خبراء وبرلمانيون يؤكدون: وجود خبراء إسرائيليين في السد العالي يهدد أمن مصر القومي
كتب- كرم أصلان والعربي مرزوق:
أثار ما كشفه رئيس اتحاد عمال أسوان لـ «الدستور» أمس حول وجود خبراء إسرائيليين يعملون في صيانة محطات كهرباء السد العالي، ردود أفعال العديد من الشخصيات السياسية، حيث أكد طارق علي مكي -رئيس نقابة العاملين بالسد العالي - وجود خبراء متعددي الجنسيات يعملون منذ سنوات في إصلاح وتطوير شبكات كهرباء السد العالي من بينها جنسيات «برازيلية وأمريكية وإسرائيلية وجنسيات أخري»، يعملون ضمن اتفاقية تطوير السد العالي التي أبرمتها مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات.
وقال: إن العمل داخل السد العالي ينقسم إلي قسمين الأول تابع لمحطات المياه، وهي خالية من أي وجود أجنبي، والقسم الثاني تابع لمحطات الكهرباء التي يعمل بها الخبراء الأجانب منذ سنوات، وتنقسم إلي شركتين : الأولي لتوزيع الكهرباء والثانية لخطوط نقل الكهرباء.
وأضاف مكي: إن الخطورة تكمن في عدم وجود خبرات كافية للعمل داخل السد العالي، فالحكومة أوقفت سفر العاملين بالسد، للحصول علي دورات في كيفية صيانة معدات السد، وقال : أنا توجهت إلي الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لطلب فتح باب التعيين الدائم بالسد، لكن الحكومة رفضت وقامت بفتح باب التعيين بعقود مؤقتة وهو الأمر الذي رفضه العاملون بالسد، لأن يومية العامل فيهم داخل ورش السد حوالي 5 جنيهات في اليوم، في الوقت الذي تتراوح فيه يومية العامل بالخارج 20 و 30 جنيهًا، لافتًا إلي أن الحكومة غير مقدرة لخطورة عدم وجود خبرات مصرية تعمل علي صيانة السد في ظل الوجود الأجنبي المكثف.
ومن ناحيته، يقول هلال دندراوي -رئيس اتحاد عمال أسوان - إن جميع الخبراء الذين يعملون في مصنع حقن جسم السد والمعدات الثقيلة وشبكات الكهرباء من الأجانب ومعظمهم من الإسرائيليين.
وأضاف: إن الحكومة أصبحت غير مهتمة بالسد العالي بدليل سرقة كابلات السد منذ أشهر وهذا دليل علي ضعف تأمين السد ضد أي عدوان خارجي .
من جانبه، اتهم جمال زهران -عضو مجلس الشعب - كل من وافق علي وجود هؤلاء الخبراء اليهود سواء كانوا أمريكيين أو إسرائيليين بالخيانة العظم، لأن وجود مثل هؤلاء واطلاعهم علي أسرار السد العالي ودخولهم هذا الجسد «جسم السد» فيه انتهاك لسيادة الوطن وللأمن القومي المصري، وطالب زهران بإلغاء أي اتفاقيات أمريكية أو غيرها تشرط وجود خبراء أجانب للقيام بأي أعمال في المشروعات القومية التي تتصل بأمن مصر القومي مثل السد العالي، وأكد زهران ضرورة محاسبة المسئولين عن مثل هذا الخطأ الفادح بأقصي سرعة لأن هذا الخطأ سيترتب عليه ضرر كبير جدًا بالأمن القومي المصري، خاصة أن الإسرائيليين يضعون السد العالي ضمن الأهداف الاستراتيجية المهمة التي يمكن استخدامها في حالة حدوث أي مواجهة مع مصر.
أما النائب مصطي بكري فقد أكد أن وجود خبراء يهود سواء أمريكان أو إسرائيليين في السد العالي هو قضية أمن قومي لا يجوز المساس بها من قريب أو بعيد، ونحن نرفض أي وجود أجنبي في السد العالي حتي ولو كان يابانيًا مش إسرائيلي وأنني سوف أتقدم بطلب إحاطة حول هذه الواقعة بعد التأكد منها في الدورة القادمة لمجلس الشعب.
المصدر : عدد جريدة الدستور المصرية : السبت 30 / 8 / 2008 م