[وفي عام 1951 لوث الجيش الأمريكي سراً مركز نورفولك للتموين البحري في فرجينيا بالبكتيريا ، واختير نوع من البكتريا كان يعتقد أن السود أكثر قابلية للتأثر به من البيض.
وكانت سافاناه بولاية جورجيا وأفون بارك بولاية فلوريدا هدفين لتجارب الأسلحة البيولوجية التي أجراها الجيش مراراً في عامي 1956 و 1957.
فقد أطلق باحثو الحرب الكيماوية والبيولوجية في الجيش ملايين البعوض على مدينتين صغيرتين لاختبار قدرة هذه الحشرة على نقل وتوصيل الحمى الصفراء ، وحمى الدنجي ، وأصاب المرض المئات من السكان ، وكانوا يعانون من الحمى وضيق النفس وولادة أطفال ميتين والتهاب المخ . وأبلغ عن العديد من الوفيات.
وقد بدأ التعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية والأنظمة ذات النظرة النازية تماماً باستقدام العلماء النازيين.
وكان من بين أصدقاء الوكالة في السنوات التالية نظام التفرقة في جنوب أفريقيا.
وعلى سبيل المثال ، كانت نصيحة من الوكالة هي التي أدت إلى القبض على نيلسون مانديلا وسجنه لأكثر من عشرين سنة.
وظل تعاون الوكالة الوثيق مع وكالات استخبارات جنوب أفريقيا على قوته ، بل ازداد قوة في عهد ريجان ، حيث كان هناك تعاون وثيق في الهجمات التي شنت على موزمبيق وغيرها من جارات جنوب أفريقيا التي كانت تشكل خطراً على مصالح بريتوريا وواشنطن.
وفي عام 1970 ، وفي مقال نشرته "ميليتاري ريفيو" المجلة التي يصدرها الجيش الأمريكي وكلية الأركان العامة ، ناقش عالم وراثة سويدي في جامعة لوند اسمه كارل لارسون الأسلحة المنتقاة وراثياً.
وذكر لارسون أنه رغم أن دراسة الإنزيمات المؤيضة للمخدرات لا تزال في بدايتها ، فإن التفاوتات الملحوظة في الاستجابة للعقاقير أوضحت احتمال وجود اختلافات وراثية كبيرة في قابلية الأصابة بالعوامل الكيماوية بين الشعوب المختلفة.
ومضى لارسون ليتوقع أنه في عملية أشبه بخرطنة الجماعات العرقية في العالم قد يكون لدينا عما قريب شبكة نضع عليها الملاحظات الجديدة من هذا النوع.
وفي نفس الاتجاه أشار تقرير للجيش الأمريكي صادر في 1975 في خاتمته إلى أنه "من الممكن نظرياً ابتكار ما تسمى أسلحة عرقية يمكن تصميمها بحيث تستغل الفروق الطبيعة في قابلية الإصابة بين جماعات سكانية محددة".]اهـ
نقلاً عن : [التحالف الأسود وكالة الاستخبارات المركزية والمخدرات والصحافة صـ 112 : 113] لـ ألكسندر كوكبرن - جيفري سانت كلير : ترجمة : أحمد محمود.