المؤمن القوي تراه دائما ثابت الخطى مطمئن القلب خاصة في وقت الشدائد والمحن . أما المنافق فهو دائما في حالة فزع وخوف وتوجس تراه دائما يحاول نشر تخاذله في صفوف أهل الحق . فحال هؤلاء المنافقين الموهِنين العمل على إفساد الأمة ومحاولة قلب الحقائق بآرائهم الفاسدة للتلبيس والتأثير على أصحاب العزائم الضعيفة فتخور قواهم وتثار الفتن لتعوق تقدم الأمة . ولكنّ الله عز وجل غالب على أمره قال تعالى : " لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ " التوبة لقد تبنوا ذلك الأسلوب الشيطاني وارتضوا لأنفسهم هذا الدور الدنيء وأن يكونوا في معسكر العدو يسوؤهم ما يفرحنا ، ويفرحهم ما يصيبنا قال تعالى : " إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " ( آل عمران : 120 ) فكل فتنة أشعلوها لابد وأن ترتد عليهم فتأكلهم بنارها ولكن علينا بالصبر والمثابرة والتقوى .
أما حال المؤمن فهو يعلم رسالته في الحياة ودوره ووظيفته التي خلقه الله من أجلها فإذا جعلك الله في صف أهل الحق فاحذر من هؤلاء المُخَذِّلين الموهِنين الذين قال الله فيهم : "قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا " ( الأحزاب : 18 )
كيف نواجه أساليب المُخَذِّلين ؟ الكلمة المُخَذِّلة لها أثر تدميري هائل خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد لكن أصحاب العزائم القوية والنفوس المثابرة المصرة على تحقيق هدفها الذين يملأ الحق قلوبهم ، لا سلطان لأهل الباطل عليهم
عندما يملأ الحق قلبك تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس
وانظروا أحبتي في الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم كيف تعامل الصحابة رضي الله عنهم مع هؤلاء المُخَذِّلين حتى في أشد الظروف والمحن بعد غزوة أحد عندما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالمسير حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة ليرى المشركين أن بهم قوة وجلداً على ما بهم من جراح فخرج الصحابة ولم يستجيبوا للمنافقين طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول الله تعالى : " الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " آل عمران ( 172 - 175 )
فلنكن على تمام الحذر من رسائل " الطابور الخامس " هؤلاء الموهِنين المُخَذِّلين المدسوسين في وسائل الإعلام والعمل وفي كل مكان .
_________________ قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهض الأشراف عند سماعـه قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب
|