موقع د. محمود صبيح

النبوءة والدمار

مواب MOAB أم القنابل

النبوءة التوراتية بتدمير ونهب مواب ( العراق)

بقلم : د. إبراهيم خليل

إهــــــــــــــداء

إلى أرواح القتلى في حرب العراق ...
الى أرواح القتلى العرب ............
و الأمريكيين .....
والبريطانيين ....
القلب يعتصر ألما عليهم....
لقد كانوا ضحية لأكذوبة كبرى....
لقد كانوا ضحية لنبوءة دمار توراتية...
وذلك لتحقيق حلم اسرائيل من النيل الى الفرات...

المؤلف .

تــمـهــــيــــــــــــــد

لكل جريمة جسم فلا جريمة بدون جسم الجريمة.

" مواب " هو جسم الجريمة في الحرب على العراق.

ومن الغريب أن لم يكتشف أى باحث في العالم العلاقة بين كلمة مواب و سر الحرب على العراق .

فلقد صدع رؤوسنا من أطلقوا على أنفسهم بالمحللين" الاستراتيجيين " برؤيتهم وتحليلا تهم عن الحرب على العراق ولكن لم يتمكن أى من هؤلاء من اكتشاف مغزى تسمية أم القنابل التى دمرت العراق باسم مواب وهو اسم عبري ذكر في التوراة 201 مرة في 180 آية من آيات التوراة.

ولو فطن المحللون لمغزى اسم مواب كما جاء في التوراة لعلموا أن ما حدث في العراق من تدمير ونهب انما هو في حقيقة الأمر تنفيذ بالحرف الواحد لنبوءة توراتية لتحقيق أطماع اسرائيل العدوانية .

وفى هذا الكتاب أمسك المؤلف بجسم جريمة الحرب على العراق فراح يعرض لنا وهو الخبير في التوراة كل ما جاء عن مواب ( العراق ) ونبوءة تدميره واحتلاله ونهبه وهو ما حدث بالفعل على أرض الواقع والذى شاهده العالم عبر الفضائيات .

المؤلف .

مـــقــــــدمـــــــــــــة

الحقيقة التى هى أغرب من الخيال فى عالم السياسة .

أحيانا قد تكون الحقيقة أغرب من الخيال...

ففى المجال العلمى – مثلا - لو قيل لمن عاشوا فى القرون الوسطى أن بالامكان الطيران من الصين لافريقيا فى غضون ساعات لقالوا ان ذلك خيال..

ولا يقتصر الأمر على مجالات العلم .. بل إن هناك أيضا خيال حتى في عالم السياسة..

فلو قلت لبعض المحللين السياسيين :

من يحكم أمريكا فسيرد فورا ودون أي تفكير :

" جورج دبليو بوش " فاذا قلت : لا ليس جورج ولا دبليو ولا بوش بل إسرائيل فسينظر اليك كنظرة من قيل لهم أن بالامكان الطيران من الصين لأفريقيا فى غضون ساعات فكان جوابهم ان ذلك خيال..

وهكذا فان الحقيقة قد تكون أحيانا أغرب من الخيال حتى فى السياسة..

ولهذا كنت أبتعد عن المشاركة فى أى حديث سباسى ليس عن جهل بما يدور حولنا من أحداث ولكن عن قناعة تامة بأنه لافائدة ترجى من الكلام السياسى طالما نحن بعيدون عن فهم ما يجرى حولنا وكيف يتم طبخ السياسة العالمية والتى تؤثر حتما على مصير أمتنا العربية والاسلامية.

وكانت قناعتى أن اليهود هم الذين يحكمون ويتحكمون فى تقرير وفرض السياسة العالمية وما رؤساء الدول الغربية وفى مقدمتهم أمريكا الا قطع من الشطرنج يحركها اليهود متى أرادوا وكيفما أرادوا لتحقيق حلم التوسع الاسرائيلى " من النيل الى الفرات ".

ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001 وبعد تدمير برجى نيويورك والمصائب تتوالى على المسلمين والعرب.. والرابح الوحيد هو اسرائيل علما بالشكوك حول اضطلاع الموساد الاسرائيلى بتدبير جريمة تدمير برجى نيويورك لدفع الثور الأمريكى الهائج والجريح للانتقام من أعداء اسرائيل....

وبعد انتصار الدولار الأمريكى فى أفغانستان بدأ التمهيد لتدمير القوة العسكرية للعراق ونهب ثرواته... والمستفيد الأول بطبيعة الحال هو اسرائيل...

ولقد بدأت الحملة الاعلامية ضد العراق بطريقة تدريجية منظمة ثم ازدادت كثافة هذه الحملة بمرور الوقت.. فكل شئ فى أجندة عمل اليهود له وقت محدد...

فلابد أولا من القضاء على ياسر عرفات سياسيا ثم بعد ذلك يأتى الدور على صدام حسين.

وظهرت عدة مواقع على الانترنت تحت عنوان" شفرة التوراة - The Code Of Torah " والتى تزف الينا بشرى اكتشاف أن التوراة تتنبأ بزوال نجم " عرفات " فى عام 2002 .

ولقد استند أصحاب هذا الاكتشاف العبقرى الى أسلوب غريب جدا فى تفسير التوراة متبعين طريقة هى أشبه بالكلمات المتقاطعة حيث جاءوا بعدة نصوص توراتية ثم رتبوها أفقيا ورأسيا ثم اقتطعوا حروف : ع- ر- ف- ا- ت (عرفات) ثم قاموا ببعض المسائل الحسابية بحسب عدد الحروف العبرية ( الألف = 1 والباء = 2 وهكذا) حتى انتهت هذه الحسابات الى رقم 2002 ثم أعلنوا نتيجة اكتشافهم وهى زوال ملك عرفات السياسى عام 02002

وظهرت بعد ذلك عدة مقالات وندوات أمريكية تندد بعرفات وتتهمه بالديكتاتورية ونهب أموال المساعدات الدولية وتشجيعه للارهاب وتعاونه مع " بن لادن " وتنظيم القاعدة وتدريبه للارهابيين الافغان وانفاقه لأموال المساعدات الدولية لتنفيذ عمليات التفجيرات الانتحارية لقتل " الابرياء اليهود " بدلا من انفاق أموال المساعدات لرفاهية الشعب الفلسطينى...

كما أن عرفات - كما قالوا – يعلم التلاميذ فى المدارس كراهية اليهود...وعقدت الندوات واللقاءات الاعلامية حتى تهيأ الرأى العام الأمريكى لضرورة التخلص من عرفات وعزله سياسيا..

فجاء دور الآلة العسكرية الاسرائيلية – بعد أن أعطى لهم بوش الضوء الأخضر – فاقتحمت المدن الفلسطينية وحاصرت عرفات الذى أصبح بين عشية وضحاها رئيسا معتقلا بدون كهرباء أو ماء أو وسائل اتصال...

ويبدو أن شاون قد تجاوز كثيرا خط بوش الأخضر خصوصا بعد اقتحام بيت لحم ومحاصرة كنيسة القيامة مما أدى الى توسل الفاتيكان لدى بوش لانهاء هذه الاعمال العدوانية.

فهاتف بوش شارون بهذا الشأن فرد عليه شارون بوقاحه.

فظهر بعدها بوش على محطات التلفاز وقال لابد من انسحاب شارون من جميع المدن الفلسطينية التى احتلها وفورا..

فلم يعره شارون أى اهتمام.

فظهر بوش للمرة الثانية وطلب من شارون الانسحاب الفورى ..

فلم يعره شارون أى اهتمام.

فظهر بوش للمرة الثالثة والأخيرة ( على طريقة عبد الفتاح القصرى : أنا كلمتى متنزلش الأرض أبدا ) منددا بموقف شارون ومهددا بعواقب وخيمة اذا لم ينسحب فورا !

وهنا رد شارون وقال ان امريكا ليس لها الحق فى التدخل بشأن أى مسألة تتعلق بأمن اسرائيل كما أننا نفعل مع الفلسطينيين ما فعلته أمريكا فى أفغانستان للقضاء على الارهاب!

ولم يقتصر الأمر أن تغاضى بوش عن هذه الضربة " الشارونية " لكبريائه..

وعين البغض تبرز كل عيب وعين الحب لا تجد العيوبا

بل لقد ذهب بوش بعد ذلك للاجتماع باللوبى اليهودى الذى ذكره بالنبوءة التوراتية المفبركة عن زوال ملك عرفات عام 2002 فألقى بوش باللائمة على عرفات وطالب بضرورة أن يمثل الشعب الفلسطينى وجها جديدا لأن عرفات قد انتهى سياسيا....

وكان ذلك بمثابة اعتذار من بوش لليهود لأنه تجرأ وهدد شارون ..

وهكذا انتصرت النبوءة التوراتية على عرفات وهزمته بالضربة القاضية السياسية .

فمتى يدرك الغافلون أن أمريكا لاتملك الضغط على اسرائيل وأن العكس هو الصحيح؟..

وهل يحتاج أى محلل سياسى الى دليل بعد ذلك لاثبات أن اسرائيل هى التى تحكم أمريكا؟

ولقد تزامن عزل عرفات سياسيا مع تكثيف الحملة الاعلامية ضد صدام حسين .

ويجب ملاحظة أن سيناريو استخدام الآلة العسكرية يأتى دائما بعد الحملة الاعلامية المكثفة.

وأقرب مثال على ذلك هو تلك الحملة الرهيبة ضد صدام حسين والتى سبقت غزو العراق.

ولقد شارك فى هذه الحملة كل من له صلة بصنع القرار فى أمريكا.. مئات من أعضاء الكونجرس الأمريكى ونائب بوش ( تشينى ) وأعضاء مجلس الأمن القومى الأمريكى ومستشارى بوش بالاضافة الى وزراء الخارجية والعدل والدفاع..الخ

فكان المطلوب بعد ذلك هو اقناع الرأى العام الأمريكى بضرورة التخلص من صدام حسين.

فرأينا الندوات اليومية فى أغلب محطات التلفاز الأمريكى تناقش الخطر الذى يهدد العالم بسبب صدام حسين...

ونشرت الالاف من المقالات فى الصحف والمجلات الأمريكية التي زعمت أن سلامة وأمن المواطن الأمريكى في خطر شديد بسبب صدام حسين.

ولم تترك تلك الحملة المنظمة أية عورة الا ولصقوها بنظام صدام حسين...

فعندما ظهر مرض الجمرة الخبيثة بطريقة ارهابية فى أمريكا قالوا ان صدام حسين هو السبب ثم اكتشفوا بعد ذلك أن أحد الأمريكيين هو الذى فعل ذلك.

بعد ذلك قالوا ان صدام حسين شارك فى تمويل تنظيم القاعدة الذى يتهمونه بأحداث 11 سبتمبر الا أنهم عجزوا عن تقديم أى دليل يثبت صحة هذا الادعاء.

بعد ذلك قالو ان صدام حسين يدرب الارهابيين لشن هجمات على المدنيين الامريكيين الا أنهم عجزوا عن تقديم أى دليل.

وقصص وروايات وأخبار مثيرة حول ضرورة التخلص من صدام حسين لكى يعيش العالم في سلام لأن صدام هو مصدر الارهاب العالمى.

بعد ذلك أعلنوا أن جهاز المخابرات المركزية الأمريكية CIAتمكن من الحصول على أصل خطاب موجه من حكومة العراق للنيجر تطلب فيه العراق شراء كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب ....

وهنا وقعت الواقعة.. وبدأت الندوات والمقالات تحذر :

أنقذوا العالم من صدام حسين... ان لديه أسلحة نووية.. ان لديه أسلحة دمار شامل !

علما بأن ذلك الخطاب كان واضح التزوير بشهادة بعض الأمريكيين الذين القوا اللوم على جهاز المخابرات المركزية الأمريكية CIAالأمر الذى كاد يسبب مشكلة كبرى فصرح بعدها مسئولو ال CIA بأنهم حصلوا على هذا الخطاب من جهاز استخبارات صديق ( والذى هو بالطبع الموساد الاسرائيلى).

بعدها بدأ مسلسل مجلس الأمن ومحاولة أمريكا إظهار العراق بمظهر الخارج على القانون والضغط بكل قوة لممارسة التفتيش العاجل جدا عن أسلحة الدمار الشامل العراقية واعطاء فرص زمنية قصيرة جدا للعراق للتعاون مع المفتشين.

كل ذلك والعراق يستجيب بمنهى المرونة...

ثم دمروا جميع الصواريخ العراقية ( صمود 2 )...

وجاء إعلان المفتشين بأنهم لم يجدوا أي أسلحة دمار شامل.

ولكن الأمر كان واضحا أن بوش يريد تدمير العراق بأى شكل ..

فكان ما كان من عدم احترام أمريكا للشرعية الدولية.... ثم اعطاء بوش مهلة وهمية لصدام حسين للتنحى عن رئاسته للعراق....

بل لقد قالها بوش بمنتهى الصراحة : وحتى لو تنحى صدام فلابد من دخول العراق .......

كما أعلن بوش قبل الحرب أن الوقت يجرى Time is running out " "

فما دلالة كل ذلك؟

وما سبب الاصرار على ضرب العراق؟

والذى كان بوش يعلم أنه سيؤدى الى دمار العراق حيث كان ينادى دائما بضرورة الاعمار بعد الحرب أى لابد من الدمار أولا !

أو بعبارة أخرى لماذا أراد بوش تدمير العراق؟

قد يبدو مفيدا توجيه سؤال آخر قبل الاجابة على هذا السؤال .

لماذا لم تبدأ أمريكا بكوبا أو كوريا؟

اذا كان السبب هو أسلحة الدمار الشامل في العراق فها هم مفتشو الأمم المتحدة يعلنون أنهم لم يجدوها وطلبوا مهلة ثلاثة أشهر لاستكمال البحث...

إذن فهو سبب غير حقيقى ....

وبالفعل لم يجد الأمريكيون أية أسلحة دمار شامل بعد غزو وتدمير واحتلال العراق...

أما اذا كان السبب هو أن صدام ديكتاتور وشعب العراق يعيش فى حالة يرثى لها ويجب تحريره اذن فلماذا لم تبدأ أمريكا بكوبا التى تعيش فى ظل حكم ديكتاتورى ويعيش الكوبيون فى ظروف أسوأ من العراقيين حيث يهرب منهم العشرات كل يوم طلبا للجوء السياسى فى أمريكا وهو ما لم يفعله العراقيون ..

فضلا عن أن كوبا تمتلك أسلحة دمار شامل وتوجه صواريخها بعيدة المدى للمدن الأمريكية..

كما أن كاسترو طالما هدد بتدمير المدن الأمريكيه عدة مرات بينما لم يفعل صدام ذلك ..

فضلا عن أن كوبا لايفصلها عن أمريكا الا خليج مائى بينما العراق تبعد عنها بنحو 8000 ميل. فلماذا لم تبدأ أمريكا بكوبا؟

أو لماذا لم تبدأ أمريكا بكوريا الشمالية وهى أيضا تهدد أمريكا علنا ولديها كل الأنواع من سلاح الدمار الشامل ونظامها ديكتاتورى ؟.

إذن فهناك سبب خفى جعل بوش مصمما على تدمير العراق .

ولقد كان هذا السبب الخفى قويا وملحا مما اضطر بوش الى تخطى كل الحواجز الأخلاقية والدبلوماسية والشرعية الدولية ومجلس الأمن وضاربا بعرض الحائط كل التظاهرات الدولية التى عمت كل أنحاء الأرض منددة بالحرب ...

كل ذلك لتحقيق هدفه العاجل حيث قال فى أكثر من مناسبة ان الوقت يجرى Time is running out " " ولابد من اسقاط صدام وتحرير العراقيين..

كما أعلن أكثر من مرة أن الحرب ضد العراق لابد منها حتى لو تنحى صدام ..

ولقد كان له ما أراد أو ما أريد له ان شئت الدقة ..

فأصدر بوش أوامره بضرب العراق بقنبلة " مواب " العملاقة والتى أطلقوا عليها اسم " أم القنابل ".....

فما هو السر وراء كل ذلك؟

الــســـــــر فـي " مـــــــــواب "

لاجريمة بدون جسم جريمة...

ولقد اتفق أغلب سكان العالم على أن غزو العراق يعتبر جريمة ضد الانسانية ...

إلا أن أي من المحللين السياسيين لم يعر جسم الجريمة أى اهتمام.

ذلك لأن كلمة " مواب " هى جسم الجريمة وهى السر الخفى الذى كان وراء عجلة بوش واسراعه لضرب العراق .

رغم توسل المجتمع الدولى باعطاء العراق مهلة ثلاث شهور فقط لانجاز عمل المفتشين بحثا عن أسلحة الدمار الشامل فى العراق – والتى يعلم بوش بعدم وجودها -

إلا أن بوش رفض لأن الوقت يجرى Time is running out " " !

ولأنه ليست هناك جريمة كاملة فلابد للمجرم أن يترك أثرا يدل عليه .

ولقد قدم لنا بوش الأثر والدليل على جريمته ضد العراق عندما أطلق اسم " مواب " على أم القنابل..

أى أن كلمة مواب هى الدليل وهى جسم الجريمة وهى التى فضحت من حركوا بوش واستعجلوه لضرب العراق.

وفى هذا الكتاب سنرى كل الأسرار الخاصة بكلمة " مواب " .

بــوش ونـبـــوءة تـدمـيـــر مــــــواب .

لم يعد خافياً إلا على الغافلين أن القرارات السياسية ذات الخطر يتم اتخاذها في أمريكا داخل جمعـيات دينية توراتية متطرفة.

وهذه الجمعيات منتشرة في طول البلاد وعرضها ويسيطر عليها اليهود...

والعجيب أن هذه الجمعيات مسيحية في الأصل إلا أنها تختلف كثيراً عن المسيحية الأصولية مثل الكاثوليكية أو الأرثوذكسية.....

إنها جمعيات تسمى باليهود المسيحيين أو المسيحيون اليهود .

وتهتم هذه الجمعيات بالتوراة العبرية وكتب العهد القديم أيما اهتمام...

ويقول أصحابها أن نبوءات التوراة والعهد القديم لابد وأن تتحقق لكي يجيء السيد المسيح ...

وإذا لم تتحقق هذه النبوءات فإن السيد المسيح لن يجيء...

لهذا فإن اتباع هذا المذهب يعملون بكل جد ونشاط لتحقيق نبوءات التوراة والعهد القديم.

ويُعتبر السيد / جورﭺ دبليو بوش من أهم الشخصيات العالمية التي تتبع إحدى هذه الفرق الدينية في أمريكا ...

فهو يلتزم – عن عقيدة راسخة – بتحقيق نبوءات التوراة لكي يمهد الطريق لمجيء السيد المسيح ...

كما يعتقد أصحاب هذا الفكر أنهم قريبون جداً من الرب وإنهم قد يتلقون وحياً من الرب مباشرة.

ولقد أعلن السيد / بوش عن قصة إيمانه بمنتهى الفخر حيث قال أنه بفضل انتسابه لجمعيته الدينية (جمعية الميثودست- Methodist ) فقد تحول من إنسان لا ديني إلى إنسان متديّن جداً بدرجة قديس حيث أصبح يتلقى الأوامر من الرب مباشرة....

وفي هذا الصدد قال السيد / بوش : لقد أُمرتُ - ( بضم الألف ) - بضرب العراق.

وليس سراً أن معظم رؤساء أمريكا – إن لم يكونوا جميعهم – ينتسبون لمثل هذه الجمعيات التوراتية كما أنه ليس سرا أيضا أنهم يؤمرون بالضرب...

فهذا ريجان الذي أًمر ( بضم الألف ) بضرب ليبيا وذاك بوش الأب الذي أُمر بضرب العراق وأيضا كلينتون الذي أًمر بضرب السودان والصومال وها هو بوش الصغير يؤمر بضرب العراق بعد أن ضرب أفغانستان.

ومجمل القول أن أغلب – إن لم يكن جميع – رؤساء أمريكا يؤمرون بالضرب .. لتحقيق نبوءات التوراة.

والثابت في جميع الحالات أن المضروب دائماً وأبداً دولاً عربية و إسلامية ... ليبيا – السودان – الصومال – العراق – أفغانستان –

ثم العراق مرة ثانية.

ومن ناحية أخرى .. ومن خلال متابعتي لعملية غزو العراق عبر القنوات الفضائية وكذلك الصحف المحلية والعربية والعالمية وأيضا مواقع الانترنت المختلفة ..

فقد دهشت من ذلك الكم الهائل من الخبراء الاستراتيجيين المحليين والعرب والاجانب والذين أدلى كل منهم بدلوه فى أسباب ونتائج الحرب على العراق..

فجاءت تعليقاتهم حسب ثقافاتهم واتجاهاتهم ومعتقداتهم ..

أما الصدمة التي أصابتني من هؤلاء " الاستراتيجيين " فهي أنه لم يفطن أى محلل منهم سواء أكان محلياً أم عربياً أم أجنبيا إلى سر إطلاق إسم مواب (Moab) على عملية غزو وتدمير العراق .

وما الذي يحمله هذا الاسم التوراتي من معاني ودلائل هي في الحقيقة جد خطيرة .

وذلك لأن الباحث في التوراة العبرية يجد من خلال الآيات التي تناولت كلمة مواب كل شيء يرتبط بعملية غزو العراق ..

من أسباب خفية ومعلنة إلى تكتيكات عسكرية ثم إلى نتائج ما بعد الغزو بحيث تصبح الساحة الاعلامية في غير حاجة إلى أي محلل استراتيجي قد يصيب أحيانا و يخطيء أحيانا أخرى.

فما هو سر اطلاق اسم مواب على تلك القنبلة العملاقة والمسماة " أم القنابل " والتى تعتبر أكبر قنبلة فى تاريخ البشرية والتى لها آثار تدميرية فادحة تعادل الآثار الناتجة عن قنبلة نووية صغيرة.

وفضلا عن الدمار الناتج عن مواب " أم القنابل " فان تأثيرها النفسى والمعنوى على القوات العراقية وتدمير معنوياتهم هو الذى أدى الى حسم نتيجة الحرب لصالح القوات الغازية.

ومجمل القول أن اطلاق اسم مواب على " أم القنابل " يعنى تدمير العراق .

مـــــواب وتــدمـــيــــــر الـعـــــراق .

منذ اللحظة الأولى لقصف العراق وبدء العمليات العسكرية لغزوه .. عرضت قناة CNN الأمريكية صوراً للصواريخ والقنابل التي ضربت بغداد ، وظهر إسم مواب (Moab) في الجزء الشمالي الأعلى من شاشة التلفاز..

وفى اليوم التالى ظهرت بعض الصحف الأمريكية والعربية وأخبرتنا أن مواب هو الاسم الذي اختارته الادارة الأمريكية لعملية غزو العراق.

وأن إسرائيل قد علمت بموعد الغزو قبل وقوعه بساعات.

هذا ما أعلن... ولكن ما خفى كان أعظم وأفدح .

فبالنظر الى الخرائط التوراتية فاننا نجد اقليما كبيرا يقع الى الشرق من البحر الميت...

ويسمى هذا الاقليم الكبير " مواب "...

ومن ناحية أخرى فإن العراق يعتبر إقليما كبيرا يقع الى الشرق من البحر الميت..

إذن العراق هو مواب بحسب الخرائط التوراتية وهذا هو ما أقنعوا به بوش..

ولأن التوراة تتنبأ بهلاك وتدمير ونهب مواب...

وهذه النبوءة فى انتظار الرجل الذى يختاره الرب لينال هذا الشرف العظيم...

وتتم على يده تحقيق وتنفيذ هذه النبوءة التوراتية..

وهكذا تم إقناع السيد بوش أنه هو الرجل الذى اختاره الرب للقيام بهذا العمل المقدس .

لهذا أقول .. لو كلف أي من السياسيين نفسه بعض الجهد للبحث في التوراة عن موآب (Moab) لعـلم كل شيء بالتفصيل عن كل جوانب غزو مواب بحيث لم يعـد هناك أي باب للاجتهاد أو الاستنتاج .

فكل شيء مخطط له وتم طبخه في مطبخ التوراة السياسي..

ولم يبق إلا تنفيذ هذا المخطط – المعـد سلفاً – بواسطة مبعوث من قبل الرب لتحقيق النبوءة الخاصة بتدمير مواب ( العـراق ).

وهنا يمكننا أن نفهم مقولة السيد بوش : " لقد أًمرت ( بضم الألف ) بضرب العـراق( مواب ) "

كما يحضرني أيضــاً مقولة موشي ديّــان بعد حــرب 67 : "إن العرب لا يقرأون"

لهذا فقد آليت على نفسي أن أقرأ التوراة العبرية لمعرفة سر تسمية عملية غزو العـراق بكلمة مواب ...

ولما كنت أدرك تماماً أن كشف حقائق التوراة العبرية يـعتبر فرض كفاية ...

لذلك فقد قمت بإنجاز هذا العمل لأهـديه أولاً إلى صنـّاع القرار في البلدان العربية والإسلامية فهم المستهدفين قبل شعوبهم لفرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة من خلال ما يسمى بنظرية النظام العالمي الجديد والتي زادت حدتها كثيراً بعـد أحداث 11 سبتمبر حيث قسّـم السيد بوش العالم إلى قسمين إما معـه وإما عليه ..

وبعـد أن أعـلن أن أكثر من 60 دولة ترعـى الإرهاب (وهي عدد الدول العـربية والإسلامية) وبعـد أن قالها صراحة : إنها ستكون حرباً صـليبية !!.

اذن مواب هو العراق ولابد من تحقيق النبوءة التوراتية بتدمير مواب .

ويبدو أن اليهود أقنعوا بوش بأن البدء فى تحقيق النبوءة يجب أن يحدث قبل يوم 21 مارس 2003 حسب التفسير العددى لكلمات النبوءة التوراتية بتدمير مواب ..

وهنا قد نفهم سر عجلة بوش لضرب العراق وقوله أكثر من مرة ان الوقت يجرى Time is running out " "

مـــواب الـمــطــلـــوب تــدمــيـــــــره فى الــتـــــــــوراة .

ومن خلال قراءة الآيات التوراتية التي تتحدث عن مواب (العـراق) سنفهم ما يلي :

* علاقة مواب بالرب.

* الويل لمواب.

* نبوءة بتدمير مواب ( لابد من تحقيقها ).

* طوبى لمن يحقق هذه النبوءة.

* أسباب الحرب على مواب ( الأسباب المعلنة والأسباب الخفية )

* سيناريوهات الحرب على مواب ( من استعداد للحرب إلى التكتيكات العسكرية التي اتبعت بدقة في عملية غزو مواب واحتلال أراضيه ).

* تأثير الحرب على مواب وأهل مواب.

* مواب ما بعـد الغـزو.

* علاقة إسرائيل بعملية غزو مواب .

عــــلاقــــــــة مـــواب بــالـــــرب .

تخبرنا التوراة أن مواب مطرود من رحمة الرب ولن يدخل إلى الأبد في جماعة الرب :

" لا يدخل عموني و لا موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد (التثنية: 23 : 3) "

" في ذلك اليوم قرئ في سفر موسى في اذان الشعب و وجد مكتوبا فيه ان عمونيا و موابيا لا يدخل في جماعة الله الى الابد (نحميا 13 : 1) ".

من ذلك نفهم أن مواب عدو للرب وإلى الأبد وأن مواب لا يستحق الرحمة ، إذن فهـو مكروه من كل متديّـن يدين بالتوراة.

الــويــــل لــمـــــــواب .

لم يقتصر مصير مواب الدينى على طرده من جماعة الرب وإلى الأبد بل لقد صدر فرمان توراتى يهدد مواب بالويل :

" ويل لك يا مواب ( العدد 21 : 29 ) ".

جاء فى قاموس الكتاب المقدس أن :

" الويل كلمة تدل على وقوع الشر والهلاك وقد نطق السيد المسيح بويلات كثيرة وجهها الى " زعماء اليهود الدينيين " !

نـبـــوءة بـتــدمــيــــــر مــــــــــواب .

ثم شرح " زعماء اليهود الدينيين " للسيد بوش أن هذا الويل هو تحطيم مواب وتدميره وأن ذلك سيتحقق من خلال نبوءة تفيد بأن كوكباً سيأتي من يعـقـوب وقضـيب من إسرائيل ..

وأن هذا الكوكب وذاك سيحطمان مواب ويدمرانه.

"اراه و لكن ليس الآن أبصره و لكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من اسرائيل فيحطم طرفي مواب (العدد 24 : 17) "

والكوكب بمعنى شخص مرموق جدا... والقضيب بمعنى العصا الغليظة أى القوة والبطش.

طــوبى لـمـــن يـحـقــق هــذه الـنــبــــوءة .

ويبدو أنه قد تم إقناع السيد بوش بأنه هو هذا الكوكب اليعـقوبي المنتظر الذي سيأتي لتحقيق هذه النبوءة التوراتية ..

ولعـلك تلاحظ ارتباط هذا الكوكب اليعـقوبي بإسرائيل ..

وبعد أن اقتنع السيد بوش بتحطيم مواب وتدميره ..

إذن فلابد من وضع خطة لغـزو مواب..

ولابد من وضع سيناريو لعـملية الغـزو ..

وأول هذه السيناريوهات هو :

إيجاد سبب يتعـلل به السيد بوش لإنجاز عملية غـزو مواب وتدميره .

أسـبـــاب الــحــــــرب عـلى مـــــــــواب .

وتوضح التوراة العبرية أسباب غزو مواب بكل دقة ..

فهناك سـبب معـلن ..

كما أن هناك أسبابا خفية غير معـلنة .

أما السبب المعـلن لغزو مواب فهو تحطيم ذراع مواب وهو مصطلح توراتي يشير إلى ما أعلنه السيد بوش أنه يريد disarm صدام حسين أي تحطيم ذراعه أو تحطيم آلته العـسكرية مما تحويه من أسلحة دمار شامل كما يدعـي الأمريكيون ..

تقول التوراة:

" عـضـب قـرن مواب وتحطمت ذراعه يقول الرب ( إرميا 48 : 25 ) ".

جاء فى قاموس الكتاب المقدس أن عضب تعنى الزوال وأن " قرن " تعنى القوة والمجد والملك.

إذا فهى نبوءة تفيد زوال قوة ومجد مواب و " تحطيم ذراعه " أى قوته أو بلغة اليوم تحطيم آلته العسكرية..

و هذا هو السبب المعلـن الذي صدعـوا به رؤوسنا ..

أما الحقيقة فهناك أسباب أخرى غير معـلنة وتتلخص في أن مواب تكـبّـر وشـعـر بالفخر مما يوحى أنه خارج بيت الطاعة الأمريكية ..

هذه واحدة ..

أما السبب الخفي غير المعـلن وهو الأهم فهو الاستيلاء على ثروات مواب ونهبها .

وإليك هذه الأسباب غير المعـلنة كما جاءت في التوراة :

" قد سمعـــنا بكبرياء مواب المتكبرة جدا عظمتها و كبريائها و صلفها بطل افتخارها (اشعياء 16 : 6) "

" ليس موجودا بعد فخر مواب في حشبون فكروا عليها شرا هلم فنقرضها من ان تكون امة و انت ايضا يا مدمين تصمين و يذهب وراءك السيف (إرميا 48 : 2) ".

الصلف هو التكبر والغرور...

بطل تعنى زال وانتهى...

" حشبون و مدمين " هما مدينتان فى مواب وهى أسماء توراتية قديمة...

نقرضها تعنى ندمرها ونقضى عليها.

إذاً فمواب كان يتكبّر جدا ويفتخر بنفسه ..

وهو ما قد يمكن أن نسميه بشعـور مواب بالنخوة والعزة والكرامة أو من الممكن أن يُـقال أن مواب لم يسمح لنفسه بالانصياع والتبعية لأمريكا فهو لا يأتمر بأوامر أمريكا أو إسرائيل ..

ولعلك تلاحظ أنه لابد في هذه الحالة من التفكير بالشر على مواب " لقـرضها " من أن تكون أمة.

أما أهم الأسباب غير المعلنة ..

والتي لم تخفى على أحد ..

فهو نهب ثروات مواب وبتروله ..

ولعلك شاهدت المظاهرات في الغــرب وهي تحمل شعـــارات “ No Blood for Oil ” أي لا حرب ولا إراقة دماء من أجل البترول ....

وإليك ما جاء في التوراة :

" فلذلك حي انا يقول رب الجنود اله اسرائيل ان مواب تكون كسدوم و بنو عمون كعمورة ملك القريص و حفرة ملح و خرابا الى الأبــــد تنهبهـــم بقية شعبي و بقية امتي تمتلكهم(صفنيا 2 : 9)".