موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 17 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 2:04 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428

عدة مقابلات لأوباما مع الصحفي جيفري غولدبرغ في مجلة "ذي أتلانتك" فى الرابط التالى

http://www.theatlantic.com/magazine/arc ... ne/471525/

============================================================



«عقيدة أوباما» تكشف وجهه الحقيقي تجاه المنطقة

انتقد السعودية ودولاً عربية في سلسلة أحاديث مع الصحافي المؤيد لإسرائيل في «أتلانتيك» جيفري غولدبرغ



قبل أشهر من نهاية ولايته الرئاسية الثانية ومغادرته البيت الأبيض، أدلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بسلسلة مقابلات للصحافي الأميركي في صحيفة «ذي اتلانتيك» جيفري غولدبرغ المؤيد لإسرائيل أظهر فيها وجهه الحقيقي تجاه المنطقة مهاجما السعودية التي قال إن التنافس بينها وبين إيران ادى إلى حروب طائفية في سورية واليمن والعراق، مضيفا: «إذا قلنا لاصدقائنا انتم على حق وإيران هي مصدر المشاكل فهذا يعني استمرار الصراعات الطائفية حتى نتدخل وهذا ليس في مصلحتنا أو مصلحتهم»، داعيا السعوديين إلى أن «يتشاركوا الشرق الاوسط مع اعدائهم الايرانيين».

ودرج أوباما في ربيع كل عام، وتحديدا في شهر مارس، على منح غولدبرغ مقابلة تأتي عادة قرابة انعقاد المؤتمر السنوي للوبي الموالي لاسرائيل «ايباك». وغالبا ما تتسم لقاءات أوباما مع غولدبرغ بالصراحة.

هذا العام، منح أوباما غولدبرغ اكثر من مقابلة، اذ سمح له ان يزور البيت الابيض مرارا، وان يرافقه في الطائرة الرئاسية الى كوالالمبور. كذلك منح البيت الابيض غولدبرغ لقاءات مع كبار مسؤولي أوباما، بمن فيهم وزير خارجيته جون كيري، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ورئيس «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي اي) جون برينان.

وبدلا من ان ينشر غولدبرغ مقابلة على شكل سؤال وجواب مع أوباما، نشر مقالة مطولة جاءت بمثابة مراجعة كاملة وعميقة لسياسة الرئيس الأميركي الخارجية، وحملت عنوان «عقيدة أوباما».

وقال الرئيس إن «على السعوديين ان يشاركوا الشرق الاوسط مع اعدائهم الايرانيين»، مضيفا ان «المنافسة بين السعوديين والايرانيين، والتي غذت حروبا بالوكالة وفوضى في سورية والعراق واليمن، تتطلب منا ان نقول لاصدقائنا كما للايرانيين ان عليهم ان يجدوا طريقة فعالة للمشاركة في المنطقة، ولفرض نوع من السلام البارد».

وتابع أوباما ان «مقاربة من النوع الذي نقول فيه لاصدقائنا انتم على حق، ايران هي مصدر كل المشاكل، وسندعمكم في التعاطي مع ايران، هو قول يعني ان تستمر الصراعات الطائفية وان حلفاءنا الخليجيين، اي اصدقائنا التقليديين، لا مقدرة لديهم على اطفاء النار او الفوز بحسم وحدهم، ما يعني انه سيكون علينا ان نتدخل ونستخدم قوتنا العسكرية لتسوية الحسابات، وهذا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا الشرق الاوسط».

ونقل غولدبرغ عن أوباما اعتقاده ان واحدة من اكثر القوى التدميرية في الشرق الاوسط هي «القبلية»، وهي قوة يعتقد أوباما انه لا يمكن لأي رئيس أميركي ان يلغيها، وهي «تتجلى بلجوء المواطنين اليائسين في الدول الفاشلة الى الطائفة، او العقيدة، او العشيرة، او القرية» ووصف أوباما القبلية بـ «مصدر غالبية مشاكل الشرق الاوسط».

وقال غولدبرغ ان أوباما ورث رؤيته للقوة التدميرية للقبلية عن والده الكيني، حسين أوباما، الذي دمرت القبلية التي تلت الكولونيالية حياته، وهو مايفسر اصرار أوباما على تفادي الانخراط في صراعات قبلية.

ومن الأسرار التي يكشفها غولدبرغ ان أوباما يحمّل دين الاسلام مشكلة الارهاب، ويكتب: «في احاديثه الخاصة مع زعماء العالم الآخرين، يقول أوباما انه لن يكون هناك حل شامل للارهاب الاسلامي الى ان يتصالح الاسلام نفسه مع الحداثة ويمر ببعض الاصلاحات التي غيّرت المسيحية».

كما يحمل أوباما، حسب غولدبرع، السعودية ودول الخليج مسؤولية ارتفاع «الغضب الاسلامي»، اي التطرف، في السنوات الاخيرة. وفي لقاء مع رئيس حكومة استراليا مالكوم ترنبول «وصف أوباما كيف انتقلت اندونيسيا، التي عاش فيها اربع سنوات في صغره، تدريجيا من اسلام مرتاح معتدل الى تبني تفسيرات متطرفة وغير متسامحة». ولاحظ أوباما، حسب غولدبرغ، ان «اعدادا كبيرة من النساء الاندونيسيات صرن يلبسن الحجاب».

وعندما سأل المسؤول الاسترالي لماذا يحدث ذلك، اجاب أوباما ان «السعوديين وعرب الخليج يصبون المال، و(يرسلون) اعدادا كبيرة من الأئمة والمعلمين» الى اندونيسيا، وانه «في التسعينات، مول السعوديون بكثافة مدراس وهابية تدرس الصيغة المتطرفة من الاسلام، (الصيغة) التي تفضلها العائلة السعودية المالكة». اليوم، يعتقد أوباما، اصبح «الاسلام في اندونيسيا اكثر عروبة في توجهه مما كان عليه يوم كنت اعيش هنا».

ثم سأل ترنبول: «اليس السعوديون اصدقاءكم». فأجاب أوباما ان العلاقة «معقدة»، في وصف شعبي يستخدمه الاميركيون في تصوير علاقة متعثرة بين رجل وامرأة متحابين.

وتابع غولدبرغ انه لطالما كان «صبر أوباما مع السعوديين محدودا»، وانه في اول خطاب له حول السياسة الخارجية عندما كان ما يزال مشرعا محليا في ولاية ايلينوي في العام 2002، قال أوباما مخاطبا سلفه جورج بوش: «تريد حربا رئيس بوش؟ لنقاتل حتى نتأكد ان من يسمون حلفاءنا في الشرق الاوسط، السعوديون والمصريون، يتوقفون عن اضطهاد شعوبهم واضطهاد المعارضة، و(يتوقفون) عن قبول بالفساد وعدم المساواة».

ويضيف غولدبرغ انه «في البيت الابيض هذه الايام، غالبا ما يسمع المرء مسؤولي مجلس الأمن القومي لأوباما يذكرون زائريهم ان غالبية خاطفي 11 سبتمبر لم يكونوا ايرانيين، بل سعوديين». أوباما نفسه، يقول الكاتب الاميركي، «يهاجم العداء للمرأة الذي ترعاه الدولة السعودية، ويقول في مجالسه الخاصة انه لا يمكن لدولة ان تعمل في العالم الحديث عندما تستمر في اضطهاد نصف شعبها».

ومما كتبه غولدبرغ ان «احباط أوباما مع السعوديين يملي تحليله لسياسات القوة في الشرق الاوسط». وقال انه أدلى للرئيس الاميركي بملاحظة مفادها ان أوباما «أقل استعدادا من الرؤساء السابقين للوقوف بشكل بديهي مع العربية السعودية في خلافها مع عدوتها اللدودة ايران، فلم يخالفني أوباما».

واستعاد غولدبرغ الخطوات التي أدت الى تغيير أوباما رأيه وعدم توجيهه ضربة عسكرية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد على اثر الهجوم الكيماوي في دمشق صيف 2013. وقال غولدبرغ انه لطالما اراد أوباما ان يتفادى انزلاقه الى حرب في سورية شبيهة بحرب العراق، لكنه شعر ان المؤسسة العسكرية الاميركية وضعته في موقف لا يستطيع فيه الا ان يوجه الضربة، لكنه في وقت لاحق التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش احدى القمم، فأخذه جانبا، وقال له انه ان كان مستعدا تسليم ترسانة الاسد الكيماوية، فان اميركا مستعدة لوقف ضربتها، وهو ما حصل.

ويقول غولدبرغ ان أوباما كان يعرف ان عدم توجيه الضربة سيثير غضب حلفاء أميركا، فرئيس حكومة فرنسا مانويل فالس ابلغ أوباما قلقه حول تأثير ذلك على مصداقية الغرب، وقال لغولدبرغ ان فرنسا تفاجأت بعدما كانت تشاركت وأميركا الاهداف التي كان ينوي الطرفان استهدافها داخل سورية.

كذلك، اثار تغيير أوباما رأيه غضب ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد، «الذي كان ناقما ضد أوباما اصلا لتخليه عن (الرئيس المصري الاسبق) حسني مبارك». وقال غولدبرغ انه لطالما قال الشيخ محمد امام زواره ان اميركا يقودها رئيس «غير جدير بالثقة».

اما ملك الأردن عبدالله الثاني، فأعرب في حديثه في مجلس خاص عن استغرابه حول «رغبة أوباما غير المنطقية في ابعاد الولايات المتحدة عن حلفائها السنة التقليديين وخلق تحالف جديد مع ايران، الراعي الشيعي للأسد». ومما قاله العاهل الاردني انه «يؤمن بالقوة الاميركية أكثر من أوباما».

السعوديون ايضا خاب ظنهم، حسب الكاتب الاميركي، الذي قال ان السعوديين «لم يثقوا بأوباما يوما، فهو حتى قبل ان يصبح رئيسا بوقت طويل وصفهم بما يسمى حلفاء أميركا». وكتب غولدبرغ: «ايران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الاوسط، والولايات المتحدة هي القديمة، قال سفير السعودية (السابق عادل) الجبير لرؤسائه في الرياض».

وفي مقالة غولدبرغ تفاصيل اخرى حول حرب ليبيا، وحول اعتقاد أوباما بضرورة ان يشارك الحلفاء في تكاليف الدفاع المشترك مع اميركا، وحول اجبار أوباما رئيس حكومة بريطانيا ديفيد كاميرون بانفاق 2 في المئة من ناتج محلي بريطانيا على الدفاع، تحت طائلة حلّ التحالف بين الدولتين.

رؤية أوباما هذه لناحية ضرورة مشاركة الحلفاء في الادوار العسكرية في الخارج تتجلى خصوصا في الاماكن التي لا يعتبرها أوباما «مصلحة اساسية لأميركا»، مثل ليبيا، التي يصفها أوباما بلباقة في العلن على انها «فوضى» ولكنه في مجالسه الخاصة يصفها، حسب الكاتب الاميركي، بـ «عرض البراز».


http://www.alraimedia.com/ar/article/sp ... /nr/kuwait

============================================================

مقابلة أوباما: "كل ما أحتاجه في الشرق الأوسط هو قليل من الاستبداديين الأذكياء"



في مقابلته المطولة مع الصحفي جيفري غولدبرغ في مجلة "ذي أتلانتك" يحاول أوباما شرح "عقيدته، وتبدأ بالنقاشات التي سبقت الإعلان عن إمكانية القيام بعمل عسكري في سوريا بسبب اتهام نظام الأسد باستخدام أسلحة كيميائية في أغسطس عام 2013.

تحدث أوباما عن ضغوط داخلية وخارجية دفعته إلى إعلان نية التدخل العسكري في سوريا في عام 2013 إثر التقارير التي تحدثت عن استخدام غاز السارين في الغوطة، الاجتماعات مع مسؤولي السياسة الخارجية وفريقه الأمني كانت تطلب منه التحرك عسكريا.

ولكن وفقا لما كتبه غولدبرغ، فإن "أوباما لم يكن يعتقد بأن الرئيس يجب أن يعرض الجنود الأميركيين لخطر كبير من أجل تجنب كوارث إنسانية، إلا إذا كانت هذه الكوارث تشكل خطراً على الولايات المتحدة».

في هذا السياق، يقول الصحفي إن أوباما كان يرى أن "سوريا تشكل منزلقا مثلها مثل العراق"، وقد توصل، خلال ولايته الأولى، إلى اعتقاد مفاده أن "التهديدات التي تبرر تدخلا أميركيا مباشرا، محصورة في القاعدة، والتهديد لوجود إسرائيل، وأيضاً التهديد الذي يشكله السلاح النووي الإيراني والذي يرتبط بأمن إسرائيل". لذا، "لم يصل الخطر الذي يشكله نظام الأسد إلى مستوى خطورة هذه التهديدات".

وكان أغسطس 2013 مهما جدا في "عقيدة" أوباما، وفقا لغولدبرغ. حينها عدل عن القيام بعمل عسكري، بعدما كان قد مهد لذلك في خطاب ألقاه في البيت الأبيض على خلفية حديث مساعديه ووزير الخارجية جون كيري عن مصداقية أميركا ومستقبل مصالحها وحلفائها الذي أصبح على المحك.

بناءً على خطاب أوباما، كان هناك الكثير من المسرورين بقرار التدخل العسكري، ومن هؤلاء السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير الذي أصبح وزيراً للخارجية. يومها، أخبر الجبير أصدقاء له، وأيضاً مسؤوليه في الرياض، أن "الرئيس أخيراً جاهز لضرب سوريا".

ولكن أوباما الذي كان قد طلب من البنتاغون وضع لائحة بالأهداف، إذ "يؤمن بأن مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، التي يزدريها سراً، تصنع من المصداقية أمرا معبودا، خصوصا المصداقية التي يتم الدفاع عنها بالقوة"، وفقا لما نقل عنه "غولدبرغ".

لذا، "وجد أوباما نفسه يتراجع عن فكرة القيام بهجوم غير مصرح به من القانون الدولي أو الكونغرس". ومن أسباب انصرافه عن ضرب سوريا، أن "الشعب الأميركي بدا غير متحمس للتدخل في سوريا، وأيضاً فإن عددا من القادة الغربيين الذين يحترمهم، مثل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، غير متحمسين لذلك، ثم جاء رفض البرلمان البريطاني السماح لكاميرون بالهجوم على سوريا".

إضافة إلى ذلك، ساهم مدير الاستخبارات الوطنية في تردد أوباما في ضرب سوريا، عندما زاره وأخبره بأنه على الرغم من أن المعلومات عن استخدام غاز السارين في سوريا تعتبر ضخمة، إلا أنها لا تشكل "ضربة مضمونة".

من هنا، يقول غولدبرغ إنه "في الوقت الذي كان فيه البنتاغون وفريق أوباما الأمني يستعدان للحرب، كان الرئيس قد توصل إلى اعتقاد بأنه كان يسير نحو فخ ــ يقوده إليه حلفاؤه وأعداؤه"، عندها، أخبر أوباما مساعديه بعدوله عن الضربة العسكرية.

ومن الواضح أن القرار أغضب حلفاء كثيرين، ومنهم ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، "الذي كان غاضباً من أوباما لتخليه عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك".

ابن زايد قال لزائريه الأميركيين إن "الولايات المتحدة يقودها رئيس غير جدير بالثقة"، كذلك ملك الأردن عبدالله الثاني الذي كان مقتنعاً بفكرة أن أوباما يبتعد عن حلفائه التقليديين وينشئ تحالفاً جديداً مع إيران. وقال لأحد المقربين "أؤمن بقوة أميركا أكثر مما يفعل أوباما". السعوديون أيضاً غضبوا من العدول عن الضربة، حينها عاد الجبير وقال للمسؤولين في الرياض "إيران هي القوة الكبرى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القوة القديمة".

وكانت طريقة الخروج التي لاحت أمام أوباما قمة العشرين التي عقدت في سانت بيترسبرغ، والتي عقدت بعد أسبوع على النقاش حول سوريا. يومها انفرد أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين جانباً، وقال له "إذا أجبرت الأسد على التخلص من الأسلحة الكيميائية، فإن هذا الأمر يلغي الحاجة لعمل عسكري". وخلال أسابيع، كان كيري يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف من أجل التخطيط لـ"إزالة" ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.

وبعض أكبر خيبات أمله، وفقا لغولدبرغ، كان سببها بعض القادة في الشرق الأوسط أنفسهم، ومن ضمنهم نتنياهو، إذ إن أوباما كان "يعتقد أن نتنياهو يمكنه الوصول إلى حل الدولتين"، وفي "إحدى الزيارات التي قام بها نتنياهو لواشنطن، عام 2011 ، بدا كأنه يعطي أوباما محاضرة بشأن التهديدات التي تحيط بإسرائيل"، فكان رد أوباما وهو غاضب: "أنا أجلس هنا في البيت الأبيض، لكني أفهم جيداً عما تتحدث، وما هي مشاكل الشرق الأوسط".

وهناك قادة آخرون كانوا "مصدر إحباط" بالنسبة إلى أوباما، ومنهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان ينظر إليه أوباما في البداية على أنه "قائد مسلم معتدل يمكن أن يكون جسراً بين الشرق والغرب"، ولكنه اليوم يعتبره "فاشلا واستبداديا، يرفض استخدام جيشه الضخم من أجل المساهمة في إعادة الاستقرار إلى سوريا".

التناقضات لدى أوباما كثيرة. ووفقا لوزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا، كان الرئيس يطرح الكثير من الأسئلة، ومنها: "لماذا على الولايات المتحدة أن تحافظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي مقارنة بالحلفاء العرب؟"، ليتساءل بعدها "عن الدور الذي يلعبه حلفاء الولايات المتحدة العرب في دعم الإرهاب المعادي لأميركا"؟

كذلك، يشير الكاتب إلى أن أوباما "غاضب من العقيدة السياسية الخارجية التي تجبره على معاملة السعودية كحليف"، فأوباما يرى، وفقا لغولدبرغ، أن "الحروب والفوضى في الشرق الأوسط لن تنتهي، إلا إذا تمكنت السعودية وإيران من التعايش معاً والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام البارد".

ويقول أيضا إن اوباما تحدث مع الملك عبد الله الثاني جانبا خلال مؤتمر قمة دولي لأنه لم يكن راضيا عن حديث الملك عنه بصورة سيئة. "قال اوباما إنه سمع أن عبد الله اشتكى لأصدقائه في الكونغرس حول قيادته، وقال للملك إنه إن كانت لديه شكاوى، عليه تقديمها له مباشرة. ونفى الملك إنه تحدث عنه بصورة سيئة".

"في الآونة الأخيرة"، يتابع غولدبرغ، "أصبح الرئيس ينكت سرا"، ويقول ساخرا: "كل ما أحتاجه في الشرق الأوسط هو بعض المستبدين الأذكياء". وكان لأوباما حب خاص للخبراء الفنيين الواقعيين والمضبوطين، قائلا لمساعديه: "لو كان الجميع مثل الإسكندنافيين، لكان هذا سهلا".

ووفقا لغولدبرغ، يعترف اوباما الآن أنه فشل في تحقيق هدف خطابه في القاهرة عام 2009، في أول أيام رئاسته، حيث سعى لإقناع المسلمين بالنظر بصورة صادقة إلى مصدر تعاستهم والكف عن لوم إسرائيل على جميع مشاكلهم.

ويقتبس اوباما قائلا: "كان كلامي: لنتوقف عن التظاهر بأن سبب جميع مشاكل الشرق الأوسط هي إسرائيل… نريد العمل من أجل مساعدة الفلسطينيين الحصول على الدولة والكرامة، ولكن كنت آمل أن يثير خطابي نقاشا، أن يتمكن من دفع المسلمين للتعامل مع المشاكل الحقيقية التي يواجهونها. تفكيري كان أن أوصل الرسالة بأن الولايات المتحدة لا تقف في طريق هذا التقدم، إننا سوف نساعد، بأي طريقة ممكنة، في تحقيق أهداف عربية واقعية وناجحة التي توفر حياة أفضل للأشخاص العاديين".

وما حدث في السنوات التالية، وفقا لغولدبرغ، أنه "مع تخلي الربيع العربي عن أماله الأولى، واجتياح الوحشية والاختلال للشرق الأوسط"، أدى هذا إلى يأس اوباما. "انهيار الربيع العربي جعل الرئيس متشائما حول ما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه في الشرق الأوسط، وجعله يدرك مدى تشتيت الفوضى هناك التركيز على الأولويات الأخرى"، كما كتب غولدبرغ.

ويقول غولدبرغ إن صعود تنظيم الدولة "رسخ قناعة أوباما أنه لا يمكن إصلاح الشرق لا أثناء حكمه، ولا حتى في الجيل القادم".

وفي السياق ذاته، نقل موقع "هافينغتون بوست" أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل جاهدة لقتل زعيم "الدولة الإسلامية قبل أن يغادر الرئيس البيت الأبيض في يناير القادم، كما أشار الصحفي "جيفري غولدبرغ" في تقرير مفصل نشر أمس الخميس في مجلة "أتلانتيك" عن "عقيدة" أوباما.

ويعتقد الرئيس، وفقا لغولدبرغ، أن استهداف البغدادي بنجاح ببرَر حجته بأن سياسة التحرك العسكري الفعال المحدود جدا في الخارج هو أفضل وسيلة للحفاظ على أمن الأمريكيين. ويشير المقال إلى أن أوباما يود أن يظهر إمكانية إضعاف "المنظمات الإرهابية" دون أن يلعب دورا كبيرا في محاولة إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط.


http://alasr.me/articles/view/17278


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 6:40 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35932
صورة

فجر السعيد لـ«أوباما»: يا فاشل
...........
انتقدت الكاتبة الكويتية، فجر السعيد، تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول قصف أمريكا لمعارضيها، وخاصة بعد وصفه لدول الخليج بدول الركوب المجاني، ووصفته بـ"الفاشل".
.
وكتبت فجر السعيد تغريدة على تويتر: "من البارح أفكر.. معقولة ماكو أي مسئول عربي يرد على تصريحات أوباما ليش الصمت المطبق وكأن الكمخة ما قال شي.. سمعونا صوتكم".
.
وقالت: "جزء من كلام الرئيس الأمريكي للمجلة وترجمه حرفية.. أوباما: اليوم الذي تراجعت فيه عن قرار قصف سوريا هو يوم حرية لأني تحررت من عقدة كتاب واشنطن بقصف كل من يعارضنا".
.
وأضافت: "الرئيس الأمريكي أوباما: الدول الأوروبية ودول الخليج مثل "الركاب بالمجان"، يدركون الخطر ولا يريدون المساهمة.. الركاب المجانين يزعجونني".
.
وتابعت: "الرئيس الأمريكي أوباما: خطابي الذي ألقيته في القاهرة عام 2009 فشل ولم يحقق أهدافه.. يا فاشل كمخة".
.
وعلقت: "الرئيس الأمريكي أوباما: بوتين ليس غبيا ويقلد دائما زعماء أمريكا.. وروسيا فقدت أهميتها بالعالم.. قول قسم ههههههههههههههههههه".
.
وقالت: "أوباما: حلفاؤنا الخليجيون لا مقدرة لديهم على الفوز بحسم وحدهم، ما يعني أنه علينا أن نتدخل عسكريا لتسوية الحسابات وهذا لن يكون في مصلحة أمريكا".
.
وأضافت: "الرئيس الأمريكي أوباما: أمريكا لا يمكنها حل مشكلات المنطقة على الأقل في عهدي.. يا فاشل كمخة".
https://www.facebook.com/MlfatAlmokhabr ... =3&theater

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 3:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
ما فعلة أوباما هو ما تفضل بة سيدنا (عصارة القصب)

تصفيات للوصول للأدوار النهائية وكل واحد وشطارتة

هو ضرب الكل بالكل فى رسالة مفادها ان الوضع الجغرافى والسياسى الحالى لابد من تغيرة

أوباما أتهم الجميع بالفشل ووصف خطاب فى جامعة القاهرة بالفاشل

وكأنة يصم الجميع (أدواتة وعرائسة) بالفشلة نسبة الى فشلة هو

الا اذا ....!!! عموما الشهور المتبقية لأوباما فى البيت الأبيض خطرة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 5:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 46804
عمرو أبوشادى كتب:
ما فعلة أوباما هو ما تفضل بة سيدنا (عصارة القصب)

تصفيات للوصول للأدوار النهائية وكل واحد وشطارتة

هو ضرب الكل بالكل فى رسالة مفادها ان الوضع الجغرافى والسياسى الحالى لابد من تغيرة

أوباما أتهم الجميع بالفشل ووصف خطاب فى جامعة القاهرة بالفاشل

وكأنة يصم الجميع (أدواتة وعرائسة) بالفشلة نسبة الى فشلة هو

الا اذا ....!!! عموما الشهور المتبقية لأوباما فى البيت الأبيض خطرة


جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
الله يكرمك ويحفظك يا دكتور حامد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35932
عمرو أبوشادى كتب:
ما فعلة أوباما هو ما تفضل بة سيدنا (عصارة القصب)

تصفيات للوصول للأدوار النهائية وكل واحد وشطارتة

هو ضرب الكل بالكل فى رسالة مفادها ان الوضع الجغرافى والسياسى الحالى لابد من تغيرة

أوباما أتهم الجميع بالفشل ووصف خطاب فى جامعة القاهرة بالفاشل

وكأنة يصم الجميع (أدواتة وعرائسة) بالفشلة نسبة الى فشلة هو

الا اذا ....!!! عموما الشهور المتبقية لأوباما فى البيت الأبيض خطرة


فعلا ما شاء الله تحليل ممتاز و كما ذكر مولانا الكريم الفاضل أعزه الله (عصارة القصب)
نسأل الله العفو و العافية

جزاكم الله خيرا كثيرا أخى الفاضل الكريم الأستاذ عمرو أبو شادى

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
الله يكرمك ويحفظك سيدة ملهمة

شكرا جزيلا

جزكم الله خيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:40 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 24583
الفاضل عمرو ابو شادي

موضوع مميز ... بوركت وبورك مسعاك

لكن كالعادة السياسة شئ .... وبواطن السياسة شئ آخر

بارك الله فيك

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
الله يحفطك ويعزك سيدى الشريف

شرفنى مروركم الكريم

ولو تكرمت سيدى ما هى بواطن السياسة هنا؟

شكرا جزيلا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 8305
msobieh كتب:
الفاضل عمرو ابو شادي

موضوع مميز ... بوركت وبورك مسعاك

لكن كالعادة السياسة شئ .... وبواطن السياسة شئ آخر

بارك الله فيك


اخي العزيز عمرو تسلم إيدك

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 13, 2016 10:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
تسلمى وتسلم يديك سيدة سكينة

جزاكم الله خيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 16, 2016 9:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 17, 2013 2:03 pm
مشاركات: 2930

عندما اطلعت على التصريحات بدا لي بعض الملاحظات
اوباما يحذر هذه الدول من القادم بعده
حماقة الدول العربية المقصودة بالتصريحات واظن ان ارتكاب الحماقات بسبب الياس والرعب
توقيت التصريحات ونشرها كان يجب ان يكون بعد انتهاء ولاية اوباما هكذا المنطق ولكن هناك ما هناك
واهم ملاحظة هي ان عمرو ابو شادي اخ فاضل رائع بمتابعته وانتقائه للمواضيع


_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله واحشرنا بزمرتهم انك سميع مجيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2016 11:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428

