موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قمة البحر الميت تكمل ما فشلت فيه تركيا بمشروع الشرق الاوسط
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 30, 2017 8:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428



قمة البحر الميت تكمل ما فشلت فيه تركيا بمشروع الشرق الاوسط الكبير



لم تكن القمة العربية المنعقدة بالبحر الميت الا حلقة ختامية لمرحلة حملت لقاءات واتصالات وزيارات مكوكية بعد مجئ الرئيس الامريكي دونالد ترامب وبرعايته، فتوقيتات زيارات واتصالات القادة العرب بالرئيس الامريكي الجديد توضح بعض الامور، وتحرك وهدف اسرائيل من كل ما حدث، وما دار بالبحر الميت يوضح المشهد مجملا، والى اين نحن ذاهبون.



فدولة الاحتلال برغم عدوانها المتكرر على سوريا، وعدم توقف الاستيطان، والتفنن فى الاعتداء على ساحة الاقصى، وتصفية العديد من عناصر حماس اخرها مازن فقها، ثم الاستيلاء على ثلاث بلوكات بحرية لبنانية، قبل ان تطلب من ترامب ان يضغط على بيروت لتعديل المناقصات التى ستطرحها لبنان بخصوص اكتشاف النفط بمياها الاقليمية، لم يتطرق لها أي زعيم عربي بأي أدانة، فما التحدى الاكبر والاخطر اذا الذى يواجه العرب اليوم، حقيقة الامر هناك ثلاث مشاهد يشرحو لنا كل ما حضر بالكواليس الفترة الماضية سواء كان بواشنطن او تل أبيب أو العقبة أو غيرها.



المشهد الاول: واستكمالا لمسيرة السيد/ عمرو موسي، فقد وجهت الجامعة العربية طعنة جديدة لليبيا وشعبها وجيشها، بعد أن منحت قبلة الحياة للمنتهي أكلينكيا وسياسيا فايز السراج، والبداية لم تكن من اليوم، بل بتحضيرات ولقاءات السيد/ احمد ابو الغيط مع موجيريني وغيرها بالفترة الاخيرة، وأكتمل الامر بالامس عندما أعلن العاهل السعودي دعمه للمبادرة التونسية تجاه ليبيا اثناء لقائه برئيس تونس، قبل أن يتوجه الباجي السبسي بدعوة المشير خليفة حفتر للاجتماع معه فى تونس، ولكن الجنرال الليبي الذى أتهم تونس بالانحياز لجماعة الاخوان الارهابية فى طرابلس لم يبلغ السبسي أي رد حتى الان، كما لا نغفل التحرك السعودي الاخير بالملف الليبي والذى جاء لخدمة أمين المصالح الغربية بليبيا فايز السراج، واستكمالا لدورها فى 2011 عندما قامت بتحييد الصين عن مساندة القذافي، ودعم الحظر الجوي بليبيا تمهيدا لتدمير بنيتها التحتية على يد حلف الناتو، ودور بندر بن سلطان مدير الاستخبارات السعودية الكارثي وقتها تجاه ليبيا.



المشهد الثاني: عودة الاتصال بين القاهرة والرياض، وهى بدأت مع زيارة محمد بن سلمان لواشنطن، والتى انعكست بشكل مباشرة فى عودة ارامكو لتصدير النفط مرة اخرى لمصر، وبتأكيد لن يكون حرص ترامب (أو نتنياهو) الذى ينتظر الان العاهل الاردني لمعرفة نتائج الكواليس بعيدا عن المشهد السطحي المعتاد للقمة العربية، حريص على عودة العلاقات بين القاهرة والرياض لوحدة الصف العربي، كما أن الاستدارة السعودية السريعة نحو مصر والاردن ليست من أجل عيون الشعبي المصري والاردني، وجائت بأمر ترامب، وربما نرى السيسي الشهر المقبل بالرياض، فلماذا أذا ترامب أو بالاحرى نتنياهو يعيد تشكيلة تحالفات العرب.



المشهد الثالث: دعم خادم القاعدتين الامريكتين تميم للتنظيمات الارهابية صراحه، وفى مقدمتها جماعة الاخوان، الامرالذى يؤكد أن جماعة الاخوان تستعد لمرحلة جديدة مقبلة عليها بما فيها مصر، خاصة أن الكثير منهم يتشدق بطوق المراجعات الفكرية، كي تكون بوابة لهم للخروج من المعتقالات، ثم معاودة ممارسة نفس فكرهم الاصولي ونشاطهم الارهابي كما فعلو بكافة العهود السابقة، خاصة ان جماعة الاخوان تنظر لمستقبلها بعد منتصف العام القادم، أي مرحلة ما بعد الرئيس السيسي، فى ظل تمدد التيار السلفي فى الشارع المصري.



ومن المشاهد التى لا تفوتنا، ذهاب سعد الحريري للرياض على نفس طائرة الملك سلمان بعد سلسلة تصريحات نارية اطلقها الحريري بالفترة الاخيرة بالقاهرة ضد ايران وحزب الله، ولم تأتى اسرائيل بعد ما قامت به بمياه لبنان الاقليمية على لسانه قط، وهو الامر الذى يعكس لنا ما يتم تحضيره بالاقليم، وكيف عاد الحريرى للحضن الدافئ بالرياض وكسر ولو جزء من حالة الخصام مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف بعد صراع طويل بينهم.



حقيقة الامر الان يتم احياء ما يسمى بمشروع دول الاعتدال، ولكن تحت مسمى "المحور السني" لمواجهة ايران بنيابة عن اسرائيل، وهو المشروع الذى كلف به الملك الاب الملك الحسين منذ ثلاثون عاما فى القمة العربية عام 1987 والتى اقيمت بالاردن ايضا، وها هو الاردن الذى دائما وابدا يتحفنا بمصطلحات اقليمية نارية، كمصطلح "الهلال الشيعي" الذى طرحه العاهل الاردني الحالي، او مصطلح "حزام بري ايراني" وهى تعود لرئيس اركان الاردن الحالي يعود مجددا ليطرح لنا شكل الاقليم الجديد بعد فشل تركيا فى تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير، التى أعلنت أنتهاء عملية "درع الفرات" مكتفية بالسيطرة على مدينة الباب، وعلى جانب القضية الفلسطينية فلم تعد تنتظر القضية سوى تصريح دفنها، بينما مشروع فدرلة سوريا يدور فى اروقة اخرى على نار هادئة، أما ملف جزيرتين تيران وصنافير المصريتين، والتى تستموت الرياض للسيطرة عليهم لفرض واقع جديد على الاقليم عبر علاقاتها المباشرة مع اسرائيل، فلا أود التكهن بمصير ذلك الملف، حتى وأن كان تم حسمه، لانه ليس من المعقول أن يقبل الواقع والمنطق، والتاريخ والجغرافيا، دولة عمرها بضعة عقود تنزاع دوله عمرها تخطي سبعة آلاف عاما على ملكية اراضيها.



اخيرا وليس أخرا فقدت القمم العربية الكثير من عروبتها مع فراغ مقعد الجمهورية العربية السورية، فحفظ الله أمتنا من شر أبنائها قبل شر أعدائها.



فادى عيد

المحلل والباحث السياسى بشؤون الشرق الاوسط



http://www.dzayerinfo.com/ar/other/أحوال-مصر/10002.html


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قمة البحر الميت تكمل ما فشلت فيه تركيا بمشروع الشرق الاو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 31, 2017 12:21 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
عماد الدين اديب وتعليق هام

https://m.youtube.com/watch?v=Knh_xvcY-MQ



https://m.youtube.com/watch?v=eAZfwdyjiHY



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قمة البحر الميت تكمل ما فشلت فيه تركيا بمشروع الشرق الاو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 31, 2017 1:10 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
مارتن انديك: استراتيجية سداسية لمواجهة ايران بدعم الحكومة العراقية وعلينا تشجيع المقاربة السعودية مع بغداد.. ترامب يريد حل الازمة في اليمن ويعمل على تكثيف الدعم العسكري للسعودية ودولة الامارات.. وعلينا التعاون مع اسرائيل لمنع حزب الله من الوصول الى الجولان

ادلى الدبلوماسي الاميركي السابق المعروف مارتن انديك بشهادة امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي حول “الاستراتيجية الاميركية حيال ايران”، وذلك بينما يبحث الكونغرس تبني مشروع قرار جديد ضدها تحت ذريعة برنامجها للصواريخ البالستية وما يسمى دعمها للارهاب، وغيرها من الامور.
وقال انديك الذي يعد من ابرز الشخصيات الاميركية الصهيونية، ان رسم استراتيجية شاملة ضد ايران يعد “اولوية ملحة”، وذلك لان “طموحات ايران للهيمنة تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها بالشرق الاوسط”، بحسب تعبيره.
وتطرق انديك الى عدد من العناصر ضمن ما وصفها “استراتيجية للرد” على ايران، وقال ان العنصر الاول هوالتطبيق الصارم للاتفاق النووي.
واضاف بان العنصر الثاني يتمثل بدعم الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي وكذلك دعم القوات المسلحة العراقية بينما تقاتل من اجل هزيمة “الدولة الإسلامية” واستعادة الموصل وما اسماها “المناطق السنية في العراق”، وبينما شدد على استحالة ازالة نفوذ ايران بالكامل في العراق، اشار الى امكانية مواجهة هذا النفوذ.
وتابع انديك بان عدم انخراط السعودية والدول “الخليجية العربية” بشكل جاد مع الحكومة العراقية على مدار الاعوام منع من مواجهة نفوذ طهران في العراق. غير انه اضاف بان الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً الى بغداد و”المسعى السعودي للانخراط مع العشائر السنية في العراق” (بحسب توصيف الدبلوماسي الاميركي السابق)، يبشر بمقاربة جديدة يجب “تشجيعها واستمرارها”.
كذلك قال انديك بشهادته ان ما اسماها “الميليشيات الشيعية التي تديرها ايران” وفي حال ملأت الفراغ الناتج عن هزيمة “الدولة الاسلامية” في العراق، فان ذلك يعني بان ايران قد اتخذت خطوة كبيرة جداً نحوانشاء جسر بري يمتد من ايران الى العراق ومن ثم سوريا ولبنان.
وشدد على ان ذلك يجعل من دعم “الدول السنية” لاي مساعي تقودها اميركا من اجل اعادة اعمار ما تم تدمير في العراق امراً ضرورياّ.
امام العنصر الثالث بحسب انديك، الاستراتيجية الاميركية حيال ايران فيتمثل بالعمل على حل سياسي للحرب على اليمن، واذا اشار الى ان ادارة ترامب تدرس حالياً امكانية تكثيف الدعم العسكري للسعودية ودولة الامارات في اليمن، شدد على ان مثل هذه الخطوة لن تكون منطقية الا في حال ترافقت مع استراتيجية دبلوماسية لانهاء الحرب، محذراً من ان الولايات المتحدة قد تنجر الى “المستنقع اليمني”، بالتالي شدد على ان الدعم الاميركي للدول العربية التي تخوض حرباً على اليمن يجب ان يضع شرطاً ينص على ضرورة ان تسعى السعودية للتوصل الى حل سياسي.
هذا فيما قال انديك ان العنصر الرابع يتمثل بتقليص نفوذ ايران في سوريا، واعتبر بالوقت نفسه ان هذا العنصر يعد الاصعب والاكثر تعقيداً باستراتيجية “الرد” على ايران.
وشدد على ضرورة الاعتراف بان كل من الولايات المتحدة وروسيا غير قادرتان على تحقيق هذا الهدف في ظل الظروف الحالية، وهوما يستوجب تحديد اهداف “اكثر تواضعاً”.
وتابع بان واشنطن يمكنها على سبيل المثال الضغط على روسيا من اجل منع ايران من الاستفادة من الموانىء البحرية في سوريا، اذ ان سيطرة ايران على ميناء بحري سيمكنها من ارسال السلاح الى حزب الله بسهولة اكبر، بحسب تعبيره.
كذلك شدد انديك على ضرورة دعم الولايات المتحدة للموقف الاسرائيلي الذي يطالب روسيا بالضغط على ايران وحزب الله كي لا تقوم هذه الاطراف “بارسال قواتها الى مرتفعات الجولان”، بحسب تعبيره.
واضاف بان وجود “قوات تابعة لايران وحزب الله” في الجولان يحمل معه خطر فتح جبهة الجديدة في جنوب لبنان، وبان ذلك سيشكل تهديد كبير “للحليف الاسرائيلي”.
كما اشار انديك الى اهمية العمل على حل سياسي في سوريا “يؤدي بالنهاية” الى رحيل الرئيس بشار الاسد، مشدداً على اهمية وضع شرط للتسوية السياسية يتمثل بمغادرة جميع “القوات الاجنبية” من سوريا.
وتابع انديك بان العنصر الخامس هو الاستفادة من قدرات الحلفاء الاقليميين ضمن “استراتيجية امنية اقليمية”.
وتحدث عن وجود “استعداد جديد” في المنطقة بهذا الاطار، لافتاً الى ان تركيا على سبيل المثال قامت مؤخراً بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بينما دول الخليج تقوم “بتطوير علاقاتها الامنية مع “إسرائيل”، كذلك قال ان التعاون الامني بين مصر و”إسرائيل” وصل الى مستوى غير مسبوق. وعليه اعتبر انه “حان الوقت لاختبار استعداد الحلفاء للانضمام معاً في اطار ترتيب امني اقليمي سيسمح لنا جميعاً بتنسيق جهودنا ضد ايران بفاعلية اكبر”.
وقال انديك ان العنصر السادس يتمثل بالتأسيس للمفاوضات مع ايران حول ما اسماه “طموحاتها وسلوكها بالمنطقة”. واضاف بان مشروع القرار الجديد بالكونغرس المطالب بفرض عقوبات جديدة على ايران، وكذلك العناصر الخمس الاخرى التي سبق وتحدث عنها، انما تشكل ارضية للانخراط مع ايران في حال



http://www.raialyoum.com/?p=647475


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قمة البحر الميت تكمل ما فشلت فيه تركيا بمشروع الشرق الاو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 31, 2017 1:16 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
كوابيس ما بعد داعش!


باقتراب حسم الحرب على «داعش» قد تستبدل الكوابيس المقيمة بكوابيس جديدة، والأوطان المنتهكة بأوطان مقسمة.
تختلف درجة الخطر من دولة عربية إلى أخرى، لكن المصير مشترك فى نهاية المطاف.
لعقود طويلة سادت أدبيات الجامعة العربية تعبيرات العمل العربى المشترك، دون أن تبلور نفسها ــ بأغلب الأحوال ــ فى أى خطط على شىء من الجدية.
إذا ما تقوضت اللعبة كلها ــ كما هو مرجح فى معظم السيناريوهات المتداولة ــ فإن وحدة المصير سوف تؤكد نفسها على أطلال نظام عربى أخفق أمام تحدياته.
على الرغم من فداحة التحديات فإن لا أحدا تقريبا يعول على ذلك النظام، ولا مؤسساته، ولا القمة التى توشك أن تلتئم.
من فرط الإخفاق الطويل تكاد أى آمال أن تقارب الأوهام فى لحظة مواجهة الحقائق الأخيرة، التى تتحرك على الأرض بتحدياتها ونيرانها.
التحدى الرئيسى الأول أمام القمة المرتقبة، الصورة التى قد يستقر عليها المشرق العربى فى العراق وسوريا بعد إزاحة ما تسمى «الدولة الإسلامية».
لم ينشأ التنظيم المتشدد من فراغ، فهو ابن أوضاع وسياسات لحقت احتلال العراق عام (٢٠٠٣)، فككت بنية دولته، وأنهكت مجتمعه فى صراعات مذهبية وعرقية.
كان ذلك مقصودا حتى لا تقوم للعراق قومة مرة أخرى.
بصورة أو أخرى، فإن الذين عملوا على تفكيك ثانى أكبر دولة عربية دفعوا ثمنا باهظا، والذين مولوا وسلحوا جماعات العنف والإرهاب اكتووا بنارها.
بدت حماقة كاملة أن يصرح الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان»، قبل ساعات من العمل الإرهابى الذى استهدف البرلمان البريطانى، بأن السياسات الأوروبية تجاه بلاده سوف تؤدى إلى عدم تمكن مواطنيها من المشى فى الشوارع، كأنه يحمل نفسه مسئولية الإرهاب العالمى، أو يلوح بأن صلاته مع «داعش» لم تنقطع تماما.
هكذا أدخل نفسه فى أزمة عميقة مع الاتحاد الأوروبى، ووضع نفسه مجددا فى دائرة الضالعين بدعم الإرهاب.
تفلت «أردوغان» بالحماقة إحدى صياغات التوتر العام الذى يخيم على الإقليم كله، انتظارا لما بعد «داعش»، من ترتيبات وخرائط، من بينها إنشاء دولة كردية على الحدود السورية، وهو ما يضرب بالعمق فى مستقبل تركيا كدولة موحدة.
بعض التوتر طبيعى، وبعضه الآخر مكتوم، أو مذعور، أو أحمق.
باليقين هزيمة «داعش» على الأرض ليست كلمة النهاية فى الحرب على الإرهاب.
إزاحة «مشروع الدولة» بقوة السلاح شىء، وبناء أوضاع جديدة تنفى الأسباب التى أفضت إلى «داعش» شىء آخر تماما.
الإزاحة توشك أن تستكمل معاركها فى غضون عام (2017)، هذه مسألة شبه محسومة، لكن ماذا بعدها؟
بأى نظرة على الخرائط السياسية والعسكرية فإن سيناريوهات الإضطراب فى العراق مرجحة، واحتمالات التقسيم فى سوريا غير مستبعدة.
إذا ما تفاقمت الاضطرابات ونشأت دويلات جديدة فإنها مشروعات احترابات مذهبية وعرقية بلا نهاية معروفة؛ تفسح المجال لإعادة إنتاج «داعش» ونظيراتها بصورة أكثر شراسة فى العالم العربى المتداعى، واتساع العمليات الإرهابية داخل العواصم الأوروبية.
حسم معركة الموصل نقطة تحول مهمة فى الحرب مع «داعش»، لكنها ليست نهاية الحرب.
ما يتلوها من ترتيبات قد تؤجج أسباب الإرهاب ونزعاته وتدفع به إلى أطوار جديدة.
استهداف البرلمان البريطانى إشارة لاتساع محتمل فى العمليات الإرهابية بقلب أوروبا، بكل عواقبه الوخيمة على الجاليات العربية والإسلامية وصورة الإسلام نفسه.
ظاهرة «الذئاب المنفردة» قد تأخذ مدى أكبر وأخطر مما هو جار حاليا.
اليأس أحد محركات الإرهاب، وعندما يستخف بأى حق فإن أحدا لا يستطيع أن يوقف انفجارات العنف.
على الرغم من الكلام العربى الكثير عن استراتيجيات مكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى وسد الثغرات الاجتماعية التى تسمح بتمركزه وتمدده، فإنه لا يوجد أى رؤية تعرف أين مواضع أقدامها، وما الخطوات التالية لدحر «داعش»، وما يتوجب فعله الآن وليس غدا؟
الانقسام هو العنوان العربى الرئيسى على الأزمات السورية والعراقية، والحسابات الضيقة لها الصدارة.
فى ظل تلك الأوضاع فإن العالم العربى ينتظر ما قد تجرى به سياسات ومصالح اللاعبين الدوليين والإقليميين الآخرين، بلا قدرة على صد خطر، أو منع كارثة.
التحدى الرئيسى الثانى، الذى يطرح نفسه بتوقيته وسياقه على القمة العربية، عنوانه مستقبل القضية الفلسطينية.
بالنظر الاعتيادى فهو عنوان دائم على اجتماعات القمة، تكتب بشأنه صياغات معتادة، تنسى اليوم التالى، حتى يعاد كتابتها مرة أخرى فى مناسبات مماثلة.
وبالنظر الماثل فهو قضية حياة أو موت.
إذا كان هناك من يتصور أنه يمكن إنكار «العامل الإسرائيلى» فى مجريات معارك المصير فى المشرق العربى، وفى مناطق مشتعلة أخرى، أو أنها بصدد اقتناص الفرصة التاريخية السانحة لإنهاء القضية الفلسطينية؛ فهو واهم.
أسوأ ما يحدث الآن الهرولة المتزايدة، وبعضها معلن، إلى استرضاء إسرائيل، بظن أن ذلك مما يحفظ النظم، بينما تضفى عليها أسباب القوة والإملاء وحصد الجوائز دون استحقاق.
الهرولة بذاتها تشجع على ضياع ما تبقى من حقوق، وتفتح المجال للتوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية، وتهويد القدس، وإعادة طرح سيناريوهات «الوطن البديل» فى الأردن، أو سيناء، أو ربما العراق إذا ما جرى تقسيمه، فضلا على ضم الجولان السورية.
بكلام آخر مستقبل القضية الفلسطينية أصبح فى عهدة الخرائط المنتظرة والقوى التى ترسمها وفق مصالحها وحساباتها.
من المتوقع أن يتضمن بيان القمة تأكيد الالتزام بـ«حل الدولتين»، وإدانة الاستيطان، غير أن غياب المواقف العملية يخفض من قيمة هذا الالتزام وجدواه.
إذا ما جرت تقسيمات على خرائط وأنهيت القضية الفلسطينية، فإن أى مفهوم للأمن القومى يكون قد انتهى، وينهار معه النظام العربى الحالى ممثلا فى الجامعة العربية، وينشأ على أنقاضه نظام إقليمى جديد، العرب هم الطرف الضعيف فيه.
هل يمكن تجنب مثل ذلك السيناريو المروع والماثل؟ هل يمكن منع تقوض دول فى الإقليم وتفشى الإرهاب بصورة ربما أكثر شراسة؟ وهل يمكن رد اعتبار العروبة من جديد بحد أدنى من التوافقات الضرورية؟ ثم هل يمكن التطلع بشىء من الأمل إلى بناء دول حديثة حرة وعادلة؟
إذا لم تكن هناك إجابات لها قوة الإلهام فإن لعنة الكوابيس سوف تأخذ مداها.



http://www.shorouknews.com/mobile/colum ... 6c5c36f0e7


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط