الموضوع طبعاً مكنشي وليد اللحظة.
يعني الشعوب الإسلامية لم تستيقظ صباح يوم لتجد نفسها في ذيل الأمم من الناحية العلمية والاقتصادية ، وأعدائها يطرقون أبواب عواصمها التليدة واحدة تلو الأخرى.
دا أمر متفق عليه بين الجميع.
ولكن الأسباب المؤدية لذلك هي موضع الخلاف.
لكن أكتر حاجة تغيظ في هذا الموضوع هو تسطيح بعض المنبطحين والمنسحقين حضارياً وثقافياً أذيال أبواق العدو المندسة بيننا وحصر ذلك الأمر في إنو السبب هو حجاب النساء وصحيح البخاري وتقليد المذاهب الفقهية مما أدى إلى حدوث تصدع بؤري في لاوعي الأمة أفضى بها إلى التيه العقلي والجمود الشعوري في صحارى التخلف العلمي المعملي ..................... الخ تلك المقولات الفاسدة المنطلقة من عقول أفسد.
الموضوع تم على فترات وحقب وكان لكل فترة مستهدف ما ، بعد الوصول ليه يتم الانتقال إلى ما بعده.
البداية كانت لما أمراء عالم السر والخفاء الذين صنعوا الحركات السرية في أوروبا ، وهي في حقيقتها جسم واحد مترابط وله غاية واحدة ، قد قرروا ........................
لا الموضوع أبعد من كده حبتين.
فبعد تضعضع الدولة الإسلامية المركزية الواحدة وتفتتها ما بين الدولة العباسية ومركزها العراق والعبيدية ومركزها مصر والأموية ومركزها الأندلس.
تفرق الهم وتوزعت الجهود ما بين هنا وهناك.
يعني لما كانت التحالفات الأوروبية تقضم دولة الأندلس قطعة قطعة ، كانت جحافل الصليبيين تعصف بالشام ومصر ، وبوادر الهجمة المغولية والصراعات تفتت البقية الباقية من الدولة العباسية.
فاختفت الجبهة الموحدة الشاملة القادرة على الحشد الشامل لكل القوى.
وكل دولة انشغلت بنفسها.
ومش كده وبس دا في خلال هذه الحقب كانت الجبهة الأوروبية بدأت تكون أكثر تماسكاً.
ليه ؟
لأنو عهد الإقطاعيات وإنو كل إقطاعية يكون لها جيشها وقائدها والملك مجرد صورة ورمز كان قد قارب على الزوال.
ونجح الملوك في تكوين جيوش قوية وإخضاع تلك الإقطاعيات للمركزية الملكية وممارسة سلطات فعلية عليها.
وبكده لما كانت الجبهة المقابلة بتتوحد كانت جبهتنا الداخلية بتتمزق.
ومن قرن لقرن ظهرت الصورة بهذا الشكل.
كمان كان من ثمار الهجمات المستمرة على عمق العالم الإسلام سواء من المغول أو الصليبيين استنزاف الموارد الطبيعية المعينة على المواجهة.
للدرجة التي أوصلت السلطنة المملوكية في مصر في عصر فنصوة الغوري إنها لا تجد الخشب الكافي لبناء السفن لمواجهة الأساطيل الأوروبية التي ظهرت فجأة أمام سواحل الهند وقطعت الطريق على تجارة التوابل التي كانت من أعظم مصادر الدخل للشعوب الإسلامية.
دا مش بس كده دا كمان كانت الأساطيل المعادية تجوب البحر المتوسط وتشن الهجمات على الثغور الإسلامية في مصر والشام ومصر مش لائية خشب لبناء السفن اللازمة بالعدد الكافي.
دا كمان وصلت استغاثات من شعوب القارة الإفريقية المطلة على السواحل للبحر الأحمر والمحيط الهندي تستنجد بمصر من هجمات الأساطيل الأوروبية.
ومصر لا تجد المواد الخام اللازمة لذلك ، وكمان الفنيين المطلوبين لتجهيز سفن بهذا العدد.
فكان أن صدرت الأوامر بمصادرة ما يصلح من شجر يمتلكه أفراد الشعب وقطعه لعمل السفن كشجر الجميز.
ودا أدة لحالة من السخط الشعبي ، ودا أمر مستهدف في حد ذاته.
ولما مصر طلبت من الدولة العثمانية المساعدة بالمواد الخام والفنيين كان الرد خذوا ما تحتاجونه من أخشاب ولكن الفنيين نحن بحاجة لهم لعمل سفن لمواجهة التحديات الأوروبية ولمحاولة بناء أسطول لنجدة مسلمي الأندلس.
طيب هل تصدق يا مؤمن إنو حتى شحنات الخشب إلي كانت مصر بتحاول تستوردها من الخارج أو تأتي بها من بلاد الشام كان بيتم الإغارة عليها ونهبها أو حرقها.
طبعاً الشجر لم ينضب في مصر علشان كانوا بيقطعوه ويعملوا منه ورق لكتابة صحيح البخاري وكتب التراث.
دا حصل كنتيجة لاستنزاف موارد الدولة المصرية في المواجهات مع الصليبيين والمغول.
طبعاً بعد كارثة المغول إنسى ياغالي الجزء دا من العالم الإسلامي لكام قرن من أول العراق وصولاً لأفغانستان.
وبعد ما الأمور بدأت تتلم هناك وتظهر دولة أو دول مركزية قادرة على حشد القوى الإسلامية تم ضرب تلك الجهود بالروافض الصفويين الذين جرفوا وسحقوا بمعنى الكلمة تلك المنطقة وباعوا تراثها للغرب الأوروبي.
مش بس كده دول دخلوا الدولة العثمانية في صدام معاهم واستنزفوا جزء من قوتها في مواجهتهم.
مش بس كده كمان دول كان فيهم - أقصد الصفويين - دماء أوروبية غير مسلمة.
وفي موضوع كيف تشيعت إيران تفصيل ذلك إن شاء الله يسر الله إتمامه.
طيب نرجع تاني لموضوع طريق تجارة التوابل.
وقبل نكبة الصفويين التي نكب بها العالم الإسلامي وبالتحديد بعد تصفية آخر إمارة صليبية في عكا على يد الجيش المصري عام 690 هـ بدأت الجبهة الأوروبية في اعتماد سياسة الحصار الخانق للدولة المصرية.
إحنا خلاص قلنا إنو بعد نكبة المغول الجزء إلي هناك بجوار العراق من العالم الإسلامي دخل في مرحلة من التيه استمرت ما يقرب من قرنين ولما بدأت الأمور تتزن وتحصل حركة للإمام قوى الغرب الأوروبي كانت نكبتهم بالصفويين.
ودول المغرب الأقصى وبقية المسلمين في الأندلس كانوا تحت ضغط رهيب من الجبهة الأوروبية هناك.
والدولة العثمانية كانت لسة في طور التكوين.
مكنشي فيه دولة مستكملة أركان الدولة بالمعنى المفهوم وقادرة على المواجهة إلا السلطنة المملوكية ومركزها مصر.
فتم وضع مخطط للتعامل مع مصر تمثلت خطوطه العريضة فيما يلي :
- فرض حصار اقتصادي خانق وقطع أي علاقات تجارية بين السلطنة المملوكية وأوروبا.
فصدرت المنشورات الباباوية تبعاً بذلك وفرضت الحرمان الكنسي على المخالف بل وأعطت الحق لمن يلقي القبض على من خرق الحصار بأن يصيره عبداً له ويستحوذ على كل بضائعه.
وأخذت التدابير المختلفة لإنفاذ ذلك ولتفعيله على أرض الواقع ضد من كان يتعامل بعقلية الربح والتجارة لا الالتزام العقدي.
- اتخاذ كل السبل للوصول لطريق التوابل وقطع هذا المصدر من الدخل عن مصر.
لأن السلطات المصرية كانت مسيطرة بشكل كبير جداً على هذا الأمر.
- كمان المحاولة للوصول لمنابع النيل وقطعه عن مصر ، من خلال الاندساس وادعاء الإسلام لتسهيل ذلك يعني طابور خامس لأن السلطات المصرية كانت تمنع الغربيين وسفنهم من السير في النيل.
وبالفعل نجحت تلك الجهود بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وانهالت الرسائل من الأحباش على ملوك أوروبا تطلب منهم المساعدة على قطع النيل عن الكفار إلي همة أهل مصر المسلمين يعني.
كان من نتاج هذا الحصار إنو مش بس الخشب ندر في مصر لا دا حتى الذهب كمان.
ودا أدى لحصول خلل اقتصادي رهيب كنتاج لقلة الذهب المستخدم كأداة للتقييم السلعي.
يعني انتقلوا ببلدان العالم الإسلامي من استنزاف الموارد للحصار الخانق للضغط المستمر وشغل الشعوب الإسلامية بالمواجهات العسكرية التي لا تكاد تتوقف.
وكمان بتدمير جزء كبير من العالم الإسلامي على يد الروافض الصفويين ونهب خيارته وتراثه العلمي ونقله لأوروبا.
طبعاً دا أدى إلى العديد من الهزات الاقتصادية وعدم الاستقرار المجتمعي الذي بالضرورة هو الطريق للإبداع العلمي والمعرفي.
وفي المقابل كانت الدول الأوروبية تنتقل لمرحلة الدول المركزية الكبيرة.
وكمان اكتشاف الأمريكتين ونهب ثرواتهما لصالح أوروبا أضاف قوة هائلة لتلك الكفة.
دي كانت الخطوط العامة أما التفصيلات والتي بها تتضح الصورة أستكملها في الحلقات القادمة إن شاء الله.
يتبع إن شاء الله.