‫#‏حصريا‬ | نقدم لكم الترجمة الحرفية لأهم ماجاء في لقاء الرئيس الأمريكي " باراك أوباما " مع مجلة " The Atlantic " المُختصة بالسياسة والشؤون الخارجية والاقتصاد
______________________________________________________________________________________________________
The Obama Doctrine
The U.S. president talks through his hardest decisions about America’s role in the world.
By JEFFREY GOLDBERG
يتحدث رئيس الولايات المتحدة عن اصعب قرارته بخصوص دور أمريكا فى العالم .
بقلم : جيفري جولدبيرج
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
* تنبيه | تمت ترجمة النصوص كما هي دون اي تغيير او تلاعب في الألفاظ او المعاني .
الجمعة، 30 أغسطس 2013 : اليوم الذى تسبب فيه المستهتر باراك أوباما فى النهاية المبكرة لمنزلة أمريكا كالقوة العظمى الوحيدة فى العالم، أو بالأحرى، اليوم الذى امعن الفطن باراك اوباما النظر فى هاوية الشرق الاوسط و تراجع للخلف من الفساد المهلك – بدأ بالخطاب العاصف الذى القاه " جون كيري " – وزير الخارجية – بالنيابة عن أوباما فى واشنطن العاصمة. الطبيعة التشرشلية ( نسبة لونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في فترة الحرب العالمية الثانية 1940 - 1945 ) الغير معتادة لملاحظات " كيري " مقالة فى حجرة الاتفاقات فى وزارة الخارجية كانت عن إلقاء الغاز على المدنيين بواسطة الرئيس السوري – بشار الأسد .
أوباما شخصيا ، -والذى يخدم كيرى فى حكومته بولاء و لكن ببعض السخط- يميل الى الخطابات الرنانة و لكن ليس بالعادة من انواع الخطابات ذات الطابع التشرشلي.
أوباما يعتقد ان فلسفة الصراع بين النور و الظلام و بلاغة عرض النزاع مرتبطان بتشرشل و مبرران بصعود هتلر و كانا في وقت ما مدافع عنهما فى الصراع ضد الاتحاد السوفيتى .
ولكنه ايضا يعتقد انه فى ظل الصراع الدولى الطموح و المعقد لو ان للبلاغة ان تسلح فلابد ان تسلح باعتدال .
فى اعتقاده ان بلاغة تشرشيل و لنكن اكثر دقة عادات تشرشيل فى التفكير هى من ساهمت فى اقناع سابقه جورج بوش بدخول حرب العراق المدمرة. لقد دخل أوباما البيت الابيض ناويا على الخروج من العراق و أفغنستان، فهو لم يكن يسعى لذبح اى تنانين اخر.
وقد كان حذرا فى وعوده بالنصر فى قضايا ظنها غير رابحة. " لو افترضت على سبيل لامثال اننا سنخلص أفغنستان من طالبان لنبنى ديموقراطية مزدهرة بدلا منها، فإن الرئيس يعى ان شخصا ما بعد سبع سنوات سيلزمك بهذا الوعد. " – كما قال لي " بن رودس " نائب مستشار الامن القومى لأوباما و سكريتير خارجيته – منذ زمن طويل .
ولكن تصريحات كيرى المثيرة فى ذلك اليوم من اغسطس والتى كتب بعض منها رودس كانت منسوجة بغضب مبرر أخلاقيا و وعود جرئية متضمنا التهديد الشبه صريح بالهجوم الوشيك.
كيرى، مثل أوباما، كان خائفا من الخطايا التى اترتكبها النظام السورى فى محاولته إخماد الثورة ( التمرد ) ذات العامين. فى الغوطة - أحد ضواحى دمشق - و منذ تسعة أيام قتل جيش الاسد اكثر من 1400 مدني مستخدما غاز السارين .
الاتجاه القوى فى ادارة أوباما هو ان الأسد استحق عقاب رادع. و فى غرفة اجتماعات ادارة الموقف و عقب الهجوم على الغوطة وحده رئيس عاملين البيت الابيض – " دنيس ماكدونوف " حذر بوضوح من خطورة التدخل ( التورط ) .
جادل جون كيرى بشدة من اجل التحرك " كم تجمعت عواصف سابقة فى التاريخ عندما عم الصمت على جرائم كان بإمكاننا وقفها، لقد حذرنا من إغراء النظر الى الاتجاه الاخر. " استطرد كيرى فى خطابه " ان التاريخ مليء بالقادة الذىن حذروا من اللا فعل، اللامبلاه، و خاصة ضد الصمت فى أحلك الاوقات .
احصى كيرى الرئيس أوباما من هؤلاء القادة. منذ سنة، عندما شكت الادارة الامريكية ان نظام الاسد يفكر فى استخدام الاسلحة الكيميائية، اعلن أوباما: " اننا واضحين تماما فيما يخص نظام الاسد ... ان الخط الاحمر بالنسبة لنا هو عندما نبدأ فى رؤية مجموعة كاملة من الاسلحة الكيميائية تتحرك لتستخدم. هذا من شأنه يغير حسابتي. هذا من شأنه يغير معادلتي."
و على الرغم من هذا التهديد فأن أوباما – للكثير من النقاد – يبدو منفصلا ببرود عن معاناه السوريين الابرياء. فى اواخر صيف 2011 دعى أوباما الى رحيل الأسد " من أجل الشعب السوري "، قائلا " لقد حان الوقت لتنحي الرئيس الأسد جانبا ". لكن بداية أوباما لم يفعل شيئا لينهي حكم الأسد.
فهو قاوم مطالبات بالتحرك جزئيا لانه افترض – بناءا على تحاليل المخابرات الامريكية – ان الأسد سيقع دون الحاجة للمساعدة. " ظن ان الأسد سيرحل مثلما رحل مبارك " – قال لي " دينيس روس " المستشار السابق لأوباما لامور الشرق الاوسط مشيرا الى الرحيل السريع للرئيس المصرى حسنى مبارك عام 2011، فى لحظة مثلت ذروة الربيع العربي.
و لكن تشبث الاسد بالسلطة، زاد من مقاومة أوباما للتدخل المباشر. بعد شهور عدة من التمهل، سمح للمخابرات الامريكية ( سي اى ايه ) بتدريب و تمويل المقاومة السورية، و لكنه ايضا شارك وزير دفاعه السابق، " روبرت جيتس "، ترقبه و الذى كان دائم السؤال فى الاجتماعات : " الا ينبغى لنا ان ننهي حربينا القائمتين قبل ان نبحث عن اخرى ؟ ".
ان سفيرة الولايات المتحدة الحالية فى الامم المتحدة، " سامنتا باور "، وهى الاكثر جنوحا في مستشارين أوباما الى التدخل – قد جادلت مبكرا لصالح تسليح المعارضة السورية. باور، و التى خدمت خلال هذه الفترة بين العاملين فى المجلس الامن القومي، تؤلف كتابا للاحتفال بالفشل المتوالي للرؤساء الأمريكان في منع القتل الجماعى. الكتاب، مشكلة من الجحيم، نُشر فى عام 2012 ، جذب اهتمام أوباما لباور عندما كان فى مجلس الشيوخ الامريكى، على الرغم من ان الاثنين لم يكونا متناظرين فكريا. فباور تدعو لفكر يُسمى " مسئولية الحماية "، و الذى يتمسك بأن السيادة لا تعتبر منتهكة اذا كانت البلد تذبح مواطنيها. و هي ضغطت على أوباما ليوافق على هذا الفكر فى خطابه الذى القاه عند تسلمه جائزة نوبل للسلام فى عام 2009 و لكنه لم يوافق. فأوباما عامة لا يوافق على ان الرئيس ينبغي له ان يخاطر بالجنود الامريكان من أجل منع كوارث بشرية، الا اذا كانت تلك الكوارث تشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة.
كانت باور تجادل أوباما أمام اعضاء اخرين لمجلس الامن القومي لدرجه انه لا يستطيع ان يخفي حنقه. " سامنتا، كفى، لقد قرأت كتابك بالفعل " قال أوباما لها .
أوباما من المعجبين بسياسة الرئيس جورج بوش الخارجية، على العكس من المتدخلين الاحرار، و بمستشار بوش للامن القومى " رنت سكوكروف " - ( " كم أحب هذا الرجل " أخبرني أوباما ذات مرة ) - فبوش و سكوكروف أزالا جيش صدام حسين من الكويت عام 1991 ، و هما بالتأكيد تدبرا امر إنهاء الاتحاد السوفيتى، و أيضا سكوكروف نيابة عن بوش شرب نخب زعماء الصين بعد مذبحة ميدان تيانانمين. عندما كان أوباما يكتب بيان حملته الانتخابية " جرأه الأمل " ذكّرته سوزان رايس ( مستشارته الغير رسمية آنذاك ) بضرورة اضافة جملة مديح لسياسة الرئيس بيل كلينتون الخارجية لمعادلة المديح الذى أغدقه على بوش و سكوكروف قليلا.
فى مستهل الانتفاضة السورية فى بداية عام 2011، جادلت باور ان المعارضة قادمة من الفئات العادية من المواطنين تستحق الدعم الامريكى المتحمس. لاحظ اخرون ان المعارضة اغلبها من الفلاحين و الاطباء و النجارين بالمقارنة مع هؤلاء الثوريون الذين فازوا بالحرب الامريكية من اجل الاستقلال .
ضرب أوباما بهذه الدعوة عرض الحائط. " عندما يكون فى حوزتك جيش نظامي " أخبرني مرة، " مسلح جيدا و مرعى بدولتين كبيرتين " – إيران و روسيا – " لديهم وتد فى هذا الامر، و هم يحاربون ضد الفلاح و النجار و المهندس الذين بدأوا كمعارضين و فجأه يجدون انفسهم فى منتصف صراع أهلي ..." صمت قليلا. " ان الفكرة التى لدينا – بطريقة نظيفة و لا تورط القوات العسكرية الامريكية – لتغيير المعادلة على ارض الواقع هناك لم تكن حقيقية. " ان الرسالة التى كان أوباما يبعث بها فى كل خطاباته و لقاءاته كانت واضحة تماما. هو لن ينتهى مثل الرئيس بوش الابن – رئيسا متدخلا بشدة فى الشرق الاوسط، رئيسا قرارته عنابر مستشفى " والتر ريد " بجنود جرحى و مصابيين بخطورة، رئيسا كان عاجزا عن إيقاف إنهيار سمعته حتى عندما اصلح من سياسته فى فترته الثانية. يقول أوباما فى احاديث خاصة ان المهمة الاولى للرئيس الامريكى الذى يأتي ما بعد فترة حكم بوش هي " لا تفعل أخطاءا غبية. "
إن تكتم أوباما يغضب باور و اخرون من اعضاء فريقه في مجلس الامن القومي الذين يفضلون الحركة. عندما كانت هيلارى كلينتون وزيرة خارجية أوباما جادلت من اجل رد فعل مبكر و حاسم فيما يخص عنف الأسد. في عام 2014 و بعدما غادرت الوزارة، قالت لي كلينتون : " ان الفشل فى المساعدة بناء قوة ضاربة يُعتمد عليها من هولاء المُنشئين للمقاومة ضد الأسد ... تركت فراغا كبيرا و الذى شغله الجهاديون الان. " عندما نشرت الاتلانتيك هذا التصريح وايضا نشرت تقييم كلينتون ان " الامم الكبيرة تحتاج ان ترتب مبدائها و أن " لا ترتكب اخطاءا موحلة " لا يعد ترتيب مبادئ." أوباما اصبح " يشتعل غضبا " كما يدعي احد مستشاريه. لم يدرك الرئيس ان " لا ترتكب أخطاء موحلة " من الممكن ان تكون شعارا مُثيرا للجدل. و لكن " رودز " يتذكر ان " الاسئلة التي كنا نسألها فى البيت الابيض كانت " من بالتحديد في تكتلات " الاخطاء الموحلة " ؟ و من هو الافضل في " الاخطاء الموحلة " ؟ ". يؤمن أوباما ان غرو العراق كان لابد ان يكون بعلم الديمقراطيين - مثل كلينتون والتي صوتت له – مخاطر ارتكاب " الاخطاء الموحلة ". ( أعتذرت كلينتون سريعا لأوباما عن تعليقاتها، و المتحدث باسم كلينتون اعلن ان الاثنين انهوا الخلاف عندما تقابلا بعد ذلك عند " مارثا فينيارد ". )
ان سوريا مثلها مثل العراق تمثل لاوباما منحدرا زلقا. في فترته الاولى آمن ان فقط حفنة من التهديدات فى الشرق الاوسط من المحتمل ان تضمن التدخل العسكري المباشر للجيش الامريكى. و هذا تضمن التهديد المفروض من القاعدة، تهديد للكيان الاسرائيلي الحالى ( " سيكون فشل معنوي كبير لي كرئيس للولايات المتحدة " لو انى فشلت فى حماية اسرائيل. )، و ايضا -لكنه لا يمس أمن اسرائيل- التهديد المفروض من إيران ذات التسليح النووي. ولكن الاخطار المفروضة من نظام الأسد على الولايات المتحدة لا ترتقي لمستوى تلك التحديات.
مذهب أوباما : تقرير خاص من أتلانتيك حول اصعب قرارات السياسة الخارجية لرئيس الولايات المتحدة :
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
في قصة الغلاف لعدد أبريل، أوباما يقول انه فخور بعدم فرض " خط أحمر " في سوريا. ويرفض " قواعد لعبة واشنطن ". ويعتقد ان الشرق الاوسط غير مرن، وان المملكة العربية السعودية تحتاج ان تتشارك في المنطقة مع إيران. يلوم " النشطاء الاحرار " الاوروبيون على الفوضى في ليبيا. يقول ان أوكرانيا سوف تكون دائما عرضة للهيمنة الروسية. ويشرح محوري اسيا وأمريكا اللاتينية.
واشنطن، العاصمة ( 10 مارس 2016 السادسة صباحا ) اللحظة التي يعتبر العديد من المراقبين للسياسة الخارجية الاسوأ فى تاريخ باراك أوباما الرئاسي، - عدم قصف سوريا في صيف عام 2013 بعد أن اخترق بشار الأسد الـ" خط أحمر " بخصوص الأسلحة الكيميائية - و يراها الرئيس واحدة من افضل لحظات تاريخه. من خلال عدة ساعات من المقابلات الصريحة في العمق وعلى نحو غير عادي، الاتلانتيك تقدم تقريرا خاصا وتاريخي عن رؤية الرئيس أوباما، الذي يقدم الرئيس تفسيرات واسعة النطاق عن أصعب قراراته حول دور أميركا في العالم.
