[font=Tahoma][align=justify] ابتليت الأمة في هذه الأيام بل منذ فترة ليست بالبعيدة بأقوام نموا وترعرعوا بيننا جعلوا جل همهم وشغلهم الشاغل نصب العداء للعلماء وللأولياء الصالحين .
وانتشروا في جسد الأمة واستشرى شررهم كالنار في الهشيم ، وأعدوا المجالس ورتبوا الدروس وطبعوا المؤلفات بمختلف الوسائط المقروءة والمسموعة والمرئية ، وجعلوا قوام هذا الجهد وعموده قائم على إعلان حرب شعواء على العلماء وعلى الصالحين .
وقد ازداد عجبي منذ بضع سنوات حين علمت من دراسة أن الدولة الراعية لهذا الفكر قد أنفقت مابين عامي 1975 م ، 1995 م ، 75 مليار دولار على دعم هذا الفكر ونشره .
75 مليار دولار ينفقوا في عشرين عاما على المطبوعات وخلافه وملايين المسلمين حول العالم ما بين جائع ومشرد ومضطهد .
ولو توقف الحصاد المر لهذا النشاط على أمور الدنيا لهان الخطب وصغر المصاب ، ولكن الداهية الدهياء أن الناتج الرئيسي لهذا الفكر يضعك في حالة حرب مع الحق جل وعلا وعلى جبهات متعددة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
- جبهة التطاول على الذات الإلهية باتباع منهج التجسيم لصفات الباري عز وجل .
- جبهة معاداة النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاص مقامه الشريف بتبني مواقف عدائية نحوه صلى الله عليه وسلم مثل : التوسل به كفر – زيارة قبره الشريف بدعة ولا يجوز شد الرحال لها – لا تسبق اسمه بالسيادة – مدحه غلو –
- جبهة معاداة آل البيت الكرام وجفاؤهم مثل : - تهنئة يزيد – التحريض والدعوة لعدم زيارة أضرحتهم – تجاهلهم وعدم إنصافهم – التشكيك في أماكن دفنهم – الدعوة لهدم أضرحتهم ، بل وتم هدم بعضها كما حدث في البقيع –
- جبهة معاداة الصحب الكرام رضي الله عنهم مثل : - تخطئة ابن تيمية لسيدنا عمر وسيدنا عليّ رضي الله عنهما كما نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيمية – تخطئة سيدنا عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح والدعوة إلى صلاتها 8 ركعات فقط –
- جبهة معاداة العلماء وأئمة المسلمين مثل : - التطاول على السادة الأشاعرة والماتريدية بالتبديع والتكفير ، وهم أئمة الدين في كل فن من فنونه – تكفير أئمة المسلمين الذين أجازوا التوسل بالصالحين وزيارة أضرحتهم وهم جمهور العلماء على مدى تاريخ الأمة باستثناء ابن تيمية ومن وافقه في شذوذه .
- جبهة معاداة الأولياء والصالحين مثل : - تكفير الأولياء والصالحين المجمع على فضلهم وإمامتهم كالسيد البدوي وسيدي أحمد الرفاعي – التشهير بالأولياء والكذب عليهم والاستدلال على ذلك بالزنادقة والمستشرقين – الدعوة لجفوتهم وعدم زيارتهم والتكذيب بكراماتهم التي تناقلتها الأمة طبقة عن طبقة .
والمصيبة أن كل هذا يحدث منهم وقد ألبسوه ثوب الشرع والدين ، والشرع والدين من ذلك برآء .
فقل لي بربك يا أخي إذا تشرب إنسان ما هذه السموم وصارت تجري في جسده ، وأصبحت هي قوام حياته وفكره الدعوي هل يرجى منه بعدها أي خير ؟
وما هو مصيره ومصير من حوله ممن سيطوله هذا الفكر ؟
فكر أخي في ذلك ، ولا تنخدع بالمظاهر البراقة ، وتمهل وتريث وانظر وتتبع آثار هذا الفكر ونواتجه .
انظر إلى ما نتج عنه من تطرف وإرهاب ودماء سفكت وأعراض انتهكت .
انظر إلى ما نتج عنه من ضياع آلاف الشباب الذين أصبحوا معاول للهدم في جسد الأمة بدلا من يكونوا مصدرا للقوة والبناء .
انظر إلى ما نتج عنه من شغل الأمة وعلمائها ومفكريها وشبابها وتعطيل حركتهم ووقتهم وجهدهم في قضايا من فروع الفقه حسمت وأجمعت عليها الأمة من مئات السنين .
انظر إلى الجهود المهدرة والأوقات الضائعة في النقاش والجدال والأخذ والرد ، وسل نفسك من المستفيد من هذا .
انظر إلى الأموال المهدرة في نصرة ونشر مذهب يضعك في حالة حرب مع الحق عز وجل ، وانظر بعدها إلى إخوانك المسلمين الجائعين والمضطهدين والمشردين وحاجتهم لهذه الأموال والجهود المهدرة وهي تراق أمامهم في صحاري التبديع والتشريك والتطاول فلا تنتج إلا ثمار الشقاق والوهن .
انظر حولك يمنة ويسرة وقلب ناظريك في حال الدول التي تبنت هذا المنهج وطبقته على أراضيها ، وانظر إلى أين وصلت وما هو حالها وهي تدعي أنها طبقت دين الله وشرعه كما أنزل وكما يجب .
ستجد هذه الدول حالها بئس الحال ، لا هي أخذت بالأسباب فجنت وحصدت ثمرة في الدنيا ، ولا هي تمكنت من تثبيت الدين والدعوة في قلوب شعوبها – والجميع يعلم حال هذه الشعوب ولا داعي لضرب أمثلة –
فكر يا أخي وفكر ثم فكر وابحث ، وقبل هذا استعذ بالله عز وجل من الشيطان الرجيم لتكون في حصن منيع وكهف آمن .
فكر يا أخي وابحث ثم قارن أبجديات هذا الفكر وما يدعوا له بما استقرت عليه الأمة قبل ظهوره.
ولا تصدق أدعياء العلم ، أئمة الجهل وأقاويلهم بأن مذهبهم المبتدع هذا هو ما كانت عليه الأمة ، فمبقارنة بسيطة جدا ستصل إلى أن أقاويلهم تلك هي محض كذب واستغفال وافتراء .
فكر يا أخي ولا تستكثر الوقت الذي ستنفقه في تفكيرك وبحثك ، فالعاقبة وخيمة والبلاء شديد والفتن أقبلت كقطع الليل المظلم ، اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
فالنجاة في أيامنا هذه وفي الزمن القادم ستكون باهظة الثمن .
فكر يا أخي وابحث حتى تدرك قبل فوات الأوان أن منهج الوهابية هو السم القاتل .[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|