ويقول أيضًا: «المسيح الدجال سيكون دكتاتورًا عالميًا، وسيكون هو الرئيس العالمي لليهود والمسيحيين المرتدين!!».
ومع اتهام طوائف النصارى بعضهم لبعض بأنهم أتباع الدجال عندما يخرج؛ فإنهم يجمعون على أن اليهود هم طليعة أنصاره، ورأس حربته، وهم الذين سيقودون معسكر أعداء المسيح، ولهذا فهم يعتقدون: أن الله سينتقم منهم في القدس وسيخربها، ثم يخلصها منهم ويورثها للمسيح وأتباعه! («سفر حزقيال» (الإصحاح-12/16))
يقول القس (رشاد فكري): «مرة أخرى ستذوق أورشليم غضب الله وقضاءه في نهاية الدهر، والمسيحية في الغرب قد انهارت؛ حتى إن الذين كان أجدادهم في القرون الماضية يشنون الحروب الصليبية بذريعة حماية القدس؛ باعوا فلسطين لليهود في القرن العشرين!!» («تفسير سفر حزقيال» (ص59))

إن المرء ليعجب أن يكون هذا حديث نصارى عن نصارى، أو حديث نصارى عن يهود، ولكن العجب يزول عندما نتذكر قول الله -تعالى-: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ [المائدة:14].
وقوله -تعالى-: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾ [البقرة: 113].
فالجميع أعداء الجميع، والجميع يريد أن ينتقم من الجميع، والجميع مع هذا كله ينتظرون! والجميع يتحسبون! والجميع يرتبون!.
إن من حقنا: أن نعجب. ومن حقنا: أن نتساءل: إذا كانت كل طائفة تدَّعي أن المخلِّص منها، وأنهم أتباعه وأنصاره، وتدعي في مبغضيها أنهم أتباع الدجال وأنصاره، فمن إذن هم الأتباع الحقيقيون للدجال الذي يتبرأ منه الجميع الآن، فإذا جاء كانوا أول المسارعين لنصرته والإيمان به؟!