اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1435
|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
حياة الناس .. وكذلك حياة الأمم .. لا تخلو إما أن تكون مستقرة ... أو تكون مضطربة .. وبالتالى .. فحالة الاستقرار .. لها أحكام تتمشى معها .. وبالطبع والمنطق .. حالة الاضطراب لابد لها من أحكام أيضا .. تتوافق معها ...
أظن دا كلام منطقى .. ماشى
نقدر نسمى حالة الاضطراب .. كمان .. حالة اضطرار ..
ومعنى ( طوارئ ) من يَطْرَأُ .. طُرُوءًا .. طَلَعَ .. فَهُوَ طَارِئٌ .. وَطَرَأَ الشَّيْءُ يَطْرَأُ أَيْضًا طُرْآنًا .. حَصَلَ بَغْتَةً .. فَهُوَ طَارِئٌ . قاله الفيومى فى المصباح المنير في غريب الشرح الكبير(5/404) دا فى المعنى اللغوى .
وتعالوا .. نشوف .. هل ورد ذكر حالة الاضطرار فى القرآن الكريم ... وهل تعلق بها حكم شرعى استثنائى يختص بالحلال والحرام ..
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) البقرة
وقال تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) المائدة
وقال تعالى : ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الأنعام
وقال تعالى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) النحل
إذن .. الفائدة المنطقية المباشرة بعد ذكر الآيات الكريمة .. هى كما يلى :
- وجود حالة استثنائية .. إما متعلقة بالفرد .. أو بالمجتمع .. تسمى ( اضطرار) . - ونتيجة .. وهى أحكام أيضا استثنائية .. تجعل الحرام مباحا .. وليس حلالا .. بسبب الظروف الاستثنائية .. وتزول بعد زوال الحالة الاستثنائية .. وهى (الاضطرار) .
واضح الكلام يا اخوانا .. يارب يكون واضح .
اذن فحالة عدم الاستقرار .. مع الفرد .. أو المجتمع .. ينتج عنها أحكام .. إما :
- بتخفيف الواجبات .. فيحصل تجاوز عن المحرمات والمكروهات .. وتصير مباحة - أو بالتدخل فى الأمور الشخصية ... لصالح المجتمع .
يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|