روسيا تحيي عيد المرافع الوثني بنكهة أرثوذوكسية
اختتمت الاحتفالات الشعبية في روسيا بعيد المرافع، أو "ماسلينيتسا" بالروسية، وهو عيد قديم كانت تحتفل به الشعوب السلافية تحول إلى عيد ديني بعد اعتناق روسيا القديمة المسيحية.

ويعقب أسبوع المرافع الصيام الكبير حسب تقويم الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، حيث يستثني الروس خلال أسبوع المرافع اللحوم بأنواعها، فيما يركزون في طعامهم على الألبانوالخضروات، الأمر الذي حمل الكنيسة على اعتماد "ماسلينيتسا" عيدا يحل قبل بدء الصيام الكبير كل عام، بما يتيح التكيف التدريجي مع أسابيع الصوم الكبير.
وتقتضي تقاليد أسبوع المرافع الذي ينتهي اليوم الأحد الموافق 13 مارس/آذار، أن يطلب الناس المغفرة من بعضهم البعض، ويصفحوا عن أخطاء الآخرين تجاههم، فضلا عن طلب المغفرة من الخالق.
وتنتهي الاحتفالات اليوم في العاصمة موسكو، شأنها شأن سائر المدن الروسية، بعد أن نظمت بلدية المدينة جملة من الفعاليات الاحتفالية، وحضّرت الساحات العامة والمرافق لاستقبال المحتفلين بالعيد وسط أجواء مرح وبهجة عمت القلوب مع الأيام الأولى لربيع انتظره الروس طيلة شتاء قارس كانت أجواؤه ملبدة بالغيوم وأرضه مغطاة بالثلوج.
وفي تعليق على احتفالات العاصمة، أشار مصدر مطلع في بلدية موسكو إلى أن الفعاليات نظمت في سائر أنحاء المدينة، حيث أقيمت الاحتفالات في 500 موقع بين حدائق عامة ومكتبات ودور ثقافة ومتاحف ومدارس فنون، ودور سينما وثقافة.
وأشار إلى أن زهاء مليوني نسمة شاركوا في الاحتفالات هذه، إضاقة إلى نحو نصف مليون آخرين توافدوا على المدينة من ضواحيها.
وبين أبرز الفعاليات الاحتفالية، كان افتتاح معارض المأكولات الشعبية، وتقديم رقاقات "بليني"، وهي عبارة عن أرغفة أو فطائر رقيقة وصغيرة تصنع من الدقيق مع إضافة السمن أو الزبدة، لدى تحضيرها، ليصار إلى أكلها ناشفة أو بعد إضافة العسل أو الجبنة أو المربى إليها.
وفي حديقة "معرض منجزات الاقتصاد الوطني" بموسكو أقيمت معارض الدمى المصنوعة من القش والتبن، وعقدت الحلقات التعليمية للأطفال حول البيئة والرفق بالحيوان، فيما صدحت في حديقة المعرض الواسعة ألحان الموسيقى الفلكلورية الروسية، وجرى عرض أفلام الرسوم المتحركة، وتنظيم عروض فنية ومسرحية عامة.
وفي ختام الاحتفال، جرت العادة ومنذ عهد الوثنية أن يودع المحتفلون الشتاء و"ماسلينيتسا" بحرق دمية من القش أو التبن، توضع وسط ساحة عامة ليترافق توديعها برقصات وأغان ومرح. وبعد أن "يرحل" الشتاء مع دخان احتراق الدمية، يبدأ الشباب في القفز فوق الشعلة مستعرضين لياقتهم البدنية، ومعلنين بذلك انتهاء العيد.
طبعا في موسكو والمدن الكبرى، لا تسمح السلطات بإضرام النار، في حين يحيي الكثيرون هذا التقليد في القرى والبلدات الصغيرة، فيما لا ترحب الكنيسة الأرثوذوكسية عموما بحرق الدمية وتدرج هذا التقليد في خانة المنكر، نظرا لتوارثه عن الوثنية.
https://arabic.rt.com/news/814648-%D8%B ... %A7%D8%AA/