لماذا اجتمع هؤلاء ؟
يوضح التقرير فى الفقرات التالية ما خلاصته أن الحرب على العراق كانت لها آثار سلبية على صورة الولايات المتحدة فى العالم الإسلامي.
المظاهرات ضد أمريكا عمت البلدان الإسلامية بشكل غير مسبوق حتى تلك التى تعتبر حليفة لأمريكا.
المعارضون الداعمون للديموقراطية (الذين تساندهم أمريكا) فى البلدان الإسلامية يتم التضييق عليهم فى غمرة الكراهية الشديدة ضد أمريكا و كل ما له صلة بها.
ولهذا يشير التقرير إلى أن المسئولين الأمريكيين اعتبروا أن الحرب المباشرة الصريحة ليست هى الخيار وأن جبهة أخرى أهم كثيراً يجب أن يتم تفعيلها.
يقول التقرير ما نصه:
The problems, others said, were a mirror of what a dozen studies say has gone wrong in what may be the most critical front in the war on terrorism today--the battle for hearts and minds: no one in charge, no national strategy, and a glaring lack of resources. From the CIA to the State Department, America's once formidable means of influencing its enemies and telling its story abroad had crumbled, along with the fall of communism. "In the battle of ideas," said Marc Ginsberg, a former ambassador to Morocco, "we unilaterally disarmed."
"المشكلة - كما نصت العديد من الدراسات - كانت فى أخطر جبهة فى الحرب على "الإرهاب" (سيتبين لك لاحقاً من التقرير ذاته أن المقصود هو الإسلام نفسه) ألا وهي جبهة المعركة من أجل تغيير العقول والقلوب:
لا يوجد من يتولى مسئولية هذه الجبهة, لا يوجد استراتيجية قومية, ولا يوجد مصادر للتعامل مع هذه الجبهة.
من السى آى إيه إلى وزارة الخارجية فقدت أمريكا وسائلها الرائعة فى التأثير على أعدائها ونشر وجهة نظرها وسطهم بعد سقوط الشيوعية (يقصد أن أمريكا بعد انتصارها فى حرب الأفكار/ الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي قد أهملت هذه الجبهة).
يقول مارك جينسبرج السفير السابق لدى المغرب : (فى معركة الأفكار, فقدنا أسلحتنا)."
وتجد هنا صوراً توضيحية و رسما بيانياً أعدوه يبين الدول التي انتشر فيها العداء للولايات المتحدة حتى على مستوى الحكومات التي كان يعتبر بعضها حليفاً.
فماذا اقترح هؤلاء الخبراء الذين يمثلون أهم أجهزة الدولة الأمريكية لحل هذه الإشكالية فى 2003 ؟
يقول التقرير فى هذه الفقرة الخطيرة:
Today, Washington is fighting back. After repeated missteps since the 9/11 attacks, the U.S. government has embarked on a campaign of political warfare unmatched since the height of the Cold War. From military psychological-operations teams and CIA covert operatives to openly funded media and think tanks, Washington is plowing tens of millions of dollars into a campaign to influence not only Muslim societies but Islam itself. The previously undisclosed effort was identified in the course of a four-month U.S. News investigation, based on more than 100 interviews and a review of a dozen internal reports and memorandums. Although U.S. officials say they are wary of being drawn into a theological battle, many have concluded that America can no longer sit on the sidelines as radicals and moderates fight over the future of a politicized religion with over a billion followers. The result has been an extraordinary--and growing--effort to influence what officials describe as an Islamic reformation.
"اليوم, واشنطن ترد بقوة.
بعد العديد من الخطوات الخاطئة منذ أحداث 11 سبتمبر, الحكومة الأمريكية تتبنى الآن حملة غير مسبوقة من الحرب السياسية التي لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة (تذكر أنها انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي و تقسيمه).
من فرق عمليات الحرب النفسية إلى عمليات مخابراتية خفية للسى آى إيه إلى تمويل صريح للإعلام و المفكرين (يقصد فى بلادنا), واشنطن تضخ ملايين الدولارات فى هذه الحملة لتغيير ليس المجتمعات الإسلامية فحسب و إنما الإسلام ذاته (هكذا النص حرفيا).
هذا البرنامج الضخم كشفت عنه مجلة يو إس نيوز بعد أكثر من مائة حوار صحفى و مراجعة عشرات التقارير الرسمية.
و فى حين أن بعض المسئولين يخشون من أن يجروا إلى حرب عقائدية إلا أن العديد من المسئولين قرروا أن أمريكا لا يمكن أن تظل فى موقف المتفرج و هى ترى المتطرفين (من وجهة نظر أمريكا طبعاً) والمعتدلين (يقصد المتبنين للديموقراطية و الفكر الأمريكي) يتصارعون من أجل السيطرة على مستقبل دين مسيس يعتنقه مليار إنسان.
النتيجة كانت هذه الجهود الضخمة غير العادية لتفعيل ما أسماه المسئولون بعملية إصلاحية إسلامية"