موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 15 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 3:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

مقدمة .

منذ فجر الإنسانية, دأبت القوى العظمى فى العالم على محاولة السيطرة سياسياً واقتصادياً و حضارياً على الدول الأضعف.

هذه السيطرة كانت تتم أحياناً من خلال الاحتلال العسكرى المباشر.

وأحياناً أخرى من خلال وسائل غير عسكرية ودون تدخل الجيوش و ذلك عن طريق إحداث "تغيير" إجتماعي وسياسي عنيف فى الدول الأضعف يتماشى مع مصلحة الدولة العظمى .

بحيث تضمن تفوق ثقافتها وهيمنة فكرها دائماً و بحيث تستطيع أن تطبق سياسة فرق تسد لضمان استمرارها فى صدارة الدول.

وقد صك الغرب لهذا الأسلوب مصطلحاً هو "الهيجيمونى" Hegemony .

وهذا الأسلوب قديم مارسه الرومان و غيرهم من الحضارات قروناً.

ولأن العصور تتغير و الأدوات تتقدم لكن يظل البشر و أطماعهم و نقاط ضعفهم و سعيهم للهيمنة هو هو, فقد استمر مبدأ الهيجيمونى موجوداً ولم يغب عن العالم لحظة من أيام الرومان إلى الحرب الباردة التى انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتى و حتى اليوم.

يقول زيبينيو بروديزينسكى (أحد أهم مستشارى الأمن القومى فى إدارة كارتر و أحد أخطر خبراء التخطيط الجيوستراتيجى) فى أهم كتبه "لوحة الشطرنج العظمى" The Grand Chess Board - كما يوحى العنوان فالكتاب يتحدث عن أن العالم بأكمله لوحة شطرنج عظمى يجب أن تلعب عليها أمريكا. وموضوع الكتاب أصلاً هو : كيفية ضمان استمرار الهيمنة الأمريكية على العالم 100 عام اخرى من خلال الاستراتيجيات و الخطط طويلة المدى) - المنشور عام 1998:

America is now the only global superpower, and Eurasia is the globe's central arena. Hence, what happens to the distribution of power on the Eurasian continent will be of decisive importance to America's global primacy and to America's historical legacy

ترجمته :

"أمريكا الآن هى القوة العظمى الوحيدة . ويوراسيا (تشمل أوروبا و آسيا و منطقة البحر المتوسط و قناة السويس بحسب تعريف ويكيبييديا لها) هى ساحة المواجهة الأساسية فى العالم.

وبالتالى, ما يحدث لتوزيع القوى فى قارة يوراسيا سيكون هو العامل الحاسم فى الهيمنة الأمريكية على العالم و فى التاريخ الأمريكى" .

وبالتالى فإن مصلحة أمريكا العليا تقتضى توزيع و تقسيم القوى فى هذه المنطقة بما يوافق مصالحها و أمنها القومى .

و يؤكد أيضاً برودزنسكى فى كتابه :

“Hegemony is as old as Mankind…”

الهيجيمونى قديم قدم الإنسان ذاته .



صورة


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 3:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

إذن اليوم نحن من يتم ممارسة "الهيجيمونى" عليه بشكل فج وشبه علنى.

لكن بعض أبناء قومي يجهلون هذا و يرفضونه, بل و يسخرون منه من باب الافتراض العجيب أن ما لا تعرفه هو قطعاً غير موجود!

ولأن الوعى بالمشكلة و أبعادها هو أول خطوة فى العلاج, و لأنك لا تستطيع أن تنتصر فى مباراة شطرنج وأنت أصلاً لا تعلم أن هناك مباراة شطرنج تدور .

فإنه لا سبيل لمواجهة ما يحدث إلا من خلال معرفة اللاعبين وقطعهم التى يحركونها و استراتيجية اللعب و الأهداف الحقيقية ...

لهذا كله , أنقل لكم هذا البحث .

وقد حرص واضعه على توثيق أى معلومة تذكر وإتاحة الرابط الأصلي لأى وثيقة أو مصدر يستعين به حتى يتسنى للقارئ الكريم التأكد من صحة المعلومة و دقتها بشكل مستقل تماماً.

عناصر البحث:

• الفكرة المجردة .

• التنفيذ الفعلى و أمثلة عليه .

• نتائج ظهرت فعلاً .

• خاتمة .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 3:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

الجزء الأول: الفكرة المجردة .

منذ عام 2003 و ربما قبلها, بدأت تتبلور فى دهاليز السياسة الأمريكية فكرة برنامج ضخم موجه باتجاه الأمة الإسلامية.

البرنامج هو حرب فكرية شاملة على مستوى لم يسبق له مثيل من قبل.

كما أن هدف البرنامج -كما سترى بنفسك فى المصادر الأمريكية - طموح و جذرى لدرجة لا تصدق.

البرنامج الأمريكى يحمل -كالعادة - اسماً بريئاً لا يشي بخطورته ألا وهو برنامج (توعية العالم الاسلامى) Muslim World Outreach.

هذا البرنامج اشتهر فى الصحافة الأمريكية باسم آخر ربما أكثر صراحة و هو (معركة تغيير العقول و القلوب) Battle for Hearts and Minds.

لن نتكلم عن (معركة تغيير العقول و القلوب) من تلقاء أنفسنا حتى لا نتهم بالمبالغة.

وإنما سنترك المجال لمصادر أمريكية محترمة و موثقة لتبوح لنا بمغزى هذا البرنامج و أهدافه.

وسيقتصر دورى فى أغلب البحث على الترجمة مع تعليق بسيط لربط الأحداث و المعلومات.

أهم مصدر تكلم عن مشروع العقول والقلوب بصراحة و باستفاضة شديدة كان تقريرا من 12 صفحة أعده المحلل السياسى الأمريكى دايفيد كابلن David Kaplan و نشرته مجلة يو أس نيوز آند ورلد ريبورتUS News & World Report التى تقول عنها ويكيبيديا أنها "أحد أهم المجلات السياسية الأمريكية إلى جانب التايم و النيوزويك" تحت عنوان "عقول و قلوب و دولارات" Hearts Minds and Dollarsفى ابريل 2005 .

هذا التقرير أعده كابلن بعد اطلاعه -كما صرح- على عشرات الوثائق الرسمية الأمريكية و بعد لقائه بأكثر من مائة من صناع القرار الأمريكيين و مسئولي المخابرات الأمريكية و سؤالهم عن استراتيجية التعامل مع العالم الإسلامي فى السنوات المقبلة.

(تذكر أن المقال منشور عام 2005, أى أن "السنوات المقبلة" هى السنوات التى نعيشها الان).

خلاصة التقرير الطويل سأحاول أن أوجزها من خلال ترجمة حرفية لبعض الفقرات الواردة فيه.

التقرير يصدمك بداية من عنوانه و يلخص لك الموقف فى جملة واحدة:

Hearts, Minds, and Dollars:

In an Unseen Front in the War on Terrorism, America is Spending Millions...To Change the Very Face of Islam.


ترجمته الحرفية: "عقول و قلوب و دولارات: فى جبهة غير مرئية للحرب على "الإرهاب", تقوم الولايات المتحدة بانفاق الملايين .. لتغيير وجه الإسلام ذاته."

و يقول التقرير فى أولى فقراته :

As war games go, this one was unique: the first-ever exercise on "strategic communications," its sponsors said. It was July 2003, and the government's leading players in winning the "war of ideas" against terrorism had gathered at National Defense University, in Washington, D.C. There were crisis managers from the White House, diplomats from the State Department, Pentagon specialists in psyops--psychological operations

"فى حين تستمر ألعاب الحرب (يقصد حرب العراق), بدأت حرب أخرى فريدة من نوعها: أول حرب تعتمد على "التواصل الاستراتيجي" كما يسميه داعموها.

إنه العام 2003 و اللاعبون الأساسيون فى الحكومة الأمريكية الذين يتولون "حرب الأفكار" ضد "الإرهاب" قد اجتمعوا فى جامعة الدفاع الوطني فى واشنطن.

الحاضرين كانوا خبراء فى إدارة الأزمات من البيت الأبيض, دبلوماسيين من وزارة الخارجية الأمريكية وخبراء العمليات النفسية Psyops من البنتاجون."


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 3:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

لماذا اجتمع هؤلاء ؟

يوضح التقرير فى الفقرات التالية ما خلاصته أن الحرب على العراق كانت لها آثار سلبية على صورة الولايات المتحدة فى العالم الإسلامي.

المظاهرات ضد أمريكا عمت البلدان الإسلامية بشكل غير مسبوق حتى تلك التى تعتبر حليفة لأمريكا.

المعارضون الداعمون للديموقراطية (الذين تساندهم أمريكا) فى البلدان الإسلامية يتم التضييق عليهم فى غمرة الكراهية الشديدة ضد أمريكا و كل ما له صلة بها.

ولهذا يشير التقرير إلى أن المسئولين الأمريكيين اعتبروا أن الحرب المباشرة الصريحة ليست هى الخيار وأن جبهة أخرى أهم كثيراً يجب أن يتم تفعيلها.

يقول التقرير ما نصه:

The problems, others said, were a mirror of what a dozen studies say has gone wrong in what may be the most critical front in the war on terrorism today--the battle for hearts and minds: no one in charge, no national strategy, and a glaring lack of resources. From the CIA to the State Department, America's once formidable means of influencing its enemies and telling its story abroad had crumbled, along with the fall of communism. "In the battle of ideas," said Marc Ginsberg, a former ambassador to Morocco, "we unilaterally disarmed."

"المشكلة - كما نصت العديد من الدراسات - كانت فى أخطر جبهة فى الحرب على "الإرهاب" (سيتبين لك لاحقاً من التقرير ذاته أن المقصود هو الإسلام نفسه) ألا وهي جبهة المعركة من أجل تغيير العقول والقلوب:

لا يوجد من يتولى مسئولية هذه الجبهة, لا يوجد استراتيجية قومية, ولا يوجد مصادر للتعامل مع هذه الجبهة.

من السى آى إيه إلى وزارة الخارجية فقدت أمريكا وسائلها الرائعة فى التأثير على أعدائها ونشر وجهة نظرها وسطهم بعد سقوط الشيوعية (يقصد أن أمريكا بعد انتصارها فى حرب الأفكار/ الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي قد أهملت هذه الجبهة).

يقول مارك جينسبرج السفير السابق لدى المغرب : (فى معركة الأفكار, فقدنا أسلحتنا)."

وتجد هنا صوراً توضيحية و رسما بيانياً أعدوه يبين الدول التي انتشر فيها العداء للولايات المتحدة حتى على مستوى الحكومات التي كان يعتبر بعضها حليفاً.

فماذا اقترح هؤلاء الخبراء الذين يمثلون أهم أجهزة الدولة الأمريكية لحل هذه الإشكالية فى 2003 ؟

يقول التقرير فى هذه الفقرة الخطيرة:

Today, Washington is fighting back. After repeated missteps since the 9/11 attacks, the U.S. government has embarked on a campaign of political warfare unmatched since the height of the Cold War. From military psychological-operations teams and CIA covert operatives to openly funded media and think tanks, Washington is plowing tens of millions of dollars into a campaign to influence not only Muslim societies but Islam itself. The previously undisclosed effort was identified in the course of a four-month U.S. News investigation, based on more than 100 interviews and a review of a dozen internal reports and memorandums. Although U.S. officials say they are wary of being drawn into a theological battle, many have concluded that America can no longer sit on the sidelines as radicals and moderates fight over the future of a politicized religion with over a billion followers. The result has been an extraordinary--and growing--effort to influence what officials describe as an Islamic reformation.

"اليوم, واشنطن ترد بقوة.

بعد العديد من الخطوات الخاطئة منذ أحداث 11 سبتمبر, الحكومة الأمريكية تتبنى الآن حملة غير مسبوقة من الحرب السياسية التي لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة (تذكر أنها انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي و تقسيمه).

من فرق عمليات الحرب النفسية إلى عمليات مخابراتية خفية للسى آى إيه إلى تمويل صريح للإعلام و المفكرين (يقصد فى بلادنا), واشنطن تضخ ملايين الدولارات فى هذه الحملة لتغيير ليس المجتمعات الإسلامية فحسب و إنما الإسلام ذاته (هكذا النص حرفيا).

هذا البرنامج الضخم كشفت عنه مجلة يو إس نيوز بعد أكثر من مائة حوار صحفى و مراجعة عشرات التقارير الرسمية.

و فى حين أن بعض المسئولين يخشون من أن يجروا إلى حرب عقائدية إلا أن العديد من المسئولين قرروا أن أمريكا لا يمكن أن تظل فى موقف المتفرج و هى ترى المتطرفين (من وجهة نظر أمريكا طبعاً) والمعتدلين (يقصد المتبنين للديموقراطية و الفكر الأمريكي) يتصارعون من أجل السيطرة على مستقبل دين مسيس يعتنقه مليار إنسان.

النتيجة كانت هذه الجهود الضخمة غير العادية لتفعيل ما أسماه المسئولون بعملية إصلاحية إسلامية"


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 3:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

ثم يستمر المقال فى فقرة أراها الأخطر على الاطلاق و هي بيت القصيد:

The White House has approved a classified new strategy, dubbed Muslim World Outreach, that for the first time states that the United States has a national security interest in influencing what happens within Islam. Because America is, as one official put it, "radioactive" in the Islamic world, the plan calls for working through third parties--moderate Muslim nations, foundations, and reform groups--to promote shared values of democracy, women's rights, and tolerance.

"لقد أقر البيت الأبيض استراتيجية سرية جديدة أسماها (توعية العالم الإسلامى)Muslim World Outreach و التى تنص للمرة الأولى على الإطلاق أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة من باب أمنها القومي بأن تؤثر على ما يحدث داخل الإسلام نفسه.

ولأن أمريكا - كما صرح أحد المسئولين - "مشعة فكرياً" فى العالم الإسلامي (يقصد للأسف أن معظمنا يتخذهم قدوة فكرية و معيار يقاس عليه و يحتذى به و هم يعلمون هذا جيداً ويستغلونه) فإن الخطة (العدو يصرح بوجود خطة و بعض أبناء بلدي يؤمنون أنه لا توجد مؤامرات) تقضى بأن :

يتم العمل من خلال أطراف ثالثة .

(هذه ترجمة حرفية, ها هو ذا الطرف الثالث يذكر صراحة) .


متمثلة فى دول إسلامية معتدلة (هل يقصد قطر مثلاً؟!!), مؤسسات , ومجموعات إصلاحية تتبنى قيم مشتركة (يقصد قيم مشتركة مع أمريكا) مثل الديموقراطية و حقوق المرأة و قبول الآخر."

(معذرة لكثرة التعليقات البينية. أعلم أنها مزعجة لكن أرى أنها قد توضح المعنى أكثر.)

وقطعاً لا نحتاج إلى ذكاء شديد بعد هذا التفصيل لنستنتج من هي هذه المجموعات والحركات التي تمثل الطرف الثالث في كل دولة.

ذلك الطرف الثالث الذي ينفذ الأجندة الأمريكية عن عمالة صريحة أوعن سذاجة.

ذلك الطرف الثالث الذى كثرت حوله التكهنات والتخرصات والاستنتاجات دون أى معيار أودليل.

يستطيع القاريء الكريم أياً كانت دولته أن يتوصل تلقائياً للحركات المقصودة فى دولته.

فمواصفات هذه المنظمات أو المجموعات أو الحركات إذا استخرجناها من التقرير فإنها تتلخص فى الآتى :


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

أعضاؤها من نفس أهل البلد.

فلن تجد خواجة أمريكي أحمر الوجه يحاول أن يقنعك بلكنة مكسرة بأن تتبنى قيم كذا وكذا وأن هذا من الإسلام وأنك يجب أن تثور وأن "التغيير" حتمية إلخ.

بل سيكون أعضاؤها "من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا" بل و ربما يتورط فيها - حتى عن سذاجة وجهل - بعض الشخصيات المرموقة المحترمة فى المجتمع.

وهذا هو معنى كلمة طرف ثالث Third Party المذكورة.

فهى تعنى أنهم ليسوا أمريكان وإنما طرف ثالث وسيط بين الأمريكان والمجتمع المسلم المراد تغييره.

فهم مسلمون من أهل البلد لكن يتبنون الفكر الأمريكي ويمزجونه بالإسلام (فيما يعرف بالليبرالية الإسلامية) أو لا يمزجونه (فيكونون علمانيين خالصين) .

(و سيأتى تفصيل كيفية توظيف كل مجموعة من هاتين المجموعتين لضرب ثوابت الإسلام فى تقرير أمريكي آخر سنعرج عليه بعد قليل).

تتلقى تمويلاً أمريكياً .

وطبعاً لا نحتاج أن نقول أن التمويل المذكور فى المقال لن يتم إلا تحت ستار آخر.

لن يذهب الأمريكان للناس ويقولون لهم سنمولكم لنستخدمكم فى تغيير الإسلام ذاته.

لكن قد يتم الأمر تحت مسميات فضفاضة جذابة مثل : "دعم الديموقراطية", "دعم حقوق الإنسان", "دعم المرأة" , "دعم قيم التسامح و المساواة" .. إلخ.

كما أن مصدر التمويل سيكون من منظمات أمريكية أودولية وسيطة وليس من الحكومة الأمريكية مباشرة .

(وإن كنا سنتتبع مصدره كما سترى لاحقاً).

بالتالى فإن أنسب جهة للقيام بدور التمويل لمنظمات و حركات "الطرف الثالث" في كل دولة هي منظمات المجتمع المدني الأمريكية "الحقوقية" وجمعيات "حقوق الإنسان" و "دعم الحريات" ومنظمات "تعزيز دور المرأة". فسيكون النموذج هو منظمة غربية تعمل بشكل رسمي على أرض البلد المستهدف تحت مسمى فضفاض .

كما سبق تمويل تحت الشعار نفسه حركات محلية معارضة من أهل البلد المستهدف تمثل الطرف الثالث الوسيط الذى ينفذ دوره فى خطة تغيير العقول و القلوب بشكل يبدو فى النهاية -لمن لا يعلم هذه الكواليس - أنه عفوي تلقائي نابع من الشعب نفسه.

(و سنأخذ أمثلة واقعية عملية تؤكد هذا النموذج النمطي المتكرر فى أكثر من دولة بحذافيره إن شاء الله لاحقاً)

تتبنى و ترفع - كما ينص المقال - قيما غربية تماماً فى معناها وأحياناً فى لفظها مثل الديموقراطيةDemocracy والمساواةEquality وحقوق المرأةWomen's Rights وقبول الآخر Toleranceوتروج بين الناس أن هذه القيم من صميم الإسلام ذاته وأن هذا هو الإسلام لكننا لم نكن نفهمه على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية !!

وقطعاً ستلجأ هذه الجماعات -لإقناع الناس المحبة للإسلام وإحداث التأثير المطلوب فى نفوسهم- إلى لي عنق النصوص واجتزائها من سياقها وتفسيرها بحيث تتوافق توافقاً تاماً مع هذه القيم الغربية الجديدة دون النظر إلى تطبيق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نفسه وفهم الصحابة و التابعين لهذه النصوص وهم قطعاً الأكثر فهما لروح الإسلام على مر التاريخ لمعاشرتهم النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - نفسه.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 4:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

هذه الجماعات تعمل من خلالها الولايات المتحدة على تغيير الإسلام ذاته من خلال تطعيمه بالقيم الأمريكية مثل الديموقراطية اليونانية الأصل وحقوق المرأة (ونحن نعرف ماهية هذه الحقوق) وقبول الآخر( ونحن نعرف ماهية هذا الآخر) وتغليف هذا كله بغلاف إسلامي .

حتى يستطيع الشعب المتدين ابتلاع كبسولة القيم الأمريكية بسهولة ويسر على أنها هي الإسلام "المعتدل" لأنه قطعاً لن يقبلها في شكلها الفج الغربي الصريح أبداً.

إذن فالخطة الأمريكية الجديدة تقتضي الدخول من خلال بوابة الإسلام نفسه هذه المرة لتمرير الليبرالية في ثوب إسلامى محبب للنفس وتحت شعارات براقة تستميل قلوب العوام وهى لعمري خطة عبقرية.

إن الأمر يشبه أن تلبس عاهرة أمريكية الحجاب أوالنقاب فيجعلها هذا "إسلامية" و "مبلوعة" عند الجماهير الطيبة التى لن تقبلها في المعتاد وهى تلبس البيكيني.

هي فعلاً معركة -كما يقول عنوان التقرير نفسه - لتغيير العقول والقلوب المسلمة من خلال الدولارات (التمويل) ودون طلقة رصاص واحدة.

إنها إصلاح للفشل الأمريكي في العراق حيث ستظهر أمريكا فى المنطقة الآن في ثوب جديد.

ثوب البلد الداعم لحركات التحرر من الديكتاتورية الوطنية.

تخيل هذا معي :

المستعمرون الأمريكان سيحرروننا فكرياً من الديكتاتور المحلي!!.

كأن الأمر نقيض لما عرف بحركات الاستقلال التي حدثت القرن الماضي .

فنهرع هذه المرة لأحضان الهيمنة الغربية هرباً من ديكتاتور محلي .

إن أمريكا ستظهر بأنها الراعي و الداعي لتطبيق الديموقراطية وإنقاذ الشعوب الإسلامية من الأنظمة الجائرة.

بل إنها ستظهر بمظهر الأم الحنون التي تقبل كل ما تأتي به نتائج الديموقراطية حتى وإن كان "إسلاميين معتدلين" طالما أنهم رضوا بالديموقراطية الأمريكية و يتبنونها منهجاً .

(و هذا هو معيار الإسلام "المعتدل" عند القوم).


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 4:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

نعود لتقرير "عقول و قلوب ودولارات" الذي يصدمنا مرة أخرى بالفقرة التالية :

In at least two dozen countries, Washington has quietly funded Islamic radio and TV shows, coursework in Muslim schools, Muslim think tanks, political workshops, or other programs that promote moderate Islam. Federal aid is going to restore mosques, save ancient Korans, even build Islamic schools.