أجرى المراسل الوطنى " جيفري جولدبيرج " مقابلة مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض، وعلى متن طائرة الرئاسة، وماليزيا، وتحدث إلى العديد من أهم مستشاريه للأمن القومي والسياسة الخارجية الحاليين والسابقين من أجل قصة الغلاف هذه. في 19 صفحة أطول مقال قد نشرته الاتلنتيك في أكثر من عقد من الزمان-ناقش فيه جولدبيرج تفصيلا نظرة أوباما لأهم الحظات التاريخية الدولية الحديثة : من فرض " خط أحمر " في سوريا والذي يدعوه أوباما " انه القرار الاصعب - وأنا مؤمن تماما انني قد اتخذت القرار الصائب "، للإتفاق النووي مع ايران، لتهديدات داعش ، إلى " العرض المقرف " في ليبيا، إلى روسيا وأوكرانيا.
دائما ما يُلقي أوباما بتعليقات صريحة شرسة عن القبلية المستعصية في الشرق الاوسط، قائلا ان الممكلة السعودية تحتاج ان " تتشارك " الجوار مع إيران، و على تحالفات أمريكا المرتقبة و التي اطلق عليها " عبئا " ، و على أوكرانيا – و التي يعتقد أوباما انها ليست فى عمق اهتمامات الولايات المتحدة و دائما ستظل ضعيفة امام الهيمنة الروسية. و أشار انه برفضه الدخول في حروب غير ضرورية و غير مضمونة الفوز مع دول الشرق الأوسط المتطاحن يحافظ و يزيد من قوة الولايات المتحدة و لا يقلل منها.
لقد أتيت الى الرئاسة بإيمان قوي ان مجال القوة التنفيذية في أمور الامن القومى واسعة المدى و لكنها ليست لانهائية . يقول أوباما لأتلانتيك " اين اكون مثيرا للجدل ؟ عندما يكون الامر متعلقا بالقوة العسكرية، هذا هو مصدر الجدل. هناك كُتيب واشنطن الذى من المفترض ان يتبعه كل الرؤساء. و الكتيب يصف استجابات مختلفة للأحداث المختلفة، و تلك الاستجابات تجنح ان تكون استجابات عسكرية. عندما تكون أمريكا مهددة مباشرا، الكتيب يكون محل التنفيذ. و لكن الكتيب يمكن ايضا ان يشكل فخا قد يقود لقرارات خاطئة. وفي خضم تحدي دولى كسوريا، تُحاكم بقوة اذا لم تطبق الكتيب، حتى لو ان هناك اسباب وجيهة لماذا لا يمكن تطبيقه.
جيمس بينيت، رئيس تحرير اتلانتيك، ويكتب في مُذكرته الخاصة بالمحررين لافتتاحية اصدار المجلة : " إن نتيجة التقرير هنا فريدة وغير عادية، لمحة من العقل الرئاسي في العمل للرد على الأسئلة المُؤرقة عن الحرب والسلام والأسئلة التي فقط يمكن للرئيس الجابة عنها نيابة عن الدولة.
عن عدم تطبيق " الخط الأحمر في سوريا " في أغسطس 2013 :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول جولدبيرج أن أوباما فخور بلحظة قراره بعدم الضرب خلال أزمة " الخط الأحمر " السورية. يصف جولدبيرج ذلك اليوم، في عقل أوباما، بأنه " يوم التحرير، في اليوم الذي تحدى فيه ليس فقط مؤسسة السياسة الخارجية وكتاب الصواريخ الكروز خاصها ( يقصد اعطاء الاوامر للسفن الامريكية لإطلاق صواريخ توماهوك على الاهداف المطلوبة )، ولكن أيضا مطالب تحالفات أمريكا المُحبطة ذات التكلفة الباهظة فى الشرق الاوسط.
يحدد أوباما تفكيره في ذلك اليوم ان اكبر سبب مانع كان التقييم أن الضربة الصاروخية كانت قد تلحق بعض الضرر على الأسد، و لكنها لم تكن لتقضى على الأسلحة الكيميائية : " أنا فخور جدا بهذه اللحظة. ولقد ذهبت الحكمة الهائلة التقليدية و آليات جهاز الامن القومىى بعيدا. كنت مدرك ان مصداقيتي على المحك، و ان المصداقية الامريكية على المحك. و لذلك بالنسبة لي الضغط على زر الانتظار في تلك اللحظة سيكلفنى كثيرا سياسيا – اعلم هذا. و حقيقة انني كنت على وشك التراجع من الضغوط الفورية و التفكير بروية بما فيه صالح أمريكا الاكبر، ليس فقط فيما يتعلق بسوريا و لكن ايضا ما يتعلق بدموقراطيتنا، كان حقا اصعب قرار اتخذته و لكني مؤمن تماما اني اتخذت القرار الصحيح .
وفاجأت الخطوة حلفاء الولايات المتحدة ومجلس وزراء أوباما وأقرب مستشاريه. و أفاد جولدببرج أنه عندما علم وزيرالخارجية جون كيري بالقرار قال : " لقد تم استغلالي ." أفاد جولدببرج أيضا أنه خلال العام الماضي، ضغط كيري مرارا على أوباما لإطلاق صواريخ توماهوك على أهداف محددة فى نظام الأسد في سوريا، الامر الذى قاومه اوباما بثبات. أفاد جولدبيرج : " في الآونة الأخيرة، عندما سلم كيري أوباما الخطة العريضة بخصوص الخطوات الجديدة لجلب مزيد من الضغط على الأسد، وقال أوباما : " أوه، اقتراح آخر؟! "... وفي اجتماع لمجلس الأمن القومي الذي عقد في وزارة الدفاع الأمريكية في ديسمبر ، أعلن أوباما أن لا أحد باستثناء وزير الدفاع يجب أن يحضر له مقترحات لعمل عسكري .
عدم مرونة الشرق الأوسط :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفاد جولدبيرج بأن الفوضى في ليبيا أثبتت لأوباما أنه من الافضل تجنب الشرق الأوسط: " لا يوجد طريقة تُلزمنا بإدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "، وقال في الآونة الأخيرة وهو زميل سابق من مجلس الشيوخ. واضاف " هذا سيكون خطأ اساسي و جوهري. ".
" حاليا، لا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يكون شعوره جيدا حول الوضع في الشرق الأوسط. لديك الدول التي تفشل في توفير الرخاء والفرص لشعوبها. هناك عنف، و فكر متطرف، أو أيديولوجيات، و التي يتم تضخيمها كثيرا من خلال وسائل الاعلام. و هناك دول لديها القليل من التقاليد المدنية، لذلك فإن الانظمة الاستبدادية تتآكل، والمبادئ المُنظمة الوحيدة هي الطائفية. " – الرئيس أوباما .
مقارنة داعش بالجوكر من فيلم فارس الظلام، والخطر الحقيقي الذي تمثله الجماعة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جولدبيرج يقول: " المستشارين يذكرون أن أوباما يستشهد بلحظة محورية في فيلم باتمان لعام 2008 المعروف بـ " فارس الظلام The Dark Knight "، للمساعدة في شرح ليس فقط كيف انه يتفهم دور داعش، ولكن كيف يتفهم النظام البيئي الأكبر الذي نما فيه. وقال " هناك مشهد في بداية الفيلم فيه زعماء عصابة جوثام يجتمعون. هؤلاء هم الرجال الذين قسموا المدينة. كانوا البلطجية، ولكن كان هناك نوع من النظام. كلًّ له مساحته. ثم يأتي الجوكر و يشعل النار فى المدينة بأكلمها. داعش هى الجوكر. لديها القدرة على اشعال المنطقة بأكملها. لهذا السبب لماذا يجب علينا محاربتها. "
" داعش ليس تهديدا وجوديا على الولايات المتحدة. تغير المناخ يشكل تهديدا وجوديا محتملا على العالم بأسره إذا لم نفعل شيئا حيال ذلك. " - الرئيس أوباما
دور المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إن المنافسة بين السعوديين والإيرانيين والتي ساعدت في تغذية الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن، يتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنهم بحاجة إلى إيجاد وسيلة فعالة لحسن الجوار والتوصل لنوع من السلام البارد " - الرئيس أوباما
" الاقتراح الذي قال لأصدقائنا في الخليج " انتم على حق ، ايران هي مصدر المشاكل ، ونحن سندعمكم في مواجهة ايران " يعني بشكل أساسي انه باستمرار الصراعات الطائفية في إغضاب وإثارة شركائنا في الخليج ، فإن اصدقاؤنا التقليديين ليس لديهم القدرة نهائيا على اطفاء هذه النيران او الفوز بأنفسهم ، وهذا يعني اننا علينا البدء في التدخل بقوتنا العسكرية لتصفية الحسابات . وهذا ليس في مصلحة الولايات المتحدة او الشرق الاوسط " . - الرئيس أوباما
المسئولية الاوروبية عن " العرض القذر Shitshow " فى ليبيا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوباما يلقي اللوم على بريطانيا العظمى وفرنسا، في جزء منه، لفقدان ليبيا ( الذي يشير إليه سرا بإسم " العرض القذر " ) وقال : " عندما أعود وأسأل نفسي ما الخطأ الذى حدث، هناك مجال للانتقاد، لأنه كان لدي ايمانا أكثر بالأوروبيين، نظرا لقرب ليبيا، و التي استثمرت في المتابعة ." - الرئيس أوباما
مصلحة أوكرانيا و أمريكا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعلن أوباما ان أوكرانيا لا تمثل قلب المصلحة الأميركية ، وأنه لا يرغب في التدخل في هذا البلد، لأن روسيا سوف تكون دائما قادرة على الحفاظ على سيطرة متصاعدة هناك. " والحقيقة هي أن أوكرانيا، التي هي ليست من دول الناتو، ستكون عرضة للهيمنة العسكرية من قبل روسيا بغض النظر عن ما نقوم به." - الرئيس أوباما
حول الصين وخطورتها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" لقد كنت صريحا جدا عند قولي بأنه لدينا الكثير لنخشاه من صين واهنة ومُهددة اكثر من صين ناجحة وصاعدة " - الرئيس أوباما
" أعتقد انه جيب علينا صارمين حيال تصرفات الصين التي تقوّض من المصالح الدولية ، واذا نظرنا لكيفية عملنا في بحر الصين الجنوبي ، فإننا كنا قادرين على استنفار معظم آسيا لعزل الصين بطرق فاجأت الصينيين صراحةً ، وخدمت بشكل كبير مصالحنا في تقوية حلفائنا " - الرئيس أوباما
هيلاري كلينتون سُمعت في إحدى المرات تقول : " لا أريد لأحفادي ان يعيشوا في عالم يسيطر عليه الصينيون " .
الرئيس الروسى " فلاديمير بوتين " وروسيا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" الحقيقة هي ان واقعيا بوتين، في كل لقاءاتنا، مهذبا بطريقة مؤلمة وصريح جدا. اجتماعات عملية جدا. ولا يبقينى منتظرا ساعتين على غرار ما يفعله مع تلك الحفنة من هؤلاء الأُناس الآخرين ... انه مهتم باستمرار في الظهور بمظهر الند لنا و انه يعمل معنا، لأنه ليس غبيا تماما. فهو يدرك أن موقف روسيا العام في العالم تضاءل بشكل ملحوظ. والحقيقة انه بغزوه للقرم او محاولته لمساندة الأسد لن يجعلا منه لاعبا . انك لا تراه في اية لقاءات هنا ليساعد في تشكيل وصياغة الاجندة. ولهذا السبب لا يوجد اجتماع للمجموعة العشرين G20 وضع فيه الروس اجندة العمل حول أي من القضايا الهامة " - الرئيس أوباما
" بعكس الصين ، فأن الروس لديهم مشاكل سكانية ، ومشاكل تتعلق ببنيتهم الاقتصادية ، والتي لن تتطلب فقط وجود رؤية ، بل جيلا للقضاء عليها " - الرئيس أوباما
" الطريق الذي يسلكه بوتين لن يساعدهم للتغلب على هذه التحديات . ولكن في هذه البيئة، فإن الاغواء يكون قويا في ابراز القوة العسكرية لإظهار العظمة ، وهذا مايميل له بوتين . ولذلك انا لا أُقلل من المخاطر في هذه النقطة " - الرئيس أوباما
رئيس الوزراء الاسرائيلى " بنيامين نتنياهو " :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوباما كما لم يكن الكثير من الصبر لنتنياهو وقادة الشرق الأوسط الآخرين الذين يشككون في فهمه للمنطقة. أفاد جولدبيرج : " في إحدى اجتماعات نتنياهو مع الرئيس، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي فى شئ كالمحاضرة. ... وأخيرا، قاطع الرئيس رئيس الوزراء الاسرائيلي : " عزيزى، عليك أن تفهم شيئا. أنا ابن امريكى من أصل أفريقي من أم عازبة، واعيش هنا، في هذا البيت. أنا أعيش في البيت الأبيض. تمكنت من الانتخاب كرئيسا للولايات المتحدة. انت تعتقد أنني لا أفهم ما الذي تتحدث عنه، ولكني أفعل. "
_________________________________________________
لقراءة المقال " الطويل جدا " كاملا :
http://goo.gl/nyCv56
تحياتي | Thunderbolt
https://www.facebook.com/EgyptMilitary/ ... 29703761:0


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 19, 2016 11:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
ابو الحسن الطيب كتب:

عندما اطلعت على التصريحات بدا لي بعض الملاحظات
اوباما يحذر هذه الدول من القادم بعده
حماقة الدول العربية المقصودة بالتصريحات واظن ان ارتكاب الحماقات بسبب الياس والرعب
توقيت التصريحات ونشرها كان يجب ان يكون بعد انتهاء ولاية اوباما هكذا المنطق ولكن هناك ما هناك
واهم ملاحظة هي ان عمرو ابو شادي اخ فاضل رائع بمتابعته وانتقائه للمواضيع



شكرا جزيلا أخى أبو الحسن الطيب ... أكرمك الله يا طيب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: The Obama Doctrine
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 27, 2016 10:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428

[align=center]عقيدة أوباما: ترجمة كاملة لمقال جيفري غولدبيرغ

[/align]
جيفري غولدبيرغ — يوم الجمعة 30 آب (أغسطس) 2013، يوم أوصل باراك أوباما الضعيف الولايات المتحدة إلى نهاية مبكرة لحكمها للعالم كقوة عظمى وحيدة في العالم لا يمكن الاستغناء عنها، أو- في رواية أخرى- يوم ألقى باراك أوباما الحصيف نظرة على هاوية الشرق الأوسط وابتعد عن ذاك الفراغ الذي يهلك كل من يدنو منه. بدأ هذا اليوم بخطبة رنانة ألقاها وزير الخارجية جون كيري نيابة عن أوباما في وزارة الخارجية في واشنطن العاصمة، ودار كلام كيري الشبيه بكلام تشرتشل حينها على غير العادة حول استهداف بشار الأسد للمدنيين بالغاز الكيماوي.
يميل أوباما نفسه إلى الخطب العصماء، إلا أن خطبه ليست من النوع العسكري المقترن بخطابات تشرتشل، فهو يؤمن أن خطب تشرتشل المثالية والمنمقة كان لها ما يبررها في صعود هتلر والصراع ضد الاتحاد السوفيتي. لكنه يعتقد أيضاً أن الخطاب يجب ألا يستخدم كسلاح إلا في حالات نادرة إن توجب استعماله على الإطلاق في الساحة الدولية اليوم بتعقيداتها وغموضها. ويعتقد الرئيس أن خطب تشرتشل وطريقة تفكيره ساهمت في إيصال سابقه جورج بوش إلى حرب مدمرة في العراق.
لذا جاء أوباما إلى البيت الأبيض حاملاً معه إصراراً على الخروج من العراق وأفغانستان، ولم يكن يبحث عن أعداء جدد ليدمرهم، وحرص بشكل خاص على عدم تقديم الوعود بانتصارات في نزاعات لا يرى فيها إمكانية للنصر، حيث قال لي نائب مستشار الأمن القومي ومساعد أوباما في السياسة الخارجية بِن رودز منذ فترة بسيطة “إن قلت مثلاً أننا سنخلص أفغانستان من الطالبان ونؤسس ديمقراطية بدلاً عنها، يدرك الرئيس أن هناك من سيسألك عن وعدك هذا بعد سبع سنوات”.
لكن كلمات كيري الرنانة في ذاك اليوم، والتي شارك رودز بكتابتها، حوت في طياتها غضباً مبرراً ووعوداً جريئة من ضمنها تهديد يكاد يكون صريحاً بهجوم وشيك، إذ روعت جرائم النظام السوري في محاولته سحق التمرد الذي دام عامين كلاً من كيري وأوباما نفسه، ففي ضاحية الغوطة الدمشقية قبل تسعة أيام قتل جيش الأسد أكثر من ألف وأربعمائة مدني بغاز السارين، وعمّ شعور قوي ضمن إدارة أوباما بأن الأسد قد استحق عقاباً رهيباً. وفي الاجتماعات التي تلت الاعتداء على الغوطة، كان كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو هو الوحيد الذي حذر بشدة من مغبة التدخل، في حين علا صوت جون كيري بالحض على التحرك، إذ قال كيري في خطابه: “كما شاهدنا في أحداث التاريخ العاصفة التي خلت، عندما تم ارتكاب جرائم مروعة كان بإمكاننا إيقافها، تلقينا تحذيرات من غض النظر عنها. والتاريخ يزخر بقادة حذروا من عدم التدخل وعدم المبالاة، وخصوصاً من الصمت في الملمات”.
احتسب كيري الرئيس أوباما من أولئك القادة. فعندما شكت الإدارة بعزم نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية قبل عام، صرح أوباما قائلاً: “لقد كنا واضحين جداً مع نظام الأسد… أن تحريك أواستخدام كميات من الأسلحة الكيماوية هو خط أحمر بالنسبة لنا. وسيغير ذلك من حساباتي، وسيغير المعادلة.”
إلا أن أوباما بدا بارداً ومنفصلاً عن معاناة السوريين الأبرياء بنظر العديد من النقاد رغم ذاك التحذير. فقد دعا الأسد للتنحي في أواخر صيف 2011 عندما قال “من أجل الشعب السوري، حان الوقت للرئيس الأسد أن يتنحى”. لكنه لم يقم بالكثير في البداية للوصول إلى نهاية الأسد.
تعود بعض مقاومته للمطالب بالتحرك إلى افتراضه أن الأسد سيسقط دون مساعدته بناء على تحليل الاستخبارات الأمريكية، فقد قال لي مستشار أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط دينيس روس “كان (أوباما) يعتقد أن الأسد سيرحل كما رحل مبارك”، منوهاً للرحيل السريع للرئيس المصري حسني مبارك في بداية 2011 في لحظة كانت ذروة الربيع العربي. لكن تمسك الأسد بالسلطة زاد من رفض أوباما للتدخل المباشر. وبعد عدة أشهر من المباحثات، سمح للمخابرات الأمريكية بتدريب وتمويل الثوار السوريين، لكنه أيضاً تبنى رؤية وزيره السابق للدفاع روبرت جيتس الذي كان يسأل خلال الاجتماعات بشكل روتيني “أليس حرياً بنا أن ننهي الحربين اللتين نخوضهما قبل أن نبحث عن أخرى؟”
وقد حثت سفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة حالياً سامانثا باور على تسليح ثوار سوريا منذ البدايات، وكانت حينها ضمن فريق مستشاري الأمن القومي، وهي بطبيعتها الأكثر ميلاً للتدخل من بين كبار مستشاري أوباما. كانت باور قد ألفت كتاباً اشتهر بنقده اللاذع لمجموعة من الرؤساء الأمريكيين على فشلهم في الحؤول دون الإبادات الجماعية، وقد شد الكتاب المعنون “معضلة من الجحيم” والمنشور عام 2002، شد أوباما لباور عندما كان في مجلس الشيوخ الأمريكي رغم أنهما لم يكونا متوافقين بشكل واضح في الأيديولوجيات، فباور منحازة لعقيدة تعرف بـ “مسؤولية الحماية” التي تقضي بعدم احترام سيادة دولة ما عندما تقوم بذبح شعبها. وحاولت إقناعه بتبني تلك العقيدة في خطابه الذي ألقاه عند استلامه جائزة نوبل للسلام في عام 2009 لكنه رفض، فأوباما بشكل عام لا يؤمن بأن يعرض الرئيس الجنود الأمريكيين لأخطار جمة من أجل منع الكوارث الإنسانية ما لم تشكل تلك الكوارث خطراً أمنياً مباشراً على الولايات المتحدة.
وقد تجادلت باور في بعض الأحيان مع أوباما أمام مسؤولي مجلس الأمن القومي لدرجة لم يعد معها قادراً على إخفاء غضبه إذ أجابها مرة بقوله: “سامانثا كفى، سبق أن قرأت كتابك”.
بعكس الليبراليين المنحازين للتدخل، يبدي أوباما إعجاباً بواقعية سياسة الرئيس جورج بوش الأب الخارجية وبالأخص بمستشاره للأمن القومي برينت سكوكروفت (قال لي عنه ذات مرة “أحب ذاك الرجل”)، إذ طرد بوش وسكوكروفت جيش صدام حسين من الكويت عام 1991، وتعاملا مع انهيار الاتحاد السوفيتي بمهارة، كما احتفى سكوكروفت نيابة عن بوش بزعماء الصين بعد مذبحة ساحة تيانانمن. وعندما كان أوباما يكتب كتابه “جرأة الأمل” في عام 2006، أشارت إليه سوزان رايس، وكانت حينها مستشارة غير رسمية له، أن يكتب سطراً على الأقل يمدح فيه سياسة الرئيس بيل كلينتون الخارجية، كي يعيد بعضاً من التوازن أمام المديح الذي كاله لبوش وسكوكروفت.
في بداية الثورة السورية في عام 2011، قالت باور أن الثوار، وهم مواطنون عاديون، يستحقون دعماً أمريكياً قوياً، فيما أشار آخرون إلى أن الثوار هم مزارعون وأطباء وعاملو نجارة، مشابهون لأولئك الذين فازوا في الحرب الأمريكية لنيل الاستقلال.
إلا أن أوباما قلب ذاك النداء رأساً على عقب، حيث قال لي مرة: “عندما تملك جيشاً محترفاً مدججاً بالعتاد ومدعوماً من دولتين (إيران وروسيا) لهما مصالح كبيرة في الأمر، ليحارب المزارع والنجار والمهندس الذين بدؤوا كمتظاهرين وفجأة وجدوا أنفسهم وسط نزاع أهلي….” توقف برهة وتابع “إن فكرة أنه كان يمكننا – بطريقة نظيفة لا تلزم قوات الولايات المتحدة العسكرية- أن نغير المعادلة على الأرض لم تكن صحيحة يوماً”. والرسالة التي أطلقها أوباما في الخطابات والمقابلات كانت واضحة: لن ينتهي به الأمر مثل الرئيس بوش الابن، وهو رئيس أنهك نفسه في الشرق الأوسط بشكل كارثي، وأدت قراراته إلى امتلاء أجنحة مركز والتر ريد الطبي بجنود يعانون جروحاً بليغة، ولم يملك أن يوقف انهيار سمعته حتى عندما عدّل من سياساته خلال فترة حكمه الثانية. وكان أوباما يقول في الدوائر الخاصة أن أول مهمة منوطة بالرئيس الأمريكي بعد بوش على المسرح الدولي هي أن “لا يرتكب الحماقات”.
أثار تحفظ أوباما حنق باور وغيرها من أفراد فريقه للأمن القومي الذين كانوا ميالين للتحرك. وقد دعت هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة خارجيته إلى استجابة مبكرة وحازمة على عنف الأسد. وفي 2014 عندما تركت الوزارة قالت لي “إن الفشل بالمساعدة في بناء قوة مقاتلة مؤلفة من الناس الذين بدؤوا المظاهرات ضد الأسد.. ترك فراغاً كبيراً ملأه الجهاديون”. وعندما نشرت مجلة الأتلانتيك هذا التصريح ومعه تقدير كلينتون بأن “الدول الكبرى بحاجة لمبادئ تنظم عملها، و”لا ترتكب الحماقات” ليس مبدأً يُعمل به”، استشاط أوباما غضباً بحسب ما قاله أحد مستشاريه الكبار. لم يستوعب الرئيس كيف يمكن اعتبار “لا ترتكب الحماقات” شعاراً مثيراً للجدل. ويذكر بِن رودز أن “أسئلتنا في البيت الأبيض كانت “من هم بالضبط المنتمون لتجمع الحماقات؟ من يدعم الحماقات؟”. كان أوباما يعتقد أن غزو العراق درسٌ لمحابي التدخل الديمقراطيين مثل كلينتون التي صوتت لصالحه ليتعلموا منه مخاطر ارتكاب الحماقات. (اعتذرت كلينتون لأوباما من فورها على تعليقاتها، وصرح متحدث باسمها بأنهما سوف “يتعانقا ويتصالحا” عندما يتقابلان لاحقاً في جزيرة مارثاز فينيارد).
داخل قرار الرئيس في اللحظة الأخيرة بعدم قصف سوريا في 2013
راى أوباما في سوريا منحدراً يحتمل أن يكون زلقاً كما العراق. وفي ولايته الأولى أضحى يؤمن أن عدداً محدوداً فقط من الأخطار القادمة من الشرق الأوسط يدعو لتدخل عسكري أمريكي مباشر، منها خطر القاعدة، وتهديدات لاستمرارية اسرائيل (قال لي ذات مرة “سيكون فشلاً أخلاقياً لي كرئيس للولايات المتحدة” إن لم يدافع عن إسرائيل)، والخطر الناجم من وصول إيران للسلاح النووي على أمن إسرائيل. لكن خطر نظام الأسد على الولايات المتحدة لم يرقَ لمستوى تلك التحديات.
وبالنظر إلى تحفظ أوباما على التدخل، كان الخط الأحمر الذي رسمه للأسد في صيف عام 2012 مذهلاً لدرجة أنه فاجأ حتى مستشاريه، إذ قال لي ليون بانيتا وزير الدفاع آنذاك “لم أكن أدري أنه سيقوم بذلك”، وعلمت أن نائب الرئيس جو بايدن قد حذر أوباما مراراً من وضع خط أحمر على الأسلحة الكيماوية خوفاً من أن يضطر يوماً ما لتنفيذ وعيده.
وفي كلامه يوم 30 آب (أغسطس) ألمح كيري أنه يجب معاقبة الأسد لأن ذلك يضع “مصداقية ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائنا” على المحك، مضيفاً أن “الأمر مرتبط بشكل مباشر بمصداقيتنا وبإن كانت الدول ما تزال تصدق الولايات المتحدة عندما تقول شيئاً. إنهم يراقبون ليروا إن كانت سوريا ستنفذ بفعلتها، لأنهم حينها قد يستطيعون هم أيضاً وضع العالم في خطر أكبر.”
وأكد أوباما كلام كيري في تصريح علني بعد تسعين دقيقة في البيت الأبيض قال فيه: “من المهم بالنسبة لنا أن نعي أنه عندما يُقتل أكثر من 1000 شخص، من ضمنهم مئات الأطفال الأبرياء، باستخدام سلاح تنهى 98 أو 99 بالمائة من الإنسانية عن استخدامه حتى في الحرب، ولا يكون هناك تبعات، فنحن حينها نرسل رسالة بأن المعايير الدولية لا تعني الكثير، وهذا خطر على أمننا القومي.”
بدا وكأن أوباما قد توصل إلى نتيجة مفادها أن الضرر الذي سيلحق بمصداقية أمريكا في منطقة ما من العالم سينتشر من تلك المنطقة إلى غيرها، وأن مصداقية الولايات المتحدة في منع أمر هي فعلاً على المحك في سوريا. بدا وكأن الأسد قد نجح في دفع الرئيس إلى موقف لم يكن ليظن أن يجد نفسه فيه. ويعتقد أوباما بشكل عام أن مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن، التي يكرهها سراً، تعطي أهمية كبيرة لـ “المصداقية” وخصوصاً ما يُشترى منها بالقوة، والحفاظ على المصداقية على حد قوله هو ما أدى إلى فيتنام. وفي داخل البيت الأبيض يناقش أوباما بقوله أن “القصف بالقنابل لإثبات قدرتك على ذلك يكاد يكون أسوأ سبب لاستخدام القوة.”
إن مصداقية الأمن القومي الأمريكي بحسب الفهم الشائع لها في البنتاغون ووزارة الخارجية ومجموعة مراكز البحوث التي تقع مقارها على مرمى حجر من البيت الأبيض، هي قوة غير مرئية لكنها عظيمة، فهي ما يطمئن أصدقاء أمريكا ويُبقي النظام العالمي مستقراً عندما يتم الاعتناء بها بشكل جيد.
وخلال اجتماعات البيت الأبيض في ذلك الأسبوع الحرج في آب (أغسطس)، كان بايدن الذي عادة ما يشارك أوباما في مخاوفه حول الانخراط الزائد لأمريكا يحاجج بقوة أن “الدول العظمى لا تراوغ”. فقد بات حلفاء أمريكا في أوروبا وعبر الشرق الأوسط يعتقدون أن أوباما ومستشاريه أيضاً يهددون بعمل عسكري. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع أوباما في البيت الأبيض في شهر أيار (مايو) السابق، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “تاريخ سوريا يُكتب بدم شعبها ويتم ذلك تحت أنظارنا”. كان هذا التصريح من كاميرون يهدف إلى تشجيع أوباما على الإقدام على عمل أكثر حسماً، وذلك بحسب ما أطلعني عليه أحد مستشاري كاميرون مضيفاً “كان لدى رئيس الوزراء انطباع أكيد بأن الرئيس سينفذ تهديده بالخط الأحمر”. كما أن السفير السعودي في واشنطن آنذاك ووزير الخارجية الحالي عادل الجبير أخبر أصدقاءه ورؤساءه في الرياض أن الرئيس كان مستعداً أخيراً للهجوم، إذ قال لأحد محدثيه أن أوباما “أدرك أهمية الأمر وسيضرب بالتأكيد.”
كان أوباما قد أصدر أوامره سابقاً للبنتاغون بإعداد لائحة بالأهداف، وكان هناك خمسة مدمرات من فئة آرلي بيرك في البحر المتوسط متأهبة لإطلاق صواريخ كروز نحو أهداف تابعة للنظام، وأخذ الرئيس الفرنسي فرانسواه أولاند، وهو الأكثر حماسة للتدخل من بين الرؤساء الأوروبيين، يستعد للهجوم أيضاً. كما عمد مسؤولو البيت الأبيض طيلة ذاك الأسبوع إلى الحشد ضد الأسد لارتكابه جريمة ضد الإنسانية. وكان خطاب كيري بمثابة ذروة تلك الحملة.
لكن الرئيس أضحى متردداً، ففي الأيام التي تلت الهجوم بالكيماوي على الغوطة، أخبرني أوباما لاحقاً أنه وجد نفسه يتراجع عن الإقدام على ضربة بدون موافقة القانون الدولي أو الكونغرس الأمريكي. والشعب الأمريكي بدا غير متحمس لتدخل في سوريا وكذلك بعض الرؤساء الذين يكن لهم أوباما الاحترام مثل المستشارة الألمانية آنغيلا ميركيل، إذ أخبرته أن بلادها لن تشارك في حملة على سوريا. وفي تطور مذهل يوم الخميس التاسع والعشرين من آب (أغسطس)، رفض البرلمان البريطاني طلب ديفيد كاميرون بتنفيذ الهجوم، وقال لي جون كيري لاحقاً أنه عندما سمع الخبر أدرك أنهم في مأزق.
أضف إلى ذلك زيارة رئيس الاستخبارات القومية جيمس كلابر المفاجئة في وقت سابق من ذلك الأسبوع مقاطعاً جلسة الرئيس اليومية التي يتلقى فيها تقريراً بالتهديدات المحدقة من محللي كلابر، جاء كلابر ليخبر الرئيس بأن المعلومات الاستخباراتية حول استخدام سوريا لغاز السارين كانت قوية لكنها ليست “دامغة”، وكان حريصاً في اختياره ذاك التعبير، فبعد إخفاقات الإدارة التي أدت إلى حرب العراق، لم يشأ كلابر أن يعطي وعوداً كبيرة كما فعل رئيس المخابرات السابق جورج تينيت الذي اشتهر بضمان أدلة “دامغة” لجورج بوش بشأن العراق.
وفيما كانت وزارة الدفاع وجهاز الأمن القومي للبيت الأبيض ماضيين في سعيهما نحو الحرب (أخبرني جون كيري أنه كان يتوقع ضربة في اليوم التالي لخطابه)، بات الرئيس يعتقد أنه سيقع في فخ نصبه الحلفاء والأعداء والتوقعات المعتادة من الرئيس الأمريكي وما يجب عليه فعله.
لم يدرك العديد من مستشاري الرئيس عمق شكوكه، ومن المؤكد أن وزراءه وحلفاءه لم يكونوا على دراية بها، لكن ظنونه كانت تكبر. وفي عصر يوم الجمعة قرر أوباما أنه ببساطة غير مستعد ليأمر بضربة. وطلب من كبير موظفيه دينيس ماكدونو أن يتمشى معه في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض. لم يكن اختياره لماكدونو عشوائياً، فهو مساعده الأكثر نبذاً لتدخل عسكري أمريكي، وهو يفكر “من منظور الأفخاخ” كما قال عنه أحد زملائه. كان أوباما يبحث عمن يؤكد له شكوكه رغم ثقته فوق العادية بنفسه، ويحاول إيجاد طرق لتبرير هذا التحول أمام معاونيه وأمام العامة. ظل أوباما يمشي مع ماكدونو على مدى ساعة، أطلعه خلالها على مخاوفه من استخدام الأسد للمدنيين كـ “دروع بشرية” حول الأماكن التي ستسهدف حتماً، وأشار إلى خطأ أساسي في الضربة المقترحة، وهو أن الصواريخ الأمريكية لن تستهدف مخازن الأسلحة الكيماوية خوفاً من نشر الغازات السامة في الأجواء، وأن الضربة ستكون ضد الوحدات العسكرية التي أطلقت تلك الأسلحة وليس ضد الأسلحة ذاتها.
كما أطلع أوباما ماكدونو على أمر يقض مضجعه منذ زمن، وهو أنه سئم مشاهدة واشنطن تنجرف بلا تفكير نحو حروب في دول مسلمة. فقبل أربع سنوات “دفعه” البنتاغون نحو إرسال مزيد من الجنود إلى أفغانستان، والآن بدأ يشعر أنه مدفوع مرة أخرى بشأن سوريا.
عند عودتهما إلى المكتب البيضاوي، أخبر الرئيس موظفيه في الأمن القومي أنه ينوي التراجع ولن يكون هناك هجوم في اليوم التالي، وأنه يريد أن يحيل الأمر للكونغرس للتصويت. فصُدم الموظفون في الغرفة، وحاولت سوزان رايس (مستشارة أوباما للأمن القومي حالياً) إثناءه بقولها أن الضرر الذي سيلحق بمصداقية أمريكا سيكون خطيراً ودائماً، في حين استعصى على آخرين تخيل كيف يتراجع الرئيس عن موقفه قبل يوم من الضربة المخطط لها. لكن أوباما كان هادئاً تماماً، “من يعرفه يعرف عندما يكون متردداً في أمر ما، عندما يتأرجح الأمر بين 49 و51 بالمائة.” بحسب ما أخبرني بِن رودز، وأضاف “لكنه كان هنا مرتاحاً تماماً”.
طلبت من أوباما قبل فترة بسيطة أن يصف ما كان يفكر به في ذلك اليوم، فمضى يسرد المخاوف العملية التي ساورته “كان لدينا مراقبين من الأمم المتحدة على الأرض يقومون بعملهم، وما كان لنا أن نخاطر بضربة وهم هناك. وعامل مهم آخر هو فشل كاميرون في الحصول على الموافقة من برلمانه”.
وكان العامل الثالث والأهم بحسب ما قال “تقديرنا بأننا يمكننا إلحاق بعض الضرر بالأسد ولكننا لن نتمكن من التخلص من الأسلحة الكيماوية نفسها بالصواريخ. وكنت حينها لأواجه احتمال نجاة الأسد من الضربة ليزعم أنه نجح في تحدي الولايات المتحدة، وأن الولايات المتحدة تصرفت بشكل غير قانوني في ظل غياب قرار من الأمم المتحدة، مما كان سيقوي موقفه بدلاً من أن يضعفه.”
أما العامل الرابع فقال أنه يحمل أهمية فلسفية أعمق وأنه “يقع ضمن أمر بات يؤرقني لفترة من الوقت. لقد تسلمت الرئاسة بإيمان قوي بأن إطار تأثير السلطة الرئاسية في أمور الأمن القومي كبير لكنه ليس بلا حدود”.
أدرك أوباما أن قراره بعدم قصف سوريا سيكدر على الأغلب حلفاء أمريكا وقد فعل، فقد أخبرني رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس عندما علم بالتراجع بأن حكومته كانت قلقة فعلاً بشأن تبعات عدم التحرك سابقاً في سوريا، وأضاف “لقد خلقنا وحشاً بعدم تدخلنا من قبل. كنا على ثقة تامة بأن الإدارة الأمريكية ستوافق (على الهجوم)، وباعتبارعملنا مع الأمريكان كنا نعرف الأهداف مسبقاً. كانت مفاجأة عظيمة. لو قمنا بالهجوم كما كان مخططاً أعتقد أن الأمور كانت ستختلف اليوم.” أما أمير أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان الذي ضايقه “تخلي” أوباما عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فقد أعرب عن سخطه أمام زوار أمريكان بقوله أن الولايات المتحدة يقودها رئيس “غير جدير بالثقة”. بينما تذمر الملك الأردني عبد الله الثاني سراً بقوله “أعتقد أنني أؤمن بالقوة الأمريكية أكثر مما يؤمن بها أوباما.”، وكان قلقاً مسبقاً مما عده رغبة غير منطقية من أوباما بإقصاء الولايات المتحدة عن حلفائها السنة المعتادين وخلقه تحالفاً جديداً مع إيران وهي الداعم الشيعي للأسد. كذلك السعوديون استعروا غضباً، فهم لم يثقوا بأوباما يوماً إذ وصفهم في وقت سابق لتقلده الرئاسة بـ “الحليف المزعوم” للولايات المتحدة، وقال السفير السعودي في واشنطن الجبير لرؤسائه في الرياض “أصبحت إيران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القديمة.”
كان لقرار أوباما تبعات هزت واشنطن كذلك. فقد التقى السيناتورين الجمهوريين جون ماكين وليندزي جرام بأوباما في البيت الأبيض في وقت سابق من ذلك الأسبوع وتلقوا وعوداً بالهجوم، لذا أغضبهما التراجع. كما وقع ضرر داخل الإدارة، إذ لم يكن وزير الدفاع حينها تشاك هيغل ولا جون كيري في المكتب البيضاوي عندما أعلم الرئيس فريقه بما ينوي، ولم يعلم كيري بالتغيير الذي حصل إلا في وقت لاحق من ذاك المساء، واشتكى لصديق بحدة عقب حديثه مع أوباما بأنه دمره. (عندما سألت كيري مؤخراً عن تلك الليلة الصاخبة قال “لم أتوقف لأحلل الموضوع. أدركت أن للرئيس أسبابه لاتخاذ هذا القرار وبصراحة تفهمت رأيه.”)
كانت الأيام التالية مليئة بالفوضى، فقد توجه الرئيس للكونغرس طالباً الموافقة على استخدام القوة العسكرية، وكان كيري أكبر مروج لها، واتضح سريعاً في البيت الأبيض أن الكونغرس لم يكن مهتماً بتنفيذ الضربة. وعندما تحدثت مع بايدن مؤخراً حول قرار الخط الأحمر، حرص على ذكر تلك النقطة وقال “من المهم أن يكون الكونغرس في صفك حتى تتمكن من مواصلة ما بدأته”، أوباما “لم يذهب إلى الكونغرس ليخلي مسؤوليته، كانت لديه شكوكه في تلك المرحلة لكنه أدرك أنه إن كان سيقوم بأي شيء، لا بد أن يحظى بتأييد الشعب، وإلا ستكون مهمة مقتضبة.” أقنع فتور الكونغرس بايدن بأن أوباما كان مصيباً في تخوفه من المنحدر الزلق وقال “ماذا سيحدث عندما يتم إسقاط إحدى طائراتنا؟ ألن نذهب لننقذ طاقمها؟ أنت بحاجة لدعم الشعب الأمريكي.”
وسط هذا الارتباك، جاء المنقذ على هيئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففي الأسبوع الذي تلا الرجوع عن قرار سوريا انعقدت قمة دول العشرين في سان بطرسبرغ،و قال لي أوباما أنه انفرد ببوتين وقال له أنه “إن أجبر الأسد على التخلي عن الأسلحة الكيماوية، سينفي ذلك الحاجة لضربة عسكرية منا.” فعمل كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على مدى أسابيع على التخطيط للتخلص من معظم الترسانة السورية من الأسلحة الكيماوية، التي رفض الأسد حتى ذلك الحين الاعتراف حتى بوجودها.
إقرأ أيضًا: الانسحاب الروسي يقرّب خيار انسحاب «حزب الله» من سوريا؟
أكسبت تلك الخطة أوباما ثناءً من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي دائماً ما كانت علاقته معه متوترة، وقد قال نتنياهو لي بعد الإعلان عن الصفقة أن التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا يمثل “الشعاع الوحيد للأمل في منطقة ظلماء”.
واليوم لا يملك جون كيري صبراً مع أولئك الذين يعتقدون -كما كان هو سابقاً- أنه كان على أوباما قصف مواقع نظام الأسد لتأكيد قدرة أمريكا على الردع، ويقول “ستبقى الأسلحة الكيماوية هناك وسيكون علينا غالباً قتال داعش” للسيطرة على تلك الأسلحة. “لا يبدو ذلك منطقياً، ولكن لا يمكنني أن أنكر أن قصة تخطي الخط الأحمر وعدم قيام (أوباما) بشيء حياله كانت محط جدل.”
يدرك أوباما أن قراره بالتراجع عن تنفيذ الضربات الجوية وسماحه بانتهاك الخط الأحمر الذي رسمه هو نفسه بلا عقوبة سيكون عرضة لنقد لا يرحم من المؤرخين، لكن ذاك القرار هو مصدر رضا عميق بالنسبة له اليوم إذ قال “أنا فخور جداً بهذه اللحظة. لقد بلغ عبء الحِكمة التقليدية وآلية جهازنا للأمن القومي أشواطاً بعيدة، وكانت الفكرة أن مصداقيتي ومصداقية أمريكا على المحك. لذلك أدركت أن ضغطي على زر الإيقاف في تلك اللحظة سيكلفني سياسياً. وكوني استطعت أن أتملص من الضغوطات المباشرة وأتفكر بنفسي بما هو في مصلحة أمريكا، ليس فقط فيما يخص سوريا بل أيضاً فيما يخص ديمقراطيتنا، كان من أصعب القرارات التي اتخذتها، وأعتقد أنه في النهاية القرار الصحيح.”
كانت تلك هي اللحظة التي يعتقد الرئيس أنه تخلى أخيراً عما يسميه ساخراً “كتاب واشنطن لقواعد اللعبة”.
“متى أكون مثيراً للجدل؟ عندما يتعلق الأمر باستخدام القوة العسكرية. هذا هو مصدر الجدل. هناك كتاب لقواعد اللعبة ينبغي على الرؤساء اتباعه، وهي قواعد وضعتها مؤسسة السياسة الخارجية، يصف ردوداً على مختلف الأحداث، وتميل تلك الردود تميل إلى الطابع العسكري. يجب العمل به حيث تكون أمريكا تحت خطر مباشر، لكنه يمكن أيضاً أن يكون فخاً يؤدي إلى قرارات سيئة. وفي خضم تحدٍ دوليٍ مثل سوريا، ستُنتقد بشدة إن لم تتبعه حتى وإن كانت هناك أسباب مقنعة لعدم فاعليته.”
لقد توصلت إلى قناعة بأن أوباما يعتقد أن يوم 30 آب (أغسطس) 2013 كان يوم تحرره، فهو اليوم الذي تحدى فيه ليس فقط مؤسسة السياسة الخارجية وكتابها لصواريخ السكود، بل أيضاً مطالب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط المتطلبين وصعبي الإرضاء، وهي دول تذمر منها سراً لأصدقائه ومستشاريه بقوله أنها تسعى لاستغلال الـ “عضلات” الأمريكية لخدمة غاياتها المحدودة والطائفية. ومع حلول عام 2013 كان سخط أوباما قد بلغ مبلغه، إذ بدأ يبغض الرؤساء العسكريين الذين يعتقدون أنهم بإمكانهم إصلاح أي مشكلة إذا ما أعطاهم القائد ما يريدونه، وكان مستاءً من عقدة مراكز البحوث للسياسة الخارجية، إذ طغى شعور في البيت الأبيض بأن العديد من أبرز مراكز البحوث للسياسات الخارجية في واشنطن تنطلق من رغبات مموليها العرب والموالين لإسرائيل، وقد سمعت مسؤولاً في الإدارة ينعت جادة ماسيتشوسيتس حيث تقع العديد من تلك المراكز بأنها “منطقة محتلة من العرب”.
بالنسبة لبعض خبراء السياسة الخارجية حتى ضمن إدارته نفسها، كان تراجع أوباما عن الخط الأحمر لحظة مخيبة أبدى فيها تردداً وسذاجة، وأضر ضرراً دائماً بموقف أمريكا في العالم، حيث قال الرئيس الأسبق للمخابرات الأمريكية ووزير الدفاع خلال فترة الحكم الأولى لأوباما عن تلك اللحظة “عندما يرسم القائد الأعلى خطاً أحمراً أعتقد أن مصداقيته ومصداقية الدولة تصبح على المحك إن لم يطبقه”. وبعد تراجع أوباما فوراً قالت هيلاري كلينتون سراً “عندما تقول أنك ستضرب يجب أن تضرب. ليس هناك خيار.”
في حين كتب شادي حميد الباحث في معهد بروكينغز للأتلانتيك حينها “بالمحصلة نال الأسد مكافأة على استخدام الأسلحة الكيماوية بدلاً من العقوبة كما كان مخططاً، ونجح في التخلص من خطر عمل عسكري أمريكي مقابل التنازل عن نذر يسير.”
حتى المعلقين الذين أبدوا تأييداً بالعموم لسياسات أوباما رأوا الأمر كارثياً. فمحرر مجلة فورين أفيرز جدعون روز كتب مؤخراً أن تعامل أوباما مع هذه الأزمة “معلناً عَرَضاً في البداية عن التزام كبير، ثم التردد في تنفيذه، ثم إلقاء الكرة بفزع في ملعب الكونغرس لاتخاذ القرار، هو مثال نموذجي لارتجال محرج غير متمرس.”
بيد أن المدافعين عن أوباما يقولون أنه لم يؤذِ مصداقية الولايات المتحدة، بحجة موافقة الأسد على التخلص من أسلحته الكيماوية، حيث قال السيناتور الديمقراطي لولاية فيرجينيا تيم كين “كان التهديد باستخدام القوة كافياً لجعلهم يتخلون عن أسلحتهم الكيماوية. هددنا بعمل عسكري فاستجابوا، وهذه مصداقية ردع.”
قد يسجل التاريخ يوم 30 آب (أغسطس) 2013 على أنه اليوم الذي منع فيه أوباما الولايات المتحدة من دخول حرب كارثية أخرى بين المسلمين، واليوم الذي أزال فيه خطر الأسلحة الكيماوية عن إسرائيل وتركيا والأردن. أو قد يسجله كاليوم الذي ترك فيه الشرق الأوسط يفلت من قبضة أمريكا إلى أيدي روسيا وإيران وداعش.
تحدثت لأوباما أول مرة حول السياسة الخارجية في عام 2006 وكان حينها يشغل منصب سيناتور، كنت وقتها ملماً بعموم فحوى خطاب ألقاه قبل أربعة أعوام أمام جمع معادٍ للحروب في شيكاغو. كان الخطاب غير مألوف بالنسبة لتجمع معادٍ للحروب لأنه لم يكن معادياً للحرب، فقد نبذ أوباما كسيناتور لولاية إلينوي حرباً واحدة بالتحديد وكانت حينها حرباً نظرية فقط حيث قال “لست واهماً بشأن صدام حسين، إنه رجل قاسٍ ووحشي.. لكنني أعلم أيضاً أن صدام لا يشكل خطراً محدقاً ومباشراً على الولايات المتحدة أو على جيرانها.” وأضاف “أعلم أن غزو العراق بلا منطق واضح ولا دعم دولي قوي سيزيد نيران الشرق الأوسط اشتعالاً، وسيشجع أسوأ النزعات عوضاً عن أفضلها في العالم العربي وسيقوي فرع تجنيد القاعدة.”
أثار ذاك الخطاب فضولي حول كاتبه، وأردت أن أعرف كيف وصل سيناتور ولاية إلينوي، وهو أستاذ بالحقوق قضى أيامه في السفر بين شيكاغو وسبرينفيلد، إلى فهم غيبي للمعضلة القادمة أكثر من أكثر المفكرين خبرة في السياسة الخارجية من أفراد حزبه، بمن فيهم أشخاص مثل هيلاري كلينتون وجو بايدن وجون كيري، وبالطبع أغلب الجمهوريين والعديد من محللي وكاتبي السياسة الخارجية ومن ضمنهم أنا.
منذ ذاك اللقاء الأول في عام 2006، قابلت أوباما بشكل دوري في أمور متعلقة بالشرق الأوسط بشكل رئيسي. ولكن على مدى الأشهر القليلة المنصرمة قضيت عدة ساعات أتحدث معه عن أعرض الخطوط لـ “سياسته الخارجية على المدى الطويل”، ومن ضمنها ما هو متحمس لمناقشته من أمور لا علاقة لها بالشرق الأوسط.
“داعش ليس خطراً وجودياً على الولايات المتحدة”، بحسب ما قاله لي في أحد حواراتنا، “بينما يمكن للتغير المناخي أن يكون خطراً وجودياً على العالم كله إن لم نفعل شيئاً حياله”. وشرح أوباما أن التغير المناخي يقلقه بالذات لأنه “مشكلة سياسية مصممة بشكل محكم لصد تدخل الحكومات، وهي تمس كل دولة. وتشكل حالة طارئة تتحرك ببطء نسبياً، لذا هناك دوماً على الأجندة ما هو مستعجل أكثر.” وتمثل سوريا في الوقت الحالي أكبر حالة مستعجلة طبعاً، ولكن يمكن أن يتغير ذلك في أي لحظة وتتغير رئاسة أوباما كلها تحت وقع عدوان من كوريا الشمالية، أو اعتداء من روسيا على عضو من الناتو، أو هجوم يخطط له داعش على أراضٍ أمريكية. لم يمر رؤساء كثر باختبارات على المسرح الدولي كما فعل أوباما، وكان التحدي أمامه دوناً عن بقية الرؤساء هو التمييز بين ما هو بالكاد عاجل وما هو مهم فعلاً، والتركيز على المهم.
كان هدفي من خلال أحاديثنا الأخيرة هو رؤية العالم كما يراه أوباما، وفهم ما يعتقد أنه يجب أن يكون دور أمريكا في العالم. هذه المقالة تتضمن معلومات من سلسلة أحاديثنا الأخيرة التي دارت في المكتب البيضاوي، وخلال تناول الغداء في غرفة الطعام الخاصة به، وعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، وفي كوالا لامبور خلال آخر زيارة له إلى آسيا في نوفمبر. وفيها أيضاً معلومات من مقابلاتي السابقة معه ومن خطاباته ومن تأملاته المعلنة، كذلك من أحاديث دارت مع كبار مستشاريه في الأمن القومي والسياسة الخارجية، ورؤساء أجانب وسفرائهم في واشنطن، وأصدقاء للرئيس وغيرهم ممن تحدثوا إليه حول سياساته وقراراته، بالإضافة إلى أعدائه ونقاده.
خلال مجرى أحاديثنا أصبحت أرى أوباما كرئيس تحول شيئاً فشيئاً إلى الاعتقاد بالقدرية بشأن القيود التي تحد من قدرة أمريكا على توجيه سير الأحداث العالمية، مع أنه حقق عدداً من الإنجازات في السياسة الخارجية التي قد تكون تاريخية، من المؤكد أنها مثيرة للجدل ومؤقتة، لكن ذلك لا يقلل من شأنها كإنجازات، ومنها الانفتاح على كوبا، واتفاقية تغير المناخ في باريس واتفاقية حرية التبادل التجاري عبر المحيط الهادي، وبالطبع اتفاقية السلاح النووي الإيراني.وقد أنجزها بالرغم من إحساسه المتعاظم بأن ثمة قوى أكبر كثيراً ما تتآمر على أمريكا مهما فعلت، مثل مشاعر القبلية المسيطرة على عالم كان ينبغي أن يكون قد تخلى عنها، ومرونة رجال صغار يحكمون دولاً كبيرة بطرق تتعارض مع مصالحهم، ودوام الخوف كشعور مسيطر على الإنسان. لكنه أدرك كما أخبرني، أنه بدون القيادة الأمريكية لا يتحقق شيء يذكر في مجال العلاقات الدولية.
وقد أوضح لي أوباما هذا التناقض البادي بقوله “أريد رئيساً يعي أنه ليس بالإمكان إصلاح كل شيء”، ومن جهة أخرى “إن لم نُعد الأجندة لن نحصل على ما نريد.” وفسر ما يعنيه بقوله “في الحقيقة ما من قمة حضرتها منذ أن أصبحت رئيساً إلا وكنا نحن من يحدد الأجندة فيها، أو كنا نحن المسؤولون عن النتائج المهمة. وهذا ينطبق على كل من الأمن النووي، وإنقاذ النظام المالي العالمي والمناخ.”
وفي يوم ما خلال وقت الغداء في غرفة الطعام الخاصة بالمكتب البيضاوي، سألت الرئيس عن كيفية فهم المؤرخين لسياسته الخارجية باعتقاده، فبدأ بوصف أربعة مكونات تمثل التوجهات الرئيسية للفكر الأمريكي في السياسة الخارجية، سمى أول توجه بالعزل، وصرفه من فوره إذ قال “العالم آخذ بالانكماش، والانسحاب (منه) غير ممكن”. في حين سمى التوجهات الأخرى بالواقعية والتدخل الليبرالي والعالمية قائلاً “أعتقد أنه بإمكانك أن تقول أني واقعي في اعتقادي بأننا لا نستطيع في أي وقت مفترض أن نحل كل مآسي العالم. وعلينا أن نختار المكان الذي يمكننا أن نؤثر فيه بشكل حقيقي.”، مضيفاً أنه عالمي بشكل واضح، حيث أنه مخلص في سعيه لتقوية المنظمات متعددة الأطراف والمعايير الدولية.
أخبرته أن لدي انطباعاً يقول بأن صدمات السنوات السبع الماضية قد زادت التزامه بتحفظ مدفوع بالواقعية، فهل أدت فترتي رئاسة في البيت الأبيض إلى العزف عن التدخل؟
“رغم عيوبنا من الواضح أن الولايات المتحدة قوة خيّرة في العالم. إن قارنت بيننا وبين القوى العظمى السابقة ترى أننا نتصرف بشكل أبعد عن المنفعة الشخصية الصرفة، وأظهرنا اهتماماً بإقامة معايير يستفيد منها الجميع. وإن أتيح لنا فعل الخير بتكلفة معقولة لإنقاذ الأرواح سنقوم به.”
وقال أوباما أيضاً أنه إن لم تستوفى الشروط الواجبة في مقياسه الصارم في أزمة ما أو في كارثة إنسانية ما لتكون خطراً مباشراً على الأمن القومي، فهو لا يعتقد أنه يجب أن يلتزم الصمت، مشيراً إلى أنه ليس واقعياً لدرجة أنه لن يصدر أحكاماً على الرؤساء الآخرين. ورغم أنه استبعد استخدام القوة الأمريكية للإطاحة بالأسد، لم يكن مخطئاً كما قال بدعوته الأسد للرحيل “في كثير من الأحيان يشير نقاد سياستنا في سوريا إلى هذه النقطة: “لقد قلت للأسد أن يرحل لكنك لم تجبره على الرحيل، ولم تغزُ (البلد)” مدعين أنك إن لم تكن على استعداد للإطاحة بالنظام كان حرياً بك ألا تقول شيئاً. وتلك حجة غريبة بالنسبة لي، القول بأننا عندما نقول من منطلق سلطتنا الأخلاقية “هذا نظام وحشي ولا ينبغي على قائد أن يعامل شعبه بهذه الطريقة، أننا مضطرون عندها لغزو ذاك البلد لنضع فيه الحكومة التي نحب.”
وقال أوباما في حديث لاحق “أنا عالمي جداً، كما أنني مثالي في اعتقادي بأننا يجب أن نروج لقيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمعايير والقيم، فكلما تبنى الناس تلك القيم التي نتشارك بها لا يخدم ذلك مصالحنا فقط بل يجعل العالم مكاناً أفضل أيضاً، بنفس الطريقة التي تحصل على الصعيد الاقتصادي عندما يتبنى الناس حكم القانون وحقوق الملكية وما إلى ذلك، فهو في صالحنا. وأنا مستعد لقول ذلك بطريقة عاطفية جداً على الأغلب لن تراها من برينت سكوكروفت”
ومع ذلك أعتقد أيضاً أن العالم مكان صعب ومعقد وفوضوي ولئيم ومليء بالصعوبات والكوارث. ولكي نحقق تقدماً في مصالحنا الأمنية وتلك المثل والقيم التي تهمنا، علينا أن نتحلى بالعناد بنفس درجة تحلينا باللطف والكرم، وعلينا أن نختار مواقعنا وأن ندرك أنه سيكون هناك اوقات أفضل ما يمكننا فعله خلالها هو أن نسلط بقعة ضوء على شيء فظيع، بدون أن نعتقد أنه بإمكاننا إصلاحه تلقائياً. سيكون هناك أوقات تتعارض فيها مصالحنا الأمنية مع مخاوفنا بشأن حقوق الإنسان، وسيكون هناك أوقات يمكننا فيها التحرك إزاء قتل الأبرياء وأخرى لا.”
ليس لدى أوباما شك بأن أمريكا هي فعلاً الدولة الأهم في العالم، لكنه من الرؤساء القلائل الذين يستاؤون من ذلك أحياناً بدلاً من تقبله حيث قال لي “المنتفعون منا يثيرون حنقي”. وفي هذا الصدد حذر أوباما بريطانيا من أنها لن تتمتع “بعلاقة خاصة” مع الولايات المتحدة إن لم تخصص 2%على الأقل من إجمالي الناتج القومي للدفاع، “عليكم بدفع حصتكم العادلة” هذا ما قاله أوباما لديفيد كاميرون الذي التزم بالحد المفروض فيما بعد.
ويوضح أوباما كذلك أن جزءً من مهمته كرئيس هو تحفيز الدول الأخرى على القيام بأعمالهم بانفسهم بدلاً من انتظار الولايات المتحدة لأخذ دور القيادة، ويعتمد الدفاع عن النظام العالمي الليبرالي ضد الإرهاب الجهادي والمغامرات الروسية والتسلط الصيني بشكل جزئي على استعداد الأمم الأخرى بتقاسم العبء مع الولايات المتحدة. لهذا السبب أزعجه الجدال الدائر حول سياسته بـ “القيادة من الخلف”، والذي أطلقه مجهول من أحد مسؤولي الإدارة لصحيفة نيويوركر خلال الأزمة الليبية عام 2011، فقال لي مدافعاً “ليس بالضرورة أن نكون دائماً في المقدمة. أحياناً سنحصل على ما نريده بالضبط لأننا تقاسمنا الأجندة. والمفارقة أن إصرارنا (على تولي الدول العربية والأوروبية القيادة خلال مهمة إزالة معمر القذافي من السلطة في ليبيا) جاء منعاً لتمسك الأوروبيين والدول العربية تحديداً بذيول انتصاراتنا بينما نقوم نحن بكل القتال. كان جزءاً من حملتنا ضد المنتفعين.”
يبدو أن الرئيس يعتقد أيضاً أن مقاسمة القيادة مع دول أخرى يخدم أمريكا بإبقاء نزعاتها الجامحة تحت السيطرة إذ قال “أحد الأسباب التي تجعلني أركز على اتخاذ أفعال مشتركة حيث مصالحنا المباشرة ليست في خطرهو أن ذلك يكبح الغطرسة”. وهو حريص على التذكير بما يعده إخفاقات أمريكا السابقة ما وراء البحار كوسيلة لتصويب استقامة الدولة حيث يقول “لدينا سوابق في إيران وفي إندونيسيا وأمريكا الوسطى. لذا علينا أن نراعي تاريخنا عندما نتكلم عن التدخل، وأن نتفهم مبعث شكوك الشعوب الأخرى.”
في مساعيه لتحميل بعض مسؤوليات أمريكا في السياسة الخارجية على حلفائها، يبدو أوباما مشابهاً للرئيسين الأسبقين دوايت آيزنهاور وريتشارد نيكسون في سياسات النكوص، والنكوص في هذا السياق يعني بحسب ما شرح لي خبير السياسات الخارجية للرؤساء في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن سيستانوفيتش “التراجع وتخفيض النفقات والحد من المخاطرونقل الأعباء إلى الحلفاء”، مضيفاً “لو تم انتخاب جون ماكين في عام 2008 كنت سترى بعضاً من النكوص أيضاً، فهذا ما تريده الدولة. إن وصلت إلى السلطة في وقت كانت البلد فيه تخوض حرباً لا تسير لصالحها، تخلص إلى قناعة مفادها أن الشعب الأمريكي قد وظفك لتخفف من انخراطك فيها”. وهناك فرق بين آيزنهاور ونيكسون من جهة وأوباما من جهة أخرى بحسب سيستانوفيتش وهو أن أوباما “يبدو ملتزماً بشكل شخصي وعقائدي بالاعتقاد أن السياسة الخارجية قد استهلكت الكثير من موارد واهتمام الدولة.”
سألت أوباما عن النكوص فقال “كل الدول العظمى تقريباً رضخت” للإفراط”، واستطرد قائلاً “أعتقد أنه من الخطأ إرسال قواتنا لفرض النظام كلما ظهرت مشكلة. لا يمكننا القيام بذلك.”
إلا أنه ما إن يقرر أن تحدياً ما يمثل خطراً مباشراً على الأمن القومي، يبدي استعداداً للتحرك بشكل فردي، وهذه إحدى أكبر المفارقات في رئاسة أوباما، فقد شكك بلا هوادة بمدى فاعلية تطبيق القوة، لكنه أصبح أيضاً أحد أنجح صيادي الإرهابيين في تاريخ الرئاسة، وسيترك لخلفه مجموعة من الأدوات يحسده عليها القتلة المحترفون، حيث قال بِن رودز بهذا الشأن “يطبق (أوباما) معايير مختلفة على الأخطار المباشرة على الولايات المتحدة، فهو مثلاً لم يتوانَ بشأن الطائرات بدون طيار رغم شكوكه حول سوريا.”
يحاجج بعض النقاد بأنه كان يجب أن يفكر ملياً فيما يرون أنه استخدام مفرط للطائرات غير المأهولة، لكن رئيس استخباراته السابق جون برينر أخبرني مؤخراً أنه والرئيس “يحملون آراءً متشابهة، ومنها أنه عليك في بعض الأحيان أن تقتل شخصاً لإنقاذ المزيد من الأرواح. وآراؤنا بنظرية الحرب العادلة متشابهة، فالرئيس يتطلب شبه تأكيد بعدم وقوع أضرار جانبية، لكنه إن ارتأى ضرورة للتحرك لا يتردد.”
يقول من يتكلمون مع أوباما حول الفكر الجهادي أنه ليس واهماً في فهمه لدوافع العنف المروع بين المسلمين المتطرفين، لكنه توخى الحذر في حديثه العلني عن ذلك خوفاً من مفاقمة الخوف من المسلمين، ولديه فهم عميق وواقعي للخطيئة والجبن والفساد، وكيف يشكل الخوف سلوك الإنسان. لكنه لا يفتأ يصرح بتفاؤله بان العالم يميل نحو العدالة.
لا تتوقف التناقضات هنا، فرغم ما عرف عنه من حذر، أبدى أوباما حماسة لتحدي بعض الفرضيات القديمة التي يقوم عليها فكر الولايات المتحدة التقليدي في السياسة الخارجية. إذ يبدي استعداداً كبيراً للنظر في أسباب معاداة أعداء أمريكا لها، أوأسباب محاباة أصدقائها لها. ورمى بنصف قرن من التوافق بين الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) من أجل إعادة العلاقات مع كوبا. وتساءل عن السبب الذي يوجب على الولايات المتحدة أن تتجنب إرسال قواتها إلى باكستان لقتل قادة القاعدة، كما تساءل سراً عن السبب الذي يجعل باكستان (التي يعتقد أنها دولة تعاني خللاً كارثياً) تعد حليفاً للولايات المتحدة على الإطلاق. وبحسب ما قال ليون بانيتا، تساءل أيضاً عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تحافظ على ما يعرف بتفوق إسرائيل النوعي العسكري، الذي يمنحها حرية الحصول على منظومات أسلحة متطورة أكثر مما يصل لحلفاء أمريكا العرب، لكنه تساءل أيضاً (بحدة مرات عديدة) عن الدور الذي تلعبه الدول السنية الحليفة في التحريض على الإرهاب المعادي لأمريكا. من الواضح أنه منزعج من المعتقد التقليدي في السياسة الخارجية الذي يجبره على معاملة المملكة السعودية كحليف. وهناك طبعاً قراره منذ زمن أن يتواصل مع ألد أعداء أمريكا في الشرق الاوسط -إيران رغم النقد العظيم الذي واجهه. كما أن الصفقة التي أبرمها مع إيران تثبت أكثر ما تثبت أن أوباما لا ينأى عن المخاطرة، إذ راهن بالأمن العالمي وبإرثه هو أن إحدى أبرز الدول دعماً للإرهاب ستلتزم باتفاقية تحد من برنامجها النووي.
يفترض نقاده على الأقل أن أوباما قد سعى إلى إبرام صفقة مع إيران لأنه يحمل رؤية لتقارب تاريخي أمريكي-إيراني، لكن رغبته بالوصول إلى اتفاقية السلاح النووي كانت وليدة التشاؤم بقدر ما كانت وليدة التفاؤل، فقد أطلعتني سوزان رايس على أن اتفاقية إيران “لم تكن أبداً متمركزة حول محاولة بدء عهد جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، بل كانت أكثر واقعية ومحدودية من ذلك بكثير. كان الهدف ببساطة هو تحجيم خطر دولة خطرة، ولم يتوقع أحد أن تصبح إيران لاعباً مسالماً أكثر مما كانت.”
ذكرت لأوباما مرة مشهداً من الجزء الثالث لفيلم العراب، يتذمر فيه مايكل كورليون بغضب من فشله في الهرب من قبضة الجريمة المنظمة، وقلت لأوباما أن الشرق الأوسط بالنسبة لرئاسته هو بمثابة المافيا بالنسبة لكورليون وبدأت ألقي عليه ما قاله آل باتشينو “بمجرد ما ظننت أنني خرجت منها…”، فأكمل المقولة أوباما قائلاً “تجرك إليها من جديد”
تتبع قصة أوباما مع الشرق الأوسط قوساً من الخيبة، فخلال سطوع نجمه وشهرته كمرشح رئاسي في 2008، كان كلامه عن المنطقة غالباً ما ينم عن الأمل. وفي برلين في صيف ذاك العام قال في خطابه أمام مائتي ألف ألماني من معجبيه “هذه هي اللحظة التي يجب أن نلبي فيها النداء لفجر جديد في الشرق الأوسط.”

يتبع ان شاء الله


http://www.beirutme.com/?p=18949


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 17 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط