عدة مقابلات لأوباما مع الصحفي جيفري غولدبرغ في مجلة "ذي أتلانتك" فى الرابط التالى
http://www.theatlantic.com/magazine/arc ... ne/471525/
============================================================
«عقيدة أوباما» تكشف وجهه الحقيقي تجاه المنطقة
انتقد السعودية ودولاً عربية في سلسلة أحاديث مع الصحافي المؤيد لإسرائيل في «أتلانتيك» جيفري غولدبرغ
قبل أشهر من نهاية ولايته الرئاسية الثانية ومغادرته البيت الأبيض، أدلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بسلسلة مقابلات للصحافي الأميركي في صحيفة «ذي اتلانتيك» جيفري غولدبرغ المؤيد لإسرائيل أظهر فيها وجهه الحقيقي تجاه المنطقة مهاجما السعودية التي قال إن التنافس بينها وبين إيران ادى إلى حروب طائفية في سورية واليمن والعراق، مضيفا: «إذا قلنا لاصدقائنا انتم على حق وإيران هي مصدر المشاكل فهذا يعني استمرار الصراعات الطائفية حتى نتدخل وهذا ليس في مصلحتنا أو مصلحتهم»، داعيا السعوديين إلى أن «يتشاركوا الشرق الاوسط مع اعدائهم الايرانيين».
ودرج أوباما في ربيع كل عام، وتحديدا في شهر مارس، على منح غولدبرغ مقابلة تأتي عادة قرابة انعقاد المؤتمر السنوي للوبي الموالي لاسرائيل «ايباك». وغالبا ما تتسم لقاءات أوباما مع غولدبرغ بالصراحة.
هذا العام، منح أوباما غولدبرغ اكثر من مقابلة، اذ سمح له ان يزور البيت الابيض مرارا، وان يرافقه في الطائرة الرئاسية الى كوالالمبور. كذلك منح البيت الابيض غولدبرغ لقاءات مع كبار مسؤولي أوباما، بمن فيهم وزير خارجيته جون كيري، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ورئيس «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي) جون برينان.
وبدلا من ان ينشر غولدبرغ مقابلة على شكل سؤال وجواب مع أوباما، نشر مقالة مطولة جاءت بمثابة مراجعة كاملة وعميقة لسياسة الرئيس الأميركي الخارجية، وحملت عنوان «عقيدة أوباما».
وقال الرئيس إن «على السعوديين ان يشاركوا الشرق الاوسط مع اعدائهم الايرانيين»، مضيفا ان «المنافسة بين السعوديين والايرانيين، والتي غذت حروبا بالوكالة وفوضى في سورية والعراق واليمن، تتطلب منا ان نقول لاصدقائنا كما للايرانيين ان عليهم ان يجدوا طريقة فعالة للمشاركة في المنطقة، ولفرض نوع من السلام البارد».
وتابع أوباما ان «مقاربة من النوع الذي نقول فيه لاصدقائنا انتم على حق، ايران هي مصدر كل المشاكل، وسندعمكم في التعاطي مع ايران، هو قول يعني ان تستمر الصراعات الطائفية وان حلفاءنا الخليجيين، اي اصدقائنا التقليديين، لا مقدرة لديهم على اطفاء النار او الفوز بحسم وحدهم، ما يعني انه سيكون علينا ان نتدخل ونستخدم قوتنا العسكرية لتسوية الحسابات، وهذا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا الشرق الاوسط».
ونقل غولدبرغ عن أوباما اعتقاده ان واحدة من اكثر القوى التدميرية في الشرق الاوسط هي «القبلية»، وهي قوة يعتقد أوباما انه لا يمكن لأي رئيس أميركي ان يلغيها، وهي «تتجلى بلجوء المواطنين اليائسين في الدول الفاشلة الى الطائفة، او العقيدة، او العشيرة، او القرية» ووصف أوباما القبلية بـ «مصدر غالبية مشاكل الشرق الاوسط».
وقال غولدبرغ ان أوباما ورث رؤيته للقوة التدميرية للقبلية عن والده الكيني، حسين أوباما، الذي دمرت القبلية التي تلت الكولونيالية حياته، وهو مايفسر اصرار أوباما على تفادي الانخراط في صراعات قبلية.
ومن الأسرار التي يكشفها غولدبرغ ان أوباما يحمّل دين الاسلام مشكلة الارهاب، ويكتب: «في احاديثه الخاصة مع زعماء العالم الآخرين، يقول أوباما انه لن يكون هناك حل شامل للارهاب الاسلامي الى ان يتصالح الاسلام نفسه مع الحداثة ويمر ببعض الاصلاحات التي غيّرت المسيحية».
كما يحمل أوباما، حسب غولدبرع، السعودية ودول الخليج مسؤولية ارتفاع «الغضب الاسلامي»، اي التطرف، في السنوات الاخيرة. وفي لقاء مع رئيس حكومة استراليا مالكوم ترنبول «وصف أوباما كيف انتقلت اندونيسيا، التي عاش فيها اربع سنوات في صغره، تدريجيا من اسلام مرتاح معتدل الى تبني تفسيرات متطرفة وغير متسامحة». ولاحظ أوباما، حسب غولدبرغ، ان «اعدادا كبيرة من النساء الاندونيسيات صرن يلبسن الحجاب».
وعندما سأل المسؤول الاسترالي لماذا يحدث ذلك، اجاب أوباما ان «السعوديين وعرب الخليج يصبون المال، و(يرسلون) اعدادا كبيرة من الأئمة والمعلمين» الى اندونيسيا، وانه «في التسعينات، مول السعوديون بكثافة مدراس وهابية تدرس الصيغة المتطرفة من الاسلام، (الصيغة) التي تفضلها العائلة السعودية المالكة». اليوم، يعتقد أوباما، اصبح «الاسلام في اندونيسيا اكثر عروبة في توجهه مما كان عليه يوم كنت اعيش هنا».
ثم سأل ترنبول: «اليس السعوديون اصدقاءكم». فأجاب أوباما ان العلاقة «معقدة»، في وصف شعبي يستخدمه الاميركيون في تصوير علاقة متعثرة بين رجل وامرأة متحابين.
وتابع غولدبرغ انه لطالما كان «صبر أوباما مع السعوديين محدودا»، وانه في اول خطاب له حول السياسة الخارجية عندما كان ما يزال مشرعا محليا في ولاية ايلينوي في العام 2002، قال أوباما مخاطبا سلفه جورج بوش: «تريد حربا رئيس بوش؟ لنقاتل حتى نتأكد ان من يسمون حلفاءنا في الشرق الاوسط، السعوديون والمصريون، يتوقفون عن اضطهاد شعوبهم واضطهاد المعارضة، و(يتوقفون) عن قبول بالفساد وعدم المساواة».
ويضيف غولدبرغ انه «في البيت الابيض هذه الايام، غالبا ما يسمع المرء مسؤولي مجلس الأمن القومي لأوباما يذكرون زائريهم ان غالبية خاطفي 11 سبتمبر لم يكونوا ايرانيين، بل سعوديين». أوباما نفسه، يقول الكاتب الاميركي، «يهاجم العداء للمرأة الذي ترعاه الدولة السعودية، ويقول في مجالسه الخاصة انه لا يمكن لدولة ان تعمل في العالم الحديث عندما تستمر في اضطهاد نصف شعبها».
ومما كتبه غولدبرغ ان «احباط أوباما مع السعوديين يملي تحليله لسياسات القوة في الشرق الاوسط». وقال انه أدلى للرئيس الاميركي بملاحظة مفادها ان أوباما «أقل استعدادا من الرؤساء السابقين للوقوف بشكل بديهي مع العربية السعودية في خلافها مع عدوتها اللدودة ايران، فلم يخالفني أوباما».
واستعاد غولدبرغ الخطوات التي أدت الى تغيير أوباما رأيه وعدم توجيهه ضربة عسكرية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد على اثر الهجوم الكيماوي في دمشق صيف 2013. وقال غولدبرغ انه لطالما اراد أوباما ان يتفادى انزلاقه الى حرب في سورية شبيهة بحرب العراق، لكنه شعر ان المؤسسة العسكرية الاميركية وضعته في موقف لا يستطيع فيه الا ان يوجه الضربة، لكنه في وقت لاحق التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش احدى القمم، فأخذه جانبا، وقال له انه ان كان مستعدا تسليم ترسانة الاسد الكيماوية، فان اميركا مستعدة لوقف ضربتها، وهو ما حصل.
ويقول غولدبرغ ان أوباما كان يعرف ان عدم توجيه الضربة سيثير غضب حلفاء أميركا، فرئيس حكومة فرنسا مانويل فالس ابلغ أوباما قلقه حول تأثير ذلك على مصداقية الغرب، وقال لغولدبرغ ان فرنسا تفاجأت بعدما كانت تشاركت وأميركا الاهداف التي كان ينوي الطرفان استهدافها داخل سورية.
كذلك، اثار تغيير أوباما رأيه غضب ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد، «الذي كان ناقما ضد أوباما اصلا لتخليه عن (الرئيس المصري الاسبق) حسني مبارك». وقال غولدبرغ انه لطالما قال الشيخ محمد امام زواره ان اميركا يقودها رئيس «غير جدير بالثقة».
اما ملك الأردن عبدالله الثاني، فأعرب في حديثه في مجلس خاص عن استغرابه حول «رغبة أوباما غير المنطقية في ابعاد الولايات المتحدة عن حلفائها السنة التقليديين وخلق تحالف جديد مع ايران، الراعي الشيعي للأسد». ومما قاله العاهل الاردني انه «يؤمن بالقوة الاميركية أكثر من أوباما».
السعوديون ايضا خاب ظنهم، حسب الكاتب الاميركي، الذي قال ان السعوديين «لم يثقوا بأوباما يوما، فهو حتى قبل ان يصبح رئيسا بوقت طويل وصفهم بما يسمى حلفاء أميركا». وكتب غولدبرغ: «ايران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الاوسط، والولايات المتحدة هي القديمة، قال سفير السعودية (السابق عادل) الجبير لرؤسائه في الرياض».
وفي مقالة غولدبرغ تفاصيل اخرى حول حرب ليبيا، وحول اعتقاد أوباما بضرورة ان يشارك الحلفاء في تكاليف الدفاع المشترك مع اميركا، وحول اجبار أوباما رئيس حكومة بريطانيا ديفيد كاميرون بانفاق 2 في المئة من ناتج محلي بريطانيا على الدفاع، تحت طائلة حلّ التحالف بين الدولتين.
رؤية أوباما هذه لناحية ضرورة مشاركة الحلفاء في الادوار العسكرية في الخارج تتجلى خصوصا في الاماكن التي لا يعتبرها أوباما «مصلحة اساسية لأميركا»، مثل ليبيا، التي يصفها أوباما بلباقة في العلن على انها «فوضى» ولكنه في مجالسه الخاصة يصفها، حسب الكاتب الاميركي، بـ «عرض البراز».http://www.alraimedia.com/ar/article/sp ... /nr/kuwait============================================================
مقابلة أوباما: "كل ما أحتاجه في الشرق الأوسط هو قليل من الاستبداديين الأذكياء"
في مقابلته المطولة مع الصحفي جيفري غولدبرغ في مجلة "ذي أتلانتك" يحاول أوباما شرح "عقيدته، وتبدأ بالنقاشات التي سبقت الإعلان عن إمكانية القيام بعمل عسكري في سوريا بسبب اتهام نظام الأسد باستخدام أسلحة كيميائية في أغسطس عام 2013.
تحدث أوباما عن ضغوط داخلية وخارجية دفعته إلى إعلان نية التدخل العسكري في سوريا في عام 2013 إثر التقارير التي تحدثت عن استخدام غاز السارين في الغوطة، الاجتماعات مع مسؤولي السياسة الخارجية وفريقه الأمني كانت تطلب منه التحرك عسكريا.
ولكن وفقا لما كتبه غولدبرغ، فإن "أوباما لم يكن يعتقد بأن الرئيس يجب أن يعرض الجنود الأميركيين لخطر كبير من أجل تجنب كوارث إنسانية، إلا إذا كانت هذه الكوارث تشكل خطراً على الولايات المتحدة».
في هذا السياق، يقول الصحفي إن أوباما كان يرى أن "سوريا تشكل منزلقا مثلها مثل العراق"، وقد توصل، خلال ولايته الأولى، إلى اعتقاد مفاده أن "التهديدات التي تبرر تدخلا أميركيا مباشرا، محصورة في القاعدة، والتهديد لوجود إسرائيل، وأيضاً التهديد الذي يشكله السلاح النووي الإيراني والذي يرتبط بأمن إسرائيل". لذا، "لم يصل الخطر الذي يشكله نظام الأسد إلى مستوى خطورة هذه التهديدات".
وكان أغسطس 2013 مهما جدا في "عقيدة" أوباما، وفقا لغولدبرغ. حينها عدل عن القيام بعمل عسكري، بعدما كان قد مهد لذلك في خطاب ألقاه في البيت الأبيض على خلفية حديث مساعديه ووزير الخارجية جون كيري عن مصداقية أميركا ومستقبل مصالحها وحلفائها الذي أصبح على المحك.
بناءً على خطاب أوباما، كان هناك الكثير من المسرورين بقرار التدخل العسكري، ومن هؤلاء السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير الذي أصبح وزيراً للخارجية. يومها، أخبر الجبير أصدقاء له، وأيضاً مسؤوليه في الرياض، أن "الرئيس أخيراً جاهز لضرب سوريا".
ولكن أوباما الذي كان قد طلب من البنتاغون وضع لائحة بالأهداف، إذ "يؤمن بأن مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، التي يزدريها سراً، تصنع من المصداقية أمرا معبودا، خصوصا المصداقية التي يتم الدفاع عنها بالقوة"، وفقا لما نقل عنه "غولدبرغ".
لذا، "وجد أوباما نفسه يتراجع عن فكرة القيام بهجوم غير مصرح به من القانون الدولي أو الكونغرس". ومن أسباب انصرافه عن ضرب سوريا، أن "الشعب الأميركي بدا غير متحمس للتدخل في سوريا، وأيضاً فإن عددا من القادة الغربيين الذين يحترمهم، مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، غير متحمسين لذلك، ثم جاء رفض البرلمان البريطاني السماح لكاميرون بالهجوم على سوريا".
إضافة إلى ذلك، ساهم مدير الاستخبارات الوطنية في تردد أوباما في ضرب سوريا، عندما زاره وأخبره بأنه على الرغم من أن المعلومات عن استخدام غاز السارين في سوريا تعتبر ضخمة، إلا أنها لا تشكل "ضربة مضمونة".
من هنا، يقول غولدبرغ إنه "في الوقت الذي كان فيه البنتاغون وفريق أوباما الأمني يستعدان للحرب، كان الرئيس قد توصل إلى اعتقاد بأنه كان يسير نحو فخ ــ يقوده إليه حلفاؤه وأعداؤه"، عندها، أخبر أوباما مساعديه بعدوله عن الضربة العسكرية.
ومن الواضح أن القرار أغضب حلفاء كثيرين، ومنهم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، "الذي كان غاضباً من أوباما لتخليه عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك".
ابن زايد قال لزائريه الأميركيين إن "الولايات المتحدة يقودها رئيس غير جدير بالثقة"، كذلك ملك الأردن عبدالله الثاني الذي كان مقتنعاً بفكرة أن أوباما يبتعد عن حلفائه التقليديين وينشئ تحالفاً جديداً مع إيران. وقال لأحد المقربين "أؤمن بقوة أميركا أكثر مما يفعل أوباما". السعوديون أيضاً غضبوا من العدول عن الضربة، حينها عاد الجبير وقال للمسؤولين في الرياض "إيران هي القوة الكبرى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القوة القديمة".
وكانت طريقة الخروج التي لاحت أمام أوباما قمة العشرين التي عقدت في سانت بيترسبرغ، والتي عقدت بعد أسبوع على النقاش حول سوريا. يومها انفرد أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين جانباً، وقال له "إذا أجبرت الأسد على التخلص من الأسلحة الكيميائية، فإن هذا الأمر يلغي الحاجة لعمل عسكري". وخلال أسابيع، كان كيري يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف من أجل التخطيط لـ"إزالة" ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
وبعض أكبر خيبات أمله، وفقا لغولدبرغ، كان سببها بعض القادة في الشرق الأوسط أنفسهم، ومن ضمنهم نتنياهو، إذ إن أوباما كان "يعتقد أن نتنياهو يمكنه الوصول إلى حل الدولتين"، وفي "إحدى الزيارات التي قام بها نتنياهو لواشنطن، عام 2011 ، بدا كأنه يعطي أوباما محاضرة بشأن التهديدات التي تحيط بإسرائيل"، فكان رد أوباما وهو غاضب: "أنا أجلس هنا في البيت الأبيض، لكني أفهم جيداً عما تتحدث، وما هي مشاكل الشرق الأوسط".
وهناك قادة آخرون كانوا "مصدر إحباط" بالنسبة إلى أوباما، ومنهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان ينظر إليه أوباما في البداية على أنه "قائد مسلم معتدل يمكن أن يكون جسراً بين الشرق والغرب"، ولكنه اليوم يعتبره "فاشلا واستبداديا، يرفض استخدام جيشه الضخم من أجل المساهمة في إعادة الاستقرار إلى سوريا".
التناقضات لدى أوباما كثيرة. ووفقا لوزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا، كان الرئيس يطرح الكثير من الأسئلة، ومنها: "لماذا على الولايات المتحدة أن تحافظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي مقارنة بالحلفاء العرب؟"، ليتساءل بعدها "عن الدور الذي يلعبه حلفاء الولايات المتحدة العرب في دعم الإرهاب المعادي لأميركا"؟
كذلك، يشير الكاتب إلى أن أوباما "غاضب من العقيدة السياسية الخارجية التي تجبره على معاملة السعودية كحليف"، فأوباما يرى، وفقا لغولدبرغ، أن "الحروب والفوضى في الشرق الأوسط لن تنتهي، إلا إذا تمكنت السعودية وإيران من التعايش معاً والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام البارد".
ويقول أيضا إن اوباما تحدث مع الملك عبد الله الثاني جانبا خلال مؤتمر قمة دولي لأنه لم يكن راضيا عن حديث الملك عنه بصورة سيئة. "قال اوباما إنه سمع أن عبد الله اشتكى لأصدقائه في الكونغرس حول قيادته، وقال للملك إنه إن كانت لديه شكاوى، عليه تقديمها له مباشرة. ونفى الملك إنه تحدث عنه بصورة سيئة".
"في الآونة الأخيرة"، يتابع غولدبرغ، "أصبح الرئيس ينكت سرا"، ويقول ساخرا: "كل ما أحتاجه في الشرق الأوسط هو بعض المستبدين الأذكياء". وكان لأوباما حب خاص للخبراء الفنيين الواقعيين والمضبوطين، قائلا لمساعديه: "لو كان الجميع مثل الإسكندنافيين، لكان هذا سهلا".
ووفقا لغولدبرغ، يعترف اوباما الآن أنه فشل في تحقيق هدف خطابه في القاهرة عام 2009، في أول أيام رئاسته، حيث سعى لإقناع المسلمين بالنظر بصورة صادقة إلى مصدر تعاستهم والكف عن لوم إسرائيل على جميع مشاكلهم.
ويقتبس اوباما قائلا: "كان كلامي: لنتوقف عن التظاهر بأن سبب جميع مشاكل الشرق الأوسط هي إسرائيل… نريد العمل من أجل مساعدة الفلسطينيين الحصول على الدولة والكرامة، ولكن كنت آمل أن يثير خطابي نقاشا، أن يتمكن من دفع المسلمين للتعامل مع المشاكل الحقيقية التي يواجهونها. تفكيري كان أن أوصل الرسالة بأن الولايات المتحدة لا تقف في طريق هذا التقدم، إننا سوف نساعد، بأي طريقة ممكنة، في تحقيق أهداف عربية واقعية وناجحة التي توفر حياة أفضل للأشخاص العاديين".
وما حدث في السنوات التالية، وفقا لغولدبرغ، أنه "مع تخلي الربيع العربي عن أماله الأولى، واجتياح الوحشية والاختلال للشرق الأوسط"، أدى هذا إلى يأس اوباما. "انهيار الربيع العربي جعل الرئيس متشائما حول ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه في الشرق الأوسط، وجعله يدرك مدى تشتيت الفوضى هناك التركيز على الأولويات الأخرى"، كما كتب غولدبرغ.
ويقول غولدبرغ إن صعود تنظيم الدولة "رسخ قناعة أوباما أنه لا يمكن إصلاح الشرق لا أثناء حكمه، ولا حتى في الجيل القادم".
وفي السياق ذاته، نقل موقع "هافينغتون بوست" أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل جاهدة لقتل زعيم "الدولة الإسلامية قبل أن يغادر الرئيس البيت الأبيض في يناير القادم، كما أشار الصحفي "جيفري غولدبرغ" في تقرير مفصل نشر أمس الخميس في مجلة "أتلانتيك" عن "عقيدة" أوباما.
ويعتقد الرئيس، وفقا لغولدبرغ، أن استهداف البغدادي بنجاح ببرَر حجته بأن سياسة التحرك العسكري الفعال المحدود جدا في الخارج هو أفضل وسيلة للحفاظ على أمن الأمريكيين. ويشير المقال إلى أن أوباما يود أن يظهر إمكانية إضعاف "المنظمات الإرهابية" دون أن يلعب دورا كبيرا في محاولة إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط.http://alasr.me/articles/view/17278