"في أكثر من 24 دولة, قامت واشنطن في هدوء بتمويل برامج تلفزيونية وإذاعية إسلامية (كلمة إسلامية في هذا السياق قد تعنى فقط أنها برامج في بلاد المسلمين وليس بالضرورة دينية فهم ينظرون لنا على أن هويتنا الإسلام ونحن ننظر لأنفسنا بناء على الجنسيات!!), مناهج تعليمية في مدارس المسلمين, مفكرين مسلمين , ورش عمل تدريبية سياسية (راجع فى ذهنك الحركات السياسية التى تلقت ورش تدريبية ممولة أمريكياً) وبرامج أخرى تدعم الإسلام "المعتدل".

بل إن الدعم المادى الفيدرالي يستخدم في ترميم المساجد وإنقاذ نسخ القرءان القديمة بل وبناء المدارس للمسلمين."

والفقرة السابقة رغم أنها صادمة إلا أنها منطقية جداً.

فالمنظمات الأمريكية التى ستمول الحركات الشبابية التحررية والجماعات الإسلامية الإصلاحية يجب أن تنال ثقتهم وثقة المجتمع أولاً.

يجب أن تبعث برسالة طمأنة للمسلمين بأنها لا تريد إلا خير الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الدين. يجب أن تقول لهم إننا نحبكم و لا نعادي دينكم حتى أننا ننقذ مساجدكم الأثرية و مصاحفكم ونبني لكم المدارس.

أما تمويل المفكرين ومناهج المدارس فهي الخطوة الأهم في عملية توجيه أفكار المجتمع الإسلامي ككل .

(تخيل أنهم يمولون هذا فى 24 دولة وليس دولة أو اثنتين. إنهم يهدفون إلى إنتاج وعي جمعي مصطنع على مستوى الأمة كلها).

فالمدرسة والإعلام هما الأداتان الأهم في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمعات وصب الأفكار في الرءوس الفارغة.

(ولتتذكر أن هذا مذكور بصيغة الماضي فى تقرير يعود إلى 2005. فالله وحده يعلم عدد السنوات التي عملوا فيها على هذا الأمر, بل وربما يعود الأمر إلى ما قبل هيمنة الولايات المتحدة, إلى أيام الحملة الفرنسية).

وأما تمويل ورش العمل والتدريب على التغيير السياسي (يسمونها التغيير اللاعنيف) فهي الأداة التي ستضمن وجود كوادر تستطيع حشد وتوجيه وتحريك الجموع على الأرض وإشعال شرارة "التغيير" في الشعب المهيأ أساساً للتغيير من خلال إعلامه و مفكريه.

إن الأمر يشبه بذر بذور التغيير في الشعوب على مدى سنوات بشكل تدريجي ثم حين تحين اللحظة المناسبة فإن هناك من يوقظ هذه البذور من سباتها الطويل لتؤتى أكلها.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 4:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أغسطس 19, 2012 2:29 am
مشاركات: 507

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المستحق لجميع المحامد والصلاة والسلام علي إمام كل شاكر وحامد وعلي آله وصحبه وكل عابد

موضوع جميل وأكثر من رائع يفضح ما أطلقوا علية عنوة ثورات الربيع العربي
ثورة 25 يناير التي هي في الواقع المر حروب الجيل الرابع
التي يقوم فيها الشعب بتدمير نفسه بنفسه
بالمناسبة بريزنسكي هو نائب رئيس مجموعة الأزمات الدولية International Crisis Group , ICG التي ينتمي البرادعي إليها
وأمسك تلاميذه أمثال الببلاوي و زياد الدين وحجازي الآن بمقاليد الأمور
الطابور الخامس
السوس
باقي أفرع شجرة الحنظل


_________________
إذا جمع المهدي وعيسي *** فالنصر الأعظم لمحمد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 4:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

الأخ الفاضل (maksaleh) :

بارك الله فيك أخي الكريم ، وجزاك الله خيراً

وأسعدني مرورك الكريم .

نتابع :

ثم يستمر التقرير في سرد المزيد من التفاصيل والدقائق عن هذا البرنامج الضخم.

فيقرر أنه يعتبر أضخم وأصعب كثيراً من الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي.

حيث يقول على لسان أحد المسئولين بالصفحة السادسة من التقرير ما نصه :

"The Cold War was easy," says a knowledgeable official. "It was a struggle against a godless political ideology. But this has theological elements."

"الحرب الباردة كانت سهلة, لقد كانت صراعاً ضد أيديولوجية سياسية إلحادية بلا إله.أما هذه فبها عنصر العقيدة"

(أنظر مدى أهمية التزام العقيدة الصحيحة وانظر مدى معرفتهم بأنها هي المقاوم الأساسي لمشروعهم.

ثم ارجع البصر إلى حال بعض أبناء الإسلام وكيف أنهم لا يقدرون عقيدتهم حق قدرها ولا يرون الوحي المعصوم على أنه المنقذ الوحيد لهم من كيد أعدائهم, ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ) .

ثم يبدأ التقرير في الهجوم على المملكة العربية السعودية مبيناً أنها أحد أهم أهداف التغيير باعتبارها مصدراً قوياً لنشر العقيدة التي تعتبر عقبة كئود في طريق مشروع الهيمنة حيث يقول التقرير في نفس الصفحة :

The role of Saudi Arabia has repeatedly come up in discussions of the new strategy, sources say. Fueled by its vast oil wealth, the Saudis are estimated to have spent up to $75 billion since 1975 to expand their fundamentalist sect, Wahhabism, worldwide. The kingdom has funded hundreds of mosques, schools, and Islamic centers abroad, spreading a once obscure sect of Islam widely blamed for preaching distrust of nonbelievers, anti-Semitism, and near-medieval attitudes toward women. Saudi-funded charities have been implicated in backing jihadist movements in some 20 countries. Saudi officials say they've cracked down on extremists, but U.S. strategists would like to see opportunities for less fundamentalist brands of Islam. Reform may be more likely to come from outside the Arab world. "Look to the periphery," predicts a knowledgeable official. "That's where change will come." One solution being pushed: offering backdoor U.S. support to reformers tied to Sufism, a tolerant branch of Islam.

وتؤكد المصادر أنه قد أتى ذكر دور المملكة العربية السعودية مراراً فى النقاش حول الاستراتيجية الجديدة.

فباستخدام ثروتهم البترولية الضخمة , قام السعوديون بإنفاق ما يقدر بـ 75 مليار دولار منذ عام 1975 لنشر مذهبهم الأصولي الوهابي في أنحاء العالم.

لقد مولت المملكة مئات المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية في الخارج ناشرة بهذا مذهباً كاد أن يندثر يوماً ما.

وهو مذهب يلام على أنه يدعو إلى عدم الثقة فى الكفار ومعاداة السامية و مواقف عتيقة تجاه المرأة.

الأعمال الخيرية التى يمولها السعوديون قد ضلعت في مساندة الحركات الجهادية في أكثر من 20 دولة.

ويقول المسئولون السعوديون أنهم يواجهون المتطرفين.

لكن الولايات المتحدة تود أن ترى فرصة لأنواع أقل أصولية من الإسلام.

الإصلاح سيأتى من خارج العالم العربي .

يقول أحد المسئولين الأمريكيين :

"انظر الى الأطراف. فمن هناك سيبدأ التغيير".

أحد الحلول المطروحة هو توفير دعم أمريكي من الأبواب الخلفية (أي غير مباشر) للحركات الإصلاحية المرتبطة بالصوفية, أحد الفروع المتسامحة من الإسلام"

أقول - بعيداً عن التقرير وأقوال المترجم - وبالله التوفيق :

وهذه خطة الله أعلم ما الغرض من وضعها لزج الصوفية ومن ورائهم ومن يمثلونهم في اتجاه ما يريده العالم الموحد وحكومته الخفية برئاسة الملعون الدجال .

ما الهدف ياترى من محاولة التنويه والترسيخ إلى أن هدم الدولة السعودية سيكون باستخدام الصوفية ؟!!!!!!


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

و هنا لابد أن نذكر أن هناك جماعات "إصلاحية" تعمل في السعودية ينطبق عليها نفس المواصفات المذكورة في المقالة.

فهناك مثلاً منظمة "إصلاحية" ترفع شعار الإسلام أسسها سعد الفقيه القادم من لندن محملاً بالأفكار الغربية تحت اسم "الحركة الإسلامية للإصلاح".

وتدعو الحركة من خلال موقعها الرسمي السعوديين إلى الثورة في السعودية وإسقاط الدولة هناك ومن ثم إقامة نظام ديموقراطي وإطلاق "الحريات" وإطلاق يد منظمات المجتمع المدني "حقوق المرأة" .. إلخ.

بل إنها تقر ضمنياً من خلال موقعها أنه لا مانع لديها من استغلال ما أسمته أسباب من خارج الحركة

توقعات الحركة

• الحركة لا تتوقع أي تنازل من قبل النظام الحاكم ولا تغيير جاد في الأوضاع السياسية والحريات .

• وترى أن التغيير يجب أن يفرض بقوة شعبية من خلال عمل ميداني .

• أو بالتحرك العاجل عند وجود أول تفكك في النظام لأسباب من خارج الحركة .

و تتحدث فى نفس الصفحة عن وسائلها:

وسائل الحركة :

• تستخدم الحركة حالياً الإعلام والاتصالات والضغط السياسي والاجتماعي ولكن الحركة لا تقتصر على هذه الوسائل وتعتبر أي وسيلة قابلة للتطبيق مادامت لا تخالف سياسة الحركة .

قارن هذا بما هو مذكور فى أحد فقرات التقرير حرفياً :

The tools with which to fight back are varied. To the CIA, they are covert operations involving political influence and propaganda. At the Pentagon, they are called psyops or strategic-influence efforts. At the State Department, it's called public diplomacy. All seek to use information to influence, inform, and motivate America's friends and enemies abroad.

أدوات العمل في هذا الصراع متعددة.

بالنسبة للسى آى إيه, هي عمليات سرية تتضمن الضغط السياسي والبروباجاندا (الإعلام).

وعند البنتاجون, تسمى عمليات نفسية وتأثير استراتيجى.

وعند وزارة الخارجية تسمى الدبلوماسية العامة

(هذا المصطلح يقصد به ممارسة الدبلوماسية مباشرة مع الشعوب دون المرور بالحكومات و ذلك للتأثير عليها).

كلها أدوات تهدف في النهاية إلى بث المعلومات من أجل التأثير على وتشكيل وتحفيز أصدقاء أمريكا وأعدائها فى الخارج.

هل هذا التوافق صدفة ؟

حركة "إصلاحية" ترفع شعار"الإسلامية" مؤسسها أتى من الغرب من "لندن" بمشروع للإسلام "المعتدل" .

(وسيلي لاحقاً إن شاء الله في فصل (التنفيذ الفعلي) المزيد من الأمثلة الواقعية العملية التى سنتتبعها لنرى إن كانت تحمل صلات بخطة تغيير العقول و القلوب.)


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 5:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

وفي السياق نفسه وفي نفس التقرير يقول ميلت بيردن العنصر السابق في السي آى إيه الذى عمل لمدة 30 عاماً فى المجتمعات الإسلامية بحسب التقرير :

"I can guarantee that if you go to some of the unlikely points of contact in the Islamic world, you will find greater reception than you thought," says Milt Bearden, whose 30-year CIA career included long service in Muslim societies. "The Muslim Brotherhood is probably more a part of the solution than it is a part of the problem." Indeed, sources say U.S. intelligence officers have been meeting not only with the Muslim Brotherhood but also with members of the Deobandi sect in Pakistan

"أستطيع أن أؤكد أنك إذا ذهبت إلى بعض نقاط التماس غير المتوقعة في العالم الإسلامي فستجد ترحيباً (يقصد للأفكارالأمريكية) أكبر مما كنت تظن.

إن الأخوان المسلمين هم على الأرجح جزء من الحل أكثر من كونهم جزء من المشكلة".

قطعاً, كانت هناك لقاءات بين ضباط في المخابرات الأمريكية و بين الإخوان المسلمين.

كما كانت هناك أيضاً لقاءات مع فرقة الديابوندية في باكستان.


من هذا نرى أن اللقاءات بين الإخوان والمخابرات الأمريكية للإعداد "للتغيير" كانت مبكرة جداً من قبل عام 2005.

وترى بوضوح أن الأمريكان يعتبرون أن الإخوان جزء من الحل بالنسبة لهم.

إن تقرير مجلة اليو إس نيوز لم يكن هو الوحيد الذى تكلم عن مشروع تغيير العقول والقلوب ولبرنة الإسلام.

بل تكلمت عنه جهات أخرى عديدة لا تقل أهمية مثل تقرير منظمة راند RAND (وهي من أهم المنظمات الأمريكية لدعم اتخاذ القرار) عام 2004 الذى حمل عنواناً غاية فى الاستفزاز هو :

The Five Pillars of Democracy: How the west can promote Islamic reformation

"أركان الديموقراطية الخمسة: كيف يمكن للغرب أن يروج للإصلاح الإسلامي"


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 6:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

فيما يلي فقرة من تقرير راند وددت لو أمكنني أن أختصرها لكنني رأيت أن أوردها - على طولها - كما هي نظراً لأهميتها البالغة.

فتحت عنوان جانبى "أجندة للإصلاح" ينص تقرير راند على ما يلي :

An Agenda for reform

What the roiling ideological ferment requires from the West is both a firm commitment to fundamental Western values and a sequence of flexible postures suited to different Islamic contexts, populations, and countries. This approach could help to develop civil, democratic Islam while giving the West the versatility to deal appropriately with different settings.

The following outline describes what such a strategy might look like. It rests on "five pillars of democracy" for the Islamic world. The pillars correspond to the postures that the West should take toward the four ideological groups and toward ordinary citizens in Muslim countries.

Support the modernists first, promoting their version of Islam by equipping them with a broad platform to articulate and to disseminate their views. It is tempting to choose the traditionalists as the primary agents for fostering democratic Islam, and this appears to be the course that the West is inclined to take. However, some very serious problems argue against taking such a course.

Overendorsing the traditionalists could undermine the ongoing internal reform effort within Islam and hinder those—the modernists—whose values are genuinely compatible with our own. Of all the groups, the modernists are the most congenial to the values and spirit of modern democratic society. We need to advance their vision of Islam over that of the traditionalists.

Modernism, not traditionalism, is what worked for the West. This included the necessity to depart from, modify, and selectively ignore elements of the original religious doctrine. The Old Testament is not different from the Koran in endorsing conduct and containing a number of rules and values that are unthinkable, not to mention illegal, in modern society. This does not pose a problem in the West, because few people today would insist that we should all be living in the exact literal manner of the Biblical patriarchs. Instead, we allow our vision of the true message of Judaism or Christianity to transcend the literal text, which we regard as history and legend. That is exactly the approach proposed by Islamic modernists.


أجندة للإصلاح :

ما يحتاجه الخلاف الأيديولوجي الشديد من الغرب هو التزام حازم بالقيم الغربية الأصولية لكن مع وجود "مرونة" تستطيع أن تتعامل مع الفكر الإسلامي فى مختلف الظروف والشعوب والدول.

هذا التوجه قد يساهم بقوة فى تكوين إسلام مدني ديموقراطي مع السماح للغرب بمرونة كافية تتيح له التعامل بشكل مناسب مع المواقف المختلفة .

إن الخطوط العريضة التالية تصف ما يمكن أن تكون عليه هذه الاستراتيجية.

إن هذه الاستراتيجية ترتكز على "أركان الديموقراطية الخمسة" للعالم الإسلامي .

وهذه الأركان الخمسة تمثل المواقف التى يجب أن يتخذها الغرب تجاه كل مجموعة من المجموعات الأربعة و أيضاً تجاه عوام الناس فى المجتمعات الإسلامية.

"إدعموا الحداثيين أولاً", روجوا لنسخة الإسلام الخاصة بهم عن طريق تدعيمهم بقاعدة عريضة لنشر و شرح آرائهم. إنه لمن المغرى جداً استخدام التقليديين كعامل محفز أساسي لتعزيز الإسلام الديموقراطي .

ويبدو أن هذا هو المسار الذي يميل الغرب إلى اتخاذه. لكن هناك العديد من المحاذير
الخطيرة جداً فى هذا المسار.

إن تبني مجموعة التقليديين بشكل مبالغ فيه قد يعيق عملية الإصلاح الداخلية التي تجري داخل الإسلام و قد تحجم الحداثيين الذين تتوافق قيمهم مع قيمنا بشكل تام.

فمن بين المجموعات كلها, فإن الحداثيين يحملون قيم وروح المجتمع الديموقراطي الحديث.

و نحتاج إلى أن ندعم رؤيتهم للإسلام حتى فوق رؤية التقليديين.

إن الحداثة - و ليست التقليدية - هي ما اتفق مع الغرب.

و هذا يشمل ضرورة ترك وتعديل وتجاهل عناصر من العقيدة الدينية الأصلية .

إن العهد القديم لا يختلف كثيراً عن القرءان في أنه ينص على قواعد وقيم وسلوكيات لا تتفق بتاتاً - بل وغير قانونية - في المجتمع الحديث .

لكن هذا لايمثل مشكلة للغرب .

لأنه اليوم قلة قليلة من الناس هي من تؤمن أنه يجب أن نتبع تعاليم الكتاب المقدس بشكل دقيق.

على العكس من ذلك, فإننا نسمح لفهمنا الخاص لرسالة اليهودية و المسيحية أن يسمو فوق حرفية النص الذي نعتبره تاريخياً.

وهذا هو بالضبط التوجه الذي يريده الإسلاميين الحداثيين .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 6:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

ثم يبدأ التقرير في توجيه توصيات للساسة الغربيين بخصوص كل تيار في بلادنا.

هذه نماذج لبعض توصياتهم تجاه التيارات المختلفة :

Western leaders should support the modernists by these means:

• Publish and distribute their works at subsidized cost.
• Encourage them to write for mass audiences and for youth.
• Introduce their views into the curriculum of Islamic education.
• Make their religious opinions and judgments available to a mass audience to compete with the fundamentalists and traditionalists, who have web sites, publishing houses, schools, institutes, and many other vehicles for disseminating their views.
•Position modernism and secularism as counterculture options for disaffected Islamic youth.
• Use the media and educational curricula in suitable countries to foster an awareness of their pre-Islamic and non-Islamic histories and cultures.


"على القادة الغربيين أن يدعموا الحداثيين من خلال هذه الوسائل:

• نشر وتوزيع أعمالهم (الفكرية) بأسعار مخفضة .

• تشجيعهم على الكتابة للجماهير و بخاصة للشباب.

• إدخال آرائهم في المناهج الدراسية في الدول الإسلامية .

• إيصال آرائهم الدينية و حكمهم على الدين للجمهور لكي ينافسوا آراء الأصوليين والتقليديين الذين يملكون المواقع ودور النشر و المدارس والمعاهد و وسائل عديدة لنشر آرائهم.

• إظهار الحداثة والعلمانية كخيارات ثقافية بديلة للشباب المسلم المتمرد الفاقد للولاء (هذه هي الترجمة الحرفية للكلمة المستخدمة Disaffected) .

• إستخدام الإعلام و المناهج التعليمية في بعض البلدان الإسلامية لنشر الوعي بتاريخ وثقافة بلادهم فى عصور ما قبل دخول الإسلام .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قصة التغيير
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2013 6:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

و تجاه العلمانية الصريحة توصي مؤسسة راند بما يلي :

Support the secularists on a case-by-case basis. The West should encourage secularists to recognize fundamentalism as a common enemy and discourage secularist alliances with anti-U.S. forces. The West should also support the idea that religion and state can be separate in Islam, too, and that the separation will not endanger the faith but, in fact, can strengthen it.

دعم العلمانيين على كل موقف على حدة.

يجب على الغرب أن يشجع العلمانيين على أن يتخذوا الأصولية عدواً مشتركاً وأن يثبط أي تحالف للعلمانيين مع قوى مضادة للولايات المتحدة .(هو هنا يقصد بعض أنواع العلمانية التي قد تعادى الولايات المتحدة مثل الشيوعية).

إن الغرب عليه أن يروج لفكرة أن الدولة والدين في الإسلام يمكن أن ينفصلا أيضاً وأن الفصل بينهما لن يشكل خطراً على العقيدة بل بالعكس يمكن أن يقويها.

وتجاه العوام يوصى التقرير بالآتي :

Develop secular civic and cultural institutions and programs. Western organizations can help to develop independent civic organizations that can provide a space in the Islamic world for ordinary citizens to educate themselves about the political process and to articulate their views.

إنشاء مؤسسات وبرامج مدنية علمانية و ثقافية.

إن على المؤسسات الغربية أن تساعد في إنشاء مؤسسات مدنية مستقلة توفر مساحة فى العالم الإسلامي للمواطن العادي في أن يثقف نفسه حول العمليات السياسية وأن يكونوا وجهة نظر خاصة بهم .

وهكذا

يتضح في ختام عرضنا للتقارير الأمريكية الصادرة عن مؤسسات لها مصداقيتها وثقلها, أن التركيز الأساسي للغرب في معركته من أجل السيطرة على عقول وقلوب المسلمين بغية تغيير الإسلام ذاته لن يكون على العلمانيين علمانية صريحة.

فهؤلاء أصلاً منبوذون مكروهون من طوائف المجتمع.

فكيف يمتطي الغرب مطية لن توصله لهدفه؟!!!

أما المطية المثالية فهي التيارات التي ترفع شعارات إسلامية مع عدم وجود علم شرعى و معرفة حقيقية بثوابت الإسلام و عقيدة أهل السنة والجماعة - والتي مثلها الأزهر الشريف بثوابتها لأكثر من ألف عام قبل موجات النخر والتخريب والاختراق والاندساس -

وبالتالي قبولهم السلس للفكر الغربي وللديموقراطية محاولة توفيقية و ترقيعية داخل جسد الإسلام تحت ذرائع عديدة مثل أن هذه وسيلة و آلية و أن هذا من "مرونة" الإسلام إلخ .

والأمر الآخر أنهم - على عكس العلمانيين الصراح - فإن لهم قبولاً واسعاً بين طوائف الشعوب فى بلاد المسلمين على أنهم حماة الدين و حملته و أصحاب مشروع "الشريعة".

لكن عجباً شريعة من تلك ؟

إن أفكارهم مشوشة مشوهة متناقضة مرقعة بثقافات وأفكار الغرب و ديموقراطيته و أصوليته.

فهؤلاء هم المطية الأساسية السلسة المتحمسة سهلة التوجيه التي ينوي الغرب أن يركبها فى موقعة العقول والقلوب و تغيير الإسلام من الداخل .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 15 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 20 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط