واحدة من أكثر الظواهر الخارقة غموضاً وغرابة ,بل هي شبيهة بواحدة من روايات ألف ليلة وليلة من شدة غرابتها .
والطفلان الأخضران هما ولد وبنت لا يتجاوز عمر كل منهما السبعة أعوام خرجا بصورة مفاجئة من أحد الكهوف القريبة من حقول قرية (بانجوس) الاسبانية , وأمام مرأى عدد كبير من الفلاحين في صباح التاسع من اغسطس عام 1887م .
والمذهل في الأمر أن لون بشرة الطفلين وشعرهما كان أخضر داكناً بلون الزرع !
وكانا يرتديان ثيابا غريبة مصنوعة من مادة مجهولة , وأما ملامحهما فقد كانت شبيهة جداً بالملامح الآسيوية !!
مضت لحظات طويلة تسمر فيها الفلاحين في أماكنهم من هول المفاجأة , ومما زاد الموقف توتراً هو بكاء الطفلين الشديد
والخوف الذي كان واضحاً عى ملامحهما , الأمر آثار شفقة الفلاحين كثيرآ فاقتربوا منهما لتهدئتهما .
وقد حاول البعض التحدث إليهما باللغة الاسبانية , إلا أن الطفلين بدوا وكأنهما لم يفهما شيئآ , بل وتفوها بكلمات غريبة لم تكن تنتمي الى أي لغة معروفة .
فاقترح أحد الفلاحين أن يتم أخذهما الى داره , وهناك سارع البعض من أهل القرية إلى تقديم جميع أنواع المأكولات المتوفرة لديهم إلى الطفلين , ولكنهما لم يأكلا شيئا على الاطلاق , بل نظرا إلى الطعام وكأنهما لم يريا مثله من قبل !!
وأمام كل هذا الغموض سارع الفلاحون إلى القاضي الذي كان أكثر الناس علماً وثقافة في القرية والذي أصيب بدوره بدهشة شديدة عند رؤيته لهذين الطفلين .
إلا أنه تصرف بحكمة عندما طلب من أهالي القرية أن يتركوهما في منزله على أن يقوم برعايتهما بنفسه .
حاول القاضي معرفة اللغة التي يتحدث بها هذان الطفلان من خلال الكتب التي كان يملكها إلا أنه عجز عن ذلك تماماً كما حاول بدوره إطعامهما وقدم لهما جميع أنواع الأطعمة المتوفرة لديه , ولكنهما إستمرا في رفضهما للأكل .
إستمر الحال بهذه الصورة لعدة أيام لم يتناولا فيها سوى الماء , وإلى أن اكتشف القاضي أنهما يعرفان الفاصوليا ويحبان طعمها , فأصبحت هي طعامهما الوحيد , ولكن الصبي لم يحتمل هذا الوضع السيء , فأصيب بهزال عام أدى الى موته بعد فترة بسيطة , فقام الأهالي وبحزن شديد بدفنة في مدافن القرية .
أما بالنسبة للطفلة فقد أصيبت بحزن واكتئاب شديدين بسبب موت الصبي وظلت على هذا الحال لفترة طويلة لكنها مع مرور الوقت بدأت تتأقلم مع الحياة في القرية .
وكان القاضي يحاول وبشغف أن يعلمها اللغة الأسبانية حتى يستطيع أن يكشف ولو عن القليل من الغموض المحيط بهذه القصة العجيبة .
وبعد فترة بدأت الفتاة بالفعل في تعلم اللغة الاسبانية وأصبحت تتحدثها بشكل لا بأس بة واعتقد القاضي أن الفرصة قد حانت ليعرف من الفتاة كل مايتعلق بقصة ظهورها المفاجئ ولونها الغريب .
إلا انها قد ضاعفت من الغموض المحيط بقصة ظهورها مع الصبي الذي اتضح أنه شقيقها عندما ذكرت بأنها دخلت معه أحد الكهوف في عالمها , وهناك سمعا صوتاً جميلاً شبيهاً بالجرس يأتيهما من مسافة بعيدة داخل الكهف , فتتبعا هذا الصوت ولكنهما ضلا طريقهما في متاهات الكهف , إلى أن وجدا المخرج الذي أوصلهما إلى هذا المكان .
عندما فوجئا بدرجة الحرارة العالية وبالضوء المبهر المنبعث من الشمس !!