موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 08, 2014 11:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين

وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين .

اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي بإذنك إلى صراطك المستقيم وعلى آله وسلم تسليما حق قدره ومقداره العظيم .


أما بعد :

فإن الشريعة الإسلامية شريعة سمحة ، جاءت بالرحمة والتيسير والتخفيف ورفع الحرج عن العباد ، ولم تأت الشريعة بالتعسير والتشديد ووضع الحرج على العباد وكيف يكون ذلك وربنا تبارك وتعالى قال لسيدنا محمد صلى الله عليه و آله وسلم :

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) } سورة الأنبياء .

ولقد أدرك ذلك علماؤنا من الفقهاء والأصوليين وفهموه من خلال الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ،
بل واستنبطوا من ذلك قواعد جليلة بنوا عليها كثيرا من المسائل الفقهية ، ومن هذه القواعد :

قاعدة : ( المشقة تجلب التيسير )

بل وتعتبر هذه القاعدة من إحدى القواعد الكبرى التي ينبني عليها صرح الفقه الإسلامي وأصوله، ولها علاقة بمقاصد الشريعة، حيث إنها تدعو إلى التيسير و رفع الحرج والمشقة .


ومن تتبع الشريعة الغراء في أصولها وفروعها يجد ذلك واضحا جليا في العبادات والحقوق والقضاء، والأحوال الشخصية، وغير ذلك مما يتصل بعلاقة الخلق بخالقهم وعلاقة بعضهم ببعض بما يضمن سعادتهم في الدنيا والآخرة.



مفهوم القاعدة :

المعنى اللغوي الإجمالي للقاعدة:
أن الصعوبة والعناء تصبح سببا للتسهيل. !!!


أما المفهوم الشرعي للقاعدة:
أن الأحكام التي ينشأ عن تطبيقها حرج على المكلف ومشقة في نفسه أو ماله، فالشريعة تخففها بما يقع تحت قدرة المكلف دون عسر أو إحراج ، لأن في المشقات إحراجا، والحرج مرفوع عن المكلف بنصوص الشريعة .


أدلة هذه القاعدة :

دل على هذه القاعدة، وعلى بعض القواعد الفرعية الأخرى، التي هي امتداد لها، نصوص من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة، وإجماع الأمة على رفع الحرج والمشقة، منها:


1 – من القرآن الكريم :

- قوله تعالى:
{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } سورة البقرة، الآية 185.

- وقوله تعالى:
{ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) } سورة المائدة .


- وقوله تعالى:
{ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) } سورة النساء .


- وقوله تعالى :

{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } سورة الحج الآية رقم 78 .



2- ومن السنة النبوية :

• ما رواه البخاري 8/30 ،ومسلم 3/1359 :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: { يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا } .



• وما رواه البخاري 1/16 :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة } .


• وما رواه البخاري 1/16 :
عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال :
{ أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة } .





أسباب التخفيف :

حصر السادة الفقهاء أسباب التخفيف والتيسير في سبعة أسباب رئيسة، وهي مجملة:
1- السفر.
2- والمرض.
3- والإكراه.
4- والنسيان.
5- والجهل.
6- والعسر.
7- وعموم البلوى والعجز.



القـواعد المتفرعة عنها :

تفرع عن قاعدة المشقة تجلب التيسير:

قاعدة : إذا ضاق الأمر اتسع.

وقاعدة : إذا اتسع الأمر ضاق.

وقاعدة : الضرورات تبيح المحظورات.

وقاعدة : الضرورة تقدر بقدرها.

وقاعدة : ما جاز لعذر بطل بزواله.

وقاعدة : الحاجة تنزل منزلة الضرورة.

وقاعدة : الاضطرار لا يبطل حق الغير.

وقاعدة : الميسور لا يسقط بالمعسور.



كل ذلك يبين مدى سماحة وتيسير الشرع الشريف على الأمة المحمدية ، ويبين أيضا مدى فهم وإدراك السادة العلماء – الحقيقيين - وغوصهم في بحار بواطن وظواهر نصوص الشريعة الغراء ، على صاحبها أفضل الصلوات و أتم التسليمات .


واتباعا للشريعة الإسلامية في السماحة والتيسير والتخفيف ورفع الحرج عن العباد نذكر بابا من أبواب الشرع الشريف في هذا الأمر وهو :

( فقه ذوي الأعذار والمرضى )

وهو باب عظيم ، ورحمة من رحمات سيد الخلق – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وبركة من بركاته وقبس من أنواره الشريفة الزاكية ، أنعم الله بها على الأمة المحمدية تيسيرا وتخفيفا ورحمة ونورا وبركة إكراما لحضرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وإن شاء الله تعالى ستكون الكتابة في هذا الموضوع على طريقة الحوار قدر المستطاع ودون ذكر الاختلافات المذهبية تيسيرا على أحباب سيدنا رسول الله وأهل بيته الكرام – صلى الله على حضرته وعلى آله وسلم .


والله تعالى أسأل وبسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أتوسل، أن يمن علينا بالعون والمدد والتوفيق وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا

ولا حول ولا قوة إلا بالله .


اللهم صلى على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى وعلى آله وسلم تسليماً عدد ما أحاط به علمك وخط به قلمك وأحصاه كتابك والرضا عن سادتنا أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .



سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 09, 2014 3:03 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8042
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 09, 2014 7:50 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
وجزاكم الله خيرا مولانا الفاضل الشيخ فراج

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 09, 2014 7:55 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
س: في الشتاء يتطاير الطين هنا وهناك ويصيب بعض ملابسنا فهل يلزمنا أن نستبدلها بأخرى طاهرة قبل الصلاة ؟ .


ج:
• لا يجب على المسلم أن يستبدل ثيابه التي أصابها طين الشوارع ، ولا غسل ما أصابه ذلك الطين من ثيابه أو جسمه قبل أن يؤدي صلاته . ما لم تظهر عين النجاسة ، وكان محترزا عن إصابتها .

والله أعلم .


• ومثل ذلك ما يصيب الثياب ليلا أو فجرا عند الذهاب للصلاة ، ولا يدري أنجس ما أصابه أم طاهر ؟ .


• وكذلك ما يتساقط علينا من شرفات المنازل من مياه ولا ندري أطاهرة هي أم نجسة ؟
وكذلك ليس مطلوبا من المسلم أن يشمها .
لما روي عن سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - أنه مر يوما فسقط عليه شيئ من ميزاب ومعه صاحب له .
فقال : يا صاحب الميزاب ، ماؤك طاهر أو نجس ؟
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه : يا صاحب الميزاب لا تخبرنا .. ومضىى .


• ومثل ذلك في التيسير والتخفيف ما يحدث من رؤية نجاسة على الثوب بعد أداء الصلاة فليس عليه أن يعيدها ، وسواء في ذلك من لم يكن عالما بالنجاسة عندما صلى ، أو كان يعلمها ولكنه نسيها ، أو لم ينسها ولكنه عجز عن إزالتها .

والله أعلم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 09, 2014 7:58 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825

• هل تعلم .... ؟


1- أن الاستعانة بغيرك في الوضوء جائزة .

2- وأن من شك في عدد الغسلات يبني على اليقين ، أي ما هو متأكد تماما له أنه غسله .

3- وأنه يباح لك أن تنشف أعضاء الوضوء صيفا وشتاء .

4- وأنه يجوز لك أن تغتسل ببقية الماء الذي اغتسلت منه زوجتك ، والعكس ، كما يجوز لكما أن تغتسلا معا من إناء واحد .

5- وأن الحناء في القدمين والكفين ما هي إلا مجرد لون ولا تأثير لها في صحة الوضوء ، بخلاف غيرها من الأصباغ مما يكون حائلا بين الماء والأعضاء ويسد المسام .

6- وأن من به انفلات ريح يتوضأ لكل صلاة .

7- وأن من به سلس بول يتوضأ لكل صلاة .

8- وأن المستحاضة التي تنزل عليها دماء غير دم الحيض وفي غير عادتها تتوضأ لكل صلاة بعد أن تشد خرقة على مكان الدم ، حفاظا لثيابها وللمكان .

9- وأنها في حكم الطاهرات تصلى وتصوم وتعتكف وتقرأ القرآن وتمس المصحف وتحمله .


والله أعلم .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 09, 2014 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
س : كيف تطهر الأرض المتنجسة ؟ .

ج :
روى البخاري 1/54 عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين» .

ومعنى هذا أن الأرض تطهر بصب الماء عليها عندما تصيبها نجاسة إذا كانت النجاسة مائعة .

وتطهر أيضا بالجفاف .
قال أبو قلابة : جفاف الأرض طهورها .


أما إذا كانت النجاسة لها جرم فلا تطهر إلا بإزالة النجاسة من فوق الأرض ، أو بتحولها إلى تراب .

فلا تطهر الأرض من النجاسة ذات الجرم إلا بزوال عينها أو بتحولها .


وعلى كل مسلم أن يراقب الله فلا يؤذي المسلمين ويبتعد عن ضفاف الأنهار وتحت الأشجار وأماكن الظلال ومجاري المياه لكي لا تصيب عدواه عباد الله فيكون من الآثمين .

وعليه أن يترك مكان الجلوس والصلاة طاهرا نظيفا لكي يتركه غيره له أيضا طاهرا نظيفا ، فالدين النظافة !

روى مسلم 1/203 عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان ... ) .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 09, 2014 9:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
س : ثوبها طويل وقد تصيب ذيله نجاسة الأرض ، فكيف تطمئن إلى طهارة ثوبها ؟ .


ج :
إذا أصابت النجاسة ذيل ثوب فإن الأرض تطهره ،
لما روى الترمذي 1/266 عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَتْ: قُلْتُ لِأُمِّ سَلَمَةَ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُطِيلُ ذَيْلِي وَأَمْشِي فِي المَكَانِ القَذِرِ؟ فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُطَهِّرُهُ مَا بَعْدَهُ» ) اهـ .


قال ابن المنذر في "الأوسط" 2/ 170:
(وقد اختلف أهل العلم في معناه :
فكان أحمد يقول: ليس معناه إذا أصابه بول ثم مر بعده على الأرض أنها تطهره، ولكنه يمر بالمكان فيقذره فيمر بمكان أطيب منه فيطهر هذا ذاك وليس على أنه يصيبه شيء.

وكان مالك يقول في قوله:"الأرض تطهر بعضها بعضا" إنما هو أن يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة، قال: يطهر بعضها بعضا، فأما النجاسة الرطبة مثل البول وغيره يصيب الثوب، أو بعض الجسد حتى يرطبه، فإن ذلك لا يجزيه ولا يطهره إلا الغسل، وهذا إجماع الأمة.

وكان الشافعي يقول في قوله: "يطهره ما بعده" إنما هو ما جر على ما كان يابسا لا يعلق بالثوب منه شيء، فأما إذا جر على رطب فلا يطهر إلا بالغسل ولو ذهب ريحه ولونه وأثره )اهـ .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 10, 2014 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
التــــيـــــمـــــــم

التيمم في اللغة : القصد .

وفي الشرع : القصد إلى الصعيد الطيب لمسح الوجه واليدين بشرائط مخصوصة .

وهو مشروع بالقرآن بالقرآن والسنة :

قال تعالى : { فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43) } سورة النساء .

وروى الترمذي 2/131 قال : وَفِي البَابِ عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَنَسٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ قَالُوا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:{ «جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا وَطَهُورًا» }.


وهو من الخصائص المحمدية الشريفة روى البخاري 1/74 عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " } .



وعن الظروف التي شرع الله فيها التيمم
فقد روى البخاري 5/7 ومسلم 1/279
{ عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره»، حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء؟ فجاء أبو بكر «ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام»، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت: فعاتبني، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، «فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا» فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فقالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته } .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 07, 2014 11:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
شروط التيمم

يشترط لصحة التيمم أمور:



1- منها دخول الوقت، فلا يصح التيمم قبله – على مذهب مالك والشافعي . أما الحنفية وأهل الظاهر فلم يشترطوا دخول الوقت .

2- ومنها الإسلام .

3- ومنها طلب الماء عند فقده .

4- ومنها عدم وجود الحائل على عضو من أعضاء التيمم، كدهن وشمع يحول بين المسح وبين البشرة .

5- ومنها الخلو من الحيض والنفاس .

6- ومنها وجود العذر بسبب من أسباب التيمم الآتي ذكرها .



أسباب التيمم :

ترجع هذه الأسباب إلى أمرين :


أحدهما: فقد الماء، بأن لم يجده أصلاً. أو وجد ماء لا يكفي للطهارة .

ثانيهما: العجز عن استعمال الماء،
أو الاحتياج إليه، بأن يجد الماء الكافي للطهارة، ولكن لا يقدر على استعماله،
أو كان يقدر على استعماله، ولكن يحتاجه لشرب ونحوه،

وأما من فقد الماء، فإنه يتيمم لكل ما يتوقف على الطهارة بالماء من
صلاة مكتوبة،
وصلاة جنازة ،
وجمعة،
وعيد،
وطواف،
ونافلة،
ومس المصحف،
وقراءة القرآن ،
وغير ذلك .

وأما من وجد الماء، وعجز عن استعماله لسبب من الأسباب الشرعية، فإنه كفاقد الماء، يتيمم لكل ما يتوقف على الطهارة .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فقه ذوي الأعذار والمرضى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 07, 2014 11:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2825
ومن أسباب العجز :

1- أن يغلب على ظنه حدوث مرض باستعماله،
أو زيادة مرض،
أو تأخر شفاء، إذا استند في ذلك إلى تجربة، أو إخبار طبيب حاذق مسلم .


2- ومنها خوفه من عدو يحول بينه وبين الماء إذا خشي على نفسه أو ماله أو عرضه، سواء أكان العدو آدميا، أم حيواناً مفترساً .


3- ومنها احتياجه للماء في الحال أو المآل،
فلو خاف عطش نفسه، أو عطش آدمي غيره،
أو حيوان لا يحل قتله، عطشاً يؤدي إلى هلاك،
أو شدة أذى، فإنه يتيمم، ويحفظ ما معه من الماء،
وكذلك إن احتاج للماء لعجن أو طبخ، وكذلك إن احتاج إليه لإزالة نجاسة غير معفو عنها .

4- ومنها فقد آلة الماء، كحبل ودلو، لأنه يجعل الماء الموجود في البئر ونحوها كالمفقود .

5- ومنها خوفه من شدة برودة الماء، بأن يغلب على ظنه حصول ضرر باستعماله بشرط أن يعجز عن تسخينه، فإنه في كل هذه الأحوال يتيمم .

6- ومن وجد الماء، وكان قادراً على استعماله، ولكنه خشي باستعماله خروج الوقت ، بحيث لو تيمم أدركه ولو توضأ لا يدركه، ففي صحة تيممه وعدمها تفصيل المذاهب :

الشافعية قالوا: لا يتيمم بالخوف من خروج الوقت مع وجود الماء مطلقاً، لأنه يكون قد تيمم حينئذ، مع فقد شرط التيمم، وهو عدم وجود الماء.


الحنابلة قالوا: لا يجوز التيمم لخوف فوت الوقت، إلا إذا كان المتيمم مسافراً، وعلم وجود الماء في مكان قريب، وأنه إذا قصد وتوضأ منه، يخاف خروج الوقت، فإنه يتيمم في هذه الحالة. ويصلي، ولا إعادة عليه؛ وكلذلك إذا وصل المسافر إلى الماء، وقد ضاق الوقت عن طهارته، أو لم يضق، لكنه علم أن هذا يوزع بالنوبة، وأن النوبة لا تصل إليه إلا بعد خروج الوقت، فإنه في هذه الحالة يتيمم ويصلي، ولا إعادة عليه.


الحنفية قالوا: إن الصلاة بالنسبة لهذه الحالة
ثلاثة أنواع:
نوع لا يخشى فواته أصلاً، لعدم ترقيته، وذلك كالنوافل غير المؤقتة "
ونوع يخشى فواته بدون بدل عنه" وذلك كصلاة الجنازة والعيد،
ونوع يخشى فواته لبدل، وذلك كالجمعة والمكتوبات، فإن للجمعة بدلاً عنها، وهو الطهر؛ وللمكتوبات بدل عنها، وهو ما يقضى بدلها في غير الوقت.

فأما النوافل، فإنه لا يتيمم لها مع وجود الماء، الا إذا كانت مؤقتة، كالسنن التي بعد الظهر والمغرب والعشاء، فإن أخرها، بحيث لو توضأ فات وقتها؛ فإن له أن يتيمم ويدركها.

وأما الجنازة والعيد، فإنه يتيمم لها إن خاف فواتهما مع وجود الماء.

وأما الجمعة؛ فإنه لا يتيمم لها مع وجود الماء، بل يفوتها، ويصلي الظهر بدلها بالوضوء، وكذلك سائر الصلوات المكتوبة. فإن تيمم وصلاها وجبت عليها إعادتها.



المالكية قالوا: إذا خشي باستعمال الماء في الأعضاء الأربعة في الحدث الأصغر، وتعميم الجسد بالماء في الحدث الأكبر خروج الوقت فإنه يتيمم ويصلي، ولا يعيد على المعتمد، أما الجمعة فإنه إذا خشي خروجها باستعمال الماء للوضوء، ففي صحة تيممه لها قولان، والمشهور لا يتيمم لها وأما الجنازة، فإنه لا يتيمم لها إلا فاقد الماء إن تعينت عليه .

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 19 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط