نيزك تشيليابينسك يسطع أقوى من الشمس
كُويكب بسرعة تسعة عشر كيلومتراً في الثانية، وبقطر18 إلى 20 متراً ويقترب وزنه من ثلاثة عشر ألف طن. حاول الباحثون الروس استخدام أكثر المعطيات وطرائق البحث دقّة، والإحاطة بكل جوانب الموضوع لمعرفته

أصدر نيزك تشيليابينسك أصواتاً غريبة أثناء سقوطه. وقال شهود العيان إنهم سمعوا أصواتاً إلكتروفونية. ويُطلق هذا المصطلح على الفرقعات الغريبة التي تُسمع أحياناً أثناء سقوط النيازك المتفجرة. ويعتقد العلماء أن مصدر هذه الأصوات لا يعود للجسم الفضائي نفسه. بل يعزونه إلى أن القذائف النيزكية تقوم بتحفيز الحقول الكهرومغناطيسية وتحوّلها إلى موجات صوتية أثناء طيرانها الصاعق باتجاه الأرض.
http://arab.rbth.ru/technology/2013/11/18/25299.html
استحقّ الباحثون المُهتمّون بالكُوَيكب الذي اخترق السماء فوق منطقة تشيليابينسك في 15 شباط/فبراير، نَشر ثلاث مقالات دفعة واحدة، في أكثر المجلات العلمية تأثيراً في العالم: مجلة الطبيعة (Nature) ومجلة العلوم (Science). أولغا بوبوفا هي كبيرة الباحثين العلميين في معهد ديناميك الطبقات الأرضية (جيوسفير) التابع لأكاديمية العلوم الروسية، كما أنها مؤلفة إحدى هذه المقالات التي جمعت نتائج توصّل إليها تسعةٌ وخمسون باحثاً من تسعة بلدان. وقد حدّثتنا في مقابلة أجريناها معها، عن نتائج أبحاثها.
لماذا استحق عملكم أن يُنشر في مجلة العلوم (Science)؟
لقد قدمنا المقالة في نهاية حزيران/يونيو، جامعين فيها كلّ ما توفر لدينا، لغاية ذلك الوقت، من المواد التي رصَدت الحدث وقُمنا بتحليلها. بما في ذلك البيانات الرسمية عن الخراب الذي خلّفه النيزك، والمعطيات التي جمعناها بأنفسنا عبر البعثة الاستكشافية، والتي لم يسبق نشرها في أي مكان من قبل. بالإضافة إلى ذلك، أعددنا نموذجاً يُحاكي تشَكُّل موجة الصدمة، وقمنا بمقارنة الصورة التي من المفترض الحصول عليها للسطح، مع نتائج المحاكاة، وحصلنا على تطابق مُرْضِ.
الجديد الذي عرفتموه عن هذا النيزك؟
استطعنا تقدير طاقة هذا الجسم مستندين إلى سلسلةٍ كاملة من البيانات. وقد استخدمنا محطتنا الخاصة بنا لإجراء الاختبارات تحت الصوتية، هذا بالإضافة إلى المحطات الواقعة أقرب ما يكون من مكان الحدث. ووفقاً للاختبارات تحت الصوتية، تم تقدير طاقة الانفجار بخمسمائة كيلوطن. كما قمنا بتقدير الطاقة وفقاً للإشعاع المسجل بواسطة الأقمار الاصطناعية العسكرية الأميركية، الواقعة على المدار الجغرافي الثابت (Geostationary Earth Orbit) والتي تُستخدم عادة لرصد التجارب النووية وعمليات إطلاق الصواريخ. تقوم هذه الأقمار بتسجيل التوهجات الضوئية في الغلاف الجوي، الناجمة عن دخول النيازك. واستناداً إلى هذه المعلومات، تم تقييم طاقة النيزك الحركية بـ 590 كيلوطن. هناك تقييم آخر للطاقة الحركية الأولية يستند إلى قياس نطاق تحطم الزجاج في منطقة الحدث. وجديرٌ بالذكر، أن كل هذه الطرق تعوزُها الدقة، ولكن الأمر الهام أن كلّ طريقة مستقلةٌ بذاتها، ممّا يسمح بالإحاطة بموضوع البحث من جوانب مختلفة.