في ظل ظروف عاصفة مضطربة , اتابع بحزن واستغراب الذي يجري واحاول جاهدا ان اصل الى نتائج منطقية . قبل ايام تابعت الاذاعة الاردنية وقد استضافت وزير سابق ليتحدث عن الارهاب واسبابه ومسبباته و قال معاليه ان الاسباب كثيرة منها الوضع المادي , ضعف فرص العمل والبطالة والبيئة المحيطة ,الجهل .... الخ . اثارني جدا الموضوع وصرت اتساءل عن الناس في الاردن – واظن ان الشعوب الاخرى كذلك - : لماذا استنكروا وغضبوا من الارهاب حين ضرب عندنا وهم نفسهم من يزمرون له حين يضرب الجيش السوري او العراقي ؟؟!! لماذا ونفس الارهابيين الذين قاموا بارتكاب الجريمة في الكرك الاردنية كان قد تم اعتقالهم على خافية محاولة التسلل لسوريا ؟؟ أفي سوريا هم شئ وفي الاردن شئ اخر ؟ كلا , فهم نفس الكيان , نفس الفكر , نفس الضلال . اذا السؤال هو كيف وصلنا لهذه الازدواجية في المعايير ؟ عودة للوراء تجد الاعلام المضلل ( بفتح اللام المشددة وبكسرها ايضا ) هو السبب . لقد انساق الكثيرون وراء مسميات كثيرة جديدة على قاموسنا الحياتي مثل ثورة , شاهد عيان , شبيحة , بلطجية , الجيش الحر , الارصدة المهربة في سويسرا , حصار , عملية استشهادية , جهاد , مناطق عازلة ...... الخ . صارت الصور التي تفبركها الجزيرة مصدقة وغير قابلة للطعن , صار شاهد العيان الذي يتحدث عبر الهاتف مصدقا صدوقا , صور الداعشيين بعد قتلهم وهم مبتسمون لانهم رؤوا مقعدهم من الجنة . لم ناخذ فرصة ولم نعطي انفسنا فرصة للتفكير بروية . دولنا استثمرت الارهاب ودول اخرى استثمرت بالارهاب . حاولنا استثمار الارهاب للضغط للحصول على موقف سياسي او اقتصادي او تلبية لطلب من اولي الامر ولم ندرك انه قد يرتد علينا بحجة جهاد الامريكان ذات يوم في العراق احتضنت القاعدة وما تفرخ منها في سوريا وبحجة مقاومة المد الشيعي احتضنت القاعدة وما تفرخ منها في العراق حيث المدن ذات الاكثرية السنية وبحجة مقاومة المد الوهابي التكفيري احتضن الحرس الثوري الايراني وما تفرخ منه مثل فيلق بدر والحشد الشعبي وحزب الله في العراق وفي سوريا . والامثلة كثيرة الاخرين استثمروا الارهاب لقتلنا وتجويعنا وتهجيرنا وسبينا وتفتيتنا بل وغسيل دماغنا . اللهم احفظنا من كل شر وسائر بلادنا يا حفيظ اللهم امين
_________________ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله واحشرنا بزمرتهم انك سميع مجيب
|