|
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
2- معنى المسخ :
قال الأزهرى فى كتابه الصحاح في اللغة (2/169) : المَسْخُ: تحويل صورة إلى ما هو أقبحُ منها. يقال: مَسَخَهُ الله قرداً. وتبعه على ذلك العلامة الفيروزابادى فى القاموس المحيط (1/254)
وأما العلامة الولى الخليل بن أحمد الفراهيدى .. فقد توسع فى تعريف معنى المسخ .. فقال فى كتابه العين (1/309) :
المَسْخُ: تحويل خلقٍ عن صورته ، وكذلك المشوه الخلقِ. انتهى وتبعه ابن سيده فى المحكم والمحيط الأعظم (2/305) ..
وقال الشريف الزبيدى فى تاج العروس (1/1849) : والمَسِخُ فَعِيل بمعنَى مفعولٍ من المسْخِ وهو المشْوَّهُ الخَلْقِ . قيل : ومنه المَسِيخُ الدّجّالُ لتَشْوِيهه وعَوَرِ عَيْنِه عَوَراً مختلِفاً . انتهى
يقول الفقير مريد الحق :
فعندنا تعريفان ... الأول : تحويل الخلقة عن صورتها الآدمية .. إلى صورة أخرى أقبح منها .. كالقرد والخنزير .
والثانى : المسخ .. هو المشوه الخلق ... ولكن ليس متحولا إلى صورة أخرى كالقرد أو الخنزير . ومن ذلك قول المرتضى الزبيدى : ومنه المَسِيخُ الدّجّالُ لتَشْوِيهه وعَوَرِ عَيْنِه عَوَراً مختلِفاً .
ومما يؤيد أن المسخ هو تحول الصورة إلى صورة أخرى .. ما أخرجه ابن حبان (23/304) واللفظ له ، والإمام أحمد (7/118) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الحيات من مسخ الجان كما مسخت الخنازير والقردة » .
[light=#ffffff]3- معنى القذف والحصب .
وأما المعنى اللغوى للقذف , والحصب .. فيقول العلامة الخليل بن أحمد فى كتابه العين (1/394) : القَذْفُ : الرمي بالسهم والحصى والكلام. وتبعه الأزهرى فى تهذيب اللغة (3/201) بالحرف .. وزاد فى آخر التعريف " وكل شيء " .
وأما الحصب .. فيقول الخليل فى العين (1/194) : الحَصْبُ : رَمْيُكَ بالحَصْباء أي صِغار الحَصَى أو كِبارها .
وقال الأزهرى فى تهذيب اللغة (2/18) : وقال الفراء : الحَصَب في لغة أهل نجد: ما رَمْيت به في النار ، وحَصَبْتُ الرجل حَصْباً إذا رَمَيْته ، وقول الله ( إنا أرٍسَلْنا عليهم حاصِباً ) أي عذاباً يَحْصِبهم أي يَرْميهم بحجارة من سِجِّيل.
ويقال للريح التي تحمل التُّراب والحصى ... حاصِبٌ
وللسَّحابِ يَرْمى بالبَرَد والثَّلْج ... حاصِبٌ لأنه يَرْمى بهما رَمِياً .
وقال ابن منظور فى لسان العرب (1/318) : وقوله تعالى ( إِنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً ) أَي عَذاباً يَحْصِبُهم ... أَي يَرْمِيهم بحجارة مِن سِجِّيل
وقيل : حاصِباً أَي ريحاً تَقْلَعُ الحَصْباء لقوّتها وهي صغارها وكبارها .
وفي حديث علي رضي اللّه عنه قال للخَوارج : أَصابَكم حاصِبٌ .. أَي عَذابٌ من اللّه .. وأَصله رُميتم بالحَصْباءِ من السماءِ .
ويقال للرِّيحِ التي تَحْمِل الترابَ والحَصى .. حاصِبٌ وللسَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج .. حاصِبٌ لأَنه يَرْمِي بهما رَمْياً . انتهى كلام ابن منظور .
وفى تفسير الرازي (15/13) قال :
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلآ ءَالَ لُوطٍ نجيناهم بِسَحَرٍ } .
وفيه مسائل :
الأولى : الحاصب فاعل من حصب إذا رمى الحصباء وهي اسم الحجارة ، والمرسل عليهم هو نفس الحجارة قال الله تعالى { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ } [ الحجر : 74 ] وقال تعالى عن الملائكة { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ } [ الذاريات : 33 ] فالمرسل عليهم ليس بحاصب فكيف الجواب عنه ؟ نقول : الجواب من وجوه
الأول : أرسلنا عليهم ريحاً حاصباً بالحجارة التي هي الحصباء وكثر استعمال الحاصب في الريح الشديدة فأقام الصفة مقام الموصوف . كل ريح يرمي بحجارة يسمى حاصباً ، وكيف لا والسحاب الذي يأتي بالبرد يسمى حاصباً تشبيهاً للبرد بالحصباء ، فكيف لا يقال في السجيل . وأما الملائكة فإنهم حركوا الريح وهي حصبت الحجارة عليهم . انتهى المقصود من كلام العلامة الرازى .يقول الفقير مريد الحق :
فعندنا تعريفات للقذف .. وهو هو الحصب
الأول : أنه الرِّيحِ التي تَحْمِل الترابَ والحَصى ... لعله قريب من ظاهرة الأعاصير الثانى : السَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج .. ولعله قريب من العصر الجليدى الثالث : العذاب الذى ينزل من السماء ... أيا ما كان .. ولعله قريب من الشهب والنيازك والكويكبات ... والله أعلم .
|