لا حول ولا قوة إلا بالله العلي اعظيم
للأسف كل الأمم تبحث وتتتمسك بأسرارها وأسرار قوتها
ونحن الأمة الوحيدة التى تتسارع للتخلى عن أسلحتها وأسرارها
لم أتخيل أن يأتى زمان يقال فيه هذا الكلام
تلك الأذكار كان أهالينا بيسموها زمان الورد والتحصينات
تحصينات ضد الشياطين والأذى والسحر والحسد ... الخ
إذا لم تكن هذه الأذكار بتلك الأهمية لما علمناها سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم
هناك كلام هام جدا فى كتاب "النصف من شعبان" لفضيلة الدكتور محمود فى تلك الجزئية, أحببت أن أنقله لكم:
دكتور محمود فى كتاب النصف من شعبان - ص 66 كتب:
"طـه" معناها "يا رجل" .
السورة كلها تتكلم عن مقامات الرجولة.
السورة كلها أسرار لنا فيها شرح بمشيئة الله.
رجولة سيدنا موسى ورجولة السحرة الذين قالوا لفرعون "اقض ما أنت قاض " جاءت فى سورة "طه"
ما أتى الفاروق أمير المؤمنين إلا من سورة طه".
حتى من رأى أنه يقرأ سورة "طه" فى المنام فإنه يرزق رجولة وقوة ويحارب ويفسد السحر والسحرة.
أواخر سورة "طه" فيها إشارة لجزء من رجولة النبى صلى الله عليه وآله وسلم.
قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} (طه 130)
ما علاقة التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وآناء الليل وأطراف النهار بـ {لَعَلَّكَ تَرْضَى}، ترضى عن ماذا؟
من المعلوم أن وقت رفع الأعمال ووقت نزول المقادير هو وقت {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ينزل بها الملائكة {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (الرعد 11)
ومن المعلوم أن التسبيح والدعاء {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} وخاصة بما هو وارد فى السنة النبوية الشريفة , فيه إما صرف المقادير أو تخفيفها
لا تعارض بين التسليم لأمر الله، وبين الرحمة، وبين الشفاعة. يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم التخفيف عن أمته فى كل لحظة.
فكأن الله عز وجل يقول لحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم: كرامة لك أجعل من يسير خلفك يسبح ويدعو فى هذا الوقت مخففا عليه وميسرا عليه، ومن تاب تبت عليه، ومن استحفظنى حفظته، ومن استنصرنى نصرته، ومن قدرت عليه شدة أمضيت أمرى ورزقته اللطف.
فكأنها شفاعة فى أن كل من يقول ما علمته يستجاب له أو يلطف به ببركتك فلعلك ترضى بذلك.
فمن لدغه عقرب أو ثعبان وكان قد قال " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " أو " بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم" فإنه لا يضره.
جاء عن أبى هريرة أنه قال: جاء رجل إلى النبي يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتنى البارحة قال يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم "أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك."
وعن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم : " يقول من قال بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى."
ببركة تعليم النبى يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم لنا يحدث الصرف والتخفيف.
فما بال آناء الليل وأطراف النهار؟!
اعلم حبيب رسول الله يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤمنين يقولون فى تشهدهم فى الصلوات: ... " السلام عليك أيها النبى يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم ورحمة الله وبركاته " فى كل البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا فلا يخلو وقت فيه صلاة ولا سلام.
فأمر الله رسوله يريد النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالتسبيح آناء الليل وأطراف النهار وقبل طلوع الشمس وذلك ليستغرق الليل والنهار فإن أمته فى احتياج لأنفاسه الطاهرة.
وما بال التسبيح بالحمد {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}؟
نقول لك: يكون فى موضوع آخر إن شاء الله.