[font=Arial]قال أبو عبد الله القاضى، حدثنى أبى قال: كان عندنا ببغداد رجل من التجار صديقا لى ، وكان كثيرا ما أسمعه يقع فى الصوفية قال: فرأيته بعد ذلك يصحبهم، فإنفق عليهم جميع ما ملك قال: فقلت له: أليس كنت تبغضهم? قال: فقال لى: ليس الأمر على ما توهمت قلت له: كيف? قال: صليت الجمعة يوما وخرجت ، فرأيت بشر بن الحارث الحافى يخرج من المسجد مسرعا قال : فقلت فى نفسى، انظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد ليس يستقر في المسجد قال : فتركت حاجتى فقلت: انظر أين يذهب قال : فتعبته فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهم خبزا قال : قلت: انظر إلى الرجل يشترى خبزا قال: فتقدم إلى الشواء فأعطاه درهما وأخذ الشواء قال: فزادنى عليه غيظا قال وتقدم إلى الحلاوى واشترى فالوذجا بدرهم فقلت فى نفسى: والله لأنغصن عليه حين يجلس ويأكل قال : فخرج إلى الصحراء، وأنا أقول : يريد الخضرة والماء قال: فما زال يمشى إلى العصر وأنا خلفه قال : فدخل قرية ، وفى القرية مسجد وفيه رجل مريض قال : فجلس عند رأسه وجعل يلقمه قال : فقمت لأنظر إلى القرية قال : فبقيت ساعة ثم رجعت فقلت للعليل: أين بشر? قال: ذهب إلى بغداد قال: فقلت: وكم بينى وبين بغداد? فقال: أربعون فرسخا فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون إيش عملت بنفسى وليس عندى ما أكترى ولا أقدر على المشى قال: اجلس حتى يرجع قال: فجلست إلى الجمعة القابلة قال: فجاء بشر فى ذلك الوقت ومعه شىء يأكله المريض فلما فرغ قال له العليل: يا أبا نصر هذا رجل صحبك من بغداد وبقى عندى منذ الجمعة فرده إلى موضعه قال: فنظر إلى كالمغضب وقال: لم صحبتنى? قال: فقلت: أخطأت قال: قم فامش قال: فمشيت إلى قرب المغرب قال : فلما قربنا قال لى: أين محلتك من بغداد? قلت: فى موضع كذا قال: اذهب ولا تعد قال: فتبت إلى الله عز وجل وصحبتهم وأنا على ذلك
[/font]
[font=Arial]( من حلية الأولياء )[/font]
_________________ " الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "
|