موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: دورات الزمن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 26, 2010 10:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:09 am
مشاركات: 1144
[font=Traditional Arabic] [align=center]الإساءة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
حرق المصحف .... إلخ [/align]هذا المقال يعد نظرة في الماضي عن حوادث الحاضر والمستقبل,
فالتاريخ دائما ما يكرر نفسه ويدور الزمن في دورات متشابهة.
فما رأيناه في هذه الأيام من محن وابتلاءات قد ذكرتني بأحداث مشابهة لها
جعلتني تلقائيا أقارن بين هذا العصر الحالى والعصور السابقة
فانظر يا أخي إلى الحوادث التي نمر بها هذه الأيام
فلعل كثيرا منها ليس وليدا لهذا العصر خاصة,
بل حدث قديما ما يماثله
مثلما يحدث ألان من تحدي سافر لمشاعر المسلمين من جهة الغرب متخذين في ذلك كل وسيلة ممكنة
خاصة عندما تكون في شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كان ذلك ملحوظا أيضا وقت الحروب الصليبية,
فقد حاولوا أكثر من ذلك حتى أن واحدا من قوادهم ويدعى أرناط
قام بحملة قصد بها المدينة المنورة,
ولكن كان هناك في زمنهم رجال ولكل زمن رجال,
وكان من هؤلاء الرجال السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي قال لأرناط هذا قبل أن يقتله:
" ها أنا أنتصر لمحمد منك "(1),
ولما رأى الملك جفري مقتل أرناط وتأكد أن صلاح الدين سيلحقه بصاحبه,
قال له صلاح الدين ليهدأ من روعه:
" لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، إلا أن هذا تجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم " (2).
هذه الكلمات توضح لنا كيف كان يفكر السلطان صلاح الدين الصوفي الأشعري,
وسبب إصراره على قتل أرناط,
وكان السبب تجرأه على الأنبياء,
وانظر إلى أدب السلطان المظفر مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
لم يقل: " تجرأ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم "
بل قال كناية: " وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم ".
فالسلطان صلاح الدين يوسف الأيوبي كان من الرجال الذين ملأ كيانهم حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن هؤلاء الرجال أيضا قائده وأستاذه نور الدين محمود.
ــــــــــــــــــ
(1) انظر - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي
- وتاريخ الإسلام للذهبي
(2) انظر - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي
[/font]

_________________
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه
قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 26, 2010 11:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:09 am
مشاركات: 1144
[font=Traditional Arabic]أذكر هذه الحكاية لأنني وجدت التاريخ دائما يكرر نفسه في دورات متشابهة,
وكل دورة تمر بنفس الأطوار,
لذا يمكننا نفسر بهذه الظاهرة ما تمر به الأمة الآن من حوادث.
[align=center]يتبع إن شاء الله تعالى[/align]
[/font]

_________________
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه
قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 06, 2010 9:11 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:09 am
مشاركات: 1144
[font=Traditional Arabic]والحكاية أن البرنس أرناط كما عرفه العرب
أو رينولد دي شاتيوكما يدعوه الصليبيون,
وتنطق بالفرنسية هكذاRenaud de Chatillon
سار إلى المدينة المنورة وكان دافعه كما ذكر ابن جبير:
" أنهم كانوا عازمين على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وإخراجه من الضريح المقدس" (1)

يصف المقريزي الواقعة فيقول:
"وأنشأ البرنس أرناط صاحب الكرك سفنا، وحملها على البر إلى بحر القلزم، ....
وسارت البقية نحو عيذاب، فقتلوا وأسروا، وأحرقوا في بحر القلزم نحو ست عشرة مركبا
وأخذوا بعيذاب مركبا ياتي بالحجاج من جدة، وأخذوا في الأسر قافلة كبيرة من الحجاج فيما بين قوص وعيذاب، وقتلوا الجميع, ...
وأحدثوا حوادث لم يسمع في الإسلام بمثلها،
ولا وصل قبلهم رومي إلى ذلك الموضع،
فإنه لم يبق بينهم وبين المدينة النبوية سوى مسيرة يوم واحد،
ومضوا إلى الحجاز يريدون المدينة النبوية.

فجهز الملك العادل، وهو يخلف السلطان بالقاهرة، الحاجب حسام الدين لؤلؤ إلى القلزم فعمر مراكب بمصر والإسكندرية،
وسار إلى أيلة، وظفر بمراكب للفرنج، فحرقها وأسر من فيها،
وسار إلى عيذاب، وتبع مراكب الفرنج، فوقع بها بعد أيام واستولى عليها، وأطلق من فيها من التجار المأسورين،
ورد عليهم ما أخذ لهم، وصعد البر موكب خيل العرب حتى أدرك من فر من الفرنج وأخذهم،
فساق منهم اثنين إلى منى ونحرهما بها كما تنحر البدن،
وعاد إلى القاهرة بالأسرى في ذي الحجة، فضربت أعناقهم كلهم.

وعاد الأسطول من بحر الروم بعد نكاية أهل الجزائر،
ومعه بطسة للفرنج كانت تريد عكا، بها أخشاب ونيف وسبعون رجلا " (2)
ــــــــــــــــــ
(1) رحلة ابن جبير
(2) السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي
[align=center]يتبع إن شاء الله تعالى [/align]
[/font]

_________________
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه
قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 06, 2010 9:35 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:09 am
مشاركات: 1144
[font=Traditional Arabic]ويصف ابن تغري بردي قتل أرناط على يد صلاح الدين
فيقول:
" ولما فتح الله عليه بالنصر جلس بالدهليز يعني الخيمة فإنها لم تكن نصبت بعد لشغل السلطان بالجهاد، وعرضت عليه الأسارى،
وصار الناس يتقربون إليه بما في أيديهم منهم، وهو فرح بما فتح الله عليه، وأشخص الملك جفري وأخاه، والبرنس أرناط،
وناول السلطان الملك جفري شربة من جلاب وثلج
فشرب منها، وكان على أشد حال من العطش ثم ناولها للبرنس،
ثم قال السلطان للترجمان:
" قل للملك أنت الذي سقيته وإلا أنا فما سقيته "
فإنه كان من جميل عادة العرب وكريم أخلاقهم أن الأسير إذا أكل أو شرب من مال من أسره أمن؛
فلذا قال السلطان لترجمان: أنت الذي سقيته.
ثم أمر السلطان بمسيرهم إلى موضع عينه لهم فأكلوا شيئاً، ثم عادوا بهم ولم يبق عند السلطان سوى بعض الخدم؛
فاستحضرهم وأقعد الملك في دهليز الخيمة،
فطلب البرنس أرناط وأوقفه بين يديه، وقال له: ها أنا أنتصر لمحمد منك.
ثم عرض عليه الإسلام فلم يفعل، فسل النيمجاة فضربه بها فحل كتفه، وتمم قتله من حضر،
وأخرجت جثته فرميت على باب الخيمة؛ فلما رآها الملك جفري لم يشك أنه يلحقه به، فاستحضره السلطان وطيب قلبه،
وقال له: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، إلا أن هذا تجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم، ثم أمره بالانصراف.
وبات الناس تلك الليلة على أتم سرور (1).

كما يذكر الذهبي الواقعة فيقول:
"وكان قد نذر أن يقتل البرنس أرناط صاحب الكرك، فكان ممن وقع في أسره يومئذٍ،
وكان قد جاز به قومٌ من مصر في حال الهدنة، فغدر بهم، فناشدوه الصلح الذي بينه وبين المسلمين،
فقال ما فيه أستخفاف بالنبي وقتلهم، فاستحضرهم صلاح الدّين، ثم ناول الملك جفري شربةً من جلاب وثلج،
فشرب، وكان في غاية العطش، ثم ناولها البرنس أرناط فشرب.
فقال السّلطان للترجمان: قل للملك جفري، أنت الذي سقيته، وإلا أنا فما سقيته.
ثم استحضر البرنس في مجلس آخر وقال: أنا انتصر لمحمد منك.
ثم عرض عليه الإسلام، فامتنع فسلَّ النيمجاه، وحلَّ بها كتفه، وتممه بعض الخاصة (2).

ــــــــــــــــــ
(1) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.
(2) تاريخ الإسلام للذهبي.
[align=center]يتبع إن شاء الله تعالى[/align]
[/font]

_________________
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه
قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط