اميركا تعيد الأرشيف اليهودي العراقي نهاية 2014
http://www.nakhelnews.com/pages/news.php?nid=24966

مازال الأرشيف اليهودي العراقي لدى الولايات المتحدة الأميركية حيث أودع بعد عام 2003 لحفظه وحمايته من التلف والتهريب لا سيما وأن الأوضاع في العراق كانت متردية، وألمحت أميركيا بأنها ستعيده إلى نهاية عام 2014.
وقال لطيف مصطفى عضو اللجنة القانونية البرلمانية عن كتلة التغيير الكردية، وأحد أعضاء الوفد الذي زار الولايات المتحدة أن الوفد اطلع على آلية حفظ وتنظيف الإرشيف اليهودي في مركز الأرشيف الوطني الأميركي، وأعطونا مقدمة على كيفية نقل الأرشيف بعد دخول القوات الأميركية العراق، وتم إخبارهم بأن هناك وثائق في مبنى المخابرات داخل سراديب.
وتابع مصطفى ناقلاً عن مركز الإرشيف الأميركي ، أن القوات الأميركية أبلغت أن السراديب قد ملئت بالمياه وكان الأرشيف على وشك التعرض للاتلاف، متكهنين بأن الوثائق تمثل الأرشيف اليهودي العراقي مشيرا إلى أن لجنة من الأرشيف الأميركي حضرت وقتها واطلعت على الوثائق مؤكدةً عودتها للأرشيف اليهودي، وعليه نقل إلى الولايات المتحدة لحمايته من التهريب والتلف.
وتحدث مصطفى عن العمليات التي أطلعتهم عليها فرق المركز الاميركي الخاصة بتنظيف الإرشيف وفهرسته، منوهاً أن الفرق أمضت وقتا كبيرا للعمل على الكتاب الواحد وهذا الوقت قدر بما يزيد عن الثلاثة أسابيع.
وذكر النائب أن الولايات المتحدة أنفقت الكثير من الأموال على حماية الأرشيف اليهودي العراقي، وقامت بترميم الأوراق التالفة والممزقة مستخدمة تقنيات ووسائل متطورة جداً لا يمتلك العراق جزءا منها، وبالتالي قدمت الولايات المتحدة خدمة كبيرة لنا من خلال الحفاظ على هذا الأرشيف الذي يبين تاريخ اليهود العراقيين.
وأكد مصطفى أن مركز الأرشيف الوطني الأميركي، قطع وعدا بإنهاء العمل بأرشفة وحفظ الأرشيف اليهودي إلكترونيا خلال عام 2014 وستعيده بعدها للعراق أواخر العام نفسه. وذكر النائب أن الأرشيف تضمن وثائق وكتبا دينية وقصصا وبعض ملامح اليهود في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وحتى بعض الكتب التربوية المدرسية.
وكانت بيانات عراقية كشفت العام الماضي أن الولايات المتحدة هربت الأرشيف اليهودي إلى إسرائيل ويوم السبت الماضي، زار وفد من اللجنة القانونية برئاسة خالد شواني النائب عن التحالف الكردستاني، ولاية ميريلاند في الولايات المتحدة الأميركية وتفقد، مركز الأرشيف الوطني الأميركي، واجتمع بالمسؤولين عن الأرشيف اليهودي العراقي وتم الاطلاع على تفاصيل عمل المركز إبتداءا من نقله من بغداد وإعادة تأهيله، بحسب بيان برلماني.
وأكد رئيس المركز الاميركي للوفد أن معرضا سينظم لهذا الأرشيف خلال تشرين الأول وبعده سيعاد هذا الارشيف الى العراق وشدد الوفد على ضرورة الحفاظ على هذا الأرشيف وإعادته إلى العراق لأنه يمثل موروثا حضاريا وتاريخيا للشعب العراقي.
وأضاف البيان، أن الوفد إلتقى بالسيناتور اسكل، عضو مجلس شيوخ عن الولاية، وتبادل الطرفان وجهات النظر وآلية توسيع آفاق العلاقات الثنائية بين الطرفين كما اجتمع الوفد مع عمدة مدينةأنابوليس عاصمة ولاية ميريلاند.
وفي مطلع الأسبوع الماضي، أعلن لواء سميسم وزير السياحة والآثار خلال مؤتمر صحافي أن الحكومة العراقية لا تزال تنتظر إعادة الأرشيف اليهودي الذي نقلته القوات الأميركية من مدينة الكفل، من متحف نبوخذ نصر التاريخي، وحسب إتفاق عقد في عام 2005 وعن طريق الخارجية الأميركية.
وفي تصريح سابق قال طلال الزوبعي رئيس لجنة السياحة والآثار البرلمانية، إن :القوات الأميركية عندما اجتاحت العراق، عثرت على سجن خفي في قبو بمديرية المخابرات العراقية العامة مكتوب عليه "الأرشيف اليهودي العراقي" يضم 16 صندوقاً من الحديد والخشب، تحوي رقعا جلدية وكتابة وعبارة عن مجموعة من المعلومات وكتابي التدوين والتوراة، كاشفا أن أحد المترجمين العراقيين أبلغ عن وجود هذا الأرشيف لدى القوات الأميركية في مطار بغداد الدولي.
وتابع الزوبعي قائلا إنه في تموز 2003 طلبت أميركا أن تنقل الأرشيف لديها بغية حمايته، وقامت بتوقيع مستندات للعراق بأن تعيد الأرشيف عام 2005 ولم تعده. وأشار إلى أن الأرشيف اليهودي العراقي جزء من تاريخ حضارة العراق، ويبين قدم اليهود ومواقعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من الأسد البابلي وحتى يومنا هذا.
وفي التاريخ العراقي المعاصر كانت الغالبية العظمى من يهود العراق تسكن المدن وكانت فئة قليلة منهم تسكن الريف وتركزت في ريف شمال العراق. وسكن اليهود بشكل أساسي في المدن الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل، لكن كان لهم وجود رئيسي في العديد من المدن الأخرى مثل السليمانية والحلة والناصرية والعمارة والديوانية والعزير والكفل وأربيل وتكريت وحتى النجف التي احتوت على حي لليهود سمي بعقد اليهود "عكد اليهود" وغيرها من المدن.
وساهم اليهود في بناء العراق حيث كان أول وزير مالية في الحكومة العراقية عام 1921 يهودياً ويدعى حسقيل ساسون. وتعرض اليهود في العراق إلى عمليات قتل ونهبت ممتلكاتهم في بداية الأربعينيات، وعرفت هذه العمليات بإسم الفرهود.
وبعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 زادت الحكومة ضغوطها باتجاه اليهود العراقيين، في البداية لم تكن الهجرة خياراً واضحاً بالنسبة لأغلبية يهود العراق حيث أنه كان التيار السائد بينهم هو تيار ضد الصهيونية.
وتعرضت عدة دور عبادة يهودية في بغداد لأعمال التفجير ما أثار حالة من الهلع بين أبناء الطائفة والتي اتهم بها لاحقاً ناشطون صهاينة لتشجيع الهجرة من العراق.في البداية لم تسمح الحكومة العراقية لليهود بالسفر لكن لاحقاً أصدرت قراراً يسمح لليهود بالسفر بشرط إسقاط الجنسية العراقية عن المهاجرين منهم.
وقد هاجرت غالبية الطائفة من العراق خلال عامي 1949 و1950 في عملية سميت عملية "عزرة ونحمية" إلى أن تم إغلاق باب الهجرة أمامهم، وقد كان في بداية الخمسينيات حوالي 15 آلاف يهودي يبقون في العراق من أصل حوالي 135 ألف نسمة عام 1948.
ويشار إلى أن اليهود كانوا يشكلون 2.6 في المائة من مجموع سكان العراق عام 1947 في حين أن نسبتهم انخفضت إلى 0.1 في المائة عام 1951 وعند الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 كان مجموع اليهود المتبقين في العراق أقل من 100 شخص معظمهم إن لم يكن كلهم في بغداد، والغالبية العظمى منهم هم من كبار السن والعجزة.