شغفت المنظمات الظلامية منذ زمن بعيد بقراءاتها الوثنية لكتب الدجل والشعوذة، وآمنت بها إيماناً مطلقاً، حتى وصل بها الغلو إلى بناء تكهناتها المستقبلية في ضوء ما ورد بالألواح البابلية والفرعونية .
وربما كانت كتب (الزوهار)، و(التاروت) المعتمدة من قبل طائفة الويكا، أو طائفة الكابالا، هي التي رسمت سيناريوهات سقوط البرجين، وهي التي سمحت بسقوط البرج الثالث .
فالتطابق المذهل بين الورقة السادسة عشر في لعبة التاروت (Tarot Card) وبين إنهيار البرج التجاري أثار فضول اللجان التحقيقية والتحليلية، وحفزها لمراجعة أوراق اللعبة الكهنوتية .
ولكي نقف على الحقيقة لابد لنا من شرح تلك الأوراق ومعرفة أسرارها.
التاروت :
كتاب وثني يتألف من صفحات، أو أوراق، أو بطاقات، لكنه يختلف عن الكتب الأخرى، إذ تأخذ صفحاته أي شكل في الترتيب، وقد استعانت به بعض الطوائف الوثنية في تفعيل أفكارها بلغة الرموز والاستعارات، ويعد من أقدس كتب الغجر .
يقال إن كلمة تاروت Tarot مركبة من كلمتين (تا) و(رو)، وهي كلمات هيروغليفية تعني الطريق الملكي، ويقال أيضا إنها الكلمة المعاكسة لكلمة توراة Torat، ويقال إنها هندية الأصل جاءت من كلمة (تارو Taru)، وتعني البطاقات أو الأوراق .
وهناك من يعتقد إنها جاءت من كلمة (تارا Tara) الهندوسية، أو من كلمة لاتينية (روتارو) وتعني الدائرة، أو ترجع لكلمة (تارو)، وهو اسم لنهر إيطالي قديم أقيمت على ضفافه أولى المعابد الوثنية التي تعاملت بتلك الأوراق .
تتكون لعبة التاروت من مجموعة من الأوراق والصور الرمزية، تتألف من (78) ورقة، وكل ورقة تحمل رقماً وصورة رمزية، ولكل رقم معناه الظاهري والباطني، أما الصور فلها معان مستمدة من علم التنجيم وقراءة الطالع .
تنقسم أوراق التاروت إلى مجموعتين، الأولى تضم (56) ورقة، وتسمى السر الأصغر، والمجموعة الثانية تضم (22) ورقة وتسمى السر الأعظم .
تعتقد المعابد الوثنية أنها سجلت على كل ورقة من أوراق السر الأعظم أحداث قرن كامل من الزمن الذي سيأتي بعدهم، ويزعمون إن تلك الأوراق تتنبأ بما سيقع في البلاد لفترة تمتد إلى (21) قرناً بدءاً من ميلاد سيدنا المسيح .
فالورقة الأولى وفيها صورة (الساحر) ترمز للقرن الذي يظهر فيه السيد المسيح، والثانية (الكاهنة العظمى) وترمز إلى نشأة الكنيسة .
والورقة الثالثة وفيها صورة (الإمبراطورة) وترمز إلى الإمبراطورية الرومانية، والرابعة (الإمبراطور) وترمز للقرن الثالث الميلادي، والخامسة (الحكيم) وتشير إلى سلطة الكنيسة في القرن الرابع .
والسادسة (العاشق)، وتشير إلى إنقسام الكنيسة في القرن الخامس .
والسادسة (العربة) وتشير إلى ظهور الإسلام .
والثامنة (العدالة) وترمز إلى عدالة الخلافة الإسلامية .
والتاسعة (الناسك) وتشير إلى ضعف الإمبراطورية الإسلامية .
والعاشرة (العجلة) وترمز إلى الاعتراف بحقوق الملك .
والورقة رقم (11) وتظهر فيها صورة (القوة) وترمز إلى الصراع بين الكنيسة والملك .
والورقة رقم (12) وفيها صورة (المشنوق) وترمز للحرب الصليبية .
والورقة (13) وفيها صورة (الموت)، وترمز للغارات المغولية .
والورقة (14) وفيها صورة (الاعتدال)، وترمز لعصر النهضة .
والورقة (15) وفيها صورة (الشيطان)، وترمز للحروب العالمية الأولى والثانية .
أما الورقة التي تحمل الرقم (16)، وهي مربط الفرس، فتشير إلى بداية المليونية الجديدة بعد عام 2000.
وتظهر فيها صورة لبرج عملاق يتعرض لصواعق تضربه من الجو، فيتهاوى إلى الأرض إيذاناً ببزوغ فجر النظام العالمي الجديد (New World Order) .
والملفت للنظر أن مساحة الأرض، التي أقيمت عليها أبراج المركز التجاري الدولي في مانهاتن تساوي (16) هكتار بالتمام والكمال .
ولهذه البطاقة السادسة عشر تفسيرات أخرى في علوم التاروت، فهي توحي لزمن انهيار سقوف الهياكل الدينية، وتهدم المؤسسات الطائفية، وتفتت المعتقدات الروحية .
ويراد من هذه الإيماءات الدعوة لإعلان الحرب على الأديان السماوية، وكأنما اشتركت القوى الظلامية كلها في تدبير هذه المهزلة، والتضحية بأبراج نيويورك، من أجل تكريس إيمانها المطلق بخزعبلات التاروت.