره ، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بردائه حتى ركب ثم سوى ثيابه على السرج ومضى محمد ، فقلت وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمداً: من هذا الذي أعظمته هذا الإعظام حتى أخذت بركابه وسويت عليه ثيابه؟ قال: أو ما تعرفه؟! قلت: لا . قال: هذا محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، مهدينا أهل البيت ) ! .

وأكثر الظن أن العباسيين تعلموا ادعاء المهدية من هؤلاء الحسنيين حلفائهم وشركائهم في الثورة على الأمويين. وليس هذا موضع التفصيل.

على أي حال ، لا شك عند أهل العلم بالحديث والإطلاع على التاريخ ، في أن الرايات السود الموعودة في هذا الحديث الشريف وغيره هي الرايات الممهدة للمهدي(ع) ، وهي غير رايات بني العباس حتى لو فرضنا صحة الروايات التي تخبر برايات بني العباس أيضاً ، لما عرفت من وجود أحاديث تميز بينهما ، ولشهادة الواقع وعدم انطباقها على مهدي العباسيين وغيرهم، وقد أشرنا من أن هدف رايات العباسيين دمشق ، وهدف رايات أنصار المهدي(ع)القدس .

وبالرغم من اختصار هذا الحديث الشريف في الرايات السود ، إلا أن فيه بشارة بوصولها إلى هدفها ، مهما كانت العقبات التي تعترض طريقها إلى القدس .

أما زمن هذا الحدث فغير مذكور في هذه الرواية ، ولكن تذكر روايات أخرى أن قائد هذه الرايات يكون صالح بن شعيب الموعود ، كما في مخطوطة ابن حماد ص84 عن محمد بن الحنفية قال:

(تخرج رايات سود لبني العباس ، ثم تخرج من خراسان أخرى قلانسهم سود وثيابهم بيض ، على مقدمتهم رجل يقال له صالح من تميم ، يهزمون أصحاب السفياني ، حتى ينزل ببيت المقدس فيوطئ للمهدي سلطانه) .

ويبدو أن المقصود بها في هذه الرواية حملة الإمام المهدي(ع)لتحرير فلسطين والقدس ، ويحتمل أن تكون بدايتها قبل ظهوره(ع) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 141 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط